آباء وعلماء السريان وأدبائهم من الباب الثاني لكتاب اللؤلؤ المنثور

اللؤلؤ المنثور

في تاريخ العلوم والآداب السريانية

بقـــــــلم

اغناطيوس أفرام الأول برصوم

بطريرك انطاكية وسائر المشرق

ܒܖ̈ܘܠܐ ܒܕܝܖ̈ܐ

ܕܥܠ ܡܪܕܘܬ ܝܘܠܦܢ̈ܐ ܣܘܖ̈ܝܝܐ ܗܕܝܖ̈ܐ

ܒܝܕ

ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܐܦܪܝܡ ܩܕܡܝܐ ܕܒܝܬ ܒܪܨܘܡ

ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܐܢܛܘܟܝܐ ܘܕܟܘܠܗ ܡܕܢܚܐ

قدم له ونشره

المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم

متروبوليت حلب

الباب الثاني

آباء وعلماء السريان وأدبائهم

 

الباب الثاني – في تراجم علماء السريان وأدبائهم

توطئة

الحقبة الأولى / 000 ق. م – 758 م

الحقبة الثانية / 773 – 1286

الحقبة الثالثة / 1290 – 1930

الفصل الأول : في تراجم علماء الحقبة الأولى وأدبائها

1: وفا الآرامي

2: بولس ابن عرقا الرهاوي

3: برديصان 222 +

مزامير سليمان وتسابيحه

4: ثئوفيل الرهاوي 309

5: أشعيا بن حدبو327

6: ميلس أسقف السوس 341 +

7: شمعون برصباعي 343 +

8: أفراهاط الفارسي 346

9: مار أفرام الملفان السرياني 373 +:

10- 13 تلاميذ مار أفرام

14: آسونا

القس عبسميا 404

16: اسحق الآمدي 363 – 418 ؟

17: دادا الراهب الآمدي

18: كاتب سيرة أوسابيوس السميساطي

19: قورّلونا

20: آحى جاثليق المدائن 415 +

21: معنا الجاثليق 420

22: ماروثا الفارقي 431 +

23 رابولا مطران الرها 435+

24: بالاي أسقف بالش

25: الشماس يعقوب 451

26: الراهب صموئيل 458

27: القس صموئيل 467

28: القس قزما 472

29 – 30: القسيسان بطرس ومقيم

31: اسحق الرهاوي المعروف بالأنطاكي 491 ؟

32: اسحق الرهاوي (الثاني) 522

33: الخوري بوليقربوس 508

34: اسطيفان ابن صُوديلي 510

35: الشماس شمعون الفخاري 514

36: يوحنا روفس الانطاكي اسقف مايوما 515

37: التاريخ المنسوب إلى القس يشوع العمودي 515 ؟

38: مار يعقوب السروجي الملفان 521 +

39: حبيب الرهاوي

40: مار فيلكسينس المنبجي 523 +

41: برلاها الناسك

42: شمعون رئيس ديرليقين

43: بولس اسقف الرقّة 528

44: مارا مطران آمد 529 +

45: سرجيس الرأسعني 536 +

46: مار يوحنا التلي 538 +

47: القديس سويريوس الأنطاكي 538 +

48: يوحنا ابن افتونيا 538 +

49: شمعون الأرشمي 540 +

50: نقلة مراسيم الملوك ونواميسهم

51: صموئيل الرأسعيني

52: الكونت ايقورمونيوس

53: توما أسقف جرمانيقي 542 +

54: زكريا الفصيح

55: دانيال الصلحي 542

56: مؤرخ شهادة الحميريين

57: يوحنا الثاني رئيس دير قنسرين 544

58: الكاتب المغمور الاسم في دير قنسرين

59: الراهب إيليا

60: موسى الأجلي 550 ؟

61: الراهب السرياني صاحب الكتاب المنحول تاريخ زكريا

62: مار آحودامه 575 +

63: الراهب سرجيس الناسك 577

64: مار يعقوب البرادعي 678 +

65: قرياقس التلي

66: سرجيس ابن كريا (القصير) 580

67: بولس الثاني بطريرك انطاكية 581 +

68: القس قورا البطناني 582

69: يوحنا الأفسسي 587 +

70: بطرس الثالث القلونيقي 591 +

71: يوليان الثاني 595 +

72: ابرهيم الآمدي 598

73: يوحنا بشطالس 600

74: روفينا التاجر بالفضة

75: القس شمعون

76: سرجيس العمودي

77: بولس مطران تلاّ 617

78: الشماس توما 617

79: بولس مطران الرها 619

80: قرياقس مطران آمد 623 +

81: الأنبا بولس 624

82: توما الحرقلي 627 ؟

83: اثناسيوس الأول الجمال 631

84: سويريوس أسقف سميساط 630 أو643 +

85: القس توما

86: القس عماوس

87: يوحنا أبوالسدرات 648 +

88: ماروثا التكريتي 649 +

89: يوحنا مطران بصرى 650 +

90: القس اندراوس الأوشليمي

91: يوحنا نقر الناسك

92: دنحا الأول مفريان المشرق 659 +

93: يانورين الآمدي 665

94: ساويرا سابوخت 667 +

95: الراهب ايثالاها

96: يونان أسقف تل موزلث

97: متى مطران حلب 669

98: الأسقف سويريوس

99: الربان سبروي

100 – 101: الربان راميشوع والربان جبرائيل

102: البطريرك ساويرا الثاني 681 +

103: الربان هارون الفارسي

104: توما الآمدي

105: اثناسيوس الثاني البلدي 686 +

106: ابرهيم الصياد 686

107: يوحنا الأول مفريان تكريت 688 +

108: القس شمعون من دير قنسرين

109: مار يعقوب الرهاوي 708 +

110: الأسقف اوتاليوس

111: القس شمعون رئيس دير العرب

112: القس شمعون السميسطاني

113: داود اسقف مرعش

114: موسى النحلي المؤرخ

115: إيليا الأول

116: الراهب طوبانا

117: الشماس سابا

118: مار جرجس اسقف العرب

119: سبر يشوع

120 – 124: علماء اللغة في دير مار متى

125: مار شمعون الزيتوني 734 +

126: قسطنطين مطران الرها 735 +

127: يوحنا الاثاربي العمودي 738 +

128: دانيال بن موسى

129: يوحنا بن صاموئيل

130: فوقا الرهاوي

131: يوحنا الثاني مطران دير مار متى 752 +

132: اياونيس الأول 754+

133: ايليا سنجار 758 +

الفصل الثاني : في تراجم علماء الحقبة الثانية وأدبائها

134: قرياقس مطران طور عبدين 770

135: الراهب لعازر آل قنداسا 773

136: الراهب الزوقنيني المؤرخ 775

137: نقلة القوانين (النشائد)

138: مار جاورجي الأول بطريرك أنطاكية 790 +

139: الراهب ثاودوسي 806 +

140: ايليا الحراني

141: ثاودورس ابن زوردي

142: شمعون ابن عمرايا 815 +

143: الأنباء داود بن بولس آل ربان

144: قرياقس بطريرك أنطاكية 817+

145: اتنوس الملفان 818

146: المؤرخ القرتميني 819

147: حبيب أبورائطة التكريتي 828

148: لعازر ابن العجوز 829

149: ثاودوسيوس مطران الرها 832

150: توما العمودي 837

151: بنيامين مطران الرها 843+

152: باسيليوس أسقف سميساط 843

153: الربان انطون التكريتي

154: مار ديونيسيوس التلمحري 845+

155: نونا النصيبيني 845

156: المؤرخ المغمور 846

157: ارابي مطران سميساط 850

158: الراهب برحذبشابا

159: القس دنحا الفيلسوف

160: اياوانيس مطران دارا 860

161: يعقوب أسقف عانة 860

162: الراهب شمعون الحصن منصوري 861

163: الراهب ساويرا الأنطاكي 861

164: الربان دانيال البيت باتيني

165: اسحق صاحب النافورا

166: يوحنا الرابع 873+

167: اغناطيوس الثاني 883+

168: البطريرك ثاودوسيوس 896+

169: الشماس زرعة (زورعا) النصيبيني

170: كرشون الغريب

171: أيوب المانعمي

172: مار موسى ابن كيفا 903+

173: حزقيال الثاني مطران ملطية 905

174: ديونيسيوس الثاني 909+

175 – 176: الرهبان روفيل وبنيامين

177: دنحا الفيلسوف 925

178: الشماس شمعون النصيبيني950

179: يعقوب مطران ميافارقين 967

180: يحيى بن عدي 974+

181: اثناسيوس اسقف قليسورا 982+

182: متى أسقف الحصاصة

183: الحسن ابن الخمار

184: الأسقف الرهاوي صاحب كتاب علة كل العلل

185: علماء السريان في القرن العاشر

186: اثناسيوس الرابع 1002+

187: الأنبا يوحنا تلميذ مارون 1003+

188: عيسى ابن زُرعة 1007+

189: ابن قيقي 1016

190: الراهب لعازر 1024

191: يوحنا مطران طور عبدين 1035+

192: الراهب يوسف المطلي 1058

193: يوحنا ابن شوشان 1072+

194: الراهب سرجيس

195: اغناطيوس الثالث مطران ملطية 1094+

196: سعيد ابن الصابوني 1095 +

197: ديونيسيوس ابن موديانا 1120+

198: اثناسيوس السادس 1129+

199: باسيليوس أبوغالب ابن الصابوني 1129 +

200: الراهب ميخائيل المرعشي 1138

201: القس ابدوكوس الملطي

202: طيمثاوس مطران كركر 1143+

203: يوحنا ابن اندراوس 1156+

204: القس صليبا القريكري 1164 +

205: اغناطيوس الثاني مفريان المشرق 1164 +

206: يوحنا مطران ماردين 1165 +

207: باسيليوس ابن شومنه 1169 +

208: إيليا مطران كيسوم 1171 +

209: ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي مطران آمد 1171 +

210: أبوغالب أسقف جيحان 1177 +

211: اغناطيوس رومانس مطران اورشليم 1183 +

212: الراهب هارون

213: ابن وهبون 1193 +

214: مار ميخائيل الكبير 1199 +

215: أطباء القرن الثاني عشر

216: الأسقف يوحنا داود الآمدي 1203

217: اغناطيوس سهدو مطران اورشليم

218: ابرهيم أسقف تلبسم 1207

219: غريغوريوس يعقوب مفريان المشرق 1214 +

220: يشوع سفتانا “الأهدل” 1214+

221: البطريرك يوحنا الثاني عشر 1220 +

222: يوحنا التفليسي 1221

223: حسنون الرهاوي 1227 +

224: جبرائيل الرهاوي 1227

225: ثاوذوري الأنطاكي الفيلسوف

226: المطران يعقوب ابن تشككو 1231

227: المؤرخ الرهاوي 1234

228: يعقوب البرطلي مطران دير مار متى 1241 +

229: القس يشوع آل توما الحصكفي 1248

230: غريغوريوس يوحنا مطران مار متى واذربيجان

231: باسيليوس السبيريني 1254

232: المفريان صليبا الرهاوي 1258 +

233: البطريرك يوحنا ابن المعدني 1263 +

234: ديوسقوس ثاودورس مطران حصن زياد 1275

235: مار غريغوريوس أبوالفرج الملطي مفريان المشرق المشهور بابن العبري 1286 +

الفصل الثالث : في تراجم علماء الحقبة الثالثة وأدبائها 1920 – 1931

تمهيد

236: أبو نصر البرطلي 1290

237: أبو الحسن ابن محرومة 1299 +

238: المطران جبرائيل البرطلي 1300 +

239: توما الحاحي الناسك

240: برصوم الصفي ابن العبري الصغير 1307

241: الراهب يشوع ابن كيلو 1309

242: البطريرك ميخائيل الثاني 1312 +

243: قورلس أسقف حاح 1333

244: ابن وُهيب 1333 +

245: الراهب يشوع ابن خيرون 1335 +

246: الربان صليبا ابن خيرون 1340

247: الشماس عبد الله البرطلي 1345

248: المطران أبو الوفاء الحصكفي

249: الراهب ابراهيم المارديني 1365

250: يوسف ابن غريب مطران آمد 1375 +

251: الراهب دانيال المارديني 1382

252: البطريرك ابرهيم بن غريب 1412 +

253: فيلكسينوس الكاتب 1421 +

254: القس اشعيا السبيريني 1425 +

255: القس سهدو

256: القس شمعون الآمدي 1450

257: قوما بطرك طورعبدين 1454 +

258: البطريرك بهنام الحدلي 1454 +

259: برصوم المعدني مفريان المشرق 1455

260: الراهب غريب المانعمي 1476

261: البطريرك عزيز ابن العجوز 1481 +

262: الراهب ملكي ساقو1490 +

263: الربان يشوع السبريني 1492 +

264: البطريرك يوحنا بن شيء الله 1493 +

265: المطران كوركيس السبريني 1495 +

266: الراهب داود الحمصي 1500 ؟

267: القس ادى السبريني 1502

268: المطران سرجيس الحاحي 1508 +

269: البطريرك نوح اللبناني 1509 +

270: الراهب عزيز المذياتي 1510

271: البطرك مسعود الزازي 1512 +

272: يعقوب الأول بطريرك انطاكية 1517 +

273: يوسف الكرجي مطران أورشليم 1537 +

274: عبد الغني المنصوري مفريان المشرق 1575 +

275: البطريرك نعمة الله 1587

276: وانيس الونكي مطران قبادوقية الرها 1624

277: الشماس سركيس ابن غرير 1669 +

278: الأسقف هداية الله الخُديدي 1693

279: اسحق بطريرك انطاكية 1724

280: القس يوحنا السبريني 1729 +

281: المفريان شمعون 1740 +

282: الخوري عبد يشوع القصوري 1750

283: الراهب عبد النور الآمدي 1755 +

284: المفريان شكرالله الحلبي 1764 +

285: الخوري يعقوب القطربلي 1783 +

286: المطران يعقوب ميريجان 1804 +

287: الأسقف يوحنا البستاني المانعمي 1825 +

288: الأسقف كوركيس الآزخي 1847 +

289: المطران زيتون النحلي 1855 +

290: الشماس نعوم فائق 1930 +

291: القس يعقوب ساكا 1931 +

ملحق وتصحيح

الخاتمة : وفيها خمسة مقاصد

المقصد الأول : في المستشرقين والشرقيين الذين نشروا الكتب السريانية

المقصد الثاني : في تهافت بعض المستشرقين وأقتفائهم على علمائنا والرد عليهم

الباب الثاني – في تراجم علماء السريان وأدبائهم

 

توطئة

 

جدول ملخص للعلماء مقسوماً ثلاث حقب

قبل أن نشرع في هذا الباب بكتابة تراجم علماء السريان وأدبائهم، رأينا أن نلخص في ما يأتي جهد الطاقة جدولهم بقسمته حِقباً ثلاثاً، تسهيلاً لمن شاء أن يلم به إلماماً صادقاً

 

 

 

الحقبة الأولى / 000 ق. م – 758 م

 

تبدأ الحقبة الأولى بالفيلسوفين “وفا” الآرامي ق. م، ثم برديصان في أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث للميلاد، وتنتهي بإيليا أسقف سنجار سنة 758 وهي حقبة امتاز كتّابها بالأصالة والإبداع وجزالة الإنشاء وفخامة الأساليب، كما تميزوا بالإنتاج الأدبي وفوراً وقيمة. وتعد العصر الذهبي لهذه اللغة. إذ تصدر فيها أمراء الكلام الذين قبضوا على ازمة البيان وملكوا أعناق المعاني، وراحوا ينشرون بزّ الفصاحة ويوشون برود البلاغة ويحفظون أشرف عقائل اللغة في أمنع معاقلها. بهم بلغت إلينا على ما تعلم من جزالتها وروعتها، وهم الذين ضفروا على هامتها من درر إبداعهم إكليلاً فاخراً، وتخيّروا من الألفاظ أحسنها مسموعاً وأقربها مفهوماً، وبلغوا الذروة العليا في الفلسفة واللاهوت والتفسير والجدل وفروض العبادة، والفقه والتاريخ والشعر والخطب والترسّل وكتابة السير والقصص. واحرزوا سلامة الملكة والذوق وتخال كلامهم الدر المرصوف واللؤلؤ المنضود والتبر المسبوك.

فأزهر فيها أفرام الكبير وآسونا وقيرلّونا، واسحق الآمدي، وماروثا، ورابولا وبالاي الأسقف واسحق الرهاوي، وشمعون الفخّاري ويعقوب السروجي وفيلكسينوس المنبجي الذي بهر معاصريه عارضةً وبياناً. وبولس الرقّي بنقوله المحكمة لأجل المصنفات الدينية، وسرجيس الرأسعيني وسويريوس الانطاكي اللاهوتي الطائر الصيت، ويوحنا التلي وابن افتونا ودانيال الصلحي المُفسّر. والمؤرخان زكريا أسقف مدللي ويوحنا الأفسسي، وبطرس الرقي البطريرك اللاهوتي وبولس التلي وبولس الرهاوي وتوما الحرقلي جهابذة نقلة الأسفار القدسية والكتب الكريمة، ويوحنا الثالث السدري ويوحنا البُصري، والفلاسفة ساويرا سابوخت واثناسيوس الثاني ويعقوب الرهاوي وجرجس أسقف العرب، ويوحنا الأثاربي وفوقا ابن سرجي وإيليا أسقف سنجار. وغيرهم من نقلة التأليف اليونانية ومؤلفي الفروض الدينية وضبطة متون الكتب القدسية كرهبان دير قرقفتا.

 

 

 

الحقبة الثانية / 773 – 1286

 

 

تفتتح هذه الحقبة بالأستاذ لعازر ابن قنداسي سنة 773 وتُختتم سنة 1286 وهي حقبة حافلة بمصنفات لاهوتية واسعة وخصوصاً شروح الكتاب الإلهي والجدل والفقه والاشتراع والتاريخ. وعني بعض حضنة العلم فيها بالفلسفة وعالجوا صرف اللغة ونحوها وفقهها وضوابطها، واغنوا الطقس البيعي بأدعية ونشائد شتى. وتميز كثير من أركانها بالتصرف في فنون الشعر فحلقوا في جوّه تحليقاً عالياً، واستعملوا القافية والسجع. وجرت البلاغة بين السنتهم وافئدتهم وصدح بلابل الفصاحة في روضتهم، فزها نثرهم بمتانة الحبك وصفاقة الديباجة وأحكام النسج وجزالة التركيب وروعة البيان. ووُجد فيهم رهط توسطوا هذه المنزلة.

نخص بالذكر منهم رئيس الدير داود بن بولس في ترسّله، والبطريرك جاورجي الأول في شرحه للإنجيل، والبطريرك قرياقس في أبحاثه اللاهوتية وخطبه وقوانينه ولعازر ابن العجوز الشاعر المجيد، ونونا النصيبيني في جدله، وديونيسيوس التلمحري المؤرخ الشهير، وثاودوسيوس وبنيامين مطراني الرها، والداري وابن كيفا بمصنفاتهم اللاهوتية والفلسفية، وثاودوسيوس البطريرك بكناشه الطبي وشورحه، وبطاركة القرن التاسع بتشريعهم وقوانينهم. حزقيال الملطي الشاعر، واثناسيوس القليسوري المنشئ وصاحب كتاب ” علة كل العلل ” ويحيى ابن عدي وعلى ابن زُرعة وأبا الحسن ابن الخمّار نقلة كتب الطب والفلسفة إلى العربية.

ويوحنا تلميذ مارون ويوحنا العاشر ابن شوشان الناظم الناثر، واغناطيوس الثالث الملطي الفيلسوف المؤرخ، وامراء الشعر ابن قيقي وابن الصابوني وطيمثاوس الكركري وابن اندراوس، وابن الصليبي المشهور بمصنفاته اللاهوتية والجدلية وشروحه الضافية للكتاب العزيز، وابن وهبون، وميخائيل الكبير بتاريخه المٌفصل الذي لم يُنسج على منواله، والمؤرخ الرهاوي المُدقق ويعقوب البرطلي اللغوي اللاهوتي، وابن المعدني الخطيب الشاعر.

أما أنطون التكريتي اللاهوتي الشاعر إمام البيان، فلم نجد له في فصاحته التي سار فيها في الرعيل الاول، انداداً لنضمه إلى طبقتهم. وأما ابن العبري أشهر علماء السريان في سائر العصور على الإطلاق، فهوأمام الحِقبتين من أية وجهة نظرت إليه.

 

 

الحقبة الثالثة / 1290 – 1930

 

تبتدئ هذه الحقبة بأبي نصر البرطلي عام 1920 وتنتهي في وقتنا هذا. وهي حقبة قلّ انتاجها وانحصر في مواضيع يسيرة، ويتفاوت كتّابها في درجة انشائهم وحظهم من البلاغة بحيث يمكننا أن نجعلهم طبقتين.

ينضوي تحت الطبقة الاولى الكتّاب الذين قاربوا رجال الحقبة الثانية نثراً ونظماً ولم يخلُ انشاؤهم من بيان بارع، كأبي نصر وجبرائيل البرطلي في نثره لا نظمه، وبرصوم الصفي ويشوع ابن كيلو وقورلس الحاحي وأبي الوفاء ويوسف ابن غريب. ودانيال المارديني وأشعيا السبيرييني وبرصوم المعدني، وبهنام الحدلي الذي يلحق شعراً ونثراً بالمحسنين. وداود الحمصي في نثره وبعض قصائده ونوح اللبناني في غالب شعره، وعبد الغني المنصوري وشمعون المانعمي المفريان المنشئ والشاعر المطبوع، ويعقوب ساكا الصحيح السبك في كثير من شعره.

والطبقة الثانية دونهم بدرجة، كابن وهيب وابني خيرون وابن العجوز وملكي ساقو ويشوع وادّى السبيرينيين، ومسعود الزازي ونعمة الله نور الدين ويعقوب القطربلي ويوحنا البستاني. ويؤخذ على غالب كتّاب هذه الحقبة ولعهم بالالفاظ الاعجمية، صدوفاً عن الجميل الى الدّميم وتفضيلاً للهجين على العتيق الكريم، ولكنهم مع هذا كله صانوا تراث السريانية في زمان تنكّر لاهله، وسعى إليهم غدره بخيله ورجله.

 

 

 

الفصل الأول : في تراجم علماء الحقبة الأولى وأدبائها

 

 

1: وفا الآرامي

 

وفا أو وافا الآرامي كان فيلسوفاً وشاعراً من قدماء المؤلفين، موجوداً قبل المسيح بدهر طويل في ما نرى كما مرَّ بك[1] انفرد بذكره انطون التكريتي قال: “والبحر الخامس (في الشعر) هوالمؤلف من أوزان سداسية وسباعية وتزيد أحياناً وتنقص، وهولرجل يقال له” وفا “من فلاسفة الآراميين ونظم الشعر الذي عالجه هذا المغمور اسمه من أجيال عديدة، دليل على قدم هذه الصناعة عندنا”، وأورد له بيتاً تجوّز في وزنه مراعاةً للحن وهذه ترجمته:

“أنا وفا الكريم المناسب الذي سرى عن نفسه الهم واطّرح كروبه، إنه يسند قلبه مسرّحاً عنه الحزن والكآبة، ونزوات الغيظ والغموم التي تكسر قلوب الناس. لأن من كثر غيظه تضيّفته البلايا أبداً” قال وهذا الشعر معمول على نمط الأغاني الحبية، التي تعوّد صاغة اللحون الحربية وناظموا النشائد الغزلية للأعراس مزاولتها[2] وهوكل ما يُعرف من خبره.

 

 

2: بولس ابن عرقا الرهاوي

 

بولس ابن عرقا أوعنقا الرهاوي من الأدباء الذين أجادوا صناعة الخط، وهومُستنبط القلم المعروف بالاسطرنجيلي كما تقدم ذكره[3] وأحسبه كان موجوداً في حدود سنة 200 قال الحسن ابن بهلول في معجمه تعليقاً على لفظة اسطرنجيلي نقلاً عن يشوع بن سروشوبه أسقف الحيرة في القرن التاسع ” إن الله خوّل بولس إحكام هذا القلم إجلالاً للإنجيل، لكي ينبسط الفكر فيجد في قرائته بهذه الخطوط الفسيحة الجميلة ” ا هـ [4]

 

 

 

3: برديصان 222 +

 

ولد برديصان بالرها وثنياً في 1 تموز سنة 154 م ونشأ في قصر ملكها معنوالثامن، ونال مع ابنه أبجر القسط الأوفى من العلم والأدب. وتنصر وسيّم شماساً وقيل قساً، لكنه تورط في معتقدات فاسدة، ذلك أنه لم يكن قد تهى من خبائث وثنيته القديمة فنبذته الكنيسة ومات سنة 222 – وكان من صدور الكتّاب البلغاء عبقرياً وفيلسوفاً جليلاً، وصُنف بالسريانية كتباً شتى لم يبق منها غير كتيب موسوم بشرائع البلدان، أملاه على تلميذه فيلبس، وناقش فيه قضية القضاء والقدر. ومن تصانيفه الضائعة كتاب في الفلك ذكره جرجس أسقف العرب، ومئة وخمسون نشيداً على طريقة مزامير داود. قال مار أفرام الذي ذكرها، انه ضمنها مذهبه الذي خرج به على الأرثذكسية ولقنها الشبيبة الرهاوية بعد أن وقّعها على لحون شتى مطربة تخلب القلوب. فأنشأ شيعة عُرفت ” بالديصانية ” وضمت طبقة من أصحاب الثقافة والثراء. وحينما حلّ القديس أفرام بالرها 363 صرف همّه إلى معارضتها وقهرها بأناشيد على أوزانها وألحانها. كما هدى مار رابولا مطران الرها 435 + أكثر أشياعه إلى محجة الأرثذكسية، فبقي منهم بقية انتثرت في بعض البلاد خصوصاً بلاد الفرس، وظل أعقابها حتى القرن العاشر.

ولم يكن برديصان أبا الشعر السرياني وصانع أوزانه كما ارتأى المعاصرون لنا، فإن السريان قرضوا الشعر قبل زمانه بعهد عهيد غير أنه توسع في أوزانه وتفنن فيها. وقيل أنه نشأ له ابن اسمه هرمونيوس جوّد النظم وشاء أباه، وعلى هذه الرواية أجمع مؤرخوالعصور القديمة والوسطى، بل أن سوزمين وثاودريط ذهبا أن الذي نظم النشائد ولقنها فتية الرها فطربت لها، إنما هو هرمونيوس وإياه ناهض امر أفرام، على أن ما وصل إلينا من أناشيد هذا الملفان، يفصح باسم برديصان لا باسم ابنه، ولم يبق من نشائد المبتدع سوى خمسة أبيات في كتاب لثاودورس ابن كوني من كتبة القرن السابع[5]. وكان لبرديصان عدة أصحاب وتلاميذ نقلوا مصنفاته إلى اليونانية. فوقعت كلها أوبعضها إلى أوسابيوس القيسراني الذي أثنى عليه في تاريخه الكنسي لاجتهاده في بادئة أمره بالوعظ، وذكر له محاورة ناهض بها مرقيون المبتدع. وكتاباً في الحظّ ذكره أيضاً ابيفانيوس وهيرونيمس ولم تتفق كلمة مؤرخي الأدب العاصرين إذا كان هوغير كتيب ” شرائع البلدان “[6].

 

مزامير سليمان وتسابيحه

 

المزامير والتسابيح الواحد والستون التي نُحلت سليمان الحكيم، وهي على وتر مزامير داود، عالية الإنشاء شائقة الأسلوب جميلة المعاني تحيطها النفحة الشعرية من سائر نواحيها، يشتمل أكثرها على مناجاة عذبة وتسابيح الله سبحانه والاعتصام بحبله وتعليق الرجاء الوطيد به والإجهار بقدرته وإرادته التي لا تردّ في تسيير الكائنات قاطبةً، وتفصح بالثالوث الأقدس وتجسد كلمة الله المسيح ومولده من العذراء وسلطانه وملكه.

كشفت من زمن يسير عام 1909 إذ وقع المستشرق رندل هاريس الإنكليزي في بعض البلاد الواقعة على ضفاف دجلة، على كتاب سرياني صغير الحجم مخروم قليلاً من أوله وأخره مكتوب في أوائل القرن الخامس عشر بخط جلي حسن، يتضمن 42 ترتيلاً أومزموراً يغلب عليها الإختصار في 112 صفحة. ولدن معارضتها بنسخة قديمة في المتحف البريطاني رقم 14538 مخطوطة بقلم اسطرنجيلي يخالطه طرف من القلم الغربي، حوالي القرن العاشر أوالحادي عشر، وأصلها من خزانة دير السريان، وجد فيها زهاء تسعة عشر من التسابيح نُحلت سليمان وهي مطولة وينطوي أحدها على 52 آية. ورجع إلى مجموعة مستغربة يُقال لها (بيستيس سوفيا Pistis Sophia). تحتوي على بعض مزامير لسليمان باللغة القبطية الطيبية منقولاً إلى اللاتينية، نسخ منها ما خلت منه النسخة السريانية ونشر هو والفُنس مِنغانَه المجموع كله بنصّه وفصّه ونقلاه إلى الإنكليزية عام 1916 معتمدين على النسخة المذكورة، ويريان أنه لا يعوزها سوى ست صفحات من الأول والأخر.

وعمد العلماء إلى دراستها قرأى الرأي الغالب فيهم، اما أنها تأليف برديصان أو أحد أتباعه وأشياعه وجعلوا زمان وضعها أواخر المئة الثانية أو صدر المئة الثالثة، أو إنها من نسج بعض اللاادريين قبل عهد برديصان الذي طالعها، بل أن شابو يحسبها موضوعة أواخر القرن الأول أو صدر الثاني.

 

 

4: ثئوفيل الرهاوي 309

 

ثئوفيل الرهاوي أديب كتب جهادي الشهداء كوريا وشامونا، والشماس حبيب سنة 307 – 309

 

 

5: أشعيا بن حدبو327

 

كان أشعيا ابن حدبوالأرزوني من فرسان سابور الثاني ملك الفرس كاتباً أديباً. شهد جهاد الشهداء العشرة زبينا ولعازر ورفاقهما في أرزون سنة 327 فدّونه بإنشاء حسن وقد طبع.

 

6: ميلس أسقف السوس 341 +

 

ميلس أسقف السوس أومدينة شوشان سنة 317 من أفاضل الدعاة إلى النصرانية في السوس وعيلام، وخيرة أساقفة المشرق صلاحاً. تكلل بالشهادة في سبيل الدين عام 341 وذكر الصوباوي أنه ألّف رسائل ومصنفات شتى، ولكن لم يصل إلينا شي منها.

 

7: شمعون برصباعي 343 +

 

مار شمعون ابن الصبّاغين من سراة أهل المدائن أوالسوس، سيم أرخدياقوناً ثم جاثليقاً لسليق وقسطفون سنة 328 فسار بالرعية سيرة رسولية، وأظهر من الشهامة على النصرانية ما ساقه إلى الشهادة بأمر الطاغية سابور الثاني عام 343 ونظّم أغاني روحية حلوة وصل إلينا منها أربع نشرها كموشكو[7] ونسب إليه الصوباوي رسائل.

 

8: أفراهاط الفارسي 346

 

ولد أفرهاط الملقب بالحكيم الفارسي مجوسياً في بعض بلاد الفرس وتنصر وترهب ونحله بعضهم اسم يعقوب ونسبوا إليه الأسقفية، وظن قوم أنه تسقف على دير مار متى! أما أسقفيته فلا دليل واضح عليها، وأما نسبته إلى الدير المذكور فمغلوط فهيا لا محالة لأنه لم يكن عامراً في أيامه.

وتميز أفراهاط بالورع وأمعن في درس كتاب الله، فألف بين سنة 337 – 346 كتاباً كبيراً اسماه البيّنات ذكرناه آنفاً، حوى ثلاثاً وعشرين مقالة، في الإيمان ومحبة القريب والصيام والصلاة والحروب والرهبان والتأبين وقيامة الموتى، والتواضع والرعاة والختان والفصح والسبت، ورسالة عامة إلى جماعة الأساقفة والقسوس والشمامسة في السيرة الفاضلة والمسالمة وهي من أبلغ العظات. وفي تمييز الأطعمة ودعوة الأمم الوثنية، وفي كون المسيح ابن الله، والبتولية وتشتيت اليهود والبر بالفقراء والاضطهاد والعواقب الأخيرة وحبة العنب.

 

وافراهاط في إنشائه صحيح الديباجة سهل الأسلوب غير متأنق، طويل النفس إلى حد الأملال، وتعليمه قويم، وإنما حدد مدة العالم بستة آلاف سنة فرّد عليه جرجس أسقف العرب – وحفظ من كتابه نسخ ثلاث أنجزت في القرنين الخامس والسادس وأحداها عُلقت عام 512 – أبرزه باريزو في طبعة أنيقة منقولاً إلى اللاتينية عام 1907 [8] ونقل إلى الالمانية.

 

 

9: مار أفرام الملفان السرياني 373 +:

 

مار أفرام السرياني إمام اللغة غيرَ مدافع وشاعر السريان المُفلق غير منازع، وصفوة الشعراء المطبوعين أصحاب الإبداع المفتنين في الشعر، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، والكاتب الجيد السبك الحسن الصياغة، أوتي لساناً فصيحاً وبياناً ساحراً وسلك طريقاً لم يكد يُسلك، أحسن فيه متميزاً بغزارة مادته وخصب مخيّلته وفيض قريحته وسعة تصرفه، في طراز من الشعر ومذهب قلما يلحق فيه فكان الفائز المُعلى وقدحه الأعلى. والغرر والروائع لا تكاد تعدّ في قصائده وأناشيده التي سبق بها وأبدع فيها وحلّق إلى اسمى الذُّرى.

ضمن أشعاره من الأفكار السامية والمعاني النبيلة، ما يحمل به قراءة على الإرتقاء إلى أجواء الصلاح والإستمساك بأهداب الخشوع والعبادة. ذلك أنه كان آية في صدق الشعور والتحمس للدين، وفوق ذلك من علّية الورعين القديسين وقد تمكن حب الله في قلبه حتى بلغ منه كل مبلغ. فنُعت بنبي السريان وشمسهم وكنارة الروح الإلهي وصاحب الحِكم، وأقرّت له النصرانية بالإمامة وهوفي قيد الحياة فتناشدت شعره، واقبلت على تسبيح العزة الإلهية بنشائده العذبة الشجية.

طلع كوكب وجوده في فجر المئة الرابعة في نصيبيبن، من أسرة مسيحية خلافاً لرواية بعض القصص أنه ولد وثنياً ثم اهتدى في زهرة عمره إلى النصرانية. ونشأ خير منشأ ديناً وأدباً فكان على خُلق كريم. وصرم حبل الدنيا في روَق شبابه ولزم مار يعقوب أسقف نصيبين الذائع صيته طهراً وقدساً، فأفاد منه ورعاً وأدباً وعلماً، ورشف من سلافه الأدب السرياني ما جعله فرد زمانه إذ صادف منه قريحة وقّادة وولعاً بالعلم شديداً. وترهب ورُسم شماساً وعلم في مدرسة نصيبين التي أنشأها أستاذه سنين طوالاً مدة ثمان وثلاثين. وخدم خلفاءه الأساقفة بابويه وولغش وابرهيم ونظم ثم طرفاً من أناشيده المعروفة بالنصيبينية وعلا صيته.

سنة 359 إلى أن جلا عن وطنه لاستيلاء الفرس عليه 363 فخرج في اشراف أهله إلى آمد ثم صار إلى الرها فحل بجبلها المقدس نازلاً من نساكه أجمل منزلة. ووسع مدرستها وحسن أثره فيها فبعُد صوتها بفضله وفتح فيها كنوز علمه. فشرح كتاب الله أي أسفار العهدين، وجادت قريحته بجياد القصائد وغُرر النشائد بل نفائس القلائد، التي طوق بها جيد السريان طابعاً إياها بوسمه وطابعه فكانت آية البلاغة، وتخرج به خلق كثير أخذوا عنه.

وكان قدَّس الله ثراه زاهداً متنسكاً له وقار وحلم وسكينة وأصالة، وسجايا جميلة وشيم رضية. ممتازاً في فضائل العفاف والتواضع والرحمة، معتصماً بدينه اشد اعتصام مغالياً في حب الكنسية والإيمان القويم، ناراً ملتهبة تحرق زؤان الهراطقة المضللين، استاذاً حاذقاً وجندياً أميناً على حراسة معقل الأرثدكسية وصفوة القول أن الفضائل بعقدها وسِمطها كانت مجموعة له. وفي 9 حزيران سنة 373 سار إلى جوار ربه وقد ناهز السبعين وبني فوف ضريحه دير بجوار الرها عُرف بالدير السفلي، وتُعيد له البيعة في السبت الأول من الصوم الكبير.

وصل إلينا من تصانيفه المنثورة شرح سفر التكوين وجزء من سفر الخروج[9] وشذرات من بقية الاسفار متفرقة في مجموعة الراهب سويريوس (سنة 861 +) وكان اعتماده فيها على النقل البسيط. وترجمة أرمنية من تفسيره للإنجيل المعروف بالدياطسّرون، وتفسير الرسائل البولسية ما خلا بعض آيات يسيرة تجدها في تفسير يشوع داد المروزي للإنجيل. وبعض خطب تتضمن شروحاً لفصول من الكتاب الكريم، وقرأنا له فصولاً مختارة من كتاب وسم بكتاب الآراء نوّه به بعض الأئمة[10] وخطابين نقضاً للهراطقة أنفذهما إلى هيباتيوس ودومنس، ومقالين في محبة العلي ورسالة إلى الرهبان ساكني الجبال[11] وأدعية وأّلف قصصاً للرسل بقيت منها قصة بطرس الرسول نشرناها [12]

ولكن أبرز مصنفاته التي رفعت له اسماً بلغ السُهى، هي ميامره أي قصائده المنظومة على البحر السباعي المنسوب إليه، ومداريشه اعني أناشيده وكلها تدور حول مواضيع دينية، كلاهوت السيد المسيح وناسوته وخوارقه وتعاليمه وأوامره ونواهيه، وبيعته ورسله والشهداء وتفسير بعض فصول الكتاب الإلهي وآياته، والحث على الصلاة والصيام والصدقة والعبادة والورع وصنوف الفضائل. ومنها يتعلق بالرهبان وشكر الله على المائدة والبعث والصلاة على الموتى واحتباس الغيوث وغير ذلك. وحبّر أناشيده في وصف البتولية وأسرار البيعة وميلاد الرب، وابدعها نشيد على الأبجدية يسترق الأفهام ويملك القلوب رقة وعذوبة، ويسحر العقول لما انطوى عليه من حقائق لاهوتية سامية[13] وفي عيد الدنح (الظهور الإلهي) والفصح والقيامة، ودعوة الرسل إلى النصرانية وصفة البيعة الجامعة والإيمان والعذراء والقديسين، وتقريظ بعض افاضل الأساقفة والنساك المعاصرين له كابراهيم القيدوني ويوليان الشيخ، والتوبة وتزييف برديصان والهراطقة ويوليان الجاحد.

ولا نعرف عدد قصائده التي ضاع جانب منها، وذكر له ابن العبري في كتاب الهدايات مئتين وأربع عشرة مشتركاً مع مار اسحق، ولكن هذا العدد لا يشمل الأنخبة من ميامره فرضت قرائتها على خدمة الدين. والمعروف منها 15 قصيدة في الدنح و1 في السعانين و15 في الفطير و5 في آلام ربنا و2 في القيامة وتناول الأسرار في أحد القيامة و1 في أحد الجديد وقصيدة أولها: عظيمة هي قوة المسيح، و2 في حبل العذراء الطاهرة ومار اندراوس الرسول وتبشير بلاد الكلّخ أوالقلتيين و3 في أيوب و2 في مار سرجيس ومار باخوس ومار ديميط و20 في الشهداء، و5 في وفاة الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان الكاملين والأطفال وكل احد و7 في تركيب الإنسان والخلوة للعبادة والغربة والأخرة والنهاية والتواضع ومحبة اللفضة و 11 في التعازي والآخرة و7 في الطلبات، وغيرها في الحِكم والنصائح والإيمان والعلم والتوبة. و1 في قول أشعيا النبي: فليزل المنافق لئلا يعاين مجد الله، و10 في الشكر على المائدة، و4 في يوليان الجاحد و20 في مواضيع شتى. ونشر له السيد رحماني جزئين حوى أولهما 31 ميمراً وشذرات من ميامر أخرى، في الشكر على المائدة وسقوط نيقوميدية ونقاوة القلب والندامة، وفي أن الله ليس هوعلة للآفات، وعناية الله بنا، والسهر والتوبة والظلم والنساك وأيوب الصديق ومجاهدة الشيطان، ونقض برديصان وحصار نصيبين والتوبيخ وكيفية أغراء ابليس للناس على ركوب المعاصي. واشتمل الجزء الثاني على عدة ميامر انشدها في احتباس الأمطار.

وله قصيدة خماسية نفيسة يخاطب فيها ذاته أولها: كم من مرة جُعت، وصية مشهورة منظومة وإنما حشيت بزيادات ليست من الأصل بشيء [14] ودعاء منظوم.

ودونك المعروف من أناشيده: 87 في الإيمان ورداً على المرتابين، و85 في الجنائز، و76 تحريض على التوبة، و15 في الفردوس الأرضي، و51 في البتولية وفي أسرار ربنا، ومن أحفلها بالفوائد 77 نشيداً تعرف بالنصيبية نظمها بين سنة 350 – 370 بقي منها 70 نشرها بيكل، صاغ عشرين منها في نصيبين مضمناّ إياها ما قاسته هذه المدينة في الحصار سنة 350 وفي اثناء حرب الفرس عام 359 – 363 وقرظ في بعض منها اساقفتها المذكورين آنفاً، وحبك البواقي في الرها، خمسة منها في احداث كنيستها وأربعة في عبادة الاوثان بمدينة حران وفي اسقفها بيطس وخص بعضاّ منها بمدينة هنزيط، والأخيرة بآلام ربنا وقيامته بالبعث والنشور، ومنها أيضاً 15 في ميلاد ربنا، و15 في الظهور الإلهي، و15 في الفطير و52 في البيعة، و56 في نقض الأضاليل و17 في ابراهيم القيدوني، و24 في يوليان الشيخ، و20 في الشهداء، و15 في الوعظ، و18 في مواضيع شتى [15].

وورد في أقدم كتب الألحان أن مراقي أوسلالم المداريش[16] التي حبكها مار أفرام هي خمسمائة، غير أن أوسعها ما اشتملت إلاّ على 156 وأكثرها لا يزيد على 45 وقد اختلطت بما صُب على قوالبها ومعانيها – ودبّج هذا الملفان أيضاً جانباً من الأناشيد المعروفة بالقالات السهرية والعنيانات بل نُسب إليه تخشفتات وقائسمات على ما تقدم آنفاً[17] واستشهد فيلكسينس المنبجي بكتابين له اسماها فنقيث نقض اليهود والأضاليل وذكره صاحب تاريخ سعرت[18] وفنقيث الشهداء النصيبين[19] وهومجموعة من مداريشه كفناقيث الإيمان والبيعة والفطير والنصيبيين التي استشهد بها انطون التكريتي[20] ومما صنع عليه كتاب منحول موسوم ” بغار الكنوز ” وهوقصة آدم وحواء بعد أن طُردا من الجنة وتسلسل القبائل الإسرائيلية، من وضع القرن السادس[21] . ونُسب إليه قصيدة من أجود الأشعار في يوسف ابن يعقوب ذات اثني عشر لحناً، وهي في رأي ابن شوشان أما من نسج اسحق أومما حبكه بالاي أسقف بالش، وليست من نظم بعض أساتذة مدرسة الرها في زعم بعضهم. وتجد في المجلدات الثلاثة التي نشرها له الراهب بطرس مبارك والسيد اسطيفان عواد منقولة إلى اللاتينية سنة 1737 – 1743 وحوت من الميامر زهاء ثلثمائة، كثيراً مما وضع عليه، وهو من صوغ بعض تلاميذه أو نظم اسحق أو السروجي أو نرسي أوغيرهم. ونشر له أيضاً توما لامي في مالين، أربعة مجلدات من الميامر والأناشيد سنة 1882 – 1902 وطُبع بعض منها في اكسفرد ولبسيك، والعلماء المعاصرون يتوقون إلى طبعة أضبط وأجود المصنفات هذا العلاّمة.

ووصل إلينا بالعربية احدى وخمسون مقالة نقلت من اليونانية إليها نقلاً فيه الجيد وفيه الملحون حوالي القرن الحادي عشر وأصلها السرياني مفقود[22]. ذلك أن تفسير الكتاب العزيز وغيره من تأليف هذا القديس نقلت في حياته أوفي العشر الأول بعد وفاته إلى اليونانية[23] فطالعها غريغوريوس النوسي الذي قرظه بخطبة نفيسة، وبعضها إلى الأرمنية فالقبطية فالحبشية ثم اللاتينية.

ذهب بعض النقاد المعاصرين أن مار أفرام كان كاتباً في الأخلاق وواعظاً أكثر منه لاهوتياً – وهذا صحيح – وذلك لقلة مؤونة البحث العقائدي في ميامره ونشائده حتى التي زيّف فيها الهراطقة، وإنما على أجنحة قداسته طار لها صيت كان لذيوعها كافلاً. قالوا ويبهرك منه توقد ذهنه وما حفلت به أشعاره من الإستعارات والصور الجريئة البارعة والرسوم الرائعة والرموز، وأدوار المخيلة التي تفنن فيها شأن سائر الشعراء الشرقيين – وهوأسلوب لا عهد لليونان واللاتين به – ولكن حظها من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة يسير اهـم[24].

وقال أخر وهو أكثر إنصافاً ما معناه: “أنه ألّف ما ألّف للشعب والرهبان فلم يتعمق في النظريات اللاهوتية، غير أنه ألقى في عظاته الأدبية من شُعلة الحمية ونار الحماسة ما بلغ بها كنه القلوب، وكل ما دبجه حتى الذي بلغ فيه منتهى الإسهاب، كان في نظر قرائه الأقربين عنوان البيان وآية البراعة، وهل كان الكاتب إلا ابن بيئته ؟”[25]

أما القول بقلة حظه من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة فهواعتساف وشطط، ويجرحه إجماع ذوي الأذواق السليمة على دفعه، وأما الإسهاب في المقال فهوطريقة قلما تعداها، قدماء الكتّاب السريانيين وغيرهم، ولا شك أنه ينافي ذوقنا العصري. وأصح ما يقال فيه ان إدراك بعض أناشيده يستدعي كدّ الذهن وجهد الفكر، وقد استوضح يوحنا الأثاربي 735 + العلاّمة يعقوب الرهاوي عن بعض معانيها، وحبذا لو كان بعض حذاق العلماء القريبين من زمانه عمدوا إلى التعليق عليها وكشف مُبهمها.

 

 

 

 

 

10- 13 تلاميذ مار أفرام

 

قرأ على مار أفرام خلق من بحره اغترقوا وفي ميدانه جروا، اشهرهم: آبا والشماس زينوبيوس وآسونا وشمعون السميساطي ويوليان، ولكنهم ليسوا من أشباه أستاذهم العبقري.

أما آبا ففسّر الأناجيل وله مواعظ منظومة على البحر الخماسي وخطبة في أيوب الصدّيق[26] وقصيدة سباعية[27] واستشهد به انطون التكريتي مرّتين في مقالته في الميرون.

وكان زينوبيوس شماساً في بيعة الرها ويُعرف بالجزري إما نسبة إلى الجزيرة العُليا أي ديار بني ربيعة، أو لأنه كان في بداءة أمره جندياً، لا نسبة إلى جزيرة ابن عمرو ولم تكن يومئذ عامرة، دوّن سيرة أستاذه وألف رسائل ومقالات نقضاً لمرقيون وبمفيل[28] واستشهد به ابن كيفا مرتين في كتابه الأيام الستة.

وكتب شمعون أيضاً سيرة مُعلمه – وألف يوليان أناشيد وردوداً على مرقيون والنقّاد المرتابين وسمي بولونا خطأً، وقنّعته وصية أستاذه بالهرطقة. وتآليفهم كلها مفقودة إلاّ نبذاً يسيرة.

 

14: آسونا

 

جاء في بعض النسخ أنه كان أستاذ مار أفرام وفي غيرها أنه تلميذه وهوالصواب. كان أذكى تلاميذه وأكثرهم تصرفاً وفنون شعر، فقد نظم أشعاراً فصيحة رقيقة بالبحرين الرباعي والسداسي. وصل إلينا منها قصيدتان بليغتان لجنائز الموتى. وقرأنا في مخطوط بلندن عدد 14520 مداريش في الموتى خماسية الوزن من محكم الشعر صاغها شاعر لبيب، ولا نظنها إلا مما قرضه أحد تلاميذ مار أفرام أو آسونا – وقد نوّه به انطون التكريتي في القانون العاشر من المقالة الخامسة من كتابه” معرفة الفصاحة ” ومع بلوغ آسونا من الفضائل النسكية مبلغاً عالياً، عثر به الحظ فآل امره إلى الوقوع في شبكة الخيالات فمات شقياً.

فقد كتب فيلكسينوس المنبجي إلى بطريق الناسك في جبل الرها ما يأتي:” وأخالك انتهى إليك خبر آسونا الذي كان ثم بالرها، وقد صاغ مداريش يترنمون بها إلى وقتنا هذا. بما أنه كان يتوق إلى مثل هذه (التخيلات) أضله الشيطان وأخرجه من قلايته وأوقفه على طور اسطاذيون وأراه شكل مركبة وخيل وقال له: “ً إن الله استدعاك ليرفعك بالمركبة كما رفع إيليا، فلما غوي لغباوته وارتفع ليعتلي المركبة تلاشت الخيالات وهوى من علو شاهق فمات ميتة يُضحك منها ” وذكر هذا الخبر نفسه نيقن الملكي رئيس دير مار سمعان 1072 + في المقالة الثالثة والأربعين من كتابه “الحاوي الكبير”.

 

 

القس عبسميا 404

 

 

القس عبسميا (عبد السماء) هوابن أخت مار أفرام والأرجح أنه قرأ عليه. ذاع أمره بتحبيره أناشيد وميامر في غزو الهون لبلاد ما بين النهرين والشام سنة 395 وفي رواية ثانية عام 404 ولعل التاريخين صحيحان فإن الئك الغزاة أغاروا على البلا مرتين[29].

 

 

16: اسحق الآمدي 363 – 418 ؟

 

ولد اسحق في آمد وأخذ عن مار أفرام حين إقامته فيها مدة يسيرة عام 363 في ما روى يعقوب الرهاوي ثم أتم قراءته على تلميذه زينوبيوس وقال الشعر ونظم على البحر السباعي قصائد حساناً وترهب في دير للمغاربة وكان أرثدكسياً.

قال المؤرخ زكريا أسقف مدللي أنه في أيام أرقاديوس وثاودوسيوس (395 – 450) كان اسحق الملفان السرياني وذاع أمره بعد أفرام وتلاميذه. ورحل إلى رومية وغيرها من البلاد، وكانت رحلته إلى رومية على عدّ أن أرقايوس لمشاهدة افتتاح قلعة الكابيتول. وحبّر قصيدتين في الألعاب القرنية عام 404 وفي استيلاء الأريق على رومية سنة 410 وحين عوده أقام مديدة في مدينة بيزنطية وحُبس في السجن ولما انكفأ إلى آمد سيم قساً، وله تصانيف حافلة بالفوائد في مواضيع شتى منن كتاب الله[30] وستقف بعد هذا على القصائد التي تُنسب إليه وإلى سمييه، والبيعة تعيّد له.

 

17: دادا الراهب الآمدي

 

قال الأسقف زكريا نفسه في المجلد الأول من تاريخه الكنسي ص 103 بعد ذكر اسحق الآمدي ” وكان الراهب دادا جهبذاً وهو من قرية سمقا (أوسمقي) من معاملة آمد. أوفده الأعيان إلى القيصر في ما انتاب البلاد من السبي والمجوعة في أيامه. فنزل منه أجمل منزلة. ورأينا له زهاء ثلاثمائة مقال أوميمر في مواضيع شتى من الأسفار الإلهية وأحوال القديسين ومداريش ” وكل هذا مفقود لم يوقف له على أثر.

 

 

 

18: كاتب سيرة أوسابيوس السميساطي

 

القديس أوسابيوس السميساطي حبر شهم، شرّفه الله سبحانه بفعل الخوارق لورعه وحسن سيرته وحمايته الحق الأرثذكسي. رُسِمَ أسقفاً لسميساط قبيل سنة 359 وابلى بلاءً حسناً في بيعة الله المُضطهدة. ونفي في سبيل معتقدها القويم[31] وقضى معترفاً شهيد غيرته عام 379. فكتب أديب معاصر له سيرته بعد مدة يسيرة بإنشاء أنيق، ونشرها بيجان.

 

19: قورّلونا

 

شاعر له مذهب حسن ولديباجة شعره رونق ولمعانيه عذوبة ولطف يجري في أسلوب المجيدين، ولا يقصُر عن مدى السابقين. ولم نجد له ذكراً في كتب أهل العلم. وإنما ورد اسمه في مصحف عتيق فريد بلندن[32] انطوى على أشعار فصيحة ومداريش وقصيدة رباعية الوزن حبكها في كوارث زمانه كالجراد الذي جرد أرض الرها، وقصائد في غزو الهونيين في حدود سنة 396، والعشاء السرّي والصلبوت وتوما الرسول، وقصيدة سباعية في حبة الحنطة، والبواقي ست أو سبع بالبحر الخماسي وطَرف من (سوغيث) نشيد في زكى العشَّار، نشرها بيكل سنة 1870 وزعم بعض المعاصرين لنا أن ” قورلّونا ” هو” قيورا” رئيس مدرسة الرها. وذلك بعيد لا يمكن القطع به.

 

 

20: آحى جاثليق المدائن 415 +

 

كان آحى جاثليق المدائن متنسكاً صوّاماً قوّاماً مُحبّاً للغرباء وملفاناً، رُسم أواخر سنة 410 وتوفي أوائل عام 415 وعمل كتاباً ضمنه أخبار شهداء المشرق ودوّن قصة مار عبدا الذي عنه أخذ طريقة النسك. وأثبت دانيال ابن مريم أيضاً هذه الأخبار في تاريخه الكنسي[33]

 

 

 

21: معنا الجاثليق 420

 

درس معنا بالرها باللغتين السريانية والفارسية، ونقل من تلك إلى هذه كتباً كثيرة ولكنها مجهولة ومفقودة وبعد أن أقيم مطراناً لفارس تولى كرسي جثلقة المدائن بضعة شهور وعُزل عام 420 [34]

 

 

22: ماروثا الفارقي 431 +

 

 

كان هذا الحبر عالي الكعب في الأدب محصلاً اليونانية والسريانية، وطبيباً حاذقاً آخذ نفسه بصبحة التقى. وحكيماً لبيباً سياسياً لبقاً كثرت محاسنه وحُمدت مآثره. وفي العقد الثامن من المئة الرابعة رُسم أسقفاً لميارفارقين، وروى فوتيوس أنه شهد مجمع سيدا لدحض المُصلّين وهم بعض أصحاب البدع عام 383 ورحل إلى انطاكية وبعض بلاد آسيا الصغرى والقسطنطينية، واشترك في قضية الذهبي الفم وثاوفيل الأسكندري. ولمكان فضله أوفده القيصران ارقاديوس ثم ثاودوسيوس الثاني سفيراً إلى يزدجرد الأولى ملك الفرس، مرتين أوثلاثاً سنة 399 و 403 و 408 وأقام ثم حتى سنة 410 وعلى يده فاز مسيحيو بلاد فارس بالأمن وزال عنهم كابوس الشدّة وعام 410 رئس مع اسحق الأول جاثليق المدائن مجمعاً عقداه في سليق وردت أعماله في مجموعة القوانين الشرقية. وصنف ماروثا سير أشهر الشهداء الشرقيين الذين نكّل بهم الطاغية سابور الثاني المُلقب بذي الأكتاف في الإضطهاد الأربعيني (339 – 379) وطبعها أولاً السمعاني منقولة إلى اللاتينية، ثم الراهب بولس بيجان[35] وهي من طرائف السير قد خلعت الفصاحة عليها زخرفُها. وأرتاب المستشرقون من صحة نسبتها بنصّها وفصّها إلى المُترجم، والأظهر أن مؤلفها غير واحد وكذلك مواطن تأليفها. ولعل بعضها كتب بطلبه وبعضها تقدم زمانه فجمعها لينقلها إلى اليونانية. ونسب الصوباوي إليه أيضاً ترجمة قوانين مجمع نيقية من اليونانية إلى السريانية، وتاريخه ونشائد صاغها للشهداء الذين حمل الكثير من رممهم الشريفة إلى ميافارقين فسُميت ” مرتيروبوليس ” أي مدينة الشهداء، وتُظن وفاته حوالي سنة 421.

 

 

 

 

23 رابولا مطران الرها 435+

 

ولد رابولا وثنياً في مدينة قنسرين، نماه إلى المجد آباء كرام سراة، وكانت أمه مسيحية، تنصّر شاباً ففرّق أمواله على أهل الفاقه وهجر زوجته وتنسك في دير مار ابراهيم وازدان بالفضائل. فسيم مطراناً للرها خلفاً للمطران ديوجينس سنة 411 فرعاها أربعاً وعشرون سنة وتوفي في سابع شهر آب عام 435 وكان مُتقشفاً في معيشته حازماً شديد الوطأة مُهيباً على رعيته. ولما انعقد مجمع أفسس سنة 431 حازبَ البطريرك يوحنا الأنطاكي، ولكن لم يطل به الأمر حتى مال إلى قورلس بطريرك الأسكندرية وحرم ثاودور المصيصي فأبسله يوحنا. وحينئذٍ نقل من اليونانية إلى السريانية بعض تصانيف قورلس ككتاب الإيمان الحق الذي صنفّه وأنفذه إلى القيصر ثاودوسيوس[36] وفي سنة 433 تصالح يوحنا وحزبه وقورلس ورابولا. وكان المترجم قد نال من آداب اليونانية والسريانية القسم الأكمل والسهم الأربح. ودبج بالسريانية التخشفتات المشهورة باسمه للأعياد السيدية والعذراء والقديسين وبعضها للتوبة والموتى ولعلها بلغت السبعمائة بيت[37] وشرّع تسعة وثمانين قانوناً للرهبان والقسوس والنساء العوابد وهي محفوظة في مصاحف الشرع الكنسي[38] وكتب ستاً وأربعين رسالة إلى أساقفة وكهنة وآمراء وأعيان ورهبان، منها رسالة إلى اندراوس أسقف سميساط النسطوري يعنفه فيها لمناقضته حروم قورلس، وكتاب إلى جملينوس أسقف البيرة تقريعاً لرهبان أساءوا تناول القربان الإلهي[39] وخطبتين لفظ أحدهما في القسطنطينية نقضاً لمذهب نسطور والثانية في الموتى[40] ونعته قورلس في بعض رسائله، بعمود الحق، وهوفي عداد القديسين.

 

 

 

24: بالاي أسقف بالش

 

من شعراء الطبقة الأولى المجيدين والكتاب البلغاء، لم يحظ بمن يترجم له قديماً، وكان يعقوب البرطلي وابن العبري لا يعلمان صحة أمره – ويظنه بعض المعاصرين لنا من تلامذة مار أفرام، والأصوب أنه ممن قرأ على أحد تلاميذه. والذي صحّ عندنا من أمره أنه كان خورياً لكنيسة حلب مُعاشراً ومصاحباً مطرانها آقاق، وشهد وفاته سنة 432 وأبَّنه بخمسة مداريش خماسية الوزن بليغة تقع في عشر صفحات[41] ثم سقّف على مدينة بالس وهي برياليسوس التي يقال لها اليوم مسكنة شرقي حلب إلى جهة الجنوب، في ما حكاه البطريرك يوحنا ابن شوشان 1072 +[42] وذكر بهذه الدرجة والنسبة في بيث كاز خط سنة 1716[43] وسمي أسقفاً في جدول، انطوى على ثبت علمائنا بخط اسحق مطران قبرس حوالي سنة [44]1550 والأشبه أنه توفي في العقد الخامس من المئة الخامسة فلم يرد اسمه في مجمعي سنة 449 و451 وقد وهم دوفال بعدّه في علماء المئة الرابعة.

ونظم بالاي قصائد شتى خماسية الوزن على البحر المنسوب إليه دخل كثير منها فرضنا البيعي في التوبة والموتى وغيرها. ومن دواعي الأسف أن أشعاره لم تحظَ بمن يعنى بجمعها. ونشر زيترستين في لبسيك عام 1902 مئة وأربعاً وثلاثين قصيدة منسوبة إليه منها 65 معنونة باسمه و69 تظن أنها له[45]. وإنما يتعذر تعيين أشعاره لاختلاطها بيمامرغيره، فمن نسجه ميمر في تقديس بيعة قنسرين[46] نشره أوفربك مع المداريش المذكورة أعلاه. ومما يُرجح نسبته إليه مرثية أورياً التي نوَّه بها انطون التكريتي في القانون العاشر من مقالته الخامسة، ومدائح القديس جرجس وقصيدة لوفاة هارون[47] ورواية فوستينس ومترودورة في قصة اقليميس الروماني[48] وتقدّم ذكر القصيدة المختارة في مدح يوسف الصدّيق المنسوبة إليه أوإلى اسحق الملفان[49].

 

 

 

 

 

 

25: الشماس يعقوب 451

 

كان يعقوب شماساً اديباً في الرها صحب نونس مطرانها الى انطاكيا، وكتب سيرة بلاجية التي عدلت عن خلاعتها وارعوت وتابت على يد المطران الشهم المومأ اليه حوالي سنة 451

 

 

26: الراهب صموئيل 458

 

تضلع صموئيل من علوم الادب، وترهب ولازم مار برصوم السميساطي رأس الابيلين فعدَّ في اجلّ تلاميذه. وحوالي سنة 458 دوَّن قصته التي تقدم ذكرها، وقد اضيف اليها زوائد، ومدحه بميامر ومداريش بديعة وقفنا على احدها بلحن ” قوم فولوس” وجاء في آخر القصة المذكورة انه انشأ خطباً في الايمان ومواضيع شتى وتفاسير حسنة ونقض البدع وحبّر قصائد ونشائد، وكل هذا مفقود.

 

27: القس صموئيل 467

 

كان القس صموئيل الرهاوي من الكتَّاب الأدباء، خصماً لدوداً لهيبا مطران الرها النسطوري، وفي مقدمة الاكليروس الذين شكوه إلى مجمع أفسس الثاني عام 449 كما نقرأ بيانه في أعمال هذا المجمع، ونقض بمقالات سريانية زِيْفَه وبدعة أوطاخي. والأرجح أنه زجّى عمره في القسطنطينية حيث كان موجوداً سنة 467 وقد ذكره جنَّاديوس المرسيلي الكاتب اللاتيني في النبذة 82 من سلسلته الموسومة “الرجال المشاهير” التي تابع بها كتاب الأنبا هيرونيمس المعروف بهذا العنوان، حوالي سنة 496.

 

 

 

28: القس قزما 472

 

ولد القس قزما في قرية “فانير” من عمل (قليسوريا). وكتب رسالة إلى مار سمعان الناسك العمودي، وفي 7 نيسان عام 472 دوّن بإنشاء حسن بالسريانية سيرته المُسهبة إجابة إلى طلب شمعون ابن أفولون وبرحطار ابن هداورُن.

 

 

29 – 30: القسيسان بطرس ومقيم

 

ذكر جنّاديوس المرسيلي، إن بطرس قسيس الرها كان خطيباً بسيط اللسان طليقه، أنشأ ميامر وصاغ أناشيد على البحر السباعي مدح فيها مار أفرام، وكان موجوداً حوالي سنة 490.

وقال أيضاً في النبذة 171 من سلسلته، إن القس مقيم في ما بين النهرين دحض بدعة أوطاخي في حدود سنة 494 وهذا كل ما يُعرف عنهما.

 

 

 

31: اسحق الرهاوي المعروف بالأنطاكي 491 ؟

 

لم يترجم لاسحق الرهاوي المولد الانطاكي المنزل أحد المؤرخين القدماء. وأول من كتب عنه أخذاً عن شيوخ زمانه الثقات هويعقوب الرهاوي. قال في جوابه إلى يوحنا الأثاربي العمودي: ” أن اسحق هذا كان قساً رهاوياً شاعراً ملفاناً أرثذكسياً. وهبّت ريحه في أيام القيصر زينون. ورحل إلى انطاكية على عهد البطريرك بطرس الثاني المعروف بالقصَّار (470 – 488)[50] وذلك حين مقاومة النساطرة ومناقضتهم عبارة “يا من صُلبت من أجلنا” وشاهد رجلاً شرقياً يحمل ببغاء تردد العبارة المذكورة كما كان قد لقنّها ردعاً لعَنَت الخصوم، فراق له المشهد فعمل فيه قصيدة سريانية “اه[51] ووردت باسمه منسوباً إلى انطاكية لإقامته فيها وذُكر أيضاً بهذه النسبة في مصحف موسوم بنخب الآباء مخطوط في القرن السابع[52] وقال أغابيوس المنبجي أسقف منبج للروم الملكيين الذي كان موجوداً حول سنة 940 م في تاريخه المترجم بالعنوان[53] “وكان من العلماء في هذا الوقت (حوالي سنة 422) مار اسحق تلميذ مار أفرام (كذا) وكان مقامه بانطاكية. وله ميامر كثيرة على الأعياد والشهداء والحروب والغارات التي عرضت في ذلك الزمان وكان جنسه من أهل الرها. ” اه.

وسنة 431 شهد مجمع أفسس المسكوني كما ورد في سلسلة المجامع[54] فاسحق المسمى الأنطاكي هو هذا[55] وليس هو الآمدي كما وهم المستشرقون. وهوناظم قصيدة الزلزلة التي دمرت انطاكية عام 459 والقصيدتين في غزو بلدة “بيت حور” سنة 491 ولم يتوفَّ سنة 460 في ما زعموا. وظاهر أن الآمدي لم يعش حتى هذا الزمان، لأنه ممن الثابت أنه صحب مدة مار أفرام سنة 363 وقد ناهز العشرين في أقل تعديل فتكون ولادته في حدود سنة 343 ولوبلغ المئة والسابعة عشرة من العمر لأشار هو أوغيره إلى ذلك، وهذا العّلامة يعقوب الرهاوي أولى المؤرخين بمعرفة أحواله.

 

 

32: اسحق الرهاوي (الثاني) 522

 

حكى مار يعقوب نفسه أن اسحق هذا كان أرثذكسياً من أكليروس بيعة الرها. وقال ميخائيل الكبير وابن العبري أنه كان رأساً لبعض الأديار، وكان في أوائل القرن السادس على عدَّ أن بولس مطران الرها وهو ينظم أشعاره مطابقة للمعتقد الأرثذكسي فحين عُزل بولس عام 522 وقام مكانه الأسقف اسقليفيوس الملكي وطفق ينشر مذهبه، مالئه عليه اسحق متقلباً مع الزمان، ومضى منذئذٍ يقرض الشعر بما يؤيد مذهبه الجديد اه.

وكان السميّون الثلاثة اسحق الآمدي والرهاويان شعراء وكلهم عملوا قصائده على البحر السباعي وكلهم قال القصائد الروائع الجياد، وقد اختلطت أشعارهم في أيدي النساخ وبات تمييزها عسيراً لتقارب زمانهم وتشابه مَلَكتَهم الاَّ ما ندر. ووصل إلينا زهاء مئتي قصيدة منسوبة إليهم[56]. نشر منها بيجان سبعاً وستين تقع في 837 صفحة أكثرها من صوغ الآمدي وأقلها من قرض الرهاوي الأنطاكي. والديوان المطبوع يتطلب بحثاً ضافياً ونقداً دقيقاً لتمييز قلائده التي نُحلت في نسخة اورمية اسحق النينوي النسطوري.

وإليك ثبت القصائد المطبوعة: في محبة العلم، في تواضع الأخوة الرهبان، ثماني قصائد في التوبيخ منها قصيدة في توبيخ المُجدفين، وميمر في توبيخ الضمير، في الموتى، في النساك الأبيلين، في الآخرة، أربع في التوبة، في الرهبان، الغني ولعازر، في الزهد في الدنيا والحرية الحقيقية، في من يشكو بعضهم بعضاً في عدان الصلاة، في الصيام الأربعيني، في قسطنطين الملك. ثلاث في البواعيث. في كمال الأخوة الرهبان، الحثّ على الصدقة، في العلامة التي ظهرت في الفلك وتقريع لأصحاب الفال، في الصوم والصدقات والكمال الرهباني، تقريع الكذب، التمييز الطبيعي للفكر الطبيعي، في آية أشعيا: كل جسد عشب، في أنه بأية قوة يتسلط أبليس على الإنسان في أثناء المحنة. ثماني قصائد في أصحاب الصوامع، في الكمال الرهباني وتجردهم من الدنيا، قصيدتان في غزو بلدة أو قرية بيت حور من عمل الرها في تخوم مملكة الرومانيين غزاها الأعراب ودمروها سنة 457 وذكر أن الفرس لقنوا أهلها عبادة الشمس والأعراب عبادة الأوثان وحينما غزاها هؤلاء لقنوها عبادة الزُهرة وعُوزي، وكان لهم صنم يُسمى (جِذلث) وعبدوا الشمس والقمر. وكان فيهم مسيحيون ولكنهم أفسدوا طريقة النصرانية. وقال أن الأعراب البدوالغزاة كانوا حُفاةً عُراة فاسدي السيرة فلا مثيل لخلاعتهم، وفوق ذلك يذبحون أولادهم وبناتهم قرباناً للزُهرة. على أنهم بعد الغزوالتهمتهم سيوف الفرس وأفنى الوباء بقيتهم ثم أقبل الهون فغزوا الفرس. اهـ. وبنى هاتين القصيدتين عام 491.

قصيدة في الكفرة، في تقلبات الخليقة والفكر، في الصدقة، قصيدتان في الإيمان، في أن كل ما يفعله الله هو للمنفعة سبياً كان أوحرباً أومجاعة أوموتانا، في قول الشاعر مَن لي بمن يهدمني ثم يبنيني ويُعيدني بتولاً جديداً في خلقتي. في الإيمان ونقض فيها نسطور وأوطاخي. في تألم كلمة الله الذي تجسد وعدم تألمه، في الطائر الذي كان يهتف بقدوس الله، في الإيمان وجسد ربنا، في الإيمان تزييفاً لبدعتي نسطور وأوطاخي. في ربنا والإيمان، في تجسد ربنا، في المركبة، في السهر العالمي الذي صار في انطاكية، وعارضه بتلاوة آية المزامير: حسن هوالشكر للرب. قصيدتان في تقريع روَّاد العرَّافين. اه.

وفي خزانة دير مار مرقس بالقدس سبعة ميامر في الميلاد والعذراء. والعماد والقداس[57] وفي الخزانة الزعفرانية عدة ميامر[58] وكان البطريرك يوحنا ابن شوشان قد باشر جمع قصائد مار أفرام ومار اسحق فحالت المنية دون إنجاز عمله. وفي الخزانة الواتكانية مصحف منقول من نسخته يشتمل على ستين ميمراً[59] ونسخة ثانية حوت أربعين قصيدة[60]

وعندنا أيضاً من نسج اسحق الاول أوالثاني سوغيثات[61] منها أنشودة في حقيقة لاهوت المسيح وناسوته رداً على المماحكين من أصحاب البدع أولّها: “لقد وقع في أذني صوت البيعة” نشرنا نصها ونقلناه إلى العربية[62] وتسابيح[63] يومية[64] و16 مدراشاً للأوخرستيا وثلاثة في مجيء ربنا[65]

أما الإنسجام والسهولة والرقة التي في هذه القصائد فقد بلغت الغاية، وهي حافلة بفوائد لاهوتية وأدبية ولغوية وطقسية واجتماعية. وكلها دليل ناصع على أن ناظميها شعراء فحول مطبوعون من الطبقة الأولى.

 

 

 

33: الخوري بوليقربوس 508

 

بوليقربوس خورأسقف أبرشية منبج من مهرة النقلة المُضلعين بآداب اللغتين السريانية واليونانية. ذاع صيته سنة 500 – 508 بمباشرته ترجمة الكتاب الإلهي من اليونانية إلى السريانية بطلب فيلكسينس مطران منبج وأطلق سمه عليها فعُرفت بالترجمة الفيلكسينية[66]، وأول ما نقله الرسائل البولسية ثم العهد الجديد أي الإنجيل فالمزامير. وإذا وثقنا بتعليق فريد ورد في بعض المصاحف، يُظن أنه نقل أيضاً بعض أسفار من العهد العتيق، فقد وُجدت آيات من سفر أشعيا مُترجمة على طريقة لوقيانس الشهيد[67] ولعله أول من نقل رسائل بولس إلى السريانية، إذا اعتبرنا ما ذكره موسى ابن كيفا أنها نقلتْ بعد استشهاد الرسول بأربعمائة وست وثلاثين سنة أي سنة 503 وارتأى بومشترك أن أقدم ترجمتي سفر الرؤيا السريانيتين أيضاً ترتقي إلى حوالي هذا الزمان، وقد يُصدق هذا الرأي في مصحف باريس (البوليكلوتي) والرسائل الأربع الصغرى[68] بيد أن المستشرقين لم تجتمع كلمتهم على نسبة إحدى الترجمتين إلى بوليقربوس.

وندر وجود هذا النقل بتغلب النقل الحرقلي عليه. وتُظن منه مصاحف الإنجيل الموجودة في خزائن فلورنسا[69] ورومية[70] ونيورك[71] وتجد في خزانة كمبرج نسخة من الإبركسيس. وكان نقل رسائل مار بولس بهمة فيلكسينس وعنايته عام 508 ثم صحح الحرقلي الترجمة سنة 616 أما المستشرق (لبون) فيُحسب أن الترجمة البوليقربية أوالفيلكسينية لم توجد بعد نسختها ؟

 

 

 

34: اسطيفان ابن صُوديلي 510

 

ولد اسطيفان في الرها في النصف الثاني من المئة الخامسة، وترهب وحَسنت سيرتهُ في جدّة أمره. ورحل في روق شبابه إلى مصر فلازم رجلاً اسمه يوحنا لقنّه مذهب (البانثيئست) ومضمونه أن الإله الواحد هو كل الكائنات! فأذاعه في الرها فطُرد منها بسببه. فتوجه إلى أورشليم وأصاب ثم رهباناً أوريجينين من أهل مذهبه، وشرع يراسل تلاميذه في الرها. وفي تلك الأيام حوالي سنة 510 كتب فيلكسينس المنبجي في حقّه إلى ابراهيم وأورستس قسيسي الرها. وذكر عنه أنه علّق شروحاً سرية المغزى على التوراة والمزامير، وبعد أن بدأ يكذّب بأبدية أعذبة جهنم خرج من ذلك إلى الاعتقاد بالبانثيئيسية المحضة، مُعلناً أن كل طبيعة مُساوية في الجوهر للذات الإلهية والجوهر الإلهي! ولا يظهر أن أضاليل هذا المُلحد وسفاسفه أصابت عند أحد محلاً، وحرمتهُ البيعة. وكتب البطريرك قرياقس في مجاوبته على المسائلة الخامسة للشماس يشوع الترمنازي قائلاً: “إن الكتاب المنحول إيرثاوس[72] (أستاذ ديونيسيوس الأريوفاغي) ليس له ويحسبهُ بعضهم من وضع ابن صودَيلي المُبتدع “، أما شابو وغيره من المستشرقين فلا يرون هذا الرأي.

 

 

35: الشماس شمعون الفخاري 514

 

شاعر كنسي مجيد فصيح. ولد في قرية كيشير في كورة انطاكية واحترف عمل الخزف فاشتهر بالخزّاف أوالفخاري وبالسريانية (قوقاي) كان وهويشتغل بحرفته يُنظم أشعاراً دينية بديعة بليغة موقعة على لحن حسن أطلق عليه اسم (القوقاي) وهي ميلاد الرب بالجسد وقيامته وصعوده ومعجزاته، وفي الصليب والأنبياء والعذراء مريم والقديسين والموتى التوبة. وحوالي سنة 510 انتهى خبره إلى مار يعقوب الملفان، وهو في بعض رحلاته، فشخص إليه وسمعه ينشد في حانوته هذه النشائد الرقيقة، فحسن عنده وقعها وأثنى عليه جميلاً وحثّهُ على متابعة النظم وأخذ نسخاً منها. وقيل أنه في سنة 514 أطلع البطريرك مار سويريوس عليها بعد أن نقل شيئاً منها إلى اليونانية، فزاد البطريرك الشاعر تحريضاً على الإكثار منها. وحبَّر شمعون نشائد في ميلاد الرب على ألحان أخرى وصل إلينا منها 28 بيتاً[73]. وكان له أصحاب من طبقته ورعاً وعلماً وأدباً فشاركوه في النظم وأطلق عليهم اسم (القوقيين)[74] ودخلت أشعارهم الفرض الكنسي وكتب الألحان، وقال يعقوب الرهاوي الذي عنه نقلنا معظم هذه الترجمة “ولا يزال حانوت شمعون ودولاب حرفته معروفين في قرية كيشير إلى وقتنا هذا” أي حوالي سنة 700 – 708

الفرنسية سنة 1911[75] ويُظنّ المُترجم أيضاً كاتب سيرة سلفه بطرس الكرجي الشائق أسلوبها والحافلة بالفوائد التاريخية والجغرافية وقد نشرها رآاب وترجمها إلى الألمانية.

 

 

36: يوحنا روفس الانطاكي اسقف مايوما 515

 

ولد يوحنا روفس آل روفينا في عسقلان ودرس الفقه في مدرسة بيروت. وكتب للبطريرك بطرس القصّار الذي رسمع قساً وعُرف بالانطاكي. هم لازم بطرس الكرجي ونسك، وخلفه في اسقفية مايوما بفلسطين. وفي حدود سنة 515 الّف باليونانية اخباراً واحايث اسماها (فليروفورياس) وعددها 87 تخطئةً ومناقضة للمجمع الخلقيدوني وفيها الكثير المضعّف الذي لا يثبت على النقد. ونُقلت الى السريانية بأنشاءٍ متين واجملها ميخائيل الكبير في تاريخه، ثم نشرها نو منقولة الى الفرنسية سنة 1911 ويظن المترجم أيضاً كاتب سيرة سلفه بطرس الكرجي الشائق اسلوبها والحافلة بالفؤائد التاريخية والجغرافية، وقد نشرها رآاب وترجمها الى الألمانية.

 

 

37: التاريخ المنسوب إلى القس يشوع العمودي 515 ؟

 

حوالي سنة 515 عمل كاتب سرياني رهاوي من صاغة الكلام، بليغ مُطرد السياق سهل الأسلوب، يظن من أساتذة بعض مدارس الرها[76] تاريخاً يتناول 83 صفحة في النوائب والحوادث التي وقعت في الرها وآمد وبلاد ما بين النهرين.

افتتحهُ برسالة جاوب فيها سرجيس رئيس الدير الذي اقترح عليه تأليفه وهي 7 صفحات، ثم قدّم عليه فصلاً ضافياً 10 صفحات ونصف ذكر فيه أسباب الحروب بين دولتي الفرس والرومانيين من سنة 363 حتى 498 ثم ساق الأحداث من سنة 495 حتى آخر سنة 506 وأهمها الحرب الشديدة التي سعرها قباذ ملك الفرس على الرومانيين على عهد القيصر انسطاس سنة 502 – 506 باسطاً القول في ما كان في زمانه من الكوائن والحوادث[77] وهوأكمل وأوثق سند تاريخي لتلك الأحداث. وذكر المؤلف أنه وجد بعض ما دوّنهُ في كتب قديمة، ونقل الباقي عن سفراء ملكي الروم والفرس – ولهذا التاريخ نسخة فريدة في الخزانة الواتكانية رقم 162 سنة 932 ولما كان غفلاً من اسم المؤلف نسبه السمعاني الذي نشر خلاصته، وأكثر المستشرقين إلى القس يشوع العمودي من رهبان دير زوقنين في آمد[78] استناداً إلى اسم هذا الكاتب الذي أوردهُ في أخر الرسالة اليشع الراهب من الدير المذكور[79] واختلف رأي البحثة فمن ناحلٍ إياه إلى العمودي، ولا دليل راهن عليه، ومن ناسب إياه إلى أستاذ أوراهب رهاوي مغمور الاسم وهوالأصحّ. واختلفوا أيضاً في مذهب المؤلف والراجح أنه كان أرثدكسياً مُعتدلاً[80] وإذا كان قد أثنى على فلبيانس الثاني الأنطاكي، فإنه ذكر بالجميل أيضاً القيصر انسطاس ومار فيلكسينس ومار يعقوب السروجي[81] وغيرهم ونشر أولاً بولان مارتان متن هذا التاريخ منقولاً إلى الفرنسية سنة 1876 ثم وليم رايت مُترجماً إلى الإنكليزية عام 1882 ثم شابو في المجلد الأول من التاريخ المنحول خطأ ديونيسيوس (ص 235 – 317) سنة 1927 ونقله إلى اللاتينية.

 

 

38: مار يعقوب السروجي الملفان 521 +

 

عالم تحرير أوحد زمانه وواحد قُطره، وشاعر مُفلق مطبوع لا يلحق غُباره ولا تُدرك آثاره، ومترسل من أمراء الكلام يتأنق ويُبدع تحفزه الفطرة وتمدّه السجية غلب عليه الشعر فسارت قصائده سير الرياح. وطارت في الأفاق بغير جناح. وشعره يهجم على القلب بلا حجاب يلذّه من سمِعه، لا تقرأ له ميمراً حتى تألفه وتعشقه إلى حد الشغف، فمن روائع وبدائع تبهر العقول، ومحاسن تأخذ بمجامع القلوب، إلى جزالة في الكلام وحسن في اللفظ وحلاوة في المذهب، ودقة وعذوبة في المعنى وبراعة في التعبير وإحكام في السبك على صفاء في الرونق. هو بلبل المعاني لا يمل تغريده والشاعر الموهوب المديد النفس الذي ابتكر البراعات المأثورة فما بلغ شأوه بالغ. يقصد القصائد الطوال وقد تبلغ أبيات بعضها الألفين أوالثلاثة أو تزيد، وهومع بواهر فواتحه ونفائس خواتمه يجول في كل قصيدة جولة الفارس المغوار فيكل قارءه وهولا يعتريه ككل. وكلما تعمق في الموضوع الذي يعالجه كلما زاده بياناً عذباً، وطلع عليك بألفاظ مُستحدثة وتعابير رقيقة وأفانين مُستملحة تذهب بالسأم والملل، وتنبّه القارئ أنهُ حيال يمّ عُباب ملؤه درر وطرائف الآداب.

أقرأ ميامره في المواعظ والتزهيد في الدنيا والتوبة وأنت تبغي منها رَشداً، فلا تخرج مما أنت فيه إلا وقد سرت إلى قلبك الزهادة في الدنيا الغَرور وتمكن فيه حب التقى والعبادة، ومهما تجافى جنبك عن الصلاح فإنه يعطفك إلى قرع باب الله والتمسك بأهدابه – فللّه دره ما أخبره بأمراض النفوس وحسن علاجها، وما أسلس أسلوبه في أسر القلوب الجافية، فكيف به إذا صادف قلوباً واعية ونفوساً وادعة ذلك أن الله أعانه بإلهامه فكان لسانه ينبوع حكمة وإصابة وهو من أصفياء الله، وأشهر قديسي زمانه، عصر الإيمان والبطولة والمبأدى الدينية القويمة التي كبتت المُضللّين. سقى الله عهداً أنجب جهابذة تُثنى بهم الأصابع وتُعقد عليهم الخناصر، كالمنبجي وبولس الرقي والتلي والمِدللي وابن افتونيا وسويريوس الأنطاكي، وأضرابهم من الثقات الإثبات وإن الدهر بأمثالهم لضنين. فلذلك أحسنت البيعة السريانية بنعته بالملفان على سبيل الإطلاق وكنارة الروح الإلهي وقيثارة البيعة الأرثدكسية وأكليل الملافنة وزينتهم وفخرهم.

ولد مار يعقوب في قرية (كورتم) الواقعة على ضفة الفرات. وقيل في بلدة (حورا) من عمل مدينة (سروج) عام 451 وتخرج في مدرسة الرها فأصاب من علومها اللغوية والفلسفية واللاهوتية السهم الأوفى. وترهب وتنسك. وحين بلوغه من العمر الثانية والعشرين ارتجل قصيدته المشهورة في مركبة حزقيال، في محضر خمسة أساقفة اقترحوها عليه وهوماثل في بيعة بطنان سروج أو في رواية ضعيفة، في بيعة نصيبين[82] فأقرّوا له بالشاعرية الممتازة وأجازوه واثقين أن الله سبحانه، مازه بفضله وهوالوهّاب الكريم. واستمسك من السيرة الفاضلة بحبل متين حتى تميز بالورع، وسيم قسّاً ثم قُلِدَ رتبة الزائر (البريودوط) لبلدة حورا. فطفق يطوف على أديار بلاد الفرات وسورية المجوفة ناهضاً بعبء مهمته، حتى نزل منم نفوس مئات بل الآف من الرهبان أجمل منزلة ثقة وأمانة وتقى وعلماً. وفي أواخر عمره سُقّف على أبرشية بطنان سروج عام 519 فأحسن القيام بأمر رعيته سنة وأحد عشر شهراً ومضى إلى جوار ربه في 29 من تشرين الثاني عام 521 وهو أخو سبعين فعيدت لهُ البيعة. وبعد دهر طويل نُقل بعض رفاقه إلى هيكل خاص به في مدينة ديار بكر.

قرأ على الملفان السروجي خلق انتفعوا به عُرف منهم كاتبه حبيب الرهاوي وناسك يقال له دانيال. وقال ابن العبري ان سبعين ناسخاً كانوا يكتبون قصائده التي جُمعت فبلغت سبعمائة وستين أولها في مركبة حزقيال، وأخرها في الجلجلة، وحالت المنية دون إنجازها وكلها على البحر الإثني عشري الذي استنبطهُ وعُرِفَ بالسروجي نسبة إليه. وهذه الميامر تتناول شرح أهم أحداث العهدين العتيق والجديد، والبحث في الإيمان والفضائل والتوبة والبعث وحمدالله على المائدة، والموتى وتقريظ العذراء والأنبياء والرسل والشهداء. وخصّ بالذكر القديسين بطرس وبولس وتوما وأدى ويوحنا المعمدان وكوريا وشامونا وحبيب، وسرجيس وباخوس وأهل الكهف وجرجس وشهداء سبسطية وأفرام وسمعان العمودي، والبيعة السريانية تردد في الأصباح والأمساء طائفة من ميامره المُختارة في تسبيح ربّ الكون فتخلد ذكراه.

وفي خزائن كتبنا الزعفرانية والقدسية وماردين وغيرها وفي الواتكانية ولندن ما يزيد على اربعمائة ميمر منها أكثرها على رقوق[83] وإذا علمت أن الراهب بولس بيجان نشر مئتي ميمر في خمس مُجلدات ضخمة قدّرت أن مجموعها يجيء في تسعة عشر مجلداً. وكان قد اختير منها زهاء سبعة وسبعين قصيدة ضمنت إلى مجموعة الخطب السنوية في مصحف وجدته في باسبرينة مخالفاً المجاميع المألوفة. وقرأنا له مداريش بوزن “اللهم يا من نزل على طورسينا” أولها في القديسين وسوغيثين في الندامة ونُسبت إليه بعض النسخ[84] سوغيثاً فلسفياً على الأبجدية 22 بيتاً بلحن “اسقيني يا ربي من ينبوعك” وهو للرهاوي كما ارتأى مِنغانَة[85] ونظم أناشيد في آفات الجراد التي نكبت بها البلاد في ربيع سنة [86]500

أما مصنفاته المنثورة فهي رسائل غاية في الحسن بديعة كلها، بإنشاء متين الحبك مُحكم النسج متدامج الفِقَر عذب المشرب. وصل إلينا ديوان يشتمل على المُختار منها وعددها ثلاث وأربعون نُشرت عام 1937 في 316 صفحة عن ثلاثة مصاحف بلندن أقدمها وأعظمها أنجزت سنة 603[87] وهذا أثبتها:

1: إلى اسطيفان ابن صوديلي المُبتدع، يُنصح له ليحسن السلوك بالتقى ناقصاً وساوسه، وذلك قُبيل خروجه إلى البدعة، وهي تالية لرسالة أولها أنفذها إليه مُرشداً وداعياً إلى الطريقة المُثلى. ثم حرمهُ في مجمع ضمَّ بعض الأساقفة[88]

2: رسالة في الإيمان

3: إلى القس توما في الإيمان

4: إلى انطونينس أسقف حلب

5: إلى القس يوحنا

6: إلى رهبان ارزون قلعة الفرس

7: إلى رهبان طور سينا

8: إلى مار حبيب رسالة السلام في القيامة

9: إلى يوليان رئيس الشمامسة

10: إلى اسطيفان المُسجّل الشرعي في أعمال المسيح الخلاصية

11: إلى بولس الناسك

12: (مخرومة)

13: إلى لعازر رئيس دير مار باسوس ورهبانه في أعمال المسيح.

14: إلى رهبان مار باسوس رسالة توسّل

15: كتاب من رهبان مار باسوس إليه.

16: جواب إليهم

17: رسالة ثالثة إليهم وهي درة يتيمة وحجة قاطعة على اعتصامه بالمُعتقد الأرثدكسي[89] .

18: إلى المُعترفين الحميريين في نجران

19: إلى صموئيل رئيس دير مار اسحق في جَبَلة، في الإيمان

20: إلى أهل الرها وفيها يذكرهم بوعد المسيح لأبجر.

21: إلى رؤساء الأديار انطيوخس وشمعون وصموئيل ويوحنا وسرجيس واغناطيوس في ميلاد الرب وصلبه.

22: إلى يعقوب رئيس دير النواويس

23: إلى مارون، جواب عن ست مسائل في مشكلات الكتاب العزيز كان عرضها عليه بلغة غير السريانية وهي ست وثلاثون صفحة.

24: في قول ربنا: من قال كلمة في ابن البشر يُغفر له ومن يُجدف على روح القدس لا يُغفر لهُ.

25: إلى بعض أصدقائه

26: إلى مارا أسقف آمد رسالة تعزية

27: إلى دانيال الناسك في تخوفه من خدمة الكهنوت

28: في ندامة النفس

29 و30: إلى بعض أصحابه

31: إلى صديق له في السبت الكبير

32: إلى بولس مطران الرها في الآية: ” أحبوا أعدائكم ”

33: إلى أوطخيان أسقف دارا في الإيمان

34: إلى سيمي يعزيه بابنه

35: إلى السيد بسا كونت (أمير) الرها في الإيمان

36: إلى القومس (الأمير) قورا رأس الأطباء في تفسير الإيمان الحقّ

37: إلى لانطيا ومارية الزانيتين اللتين تابتا وعكفتا على النسك

38: إلى متوحد كان يعاين خيالات شيطانية جهراً

39: إلى دانيال المتوحد

40: إلى بعض النساك

41: إلى صديقه شمعون

42: إلى رجل فقير يطلب خلاص نفسه في السيرة الفاضلة

43: إلى أحد أصدقائه اه.

 

وقرأنا له أيضاً رسالة إلى بعض أصدقائه أولها: لو لم تقلقك عوارض هذا العالم الشرير، ولم ترد في ديوانه، وبعض مواعظ[90]

وذكر صاحب التاريخ المنسوب إلى يشوع العمودي (ص 280) أنه في أثناء الرعب الذي استحوذ على الناس من حرب الفرس والروم سنة 503 اندفع أهل البلاد الواقعة في شرقي الفرات إلى المهاجرة، فطفق المُترجم يكتب لهم الرسائل ناصحاً لهم بالمكوث في أوطانهم، ومُشجعاً إياهم على أمل النجاة بعناية الله سبحانه، ولم يصل إلينا منها سوى الرسالة العشرين التي أنفذها إلى أهل الرها.

ووجدنا له أحدى عشرة خطبة لأعياد الميلاد والغطاس والدخول إلى الهيكل، والصيام الأربعيني، والخميس السابق الشعانين وأحد الشعانين وجمعة الآلام وأحد الفطير والقيامة والأحد الجديد وبدؤها: “إن فرحاً شديداً ملؤه الفطنة يستفزني اليوم إلى..” وفي التوبة أولها: “يجب علينا أن نحزن لأن نسيج حياتنا قد قصر وهو يؤذن بالإنقطاع من يوم إلى أخر[91] وخطباً للعزاء، وليتورجيتين للقداس ألّف الأولى سنة 519 ومطلعها: “اللهم يا خالق الجميع وفاطر كل ما يرى وما لا يرى وهي 24 صفحة [92] والثانية:” أيها الإله المُبارك اللطيف يا من اسمه منذ الأزل”[93] وفي خزانتنا نسخة بدؤها: “أيها الإله الآب يا من أنت السلام الذي لا حدّ له”، وهي 21 صفحة – وألف أيضاً صلاة السلام التي تتلى في قداس عيد الميلاد وبعض ترانيم منثورة للتناول (شوباحات)[94] وطقساً للعماد[95] وسيرتي الناسكين دانيال الجلشي وحنينا[96].

قال ابن العبري أن: “لهُ تفاسير ورسائل ومداريش وسوغيثات[97] وأنه فسّر (مئات أوغريس الستمائة) إجابةً إلى طلب تلميذه جرجس أسقف العرب “وبما أن هذا توفي عام 725 فإما ان يكون التفسير ليعقوب الرهاوي، أو أن العبارة من زيادة بعض النساخ وهذا الكتاب مفقود، عام 1095 حبّر عالم عصره سعيد ابن الصابوني مطران ملطيه، قصيدة عصماء أبدع فيها في وصف مناقب الملفان المُترجم وروائع مُصنفاته فوفاه حقّه[98].

 

 

39: حبيب الرهاوي

 

الشماس حبيب الرهاوي لازم السروجي وأخذ عنه وكتب له[99] ومنه تعلم صناعة القريض ولكن لم يرد باسمه قصيدة ثابته. نُسبت إليه قصيدة في مديحه بدؤها: “يا يسوع أيها النور الذي يشرق ضياؤه في كل الأقطار”[100] ونسبها المتأخرون خطأ إلى جرجس تلميذه ولم ترد في نسخة موثوق بها[101] وقرأنا منها نصّاً اضبط: “يايسوع أيها النور الذي أبهج ظهوره الأقطار بأسرها وهي، إما غُفل من اسم الناظم أوأنها من إنشاء بعض الغرباء[102] وعلق سرجيس الراهب الحاحي على هامش نسخة القدس عام 1483 إنها من عمل يوحنا ابن شوشان ولعل رأيه مصيباً فإن في بعض أبياتها ما ينفي نسبتها إلى حبيب وهو قوله: “ارفع عقلك يا هذا نحوالأولين والمتوسطين” واختلف النقّاد في أمر جرجيس ويحسبه بعضهم جرجس أسقف سروج وحورا الذي رُسم سنة 698 وإليه وأنفذ يعقوب الرهاوي رسالته المشهورة في الخط السرياني.

 

 

40: مار فيلكسينس المنبجي 523 +

 

من أعلام السريان ومفاخرهم وفرسان الكلام وكبار أئمة اللغة الذين يشار إليهم بالبنان، وأقطاب الزمان ذكاءً وعلماً وعملاً، مع ديانة وصيانة وزهد ظاهر وورع معروف، متكلم المتحققين وإمام البلغاء المترسلين. كانت له بالعلم جلالة وبالادب السرياني رئاسة وشهرة، كلامه سمح سهل وإنشآؤه فخم جزل، بل هواللؤلؤ المنقور والدّر المنضد تزينه المتانة وتوشّيه البلاغة ويكلمه ويكلله البيان. تفنن في وصف الطرائق الحسنة والفضائل المسيحية المُثلى، فجاءنا بكتاب في سيرة الكمال جامع لتشتيت الفوائد بكلام ما لحسنه نهاية، حيثما التفتت وردت منه على ضياء باهر وربيع زاهر، واللفظ البليغ، القلوب به معمورة الصدور به مأهولة. وبحث عن أصول الدين اتمّ بحث وأبعد استقصاء. اقرأ كتابه في “التثليث والتجسد ” تراه الملفان المتبحر في القضايا اللاهوتية يغوص في يمّها فيفوز بدرر الحقائق اليتيمة، وتصفح رسائله تعلم أية نفس وثابة وأي قلب كبير كان يحمل بين جنبيه ذلك الرجل العظيم. وكان فقيهاً جدلاً لا يعي بخصمه جدلاً، لم يقارعه مقارع حتى خُذل فهرول يشفي الشدائد نفسه المضغنة بذمّه وفوق ذلك جليداً على المكاره صبوراً على عضات الشدائد في سبيل المعتقد القويم حتى حاز تاج المجاهدين وأحرز إكليل المعترفين.

وُلد المترجم في بلدة تحل من كورة باجرمي (في بلاد العراق) قبيل منتصف المئة الخامسة، واسمه السرياني “اخسنايا” أي (غريب) فنقل عند تسقفه إلى الاسم اليوناني (فيلكسينس) ومعناه “محب الغربة” ورحل به أهله إلى طور عبدين في عنفوان صباه. فدخل دير قرتمين حيث درس وأخوه ادى آداب السريانية واليونانية وعلم الدين. ثم انتقل إلى مدرسة الرها واتمّ دراسته للعلوم الفلسفية واللاهوتية، وأنجز علم اللغتين المذكورتين في دير تلعدا الكبير في كورة انطاكية. وترهب وسيم قساً. وسنة 485 أقامه بطرس الثاني بطريرك انطاكية خورياً، ثم رسمه مطراناً لمنبج، فبذل قصارى عنايته في حماية معتقد الكنيسة الأرثدكسية القويم. وخاض غمار الجدل في مشكلات عصره المذهبية، وغلا في مناوأة النساطرة والخلقيدونية فغاظهم جهاده وشدة دفاعه، فتنمر له غلاتهم وتجنى عليه بعض كتّابهم بقواذع دلّت على ما اشتملت عليه جعبة أحقادهم، من بغض مقيت وكلام سخيف ورأي فائل[103] وقد فندهم جميعاً.

وتوجه عام 449 إلى القسطنطينية يشكو إلى القيصر، فليبانس الثاني الانطاكي المتذبذب في اعتقاده، فحالت حروب الفرس مع الروم دون البحث عن القضية وبعد عقد الصلح قصد العاصمة ثانية فعُزل فليبان وخلفه مار سويريوس ستة 512 بمساعيه. ولما توفي القيصر انسطاس وتولى يوسطينس نفى الاساقفة الارثدكسين في خريف سنة 518 فنفي المترجم إلى فيلوبولي في ثراقية، ثم إلى غنغرة في بفلاغونية. وحبس في بيت يوقد وسدت عليه المنافذ، فاختنق لكثرة الدخان وثوى شهيد الإيمان في عاشر كانون الأول عام 523 وهو في العقد الثامن من عمره، بعد أن قضى في الأسقفية ثمانياً وثلاثين سنة وعيدت له البيعة.

أن تأليف هذا الحبر العلامة هي تفسيرية ولاهوتية وجدلية وأدبية نسكية وطقسية ورسائل وخطب:

1: جاء في سيرته المطولة أنه فسر أسفار العهدين واستشهد فيه ابن الصليبي. وتجد في مصحف عتيق في خزانة لندن نقل بمنبج في أيام المؤلف سنة 511 نتفاً من شرح أناجيل متى ولوقا ويوحنا[104] وفي نسخ اخرى تفسير قول مار بطرس: “أن يسوع الناصري رجل من الله”[105] واستشهد بتفسيره لإنجيل متى، إياونيس الداري في الباب الخامس من كتاب الفردوس، وابن كيفا في كتاب خلقة الملائكة – وله مقال ينطوي على الكِلم التي اقتبسها بولس الرسول من كتب الحكماء وتآليف مجهولة.

2: له في علم اللاهوت مصنفان أولهما في التثليث والتجسد ثلاث مقالات طبعه واشالد منقولاً إلى اللاتينية عام 1908 وثانيهما “في أن اقنوماً من الثالوث الأقدس تجسد وتألم” واستشهد فيه بمؤلفات يونانية لبعض الأثمة قبل نقلها إلى السريانية وهو دليل على معرفته تلك اللغة، خلافاً لزعم بعض المستشرفين. وعشر مقالات نشر منها (بريير) مقالتين مترجمتين إلى اللاتينية سنة 1920 وللكتابين نسحتان قديمتان مكتوبتان على رق[106] وأربعة دساتير إيمان بدء أحدها: نؤمن بتثليث طبع واحد أزلي[107]، وثان ذو عشر قطع نقضاً لقرار مجمع خلقيدونية[108] وسبعة فصول رداً على من يقولون بوجوب حرمان الجزء الفاسد من تعاليم الهراطقة ولا يُرذلون هم وتأليفهم كله[109] ومقال في اتحاد الطبيعتين، وآخر في من يخالف حرمان الكهنة بملء إرادته ومقال ثالث عنوانه: إذا سئل رجل كيف تؤمن فليجاوب هكذا، صفحتان[110] ورابع في اتحاد جسد المسيح.

3: مصنفاته الجدلية: ذكر كاتب سيرته أنع عمل ستة كتب لنقض النساطرة وثلاثة عشر رداً على الخلقيدونيين وأراد بها مقالات. وبقي من الأولى مقالتان الأولى 20 فصلاً والثانية 5، وجدال مع أحد كتّابهم وخطاب لتزييفهم والأوطاخيين. ومن الثانية مقالان في 12 فصلاً و10 فصول. ومقالة سبعة فصول رداً عليهما جميعاً. ومقالات ضمن احدهما اعتقاده والردّ على البدع، والثاني التمييز بين بدع ماني ومرقيون واوطاخي وديودورس ونسطور، و3 فصول لنقض البدع وقد نشر “بدج” سبع مقالات منها لا تتجاوز أحدى وأربعين[111] وله أيضاً كتاب نقض حبيب العطّار.

4: كتابه النفيس في سيرة الكمال المسيحي وهوأحسن مصنفاته ثلاث عشرة مقالة في مجلدة تكون في خمسمائة صفحة. ألفه بعد تسقفه بزمان يسير ناثراً لآلئ الفصاحة ودرر النصائح الغالبة. بحث فيه عن طريقة التتلمذ للسيد المسيح من أخص أبوابه: الإيمان والبساطة والورع والفقر (الإختياري) والزهد والعبادة ومقاومة بعض الرذائل كالشره والشهوات البدنية والفجور، نشره بدج في مجلدين أنيقين منقولاً إلى الإنكليزية سنة 1894[112]

وأنظمة للرهبنة، في مخافة الله، والتواضع والتوبة والصلاة وكيفية معالجة أهواء النفس والبتولية وقص شعر الرهبان، وحديث مع الأخوة الرهبان، في هدوء العبادة وتنظيم الدير. وكتاب في الحِكَم[113]

5: له في الطقوس ليتورجيتان بدء الأولى: أيها الرب الإله القوي الذي لا يُدرَك واللطيف الذي لا تحيط به العقول 20 صفحة، والثانية: أيها الرب الإله القوي القدوس الضابط الكل، يا من يعلو سلامك على كل العقول – ونسبت إليه أنافورا ثالثة[114] – وأنشا طقساً في غاية الإختصار لعماد الأطفال المحتضرين[115] ومعنيثاً في الميلاد وأدعية منها دعاء يُتلى حين القيام من الفراش، ودعاء بدؤه: اللهم يا من أنت اله حق وسيد، وابتهال ودعاء يتلوه الإنسان لنفسه وصلاة للأوقات السبعة وصلوات للصبح والساعة الثالثة والستّار، وصلاتان قبل التناول وبعده وصلاة في ندامة النفس[116].

6: كتب فيلكسينس رسائل جليلة مسهبة ضمنها فوائد شتى لاهوتية وتاريخية ونسكية، ذكر كاتب سيرته أن مجموعها يؤلف اثنين وعشرين جزءاً والموجود منها في الخزائن الأورويبة 22 رسالة أضفنا إليها ما وجدناه في خزائن الشرق وهي: 1: رسالة جاوب بها بطريق الناسك الرهاوي في حفظ الوصايا الإلهية ومقاومة أهواء النفس، ست وثلاثون صفحة[117] 2: رسالة إلى القيصر زينون في تجسد الله الكلمة وتأنسه وفيها أعلن حرمان نسطور وأوطاخي[118]. 3: رسالة إلى نصارى ارزون في سر التجسد. 4: رسالة إلى راهب صرم حبل الدنيا من عهد قريب[119]. 5: رسالة إلى ابراهيم واورسطس قسيسي الرها في أحوال الناسك المبتدع اسطيفان ابن صوديلي[120]. 6 و7 إلى رهبان دير كوكل (جبل باكوكل في طورعبدين) في الآم السيد المسيح بدء الأولى: لقد أظهر المسيح نور الخلاص وهي عشر صفحات: ومطلع الثانية إلى الأديار الجليلة وهي 35 صفحة وفيهما يثني على جواباتهم ويُنبئهم بحسن وقعها عند القيصر انسطاس[121]. 8: رسالة إليهم في الهراطقة. 9: رسالة إلى صديق له وكان أحد رؤساء البرية، في بدء التجريد أي زهد الإنسان في الدنيا والطاعة في القنوبين والمقام في القلاية والسكون، وقسم طريقة النسك ثلاث طبقات وهي أربع وخمسون صفحة[122]. 10: رسالة إلى الرهبان الآمديين في الغيرة على الإيمان وعنوانها إلى أديار آمد[123]. 11 و12: رسالتان إلى رهبان دير تلعدا كتب الأولى في منفاه، وفي الثانية يسفّه مزاعم خصومه وخصوم الحق مادحاً القس أقاق رئيس الدير لحسن جهاده[124]. 13: رسالة إلى رهبان دير سنون بالرها في تأنس الكلمة الوحيد والايمان وضمنها طرفاً من خبر نسطور وكتبها في منفاه بقيلبوبولي[125] 14: رسالة مسهبة الى رهبان المشرق ورؤساء الاديار، يبسط فيها نكبته والطرائق التي جرت عليها البيعة في ازمنة سلفت لاقرار السلام فيها كتبها في فيلبوبلي تجيئ في ثلاث وثلاثين صفحة كبيرة[126] 15 و 16: رسالتان الى شمعون رئيس دير تلعدا الكبير الأولى في السياسة البيعية، والثانية وكتبها في فيلبوبلي، رداً على من يتخرصون بزعمهم أن البيعة فقدت موهبة الروح القدس بعد زمان مجمع خلقيدونية بدؤها: ان لي رغبة وتضرعاً وهي اربع عشر صفحة[127]. 17: رسالة عظة أنفذها إلى رجل يهودي اهتدى وبلغ إلى درجة الكمال[128]. 18: جواب إلى القارئ مارون العين زربي[129]. 19: رسائل إلى أهل غورزان والمؤمنين المتوغلين في بلاد الفرس. 20: رسالة إلى يوحنا مطران آمد يذكّره فيها بصداقتهما منذ كانا تلميذين في دير قرتمين[130]. 21: رسالة إلى تلميذه[131]. 22: رسالة في بدء الزهد في الدنيا[132]. 23: رسالة كتبها إلى محامٍ تنسك بمعرفة وزهد تام فجرّبه الشيطان[133]. 24: رسالة إلى الحميريين وأهل نجران في أثناء الشدة التي انزلها بهم مسروق اليهودي من أجل نصرانيتهم. 25: رسالة إلى الكونت تاليس الذي سأله عن نظرية شجر الحياة، نقل عنها كثيراً اياونيس الداري في الباب الخامس من كتاب الفردوس[134] وكذلك فعل ابن كيفا[135] 26: رسالة شكر كتبها من غنغرة إلى الراهب ابن نيقينا من دير مار حنينا فاعل الخوارق ونوّه بها المؤرخ زكريا[136]. 27: رسالة إلى أبي حفر أوعَفر الحاكم العسكري في مدينة حيرة النعمان في الهرطقات وخصوصاً النسطرة من سابليوس حتى نسطور وأوطاخي، وجدت منها شذور في ثلاثة مصاحف بلندن[137] ونبذة في خزانتنا. وقد أُلصق بهذه الرسالة خبر عن الأتراك المسيحيين وضعه كاتب مجهول أخذاً عن رواية لعازر أسقف هرات الأرمني وقسيس وتاجر أرمنيين قدموا إلى انطاكية ورووا هذا الخبر[138] 28: رسالة وعظ بها النساك الذين حبسوا أنفسهم على العبادة[139]. 29: جواب إلى يوحنا الثاني الأسكندري[140] .

7: خطبه: جاء في سيرته أنه ألّف خطباً للأعياد السيدية وأعمال ربنا في خمسة كتب، وذكر ابن العبري أيضاً أن له تراجيم للأعياد المقدسة وعظات من كل صنف[141] وقد ضاع أكثرها والمعروف عندنا منها: خطبتان في بشارة العذراء والميلاد[142] خطاب في ولد الحياة استشهد به ابن كيفا في كتاب النفس، وخطاب لمن سئله هل أن الروح القدس يبرح الإنسان خاطئاً ويعود إليه تائباً[143] وخطاب في وفاة أحد الأخوة[144] وعظة[145].

 

 

41: برلاها الناسك

 

كان برلاها القس الناسك حبيساً في صومعة اليشع الناسك المسماة دير المركبة وعُرف باشتعاله بالترجمة السبعينية للتوراة التي وُضعت في غضون القرن السادس واتصل بنا منها قطع كبيرة. من خبره أنه سأل رئيس الدير شمعون الآتي ذكره فنصل من اليونانية إلى السريانية

 

42: شمعون رئيس ديرليقين

 

هوشمعون رئيس دير العذراء المعروف ببيت ليقينوس في الجبل الأسود وكان من المضطلعين باليونانية والسريانية. ويتضح من جوابه إلى برلاها أنه بعناء وافر باشر ترجمة المزامير، فجاءت تخالف النقل الذي ألفه السريان مما يطابق شرح باسيليوس الكبير للمزمور الأول. وذكر مصنّف أوسابيوس في مضمون كل مزمور، ونقل أيضاً في مقالته فصولاً في المزامير من إنشاء ديديمس واوريجانس واثناسيوس، وهذه المجموعة هي التي تشتمل عليها الترجمة السبعينية السريانية. وتجد رسالة برلاها والجواب عليها في المصحف الواتكاني رقم 135 – وقيل أنه فسّر أيضاً بعض المزامير تفسيراً مختصراً. وكان برلاها وشمعون موجودين في الربع الأول من القرن السادس[146].

 

 

43: بولس اسقف الرقّة 528

 

من أعيان العلماء الضاربين بسهم وافر من الأدبين السرياني واليوناني. سُقف على مدينة الرقة في العقد الأول من القرن السادس. وعام 519 تناولته يد الاضطهاد القيصري في سبيل المعتقد فخرج إلى الرها وأقام فيها. وعني بنقل مصنفات مار سويريوس الانطاكي إلى السريانية وهي مراسلته ليوليان أسقف هاليكرناس الخيالي في عدم فساد جسد المسيح. وخطابه رداً على يوليان وكتابه في نقض الزيادات وتفنيد احتجاج يوليان، وسبقه بمقدمة ذكر فيها أنه نقله بعناء شديد. وكتابه في نقض المانويين، وكتابه الموسوم بفيلالتس (محب الحق) ويظهر أنه نقل أيضاً خطبه المئة والخمس والعشرين التي ألقاها وهوعلى المنبر، ومراسلته لسرجيس النحوي وكتابه في نقض يوحنا وهومجلدان انتهى منهما في نيسان سنة 528 [147] ويُعد مار بولس هذا من خيرة العلماء أصحاب الأيادي البيض على الكنيسة السريانية وأدبها بنقله هذه المصنفات الجليلة فنعت بمترجم الكتب، ونظم معنيثاً للميرون ونجهل سنة وفاته.

 

44: مارا مطران آمد 529 +

 

من أهل الحسب الأثيل ابن الحاكم قوسطنت. ولد في آمد ونشأ فيها خير منشأ في أحضان النعمة، أحرز من الثقافة أوفى نصيب مضطلعاً باليونانية فضلاً عن لغته. وترهب في دير مار توما في سلوقية وفاح ارج سيرته الفاضلة فكان عفيفاً صوّاماً وصار وكيلاً للبيعة. وفي ابّان الاضطهاد والبطريرك الانطاكي في المنفى، سُقّف مارا على آمد بوضع أيدي أساقفة ميافارقين وأكل (أجل) وشمشاط حوالي سنة 520 وهنأه مار يعقوب السروجي بالأسقفية. وبعد مدة يسيرة نفاه يسطينس في سبيل الإيمان القويم ومعه ايسوذورس أسقف قنسرين إلى باطرا عاصمة بلاد النبطيين القديمة. ورافقته أختاه الفاضلتان شموني ومرتا اللتان ربيتاه في طريق الفضيلة، وكانتا تشجعانه على احتمال المكروه. وصحبه أيضاً كتَّابه الأربعة الشماس اسطيفان وكان من أرباب الفصاحة وتوما الناسك والشماس زوطاً وسرجيس، ثم نقل إلى الأسكندرية بفضل الأميرة ثاودورة حول سنة 524 فأقام فيها صابراً صبراً جميلاً وانتفع بالمطالعة والدرس. وجمع خزانة كتب نفيسة عديدة حوت فوائد جمة لمحبي العلم المجتهدين، وبعد أن قضى في المنفى ثماني سنين نقله الله إلى دار كرامته في حدود سنة سنة 529 فحملت اختاه وتلاميذه رمّته إلى وطنه وأودعوها هيكل مار شيلا الذي كان المترجم بناه، وحملوا خزانة كتبه إلى بيعة آمد، ودوّن سيرته يوحنا الأفسسي[148]

وصنّف مارا عدة كتب باليونانية، ونقل عنه زكريا أسقف مدللي طرفاً من الفصل الثامن من انجيل يوحنا لم يكن قد نقل إلى السريانية، فصلاً في الإنجيل وأعمال المسيح[149]

 

45: سرجيس الرأسعني 536 +

 

سرجيس الرأسعني فيلسوف من ذوي العلم الواسع، وكاتب متصرف باعنّة الكلام من أجرى الكتّاب قريحة. كان قسّاً سرياني الجنس ورأس الأطباء في مدينة رأس العين وهي ثاودوسيوبليس في الجزيرة وتُظن ولادته فيها. وذاع صيته ببلاغة منطقه. قرأ العلوم في مدينة الاسكندرية فكان حظه من العلوم اليونانية موفوراً فضلاً عن اضطلاعه بالسريانية. وتبسّط في العلوم الفلسفية والطبية تشهد بهذا تأليفه الجليلة. وكان ارثدكسياً ولكنه تحاشى عن الجدل في القضايا اللاهوتية بل تقلّب في المذهب الديني. وخصّ ثاودور أسقف مرو النسطوري بكتابين من وضعه وسنة 553 شخص إلى انطاكية ليشكو آسول أسقف رأس العين إلى البطريرك أفريم الآمدي، فأوفده هذا إلى رومية لدعوة اغابيطس الروماني إلى القسطنطينية. فرحل وقدم به، وتواطأ اغابيط وأفريم على مناهضة انتيمس القسطنطيني وسويريوس الأنطاكي. وفي تلك الأثناء مات سرجيس في العاصمة في ربيع 536 وتويف أغابيط بعد أيام يسيرة. وأكثر مؤرخينا يطعنون في سيرة سرجيس وأخلاقه.

أما تأليفه المعروفة فهي خطاب في الإيمان انشأه حوالي سنة 385 – 488 لم يصل إلينا. ومقالات أصلية في المنطق سبعة أجزاء، في السلب والإيجاب، وفي أسباب المعمورة بحسب مبادئ أريسطو في الجنس والنوع والشخص وهي مخرومة. وكتاب في الأدوية البسيطة، ومصنف في غاية تأليف ارسطاطاليس باسرها وخص هذين الكتابين بثاودور. وهذا الأخير 294 صفحة بخط الشماس زينون ابن القس سليمان أبي سالم نسخه عام 1187 للشماس أبي الحسن رأس الأطباء[150] ولكن أبرزها ما نقله من اليونانية إلى السريانية وأشهر نقوله ايساغوجي برفيريوس الصوري ومقالات اريسطو وكون العالم، ومقالته في النفس خمسة فصول[151] وشيء من تأليف جالينس منها ثلاثة كتب من المقالات الزراعية المنسوبة إليه. وهذه المصنفات حافلة بالفوائد اللغوية والجغرافية حاوية كثيراً من الألفاظ والأسماء النباتية – والكتاب الفلسفي اللاهوتي المشهور المنسوب إلى ديونيسيوس الأريوفاغي في الاسماء الإلهية والرتب الملائكة والكهنوت، وسبقه بمقدمة بليغة تدل على ما كان لتعاليمه السرية من بعد الأثر في نفسه[152]

 

 

46: مار يوحنا التلي 538 +

 

من خيار الأحبار زهداً وعبادةً وكبار المجاهدين في سبيل المعتقد القويم، وثقات علم الفقه وأسناده، ولد في مدينة الرقا من أسرة ثرية عام 483 ونشأ منشأ صدق أدباً وورعاً، وأصاب من العلم حظاً وفياً وحاز أدبي اللغتين السريانية واليونانية واتسعت معرفته بهما. وانضم إلى سلك الجنود مُديدة، ثم ولع بالزهد في الدنية فترهب في دير مار زكى بظاهر الرقة سنة 506 حيث اضطلع بالعلوم اللاهوتية والفقهية ورُسم قساً وسنة 519 رقي إلى أسقفية تلا. وبعد سنتين نفاه القيصر يسطينس لاعتصامه بالارذكسية، فأوى إلى بعض بلاد الجزيرة وانتهى إلى مدينة سنجار. فرحل إليه المؤمنون من أطراف البلدان يجدون عنده مقطع الحق ومفصل الصواب وهو يجتهد لهم في المشورة ويُبصرهم مواقع رشدهم، وبداعي الاضطهاد ونقي الأساقفة سام لهم جماهير من الإكليريكيين بلغ عددهم بضعة آلاف. وأقام على ذلك ست عشر سنة وهودئب على أقسى أعمال النسك وزار بلاد الفرس ثلاثاً ورحل إلى العاصمة عام 532 – 533 دفاعاً عن المعتقد ثم عاد إلى خلوته. إلى أن تمكن الخصوم من القبض عليه بوساطة حاكم نصيبين الفارسي المجوسي. وعقد له افريم الآمدي البطريرك الملكي مجلساً في رأس عين أوائل سنة 537 وحاول إمالته إلى مذهبه فلم يفلح. فاعتقله بسلطة الدولة الغاشمة في دير على باب انطاكية وأساء معاملته فصبر على مكروه عظيم حتى سار إلى جوار ربه في سادس شهر شباط عام 538 وعمره خمس وخمسون سنة، وعدّ من المعترفين الصادقين وجعلت الكنيسة له عيداً. وكتب سيرته الضافية تلميذه ورفيقه الراهب إيليا، وأجملها الآسيوي وكلتاهما مطبوعتان.

ومن تأليف مار يوحنا التلي ثمانية وأربعون قانوناً سنّها لرهبان ديره، أُدخلَ بعضها كتاب الشرع الكنسي، وحُفظت نسخها في مجموعة القوانين القديمة[153] وهي خمس صفحات، وسبعة وعشرون قانوناً تشتمل على وصايا وتنبيهات للإكليروس وعُنونت في بعض النسخ “قوانين ليوحنا التلي ليحفظها الكهنة وخصوصاً الذي في القرى” عشر صفحات[154] وثماني وأربعون مسئلة اقترحها عليه تلميذه القس سرجيس فحظي بجوابه، سبع صفحات[155] ورسالة ضمنها دستور الإيمان وأنفذها إلى اديار ابرشيته، وكورتها باسم رؤساء الأديار، والقسوس والشمامسة الرهبان، أولها: لقد وضع لنا بولس الرسول أساساً روحياً لا تقوى أمواج الهراطقة على تحريكه، خمس عشرة صفحة[156] وتفسير التقاديس الثلاثة صفحتان[157] رسائل شتى نوّه بها الراهب إيليا في سيرته.

 

47: القديس سويريوس الأنطاكي 538 +

 

حبر خطير شمس الائمة وحجة البلغاء وسيد العلماء البعيد الهمة. اوحد عصره وعين وقته ونضار زمانه، تاج السريان وفخر البطاركة الانطاكيين، من جهابذة اللاهوتيين وفحول الكتاب المتبحرين. الخطيب المصقع الصحيح اللسان الفصيح البيان. إذا اعتلى المنابر وأخذ في الكلام، أمطر اللآلئ المنثورة بلسان عضب وقلب شديد. وطوية مأمونة وصدر منشرح وبديهة نضوح. أو قبض على اليراع فاض كالبحر العجّاج تدفقاً، وأضاء كالسراج الوهاج تألقاً. يفزع إليه أئمة الاشتراع وأصحاب الضمائر الحية في حل المشكلات وشرح المعضلات فينثر عليهم من الحقائق والأحكام آيات بيّنات، رجل وهمّك من رجل دعم الدين وشيّد بنيانه ورفع أركانه، ونصر المعتقد القويم وأوضح حجته، وكان نقيّ الأديم زكي النفس طاهر الأخلاق حائزاً لمفاتيح الحكمة وفصل الخطاب، وفوق ذلك التقوى شعاره والزهد دثاره والصبر على المكاره مناره، وكان في صبره من الفائزين[158].

ولد في سوزوبليس من ولاية بيسيدية في حدود سنة 459 وكان جدّه لأبيه أحد أساقفة مجمع أفسس المسكوني (431) وقرأ النحو والبيان في الاسكندرية باليونانية واللاتينية. ثم درس علمي الفقه والفلسفة في مدرسة الفقه الروماني ببيروت فبرز في الفلسفة ونبغ في علم الشرائع، واعتمد في بيعة طرابلس سنة [159]488 ثم اختار لنفسه طريقة الزهد فترهب في دير مار رومانس في بلدة مايوما بفلسطين ورسمه الأسقف ابيفانيوس قسّاً. ثم انشأ ديراً وأقام أربعاً وعشرين سنة متعبداً لله متروضاً في فضائل النسك، منصبّاً على حرث كتاب الله ودرس تأليف اللاهوتين. واشتغل بالتصنيف نُصرة للمعتقد القويم فذاعت شهرته وبعد صوته وعام 508 رحل مع مئتي راهب إلى القسطنطينية في سبيل الدفاع عن المعتقد، ومكث فيها زهاء ثلاث سنوات حتى سنة 511 وبعد سنة وبعض شهور عُزل فليبانس الثاني بطريرك انطاكية فانتخب المترجم بالصوت الحي ليخلفه في الكرسي الرسولي، وسيم بطريركاً في انطاكية في سادس تشرين الثاني عام 512 ففتح ثم كنوز علمه، وانبرى يلقي الخطب الرنانة بياناً لحقائق الإيمان وتقويماً للأخلاق. ولم يجد إبان رئاسته عن سنن نسكه وزهادته. فأزال من القصر البطريركي أسباب الترف في المعيشة، وانصرف إلى إصلاح الأمور وتدبير الكنيسة متفقداً الأبرشيات والاديار المجاورة بنفسه وبرسائله الجليلة. وفي سنة 518 تولى يسطينس الأول الخلقيدوني المذهب خلفاً لانسطاس، فنفى جمهرة من أساقفتنا الأرثوذكسيين متنمراً لسويريوس فخرج في 25 أيلول إلى مصر حيث أقام زهاء عشرين سنة وهويدير البيعة بنوّابه ومراسلته ويحبّر الكتاب أثر الكتاب نقضاً للبدع ودحضاً للمضللين بهمة لا تعرف الملل ولا تتعثر بأذيال الكلل. مجيباً على مسائل السائلين معطياً الفتاوي السديدة في المشاكل الشرعية. وكان إذا غُمَّ عليه في المشكلات استضاء بمصابيح الكتاب واستعان بما اشترعته المجامع. وعام 535 رحل إلى العاصمة ملبياً طلب يسطنيان الأول سعياً إلى الإتحاد، فجذب انتيمس بطريرك القسطنطينية إلى حظيرته وظلت الشقة بعيدة بين الفريقين. فعاد إلى مصر ووافاه الأجل في بلدة سخا في ثامن شهر شباط عام 538 في أصح الروايات وعمره نحو من تسع وسبعين سنة، وأوقفت المنون في يمينه براعة كانت تدبّج الروائع وتصور البدائع. فكّلل باسم ملفان البيعة الجامعة الكبير، وجعل عيده يوم وفاته – وأفاض أربعة كتّاب بلغاء في تدوين سيرته بصفحات مطولة خالده، وهم: زكريا المنطيق ويوحنا رئيس دير ابن افتونيا واثناسيوس الأول بطريرك انطاكية وكاتب مغمور.

أما مصنفات سويريوس فهي جدلية وطقسية وتفسير وخطب ورسائل وهي في غاية التحوير وذروة الأعتبار وكلها باللغة اليونانية وقد نقلها العلماء السريانيون إلى السريانية.

فمن الأولى 1 و2: كتابان نقض بهما نيفاليوس الراهب الأسكندري[160]. 3: كتاب فيلاليتس أّلفه دفاعاً عن تأليف قورلس الأسكندري وغيره أظهر فيه 330 موطناً من تصنيف الأئمة زورّها الخصوم[161]. 4: دفاع عن صحة كتابه (فيلاليتس). 5: كتاب ضخم ثلاثة مجلدات نقضاً ليوحنا النحوي القيسراني الاسقف الملكي بدأ به بأنطاكية وأنجزه بمصر[162]. 6 – 7: كتابان نقض بهما مذهب يوليان الخيالي أسقف هاليكرناس[163]. 8: كتاب خصم به سرجيس النحوي الأوطاخي[164]. 9: تفنيد لتأليف القس يوحنا البيساني الملكي. 10: تزييف قيليقيسموس جزاءن[165]. 11: كتاب تزييف المانويين[166]. 12: نقض عهد لمفيطيوس الحاوي بدعة المصلين، 13: رد على الكسندر، نشر منه بروكس نبذة في أخر المجلد الرابع من الرسائل[167] وخطاب إلى البطريقين بولس وافيون نقضاً لبدعة أوطاخي ومحاورة لأجل – انسطاس ومن الثانية كتاب نفيس يشتمل على المعانيث المستبدعة التي اسنبطها، وهي أناشيد في غاية الفخامة والعذوبة، تستهل بآية من الكتاب العزيز ثم تسير بإنشاء طلي على أسلوب بديع، توحي الورع وتعلّق القلوب بمحبة، وعددها 295 وهذا أثبتها:

20: عظات، 14: لكل من ميلاد من ميلاد المسيح وللشهداء، 13: لصلاة الصبح. 11: لكل من الدنح ومعجزات ربنا والأحد المقدس، 9: للصيام الاربعيني، وللمعتمدين، 8: للموتى، 7: لكل من السعانين والعنصرة والآفات والمساء. 6: لوالدة الإله وللزلازل، 5: لكل من آلام ربنا، والصعود والشهداء الأربعين، 4: لجناز الإكليروس والرهبان، وتجنيز الصبيان، 3: لكل من يهوذا وآلام ربنا، والصليب المقدس، ويوحنا المعمدان، والترتيل بعد الإنجيل، واحتباس الغيث، وحرب الفرس، 2: للتلاوة قبل قراءة الإنجيل ليلة الاحد، وبعده، وحين الدخول إلى بيت المعمودية، وأطفال بيت لحم، وللشهداء اسطيفانس ورومانس، وبابولا، وسرجيس وباخوس والمقابيين ودروسيس والقديسين باسيليوس وغريغوريوس واغناطيوس والذهبي الفم وللبيعة وحروب الهونيين وتسفيه الملاعب والرقص، وتأبين كاتبه بطرس، وجناز الأطفال، و1: لكل من الميرون وامرأة بيلاطس واللص الأيمن، ونصف العنصرة والرسل وبولس الرسول، ويوحنا الإنجيلي ومرقس الإنجيلي، ويوحنا الإنجيلي وتوما الرسول، وتوما الرسول والأنبياء وزكريا النبي وأيوب الصديق. والشهداء لاونطيوس وسرجيس ومينا، وسمعان العمودي والأنبا انطونيوس، وشهداء الأقباط وشهداء الفرس ويوبنطينس ولونجينس ومكسيموس الذين استشهدوا على عهد يوليانس الجاحد[168] والشهداء الحميريين. وتقلا وأوفيمية وبلاجية. وعامة الأساقفة وأغناطيوس وبطرس الأسكندري وغريغوريوس العجائبي، واثناسيوس الكبير وغريغوريوس وبرفيريوس الأنطاكي، وقورلس الأسكندري والملك ثاودوسيوس الصغير، والقياصرة قسطنطين، وهنوريوس، وغراطيانس، وثاودوسيوس الكبير والآباء المئة والخمسين، وقبور الغرباء، وللقيامة قبل تناول القربان، والصعود والعذارء والشهداء. وفي تذكار الأساقفة وأيام الآحاد وبعد القربان حين صعود الأسقف إلى الدار الأسقفية. وبعد الدنح. وللشكر بعد نزول المطر وإرشاد في البرومليين؟ وللرهبان عند عودة من زيارة الأديار، وفي المزمور التسعين، وجناز الكهنة والراهبات، والأرامل العفيفات والموتى. وفي امرأة أريوسية اهتدت وترهبت – نشر بروكس هذا الكتاب معتمداً على مصحفين في لندن[169] ونقله إلى الإنكليزية عام 1909.

وله ليتورجية بدؤها: اللهم يا خالق الكل وخصوصاً الإنسان، وطقس رسم الكأس أي القداس السابق تقديسه، وطقس للعماد، وصلاة تبريك الماء في عيد الغطاس وأدعية.

ومن الثالثة: تفسير انجيل لوقا[170] وتفسير رؤيا حزقيال[171] ومواضيع وآيات كتابية تجدها في بعض خطبه ورسائله وغير ذلك مما نوَّه به ابن الصليبي في تفسير الإنجيل وابن العبري في كنز الأسرار.

ومن الرابعة: مئة وخمس وعشرون خطبة تُسمى خطب المنابر محفوظة في ثلاثة مجلدات ضخمة في خزانتي الواتكانية ولندن[172] وبعض منها في خزانة دير الزعفران وخزانتنا. وقد نشر منها أحدى وخمسون خطبة منقولة إلى الفرنسية في ثلاثة مجلدات[173] ومجموعها يقع في سبعة وإليك أشهرها: ست خطب في ميلاد الرب، وخمس في الدنح، واربع في الصيام الأربعيني ومثلها في باسيليوس وغريغوريوس اللاهوتي، وثلاث في سياسية المسيح بالجسد، تلاها في مدينة ” قورس” وخطبتان في الإستعداد للدخول إلى بيت المعمودية وإحداهما 22 صفحة، وفي الصعود، والعنصرة والتوبة ورأس السنة. ووالدة الإله، ومجاوبة مسائل عُرضت عليه وفي أثناء الرسالة المجمعية التي أنفذها إلى طيمثاوس الثالث الإسكندري، وفي الشهيدة دروسيس. وخطبة واحدة في المواضيع الآتية: يوحنا المعمدان، السعانين، السبت التابع العنصرة، جمعة الذهب، عرس قانا الجليل، في المولود أعمى، أطفال بيت لحم، أربعاء الآلام عيد تجديد الصليب، تذكار الموتى المساكين والغرباء، عدم اختلاف الإنجليين في قيامة المسيح، اثناسيوس الاسكندري المعرتف انطونيوس مؤسس الرهبانية بمصر، المقابيين. القديسة تقلا، الشهداء لاونطيوس ودوميطيوس وسرجيس وباخوس ويوليان (في اضطهاد ديوقلطيانس) وطراخس وفروبس واندرونيقس، وبورقوبيوس وفوقا، وبرلاها وتاللوس. تذكار (عيد) القديسين بعد أسبوع أحد القيامة، وذكرى رسامته، وفي قدومه إلى قنسرين واستقبال أهلها له، وخطبة وداع حين عزمه على زيارة الآرياف والأديار، في الذين انطلقوا إلى المرسح بعد الباعوث، في الآفة التي نزلت بالأسكندرية، عدد الخطاة. عدة خطب في تفسير آيات من الأسفار المقدسة، منها في قول الرب للكتبة والفريسيين “من قال لأبيه وأمه قربان” في قول متى الإنجيلي “ولما قدم إلى كفرناحوم كانت حماة بطرس ملقاة في حمّى”، في الآية “من ترى هوالعظيم في ملكوت السماء” في المثل الذي أورده لوقا: “رجل نزل من أريحا إلى أورشليم”، في مدة بقاء الرب في القبر، في قول الرب: “كل الخطايا والتجديف الذي يجدفه الناس”، في آية: طوبى لكم أيها المساكين، في قول متى: ماذا يقول الناس في ابن البشر، في قول الرسول لطيمثاوس: روّض نفسك في التقوى. في قول الرب للمجدلية: “لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي”. في شرح عقائد ارثدكسية منها في التقاديس الثلاثة.

ومن الخامسة رسائله التي يعسر احصاؤها وتقدر بنحو من ثلاثة آلاف وثمانمائة رسالة وهوعدد لم يسمع به لحبر مراسل، جمعت قديماً في ثلاثة وعشرين مجلداً أربعة منها كتبت قبل البطريركية وعشرة في أثنائها سنة 512 – 518 وتسعة بعد المنفى من سنة 518 إلى 538 وقد حفظ لنا الزمان منها مجلدين ضخمين عناون أحدهما “الكتاب السادس من المختار من رسائل مار سويريوس الأنطاكي” نقل القس اثناسيوس النصيبيني سنة 669 وعني بروكس فنشر سنة 1904 – 1915 أربعة مجلدات منقولة إلى الأنكليزية وبعضها من الأصل[174] وكلها جليلة زاخرة بالفوائد اللاهوتية والشرعية والتاريخية والإدارية تعكس فيها أنوار تلك النفس الكبيرة الشريفة. مجموعها 230 رسالة اكثرهت متوسطة الحجم وتجد فيها رسالة 61 صفحة وثانية 30 وثالثة 29 و26 و14 و10. وتضمن المجلدان الأول والثاني 123 رسالة. والثالث والرابع 107 جُمعت من 26 نسخة قديمة 20 في لندن والبواقي في خزائن باريس ورومة وبرلين يتراوح زمانها بين القرون السادس والثالث عشر[175] وبعضها لم يُحفظ منها سوى سطور يسيرة وهذا ثبتها:

الأولى و205 و206 إلى قسطنطين أسقف اللاذقية و2، 3، 4 و19 و23 و26 و41 و211 إلى سولون أسقف سلوقية إيسورية 5 إلى بطرس اسقف أفامية 6 و82 إلى الأسقف نيقيا. 7 إلى قسطور أسقف برجة. 8 إلى تيموستراتس رئيس المجلس العام. 9 إلى اسطيفان أسقف طرابلس 10 إلى الاسقف أوخاريوس 11 إلى رئيس دير مار باسوس. 12 إلى القسوس قزما وبوليوقطس وزينون 13 و18 و136 إلى اوتروخيوس أسقف عين زربة 14 و15 و16 و151 إلى انطونينس أسقف حلب 17 و123 إلى ميصائيل خازن الملك 20 إلى أساقفة ولاية عين زربة باسم مجمع 21 إلى رئيس البلاط 22 و42 و112 إلى الآباء 24 و84 إلى القس ثاوطقنوس رأس الأطباء 25 و33 و74 و85 و87 إلى ديونيسيوس مطران طرسوس. 27 إلى أسقف موسونيوس والكسندر المدافعين عن العدل في عين زربة. 28 إلى فيلكسين أسقف دلوك 29 و199 إلى رهبان دير مار اسحق في الجبّول 30 و39 إلى اكليروس افامية وأشرافها. 31 الى أساقفة فينيقية 32 الى يوحنا اسقف الإسكندرية الصغرى 34 الى أساقفة ابرشية افامية 35 إلى القس اوسطاثيوس. 36 إلى اوسابيوس شماس أفامية 37 و38 إلى شمعون أسقف قنسرين. 40 إلى هيباتيوس قائد الجنود 43 إلى رئيس دير القديس سمعان. 44 إلى اوطيخان حاكم أفامية. 45 إلى قونون طارد اللصوص. 46 إلى اكليروس انطارادوس. 47 و108 إلى قسيان أسقف بُصرى. 48 إلى فيلكسينوس أسقف منبج 49 و50 و52 و65 و91 و92 و149 و150 إلى القسيسين يوحنا ويوحنا رئيسي الدير، وكتبت الرسالتان الأخيرتان إليهما وإلى ثاودور رئيس الدير 51 و171 إلى القس فيلبس 53 إلى الأساقفة السوريين الذين في الاسكندرية[176]. 55 إلى ثاودور رئيس دير رومانس. 56 إلى الاسقف بروقلس 57 و58 إلى الأسقف ديديمس. 59 إلى يوليان رئيس دير مار باسوس. 60 إلى فوتيوس واندراوس رئيس أديار قاريا[177]. 63 و69 إلى الشماس ميصائيل. 64 إلى البطارقة. 66 إلى أهل حمص الأرثوذكسيين. و48 إلى اكليروس حمص وأشرافها. 67 إلى الكونت انسطاسيوس بن سرجيوس. 68 إلى أميان وهيباغاثس. 70 و80 و121 و172 و175 و212 و213 و214 و215 و216 و217 و218 و219 و230 إلى البطريقة قيسارية[178] 71 إلى زكريا البيلوزي 72 و195 إلى أمونيوس قسيس الاسكندرية 73 و169 إلى ديوسقورس بطريرك الاسكندرية 75 إلى قزما رئيس دير قوروس 76 إلى الكونت يوحنا من انطارادوس 77 إلى الأب يوحنا قنوفطيس 78 و88 إلى أهل انطاكية الأرثدكسيين 79 و111 إلى اندراوس القارئ والمسجل 81 إلى يوحنا الحاكم 83 إلى الدير الذي في طاكايس 86 رسالة جليلة 30 صفحة كتبها رداً على القائلين بوجوب إعادة عماد أومسح الراجعين من مذهب ذوي الطبيعتين. 89 و100 إلى شمعون رئيس دير تلعدا. 90 إلى دير اسحق 93 إلى الاسقفين بروقلس واوسابيوس 94 إلى الاساقفة يوحنا وفيلكسينس وتوما في جبل ماردين. 95 و203 إلى سرجيس أسقف قورس وماريون أسقف شورا. 96 و133 و135 إلى الأسقف ايلوسينيوس 97 و208 209 إلى ارخلاوس القاري الصُّوري. 98 إلى الشماسة والرياني رئيسية الدير 99 إلى الشماسة يانينا رئيسة الدير 101 إلى نّونس أسقف سلوقية 102 إلى بيقطر أسقف فلادلفيا. 103 إلى اسطيفان أسقف أفامية. 104 إلى زوجة البطريق قاليوبس. 105 إلى اوسطاثيوس الراهب الشاب 106 إلى ايسيدورا. 107 إلى اسطيفان القارئ 109 و197 إلى اوراليوس الخطيب 110 و196 إلى يوحنا خطيب بُصرى، مجاوبة مسئلتين شرعيتين 113 إلى ثاودور اسقف أولبا 114 إلى الكونتة تقلا 115 إلى اليبيوس. 116 إلى امرأة وكتبت الرسالة باسم رئيس الدير حلاً لمسئلة شرعية[179]. 117 إلى ثاودور الحاكم. 118 إلى قونون المستشار الخاص. 119 إلى ثاودور الراهب البيزنطي. 120 و161 إلى رهبان دير مار باسوس. 122 و191 إلى جورجيا ابنة الحاكمة انسطاسيا. 124 و125 و126 و181 إلى الكونت ايقومونيوس. 127 و224 إلى سيموس حافظ المكتبة. 128 إلى أوسيب الخطيب. 129 و130 و131 و132 إلى مارون قارئ عين زربة، و137 و139 احتجاج أنفذه إلى كاتبه توما. 140 إلى القس توما 141 إلى الرهبان الطوَّافين. 142 و144 و180 و210 إلى الكونت ايسيدور. 146 إلى القسوس ورؤساء الأديار يوناثان وصموئيل ويوحنا العموديين وسائر الأرثدكسيين في بيعتي الأنبار وحيرة النعمان. 147 إلى يوحنا الرومي في معنى التغطيس في العماد ثلاثاً وفي الميرون. 152 و189 و190 إلى القس بيقطر. 153 إلى سرجيس الطبيب والخطيب 154 إلى الأخوة الارثدكسيين في صور. 155 إلى القس ناون رئيس الدير. 165 إلى القس أليشع رئيس الدير. 157 رسالة عامة إلى الرهبان الشرقيين. 158 إلى اسحق الخطيب. 159 إلى الراهب كاريسيوس. 159 إلى لاقسوس بطرس وأمونيوس وأولمبيدورس في تسمية بطرس أسقف الاسكندرية[180] و160 إلى قسوس الاسكندرية. 162 إلى موسينيوس أسقف ميلوا في ايسورية. 163 إلى ثاوفان الخطيب. 164 إلى اوربانس النحوي. 165 إلى سيطوريخس أسقف قيسارية قبادقية. 166 و167 و168 إلى أبوقراطيس الخطيب. 170 إلى امنطيوس خازن الملك. 171 إلى القس الراهب فيلبس. 176 إلى زينوب. 177 إلى القس القس اندراوس. 178 إلى يوحنا رئيس دير مار حنانيا. 179 إلى أديار البتولات. 182 و183 و184 إلى اوفركسيوس خازن الملك. 185 إلى فوقا وأفركسيوس خازن الملك. 186 و187 و188 إلى الشماسة انسطاسية في قضية الإيمان الصحيح. 188 إلى الكونت دورثاوس. 191 إلى البطريقة جورجيا وابنتها. 192 إلى الاسقف فيلكسينس. 194 إلى القائد فروبا 198 إلى يوحنا. 200 و201 إلى الكونت سرجيس رئيس الأطباء. 202 إلى القس لاونطيس. 204 إلى امونيوس البُصري الخطيب. 207 إلى فروقلا. 220 و221 إلى توما أسقف مرعش. 222 إلى ثاوغنسطس. 223 إلى الشماسة أوجينية رئيسة الدير. 225 إلى اورانيوس. 226 إلى زكريا. 227 إلى ميطراوس 228 إلى ايراقليني.

أضف إلى هذه رسالة كتبها إلى بعض أهل أنطاكية حين خروجه إلى مصر بسبب الاضطهاد في 25 أيلول سنة 518[181] ورسالتين مجمعيتين أنفذهما إلى يوحنا الثاني الاسكندري سنة 513[182] وثاودوسيوس الاسكندري[183] ورسالتين إلى انتيمس القسطنطيني وثاودوسيوس[184] وثلاثاً إلى يوليان أسقف هاليكرناس الخيالي[185] وثلاثاً إلى سرجيس النحوي ورسالة إلى الملك يوسطنيان[186] ورسالة إلى الكهنة والرهبان حين خروجه من العاصمة[187] ورسالة في أحوال النفوس والأرواح قبل القيامة وبعدها وفي الدينونة بدؤها: أعلم يا حبيبنا بالرب أن النفوس والأرواح[188] ورسالة إلى بطرس الراهب الذي كان يقول بفساد النفس[189] وأربع رسائل ذكرها الراهب سرجيس الناسك في دير نيقية، إلى ثيوفانيس الخطيب وأهل صور الأرثدكسيين في حق أسقفهم ابيفانيوس، وحاكم صور، ومارينا أسقف بيروت[190].

فبعد الوقوف على أعمال هذا الحبر العظيم وإحاطته بأصول العلوم وفروعها التي تشهد له بأنه لم يكن أوحد عصره وحسب، بل منقطع القرين بعلمه في البطاركة الانطاكيين من سبقه ومن لحقه على الإطلاق، ليحكم القارئ الحصيف منصفاً على خصومه المغرضين الذين هان عندهم فضله، لتحكيمهم الهوى في نفوسهم، حتى اضطروا يسطينان فامر بإحراق مؤلفاته وتشديد العقاب على من ينسخها أويحرزها. فضاعت باليونانية إلا نتفاً لا بال لها، وحفظت بترجمتها السريانية بفضل علمائنا. وها هي كلما عاينت نور الطباعة جاءت بدليل جديد فاصل على فضل مؤلفها ومتانة حججه القواطع، وحولت أنظار العلماء من الإمتهان التقليدي له إلى التعجب والإعتبار وبعض الإنصاف. قال غوستاف باردي ما خلاصته: “أن سويريوس يماثل في نشاطه وبعد همته اثناسيوس (الرسولي) من وجوه عدة. لقد قاومه كتّاب أصحاب قرائح متوقدة من سائر الأحزاب فرّد عليهم ونقضهم. وقد اتضح لنا مما نشر بالطبع حتى اليوم (سنة 1928) من مصنفاته أنه أحد الرجال المتجملين باسمى المواهب ومن أصدقهم عزماً، في عصر كدّر صفاءه كثير من المعرّات والمهانات”![191]

 

48: يوحنا ابن افتونيا 538 +

 

أحد فضلاء الرهبان الرهاويين ورؤسائهم وبلغائهم، مسلّم ذلك له غير منازع فيه، جمّ الفضل كثير النبّل. ديّن خَيّر شهم ذكي الفؤاد من نبعة كريمة. ولد خامس أخوته بعد وفاة أبيه بمُديدة فأحسنت تربيته أمه الفاضلة افتونيا وكانت تُنمى لأمجاد. فشدا طرفاً من العلم. ثم أدخلته دير مار توما الرسول في سلوقية (السويدية) وهو فتى يافع مدفوعة بسائق التقى وصدق اليقين. فتروض في السيرة الرهبانية وتخرج بالعلوم الدينية والمنطقية. وبدا من سماحة أخلاقه ومحمود شمائله وجميل فضائله، بعد لبسه الثوب الرهباني وسيامته كاهناً، ما لفت الأنظار إليه فاصطفقت عليه الآراء فقلد رئاسة اخوته. وقد حفّت بالدير مكاره القيصر يسطينس الاول وتعسّفه (سنة 521) فأدار دفته بمنتهى الصبر والحكمة، ثم خرج برهبانه إلى الجزيرة إلى شاطئ نهر الفرات الايسر فانشأ في حدود سنة 530 مقابل جرابلس ديراً في موضع يُعرف بقنسرين فسُمي به “أو بدير ابن افتونيا” واصبح معهداً بعيد الصيت للتعبد ولعلوم اللغة والفلسفة واللاهوت وفيه تخرّج أشهر علماء السريان وعام 533 – 534 رحل إلى القسطنطينية وكان كاتباً في مؤتمر ديني عُقد ثم. وحلت وفاته في ديره في الثامن من تشرين الثاني سنة 538 بعد أن فاح أريج قداسته وعمره خمس وخمسون سنة وعيدت له البيعة.

وكان الأنبا يوحنا متضلعاً من السريانية واليونانية، وبهذه اللغة فسّر سفر نشيد النشائد[192] وألّف رسالة المعتقد التي قدمها الأرثدكسيون إلى القيصر يوسطنيان ونظم معانيث بليغة وهي خمسة في معجزات السيد المسيح، ونشيد في غسل الأقدام السري والشهداء الحميريين وتسعة للميلاد والقيامة وغيرها، وثلاثة لتقريظ مار سويريوس الأنطاكي ونشيد لدفن الموتى، ويُظن أنه عمل ثلاث انتيفونات لتناول الأسرار المقدسة[193] ونقلت تأليفه إلى السريانية. ونُسبت إليه سيرة سويريوس المُسهبة وليست له.

 

 

49: شمعون الأرشمي 540 +

 

من جلة الأحبار المجاهدين العاملين في سبيل المعتقد القويم. ذاع صيته في صدر المئة السادسة وترجم له مار يوحنا الأفسسي الذي حادثه ملياً وقال في حقه[194] كان كاهناً متبحراً في العلم الديني دئباً على المطالعة غيوراً جدلاً حاذقاً درِباً، أقام حياته كلها نصيراً للحقيقة الأرثوذكسية. فقاوم النساطرة وأفحمهم بحجاجه كما ماتن المانوية والمرقيونية والديصانية في بلاد فارس والاوطاخيين فسُمي المجادل الفارسي. ودعا إلى النصرانية في مدينة حيرة النعمان فاستجاب له خلق كثير من العرب وبنى أشرافهم بيعة. ونصّر ثلاثة من زعماء المجوس وعمدهم فاستشهدوا. ورحل إلى ما وراء بلاد الفرس فهدى فيها قوماً من الوثنيين والمجوس، وكافأه أساقفة المشرق فقلدوه الأسقفية على بلدة بيت ارشم الواقعة على نهر دجلة بالقرب من سليق قبيل سنة 503 وأبلى بلاء حسناً في سبيل الدين ونصرة الأرثدكسيين فاعتُقل سبع سنين في نصيبين فصبر على مكروه عظيم. وطوّف في شتى البلاد سبعاً أخرى وتوجه إلى القسطنطينية ثلاثاً. ونال من القيصر انسطاس أن يوفد إلى ملك الفرس سفيراً أزال الشدة عن المؤمنين. وكانت رحلته ثالثة لمواجهة القيصرة ثاودورة فتوفي في القسطنطينية شيخاً كبيراً في حدود سنة 540.

وألف مار شمعون كتباً ومقالات نقضاً للهراطقة. وكتب رسائل شتى في الإيمان كان ينفذها إلى المؤمنين في سائر البلاد، وصل إلينا منها رسالتان جليلتان ضافيتان، ضمن أولاهما شرح أحوال برصوما النصيبيني ونشوء بدعة نسطور، وانتشارها في بلاد الفرس وغلق مدرسة الرها كتبها سنة 511 وهي أقدم مستند لهذين الحدثين. وحكى في الثانية التي أنفذها إلى شمعون رئيس دير الجبّول عام 524 أنه صحب رسول القيصر يسطينس الأول إلى المنذر ملك العرب اللخميين، من مدينة الحيرة[195] فصادفاه في الرملة، فدخلا عليه وعلما منه أنه تناول حينئذٍ كتاباً من مسروق اليهودي ملك الحميريين أفاض فيه، في بيان الشدة التي أنزلها بمسيحي نجران عاصمة اليمن وذبحه إياهم – ولدن عودة شمعون إلى الحيرة وقف على تفصيل استشهاد أشراف نجران، وفي مقدمتهم انبلهم الحارث بن كعب الذي استعذب الموت بشجاعة حبّاً لدينه، وحث الكاتب الاساقفة ليسعوا لدى القيصر لإزالة الشدة عن المسيحيين في اليمين وفي طبرية، ونقل هذه الرسالة المؤرخون زكريا وديونيسيوس وميخائيل الكبير[196] ولشمعون أيضاً ليتورجية نسبها بعض النساخ إلى مار فيلكسينس.

 

 

 

50: نقلة مراسيم الملوك ونواميسهم

 

أن لقسطنطين وثاودوسيوس الكبيرين ولاون قياصرة الروم مراسيم ونواميس، نقلها علماء السريان إلى لغتهم واستنبطوا منها أحكاماً عُمل بها في الشرع المدني. ولا نعلم بتدقيق في أي عصر تمّ هذا النقل، ويراه (رايت) في النصف الأول من القرن السادس، وذهب المستشرق – برونس Bruns – أن راهباً منبجياً ترجمها حوالي سنة 475 – 477 ولهذه النواميس نسختان[197] وقد نشرتا. ووجدنا في كتاب القوانين في باسبرينة النواميس التي وضعها الملوك المسيحيون لشراء الأراضي والعبيد ومهر النساء والقسمة بين الأخوة ووصايا الموتى، وهي ثلاث عشرة صفحة كبيرة ونرجح أنها نُقلت في هذا القرن أيضاً[198].

 

51: صموئيل الرأسعيني

 

كان صموائيل رجلاً عالمياً عائشاً في مدينة القسطنطينية في النصف الأول من القرن السادس، وحصل العلوم اليونانية باسرها في ما حكى ابن العبري. وصنف مقالة أربعة وستين صفحة رداً على (الديوفيزيت) أهل الطبيعتين[199].

 

52: الكونت ايقورمونيوس

 

كان هذا النبيل رجلاً هماماً شديد التمسك بالأرثدكسية، بشهادة مار سويريوس له في رسائله الأربع التي كتبها إليه. وألّف تفسيراً لسفر رؤيا يوحنا الإنجيلي ست مقالات[200] وكان موجوداً في النصف الاول من القرن السادس.

 

53: توما أسقف جرمانيقي 542 +

 

رُسم توما أسقفاً لجرمانيقي أي مرعش في أوائل القرن السادس وسنة 519 نفي من كرسيه في سبيل المعتقد. وبعد سنة 520 كتب بأمر البطريرك سويريوس رسالة إلى القسيسين بولس وإيليا رئيسي نساك جبل ماردين، ورسالة ثانية إلى القس يوحنا رئيس دير مار اوسيب في كفر بيرتا من كورة أفامية[201] وبعد أن أقام في المنفى ثلاثاً وعشرين سنة توفي في سميساط ودُفن في دير قنسرين عام 542.

 

54: زكريا الفصيح

 

زكريا المشهور بالفصيح أوالمنطيق هوحميم القديس سويريوس ورفيقه في المدرسة وعشيره. ولد في غزة ودرس معه علمي النحو والبيان في المدرسة الإسكندرية سنة 485 – 487، ثم علمي الفقه والفلسفة في مدرسة بيروت الفقهية الطائرة الصيت. وانبرى حوالي سنة 516 لكتابة سيرته اليونانية منذ ولادته حتى جلوسه على السدة الانطاكية، وذلك بأسلوب هوعنوان البيان وآية البراعة واستقصاء دقيق. وجعل مقدمتها محاورة وسفّه فيها تهم خصومه، ثم نُقلت إلى السريانية، وقد نقلها “كوجنر” إلى الفرنسية وطبعها وهي حافلة بالفوائد. ثم اشتغل بالمحاماة في القسطنطينية زماناً. وبعد سنة 527 سقّف على جزيرة مدللي التي يقال لها أيضاً لسبوس (ميدلين) فصحفها بعض النساخ من (ميتلين إلى ميليتين) وترجموها بملطية، وذاع هذا الوهم مدة مديدة فنسب زكريا إلى ملطية خطأ – ومن أجلّ ثمار براعته تاريخ ديني مدني مفصل من سنة 450 حتى سنة 491 ألّفه باليونانية إجابة إلى طلب أوفركوس من رجال البلاط، في أربعة أبواب أو كتب تشتمل على الأحداث الكنسية ومنشور الإتفاق للقيصر زينون، الباب الأول 13 فصلاً والثاني 12 وكذلك الثالث، والرابع سبعة فصول وهو110 صفحات تناوله المترجم السرياني بطرف من التلخيص، وانشاؤه سهل مستعذب، ثم نقله أحد المؤرخين إلى مجموعته التي سوف تقف عليها[202] وفقد أصله اليوناني، وكتب زكريا أيضاً سير اشعيا الناسك وبطرس أسقف مايوما وثاودورس أسقف انصنا، وهذه الأخيرة مفقودة، وتوفي بعد سنة 536.

وارتأى دوفال وكوجنر أن صاحب التاريخ هو زكريا الفصيح، وأسقف مدللي هو زكريا المحامي كاتب سيرة سويريوس، فهما اثنان خلط المؤلفون اليونانيون القدماء بينهما. ولكن المستشرقين لم يتفقوا على هذا.

 

55: دانيال الصلحي 542

 

عُرف مار دانيال الصلحي في النصف الأول من المئة السادسة، وظن بعض المعاصرين لنا خطأ أنه ولد في صلح قرية طورعبدين، فقد كان غير بلد باسم الصالحية منها مدينة الصالحية في جنوبي الجزيرة العليا، التي يرجع عهدها إلى زمان الرومانيين وتشاهد أطلالها بالقرب من قرية أبوكمال، وكشفت فيها اليوم آثار تاريخية. وكان أول أمره رئيس دير الصالحين وإليه يُنسب على الأصح، وفي تلك المدة كتب رسالة إلى رهبان دير مار باسوس ذكر فيها اثني عشر نوعاً مما يطلق عليه اسم “الفساد” وذلك على أثر الجدال الذي احتدم يومئذ[203] ثم سيم أسقفاً “لتل موزل” بُعيد سنة 542 كما صرّح البطريرك بهنام الحدلي وداود الراهب الحمصي وغيرهما، بل ورد في كتابه تفسير المزامير أنه من مدينة تلاّ. وكان من خيرة أحبار زمانه علماً ضليعاً في علم الكتاب الإلهي وسنة 542 قبل أسقفتيه فسّر سفر المزامير تفسيراً مسهباً في ثلاث مجلدات ضخمة، كل مجلدة تشتمل على خمسن مزموراً، إجابة إلى طلبة الراهب القس يوحنا رئيس دير مار اوسيب في كفر البيرة. وتفسيره لاهوتي روحاني محض حافل بالفوائد والعظات، وانشأؤه سهل متين لا يستشهد فيه بأحد الآباء إلا نادراً. كان منه نسخة كاملة في حباب فقدت، وبقي نسختان في خزانتنا والقسطنطينية[204] وثلاث نسخ في لندن تنطوي على المجلدين الأول والثاني، نسخة مخرومة في بيروت تشتمل على المجلد الأول إلا يسيراً[205]، واختصره داود الحمصي عام 1461 لا في القرن العاشر كما وهم شابو. ومنه نسخ في برطلي وخزائن ديري الزعفران ومار متى وبوسطن وبرمنكهام[206] ونقل المطول إلى العربية بلغة ملحونة في أواسط القرن الثامن عشر[207].

وفسّر دانيال أيضاً سفر الجامعة ومنه اقتبس الراهب ساويرا في مجموعته، وقرأنا منه آية واحدة في كتاب الديدسقالية. وله مقالة في الآفات التي ضرب الله بها المصريين، ولا أعلم سنة وفاته.

 

56: مؤرخ شهادة الحميريين

 

في أواسط المئة السادسة على الأرجح صنف مؤرخ لم يتصل بنا اسمه بإنشاء سرياني متين، أخبار الشهداء العرب الحميريين الأرثوذكسيين في مدينة نجران سنة 520 – 524 في كتاب عميم الفائدة حوى أسماء 472 من الشهداء والشهيدات البواسل الذين طوَّح بهم في مهاوي الشدة، مسروق الملك اليهودي الغاشم. ويُعد هذا الكتاب فريداً طريفاً لاشتماله على تاريخ نصرانية العرب، ويظهر أنه كان نادراً فلم ينوّه به مؤرخ بعده، حتى أسعد الحظ موكسل موبرغ السويدي فوقع صدفة على نسخة منه ألصقت أوراقها فصارت جلداً لكتاب آخر. ففطن لها بذكائه وعالجها حتى خلص زهاء ستين صفحة يقدّر أنها نصف الكتاب، وفيها ثبت فصوله التسعة والأربعين، وهي بخط القس اسطيفان ابن متى السرياني أنجزها في بيعة مار توما بالقريتين في 10 نيسان [208]932 فنشرها ونقلها إلى الإنكليزية سنة 1924 فأسدى إلى أدبنا السرياني يداّ تُشكر.

 

 

 

57: يوحنا الثاني رئيس دير قنسرين 544

 

الأنبا يوحنا الثاني خلف الأب الكسندروس في رئاسة دير قنسرين، وكان من رجال الأدب البارعين في اليونانية فضلاً عن السريانية. فاّلف سنة 544 باللسان اليوناني سيرة ضافية لمار سويريوس الأنطاكي 57 صفحة شهر فيها مآثره باستقصاء بلغ فيه الغاية فخلّد بها اسمه، ونقلت بعد مديدة إلى السريانية.

 

58: الكاتب المغمور الاسم في دير قنسرين

 

من بواكير دير قنسرين الادبية، خطبة سريانية تقريظية فصيحة مستبدعة تُعد من ُطرَف البيان، لفظها أحد رهبانه البلغاء في العقد الخامس من المئة السادسة على الأرجح، في حق مار يوحنا ابن افتونيا رئيس الدير ومؤسسه، ضمنها سيرته وإذاعة محاسنه بإنشاء موشى ومنمنم هو كزهرة الرياض ونضرة الغياض، وقد نشرها نوسنة 1902 ونقلناها نحن إلى العربية ونشرناها[209].

 

59: الراهب إيليا

 

رافق الراهب القس إيليا مار يوحنا ابن قورسوس أسقف “تل موزلت” (519 – 538) وبعد وفاة هذا المعترف، سأله الشريفان سرجيس وبولس فكتب سيرته بتفصيل استوفى سائر أدوار حياته بإنشاء حسن وأسلوب مليح[210] ونشرها بروكس.

 

60: موسى الأجلي 550 ؟

 

عُرف بالراهب موسى الأجلي نسبة إلى بلدة (اجل) شمالي ديار بكر في حدود سنة 525 وكان من العلماء المتميزين بمعرفة السريانية واليونانية. فنقل إلى السريانية كتاب مار قورلس الاسكندري الموسوم (بكلافيرا) أي الغوامض إجابة إلى طلب الراهب بفنوطيوس. ووصلت إلينا رسالة هذا إلى موسى ومجاوبته وشذور من الكتاب[211] ونقل أيضاً قصة يوسف الصديق وزوجته آسيث أوأسنيث الموضوعة، فبرزت من يراعته ناصعة البيان كما مر بك آنفاً[212] ويُظن أنه عاش حتى سنة 550 ولا نعلم من حاله غير هذا[213].

 

 

61: الراهب السرياني صاحب الكتاب المنحول تاريخ زكريا

 

 

كان هذا كاتباً ارثدكسياً موجوداً سنة 569 وفيها ألّف بالسريانية مجموعة تاريخية معتبرة كسرها على اثني عشر باباً أوكتاباً تقع في مجلدين و462 صفحة[214] اشتملت على قصص يوسف الصديق وزوجته، وأهل الكهف وسلبسترس بابا رومية وتنصيره للقيصر قسطنطين. وتاريخ زكريا الفصيح برمته المذكور آنفاً، وكشف رمم بكر الشهداء اسطيفانس ونيقوديمس وغملائيل وابنه حبيب، وأخبار الشهداء الحميريين ونص مرسوم الاتحاد للقيصر زينون، والحروب التي نشبت بين الفرس والروم، وتمرد السمرة. وبدعة يوليان الخيالي والرسائل التي تبادلها ومار سويريوس. وثورة أهل القسطنطينية ودعوة الأساقفة الأرثدكسيين إلى العاصمة أملاً للإتحاد ورسالة سويريوس إلى القيصر، وفتح افريقيا ثم رومية وقدوم اغابيطس إلى القسطنطينية ورسالة سويريوس إلى كهنة المشرق ورهبانه، ورحلة أفريم الآمدي إلى بلاد المشرق واضطهاده لأهلها واضطهاد ابراهيم مطران آمد لهم. والكنيسة التي بناها افريم في انطاكية ورحلته إلى فلسطين ومصر. ورسالة رابولا الرهاوي إلى جملينس أسقف البيرة، وخراب رومية على أيدي البرابرة ووصف ابنيتها وصفة العالم لبطولمائس. وانتشار النصرانية وراء أبواب بحر قزبين وإدخال الكتابة في لغة الهونيين وغير ذلك، ونصوص الرسائل التي تبادلها البطاركة سويريوس وثاودوسيوس وانتيموس، ولعل هذا المؤلف هو الذي ترجم تاريخ زكريا إلى السريانية، وقد نشر هذا الكتاب لاند، ثم بروكس في مجلدين منقولاً إلى اللاتينية سنة 1919 – 1921.

 

62: مار آحودامه 575 +

 

من مفاخر بيعة المشرق وأشهم أحبارهم ذكاء وعلماً وطهراً ودعوة إلى النصرانية وأنصار الأرثدكسية. ولد في مدينة “بلد” وسيم أولاً أسقفاً لأبرشية باعرباية الواقعة بين نصيبين وسنجار، وسنة 599 قلده مار يعقوب البرادعي مطرانية بلاد المشرق، فشمر عن ساعد الجد في دعوة العرب الرحّل إلى النصرانية. وكانت منازلهم في تلك الديار وديار ربيعة. فهدى جماهير منهم الدين المبين، وانشأ لهم ديرين وبعض الكنائس. وشرفه الله بعمل الخوارق تأييداً لدعوته، وحمل مصباح الإنجيل أيضاً إلى بعض المجوس، ومنهم أمير من البيت المالك، فثار الملك كسرى انوشروان، فاعتقل القديس وأودعه السجن وتمَّ استشهاده في ثاني آب عام 575 فحمل جثمانه إلى بلدة قرونتا المحاذية لتكريت، وعُدّ أول مطارنة المشرق بعد أن اغتصب النساطرة هذا الكرسي[215]. وكان مار أحودامه فيلسوفاً ولاهوتياً فصنف كتاب الحدود في مواضيع منطقية، ومقالات في الحرية الدينية والنفس والإنسان باعتباره عالماً صغيراً وفي التركيب البشري. وهذه المقالة الأخيرة نشرت مع ترجمة المؤلف المسهبة[216] ويُظن أنه ألف كتاباً في النحوعلى طريقة النحواليوناني، على ما يُستدل من بعض الشواهد عنه.

 

63: الراهب سرجيس الناسك 577

 

كان الراهب سرجيس حبيساً متنسكاً في بعض أديار نيقية، قد تتلمذ لناسك شيخ فاضل اسمه القس يوحنا الرأسعني. ونال قسماً كافياً من علمي اللاهوت والتاريخ الكنسي. وفي حدود سنة 577 انتصر لقضية بولس الثاني بطريرك انطاكية بتأليف سرياني محكم السبك عقده في تسعة فصول وجاء في 74 صفحة. نقض فيه حجة القس يوحنا الأعرج الذي كان برح دير مار باسوس، وأورد مقال خصمه الذي كان يناهض البطريرك المذكور بعد أن أقالته الكنيسة السريانية[217] .

 

64: مار يعقوب البرادعي 678 +

 

من أشهر الأحبار ورعاً وطهراً واكبر المجاهدين الرسوليين في نصرة المعتقد القويم، ونخبة النسّاك الصوّامين القوَّامين ذوي الصلاح والدين المتين. ولد في مدينة “تل موزل” واسم أبيه القس ثئوفيلس ابن معنو. وترهب في ميعة صباه في دير فسيلتا المجاور لوطنه، وحذق السريانية واليونانية وتعمق في الكتب المقدسة والعلم اللاهوتي، وأمعن في أعمال النسك وتحلى بأجمل الفضائل. وفي سنة 528 رحل إلى القسطنطينية وسار فيها سيرته. وفيها رُسم بطلب الحارث بن جبلة الغساني ملك العرب وأمر القيصرة ثاودورة، مطراناً مطراناً للرها وبلاد الشام وآسيا بوضع يد ثاودوسيوس بطريرك الاسكندرية عام 543 وقيل 544 فرحل إلى الاسكندرية ورسم أسقفين بمعاونة بعض أساقفتها. وطفق يطوف متنكراً بلاد الشام وارمينية وقبادوقية وقيليقية، وايسورية وبمفيلية ولوقانيا. ولوقيا وفروجية وقارية وآسيا الصغرى وجزائر قبرس ورودس وخيو ومدللي، وما بين النهرين وفارس والاسكندرية مرشداً الارثدكسيين ومشجعاً إياهم ورسم لهم بتفويض البطريرك سبعة وعشرين أسقفاً وشمامسة وقسوساً بلغ عددهم بضعة الآف، وكثيرأ ما قفل إلى ديره. وأقام على هذه الحال خمساً وثلاثين سنة لا يعرف كللاً. وأبلى في بيعة الله بلاءً حسناً وكان ببطولته وجهاده خير عضد لها في زمن الشدة حتى نقله الله إليه في دير رومانس أوقسيون بمصر في 30 تموز سنة 578 وعيدت له البيعة.

وأنشا ليتورجية أولها: “اللهم يا أبا السلام الكلي القداسة” 15 صفحة وأربع رسائل نُشرت في كتاب الأسناد[218] وثلاثاً إلى يوحنا الأفسسي وغيره[219] ورسائل عامة إلى الأساقفة والكهنة ذكرت في سيرته المطولة.

 

 

65: قرياقس التلي

 

كان قرياقس مطران تلاًّ كاتباً مصقول العبارة عذب المشرب، وانشأ لنا بكلام متناسب محكم الأداء، أدعية لطيفة وجيزة لا يتجاوز كل منها السطرين والثلاثة والأربعة، تبدأ على أحرف الأبجدية. وكانت تتلى بين المراميث أي عند تلاوة عدد معروف من المزامير التي يقسمها السريانيون خمسة عشر مرميثاً، وهي ثلاث صفحات تجدها بلندن في مصحف مخطوط في القرن العاشر[220] ودبّج أيضاً على الطريقة نفسها أدعية اخرى تتلى بين المراميث في ميلاد ربنا والدنح والصيام والسعانين والقيامة وفي كل وقت. ورد منها في مصحف ثانٍ مخروم ثلاث صفحات يتخللها لقدمها نقصان غير يسير[221] واحدها يتلوه الكاهن في بدء طقس القداس سراً وهو: “اجعلنا اهلاً أيها الرب الإله لنمثل أمام مذبحك المقدس بمعرفة ومخافة وحسن نظام” ووجدنا في بعض كتب الألحان دعائين للصبح وآخر للموتى وهي أشبه ما يكون بطابع قرياقس وبلاغته[222] أما المؤلف وقد فاتنا أن نعدّه في موضعه مع مؤلفي الطقوس، فالغالب عندنا على ما يلوح لنا من طبع انشائه أنه وجد في النصف الثاني من القرن السادس، ولعله خلف دانيال الصلحي في كرسي تلاَّ سلفاً للمطران يوحنا الثالث الذي توفي في الخامس من شهر أيار سنة 591 اوخلفه.

 

 

 

66: سرجيس ابن كريا (القصير) 580

 

يُعرف سرجيس ابن كريا أي القصير بالأقرن[223] درس العلوم في دير ابن افتونيا وترهب فيه وسيم قساً ورأس الدير. ورسمه مار يعقوب أسقفاً لحرّان سنة 544 أو 545 وكان مضطلعاً باليونانية والعلوم المنطقية، كاتباً صحيح الديباجة بالسريانية معدوداً من كتّاب زمانه البارعين، وفي أثناء رئاسته على الدير نقل من اليونانية إلى السريانية سيرة مار سويريوس تأليف سلفه يوحنا الثاني 57 صفحة، ونشرها كجنر منقولة إلى الفرنسية. وعمل رسالة في الميرون المقدس[224] ووضع عشرة قوانين للإكليروس المحرومين[225] وكان حياّ عام 580 [226] وتوفي بعدها بمديدة.

 

 

67: بولس الثاني بطريرك انطاكية 581 +

 

كان بولس اسكندري الوطن قبطي الجنس من أسرة أوكاما. ترهب في دير الجب الخارجي وتأدب بآداب اللسانين السرياني واليوناني وكان حكيماً علامة قرأ كثيراً. وتروض في طريقة العبادة وصار كاتباً للبطريرك ثاودوسيوس، ورئس ديراً في الاسكندرية. وفي حدود سنة 550 رسم بطريركياً لانطاكية وحوالي سنة 575 عزل لمشاركته الملكيين على رجاء الإتحاد، فلما خاب أمله عاد إلى سيرته الأولى. وتُظن وفاته حول سنة 518 وكتب رسالتين مجمعيتين إلى ثاودوسيوس وثاودور بطركي الاسكندرية[227] ورسالة إلى المطرانين يعقوب وثاودورس[228] ورسالة إلى يوحنا رئيس دير مار حنانيا في تشرين الثاني سنة 576 أوردها الناسك الراهب سرجيس[229] ورسالة إلى مار يعقوب[230] ومقالاً سرد فيه ما جرى بينه وبين يوحنا السرميني من الجدال في اثناء الشدة، كتبه إذ كان معتقلاً في دير ابرهيم[231] ولعله الإحتجاج الذي ذكره سرجيس الراهب.

 

 

68: القس قورا البطناني 582

 

كان القس من مدينة بطنان المجاورة لسروج من أهل العلم والفضل. وعمل في الرها تاريخاّ دينياّ مدنياّ مفصلاّ اربع عشرة مقالة، في الاحداث التي جرت في زمان القيصرين يوسطينس الثاني وطيباريوس حتى وفاته من سنة 565 إلى 582 نوّه به ديونيسيوس التلمحري في مقدمة تاريخه التي أوردها ميخائيل الكبير بنصها، وقال أنه اقتبس منه بعض أحداث مما يوافق الحقيقة[232] وذكره ميخائيل نفسه الذي نقل عنه، ثم فُقد ولمح إلى وفاته في حدود ذلك الزمان، ولا نعلم من حاله غير هذا.

 

 

69: يوحنا الأفسسي 587 +

 

أحد احبار عصره الاعلام صاحب التصانيف الممتعة في التاريخ. كان من محاسن الزمان كثيراً جهاده جزيلاً فضله جمّاً علمه بعيداً همه، وفوق ذلك من دعاة النصرانية ورسلها العاملين[233].

ولد على الأرجح في بلدن (أكل) من ولاية آمد حوالي سنة 507 وشارف الموت وهو طفل ابن سنتين فدعا له وشفاه مارون الناسك العمودي في دير (ارعا ربتا) الأرض الكبرى في (اجل). فلما بلغ الرابعة من عمره أرسله أهله إلى ديره عملاً بأمر الناسك فأقام فيه حتى بلغ الخامسة عشرة وتوفي الناسك. فانضم إلى رهبان دير مار يوحنا الأورطي في شمالي آمد الذي انشئ أواخر القرن الرابع وكثر رهبانه وذاع أمره. فتروض في درس الكتب القّدسية والسيرة الروحية وجوّد اللغتين الشائعتين وسنة 529 رسمه يوحنا مطران تلاّ شماساً وترهب. وحين اضطهاد الرهبان وتشريدهم خرج معهم. وعام 530 أذن لهم بالعود إلى ديرهم. فطاف يوحنا الديارات والصوامع يحادث أفضل النساك يقتبس منهم وينقل عنهم ويدوّن أخبارهم. ورحل إلى انطاكية 532 وإلى مصر سنة 534 والقسطنطينية سنة 535 وفي السنوات التالية كان حظه حظ الرهبان الذين أمعن في تشريدهم والتنكيل بهم افريم الآمدي وابرهيم بن كيلي العاتي. وفي 540 و541 رحل إلى القسطنطينية وما بين النهرين وعاد إلى العاصمة وفي سنة 542 اختاره القيصر يوسطنيانس وكان شديد الثقة بغيرته عارفاً فضل المعيّته، فأوفده لتبشير الوثنيين والدعوة إلى النصرانية وذلك في ولايات آسيا الصغرى وقاريا وفروجيا ولوديا[234] وحوالي سنة 588 رسمه يعقوب البرادعي مطراناً لأفسس على الأرثدكسيين فنسب إليها وإلى آسيا الصغرى. فأقام زهاء تسع وعشرون سنة وأحرز نجاحاً عظيماً إذ هدى إلى النصرانية ثمانين ألفاً وانشأ لهم في رواية اثنتين وتسعين بيعة وعشرة أديار، وفي رواية ثانية تسعاً وتسعين بيعة واثني عشر ديراً[235] وعاونه دوطريوس فرسمه أسقفاً في قاريا وتوفي شيخاً. وبعد وفاة ثاودوسيوس الاسكندري سنة 566 رئس المترجم ارثدكسيي القسطنطينية وسائر بلاد الروم[236] وعام 571 أمعن يوسطينس الثاني وأساقفة العاصمة الملكيون في التنكيل بالأرثدكسيين، ومنهم الحبر المترجم الذي ذاق منهم المرائر، فاعتقل في سجن مضن ثم في جزيرة منفياً أربعين شهراً وتسعة أيام، ثم خُفر بحراس أكثر من ثلاث سنوات[237] واعتقل ثانية وأخلي سبيله، وثالثةً في أوائل عهد طيباريوس وأُبعد من العاصمة هو وصحبه في أيام عيد الميلاد سنة [238]578  وتوفي في حدود سنة 586 أو587 ونُعت بمنصّر الوثنين ومكسر الأصنام ومؤلف تواريخ البيعة.

وصنف مار يوحنا تاريخاً كنسياً في ثلاثة مجلدات يشتمل كل منها على ستة أسفار أو أبواب. الأول والثاني من عهد يوليوس قيصر حتى سنة 571 والثالث وضمنه أخبار الكنيسة والعالم من سنة 571 حتى 585 وهو418 صفحة. المجلد الأول مفقود، والثاني نقل برّمته تقريباً إلى التاريخ الذي ألفه الراهب الزوقنيني عام 775 ونشرت منه شذرات على حدة، أما الثالث فوصل إلينا وقد سقطت منه بضعة فصول، ألفه معتقلاً في سجن خلقيدونية. وله نسخة فريدة مخطوطة في القرن السابع[239] ونشره أولاً كورتن سنة 1853 ونقله بيان سميث إلى الإنكليزية عام 1860 وشونفلدر إلى الألمانية سنة 1862، ثم نشره ثانية بروكس ونقل إلى اللاتينية. وأقرّ المؤلف نفسه أن هذا المجلد خلّي من الترتيب. ذلك أنه كتبه معتقلاً في زمان الشدة. وهويقاسي المكاره، ولو صفا له الزمان لتناوله بالتهذيب. وحوى هذا التاريخ الأصيل المعتبر الدقيق أحداثاً لا تجدها في تاريخ أخر. منها ما يتعلق بملوك الغساسنة وبلاد الصقالبة والأرمن، وتنصير بلاد النوبة وبعض القبائل الحبشية والولايات الأربعة في آسيا الصغرى، والأوبئة التي اجتاحت غالب البلاد. وكان يوحنا مؤرخاً صادقاً محققاً مجتهداً، يقدّر الحوادث قدرها من الوجهة الأرثدكسية ولكنه نزيه. ومما يؤخذ عليه في هذا التاريخ انشاؤه الذي تعوزه المتانة واستعمالمه ألفاظاً يونانية كان يغنى عن اكثرها.

وعمل أيضاً سنة 566 – 568 تاريخاً آخر ليس دون الأول خطورة ونفعاً. ضمنه سير النساك الشرقيين، وهوجزءان يقعان في 619 صفحة. يشتمل على ثماني وخمسين ترجمة. وسيرة لأحبار ونساك ورواهب من عليّة أهل الورع والدين المتين أغلبهم من معاصريه، على نمط تاريخي بلاديوس وثاودريطس وزاد عليهما بضبط السنين، وعقد فيه فصلاً شائقاً سرد فيه تاريخ دير مار يوحنا الأورطي الذي تخرج فيه من سنة 389 حتى 567. وأنك لتجد في هذا الكتاب المستطاب، فضلاً عن سير بعض الأحبار، فوائد جمة عن السيرة النسكية والعادات الرهبانية وسير الديارات في ذلك العصر. ومن ميزاته أنه لم يدون فيه إلا ما رآه وسمعه واختبره أوانتهى إليه عن رجال ثقات، فلا حشو ولا فضول وانشآؤه أجود مما سبقه. وهذا ثبت السير:

1 مار حبيب، 2 مار زعورا، 3 يوحنا النزير من دير زوقنين، 4 سيرة الأخوين ابرهيم ومارون العموديين، 5 سيرة الناسكين شمعون وسرجيس، 6 بولس الأبيل، 7 ابرهيم الشيخ العالمي الحبيس، 8 ادّى خوراسقف هنزيط، 9 مارا الاكليريكي الهنزيطي، 10 مار شمعون الأسقف الفارسي المجادل، 11 الخورأسقف حرفط الهنزيطي، 12 سيرة الاختين الناسكتين بنتي غزالة: مريم وأوفيميمة، 13 توما واسطيفان وزوطا كتاب (وصناقلة) مارا مطران آمد، 14 آباي الناسك النزير، 15 سيرة راهبين في أيام الاضطهاد اسم احدهما يعقوب من دير الرهاويين بآمد، 16 شمعون الطُّوري الأبيل، 17 ناسك قديس كتم اسمه، 18 خبر راهب برح ديره ولم ينل الحلّة، 19 زكريا الشيخ، 20 راهب من دير زكريا، 21 توما من بلاد أرمنية زهد وتنسك هو وزوجته وأولاده، 22 سيرة الأخوين ادّى وابرهيم، 23 شمعون المتوحد، 24 مار يوحنا أسقف تل موزل، 25 مار يوحنا الغزي أسقف أفسطو القبطي المجاهد الثاني في سبيل المعتقد، 26 توما المعترف مطران دمشق (وهي ناقصة في الأصل)، 27 سوسنة البتول، 28 مريم الأبيلة، 29 ملكي الزاهد الغريب، 30 إيليا في مدينة دارا، 31 سيرة التاجرين الأخوين إيليا وثاودرر، 32 سيرة راهب سرق وتاب، 33 حالا الغيور من دير الرهاويين بآمد، 34 شمعون الشيخ الكاتب الآمدي، 35 تاريخ الرهبان الذين اضطهدوا وطُردوا من أديار آمد من سنة 521 حتى سنة 567، 36 مارا المتوحد وسائر النساك الذين دُفنوا في ضريح الغرباء، 37 (ناقصة في الأصل)، 38 سيرة القس هارون وسائر القسوس والشمامسة، 39 القس لاونطيس، 40 ابرهيم القس الناسك وابنه القس زوطا وابن أخته الشماس دانيال، 41 سيرة بسيان الناسك والقس رومانس ساعور دير تلعدا ورئيس الدير شمعون، 42 سيرة رؤساء الأديار ماري وسرجيس ودانيال، 43 سيرة الشمامسة ابرهيم وقرياقس وبرحذبشابا وسرجيس الذين عاونوا المؤرخ في تبشير الوثنين وتشييد البيع والأديار، 44 سيرة حاكم وكونت ورع، 45 اسحق الداري الكامل، 46 بولس الأنطاكي، 47 سيرة جمهور النساك الذين جمعتهم القيصرة ثاودورة في قصر هورميزدا في العاصمة، 48 البطاركة الخمسة في ابّان الاضطهاد، 49 مار يعقوب المطران المجاهد الهمام، 50 سيرة المطرانين المجاهدين يعقوب وثاودور، 51 قشيش أسقف جزيرة خيو، 52 سيرة ثاوفيلس وماريا الأنطاكيين المتنسكين، 53 بريسقوس الناسك، 54 البطريقة قيسارية المتنسكة، 55 سيرة يوحنا وسوسيانة زوجته خازني البطريقة قيسارية، 56 سيرة بطرس كاتم سرّ الملك[240] أخيه فوتيوس حافظ سجلات البلاط، 57 ثاودورس خازن الملك ورئيس حجابه، 58 تاريخ دير مار يوحنا الأورطي. 21 صفحة وللكتاب نسخة اسطرنجيلية فريدة في خزانة لندن (رقم 14647) خطت سنة 688[241] وقد نشره “لاند” سنة 1868 ونقله هو”وفان دوين” إلى اللاتينية ونشراه في امستردام عام 1889 ثم بروكس منقولاً إلى الانكليزية سنة 1924.

وألّف يوحنا كتاباً آخر في الاضطهاد الذي أثاره الملكيون على الكنيسة سنة 537 وذكره في التاريخ الكنسي وفي أول السيره الخامسة والثلاثين ولكنه فقد – ووضع قصة الآفة حوالي سنة 541 – 542 وأدخلها في المجلد الأول من تاريخه وهوضائع إلا ما نقله عنه ميخائيل الكبير، واحتجاجاً يظن تأليفه قبل سنة 575 أنفذه إلى المجمع الشرقي في أحداث الإتحاد عام 571 [242] وكتب رسائل شتى إلى طبقات المؤمنين ذكرها في تاريخه [243] وضمنها ما أصابه من الشدة، وأكثر من عشر رسائل إلى مار يعقوب[244] والبطريرك بولس بعد الخلاف الذي شجر بينهما وإلى حزبه[245] ورسالة جواباً إلى رؤساء أديار المشرق من أجل رسامة بطرس الثالث الرقي حوالي سنة 581 [246].

 

 

 

 

70: بطرس الثالث القلونيقي 591 +

 

ولد مار بطرس في مدينة قلونيقس (الرقة) وكان أبوه بولس خطيباً مؤمناً صادقاً ونشأ خير منشأ فأتقن السريانية واليونانية وحذق فيهما، ونال من العلم الفلسفي واللاهوتي القسط الأوفى فكان كاملاً في العلم حسن السيرة جميل الشمائل وسنة 581 اختير لمكان فضله وعلمه ورسم بطريركاً لانطاكية في دير مار حنينا. ورحل إلى الاسكندرية وولاية العرب أي حوران، سعياً وراء الروابط الدينية بين كرسي انطاكية والأسكندرية وولاية العرب أي حوران، سعياً وراء الروابط الدينية بين كرسيي انطاكية والإسكندرية. واشتهر أمره بمحاورته دميانس السرياني بطريرك الاسكندرية الذي خلّط في شرح عقيدة الثالوث الأقدس، في أثناء نقضه بدعة مثلثي اللاهوت، لا تشبثاً ببدعة ولكن لقصر نظره في العلم. ولما لم يذعن إلى مشورة بطرس وحاول التملص من البحث والدفاع عناداً، ناقضه الحبر المترجم في كتاب ألّفه باليونانية ينطوي على أربع مقالات في مئة فصل دعمه بشواهد من الأئمة. وقال مار ميخائيل أنه ثلاث مقالات. والاظهر أن بعض القريبيين من عصره لخصه في خمسين فصلاً بناء على أن المصحف المحفوظ منه بالسريانية في لندن[247] ينطوي على خمسة وعشرين فصلاً أي الكتاب الثاني (المقالة الثانية) وفي الخزانة الواتكانية نسخة منه حوت المجلد الثاني أي الأخير وهو خمسون فصلاً ونحو من 400 صفحة[248]، وله أيضاً مقالة موجزة ألفها نقضاً لمثلثي اللاهوت ولعلها جزء من مصنفه الكبير، وله ايضاً مقالة ردّ بها على مذهب يوحنا بربور رئيس الدير وفروبا. أثبت فيها أن اختلاف التعريف بين طبيعتي المسيح بعد الإتحاد محفوظ. وكتب رسائل منها اثنتان لخصهما ميخائيل الكبير في تاريخه. وليتورجية أولها، أيها الاله الآب والعلي الأبدي، وكانت وفاته في دير الجب الخارجي في 22 نيسان سنة 591 وقيل 590.

 

 

71: يوليان الثاني 595 +

 

ترهب يوليان في دير قنسرين وتخرج في العلوم فاضطلع بعلم المنطق وكان ناسكاً فاضلأً، وتتلمذ للبطريرك بطرس الثالث وكتب له. واختير خلفاً له ورسم سنة 591 فدبر بيعة الله أربع سنوات وشهرين. ومضى إلى جوار ربه في التاسع من تموز سنة 595 وذكر ابن العبري نقلاً عن المؤرخين القدماء، أنه علق شروحاً على كتاب سلفه المذكور في أعلاه إيضاحاً لمشكلاته ودفعاً لأوهام سرجيس الأرمني مطران الرها وأخيه يوحنا في حقه. وتجد في خزانتنا القدسية ست عشرة صفحة من كتابه وهو كراس نقصانه من الأول والآخر[249].

 

 

72: ابرهيم الآمدي 598

 

 

كان ابراهيم الأمدي أديباً مضطلعاً باللغتين اليونانية والسريانية. ومن نقله ليتورجية سويرا أسقف سميساط سنة 598 قرأنا هذا التعليق في هامش ليتورجيات في دير مار لعازر المجاور لقرية حبسناس بطورعبدين.

 

73: يوحنا بشطالس 600

 

الأنبا يوحنا بسالطس أي المرتل رئيس دير قنسرين في سلخ المئة السادسة، وهوالثالث بهذا الأسم بين رؤساء الدير ويلقب أيضاً (قاليوغرافوس) أعني الحسن الخط. وكان أديباً بارعاً قرأ العلوم في ديره وترهب ورسم قسّاً وعُرف بورعه وتظن وفاته حوالي سنة 600 وجعل عيده في كلندار ديره في الثالث عشر من كانون الثاني. حبّر معانيث فصيحة منها نشيد أذاع فيه مناقب مار يوحنا ابن افتونيا، ونشيدان لمدح البطريركين بطرس الثالث ويوليان الثاني[250].

 

74: روفينا التاجر بالفضة

 

كان روفينا عالمياً ارثدكسياً يتجر ببيع الفضة، وكان بصيراً بعلم المنطق وألّف باليونانية رسالة نقض بها قول لاونطي الراهب الأورشليمي الدار، البيزنطي الولادة والوفاة (485 – 543) الذي عرج إلى النسطرة ثم رجع إلى المذهب الملكي وكان خصماً عنيداً للسريان، وطعن على زعمه في مصنفات مار سويريوس الأنطاكي. فأورد روفينا في رسالته التي انطوت على سبعة عشر فصلاً وتسع وستين صفحة، قول الخصم بنصه، ثم نقضه ودفعه مؤيداً صحة المعتقد القويم، ووسم مؤلفه “بنقض نسيج العنكبوت الذي حاكه لاونطي الأورشليمي” وجدنا منه نسخة فريدة في الخزانة الزعفرانية مكتوبة بخط جيد[251] ويظهر أن روفينا كان موجوداً في أواسط المئة السادسة اي معاصراً لخصمه، أو بعده بزمن يسير إلى اواخرها وقد تُرجم مؤلفه إلى السريانية بانشاء مهذب اللفظ. ولعله كان انطاكياً من أسرة روفينا.

 

75: القس شمعون

 

كان هذا قيم مستشفى الرها الكبير. ومن تأليفه شرح علّقه على الإصحاحات الثالث والسادس والثامن من سفر التكوين[252] ومقالة في عودة أهل السبي من بابل وفي أسابيع دانيال النبي[253] ونستدل من طبع انشائه أنه كان موجوداً في أواسط المئة السادسة أو أواخراها.

 

 

76: سرجيس العمودي

 

كذلك يَظن سرجيس ممن عاش في سلخ المئة السادسة. وكان راهباً يعبد ربه على رأس عمود في قرية جوسية من معاملة حمص، وضع رسالة وقعت في تسع وسبعين صفحة أنفذها إلى رجل يهودي نقض فيها زعمه “ان لا ابن لله وأن الله لم يلِد”[254] ونقل خاصة عن فلافيوس يوسيفوس. وهي محفوظة في مصحف فريد بلندن بخط رومانس رئيس الدير في القرن الثامن[255] وتستوجب غاية الإعتبار لأنها المجادلة الوحيدة التي قامت بين المسيحيين واليهود في الأزمنة القديمة وحفظت.

 

 

 

77: بولس مطران تلاّ 617

 

من جهابذة عصره المتبحرين في اللغتين السريانية واليونانية، وافراد زمانه ذكاءً وتحصيلاً وهمةً وجَلَداً على التصنيف. نجهل موطنه والدير الذي تخرج فيه. رُسم مطراناً لتلاّ بين سنة 610 – 615 خلفاً للمطران صموئيل، والأظهر أنه لم يقم في أبرشيته سوى سنوات قليلة. فقد ورد في التاريخ القديم تأليف أحد رهبان قرتمين، أن دانيال العوزي رسم مطراناً لتلاّ ودارا وطورعبدين عام [256]615 وفي سنة 622 كان زكى مطراناً لتلاّ[257] ومن أخبار الحبر المترجم أنه شارك اثناسيوس الأول في عقده المصالحة مع الكنيسة الاسكندرية وأمضى المنشور العام سنة 616 وهذا غاية ما نعرفه من أمره، ومن دواعي الأسف أن الدهر لم ينصف هذا العلامة وصنوه الحرقلي فلم تدوَّن لهما ترجمة – وسجّل فضل بولس بنقله ترجمة التوراة السبعينية إلى السريانية بحسب هكسبلا أوريجانس أي التوراة المسدسة النقول، معتمداً على أصح نسخها. وناهيك به عملاً خطيراً لا يقدم عليه إلا صدور العلماء أمثال مؤلفه أوريجانس. وكان نهوضه بأعباء هذه الترجمة بأمر وتحريض أثناسيوس الأول بطريرك انطاكية، وهو في الاسكندرية أو في الدير الواقع عند الحجر التاسع الموضوع علماً للطريق ويسمى أنَطون، في أثناء هروبه إلى مصر من حرب الفرس وذلك بين سنتي 615 – 617 وضم إلى المتن بدقة تامة، سائر الإضافات والفروق المشار إليها بعلامات بشكل نجوم وغيرها، وما أضيف إليها في الهوامش مما يتعلق بنصوص يونانية غير السبعينية. وكان يعاونه في عمله هذا عدة كتّاب أشهرهم الشماس توما كاتب البطريرك. وأنجز نقل أسفار الملوك الأربعة (وهي اثنان بحسب الترجمة المألوفة) في الرابع من شهر شباط عام 616 وكانت الكنيسة السريانية مفتقرة إلى هذا النقل الدقيق ابّان المجادلات اللاهوتية[258] واستعمل في كتب الفروض البيعية، على ما يظهر في المخطوطات القديمة.

وكان من هذه الترجمة الكريمة نسخة كاملة في خزانة دير مار متى، ذكرها طيمثاوس الأول جاثليق النساطرة في صدر المئة التاسعة، ووجد مثلها في أواسط المئة السادسة عشرة في حوزة المستشرق القديم اندراوس ماسيوس، خطت في القرن التاسع، ربما جاءه بها المطران موسى الصّوري السرياني قصد نشرها. وبعد وفاة اندراوس عام 1573 اختفى المجلد الأول وكان مشتملاً على الأسفار الخمسة ويشوع والقضاة والملوك وعزرا ونحميا ويهوديث وطوبيا. وبقي المجلد الثاني في خزانة ميلان[259] وينطوي على المزامير وأيوب والأسفار الحكمية والنبوية. ويوجد أيضاً بعض أسفار وشذور في خزانتي باريس ولندن نوّه بها بومشترك في صفحة 186 و187 ح 12 و13[260] ومنذ سنة 1787 حتى 1892 نشر بعض المستشرقين الأسفار الموجودة وهي: أرميا ودانيال وحزقيال والمزامير، وسفر الملوك الرابع والأنبياء الصغار، والأمثال وأيوب ونشيد النشائد والمراثي والجامعة، والقضاة وراعوث وشذور من أسفار التكوين والخروج والعدد ويشوع والملوك.

نسب إلى بولس أيضاً نقل “خبر الزانية” وهو 11 آية من الإصحاح الثامن من انجيل يوحنا يتقدمه آية: 53 من الإصحاح السابع[261] وقف عليه في نسخة الاسكندرية، ومن نسب نقله إلى مارا الآمدي ذهب أن النسخة كانت ملكاً لمارا ؟ وقبل اشتغال مار بولس بترجمة الكتاب العزيز، عمل ترجمة جديدة لطقس العماد تأليف سويريوس[262] وألف هو أيضاً طقساً خاصاً به، وحساية للقداس.

والأرجح أن المترجم قضى بقية عمره في مصر، وتميز بالصلاح وعيدت له البيعة في 15 شباط[263].

 

78: الشماس توما 617

 

كان توما شماساً وكاتباً[264] لاثناسيوس الأول بطريرك انطاكية، ومن رجال العلم واشتغل مع بولس التلي في نقل سفر دانيال من اليونانية إلى السريانية كما تقدم ذكره[265] ولعله مؤلف الفصل الذي اشتمل على الاسماء والنقاط السريانية الذي نوّه به العلامة الرهاوي.

 

 

 

79: بولس مطران الرها 619

 

من العلماء الاثبات وأفاضل النقلة محصّلي آداب اللغتين، استوفى منهما حظه واستوعب قسطه، وهو بولس الثاني مطران الرها رسم حوالي سنة 594 أو595 خلفاً لسرجيس[266] ولقب بمترجم الكتب لأنه في أثناء غارات الفرس على الجزيرة والشام، لجأ إلى جزيرة قبرس سنة 609 وفي سنة 619 نقل إلى السريانية معانيث سويريوس الأنطاكي وغيره من محبّري النشائد، متصرفاً في النقل تصرفاً يسيراً فنقّحها بعده مار يعقوب الرهاوي عام 675 ونقل أيضاً التسبحة الملائكية بحسب التقليد القنسريني: المجد لله في العلى وكان عام 616 [267] من جملة الأساقفة الذين رافقوا اثناسيوس الأول إلى مصر، وعين عيده في 23 آب[268]

 

 

80: قرياقس مطران آمد 623 +

 

كان قرياقس ملفاناً كفوءاً ذائع الصيت بفضائله وعلمه جليل القدر. ترهب وتأدب في دير مار زكى المجاور للرقة. ثم تتلمذ للبطريرك بطرس الثالث الذي رسمه مطراناً لآمد حول سنة 582 أو583 فساس الأبرشية سياسة حسنة تجلت فيها حكمته، وادّى للبيعة خِدَماً حُمد أثرها وطالت مدته. وسنة 609 استبدل بالمطران شموئيل لأحداث سياسية، ثم أعيد إلى كرسيه وارتفعت منزلته في العيون. وإليه كتب اثناسيوس الأول رسالة جليلة في الإتحاد الذي عقد عهده مع كنيسة الإسكندرية منوّهاً بفضله وتوفي سنة 623 وسنَّ ستة قوانين وجاوب على ثلاث عشرة مسئلة رفعت إليه[269] وتضمن كتاب الهدايات بعض قوانينه.

 

81: الأنبا بولس 624

 

بولس رئيس الدير من النقلة البارعين، لجأ إلى قبرس عام 609 وفيها ترجم مصنفات غريغوريوس اللاهوتي إلى السريانية سنة 624 [270] وأصلح هذه الترجمة اثناسيوس الثاني البلدي، قد خلط بعض الكتّاب بينه وبين بولس مطران الرها.

 

 

 

82: توما الحرقلي 627 ؟

 

من صدور العلماء المتبحرين والكتّاب المحققين وأجرأهم قريحة وأغزرهم مادة، بلغ الغاية من البراعة في صناعة الأدب فملك أعناق المعاني وسُخّرت له الألفاظ. ينسب إلى “حرقل” قرية بفلسطين، وتروض بالعلم في دير قنسرين وحذق السريانية واليونانية. وترهب في دير “ترعيل” ورُسم مطراناً لمنبج[271] في العقد الاخير من المئة السادسة واضطهده دومطيان أسقف ملطية الملكي بسلطة نسيبه الملك موريقي سنة 599 فلجأ إلى مصر ثم عاد إلى أبرشيته. وفي أثناء محاربة الفرس لبلاد الشام وفلسطين، رحل ثانية إلى مصر وأقام في دير واقع عند “أَنَطون” (على بعد الميل التاسع) بجوار الاسكندرية واشتغل بتصحيح ترجمة العهد الجديد السريانية على أربع نسخ يونانية مضبوطة، متناولاً بالتهذيب الترجمة الفيلكسينية البوليقربية. فأخرج للملأ ترجمته التي أجمع العلماء على جودتها وغلبت سائر الترجمات واشتهرت بالحرقلية سنة 616 وقد صرف في عمله هذا جهداً كبيراً وهماً بعيداً وتجشم عناء كثيراً وخلد له ذكراً جميلاً. وهذه الترجمة منتشرة في خزائن الشرق والغرب[272] واستعملت في طقس الكنيسة. وقرأنا في مزامير في خزانة اكسفرد[273] أنه ترجم أولاً في زمان ادّى الرسول، وثانية على يد فيلكسينس المنبجي وثالثة في الاسكندرية بقلم المطران توما الحرقلي وعاون اثناسيوس الأول. في عقد عهد الإتحاد مع الكنيسة القبطية ودخل معه على هرقل في منبج سنة 627 وألّف ليتورجية على الأبجدية اولها: أيها الأزلي السرمدي واللطيف، (عشر صفحات) ونقل إلى السريانية ليتورجيات الأريوفاغي وباسيليوس النزينزي والذهبي الفم، أما سنة وفاته فمجهولة وعيده في 26 حزيران[274].

 

 

83: اثناسيوس الأول الجمال 631

 

من خيرة بطاركة انطاكية غيرةً وفهماً وتقىّ وحسن شمائل وحلماً وأصالةَ رأي. وهو سميساطي الوطن، كانت له والدة فاضلة على خلق كريم وورع عظيم، أحسنت بعد وفاة أبيه تربيته وأخاه سويريوس، فترهبا في دير قنسرين وفيه تروّضا بالعلم واسمى الفضائل. وتميز المترجم بالوداعة والتواضع، وعُرف بالجمَّال لاشتغاله مدة سنة بخدمة نقل الملح على الجمال من ملاّحة الجبول إلى ديره عملاً بقانون ديره. فاختير بطريركاً للكرسي البطرسي فأحسن تدبيره بما خلَّد ذكره من سنة 595 حتى 631 وفي رواية ضعيفة من سنة 604 وتمت على يده أعمال جليلة وتوفي عام 631

وله ثلاث رسائل جليلة اثنتان عامتان والثالثة إلى قرياقس مطران آمد وصف فيها الإتحاد الذي عقده مع الكرسي الاسكندري[275] ورسالة عامة إلى رئيس دير مار متى ورهبانه ورسالة أنفذها إلى القيصر هرقل تنقض بدعة يوحنا النحوي[276] وألف سيرة سويريوس في خطبة أفاض فيها في بيان جهاده، ضاع أصلها السرياني ووصلت إلينا ترجمتها الحبشية ونقلها “كود سبيد” إلى الإنكليزية ونشرها[277] وذكرها مؤرخ بطاركة الاسكندرية.

 

84: سويريوس أسقف سميساط 630 أو643 +

 

أخوالبطريرك اثناسيوس ترهب وقرأ العلم في دير قنسرين وترأس فيه، ورسمه أخوه أسقفاً لسميساط قبيل سنة 598 وكان على غاية الورع دائم التعبد والتهجد فأنعم الله عليه بفعل المعجزات، وصحب أخاه إلى مصر عام 616 وتوفي في رواية ضعيفة عام 625 أو630 وقيل 643 والّف باليونانية ليتورجية نقلها توما الآمدي إلى السريانية أولها: أيها الإله القوي وسيد الجميع يا من أنت بحر الأمن والألفة، وهي ست عشرة صفحة منها نسخة في خزانتنا[278] وجعل عيد المترجم في 18 تشرين الثاني.

 

 

85: القس توما

 

عُرف القس توما في دير “قدر” بالقرب من مدينة بطنان[279]  في النصف الأول من المئة السابعة وألف تاريخاً على طريقة السنين من رسامة سويريوس عام 512 حتى فتح المسلمين لبلاد الشام سنة 636 وحتى وفاة هرقل عام 641 ونقل فيه عن قانون السنين لتاريخ اوسابيوس ومصادر اخرى. وقال بومشترك أن في كتاب الخلفاء ورد لتوما ثلاث قطع تاريخية قصيرة المدة. وكان أخوه شمعون راهباً بوّاباً لدير “قدر” وقتل سنة 636 في أثناء غارة العرب على جبل ماردين[280].

 

 

86: القس عماوس

 

القس عماوس (عموي) الطبيب الفارسي الحاذق كان موجوداً في أواخر أيام الساسانيين أوصدر ملك العرب. وله قصيدة أفرامية في قيامة الموتى، سبع وعشرون صفحة[281].

 

 

 

 

87: يوحنا أبوالسدرات 648 +

 

يوحنا الثالث بطريرك انطاكية حبر خطير تحفزه همته إلى بعيد المدارك. ترهب في دير اوسيبونا وأتقن فيه اللغتين والعلوم اللاهوتية. وتتلمذ لاثناسيوس الأول وكتب له، وكان ورعاً لبيباً حازماً مبارك الرأي بعيد النظر. وخلفه في الكرسي الرسولي عام 631 وشهد استيلاء العرب على الجزيرة فكان للأمور سلِساً ذلولاً. وهو الذي سعى بنقل الإنجيل المقدس من السريانية إلى العربية على أيدي مهرة التراجمة من العرب المسيحيين الأرثدكسيين من بني عُقيل وتنوخ وطيء، إجابةً إلى طلب عُمير ابن سعد أبي وقاص الأنصاري أمير الجزيرة حوالي سنة 643 كما تقدم آنفاً[282] ولم تقع إلينا هذه الترجمة. وله مع هذا الأمير محاورة دقيقة في إثبات حقائق النصرانية دوّنها ساويرا أحد كتّابه وعنونها: رسالة البطريرك مار يوحنا في الكلام الذي تحدث به مع أمير المسلمين. ونشرها نو ونقلها إلى الفرنسية[283] وصنف أدعية خشوعية بليغة شتى تُعرف بالسدرات أوالحسايات، أدخلها الفرض الكنسي تستهل بالتحميد والتسبيح وجدنا منها مجموعة كبرى في أقدم نسخة بلندن[284] لا نشك أن معظمها مما حبرته براعة هذا الحبر الذي لُقب بأبي السدرات بانشآء جزل فخم. وتسع حسايات منها معنونة باسمه: أحداها للصوم الاربعيني والثانية للقيامة والثالثة والرابعة استغفار عن الراكبين صنوف الخطايا، والخامسة لكشف المحن، والسادسة للمساء والليل والنهار، والسابعة للصبح، والثامنة للموتى، والتاسعة لصبح الجمعة من الأسبوع الخامس من الصوم[285] ووجدنا له أيضاً ثلاث حسايات للقداس بدء الأولى: حمداً للذبيحة الطاهرة الذي صار كاهناً لذاته، والثانية: حمداً لرئيس الأحبار السموي، والثالثة: اللهم يا من أنت حقاً معلم صالح[286]. والّف ليتورجية أولها: اللهم يا من تفرح بالمحبة وتتلذذ بالأمان[287] وخطبة في تقديس الميرون أولها: لنتكلم قليلاً بنوع فلسفي أيها الأخوة في حق هذا العيد الكائن الآن[288]. ورسالة إلى ماروثا مفريان تكريت كتبها في أول بطركيته[289] ومقالة عقائدية نفيسة وجهها إلى الخوري ثاودورس افتتحها بمنشور عام إلى أبناء البيعة المقدسة أعلن فيه دستور الإيمان مفصلاً منتصراً للمعتقد القويم الرسولي ومستشهداً بالأباء ومنهم يوحنا الأورشليمي. وضمنه تقريعاً لبدعة الخياليين، وختمه بتاريخ زعمائها وقصة رسامتهم الزائفة وهي 39 صفحة[290] وكانت وفاته في الرابع عشر من كانون الأول سنة 648 وفيه رتب عيده.

 

 

 

88: ماروثا التكريتي 649 +

 

من أعلام بيعة المشرق وحسنات الدهر. ولد في “شورزق” أحدى قرى “بانوهدرا” من أعمال الموصل وقرأ وترهب في زهرة عمرع في دير “نردس”. ثم رحل إلى دير مار زكى المجاور للرقة طلباً للعلم، فأقام ثم عشر سنين يدرس العلوم الإلهية ويتخرج باللسان اليوناني على الربان ثاودور. ثم صار إلى جبل الرها حيث أتقن الخط، وأخذ أيضاً عن الربان توما الضرير، وتوجه إلى دير مار متى وعلّم فيه علم اللاهوت، ووضع لرهبانه طرائق جميلة لاقامة فروض العبادة والصلاة. وانتخب وسيم مفرياناً لكرسي تكريت أواخر سنة 628 وعقد مجمعاً في الدير المذكور، سنّ فيه أربعة وعشرين قانوناً. ورتب اثنتي عشرة أبرشية لمفريانية المشرق ثم ضم إليها ثلاثاً في أذربيجان وخراسان وافغانستان. وانشأ البيع والأديار وفرض صوم نينوى، ورعى الشعب رعاية رسولية، وتوفي ثاني شهر أيار سنة 649 وجعل عيده فيه. ومن تاليفه تفسير للإنجيل وردت لمع منه في مجموعة الراهب ساويرا. وخطب للأعياد منها خطبة للأحد الجديد بدؤها: يا أخوتي أنا لليوم الجديد معيدون وعلّية الأسرار متذكرون[291]، وكتاب جدل تناول فيه النساطرة ذكر في سيرته وهو مفقود، ورسالة مسهبة إلى البطريرك يوحنا تتضمن قصة برصوما النصيبيني والنسطرة التي دهمت بلاد الفرس، نقلاً عن رواية الشيوخ[292] وليتورجية بدؤها: أيها الإله الصالح بطبعه وواهب الأمن والسلام، وحساية لجمعة الآلام بدؤها: أيها الرب إلهنا يا من رحمتك موجودة فيك طبعاً. ونسبت إليه سيرة مار آحودامه مطران تكريت[293] وفي رواية ضعيفة بعض التخشفتات.

 

 

89: يوحنا مطران بصرى 650 +

 

يوحنا مطران بُصرى ويقال له مطران بلاد العرب كان ملفاناً، رسمه اثناسيوس الأول وذاع اسمه بين فضلاء أساقفة زمانه من سنة 617 وروى الراهب الزوقنيني أنه توفي بآمد ودفن في هيكل مار يوحنا المعمدان عام 650 وألف ليتورجية جليلة تسع عشرة صفحة أولها اللهم يا واهب المحبة والإتفاق[294] ذكره يعقوب البرطلي في كتاب الكنوز (ف 1 باب 4) بقوله: أن الملائكة خلقوا قبل العالم كما ارتأى النزينزي والذهبي والرهاوي وابن كيفا، وذلك استناداً على ما ورد في ليتورجية لا على شرح وضعه للأسفار المقدسة كما وهم السمعاني.

 

 

 

90: القس اندراوس الأوشليمي

 

قال ابن الصليبي في أخر تفسير المزمور السادس والعشرين[295] “كان اندراوس قساً ارثدكسياً، وعني بتفسير سائر الأسفار وبالخاصة المزامير، ناقلاً كلام الملافنة بنصه ولم يزد من عنده شيئاً. لكن وضع أولاً شروح اوريجانس وسويريوس والثاولوغوس وباسيليوس، وديديمس وقولرلس وايسوخيوس (الاورشليمي) وإياونيس، واثناسيوس وثاوفيلس واوسابيوس وثاودريطس النسطوري. فكان يورد آية المزمور ويتبعها بشرح الملافنة على كل كلمة، وقسم مزامير داود خمسة مجلدات” فهو من جملة المفسرين الذين رجع إليهم في شرحه للعهد العتيق وخصوصاً المزامير ونقل باختصار عن كتابه الأول. وحفظ له في خزانة لندن خطبة في دفن العذراء المباركة وانتقالها أولها: يا أحبائي أن الذين يستضيئون بنور صافٍ غير مادي بمعرفة لا يشوبها ضلال لكي يتأملوا طريق النظر الروحية[296] أما زمان اندراوس الذي لم ينوّه به مؤرخ قديم أوحديث فمجهول. وإخاله من علماء المئة السابعة ؟

 

 

 

 

91: يوحنا نقر الناسك

 

أورد جامع كتاب الديدسقالية القديم المحفوظ في مذيات، بنذة وجيرزة تتضمن “شواهد في المعمودية والاشتراك بالأسرار المقدسة تأليف القديس يوحنا نقر الناسك في جبل الرها المقدس” ووردت له أيضاً أقوال مأثورة في كتاب مقالات نسكية في كنيسة انحل[297] وخزانة برمنكهام[298] والأشبه أنه كان موجوداً بين القرن السادس والثامن.

 

92: دنحا الأول مفريان المشرق 659 +

 

ترهب دنحا ودرس في دير مار متى متتلمذاً لسلفه ماروثا التكريتي، وخلفه في كرسي تكريت عام 649 وتوفي سنة 659 بعد أن كتب لماروثا سيرة ضافة بإنشاء حسن السبك[299] ونشرها نو منقولة إلى الفرنسية ونقلناها نحن إلى العربية بتلخيص ونشرناها في مجلتنا[300].

 

 

93: يانورين الآمدي 665

 

يانورين أوشنورين الآمدي ويُعرف أيضاً بقيديداطس كان عالماً بالمنطق[301] ومن حذَّاق النقلة من اليونانية إلى السريانية. ومن نقله سبع عشرة قصيدة من أشعار غريغوريوس النزينزي أولها قصيدته في نفسه[302] وذلك سنة 665 ولا نعلم من حاله غير هذا.

 

 

94: ساويرا سابوخت 667 +

 

أوحد الفضلاء وكوكب العلماء اللامع وبدرهم الزاهر، أستاذ حاذق طائر الشهرة وفيلسوف رياضي، بل أول علماء البيعة الذي استجلوا غوامض العلوم الفلكية والطبيعية. ولد في نصيبين في الربع الأخير من المئة السادسة، وترهب وتثقّف في دير قنسرين فملأ منه وِطابَه، وأحرز من آداب اليونانية والسريانية فضلاً عن اللغة الفارسية ما جعله قبلة الأنظار ومطمح القصّاد. وكان من أعيان العلماء الذين خرجوا من تلك المدرسة الشهيرة، تصدر للتعليم في ديره، وقضى حياته المديدة في تدريس الفلسفة والعلوم اللاهوتية والرياضية والتصنيف. وكان أمثل علماء السريان في علم الفلك وبرهن على تفوّقه فيه على اليونانيين أنفسهم[303] وتخرج به كثيرون أشهرهم البطريرك اثناسيوس الثاني ويعقوب الرهاوي. وسيم أسقفاً لقنسرين وقيل لديره سنة 638 وبلغ من العمر عتيّاً وسار إلى جوار ربه عام 667 وكوفئت فضائله بعيد رتب له في 20 تموز، وفي كلندار ثانٍ في 11 أيلول وسمي ساويرا الرياضي.

والمصنفات التي حبرها مار سويرا سابوخت وهي لاهوتية وفلسفية ورياضية، لم يصل إلينا منها إلا القليل، فمن الأولى: 1: مقالة في اسابيع دانيال، 2: فصل في زمان ميلاد ربنا بالجسد في أية سنة يونانية وُلد، 3: رسالتان إلى القس سرجيس رئيس دير “خنوشيا” في سنجار، تضمنتا شرح خطبتين لغريغوريوس النزينزي في الأبن والروح القدس، سبع صفحات. وجاء فيهما اسم المؤلف منسوباً إلى نصيبين وطنه، ولا يراد بذلك أسقفاً لنصيبين سميّاً له كما تبادر إلى ظنّ شابو[304] ومن الثانية: 4: مقالة مختصرة في أقيسة الأنالوطيقا (أي تحليل القياس) الثاني لارسطو ألفها عام 638 وفضل منها ثلاثة أوراق[305]. 5: قطع من شرحه لعلم تأويل الكتب المقدسة (هرمنوطيقا) ثلاثة فصول، 6: رسالة إلى صديقه القس يونان الزائر (ساعور) لتفسير بعض نقاط من كتاب الفصاحة لارسطو[306]. 7: مقالة وضعها لبعض محبي العلم في تفسير بعض القضايا المنطقية ذكرها في رسالته إلى يونان وأرسل له نسخة منها، 8: رسالة إلى القس ايثالاها (الذي تسقف على نينوى) في شرح مقالة بريرمينياس أي العبارة والحساب والمساحة الفلك والموسيقى ذكر فيها أنه كتب إليه جواباً قبل سنة إيضاحاً لبعض قوانين الآباء القديسين، ويثني عليه لأنه أرسل إليه نسخة من رسالتي غريغوريوس وباسيليوس[307] ومن الثالثة، 9 مقالة جليلة في الاصطرلاب اثنتان وخمسون صفحة نقلها نو إلى الفرنسية ونشرها سنة 1899[308]، 10: كتاب في صور البروج الفه سنة 659 أو660 بقي منه ثمانية عشر فصلاً نشرها ساخو عام 1870 [309] وورد منها في مصحف بلندن فصل في الأرض (القابلة السكنى) العامرة والغامرة وفي حالة الذين يسكنون في كل دائرتها فوق وتحت. ومساحة السماء والأرض وما بينهما من المسافة وهل تجوز الشمس تحت الأرض وفوقها في جسم الفلك. وأضاف إليها 19 إلى 27 مجاوبة على مسائل فلكية ورياضية وكرنولوجية، إجابةً إلى طلب القس باسيل القبرسي الزائر سنة 665 [310] ولعل هذا الكتاب هو الذي نوّه به ابن العبري في كتابه “الصعود العقلي” (ص 107). 11: رسالة إلى باسيل المذكور في اليوم الرابع عشر من شهر نيسان القمري انشأها سنة 556 ومضمونها تعيين عيد الفصح بضبط وهي ثماني عشرة صفحة[311]، 12: ورد في مصحف بلندن[312] ثلاث رسائل إلى المذكور في علم التاريخ، 13: ونقل من الفارسية إلى السريانية، إيضاح مختصر “بريرميناس” أي كتاب العبارة لارسطو الذي ألفه بولس الفارسي للملك كسرى الأول[313] وأضاف سويرا إليه المقالة الخامسة في المنطق لارسطو، 14: ونُسبت إليه ترجمة “تترابيللون” أي الكتب الثلثة لبطولمايس؟ في تركيب الكلام الرياضي[314] ويؤكد هذا تقليد تاريخي ثابت – ونحله رايت ودوفال نقلاً عن السمعاني عن الدويهي خطأ: ليتورجية باسم سويريوس القنسريني، وهي لساويرا أسقف سميساط رئيس دير قنسرين كما علمت آنفاً.

 

 

95: الراهب ايثالاها

 

كان ايثالاها راهباً قساً في دير مار زكى بظاهر الرّقة في المئة السابعة. وله مقالة ثلاث عشرة صفحة عنوانها: “مسائل النساطرة ونقض آرائهم في الأرثدكسيين” تتناول اثنتين وثلاثين مسئلة[315] وورد في مصحف بلندن[316] شرح ألّفه ايثالاها لخطب الثاولوغوس وذلك قبل أن يصير قسيساً، لكن وليم رايت يرتاب من نسبته إلى المترجم؟ فإما أن يكون إيثالاها النينوي من رهبان دير مار متى الذي رسم على ما نظن أسقفاً “لجومل والمرج” أواخر سنة 628 وكان فاضلاً، أوايثالاها راهب دير مار زكى المعاصر له.

 

 

 

96: يونان أسقف تل موزلث

 

كان يونان محظوظاً من العلم راهباً في بعض الأديار وبريودوطاً (زائراً) برتبته موجوداً في أواسط المئة السابعة. وإليه كتب ساويرا سابوخت رسالة كما علمت آنفاً. ثم رسم أسقفاً لتل موزلث فألف رسالة تسع صفحات أنفذها إلى زائر اسمه ثاودورس ضمنها البراهين على الإقتصار على زوجة واحدة[317]

 

 

97: متى مطران حلب 669

 

ترهب وخاض عُباب العلم في دير زوقنين. قال المؤرخ الرهاوي[318] أنه كان فيلسوفاً من طبقة ساويرا سابوخت. ورسم أسقفاً لحلب في العقد الرابع من المئة السابعة وسار ذكره كل مسير بعد سنة 648 وكان موجوداً عام 669 ولم ارَ له مصنفاً ولعله ألف فاغتالته يد الضياع.

 

98: الأسقف سويريوس

 

كان في أول أمره قساً وكاتباً للبطريرك يوحنا الثالث وله عناية بالعلم. فانشأ رسالة كتبها إلى بعض أصدقائه جواباً على ست عشرة مسئلة شرعية، قرأها على البطريرك فأجازها. وردت منها نسخة في كمبرج تنطوي على ثماني مسائل وأحداها تتعلق بصيادي بلاد أرمينة وهي صفحتان[319] وبعد سنة 667 رسم أسقفاً فوضع مقالة أربع صفحات، في زمان المجامع وأسباب عقدها حفظت نسختها في الديدسقالية بمذيات.

 

 

99: الربان سبروي

 

كان سبروي آل ابرهيم من قرية “رمتشير” أستاذاً نحوياً لغوياً موجوداً حوالي سنة 630، وفي أواسط المئة السابعة. قال حفيده الربان داود ابن بولس في حقه في رسالته إلى الاسقف يوحنا “أنه نشأ في قرية ” بيت شاهاق” في كورة نينوى مدرسة لتعليم اللغة السريانية الصحيحة، حوت نيفاً وثلثمائة تلميذ وخرّجت أساتذة كثيرين، وألّف محاورة مجلدين نقضاً للنساطرة. وثلاث مقالات جواباً على ستين مسئلة وضعها معلم منهم ضرير” ا ه.[320]

 

 

100 – 101: الربان راميشوع والربان جبرائيل

 

راميشوع وجبرائيل هما ابنا الربان سبروي به تخرجا وعنه أخذا، وصارا أستاذين عضداه في مشروعه اللغوي في مدسة “بيت شاهاق” وفي دير مار متى وتعهدا كتباً شتى ضبطاً وتصحيحاً وتشكيلاً. وأجمع التقليدان السرياني الأرثدكسي والشرقي على اعتبار راميشوع مستنبطاً لنقط تتميز بها حروف العلة[321].

وتقدم آنفاً أن الأساتذة سبروي وولديه الّفوا كراريس الباسليق وعيد السعانين وأسبوع الآلام لكلا الصفين، والفرض المدني لاستعمال كنيسة المشرق[322]

 

 

102: البطريرك ساويرا الثاني 681 +

 

ويعرف بابن مشقا ترهب ودرس في دير “اسفولس” ورقي إلى الكرسي الرسولي عام 668 وتوفي سنة 681 وكان شديد الوطأة لإمعانه في الزهد فحدث خلف بينه وبين بعض الأساقفة فكتب قبيل وفاته رسالة إلى يوحنا مطران دير مار متى وبلاد الفرس مفوضاً إليه وإلى الأسقفين يوسف وسرجيس، إقرار السلام في الكنيسة بعد إتمام شروط وضعها، ونقلها ميخائيل الكبير الى تاريخه[323] ونسبت إليه بعض حسايات.

 

 

 

103: الربان هارون الفارسي

 

الربان هارون الفارسي من علماء النصف الثاني من القرن السابع. ذكره العلامة يعقوب الرهاوي في رسالته إلى اوسطاثيوس (قوريسونا) الداري واثنى على علمه. وقال جرجس أسقف العرب في حقه في رسالته السادسة إلى يوحنا الأثاربي: أنه كان شيخاً جليلاً من الراسخين في العلم ورأساً لرهبان حكماء. ونوّه به المؤرخ الزوقنيني قائلاً: “على عهد ساويرا الثاني (668 – 681) عُرف هارون المفسر الفارسي[324] وقرأنا في بعض مخطوطات الموصل أنه كان يعرف بصاحب المكبتة وصنف كتاباً[325] والأظهر أنه  كان رئيساً لأحد أديار الجزيرة.

 

 

104: توما الآمدي

 

كان هذا أيضاً من حضنة العلم المعاصرين للرهاوي فقد ذكره بعد الربان هارون في رسالته المذكورة في أعلاه، وشبهّه بالنجم الذي هدى المجوس وذلك في حدود سنة 680 وربما صار توما أسقفاً لآمد وتوفي في حدود سنة 700 فقد ذكر الزوقنيني أن توما (الثالث) أسقف آمد كان من مشاهير أساقفة ذلك الزمان ؟[326]

 

 

105: اثناسيوس الثاني البلدي 686 +

 

من نخبة البطاركة الأنطاكيين وفحول العلماء المتفلسفين ومهرة النقلة. لجّ هائماً بالعلم وليداً وفتىً وكهلاً. ولد في مدينة “بَلَد” الواقعة على الضفة اليمن من دجلة وقد دثرت، ودرس العلوم وحذق السريانية واليونانية في دير قنسرين قراءة على ساويرا سابوخت. وترهب وخرج إلى دير (بيث ملكا) الكبير في ناحية انطاكية، لا دير مار ملكي الصغير في طور عبدين كما وهم أكثر المستشرقين. وفيه واظب على الإشتغال بالعلوم الفلسفية اسوةً بأستاذه النقّاب العليم. وفيه نقل في كانون الثاني سنة 645 ايساغوجي برفيريوس[327] وايساغوجي أخر مغمور المؤلف[328] وقد نشر فريمان أولهما في برلين عام 1897 وبعد زمن يسير ارتقى اثناسيوس إلى درجة الكهنوت وأقام في نصيبين. وفي هذه المدينة نقل إلى السريانية سنة 669 المختار من رسائل مار سويريوس الأنطاكي إجابةً إلى طلب متى مطران حلب ودانيال مطران الرها[329] فارتأى بومشترك أنه وجد ناقل أخر اسمه القس اثناسيوس النصيبيني[330] ولم نقف منه على ما يدعم رأيه الذي هو من باب الحدس، بل أن في المصحف الزعفراني القديم ما يصرح أن هذا القس هوالبطريرك اثناسيوس عينه. ونقل أيضاً المقالة الثانية من كتابه نقض نيفاليوس[331] وطائفة من خطب مار غريغوريوس اللاهوتي[332] وترجم باقتراح المطرانين المومأ إليهما والقسيس ساويرا الكاتب، كتاب الأيام الستة للقديس باسيليوس القيصري تسع مقالات سنة 666 – 667 على ما ورد في ضوابط ألفاظ الكتاب العزيز ومصنفات الملافنة في الخزانة الزعفرانية[333]، ويظهر من ثلاث رسائل لطيمثاوس الجاثليق كتبها حوالي سنة 800 إلى سرجيس الراهب الملفان أنه نقل أيضاً الكتاب المنحول ديونيسيوس الأريوفاغي وانتشرت ترجمته. وهذا نص قوله: “انطلق إلى دير مار متى وانسخ ترجمة الكتاب بقلم اثناسيوس أوترجمة فوقا الرهاوي” اه.[334].

وهو في نقوله سليم الذوق جيد السبك غريزي الفصاحة مطبوع على البيان. وذكر فوقا الرهاوي في تعليقه على شرح الكتاب المذكور، أن مار اثناسيوس هذا ومار يعقوب الرهاوي ضبطا صناعة النقل من اليوناني إلى السرياني. يعني أنهما رفعاها إلى الطريقة العلمية بعد أن كانت لفظية ساذجة.

وفي أواخر سنة 683 سيم بطريركاً وكتب مرسوماً ضافياً زهاء عشر صفحات إلى جمهور الأساقفة ذاكراً اسماء سبعة عشر منهم[335]، وأصدر رسالة عامة في كيفية تصرف المسيحيين بين المسلمين ومنعهم من أكل لحوم الضحايا[336] وصنف أدعية للإستغفار منها ثلاثة للقداس اولها: حمداً للراعي الصالح الذي تقتات رعيته بجسده، وثانيها: أيها الرب الذي به يكون ويحيي كل شي. والثالث: أيها الإله الكلمة العلي، ومنها للموتى. وإليه كتب يوحنا الاسكندري رسالة مجمعية في 24 حزيران سنة 686 أولها: لتكن آيات الكتاب فاتحة كلامي، وتقع في تسع صفحات[337] وفي أواخر هذه السنة مضى إلى جوار ربه محموداً بكل لسان.

 

 

106: ابرهيم الصياد 686

 

هوابرهيم الثاني مفريان المشرق الملقب بالصيّاد[338] كان أديباً وله ليتورجية أولها: أيها الإله العلي اللطيف[339] وتوفي سنة 686.

 

 

107: يوحنا الأول مفريان تكريت 688 +

 

يُعرف بابن كيفا كان مطراناً لدير مار متى ثم ارتقى إلى كرسي تكريت وكان شيخاً جليلاً كهف التقى قديساً، نشر بعد وفاة ساويرا الثاني في مجمع رأس العين رسالة عامة على الاساقفة الانطاكيين لإعلان السلام في البيعة، نجد نسختها في تاريخ ميخائيل الكبير[340] وتوفي عام 688.

 

 

 

108: القس شمعون من دير قنسرين

 

كان القس شمعون راهباً من دير قنسرين موجوداً في أواخر المئة السابعة له مقالة سهلة الأسلوب في مذهب أصحاب مكسيموس أي المشيئتين في المسيح نقلاً عن كتب الموارنة التي ألّفوها رداً على المذكورين. أوردها المؤرخ الرهاوي بنصها في مج 1: فصل 131 وذهب بومشترك أنه كان من “سقرا” إحدى قرى قنسرين، يولياني المذهب جدلاً نقض على المانوية بعض بدعهم؟[341].

 

 

 

109: مار يعقوب الرهاوي 708 +

 

فرد العلماء بل بحرهم وأوحد الأئمة بل صدرهم، من نوادر الزمان وعجائبه وسيد الجهابذة المتبحرين وقُطبهم وعميدهم، ذو الخاطر الوقّاد والطبع النقّاد الألمعية الثاقبة والبصيرة الصائبة. النحوي اللغوي والأديب والشاعر والناقل والمؤرخ والمُفسّر والمشترع والفيلسوف اللاهوتي صاحب التصانيف العجيبة المفيدة، وفي كل من العلوم التي حازها كان الفائز الأعلى وقدحه المعلًّى، وله فيها بسطة الذراع وبراعة اليراع، لم يتقدم له شبيه في الأعصر الأوَل، ولم يأنس بشيء أُنسه بالعلم، وما أزدحم العلم في صدر احداز دحامَه في صدره حاشا العلامة ابن العبري، فحمل الناس عنه وعن مصنفاته المشهورة بالتجويد علماً كثيراً – أَجِل النظر في تحريره أسفار العهدين بضبط لغوي أصاب فيه القصد وبلغ الغاية، فحفظ كتاب الله من التحريف والتصحيف، وألمح تنقيحه لنقول بعض مصنفات الأئمة، تعلم أنه كان من علم اللغة بالمكان المكين، وأبحث في كتبه الفلسفية واللاهوتية تحكم أنه غرة زمانه وأوحد دهره، وتصفح رسائله الممتعه ترَ العرفان مضمونها والحكمة تتهادى بين سطورها. وأقرأ فتاويه الشرعية وآراءه القانونية يبدو لك قريحة صافية وذهن صحيح وفؤاد ذكي واجتهاد موّفق، وتشهد أنه قاضى محاكم المعقول والمنقول، والذي عنده مقطع الحق وفصل الخطاب، ذلك أنه جمع ما حصّله من آراء ثقات الأئمة الذين كانوا على عُنق النصرانية، وما استنبطه من ثقوب رأيه ورجاحة عقله وحصافة فكره. وراجع تصانيفه الطقسية تسلّم له أنه ملفان البيعة الأكبر وحامل لواء مجدها السائر في الرعيل الأول، وأن كتبه هي الغاية التي ليس وراءها مراد لباحث ولا مضرب لرائد. ولا غرو بعد هذا أن يعدّ من طراز ما رؤي بالشرق مثله. كما كان أمثل علماء السريان في العصور الأولى والوسطى.

ولد مار يعقوب[342] في قرية “عيندابا” من كورة انطاكية حول سنة 633على الارجح ويُظن اسم أبيه اسحق. وقرأ في ميعة صباه على الأب قرياقس زائر كورته الفاضل، مبادئ العلوم وأسفار العهدين وكتب الأئمة فبلغ منها الغاية.

ثم يمّم دير قنسرين فترهب فيه ودرس على مار ساويرا سابوخت آداب اللغة اليونانية وأنجز علومه وتمّهر في اللغة والفلسفة واللاهوت مع رفيقه اثناسيوس البلدي وكان اسنّ منه. وارتاض بالزهد والسيرة الفاضلة. ثم رحل إلى الاسكندرية ليغوص على دقائق الفلسفة وغوامضها فأدرك فيها وطره. وعاد إلى الشام وتنسك في الرها ودرس اللغة العبرانية فنبه ذكره واستفاضت شهرته. وقصده العلماء ومحبو العلم يراسلونه ويرفعون إليه المشكلات فيتناولون منه الجوابات السديدة وكان سنة 672 شماساً ثم رُسِمَ قساً. واختير عام 684 وسيم بيد رفيقه اثناسيوس الثاني مطراناً للرها فنسب إليها وأقام فيها أربع سنوات، واشتد على الرهبان والاكليروس في حفظ القوانين بعد إهمال طرأ عليها وطرد العصاة فقاوموه وحُملت عليه ضغائن في حق كان يحميه. وكان البطريرك يوليان الثالث والأساقفة يشيرون عليه بالتساهل تنازلاً مع الزمان وأخذاً بالتي هي أحسن. ولكن الغيظ بلغ من المترجم أقصاه فأحرق كتاب القوانين جهراً لإهمالها، وهجر الأبرشية مستقيلاً وصار بتلميذيه دانيال وقطسنطين إلى دير مار يعقوب في كَيسوم. وانشأ مقالتين أو نظم قصيدتين غمز في أحداهما الرعاة، وقرّع في الثانية مخالفي قوانين البيعة[343] وبعد فترة يسيرة انتدب لتدريس اليونانية في دير اوسيبونا في كورة انطاكية. فمكث فيه احدى عشرة سنة مجدداً هذه اللغة بعد أن إندراسها حتى بلغ إلى القمّة ومفسّراً الأسفار الإلهية بحسب النص اليوناني، وحينما بدأ خِلف من الرهبان الكارهين لليونانيين، خرج إلى دير تلعدا ومعه سبعة تلاميذ له، وأقام فيه زهاء تسع سنوات مكبّاً على تصحيح ترجمة العهد العتيق. وفي خزانة باريس محفوظ سفر الملوك الذي ترجمه عام 705 [344] وفي أواخر 707 توفي المطران حبيب الذي سيم مكان مار يعقوب، فالتمس الرهاويون عود الحبر المترجم إليهم وقد عرفوا له فضله فعاد أواخر كانون الثاني من سنة 708 وبعد أربعة أشهر يمّم دير تلعدا لنقل كتبه فكانت فيه وفاته في الخامس من حزيران وهو يوم عيده. فقد كان رضي الله عنه من الأحبار القديسين المتحلين بالغيرة على الحق والصلاح المتين، ولُقب بالمؤثر للأتعاب أوالمجاهد، وبمترجم الكتب.

كان الرهاوي بعيد الهمة، ذا ولع بالعمل يستعصي وصفه، عصبي المزاج حادّه، شديد العزم لا هوادة عنده، لم يقوَعلى معالجة أمور الرعية بالحسنى، وهو من هذا القبيل يشابه بعض أخلاق العلاّمة غريغوريوس النزينزي. ومع ذلك فقد كانت استقالته من حظ العلم، فصرف انضج سني حياته في خدمته فأفاد بيعة الله بما لم يكن لتفوز به لومكث في أبرشيته.

وهذا ثبت مصنفاته التي كتبها بالسريانية وكان إمامها الأكبر واكليلها ونضارها:

1: تصحيح الترجمة البسيطة للعهد العتيق وهو أول أعمال ضبط الكتاب المقدس القانوني عندنا. فإنه قسّم الأسفار فصولاً وصدّر كلاً منها بمضمون وجيز معلقاً على الهوامش حواشي شتى، بياناً لفروق النقول اليونانية والسريانية أو إيضاحاً للفظ الكلمات المضبوط. وصل إلينا منها الأسفار الخمسة الأولى، وصموئيل الأول والثاني ونبوتا اشعيا ودانيال، ونقصانها شيء زهيد. وأما من بقية الأسفار فعندنا نتف. وقد نُشر ما استطاع المستشرقون أن يجدوه من حواشي هذا الكتاب في مجموعة الراهب ساويرا أوفي شواهد غيره من المفسرين.

2: سفر الملوك الذي ضبطه على ترجمتي اليونان والسريان سنة 705

3: كتاب ضوابط الفاظ أسفار العهدين وهومن اجّل كتبه واسدّها تصنيفاً، مجلدة ضخمة نفيسة دوّن فيها متون الآيات التي تستلزم ضبط أعلام الاشخاص المدن والقرى وغريب اللغة، فضبطها بالشكل الكامل والحقها بضوابط مصنفات أئمة النصرانية الأعلام الأقدمين باسيليوس والنزينزي والنوسي والذهبي والأنطاكي، فنحت للعملاء مثالاً يحتذون عليه[345].

4: تفسير سفر التكوين والأسفار الأربعة التي تليه وغيرها من العهد العتيق واسمه “الشروح” كا ورد في مجموعة ساويرا. منه في لندن فصول من التكوين والخروج وأسفار الملوك الأربعة[346] وطرف منه في خزانتنا والخزانة الواتكانية وطبع الدكتور فيلبس قسماً منه عام 1864.

5: كتاب في علم اللاهوت ذكره ابن العبري في الهدايات[347] واستشهد به ابن كيفا في كتابيه “السلطة الذاتية وخلقة الملائكة” (في الفصل 48) وأراه المقالة الثامنة من كتابه الأيام الستة وعنوانها “اللاهوت والتجسد”[348].

6: كتاب العلة الأولى الخالقة الأزلية القادرة على كل شي وهي الله حافظ الكل. ذكره جرجس أسقف العرب وهومفقود.

7: كتاب الأيام الستة: دبجه في أواخر حياته باقتراح تلميذه قسطنطين مطران حمص ثم الرها. بحث فيه في خلقة الكائنات (سبعة أبواب) على طريقة مؤلفات باسيليوس وغيره من الآباء في هذا الموضوع. واشتمل على أبحاث طبيعية شائقة تدل على علو كعب مؤلفه في شتى العلوم، ورسوخ قدمه في بلاغة الإنشاء خلافاً لما توهمه بعض المعاصرين في حظه من البيان، وهو356 صفحة. وكأنه صنفه بعد كتاب العلة الأولى المذكور وهما يؤلفان موسوعة لاهوتية. وحينما أشرف على إنجازه فأجاته المنية فاتمّه صديقه جرجس أسقف العرب في عشر صفحات. وطبعه شابو و واشالد عام 1932 عن مصحف في ليون[349] منقول سنة 839 وله نسختان قديمتان احداهما عُملت عام 822 لثاودوسيوس مطران الرها وكانت لخزانة دير مار متى ثم صارت إلى خزانة آمد الكلدانية فقلاية بطركية الكلدان بالموصل[350] ونسخة في “لييدن” خطت عام [351]1183.

8: مسائل وأجوبة في ماهية النصرانية تليها أمثلة في بعض آيات الكتاب الكريم، لترويض التلامذة[352].

9: خطب منثورة في ذبيحة القداس ونقض استعمال خبز الفطير، والرد على فرقة من الأرمن اعتقدت بالطبيعتين، وتقريع لمخالفي قوانين البيعة، وخطبة في تقديس الميرون[353] ومقالة في اختطاف بولس حتى السماء الثالثة[354]؟

10: تفسير وجيز للقداس صفحتان، ألّفه لجاروجي الناسك العمودي في سروج[355]

11: مقالة في سبب لبس الرهبان للصوف[356]

12: ترتيب صلوات الفرش الأسبوعي المعروف بالإشحيم[357]

13: فناقيث الآحاد والأعياد، وفضله على الفروض الكنسية فاق أفضال سائرالآباء الملافنة في سائر بلاد السريان ما عدا بلاد المشرق كما تقدم لنا بيانه[358].

14: كتاب الكنوز ويشتمل على قوس العماد والزواج (الإملاك وعقد اكليل المتزوجين) وتبريك الماء لعيد الغطاس[359] .

15: طقوس الجناز للكهنة والأساقفة والرجال العالميين والنساء والاطفال[360]

16: مداريش شائقة شجية ترتل ليلة الجمعة العظيمة بلحن (قوم فولوس) وليلة اثنين الآلام وأبيات الآلام الخاصة بهذا الأسبوع[361]

17: تصحيح ليتورجية مار يعقوب أخي الرب على النسخة اليونانية[362]

18: انافورا للقداس اولها: اللهم يا أبا الكل وسيد السادات، ست عشر صفحة[363] نشر رنودوت ترجمتها. وحساية مسهبة جداً في جماعة اليهود والبيعة بدؤها: مبارك أنت يا عنقود الحياة[364]

19: كلندار الأعياد على مدار السنة، ورد منسوباً إليه نسخ شتى.

20: نقل خطب سويريوس الأنطاكي إلى السريانية بعد أن سبقه بولس مطران الرقة إلى نقلها فأنجز يعقوب عمله هذا سنة 701 وفي النسخة الكملى المؤرخة عام 708 بلغ عددها مئة وخمساً وعشرين. وهي أبرز نقوله[365] .

21: إصلاح ترجمة معانيث سويريوس التي تقدم بولس رئيس الدير بنقلها. والنسخة القدمى التي وصلت إلينا يشبه أن تكون بخطه أنجزها سنة 675.

22: قال ابن العبري في كتابه “صمحا” الفصل الرابع من الباب الخامس من المقالة الأولى: أن الرهاوي صحح ترجمة أشعار غريغوريوس اللاهوتي، التي عملها بولس الآنف الذكر ويرتاب بعض المستشرقين من هذا.

23: نقل كتاب ارسطو إلى السريانية وأوله أقسام الأيساغوجي ثم المقولات فشروح على الكليات الخمس من ايساغوجي، 128 صفحة[366].

24: نقل خرونيقون اوسابيوس القيسراني إلى السريانية في أواخر القرن السابع كما ذكر ميخائيل الكبير[367].

25: نقل كتب القوانين الثانية المنحولة إلى اقليميس الروماني أولها كتاب عهد ربنا الموضوع في القرن الخامس.

26: نقل قوانين مجمع قرطاجنة الأول على أيام مار قبريانس، وقوانين المجامع المسكونية الثلاثة سنة 687 [368]

27: ترجمة قصة بني يوناداب (رخابيم) المنحولة اليهودية الأصل ترجمها من اليونانية ونشرها نو[369]

28: كتاب (انشيريديون) أي المختصر، وهومجموعة العبارات العملية الفلسفية. وفيه يفسر بنوع خاص ما استعمله اللاهوتيون من الألفاظ كجوهر وذات وطبيعة وأقنوم وشخص[370].

29: كتاب التاريخ على نمط خرونيقون اوسابيوس، واتمّه حتى سنة 692 ضمنه قوانين تاريخية تتقدمها فصول، صحح فيها تاريخ القيسراني مستدركاً على اخطائه في حساب السنين. وهومختصر وذيله كاتب مجهول حتى سنة 710[371] وقد ضاع أكثره، والذي فضل منه 46 صفحة نشره بروكس منقولاً إلى اللاتينية سنة 1903.

30: كتاب نحواللغة السريانية، لغة ما بين النهرين، ولم يصل إلينا منه سوى نتف طُبعت[372] ولكن نحويي السريان من مغاربة ومشارقة على أساسه بنوا واعتبروه أول كتاب في نحو هذه اللغة. وبحث أيضاً في عدة مسائل نحوية في رسائله.

31: قوانينه الكنسية وهي كثيرة[373] جاءت في نسختنا القديمة المخطوطة عام 1204 في أربعين صفحة كبيرة وبعضها ملخص عن الأصل وتقارب في أصلها السبعين صفحة وهي: 1: إلى توما الناسك حبيس تلرومنين في رسم الكأس، 2: في أنه هل يجب أن تبقي الكأس المقدسة من يوم إلى آخر بدون تناول ما فيها، 3: في رتبة طقس العماد، 4: في تبريك الماء وطقس بركته، 5: في مسائل شتة سأل عنها يوحنا العمودي الأثاربي مار يعقوب ومجاوبته عليها، وهي سبع وعشرون مسئلة وفي مقدمتها رسالة يعقوب إليه، أربع صفحات، 6: سبع عشرة مسئلة رفعها يوحنا إليه فكتب إليه الجوابات عليها، 7: ثلاث مسائل سألها القس ابرهيم الناسك الحبيس صفحتان[374]. 8: ثلاث مسائل لتوما الناسك الحبيس، 9: مسائل القس ادّى من ديار ماردين وهي واحدة وخمسون نقصانها ورقتان، وفي نسخة دير الزعفران المطولة القُدمى ولا شك أنها النسخة الأصلية التي منها نقل ما هو أحدث منها جاء عدد المسائل 73، 10: واحد وثلاثون قانوناً سنّها من نفسه، 11: سبع مسائل عرضها أيضاً ادّى، وبها يتم المجموع مئة واحدى عشرة مسئلة، 12: مسائل عرضها القس توما وجد منها في النسخة مسئلة واحدة وجوابها، وهذه الأعداد الأخيرة من 10 – 12 وقعت في نحو من تسع صفحات – وورد في مصحف “باصخرا” ثلاثة وعشرون قانوناً سنها مار يعقوب ولكنه لخّص المسائل والقوانين. فجملة قوانين هذا الملفان 166 اختارت البيعة ما شاءت منها فضمت إلى كتاب الهدايات.

32: لما فاز الرهاوي بلباب العلوم عفواً صفواً، وكاد العالم السرياني يحج إليه حَبواً، قصده نخبة من فضلاء الأكليروس والعالميين حضنة العلم بمشكلات يسألونه حلّها ومعضلات كتبوا إليه في كشفها، فكان يملي رسائله في هذه الأبواب وفي السنن. فجاء كثير من معارفه مسبوكاً في قالب الرسائل. وليس بنا أن نضبط عدد هذه الرسائل وأن حكمنا بداهة أنها كانت موفوراً عديدها. وقد وقفنا في لندن منها على مصحف حوى منها ثلاثاً وعشرين[375] وقعت في 138 صفحة وقرأنا منها في مجموعة قوانين باسبرينة احدى عشرة وقعت في ثلاثين صفحة بالحجم الكبير والخط الدقيق، وعندنا نسخة فتغرافية لمعظم ما اشتمل عليه المصحف اللندني، أما المطبوع منها فهو يسير، منه خمس نشرت في مجلة الشرق المسيحي.

ومجموع ما فزنا به منها ست وأربعون رسالة واليك ثبتها ومضامينها:

1: رسالة إلى جرجس أسقف سروج في الخط السرياني، نبّه فيها النسّاخ إلى الأمانة في النقل وضبط الألفاظ وما اشتملت عليه من النقاط، منوّها بفضل صناعة الخط وخطورتها وإنها أولى الصناعات[376] نشرها فيلبس ثم مارتان سنة 1869.

2: رسالة في النقاط التي يجب وضعها فوق الألفاظ أوتحتها ضبطا للمعاني وتمييزا بين المرادفات وما إليها، وقسمها خمسة فصول وكل من الرسالتين ست صفحات.

3: رسالة إلى بولس قسيس أنطاكية في الألف بآء وإصلاح الكتابة السريانية[377].

4: رسالة إضافية إلى القس توما الناسك الذي حبس نفسه في “تل رومنين” متعبّداً، في رتبة تقدمة القداس، ست صفحات كبيرة.

5: رسالة إليه في هل يجب أن نترك الكأس المقدسة من يوم إلى يوم.

6: رسالة إلى القس أدى في رتبة العماد المقدس ثلاث صفحات[378]

7: رسالة إلى الشماس برحذبشابا من دير”طليثا” في سجود النصارى إلى الشرق.

8: رسالة إليه ردا على المجمع الخلقيدوني، كتبها وهوشماس[379]

9: رسالة أولى إلى صديقه الوجيه اوسطاث الداري وهوقوريسونا (ومعناه باليونانية، السيد) جوابا لمسئلته: أياّ من الطريقين يتبع؟ السماوي أوالأرضي.

10: رسالة ثانيه إليه جوابا لدعوته إياه إلى دارا فيعتذر عن إجابة طلبه. كتبها وهو شماس وعمره اثنتان وأربعون سنة.

11و12: رسالة ثالثة فرابعة إليه يشرح فيها ما ورد في قصيدته أي رسالته المنظومة التي سيأتي ذكرها.

13: رسالة خامسة إليه افتتحها بالبحث عن بعض حروف الأبجدية اليونانية.

14: رسالة سادسة، بدأ فيها بذكر الجبعونيين الذين احتالوا على يشوع ابن نون لخوفهم من آل إسرائيل[380]

15: رسالة سابعة يفخّم فيها شان بلاد المشرق التي منها “دارا” وارد بذلك مديح مراسله وصديقه اوسطاثيوس الذي نوُّه برسوخه في العلم وبحكمته الروحية، متخلصاً إلى قوله انه لا يفتقر إلى مثله.

16: إلى القس إبراهيم: في الخمر وفلاحة الكرم، ضمنها معنى روحياً في غاية السمو.

17: رسالة ثانية إلى القس إبراهيم الناسك الحبيس في “كفر عوزيل” في مسائل شتى، صفحة ونصف[381]

18: اثنتان وعشرون رسالة إلى يوحنا القس الناسك عمودي الاثارب وكان من خيرة حملة العلم أولها: في أن مُؤَلّفاً حديث العهد متطفّلاً على موائد الكتَّاب، زيف قصيدتين في الأيام الستة ونحلهما مار يعقوب السروجي. إحداهما سباعية الوزن والسروجي لم ينظم إلا على البحر الاثني عشري. والثانية بهذا الوزن، لكن طابع كلتيهما متباعد عن بلاغة السروجي فضلا عن المعاني.

19: رسالة ثانية: افتتحها بقوله: لست اعلم ماذا أقول في ما كتبت به إليّ وأنا بين أمرين مشكلين، أولهما إني لست اعرف كيف أتكلم، وثانيهما انك رضيت لنفسك مهنة الطب وأنت صفر من الآلات خليّ من معرفة الأمزجة، وخزانتك فارغة من العقاقير والأدوية.

20: رسالة ثالثة إليه يذكر فها نوحاً الصديق وكتاب الغوامض لمار قورلس الاسكندري.

21: رسالة رابعة في عيد تجديد الصليب الواقع في 14 أيلول، يصرح فيها انه يجهل واضع هذا العيد وزمانه وسببه ولم يقف على ذلك في تاريخ أو كتاب، وكل ما يعلم انه عيد جرت عليه الكنيسة من عهد عهيد بحسب التقليد القديم[382]

22: رسالة خامسة في نسب السيد المسيح وقال فيها: إني عارف إن عندنا قصصاً وضعها رجال غُير من عندهم ولا شواهد كتابية لها، تذكر أن القديسة مريم العذراء هي ابنة حنة والبار (يواخين) ابن فانتير أخي ملكي بن ياني، وانه كان ساكنا في بلاد الجليل في موضع من البلد الذي فيه بنيت مدينة طبرية ويختم بذكر نبؤة دانيال عن المسيح.

23: رسالة سادسة في تاريخ العالم الذي هوعند بعضهم 5180 ق.م وعند اوسابيوس 4888 ونوّه فيها بالمؤرخين افريقيانس واوسابيوس واقليميس الاسكندري وأخيه اندراوس الكبير[383] وهيبوليطس ومترودورس وانيانوس الراهب الاسكندري واندرونيقس. وذكر سبب اعتباره ميلاد المسيح سنة 309 لليونان بينما جعلها اوسابيوس 312 وكان ساويرا سابوخت تابعه وصحح خطأ اوسابيوس.

24: رسالة سابعة، في أن اقليميس الروماني تلميذ بطرس الرسول ذكر في الدياطكسيس الثامن، أن أسفار سليمان الحكيم هي خمسة ولم يعدّها، وان الملافنة لم يذكروا سوى ثلاثة، ولماذا لا تعد أسفار الحكمة وابن سيراخ وطوبيا واستير ويهوديث وأسفار المقابيين الثلاثة، وان كتاب الحكمة الكبرى أو الحكمة الكلية الفضائل كما يسميه اليونانيون، ليس هو من تصنيف سليمان.

25: رسالة ثامنة في أن المسيحيين الأعفّة وقد تقدمت لهم زلات وذنوب، ينتفعون بالنياحات والقرابين والصدقات من اجلهم، خلافاً للمنافقين الذين لا يجوز أن يقدَّم ن أجلهم شي من ذلك[384].

26: رسالة تاسعة، في هل العمر محدود فلا يموت الإنسان إلا بأجَله[385]

27: رسالة عاشرة، في أن الإنسان لا يموت بدون اجله ولا بغير أمر وسماح لله فاطره ومدبره وأيد القضية بشواهد أئمة النصرانية والفلاسفة.

28: رسالة حادية عشر في أن الكَلِم السرّية لا تُقال أمام كل احد[386].

29: رسالة ثانية عشر في الأطفال الذين يعتمدون[387].

30: رسالة ثالثة عشر في عناية الله بالكائنات ودحض مذهب القضاء والقدر.

31: رسالة رابعة عشر في السبتيين الذين ذكرهم مار افرام بالرها ورئيستهم (قمصو) التي تسقفت عليهم وفي الهراطقة القوقيين. وفي مار فالوط أسقف الرها. ولماذا قال الله لإبراهيم إن نسلك يستعبد أربعمائة سنة في ارض ليست لهم. وسبب هجرة إبراهيم لوطنه أور الكلدانيين، وهل صحيح ما يقال انه لم يكن سفر ولا كتاب قبل عهد موسى. وفي المرأة الحبشية التي تكلم هرون ومريم في حقها، وفي كبرياء الشيطان وقول الرب في شأن أيوب: أحفظ نفسه وحسب. وفي البهموث الذي ذكر في سفر أيوب، وأي هو زكريا القتيل بين الهيكل والمذبح، وهل أن الصبي الذي أحياه إيليا في صارفية هو النبي يونان بن متى، وهل أن تغلتفلاسر ملك أثور هو الذي كان عصرئذ في نينوى وأي القولين أصح أن تنخسف نينوى بعد أربعين يوما أوثلاثة أيام، وما هو القثاء البري أو(الحنظل) الذي كان يلتقطه أحد أبناء الأنبياء وفي عوبديا[388] النبي وقبة الشهادة وصارويا أمُّ يوآب وابيغا أوعاسا. وان المزامير ليست كلها من نظم داود. وهل صحيح أن اليهود سموا عبرانيين أخذاً من عابر. وما هي الأمثال الثلاثة الالالف المنسوبة إلى سليمان، والجبابرة الستين حرسة فراشه. وفي شاول والأبرار العشرة الذين في سادوم.

32: رسالة خامسة عشرة: جواباً على ثماني عشرة مسئلة، من مشكلات الكتاب المقدس وخصوصاً العهد العتيق، وذكر فيها قصصا موضوعة نُحلت ابيفانيوس القبرسي.

33: رسالة سادسة عشرة، جواباً على ثلاث عشرة مسئلة وهي أن مؤلف الألحان القوقية هو شمعون الجيشيري الفخاري لا يعقوب السروجي ولا غيره، وأن العلية التي أكل ربنا الفصح فيها ليست لنيقوديمس لكنها للعازر، وان الشوكة التي كانت تعذب بولس الرسول كانت آكلة في عقب ساقه، وان فيلبس الذي بشر الخصي الحبشي وأهل السامرة بالنصرانية، هو فيلبس الشماس لا الرسول. وان كوش هي بلاد اليمن لا الحبشة، ومن هنّ المريمات اللواتي شهدن الصليب. وفي بطرس القصار وطيمثاوس الاسكندري الملقب بالنمس (السنجاب) والملافنة المسمّين اسحق، وان عدد المجوس اثنا عشر. وسبب إقامة اليهود قبلتهم نحو الجنوبية، والعظام التي رآها حزقيال في القفر، والفرق بين العقل والروح والنفس في صلاتنا على الموتى، وفي القول انه يدين الأحياء والموتى.

34- 38: خمس رسائل من السابعة عشرة إلى الحادية والعشرين في حل مشاكل كتابية ما عدا العشرين فإننا لم نطلع على موضوعها، والحادية والعشرون يتخللها نقصان وفيها يذكر دانيال ويوياقيم وسوسان.

39: رسالة ثانية وعشرون في تقديس الميرون في خميس الأسرار وما هو الفرق بين الميرون وزيت المسحة أولها: حقّاً أقول لك، أربع صفحات.[389]

40: رسالة إلى الشماس جاورجي في تفسير المدراش الخامس والعشرين في ميلاد المسيح، ومدراش نقض النقّاد وكلاهما من نسج مار افرام.

41: رسالة إلى موسى الطورعبديني وهو موسى الانحلي المؤرخ ذكرها ابن الصليبي في صدر تفسير الإنجيل.

42: رسالة إلى يعقوب العمودي في مسائل قانونية.

43: رسالة إلى شمعون العمودي.

44: رسالة إلى رجل اسمه اسطيفان.

45: رسالة إلى توما النحّات في حل مشكلات لتنفذ إلى رجل نسطوري.

46: رسالة إلى لعازر الناسك[390].

33: ما عدا المداريش التي تقدمت في أعلاه، وصل إلينا من شعر الرهاوي وهو سلس جيّد، قصيدة سروجية الوزن نظمها وهو شماس إلى قوريسونا أي اوسطاث الداري[391] وقصيدة بالبحر السباعي غفل من عنوان مخرومة يتكلم فيها على الله والطبيعة والعقل، أولها: الله يخلق بقوته، وأما الطبيعة فتستنبط مثلما أُمرت، والعقل يتطلع إلى الطبيعة ويستنبط هو أيضاً بحسب قوته. ثم يخاطب العقل مقرّعاً إياه بقوله “أوَلم تكفِ طبائع الخلائق كلها لبحثك حتى سعيت مقدماً على البحث عن خالقك”؟. ونسب إليه بومشترك أربع قصائد في الله والطبيعة والحكمة جاءت في بعض النسخ منسوبة إلى السروجي، فقال هو إنها بإنشاء الرهاوي أشبه[392] .

34: ثماني وعشرون مسئلة لاهوتية وشروح الكتاب الإلهي عرضها قسطنطين تلميذه فجاوب عليها[393] .

35: إيضاح درجات القرابة الروحية (الاشبينة) في عقد الزواج[394].

36: مقالة تتضمن شروح الألفاظ العبرانية وغيرها مما ورد في الأسفار النبوية بحسب الترجمة السبعينية وتصحيح يعقوب الرهاوي،أربع عشر صفحة، منها نسخة في خزانتنا[395] ونسبت إليه رسالة في أعمال المسيح يتلوها تراجم للائمة مغلوط فيها وليست له[396] قال انطون بومشترك “لقد وجد كتاب الله في يعقوب الرهاوي أكبر لاهوتي في اللغة السريانية، يدلك على هذا ما حوته مصنفات له شتى، وان ما اشتملت عليه تصانيفه المنثورة من صنوف العلوم كالنحو والفلسفة والعلوم الطبيعية وقد بلغت من الدقة والجودة الغاية، وما انطوت عليه من فنون المقالات يدع لنا مجالا لنحكم أن السريان كانوا في هذه الأبواب أعلى كعباً من الغربيين”[397] وشبّه المترجم بإبداعه وابتكاره وخطورة مؤلفاته اللغوية في الأسفار القدسية بهيرونيمس صاحب ترجمة”الولكاتا” وارتأى إن إصلاح تاريخ اوسابيوس باللاتينية، خوّل الرهاوي سنداً جداً خطير لترتيب ما يسلّم به من الكرونولوجيا”

وحاول نفر من الكتّاب المتخلفين أتباع المذهب الغربي الروماني انتحال هذا العلامة، ثم عدّل أكثرهم إلى الصواب.

 

 

110: الأسقف اوتاليوس

 

كان اوثليوس أسقف دير القديس اوسيبونا موجودا في العقد الأول من المئة الثامنة، وهو من حملة العلم. وله رسالة أربع صفحات كبيرة في مسائل قانونية كتبها إلى القس أدى الناسك[398].

 

 

111: القس شمعون رئيس دير العرب

 

كان القس شمعون رئيساً لدير العرب الواقع بالقرب من”تل موزل” من أهل التحصيل وأرباب الاجتهاد، وكتب إلى القس أدى الناسك بإذن طيمثاوس اسقف الدير المذكور رسالة زهاء صفحتين جواباً على المسائل التي ألقاها عليه، وذلك بعد وفاة مار يعقوب الرهاوي في حدود سنة 710[399].

 

 

112: القس شمعون السميسطاني

 

كتب شمعون السميسطاني المرتل بإنشاء حسن السبك سيرة مستوفاة لمار ثاودوطا مطران آمد الناسك المتوفى سنة 700 روايةٌ عن تلميذه الراهب القس يوسف وذلك بعد هذا الزمان بمديدة، ووقعت السيرة الحافلة بالفوائد في ثلاثين صفحة كبيرة وجدنا منها نسختين في سيرة القديسين[400].

 

 

113: داود اسقف مرعش

 

قال ميخائيل الكبير[401]. كان داود فاضلاً ومشهوراً وملفاناً، وتوفي في صدر رئاسة البطريرك إيليا الأول أي في العقد الثاني من القرن الثامن.

 

 

114: موسى النحلي المؤرخ

 

موسى النحلي أوالانحلي المولود في قرية “انحل” بطور عبدين كان من ذوي العلم مؤرخاً، وجد في أواخر المئة السابعة وأوائل الثامنة. وذكر في سيرة شمعون الزيتوني اسقف حران (700 – 734) بهذه العبارة “قال المؤرخ لذلك الزمان موسى النحلي الذي كان معروفا في أيام مار شمعون: هذا الذي استفاضت شهرته في جهات المسكونة لمعجزاته والخوارق التي كان يفعلها ورأفته وعلمه وعدله وبرّه[402]. ومن هذا نستدل أن موسى تقدم بزمن يسير أو أدرك المؤرخين دانيال بن موسى ويوحنا بن صموئيل، واليه أنفذ مار يعقوب الرهاوي رسالة كما تقدم بيانه.

 

 

115: إيليا الأول

 

كان إيليا ملكيّاً، فلما طالع مؤلفات مار سويريوس الأنطاكي اعتنق المعتقد السرياني الارثذكسي، وترهب في “دير الجب الخارجي” وتميز بالورع والعلم، فسُقّف على كرسي اوفيمية في حدود سنة 691 ثم رقي إلى الكرسي الأنطاكي عام 709 ودخل أنطاكية بأبهة وإكرام الوليد الخليفة الأموي مثواه. وكان حريصا على تفقد الرعية وتوفي سنة 723 وعمره اثنتان وثمانون سنة.

وصل إلينا من تصنيفه رسالة فاضيه كتبها في أسقفيته جواباً إلى لاون اسقف حرّان الملكي، يحتج فيها عن نفسه لهجره مذهب أهل الطبيعتين وهي اثنا عشر فصلا وأربعون صفحة، ونقض فيها مسائل لاون ودعم بالبرهان صحة المذهب الذي صار إليه، جامعاً بين الاحتجاج والجدل مستشهداً بأشهر أئمة البيعة اثناسيوس والنزينزي والنوسي وامبروسيوس وقورلس. وذكر فيها مار شمعون الزيتوني السرياني، ويوحنا الدمشقي وجرجس اسقف ميافارقين وقسطنطين اسقف حران الملكيين. منها نسخة كاملة في الخزانة الواتكانية[403] وتجد عناوين فصولها في الفهرست. ونسخه مخرومة في الخزانة البريطانية على رق بقلم اسطرنجيلي[404] فضل منها نبذة من الفصل السابع، والفصول الأربعة الأخيرة. وتجد في الخزانة نفسها[405] نبذة من رسالة البطريرك إيليا إلى اكليروس قرية “روُحين” في كورة أنطاكية ورعيتها، شاركه فيها مار جاورجي اسقف الأبرشية.

 

 

116: الراهب طوبانا

 

الراهب طوبانا (مغبوط) من رهبان دير قرقفتا في قرية المجدل في جزيرة بني ربيعة. ورسوخ هؤلاء الرهبان القرقفيين في علوم الكتاب العزيز وخصوصاً اللغوية منها تقدم بيانه[406]. وبعد أن أتم طوبانا دراسته أوقف حياته على درس ترجمة كتاب الله وضوابطه اسوةً بمار يعقوب الرهاوي. وكان موجوداً في الربع الأول من القرن الثامن.

 

 

117: الشماس سابا

 

الراهب الشماس سابا (الشيخ) الراسعني من إجلاء رهبان دير قرقفتا. وكان كاتباً فقيهاً عالماً، نحا منحى طوبانا في ضبط متون الكتاب الكريم. وله كتب مليحة خطت في 18 آذار سنة 724 و1 نيسان سنة 726 والأخير يشتمل على أسفار حزقيال ورفقائه، كتب في دير”اسفوليس” بأمر قسطنطين اسقف هذا الدير وماردين. وهي تصرح بتاريخ ازدهار هذا الفن عندنا. وكان سابا اصغر سنّاً من طوبانا الذي كان يصلح له كتبه وقد نوّه الحسن ابن بهلول بهذين الفاضلين في معجمه. وبفضلهما ومن نسج على غرارهما من الرهبان الأدباء اللغويين، نشأت الضوابط المعروفة بالتقليد القرقفي[407].

 

 

118: مار جرجس اسقف العرب

 

مار جرجس أوجاورجي اسقف العرب من رجال العلم المحققين والأحبار المتحلين بعلم الفلسفة، والنّقاد الممتازين الثقات الراسخي القدم في الأدب نثرا ونظما. قرأ في زهرة عمره في دير قنسرين على مار ساويرا سابوخت قبيل وفاته، ثم أخذ عمن خلفه من الأساتذة فاغترف من العلوم اللغوية السريانية والفلسفية والفلكية واللاهوتية والتاريخ ما وسعته قريحته المتوقدة. ولبس الأسكيم الرهباني فمشى في طريق خشية الله أشواطاً واسعة. ورسم قسّاً ثم أسقفاً لعرب بني طيّ وعُقيل وتنوخ فُعرِف بأسقف العرب، أو اسقف عرب الجزيرة المؤمنين وذلك في 21 تشرين الثاني سنة 686 وكان كرسي أبرشيته “عاقولا” وهي مدينة الكوفة، وله أيضاً دير يقيم ويتولى أمره. فرعى أبرشيته خير رعاية وهو يتلألأ طهراً وعلماً وفضلاً ثماني وثلاثين وقيل أربعين سنة، حتى ناداه الله فلباه شيخاً جليلاً في شهر شباط سنة 725 وفي رواية 726.

وهذا جدول مصنفاته الممتعة التي وصلت إلينا ودلت على براعته وبلاغته.

1: شروح لبعض أسفار الكتاب العزيز استشهد بها المفسرون، البطريرك جرجس والراهب ساويرا وابن الصليبي وابن العبري.

2: تفسير مختصر لأسرار البيعة في الإيمان والعماد والقداس والميرون خمس عشرة صفحة، منه نسخة في لندن[408] وكانت له نسخة ثانية في خزانة سعرت[409] .

3: تكملة كتاب الأيام الستة للعلامة الرهاوي، عشر صفحات نقلها “ريسّل” إلى الألمانية.

4: عدة تفاسير وتعاليق علّقها على خطب القديس النزينزي[410].

5: ترجمة كتاب الاورغانون للفيلسوف ارسطاطاليس وضع لكل جزء منه مقدمة وألحقه بشرح، وهو كتاب جليل، نشر “هوفمان” طرفاً منه. قال ارنست رنان الفرنسي “لم أجد تفاسير علماء السريان الفلسفية كتاباً يضاهيه أهمية ودقة، وحقه أن يقدم في النشر على سائر المصنفات الفلسفية السريانية[411] منه في خزانة لندن نسخة غير كاملة 244 صفحة أنجزت في القرن الثامن أوالتاسع، المتن بخط غليظ والحواشي بخط دقيق[412].

6: كتاب تاريخ ذكره في بعض رسائله إلى يوحنا الاثاربي، وعنه نقل إيليا ابن السني في الجزء الثاني من تاريخه[413] وهومفقود.

7: ست قصائد طويلة على البحر الاثني عشر، الأولى في الميرون[414] والثانية نظّم

 

=========================================

1- عدد 12154

2- عدد 69

3- لندن رقم 14725

4- راجع هنا ص 158

5- رقم 1459

6- ص 129 – 132

7- خزانة القدس 111 (13 صفحة) ولندن 825 والواتكانية 117

 

 

 

فيها سيرة القديس سويريوس الأنطاكي مطنباً في فضائله وهي اثنتا عشرة صفحة كبيرة[415] والثالثة في النساك أربع صفحات[416] والرابعة في الخرونيقون وهوحساب الكلندار[417] والخامسة في احد السعانين مطلعها: يا ابن الله يا من ملأ مجده الأعالي والأعماق، املأ نفسي تسبيحا يليق بسموك وتواضعك[418] والسادسة في شهداء سبسطية الأربعين. ومنها نسخة في مجلدة بماردين[419] وسوغيث افرامي لطيف في إبراهيم الخليل وقربانه.

8- ديوان رسائل محفوظ في لندن[420] يقع في مئة وأربعين صفحة وتدور رسائله حول مسائل لاهوتية وفقهية وفلكية وطقسية وتاريخية. اخذ فيها بجانب التحميص وحسن التمييز بين الغث والسمين. تنجلي فيها مقدرة المصنف الذكي اللوذعي، ويتخللها نقد علمي عادل قد لا تجد فرقاً بينه وبين نظر جهابذة النقّاد المدققين المعاصرين لنا. كتب الرسالة الأولى إلى ماري رئيس دير تلعدا في ايار717 ضمنها جوابات على اثنتين وعشرين مسئلة هرطوقية. والثانية سطرها في 9 كانون الثاني سنة 715 إلى الشماس برحذبشابا من رهبان دير”ملوطا” أودير”طليثا” جوابا على مسئلة صغيرة والثالثة مثلها حبرها إلى القس يشوع الحبيس في قرية “بانب”. والرابعة أنفذها إلى القس نفسه في شهر تموز سنة 714 جوابا على تسع مسائل في أحوال الحكيم افرهاط الفارسي ناقضاً زعمه أن العالم ينتهي في آخر الألف السادس، وان النفس حين الوفاة تُطمر في جسد عادم الحس. وفي حالة قسيس أرثوذكسي صفح عن شماس هرطوقي. وفي نقد قصة مار غريغوريوس مبشر الأرمن، وعُمر مار سمعان الشيخ، وفي من يصلون أويقدسون ورؤوسهم مغطاة، ومن يعمدون الأطفال المعترين من الشيطان وغير ذلك. والخامسة دبجها أيضا في تموز سنة 714 إلى يوحنا القسيس العمودي في دير الاثارب حلاً لمشاكل ثماني مسائل فلكية. والسادسة إليه في بيان ما غمض على المراسل من بعض رسائل يعقوب الرهاوي، وأول ذلك سبع نقاط وردت في رسالته إلى قوريسونا الداري، ويليها مسائل منطقية انطوى عليها جوابه إلى توما النحّات، وهي مؤرخة في أول آذار سنة 715 وذكر المترجم فيها أنه لا يعرف سوى اللسان السرياني، أي يجهل اليوناني. وإنما أراد هاتين اللغتين اللغتين كان يحذقهما الأئمة لدرس العلوم الفلسفة واللاهوتية، ولكن هذا لا يعني انه كان يجهل العربية، ولا شك انه كان يعرفها لأنه لا يلي العرب من يجهل لسانهم.

والسابعة إليه في الكشف عن ثلاث مسائل فلكية كتبها في آذار سنة 716 والثامنة إليه وتتضمن شرح مسئلتين خاض فيهما الرهبان والاكليروس وهما الصلاة على الموتى، والاعتراف بالخطايا. وهي رسالة نفيسة كتبت في سادس آذار سنة 718، والتاسعة أيضا إليه في شرح رسالة للرهاوي إلى القس إبراهيم الناسك، وساق البحث فيه إلى صنوف المياه، ونوّه بعيون القار الكائنة في بلاد الفرس وقد عاينها. والعاشرة سطرها إلى القس يشوع الحبيس في كانون الأول سنة 717 تحريراً لمسائل ثلاث، الثانية منهما هل يجب رفع القربان إذا لم يحضر شماس وبدون مائدة التقديس، والثالثة في مناولة الأسرار المقدسة للأطفال المعتمدين والمرضى والمنازعين، والحادية عشرة إلى كاتبه القس يعقوب جواباً على عبارتين من كتاب غريغوريوس الثاولوغس، وذكر في أولها أن ترجمته السريانية لم تكن صحيحة وقال: صوابها هو هذا كما شرح لي البطريرك اثناسيوس الثاني قدّس الله مثواه. هذه الرسائل الإحدى عشرة انطوى عليها المصحف اللندني. أما الرسالة الآتية وهي الثانية عشرة فرأيناها في كتاب القوانين في باسبرينة، كتبها إلى القس أدى الناسك جواباً عن سبع مسائل وقعت في صفحة ونصف وكان لها نسخة ثانية فر خزانة سعرت الضائعة[421]. وكذلك لرسالتيه الثالثة والحادية عشرة إلى يشوع الحبيس. وقد أدخلت البيعة في دستورها بعض هذه القوانين – ولا نشك أن للسيد جاورجي رسائل غير هذه أضاعها الزمان، ذلك إن التي وقعت إلينا هي مما نمقه في السنوات العشر الأخيرة من حياته، ولا يُعقل أن إماما حجة مثله لم يستصبَح بضوئه في معضلات أخرى طوال أسقفيته المديدة[422].

هذا ونثر اسقف العرب جزل حسن السبك محكَم الحبك، وشعره يجول فيه رونق الحسن وأكثر قصائده من عقائل الشعر.

 

 

119: سبر يشوع

 

هوسبر يشوع ابن راميشوع بن سبروي، اخذ علم اللغة السريانية عن أبيه، وكان أديباً ذكيّاً سار على غرار ذويه. واكبَّ في دير مار متى على عدة مصاحف يضبط لغتها ويصححها وشكّلها بالنقاط بدقة وحكمة، ودوّن اسمه فيها. ثم هجر الدير ووطنه ورحل إلى بعض قرى المرج، واكتتب في دفتر الخراج على أيام الحر بن يوسف عامل الموصل (725 – 731)[423]

 

 

120 – 124: علماء اللغة في دير مار متى

 

قال الربان داود بن بولس في رسالته إلى الأسقف يوحنا “لما قدم إماما اللغة راميشوع وجبرائيل إلى دير مار متى، ورأى رئيس الدير إنهما أفصح من معاصريهما نطقاً وأَبلُّ ريقاً، أعطاهما قلالي يقيمان فيها. وشرع كل منهما يتناول كتابا (من نسخة واحدة) خالياً من نقاط الضبط وعلامات التصحيح فيدخل قلايته ويشكّله بعلامات وعند المعارضة لم يرَ لأحدهما زيادة على صاحبه، وعلى هذه الطريقة شكّلا كتباً عديدة. ومن حلقتهما نشأ معهما وبعدهما أناس هبّت ريحهم كالأستاذ يشوعسبران واتنوس رئيس دير”كوختا” وساويرا ابن زديقا (الصديّق) وإيليا الأردي والراهب افريم، وغيرهم كثيرين اقتفوا آثار آل ربّان وعنوا بالضوابط اللغوية وتشكيل الكتب،”اه. ولا شك أن هؤلاء الأساتذة حفظة اللغة أدركوا إصدار المئة الثامنة بل ربعها الأول.

 

 

125: مار شمعون الزيتوني 734 +

 

هوشمعون بن منذر الحبسناسي الطورعبديني. قرأ العلم في دير قرتمين وفيه ترهب وتعبد لله حوالي سنة 657 ورُسِمَ قساً عام 682 ورئس ديره، وعني بعمارة بيع وأديار شتى في طور عبدين ونصيبين، جهزها بأوقاف واسعة وأغدق عليها الزيوت من كروم زيتون غرسها فلقب بالزيتوني. وأعانه على عمله مال جليل دفين أصابه في مغارة فحبسه على وجوه البرّ. وسنة 700 سقّف على أبرشية حران وكان من خيرة أساقفة عصره، وانشأ مدرسة في حبسناس، وسنة 726 حضر مجمع “مناز كرد”[424] وتوفي في 1 حزيران عام 734 وفيه تعيد له البيعة. وكان مع زهده وورعه وصلاحه من أهل التحصيل. فصنّف كتباّ جدلية ردّ بها على المعترضين من الملكيين[425] وذكر البطريرك إيليا انه وضع مقالة أنفذها إلى احدهم قسطنطين اسقف حران[426] وكتب الراهب أيوب المانعمي سيرته.

 

 

126: قسطنطين مطران الرها 735 +

 

قسطنطين أشهر تلامذة يعقوب الرهاوي لزمه واخذ عنه وأفاد منه علماً ونزل منه منزلة جميلة. ورحل معه إلى دير اوسيبونا وصحبه مدة مديدة وعام 699 رسمه يوليان الثالث مطرانا (لبيثينية) ولعله لم يتوجه إليها فقلّد كوره حمص. وبعد وفاة أستاذه نقله ايليا الأول إلى أبرشية الرها سنة 709 فرعاها ستاً وعشرين سنة. وكان في مقدمة أساقفة عصره فضلاً وعلماً. فحضر ما أربعة منهم سنة 726 مجمع “مناز كرد” الذي فيه عقد عهد الاتحاد بين السريان والأرمن وتوفي سنة 735[427] وأخلى قسطنطين للعلم ذَرعه واخذ منه مكانه، وحسبه دليلا على فضله اقتراحه على شيخه العلامة تصنيف كتابي العلة الأولى والأيام الستة، وتجد في صدر الكتاب الثاني[428] مسائل ثلاثاً ألقاها عليه تدل على سموّعقله وسعة إدراكه وإمعانه في التنقيب عن العلم. فصار سبباً لتخريج يراعة ذلك الإمام مثل هذين المصنفين، والمجاوبة على ثمان وعشرين مسئلة مرَّت بك. وحبّر المترجم ميامر أي قصائد جُمعت في ديوان كان حتى القرن السادس عشر محفوظاً في خزانة دير مار ابراهيم بمذيات: ذكر في ثبت المخطوطات القديمة النفيسة بهذه العبارة “في دير مار ابراهيم بمذيات، كتاب الميامر تأليف الربان قسطنطين مطران الرها”[429] ومن الثابت إن هذا المصنف يرجع الى المترجم قسطنطين الاول دون خلفه قسطنطين الثاني الذي تخرج في دير قنسرين ولا نعلم من أمره إلا مدته 845- 878[430].

 

 

127: يوحنا الاثاربي العمودي 738 +

 

كان يوحنا هذا ناسكاً عمودياً قسيساً في دير الاثارب من ربوع حلب وله وَلوع بالبحث والعلم. أدرك العلامة الرهاوي في أواخر أيامه فاكبَّ على مراسلته باحثاً عن مسائل تاريخية وطقسية، ومستفتياً عن مسائل شرعية شتى لا تقل عن مئة مسئلة، فتلقى منه الأجوبة السديدة التي يرتاح إليها. ثم راسل بعده جرجس اسقف العرب وجاءته منيته عام 738 وكان قد تحلى بعلم لاهوتي واسع أصاب منه حظاً وفياً. فدبّج الاكليروس العرب السريانيين الارثذكسيين، مقالة ضافية الذيول جليلة في النفس البشرية بحسب رأي الأئمة، كسرت على ستة فصول ووقعت في اثنتين وعشرين صفحة بالحجم الكبير، ووقعت من العلامة اياونيس الداري أحسن موقع فادخلها برمتها الى كتابه في النفس. طالعناها عام 1928 في نسختها الوحيدة في خزانة بوسطن بالولايات المتحدة[431] وعمل أيضا تاريخاً مختصراً (كرونوغرافيا) كان نصيبه الضياع إلا ما نقله عنه ميخائيل الكبير الذي نوّه به[432] وله رسالة، ثماني صفحات أنشاها بين سنة (726 – 737) جواباً إلى القس دانيال الطائي في انه متى تمت نبوّة يعقوب أن لا يزول رئيس من يهوذا الخ، دعم قوله فيها بشواهد بعض الملافنة الأقدمين وساويرا سابوخت ويعقوب الرهاوي الفيلسوف الكبير وجاورجي اسقف العرب[433] واستشهد به ابن الصليبي في مقالة الفردوس[434] .

 

 

 

128: دانيال بن موسى

 

دانيال بن موسى الطورعبديني هو جدّ البطريرك ديونيسيوس التلمحري لامّه. عمل تاريخاً مختصراً أشبه بالتاريخ الكنسي ذكره هو[435] وإيليا ابن السني ونقلا عنه. ووصلت إلينا منه في تاريخ هذا أحداث لسنوات 739 و 745 و 747[436] وعاش دانيال في النصف الاول من المئة الثامنة.

 

 

129: يوحنا بن صاموئيل

 

هذا أيضا كان مؤرخاً سريانياً موجوداً في منتصف القرن الثامن، في بعض البلاد الواقعة غربي الفرات. وعمل تاريخه حوالي سنة 746 مستعملاً كرنوغرافيا يوحنا الاثاربي ونوه التلمحري بكتابه[437] وعنه نقل الراهب الزوقنيني وثاوفان الرومي وميخائيل الكبير وهذان التاريخان مفقودان.

 

 

130: فوقا الرهاوي

 

كان فوقا بن سرجي (سرجيس) الرهاوي نزيل سروج، رجلاً عالمياً وعالماً جليلاً قويّ الذكاء. بصيراً باليونانية مضطلعاً بالسريانية، وله شرح مفيد على متن لكتاب المنحول إلى ديونيسيوس الاريوفاغي. وشروحه على جهة التعليق ألّفه بين سنة 720 – 750 قال في مقدمته “أنا فوقا الضعيف قدمت إلى الثالوث الأقدس عملي هذا الذي لا يناسب جلاله، وإنما هو جهد الضعيف. وقد قطعت في انجازه مدة سنة بين شواغل متواترة في أعمال عالمية. ولم أجد لي مسعفاً فيه لا لغةً ولا نساخة. ولكنني بعون الله وعنايته نهضت بأعباء تفسير المتن وشروحه وتسطيرها على الألواح ثم نقلها إلى الأوراق. فالتمس دعاء كل من تلذّ له الأبحاث الروحية” اه. ويظهر من مصحف الموصل القديم (سنة 766) إن فوقا أعاد ترجمة عدة فصول من الكتاب فنسبت الترجمة إليه كما نقرأ في رسائل الجاثليق طيمثاوس إلى سرجيس الراهب[438] وإنه كان موجوداً في أواسط القرن الثامن.

 

 

 

131: يوحنا الثاني مطران دير مار متى 752 +

 

يوحنا الثاني مطران دير مار متى الذي حضر مجمع تلاَّ عام 752 من أهل الأدب. وله ليتورجية لطيفة الإنشاء أولها: امنحنا ربنا محبة كاملة لك ولبعضنا بعض. عندنا منها نسخة مخرومة إلى النصف نقلناها عن نسخة ديار بكر، واخطأ من جعل مؤلفها من كتّاب أواخر القرن الثالث عشر ذلك انه لم يكن مطران هذا الدير عصرئذٍ يحمل هذا الاسم، فضلاً عن طابع الإنشاء.

 

 

132: اياونيس الأول 754+

 

درس العلم وترهب في دير اوسيبونا، وفي رواية في زوقنين ثم أقيم مطراناً لحوران[439] وفي سنة 737 ارتقى إلى الكرسي الأنطاكي. وحين جلوس الخليفة مروان الثاني وقدومه إلى حرّان، دخل البطريرك المترجم عليه تتقدمه هدايا يحملها خمسون بعيراً، فبالغ الملك في إكرام مثواه وكتب له براءة وعام 754 توفي وقد بلغ من العمر عتيّاً. وله رسالة مجمعية أنفذها في أواخر أيامه الى المطارنة الذين اجتمعوا في تلّاَ سنة 752 لتعلن في البيَع قاطبة، تنادي بفضله وتواضعه وغيرته على الكنيسة وسروره بسلامها، نقلها ميخائيل الكبير الى تاريخه[440].

 

 

133: ايليا سنجار 758 +

 

كان ايليا أسقف سنجار عالماً نحريراً حكيماً وفسَّر أشعار غريغوريوس النزينزي، ومن خبره أن اثناسيوس النعّال الذي اغتصب الكرسي البطريركي عام 755 عزله من كرسيه اعتسافاً مع كونه من أساقفة المشرق الذين يرجع أمرهم الى حكم المفريان، وأقام مكانه دخيلاً اسمه يشوع بَكر. ولكنه عاد الى أبرشيته وحضر مجمع منبج سنة 758 استشهد به اياونيس الداري في الفصل الرابع من المقالة الأولى في الفردوس وأورد قوله “إن شجرة معرفة الخير والشر كانت شجرة حقيقية، وإنما كانت لتصير (لآدم وحواء) نظرية إلهية يتناولان ثمرتها في الوقت اللازم” وسمّاه مفسّر الثاولوغس[441].

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني : في تراجم علماء الحقبة الثانية وأدبائها

 

134: قرياقس مطران طور عبدين 770

 

كان قرياقس أسقف “سجستان” وفي حدود سنة 749 أثار شقاقاً في البيعة طامحاً إلى أبرشية طور عبدين الشاغرة، وحاول التوصل إلى غرضه بنفوذ الخليفة مروان الثاني المعروف بالجعدي. فاستعان بدهائه ولفق ومعلماً خبيثاً يقال له “برسلطا” من رأس عين مقالة مزيّفة نحلاها رؤيا احنوخ وضمّناها ما يرمز إلى ملك مروان وخلافة ابنه بعده. فخُدع بها بوساطة احد منجميه! ولكن قرياقس لم يفز إلا بالفشل وحرمان البطريرك اياونيس الأول له. ثم نال الحلّة بعد إرعوائه. وانتهى به الأمر بعد مدة بتولي جانب من أبرشية طور عبدين[442] وكان حيًّا سنة[443]  770 ذكره ابن الصليبي في كتاب اللاهوت في المقالة التي تكلم فيها على الفردوس المحسوس مستشهداً به قال: “ارتأى يعقوب الرهاوي ويوحنا العمودي وقرياقس أسقف طور عبدين إن الفردوس روحاني”[444] ومن هنا علمنا أن الرجل كان كاتباً ولكننا لا نعرف أي كتاب وضع.

 

 

135: الراهب لعازر آل قنداسا 773

 

كان الربان لعازر آل قنداسا راهبا في جبل الرها المقدس، فاضلاً نقي الجيب له وقار وسكينة، ملفاناً في العلوم اللاهوتية وأستاذاً يستقري دقائق علوم العقيدة، جهبذ النقّاد يدير مدرسة بغاية الهمة والاجتهاد. ومن اخصّ تلاميذه جرجس آل نقا (أومن قرية بانقا) والراهب القس يعقوب آل يوناثان النرسيبادي.

وحينما كان يدرّس علم النقد العقائدي في جبل الرها، ويلقّن بهذه الطريقة تفسير الرسائل البولسية ألّفَ في حدود سنة 773 تفسير الرسائل إلى غلاطية وتسالونيقي الثانية وطيمثاوس الثانية والعبرانيين أخذاً من شروح الذهبي الفم، فجاء مختصراً سهل الأسلوب عذب المورد ينطوي على معاني الآيات بأسرها، تجد نسخته الفريدة في خزانة لندن[445] أنجزت قبيل القرن العاشر بخط خشن يكاد يمحى. وله أيضاً مقالة في “أن طغمة السرافيم هي أولى المراتب الملائكية طبقاً لرأي صاحب كتاب ديونيسوس الاريوفاغي” ومنها نسختان في خزانتي القدس[446] ولندن[447]

ونسب إليه رايت ودوفال وشابو تفسير إنجيلي يوحنا ومرقس، وخالفهما بومشترك مصيباً كما تحققنا بنفسنا من مطالعته. لان هذا التفسير المطول هو مما جمعه بطريقة علمية مستوفاة وكتبه بإنشاء جيد، كاتب ملكي حرّاني يقال له الحارث ابن سيسن (سيسين) سنباط ناسخ تفسير الرسائل المذكورة أنفاً، أخذاً عن الأئمة وخصوصاً يعقوب السروجي، ويستشهد حيناً بمار افرام وقورلس وثاودورس وأضاف إليه من عنده. نسخته الوحيدة في المتحف البريطاني[448]

أما مذهب الحارث الملُكي فقد صرّح به المسعودي في المجلد الأول من كتابه “مروج الذهب ص 378” قال: “وقد حكى رجل من ملكية النصارى من أهل حرّأن يُعرف بالحرث بن سنبسطاط (كذا والصواب ما نقلناه) للصابئة الحرانيين أشياء ذكرها من قرابين يقربونها… مما امتنعنا عن ذكره مخافة التطويل” اه[449]

 

 

136: الراهب الزوقنيني المؤرخ 775

 

سنة 775 آلف راهب فاضل من دير زوقنين القريب من آمد تاريخاً كبيراً في مجلدتين من الخلقة حتى زمانه. ونقل عن المؤرخين القدماء إلى يوحنا الأسيوي سنة 587 + وبعد ذلك وقف على نتف الأخبار دوّنها ولم يدقق في ضبط السنين. ولما قارب زمانه سنة 720 بسط القول بما كان فيه من الأحداث الدينية والمدنية والكوائن الطبيعية، فأورد وقائع مفصلة تتعلق بأواخر أيام الدولة الأموية وصدر الدولة العباسية إلى زمن المهدي، وتفرد بكثير منها. فلا تجده في أي تاريخ كان سرياني أو يوناني أوعربي، كاشفاً الستار عن النكبات التي حاطت بالآهلين في بلاد الجزيرة واضطراب حبل الأمن بنوع خاص، لحيف الملوك وعمالهم، فاستوعبت أحداثه الأخيرة مئتي صفحة، وكان إقدامه على التأليف، باقتراح كوركيس خورفسقفوس آمد واوتيليوس رئيس ديره ولعازر الزائر وانسطاس والرهبان قاطبة. وفي سنة 1895 نشر القس يوحنا شابو الجزء الرابع منه أي نصف المجلد الثاني منقولا إلى الفرنسية ونحله مار ديونيسيوس التلمحري بطريرك أنطاكية 845 + معتمداً على نسخة قديمة في خزانة الواتكان[450] كُتبت قبل سنة 932 التي فيها حُملت إلى دير السريان، وهم السمعاني بحقيقة مؤلفها. وكان الأولى به وبمن نقل عنه أن يفقهوا أن لغة التلمحري ليست من نمط أنشاء هذا الراهب الذي لا يخلو من ضُعف وأخطاء وألفاظ  دخيلة، وقد قعد به طبعه عن مجارة البلغاء، دع عنك اضطراب السنين، وان التلمحري لم يتخرج في دير زوقنين بل في دير قنشرين وانه لم يؤرخ إلى سنة 775 بل حتى سنة 843 ثم انتبه المستشرقون انه تأليف كاتب مجهول. ووهم فرنسوانو خطأً انه مما انشأه الراهب يشوع العمودي نفسه، والصواب ما ذكرناه في أعلاه. ثم نشره شابو في مجلدين وقعا في 732 صفحة بالقطع الكبير سنة 1927 – 1933 واسماه التاريخ المجهول ونقله إلى اللاتينية.

 

 

137: نقلة القوانين (النشائد)

 

مضى متقدما[451] إن الرهاوي دبّج بعض النشائد المعروفة بالقوانين، وان أكثرها نُقلت من اليونانية إلى السريانية مما نسجه اندراوس الكريتي وقزما ويوحنا الدمشقي، على أيدي علماء حكماء من أرباب الاجتهاد كما ورد في مخطوط في خزانة كمبرج[452] وهي على مدار السنة. فنرجح إن هؤلاء العلماء اشتغلوا بنقلها في النصف الثاني من المئة الثامنة، ولعلّ بعضهم ممن تخرّج في مدرسة جبل الرها على عهد الأستاذ لعازر آل قنداسا ؟.

 

 

138: مار جاورجي الأول بطريرك أنطاكية 790 +

 

من أشهر البطاركة الأنطاكيين كان غرّة في زمانه وواحداً في دهره، ورعاً وعلماً وفقهاً وأدباً ومنطقاً وجودةَ رأي، دُعي إلى المهمّ فكان حَمولاً وللأمور سلِساً ذَلولاً والى المستصعبات بصبره وَصولاً – ولد في قرية “بعلتان” القريبة من بلدة “جوسية” من عمل حمص، وتأدب في دير قنسرين وحذق في اللغتين السريانية واليونانية والعلوم الفلسفية واللاهوتية والفقهية وسيم شماساً. وقاده إلى التقى والزهادة، قلب برضى الله وَلوع ولخشيته تَبوع. وكتب لمار ثاودور أسقف سميساط، فتنبأ له أن الله يبوّئه في بيعته منزلة سنية ومكاناً عليًّا، وأوصاه بديره ليكون له وفيًّا. ولما كان فضلاً عن موضعه من العلم ومحله من الأدب، مستمسكاً من صنوف الفضائل بالعروة الوثقى متحلياً من مكارم الأخلاق بكل علق نفيس، يفوح من اردانه طهر يحكي المسك طيباً، وضع المجمع المقدس على رأسه تاج الاختيار فرسمه بطريركاً على الكرسي الرسولي عام 758  فانبرى له الحسّاد لئام الأعراق يوحنا أسقف الرّقة وداود أسقف دارا ونفر غيرهم. وقد بغاه عندهم راهب خبيث شراً متدسساً إلى مكارهه، فذاق منهم المرائر، واغتصب الكرسي يوحنا ثم داود دخالة، وكان له كل يوم طوارق من هموم. وسنة 766 احتمل شديد الأذى والسجن في بغداد مع الأسرى تسع سنين، صابراً صبر القديسين على ما ناله من جور أبي جعفر المنصور الملك العباسي الشحيح الجشع، وكان مع علمه ببراءة ساحته ونصاعة جبهته، يطمع منه بكشف كنوز ذهبية بصناعة الكيمياء الكاذبة! واعتقل أيضاً معه بطريرك الروم الملكية وجاثليق النساطرة، وبعد موت أبي جعفر سنة 775 أُطلقوا. فاحتفت البيعة بالحبر المترجم وتلقته كملاك هبط من السماء. فلمَّ شَعَث الرعية وأصلح الخلل برفق تدبيره، وبلغ إلى أنطاكية ورسم في تلك السنة عشرة أساقفة. وعقد سنة 785 مجمعاً في كفرنبو من ضواحي سروج سنّ فيهِ اثنين وعشرين قانوناً وقدم لها رسالة عامة. وساس الكنيسة فأحسن سياستها حتى ناداه ربه فلبّاه في أول كانون الأول سنة 790 فدفن في دير مار برصوم في ملطية ورتب عيده في سابع الشهر المذكور.

كان مار جاورجي لاهوتياً، شرح إنجيل متى شرحاً لطيفاً مطولاً في مجلدين بإنشاء بليغ، واستشهد فيه باغناطيوس وافريقيانس واوسابيوس القيسراني والنوسي والذهبي الفم والسروجي والمنبجي وسويريوس وجرجس أسقف العرب، ولشرحه نسخة فريدة عتيقة على رق[453] زهاء خمسمائة صفحة أولها مخروم حتى الفصل السابع والأربعين. وأورد له ميخائيل الكبير رسالة جليلة أنفذها إلى كوريا شماس “بيت نعر” من قرى الرها في قضية عبارة “نكسر الخبز السماوي”[454] وهو أيضاً شاعر مجيد ولشعره رونق صاف وعذوبة. نظم في السجن ميامير جيدة ومداريش احسب طرفاً منها ضمَّ إلى الفرض الكنسي. وقفنا منها على بيت رقيق شجي بلحن “قوم فولوس” يرثي فيه نفسه واليك ترجمته، قال: “هنيئاً لي إذا نُبئت إن بابل مدينة الجبابرة هوَت وانفتحت أبواب السجون، فاخرج كبطرس ظافراً[455] وانشد نشيد زكريا طرباً “هوذا الشمس تشرق على العميان من العلى”[456] يا بنات صهيون ابكين دانيال، ويا أيتها الأديار ابكي جاورجي”.

 

 

 

139: الراهب ثاودوسي 806 +

 

كان الراهب ثاودوسي أستاذا حاذقا، بهذه الصفة جاء اسمه في مصحف ضوابط الكتاب العزيز ومؤلفات الملافنة في الخزانة الزعفرانية عام 1000 وفي الملحق الذي أضيف إليها في أواخر القرن الثاني عشر[457] ومنها علمنا اشتغاله بضبط إعراب الغريب في قصائد مار افرام، وذلك نقلا عن المجلدة الكبرى التي كانت محفوظة في بيعة ملطية الكبرى بخط البطريرك يوحنا ابن شوشان. وتجد اسمه أيضاً في ثبت ملافنة السريان بخط اسحق الحليق مطران قبرص[458] ونرجح انه الراهب ثاودوسي الكاتب من دير العمود، الذي نقله بخطه الحسن كتاب العناية الإلهية للبطريك قرياقس سنة [459]806 إن لم يكن سميًّا له وجد في حدود القرن العاشر بمطلية.

 

 

 

 

140: ايليا الحراني

 

كان ايليا حرانياً مولوداً ودرس العلم في دير قنسرين وترهب ورسم قساً، ثم تسقف على سلميّة قبيل سنة 790 وله رسالة ضافية الذيول تشتمل على أربعة فصول في خمسة وعشرين صفحة كبيرة، في الأوخريسيطا، وبحث فيها عن المجادلة في عبارة “لنكسر(لنقسم) الخبز السماوي” أنفذها إلى ديونيسيوس الرهاوي من رهبان دير قنسرين (هو البطريرك التلمحري) وذلك في العقد الأول من المئة التاسعة[460] وذكر السمعاني في ما نقله عن كتاب تفسير الإنجيل لابن الصليبي ان ايليا “ألف دياطسرون أي إنجيلاً رباعياً مختلطاً، نسجاً على منوال امّونيوس وهو نادر الوجود. وفيه نقد بعض قوانين الإنجيل لاوسابيوس القيسراني كاشفاً أخطاءها وقد أصاب”[461] على أن نسخ هذا التفسير المطبوعة واللتين في خزانتنا وفي صدد تخلو من هذه العبارة.

 

 

141: ثاودورس ابن زوردي

 

الأستاذ ثاودورس ابن زَرودي الرهاوي الفيلسوف الروحاني، علّق شروحاً على الكتاب المنحول ديونيسيوس الاريوفاغي، كما ورد في مصحف لندن رقم 22370 المخطوط في أواسط القرن الرابع عشر. وهذه الشروح يخلو منها مصحفا الموصل (سنة 766) القدس (887) أما زمان ثاودورس فيظن أواخر القرن الثامن أو أوائل التاسع.

 

 

 

142: شمعون ابن عمرايا 815 +

 

كان شمعون ابن عمرايا تكريتياً في رواية، ومن قرية بادية في رواية ابن العبري. تعلم وترهب في دير العمود، ثم تتلمذ للبطريرك قرياقس فرسمه مفرياناً لتكريت سنة 806 وأُقيل في حدود سنة 813 قال الشعر ومدح توما الرسول بقصيدة وجدت نسختها في خزانة سعرت[462] وتوفي سنة 815

 

 

143: الأنباء داود بن بولس آل ربان

 

أديب بارع متفنن متصرف في ضروب الإنشاء حسن الترسّل وشاعر بليغ له مذهب حسن ولديباجة شعره رونق ولمعانيه عذوبة ولطف، وفيه أشياء كثيرة تجري في أسلوب المجيدين، ولم أجد في شعره وإنشائه مطعناً سوى الألفاظ اليونانية.

ولد في قرية بيت شاهاق في كورة نينوى في بيت علم وأدب من أسرة ربَّان أي الأستاذ، متحدّراً من بيت سبروي ابن ابراهيم جدّه الأعلى، فورث العلم عن جدوده وقرأ على الأستاذ موسى معلم البيعة الكبرى في بيت شاهاق وهو جدّ أبي موسى ابن كيفا[463] فجوَّد اللغة السريانية حتى صار من علمائها وأئمة الأدب. وترهب في دير “خنوشيا” بالقرب من سنجار ودرس اللغة اليونانية. وتمهّر في العلوم اللاهوتي الذي كان يدرَّس في الأديار الكبرى، ورقي إلى درجة الكهنوت. ومن خبره انه برح ديره وتلمذه زكريا وأربعين راهباً لخِلف شجر بينهم وأسقفهم يوحنا فخرجوا إلى بعض الأديار غربي الفرات، وبعد سنة وثمانية شهور عادوا إلى ديرهم سنة 780 أوبعدها[464] وكان داود قد حمل معه معانيث مار سويريوس الأنطاكي التي تعلمها في تلك الأثناء، فادخل منها إلى الطقس الشرقي زهاء مئة وثمانين نشيداً، ثم أقام في دير مار سرجيس في الجبل القاحل وترأس فيه وهبت ريحه. وكان متّفقاً على فضله وثقته يراسله أدباء وعلماء يفخّمون شانه، وعلت سنّه، والأظهر انه توفي في العقد الثاني من المئة التاسعة بدليل مراسلته لتوما العمودي الذي كان موجوداً سنة 837 [465] أما الذي ذكره ابن الصليبي في تفسير إنجيل متى انه كان صديقاً لموسى ابن كيفا او تلميذه فلا يصح مهما فرضنا من علوّ سن داود، ذلك إن ابن كيفا ولد سنة 813 وفي رواية ثانية سنة 833 وكان المعاصرون لنا، وقد خلت التواريخ القديمة من ذكره، قد ظنوه من أهل القرن الثالث عشر حتى ظهر ديوانه. واخطأ السمعاني ومن نقل عنه بنسبة الأسقفية إليه، زعماً منهم أن ابن العبري سمّاه في كتابه “مخزن الأسرار” تارة راهباً وطوراً أسقفاً، وليس في هذا الكتاب ذكر لأسقفيته على الإطلاق. بل انه نظم في سفر الحياة (نسخة الموصل)[466] بين سلك الرهبان القديسين.

وبقي لنا من تصنيفه ديوان رسائل أنيقة منثورة ومنظومة على البحور الثلاثة، متوسط الحجم في نسخة فريدة في الخزانة الزعفرانية[467] ذات مئتين وثماني عشرة صفحة، مخرومة من أولها وأخرها، أنجزت في صدر القرن الرابع عشر في ما نرى، تشتمل على ست وستين رسالة. منها سبع وثلاثون تبادلها وأدباء عصره، والبواقي ميامير منظومة ونسخ رسائل غير معينة وثماني أُنفذت إليه جواباً، وهي متعددة المواضيع متنوعة المرامي:

1: حبية: كرسالته الثانية إلى القس “سوماقا” شاركه فيها تلميذه زكريا، والثالثة إلى القس توما الناسك العمودي في بنشمش، والخامسة في المحبة الصادقة جاوب بها الشماس يونان، والسابعة عشرة إلى الأسقف يوحنا وضمنها مديحاً لطيفاً لمناقبه و35 إلى اياونيس أسقف حرّان و47 إلى القس اثناس و48 إلى فوقا رئيس قسوس حران.

2: لغوية: كرسالته إلى القس حنانيشوع وهي الرابعة شرح فيها ألفاظاً بحساب الأبجدية، و58 في الحروف وتقسيمها و14 إلى الأسقف يوحنا في النقاط الموجودة في المصاحف المقدسة، وفي ضبط اللغة وهي أحسن رسائله[468]

3: تفسيرية: كرسالته السادسة إلى بعضهم في إن سفر الحكمة لم يؤلفه سليمان وإنما وضع في أيام يهوذا المقابي وأخواته (في القرن الثالث ق. م) والسابعة يصف فيها خيمة الاجتماع الإسرائيلية ويثني على موسى النبي وعلماء اليونانيين وخصوصاً ارسطاطاليس. والثامنة إلى تلميذه زكريا في مسئلة تتعلق بالوصايا العشر. والـ 49 إلى فوقا رئيس قسوس حرّان في السفر العشري أي العدد و50 وهي قصيدة سروجية الوزن في تفسير بعض مواضيع من التوراة بياناً لمجيء المسيح وسقوط اليهود و59 آل جاورجي في البتولات العشر و62 جواب لمن سأله لمَ كان الرعاة أول من شاهدوا المسيح و64 و65 إلى زكريا في تفسير بعض المسائل.

4: عقائدية: كقصيدته السروجية (ع 12) في خواص الثالوث الأقدس و13 إلى القس مارابا في بيان تجسد المسيح وفيهما يصرح باعتقاده القويم و43 إلى القس يشوع ساعور البيعة في الموضوع نفسه.

5: وتهذيبية: كقصيدته السباعية (ع 10) إلى تلميذه وضمنها وصايا و33 إلى راهبة وتنطوي على نصائح لحسن النهوض بأعباء الرهبنة و40 و42 نصائح للأغنياء وزجر لهم و45 إلى الشماس يوحنا وتشتمل على نصائح، و46 إلى الراهب القس يوحنا في الفرح بمحبة المسيح، و51 إلى كاهن غني اسمه حبيب، و52 بشكل محاورة بين الزيتونة والأشجار و57 محاورة الكرمة والأرز.

6: واجتماعية: كقصيدته السباعية (ع 41) التي يصف فيها موت الغني. وذكر فيها أن جنازة رجل صدّيق لا يشهدها احد، أما جنازة الأغنياء فيتألب فيها الجمهور ويكثر الكهنة من التراتيل والمداريش والألحان رغبةً في الذهب. و11 في الحاكم العاتي.

7: زهديه: كقصيدته اللطيفة (ع 15) وفيها يدعو نفسه إلى التوبة و18 إلى ايليا رئيس الدير مستعيناً به لإصلاحه بعد أن يلوم نفسه و19 إلى كاهن مرشد جليل اسمه قسطنطين، وكان المؤلف يومئذ في ميعة الشباب وهي رسالة بديعة.

8: ثماني نسخ استكتبه إياها بعضهم هي 23: رسالة من أسقف رئيس دير إلى مقدم قسوس تكريت واكليروسها وأهلها و24 رسالة عامة من مطران أبرشية إلى الاكليروس والشعب توصية بفقير و25 رسالة من أسقف إلى أسقف و26 احتجاج إلى أسقف و27 إلى رهبان و34 من رئيسي ديري العرب ومار سرجيس إلى رئيس دير مار متى ورهبانه و38 رسالة من الراهب يوحنا العمودي إلى توما في حالة الإنسان بعد سقطة ادم ومعالجة المسيح لحالتنا و39 رسالة مديح للعمودي نفسه أنشأها للراهب يوحنا، وكلتاهما منظومتان على البحر السباعي.

9: سبع رسائل أُنفذت إليه وهي الـ 22 من قسيس و29 من توما العمودي و30 و31 من ابراهيم إليه وينعته بزهرة الشرق وسوسنه أوربا (الشرقية) و32 مغفلة و37 من بعضهم إلى أسقف وراهب أستاذ و44 من يوحنا إليه وفيها يطلب منه كتاب رسائله، وهي قصيدة سباعية.

10: مواضيع شتى كرسالته التاسعة في ما هو للطبيعة وما ليس منها، وال 16 اللا الاسقف يوحنا في الأفكار و 20 اليه في حساب اليونانيين والسريانيين معارضاً حساب الأبجديتين وملمحاً إلى إغفال اليونانيين علماء السريان تعمداً وال21 إلى بعض الأطباء ينبئه بمرض رئيس الدير و36 في السلام و63 في سلام المسيح و61 وهي منظومة، في من يورد آيات كتابية لعمل السحر و66 في الأقاليم السبعة[469]

ودبّج الربان داود أيضا قصيدة افرامية بديعة مطولة في الأشجار وأثمارها وأنواعها وخواصها، 28 صفحة[470] ورسالة منظومة إلى بعض النساطرة[471] وقصيدة اثني عشرية[472] ونُحل اثنتين وعشرين قصيدة افرامية الوزن جميلة في محبة الحكمة والمعرفة، تشتمل الأولى على الف واحدة والثانية على باء واحدة وهكذا[473] ولكن هذا الطراز من النظم لم يُعرب قبل القرن الثالث عشر.

وله في اللغة شرحان أولهما في الحروف المتبدلة أي التي تقبل الترقيق والتغليظ[474] والثاني في كيفية ضبط السريانية وحفظها.

 

 

144: قرياقس بطريرك أنطاكية 817+

 

من أفضل الأحبار الأنطاكيين سيرةً وورعاً وفقهاً، وهوتكريتي المنبت والمنشأ، تهذب وترهب في دير العمود بالقرب من الرقة حيث تخرج في العلوم اللاهوتية وأصاب منها حظاً وافراً. وتروض في السيرة الرهبانية وجلّت فضائله وكثرت محاسنه خلا حدّة كانت في طبعه. فاختاره المجمع المقدس بطريركاً وسيّم سنة 793 وعقد خمسة مجامع: في بيت باتين سنة 794 سن فيه أربعين قانوناً نشرها برسالة عامة[475] وفي دير النواويس في كورة قنسرين عام 797 أو798 لأجل مصالحة الخياليين واليولياليين وضمهم إلى الكنيسة فوقف بعض الأساقفة الحسّاد المتعصبين حجر عثرة في طريقه[476] وفي بيت جبرين سنة 808 وفيه حرم الجبيّون وفي حرّان سنة 813 والموصل عام 817[477] ولشدة عزمه وحرصه على القوانين والأنظمة، قاسى المكاره من خبثه الاكليريكيين والعالميين الخارجين عليها، ودبّر الكرسي الرسولي أربعاً وعشرين سنة ورسم ستة وثمانين مطراناً وأسقفاً وتوفي بالموصل في 16 آب سنة 817 ودفن في تكريت، وعيدت له البيعة.

قال ميخائيل الكبير ووضع البطريرك قرياقس مصنفاً في التعليم اللاهوتي وانشأ كتاب رسائل نفيسة[478] يريد بالأول كتابه في العناية الإلهية وكسره على ثلاثة مجلدات وثماني وتسعين مقالة. فضل منه المجلد الثالث[479] اثنتان وعشرون مقالة بعض فصولها ناقصة. منهما اثنتان حبّرهما باقتراح ثاودوسيوس أسقف “سلوقية” ووليد ويشوع من قرية ترمناز (من عمل قورس) وهوكتاب كريم يشهد لمصنفه بالاضطلاع من كتاب الله ومصنفات أئمة النصرانية، إنشاؤه جزل سلس نقي من العجمة في غاية الجودة، وكتب أيضاً عشرة جوابات على مسائل لاهوتية وجهها إليه يشوع المذكور شماس ترمناز وضمت إلى كتابه[480] وسن اثنين وسبعين قانوناً في مجمعي بيت باتين وحرّان. ووضع كتاب إقرار (امولوغيا) يتلوه المرشحون لرئاسة الكهنوت قبل رسامتهم، ست صفحات كبيرة[481] وله ثلاث خطب بليغة نعت في الأولى فضائل مار سويريوس الأنطاكي وهي سبع صفحات أولها: إن المرآة الصافية النقية التي تتجلى فيها محاسن القديس سويريوس المدهشة، تتطلب عقلاً صافياً زاخراً بالمناظر العقلية لينظر فيها[482] والثانية في احد الكهنة بدؤها: حينما نذكر رؤساء الكهنة والكهنة القويمي المعتقد الذين رحلوا وبرحوا هذا العالم الزمني[483] والثالثة في كرم الحبيب الذي ذكره اشعيا النبي[484] ومطلعها: عندما كان فادينا يكلم المتحدرين من الدم الإسرائيلي بالأمثال والرموز[485] وعظة البتولية[486] وليتورجية أولها: أيها الرب الأزلي السرمدي 18 صفحة[487]

وكتاب عهد الإيمان بينه وبين جبرائيل زعيم اليوليانيين[488] أما كتاب رسائله فمقود، ولم يصل إلينا إلا رسالتان مجمعيتان إلى يوحنا الرابع ومرقس الثالث بطريرك الإسكندرية في ترجمة عربية ملحونة[489]

 

 

145: اتنوس الملفان 818

 

عرف الربان اتنوس (اتونوس) القس العفيف الملفان المفسر 818 قال ميخائيل الكبير وابن العبري إن بعض أباء مجمع الرقة رشحوه للكرسي البطريركي في تلك السنة. ويظهر انه كان أستاذاً في بعض المدارس الرهبانية الكبرى. قرأنا له أربع صفحات قدّمها على الكتاب المنحول ديونيسيوس الاريوفاغي لخص فيها وصف الأبحاث الثلاثة التي اشتمل عليها، اعني رئاسة الكهنوت والكلام على اللاهوت والرسائل، عنوانها “بحث ضروري يتقدم كتاب القديس ديونيسيوس وضعه للفائدة القس العفيف والأستاذ مار اتنوس”[490] وهي على اختصارها تشهد باضطلاعه من علمي الفلسفة واللاهوت أثابه الله.

 

 

 

146: المؤرخ القرتميني 819

 

هذا راهب كاتب بارع مهذب العبارة من دير قرتمين مغمور اسمه، عمل سنة 819 بإنشاء جزل وأسلوب حسن تاريخاً مختصراً مضبوطاً مفيداً على ترتيب السنين، من عهد السيد المسيح حتى السنة المذكورة، وقع في 19 صفحة وحوى بنوع خاص، طرفاً من اخبار دير قرتمين ورؤسائه لا توجد مصدر اخر. وقفنا عليه في مصحف القوانين النفيس في باسبرينة عام 1911 فنشرناه في باريس[491] ونقله القس شابو الى اللاتينية.

 

 

147: حبيب أبورائطة التكريتي 828

 

هوحبيب ابن خدمة أبو رائطة التكريتي. كان رجلاً عالمياً متبسطاً في علم المنطق والفلسفة على ما وصفه التلمحري، وعنه نقل ميخائيل الكبير هذه الكلمة في حقه. وكان معاصراً لنونا النصيبيني وشاركه في شكوى فيلكسين مطران نصيبين إلى البطريرك سنة 828 وجدنا له مقالات ورسائل لاهوتية باللغة العربية وهي أقدم تأليف عربي لعلمائنا السريانيين وصل إلينا[492] منها مقالة في الثالوث الأقدس ومقالة في إثبات التريساجيون (التقاديس الثلاثة) ورسالة إلى أهل البحرين. واخطأ العالمان القبطيان المؤتمن ابن اسحق ابن العسال والقس أبو البركات ابن كبر من كتاب المئتين الثالثة والرابعة عشرة، بنسبتهما أسقفية تكريت إلى المترجم وكذلك من نقل عنهما[493] ولا شك بمعرفة أبي رائطة أدب اللسان السرياني ولو لم يصل إلينا شيء من تصنيفه.

 

 

148: لعازر ابن العجوز 829

 

ترهب باسيليوس لعازر ابن العجوز في دير مار يوحنا قورديس في دارا[494] هو وأخوه الراهب طابا (صالح) وفيه درس العلم. ثم رسمه مفريان المشرق مطراناً لبغداد خلفا للأسقف حبيب بعد سنة 818 بمديدة. وورد اسمه في بعض النسخ فيلكسينس. ومع أضطلاعه بالسريانية وعلم اللاهوت وبراعته في الشعر، كان فظاً عنيداً كما ذكر عنه التمحري، فوقعت الشحناء بينه وبين غالب رعيته واضطر البطريرك ديونيسيوس إلى عزله ورسامة الأسقف يوحنا مكانه في شهر آذار عام 829 ولا نعرف بعد هذا مصيره وسنة وفاته.

له بحث جليل في القداس عنوانه “تصحيح خدمة القداس” ثلاثة فصول يقع في إحدى وثلاثين صفحة. ينقد فيه بعض عوائد طقسية وأدعية أضافها ضعاف الخبرة إلى الطقس والى كتاب فنقيث الكهنة[495] وتفسير للعماد أربع صفحات[496] وليتورجية حسنة بدؤها: اللهم يا من أنت بحر الأمن، ثماني عشرة صفحة[497] وقصيدة سروجية البحر مقصده في الميرون المقدس تقع في ثمان وعشرين صفحة. تشهد له بجودة السبك وامتداد النَفَس والبيان البليغ، وقد أدخلت في الفرض الشرقي[498] ونقل عنه ابن العبري[499] خبر إدخال القوانين أي الأناشيد المعروفة باليونانية في طقسنا السرياني. ولا بد أن لعازر كتب هذا في كتاب مطول لم يصل إلينا.

 

 

149: ثاودوسيوس مطران الرها 832

 

هوالعلامة ثاودوسيوس اخوالبطريرك ديونيسيوس التلمحري وهوعلى الأرجح أسنّ منه. ولد في “تلمحرة” ودرس صنوف العلوم في دير قنسرين، وحذق أصول السريانية واليونانية وآدابهما وتجمّل بالفلسفة وعلم الإلهيات. ثم تضلع من اللغة العربية وتحلى بحلى الغناء والكفاية. وترهب ورقي إلى درجة الكهنوت قبل سنة 802 ونبه ذكره وظهر فضله، فرسم مطرانا للرها في حدود سنة 813 ورحل إلى مصر مع أخيه عام 825 قاصداً الأمير عبد الله ابن طاهر، يشكوأخاه الأمير محمداً لما أوقعه في بيع أبرشيته من الهدم والخراب اعتسافاً. فأكرم الأمير وفاتهما وأنصفهما دافعاً عنهما الضيم والأذى. وكان حياً عام 830 وحلت وفاته حوالي سنة 832 وقد أثنى على ثاودوسيوس صديقه الراهب انطون التكريتي ونعته بمحب العلوم واللغات[500] ومن تصنيفه: تاريخ كنسي وجيز من سنة 754 إلى سنة 812 ذكره أخوه ونقل عنه[501] قال ابن العبري انه نقل من اليونانية إلى السريانية أشعار غريغوريوس النزينزي المؤلفة من الوتد المجموع[502] ووجدنا منها في الخزانة الواتيكانية[503] قصيدة صفحتين في المعجزات التي فعلها النبيان إيليا واليشع، بدأ بنقلهما في حزيران سنة 802 وانتهى منه في شهر كانون من السنة عينها وذلك حينما كان كاهناً في بيعة الرها. وترجم أيضاً إلى السريانية خمساً وعشرين مسئلة عُرضت على ثاودوسيوس بطريرك الإسكندرية وذلك سنة 820 وهي ست صفحات كبيرة، واثنتي عشرة مسئلة رفعها الرهبان إلى البطريرك المومأ إليه، أربع صفحات طالعناها في مصحف القوانين في باسبرينة. ونقل عنه ابن الصليبي في كتاب اللاهوت[504] شرحاً للفظة (اريفوس) في الشمال الغربي من القسطنطينية يريد به المدّ والجزر ويكرّر سبعاً في اليوم.

 

 

150: توما العمودي 837

 

كان هذا الفاضل قسيساً متنسكاً فوق عمود في موضع يقال له “بنشمش” فوق نهر الخابور في الجزيرة العليا. وكان موجودا سنة 837 تجد خطّه في هذه السنة في كتاب الأيام الستة المحفوظة في خزانة ليون وهو بخط القس ديوسقورس[505] وله حظ من الأدب والثقافة. وكان يراسل الربان داود بن بولس آل ربّان وذكرت له أنفاً رسالة بليغة لطيفة جاوب فيها الأنبا المومأ إليه، وعمّها بشواهد من مار افرام وسويريوس وفيثاغورس وأفلاطون. ومرَّ بك أيضاً جواب داود له عدد 30 واظهر محامده ورسالتان من الراهب يوحنا إليه عدد 38 و39 وانشأ حساية للشهيد عززائيل السميساطي[506].

 

 

151: بنيامين مطران الرها 843+

 

من نخبة علمائنا في المئة التاسعة. ترهب في دير مار يعقوب (في قورس أو في جبل الرها) ورسم قساً واستبحر في العلم اللاهوتي وفاز بلقب ملفان في علوم العقائد الدينية، وتصدّر للتدريس وتخرّج به وانتفع خلق من خدمة الدين. وقرأوا عليه تفسير خطب النزينزي وكان قد عمل لكل خطبة وتفسيرها فهرساً يحوي آيات الكتاب وشروح الآباء، وعلق تلاميذه شروح غوامض الخطب واخصهم الراهب دانيال البيت باتيني[507] وأملى عليهم بعضها وهو متغرّب منزوٍ في دير تلعدا الكبير هو وطلبة مدرسته في 3 حزيران سنة 837 وفيها أو بعدها بمديدة رُسم مطراناً للرها وتوفي سنة 843 بدليل رسامة خلفه المطران إيليا. ووجدنا له تعاليق على القداس والعماد نحواً من صفحتين كتبها إلى الراهب القس شمعون[508] ونوّه به ابن الصليبي في كتابه تفسير التأليف المنحول ديونيسيوس الاريوفاغي[509].

 

 

 

152: باسيليوس أسقف سميساط 843

 

تأدب باسيليوس في دير قنسرين وفيه ترهب ورسم أسقفاً لسميساط حوالي سنة 819 وجاوب على مسائل قدّمها إليه بعض اكليروس الرها[510] وجاءته منيته نحو سنة 843.

 

 

 

153: الربان انطون التكريتي

 

علامة لوذعي وإمام لغوي من فحول المنشئين والشعراء المجيدين، له فطنة فائقة وذكاء خارق وهوتكريتي الوطن من آل جورجين أو كورجين[511] ترهب في بعض أديار الشرق وسيم قساً، بعد أن اكب على اللغة السريانية فتبحر في درس أصولها وبيانها وشعرها. وفاز منها بالحظ الأربح والقسط الاجزل فلم يسبقه ولم يلحقه احد في هذا الميدان، ودرس اليونانية وأولع بلغته فشقَّ عليه أن يتهمها بعض كتبة يونان بالعجز والتقصير. فوطن العزم على نصرتها وعمد إلى تصنيف كتابه النفيس الموسوم “بمعرفة الفصاحة” وهو مجلد حسن لم تكتحل عين الزمان بمثله يقع في زهاء أربعمائة صفحة وكسر على خمس مقالات، الأولى وهي أكبرها ثلاثون فصلا في الفصاحة، والثانية في ماهية فائدة المديح، والثالثة في آداب الفن وأصوله، والرابعة في ضروب المودة وفنون المحبة، والخامسة في وشي الكلام وتحبيره وفيها بسط القول في فنون الشعر والقافية التي يعد احد مبتكريها عندنا إن لم يكن أولهم. ودبج الكتاب بإنشاء عالي فخم وأسلوب مستبدع وسبك محكم ونمّقه بفِقر متراصفة تتمثل البلاغة في كل منها، وألفاظ درّية عليها رونق الفصاحة. وأبرزه طُرفة نادرة تناثرت دررها وتكاثرت غُررها،وقلادة فاخرة طوّق بها لسان الآراميين فنعت بانطون الفصيح وعُدَّ حامل لواء البيان عند السريان. وأضحى كتابه معجماً يرجع إليه أئمة اللغة بعد أن راضها على الجري في شعاب مجهولة، وينسج البلغاء على منواله ويسلكون على غراره. ومن محاسنه انه وسع بحور الشعر السرياني واستنبط بحراً ثماني الوزن عرف باسمه. وقد وفقنا الله إلى الحظوى بنسخ ثلاث من هذا المصنف الفريد في ديري مار متى ومار مرقس ومديات نُقلت الأولى عام 1403، والثانية وهي أكملهن أنجز بعضها في القرن الرابع عشر والباقي في أوائل السادس عشر[512] ونسخت الثالثة في زمان يقارب زمن الأولى، وقد فقدت. فألفنا منها نسخة مضبوطة لا يعوزها إلا صفحات زهيدة تنتظر همة جمعية (c.s.c.o.) لنشرها[513] ونال هذا الهمام أيضاً من العلم الإلهي سهماً صالحاً، فانشأ في العناية الإلهية كتاباً ينطوي على أربعة أبواب في ست وسبعين صفحة بحث فيه عن صنوف الموت وحدود الأجل والقَدر والغنى والفقر. ومقالة في سر الميرون 27 صفحة كبيرة جمعها من الكتاب العزيز وتفاسير الأئمة، يوسطينس وايبوليطس وافرام وتلميذه آبا، واثناسيوس والنزينزي والنوسي وابيفانيوس وقورلس والاريوفاغي ودانيال الصلحي. وله ديوان شعر(74 صفحة)[514] يشتمل على ثماني قصائد أكثرها ثمانية الوزن. وخمس منها رسائل أولها رسالة إلى رجل سجين، (مخرومة من أولها) والثانية رسالة شكر بلسان اوفيميوس وهو عثمان ابن عنبسة الرقي، والثالثة تعزية، وفي الرابعة مدح رجلاً اسمه سرجيس، وقرظ في الخامسة راهباً شيخاً جليلاً يُقال له يوسف الراسعني، ذكر المؤلف انه كان عشيره زماناً، ونقل لُمعاً من أخباره وسديد أجوبته التي كان يلقى بها من يجادله في الدين من المسلمين، ذاكراً مناقبه. ووصف مدينة رأس عين وخصب تربتها وهناء العيش فيها. ومن هنا علمنا انه طاف بلاد الجزيرة وأقام في رأس عين وأديارها زهاء سنة، ورحل إلى الرها واطلع ثاودوسيوس مطرانها على كتابه فاستحسن تقاسيمه للشعر وأثنى عليه ثناء جميلاً. والسادسة مديح وفيها نقصان، والسابعة قصيدة لطيفة خماسية الوزن في النميمة وتقريعها لمح فيها إلى بعض من أوقع به وتنقّصه. وضمن الثامنة وصف الكَنود الكافر النعمة. أجاد سبك هذه القصائد المقفاة ووشاها بفنون البديع، فدلت على جودة سليقته وتقدمه في صناعة القريض، ونظم أيضاً أربعة أدعية للصبح والمساء والموتى، وطلبة خشوعية. وهذه كلها محفوظة في نسختين في لندن[515] ولا يبعد أن تكون يراعة انطون جادت بمصنفات أخرى طواها الزمان عنا. فمن أراد التوصل إلى مراسم السريانية وما فصح من لغاتها وملح منها بلاغتها، عليه بدارسة كتب هذا الإمام البارع المقتدر على ضروب الكلام. فيجد في كتابه الأول شذور السريانية الجزلة التي يفتقر إليها المنشئ البليغ، وعلى هذا النسق عمل بعده بالعربية عبد الرحمن الهمذاني (سنة 933) في كتابه الألفاظ الكتابية، وقدامة ابن جعفر البغدادي (947) في جواهر الألفاظ، وأبومنصور الثعالبي (1038) في فقه اللغة. واحسب إن المنية أطبقت ثغر انطون الفصيح بين سنتي 840 – 850[516].

 

 

 

154: مار ديونيسيوس التلمحري 845+

 

مار ديونيسيوس الأول المشهور بالتلمحري البطريرك الأنطاكي السبعون، من أحبار عظام أفذاذ، اوتو الحكمة وفصل الخطاب، وثقات راسخين في العلم تاجهم التقوى وحليتهم الآداب، وسادات كفاة استقلوا بالملمّ إذا أعضل والصعب إذا أشكل. نشأ في بلدة تلمحرة كريم العود والنجار متحدرا من بيت رهاوي عريق في المجد والثراء، علا صيته في صدر المئة السابعة بما نفح بيَع الرها من الهبات الواسعة. ارتشف في دير قنسرين كؤوساً مترعة من أعذب ينابيع علوم اللغة والفقه والفلسفة واللاهوت، وترهب وتحلى من الرياضة الرهبانية ومكارم الأخلاق بقلائد نفيسة. وحسبه فخراً أن يجمع على اختياره للكرسي الرسولي، وهوراهب مبتدى، ثمانية وأربعون مطرانا وأسقفا سنة 818، فلما تقلد الدرجات المقدسة زان رئاسته بحصافة دين وخلوص اليقين وفهم دقيق وعلم واسع ونبل وشدة عزيمة. وصَّرف الأمور سبعاً وعشرين سنة بهمة بعيدة وسياسة رشيدة وعقل راجح ورأي أصيل وصبر جميل. وعقد ثلاثة مجامع في الرقة عام 818 ودير اسفولس سنة 828 وتكريت عام 834 وسنَّ قوانين ورسم مئة مطران وأسقف تجد جدولهم في تاريخ ميخائيل الكبير. وزار المأمون ثلاثاً في بغداد ومصر، والمعتصم مرة. ونهض بمهمة سياسية انتدابه إليها المأمون وكان عارفاً قدره مقراً بسمو منزلته كما اقر له قبله الأمير عبد الله ابن طاهر الخزاعي، وهما من علمت، احدهما أشهر علماء العباسيين حزماً وعلماً، وثانيهما صدر الأمراء أدباً ومروءة وعدلاً. وأعاد بناء البيع التي هدمت ظلماً. وبعد أن عاش جليل القدر لا يرمضه سوى ما كان يقاسه الشعب من عوادي الحكم، مضى لسبيله رشيداً في مساعيه خالداً في 22 من آب سنة [517]845

ومن أجمل مصنفاته تاريخ نفيس عام من سنة 583 حتى سنة 843 علمه باقتراح اياونيس مطران دارا. وكسره على مجلدين كل منها ثماني مقالات مقسومة فصولا. ويشتمل على أحداث 260 سنة وقد استفاد منه ميخائيل الكبير كثيراً وأغنى تاريخه برواية أحداثه مختصرة بعد أن نقل مقدمته بنصها. فضاع الأصل حاشا فصلين أوثلاثة وبقي هذا المختصر. ومن جملة مواده فصل شائق ضمنه وصف أهرام مصر وفوائد في أحوال الكنيسة القبطية التي احتفت به الحفاوة كلها، فلاقاه البطريرك يعقوب وأساقفته في ظاهر مدينة تنيس عام 833 وقد نقله ابن العبري إلى تاريخه الكنسي. ومر بك الخطأ الذي عمله السمعاني بنحله الحبر المترجم تاريخاً عمله راهب من دير زوقنين[518] ولمار ديونيسوس اثنا عشر قانوناً سنّها في مجمع الرقة بعد رسامته فوراً، صدرها بمنشور جليل[519].

 

 

155: نونا النصيبيني 845

 

هو نونا او (نونس) ارخدياقون بيعة نصيبين. كان كاتباً بليغاً سلساً بالسريانية، وجدِلاً دربِاً مضطلعاً بعلمي الفلسفة واللاهوت. آنس منه البطريرك قرياقس حِذقاً في الجدل فأوفده شاباً عام 814 إلى بلاط أشوط بطريق أرمينيه، ليجادل ثاودورس أبا قرَّة الذي كان يحاول إبدال معتقد لأرمن بالمذهب الملكي ففاز على خصمه، وهدى أيضاً منهم خلقاً من أتباع المذهب اليولياني الخيالي إلى الارثدكسية على ما روى ميخائيل الكبير. وسنة 818 شهد رسامة البطريرك ديونيسيوس وعام 822 شكا إليه فيلكسين مطران نصيبين ونوه البطريرك بعلم نونا الفلسفي وفضله سنة 828.

وصل إلينا من تصنيفه: كتاب متوسط الحجم على رق 140 صفحة مخطوط بالقلم الاسطرنجيلي[520] يشتمل على ما يأتي:

1: مقالة كتبها جوابا لمن سأله البرهان على توحيد الله وتثليثه، وعلى كلمة الله بطريق العقل لا النقل 40 صفحة 2: مقالة مسهبة ذات أربعة فصول تقع 82 صفحة كتبها في السجن حول سنة 845 رداً على توما أسقف المرج الكاتب النسطوري البليغ. ذكر فيها استشهاد القديس بابوي جاثليق المشرق، واضطهاد برصوم النصيبني وقتله للكهنة والمؤمنين وإقدام أتباعه على حرق كتب أئمة الدين. ثم انتصر لصحة اعتقاد الكنيسة بكلمة الله المتجسد ذلك أن توما والمترجم ضمتهما جدران سجن واحد بأمر الملك، فتقدم إليه توما بمسائل أجابه عن بعضها وأرجى البقية إلى عمل هذه المقالة – 3: جواب على مسئلتين لاهوتيتين قدم إليه إحداهما بعض الطالبين، والثانية راهب اسمه يوحنا، 18 صفحة وقرأنا في مجلة الدروس الارمنية الفرنسية (1: 3) لمعة فرنسية بقلم مارييس ذكر فيها أن نونا فسّر إنجيل يوحنا بالعربية في حدود سنة 840 ونقل تفسيره إلى الارمينة نحوعام 856 وقد آتى على وصفه.

 

 

156: المؤرخ المغمور 846

 

سنة 846 عمل كاتب لبق صحيح الديباجة مغمور الاسم، تاريخاً عاماً دينياً مدنياً على ترتيب السنين، حافلاً بالفوائد تتقارب روايته من التاريخ الذي عمله الراهب القرتميني[521] يبدأ بالخلقة وينتهي برسامة يوحنا الرابع بطريرك أنطاكية، مخروم الأول قليلاً موجوداً منه 70 صفحة منها 17 لما كان قبل المسيح، من وفاة يعقوب أبي الأسباط، والباقي لما بعده، وبعض وقائعه مفصلة[522] نشره بروكس في الجزء الثاني من شذور التواريخ (ص 157– 238) ونقل إلى اللاتينية.

 

 

 

157: ارابي مطران سميساط 850

 

ترهب ارابي أو(عربي) وقرأ العلوم في دير قرقفتا وحوالي سنة 846 رُسم مطران لسميساط وتوفي نحو سنة 850 وجاء اسمه في بعض النسخ منسوباً إلى شمشاط، والأول الأصح كما ذكر ميخائيل وابن بهلول في معجمه[523] وكان أنطاكي المولد، من أفاضل العلماء فسر مجلداً[524] وفي رواية ثانية مجلدين[525] من أشعار النزينزي والكتاب المحفوظ في الخزانة الزعفرانية وهوعلى رق اسطرنجيلي القلم يقع في 132 صفحة[526] وفي خزانة لندن مصحف بخطه أنجزه راهباً في ديره في 7 نيسان عام 839 [527].

 

 

158: الراهب برحذبشابا

 

كان هذا من اللغويين الذين اشتغلوا بضبط الكتب السريانية وتصحيحها في دير مار متى. وقفنا على اسمه في أخر كتاب خطب مار سويويوس بخط القس ادى الامدي بهذه العبارة “قد صحح ونقّط هذا الكتاب تصحيحاً دقيقاً طبقاً لقانون اللغة، برحذبشابا الغريب المجاهد من دير مار متى المقدس” والكتاب نقل إلى دير السريان بمصر سنة 895 م [528] ونرجح أن المومأ إليه كان موجوداً في أواسط القرن التاسع.

 

 

159: القس دنحا الفيلسوف

 

كان القس دنحا راهبا في دير مار كوركيس وفاز بقسطه من العلم. ومن خبره أن صديقاً حميماً له اسمه القس شمعون من قرية شيحا[529] كتب إليه عملاً بأواصر المحبة التي تأصلت بينهما، رسالة يقترح فيها تصنيف كتاب رداً على الهراطقة ويشتمل على نصائح. فأجابه دنحا برسالة مسهبة فصيحة منظومة على البحر السباعي أولها: إلى المتقدم في الحكماء وقطب الفلاسفة. قرأنا هذا في كتاب الديدسقالية القديم[530] والأظهر انه كان موجودا حوالي سنة 850 وهو الذي أنشأ خطباً وشروحاً للمزامير ومصنفات النزينزي بحسب ترجمة الأنبا بولس، ولمنطق أرسطو في ما ذكر الصوباوي[531] ومنه اقتبس الراهب يوحنا ابن زوعبي.

 

 

160: اياوانيس مطران دارا 860

 

من العلماء النحارير واللاهوتيين المشاهير الراسخين في علوم الدين. ترهب في دير مار حنانيا بالقرب من ماردين، وأجاد اللغة وتوفر حظه من العلوم الفلسفية واللاهوتية فنال منها القسم الاكفى والسهم الأعلى، وفي حدود سنة 825 رسمه البطريرك ديونيسيوس التلمحري مطرانا لدارا، فدبرها نحو خمس وثلاثين سنة. وجاور ربه حوالي سنة 860 بدليل رسامة خلفه اثناسيوس حكيم حول هذا العام[532] وهو الذي التمس من البطريرك المومأ إليه عمل كتاب التاريخ، وشهد له هذا في مقدمته بانصبابه على صنوف العلوم وشغفه بها منذ زهرة صباه حتى شيخوخته[533].

وصنف اياونيس كتباً جليلة استشهد بها اللاهوتيون الذين خلفوه، ابن كيفا وابن الصليبي وابن العبري، وفرضت دراستها على الاكليريكيين[534] وهي:

1: كتاب اللاهوت في الرتبة السماوية والرتبة الكنسية والكهنوت (ثلاث مقالات) والكاهن (مقالتان) والقيامة والعقيدة المسيحية وتقدمة الأسرار الإلهية، وفي الأبالسة وقد عمل هذه إجابة إلى طلب احد الأساقفة. وكسر الكتاب على اثنتي عشرة مقالة ومئة وتسعة وأربعين فصلاً ويقع في 490 صفحة بحجم كبير[535] والمصحف الواتكاني يبدأ بالقيامة وهي أربع مقالات ثم الملائكة فالكهنوت[536].

2: كتاب في الفردوس والخليقة وقيامة ربنا والعنصرة، ووجود الصليب وأعمال فادينا وهو مجلد كبير سبع مقالات يقع في 443 صفحة. يستشهد فيه بغالب الأئمة ومنهم اوسابيوس ونيميسيوس مطرانا حمص، وتيطس مطران بُصرى وسوريان أسقف جبلة، وإيليا أسقف سنجار وخصوصاً فيلكسينس مطران منبج، منه نسخة عتيقة على رق في الخزانة الزعفرانية[537] كتبت بقلم اسطرنجيلي دقيق في القرن العاشر أوالحادي عشر، في أولها نقصان يسير، جاءت في 254 صفحة وعنها نقلت نسختنا ونسخة برمنكهام[538]

3: كتاب نفيس في النفس، وقد نقل فيه مقالة يوحنا الاثاربي برمتها كما تقدم بيانه. منه نسخة عتيقة في خزانة بوسطن[539] بخط دقيق بديع وحجم كبير 104 صفحات، مخرومة من أولها حتى الفصل الرابع، ونسخة في الواتكانية[540] مخرومة قليلاً نقلت في أواخر القرن التاسع أوبعده بقليل.

4: تفسير العهد الجديد أوالإنجيل وحده، ذكره ابن الصليبي في مقدمة تفسير إنجيل متى، ولم يصل إلينا شيء منه.

5: رسالة حسنة بليغة في سياسة الكنيسة وإقرار السلام فيها 39 صفحة لها نسخة مغفلة في أخر كتاب اللاهوت للمترجم (في صفحة الموصل) ولا شك أنها مما دبجته براعة هذا الحبر الغزير المغترف البليغ الإنشاء المتين الحجة، وضعها في أيام البطريرك يوحنا الرابع حوالي سنة 850 وعندنا منها نسخة ثانية تسع عشرة صفحة خطت عام 1603 والأظهر انه جاوب بها حبراً جليلاً أراه باسيليوس الثاني مفريان المشرق (848 – 858)

6: ليتورجية ذكرها شولتنجم والسمعاني ولم نقف عليها.

 

 

161: يعقوب أسقف عانة 860

 

يعقوب أسقف عانة أي أسقف العرب التغالبة، اختاره يوحنا الرابع من دير (بيرقوم) فرسمه أسقفا في حدود سنة 850 أو851 وتوفي بعد نحومن عشر سنوات بدليل رسامة خلفه باخوس حوالي سنة 860 أو861، استشهد به ابن الصليبي مرة واحدة في تفسير الآية 24 من الإصحاح الثامن من تفسير إنجيل متى، أما مؤلف يعقوب فهو مفقود.

 

 

162: الراهب شمعون الحصن منصوري 861

 

شمعون الحصن منصوري من رهبان دير الشهداء السبعة الواقع في جوار مدينة فارين العتيقة. كان من أهل العلم، واحسبه كان موجودا سنة 861 ولعله مراسل القس دنحا الفيلسوف المذكور آنفا. علق تفاسير على هوامش مجموعة الراهب ساويرا لتفسير الأسفار القدسية[541].

 

163: الراهب ساويرا الأنطاكي 861

 

ترهب ساويرا ورسم قساً في دير الشهيدة بربارة في جبل الرها. وانصبَّ على المطالعة متعلقاً بشروح الأئمة لأسفار العهدين. وسنة 851 عنّ له أن يجمع منها موسوعة مسهبة ووفق في عمله، أقام على العمل عشر سنوات وأنجزه في 25 من آذار سنة 861 – وانطوت مجموعته النفيسة في ما ذكر على زهاء عشرة ألاف نبذة في شرح غوامض الكتاب تشهد له بالفضل والاجتهاد بالعلوم الدينية. ومن حسناتها أنها حفظت تفاسير شتى لملافنة ضاعت مصنفاتهم الأصلية، كتفاسير الرهاوي للأسفار الخمسة ويشوع وأيوب والجامعة وتفسير الأنبياء لمار افرام والجامعة لدانيال الصلحي[542].

 

 

164: الربان دانيال البيت باتيني

 

ولد دانيال في قرية بيت باتين من معاملة حرّان وترهب في بعض الأديار، وكان من أهل التحصيل. قرأ على بنيامين مطران الرها ونال نصيباً من العلم والأدب، واشتهر امرء في أواسط المئة التاسعة، ورد في مصحف بلندن[543] في مقدمة كتاب غريغوريوس النزينزي، شروح وتعاليق على الكلمات الغامضة عُنيت بجمعها طبقة من المتأدبين الدارسين على الربان الأستاذ بنيامين أخذا عنه، وقد ضبطها وتعب فيها وأضاف إليها ملاحق في بعض المواضع تلميذه مار دانيال. وجاء في مصحف ثاني[544] تفسير وجيز لغوامض الكتاب النزينزي تأليف رجل محب العمل أخذاً عن مار بنيامين مطران الرها وهو خمسون صفحة. ولدانيال أيضاً مقالة في الفرق ما بين الاوخرستية والميرون[545] بأي نوع يمتاز الميرون من القربان[546] ومقالة ثانية في القداس وعدد الفصول التي يقسم إليها[547] وفي نسخة انه يقسم سبعة فصول، وتأليف نفيس بليغ مسهب يجيء في ستين صفحة في سيرة القديس بولس الرسول وأسفاره ومضمون رسائله[548] ودانيال هذا هو الذي عين فصول الأناجيل لأسبوع الآلام ناقلا بعضها من الدياطسرون، وعاونه تلميذه المجتهد اسحق كما نقرأ في نسخ الأناجيل القديمة.

 

 

165: اسحق صاحب النافورا

 

عندنا انافورا ألفها مار اسحق مطلعها: اللهم يا أبا الأمن والسلام ومعين الجود[549] والأرجح أن منشئها اسحق أسقف نصيبين في أواسط القرن التاسع. وربما كان هواسحق تلميذ الربان دانيال البيت باتيني. وقد نشرت هذه الانافورا في ملبار عام 1931

 

 

166: يوحنا الرابع 873+

 

قرأ العلم وترهب في دير مار زكى المجاور لمدينة الرقة ورُسم قساً. وفي شباط عام 846 اختاره المجمع المقدس في دير مار (شبلا) بقرب سروج ورُسم بطريركاً أنطاكياً، فشرع في المجمع نفسه خمسة وعشرين قانوناً، ثم ألحقها بجدول في درجات القرابة التي تمنع عقد الزواج[550] وسنة 869 عقد مجمعاً ثانياً في كفرتوث سنَّ فيه ثمانية قوانين للبطريرك ومفريان المشرق تجدها ملخصة في كتاب الهدايات[551] وعندنا مقالة للبطريرك يوحنا في تقسيم المواريث بحسب القوانين الكنيسة خمس عشر صفحة هي على الأرجح من وضعه إن لم تكن ليوحنا الثالث. وكتب رسالة مجمعية إلى يوسف بطريرك الإسكندرية[552] وتناول جوابه، ورسم ستة وثمانين مطراناً وأسقفاً[553] وتوفي 3 كانون الأول سنة 873

 

 

167: اغناطيوس الثاني 883+

 

درس العلوم وترهب في دير (حرباز) ورُسم بطريركاً لأنطاكية عام 878 وفي المجمع الذي انعقد لرسامته في دير مار زكى، سنّ اثني عشر قانوناً وأذاعها على الشعب بمنشور بطريركي، نسختها عندنا ما خلا القانونين الأول والثاني وبعض الثالث وطرفا من المنشور. وتوفي سنة 883 بعد أن رسم ستة وعشرين مطراناً وأسقفاً[554] .

 

 

168: البطريرك ثاودوسيوس 896+

 

هورومانس التكريتي المولد[555] ترهب وقرأ العلم في دير قرتمين، وكان متين الإنشاء بالسريانية ولعله تعلم اليونانية أيضاً. ودرس علم الطب وحذق فيه فعدّ من مهرة الأطباء، ورُسم بطريركاً للكرسي الأنطاكي عام 887 ورحل إلى جوار ربه في ديره سنة 896 بعد أن رسم اثنين وثلاثين مطراناً وأسقفاً. ومن تأليفه:

1: تفسير مسهب للكتاب المنحول ايرثاوس، أنشاه إجابةً إلى طلب لعازر أسقف قورس. شرح المقالتين الأولى والثانية بآمد إذ أقام فيها ردحاً من الزمن، وأنهى المقالة الثالثة في سميساط. وهومجلد ضخم بليغ الإنشاء منه نسخة حسنة قديمة مخرومة في الخزانة الزعفرانية[556] بخط الراهب أبي نصر البرطلي سنة 1290 تشمل على نصف الكتاب.

2: رسالة نفذها إلى الشماس كيوركيس فسّر فيها حكم الفلاسفة الرمزية بعد أن نقل أكثرها من اليونانية إلى السريانية، وضمنها ما اشتملت عليه رسالة فيثاغورس وعددها مئة واثنتا عشرة حكمة، وقد نشرت بالسريانية والعربية[557].

3: كنَّاش نفيس في الطب يعرف باسمه وقد حسن وقعه عند ابن العبري، وهومفقود إلا نبذة منه في الخزانة الواتكانية[558] ورسالة مجمعية وخطبة في الصوم الكبير وردت بالعربية[559].

 

 

 

169: الشماس زرعة (زورعا) النصيبيني

 

كان الشماس زُرعة (زورعا) النصيبيني مفسراً ثقة للكتاب العزيز، صنف مجموعاً تناول فيه سفر التكوين والمزامير بشرح يكشف خفي مقاصدهما. فاقتبس منه ابن الصليبي مرتين في تفسيره اللفظي لسفر التكوين في تفسير الآية: “وانبت الرب من الأرض شجرة شهية المنظر” الخ وثالثة في تفسير شجرة الحياة، ورابعة في الشرح الروحي للمزمورين السابع والحادي والعشرين، ثم نقل بعد ذلك باختصار عنه وعن اثناسيوس ودانيال وسائر المفسرين[560] ولم نقف عليه في موطن أخر وزمانه مجهول واحسبه من علماء المئة التاسعة أوالعاشرة.

 

 

170: كرشون الغريب

 

كرشون أديب يجيد السريانية واليونانية، متوفر حظه من العلوم المنطقية. وقفنا له على رسالة لطيفة بليغة جمعت فوعت وهي 32 صفحة. منها 22 تشتمل على تعريفات فلسفية وعلمية وجيزة، محكمة الوضع سديدة المنهج على طريقة المسئلة والجواب، و10 تولى فيها ترجمة الألفاظ اليونانية بالسريانية ولم يدع آبدة إلاَّ قيّدها، أراد بها نفع أهل الجدل لأصحاب البدع. ولم يزد اسمه عن “كرشون الغريب”[561] ونظنه إما كان موجوداً في أواخر المئة التاسعة، أو أنه أحد الرهبان السبعة المناطقة الحكماء الذين أزهروا في أديار ملطية، ونفاهم اليونانيون حسداً إلى القسطنطينية مع اياونيس الثاني مطران ملطية حوالي سنة 1003 فقضوا في السجن بعد سنة 1005 بمديدة[562].

 

 

171: أيوب المانعمي

 

هوأيوب الحبسناسي الأصل المانعمي المولد من أهل طور عبدين، ابن أخي داود مطران حران (855 – 880) نسيب مار شمعون الزيتوني (734+) [563]شدا طرفاً من الأدب في دير قرتمين أوفي مدرسة حبسناس التي أنشاها المطران شمعون. وانشأ في سلخ القرن التاسع أوصدر العاشر، سيرة هذا القديس ودوّن في أخرها اسمه ونسبه. وقد ألحقت بها ذلك أخبار منها تتعلق بتاريخ طور عبدين ومنها واهية قصصية لا صلة لها بالمترجم فوقعت في 42 صفحة[564].

 

 

172: مار موسى ابن كيفا 903+

 

من علمائنا الثقات وفلاسفتنا ولاهوتيينا الإثبات، ملفان البيعة البعيد صوته، نسيج وحده واوحد عصره المستحسنة مذاهبه الكثيرة مصنفاته الممتعة تأليفه اللاهوتية، المفروضة دراستها على رجال الدين.

وهو موسى ابن شمعون المشهور بابن كيفا. ولد في بلدة كحيل أومشهد كحيل حوالي سنة 813 في رواية قديمة[565] ودخل دير مار سرجيس في الجبل القاحل بين سنجار وبلد، وقرأ السريانية على رئيسه الربان قرياقس واغترف من علوم الكتاب العزيز والفلسفة واللاهوت، آخذاً عن أساتذة ديره ما وعته قريحته المتوقدة وساقه إليه اجتهاده ونزعت إليه همته البعيدة. فأحاط بأصول العلوم وفروعها، وغاص على دقائق المسائل وغوامضها، وذهبت له سمعة إدانته من مستوى العلامة الرهاوي. رُسم أسقفاً لبارمان وبيت كيونا عام 863 وضمت إليه زماناً أبرشية الموصل[566] وأقام نائبا لكرسي تكريت في أثناء فراغه مدة عشر سنوات بعد وفاة المفريانين ملكي صادق وسرجيوس. وجاور ربه في 12 شباط سنة 903 وقد ناهز التسعين من العمر، وعيدت له البيعة.

ودونك ثبت مصنفاته التي عمل بعضها إجابة إلى التماس اغناطيوس أسقف قرونتا، وأستاذه ورئيس ديره الربان قرياقس وتلميذيه الربان حبيب والربان بولس.

1: تفسير العهد العتيق، قال ابن العبري انه فسّر أسفار العهدين تفسيراً مطولاً عجيباً[567] وجاء في ترجمته انه فسّر المزامير وأسفار التوراة الخمسة والقضاة والأنبياء والإنجيل وأعمال الرسل. وذكر هو نفسه تفسيره لسفر التكوين في كتاب الفردوس وكذلك ابن الصليبي في التفسير اللفظي للسفر المذكور، بقي منه في خزانة لندن نسخة مخرومة[568] ونبذ[569] وعنه نقل ابن الصليبي اثنين وثلاثين فصلا من تفسير المزامير[570].

2: تفسير العهد الجديد، ونوّه ابن كيفا في بعض فواتح تصانيفه، وبقي منه تفسير إنجيل لوقا[571] وإنجيل يوحنا جاء في 620 صفحة في نسخة بخط غربي مضبوطة كاملة[572] وفي مصحف بخزانة لندن تفسير إنجيلي متى ولوقا والرسائل إلى رومية وافسس وقورنيثة الأولى[573] وحفظ تفسير الرسائل البولسية وهو مختصر في مصحف قديم بباريس[574]  وكذلك في الخزانة الزعفرانية نسخة قديمة من تفسير الرؤيا[575].

3: تفسير الأيام الستة، صنفه بعد تفسير الأناجيل الأربعة وكتاب النفس إجابة إلى طلب اغناطيوس أسقف قرونتا وهوخمس مقالات. الأولى خمسون فصلا 53 صفحة ويتخلل الفصول 27 و 28 و29 نقصان، والمقالة الثانية 145 صفحة في تفسير متن الكتاب الإلهي في الخلقة وهي مخرومة قليلا في أخرها، والمقالة الثالثة في الشمس والقمر والكواكب والطير السابح والماشي والهوام، واحد وعشرين فصلاً، والرابعة في العناصر الأربعة 24 فصلاً، والخامسة في ما هو موجود ويفعل في منطقتي الجو فوقنا أي المناطق العليا والوسطى، 38 فصلا وهي مخرومة قليلا. والكتاب يبحث في وجود الله و وحدانيته وتثليثه وانه أزلي وغير محدود وغير مدرك، وفي اقنومي الكلمة والروح القدس، والعالم المحسوس ويفند مذهب القائلين بازلية المادة. وتفسيره للكتاب العزيز روحي ورمزي ويستشهد باثناسيوس وافرام وباسيليوس والنزينزي والنوسي وزينوبيوس وقورلس والسروجي وفيلكسينيس وسويريوس وساويرا سابوخت ويعقوب الرهاوي، وثاودورس المصيصي النسطوري مرتين. منه نسخة بالموصل بخط القس محبوب الشوفيتي أنجزها سنة 1220 وعنها نقلت نسختنا ونسخة خزانة برمنكهام[576] ونسختان في باريس[577].

4 – 5: كتاب خلقة الملائكة فسّر فيه متن الكتاب العزيز تفسيراً لطيفاً وروحياً. وأكثر استشهاده فيه بافرام وباسيليوس والثاولوغس والذهبي وسويريوس، ثم بالاريوفاغي ومتوديوس واوسطاثيوس الانطاكي والنوسي وابيفانيوس وثاودوطس الانقري وقورلس ويوحنا فيلوفونس وليتورجية يوحنا البصري والرهاوي. وهو238 صفحة بقطع وسط و54 فصلاً ينقص منه التاسع وطرف من السادس والأربعين. ويلحق به في ما نرى كتاب الرتبة الملائكية ويرجع فيه إلى أراء يعقوب أخي الرب في ليتورجيته واثناسيوس وباسيليوس والسروجي والاريوفاغي وسويريوس، وهو 16 فصلاً في 60 صفحة[578] وهذان الكتابان مجهولان في أوربا.

6: كتاب فردوس النعيم: مقالتان الأولى 28 فصلاً والثانية تتضمن التفسير الروحي وصرح المؤلف في المقدمة إنها 7 فصول. استشهد فيه بثلاثة عشر ملفاناً اخصهم فيلكسينس والنوسي والنزينزي والسروجي، ثم بمقالة اثناسيوس في الصليب ونيميسيوس الفيلسوف أسقف حمص وذكره في الفصل العشرين، وقورلس الاسكندري في تفسير اشعيا وكتابه العبادة بالروح، والرد على يليانس الجاحد، ومقالة يوحنا الناسك في علة هذا العالم ومجيئ العالم الجديد، وسويريوس ومقالة اللاهوت للرهاوي. وقرأنا في أخر الفصل السابع من المقالة الثانية إن المؤلف توقف ولم ينجز الكتاب. ولكن شابو يقول إن ترجمته اللاتينية بقلم اندراوس ماسيوس وقد طبعت سنة 1569 هي ثلاث مقالات[579] .

7: كتاب في القيامة 24 فصلاً[580].

8: كتاب جليل في النفس البشرية 65 فصلاً[581] وليس 41 كما قال دوفال والنسخة الواتكانية [582]40 يستشهد فيه بتعليم أدي وايروثاوس ومتوديوس وافرام وباسيليوس وقورلس الاورشليمي واللاهوتي والنوسي والذهبي وثاوفيلس وقورلس والأب اشعيا والسروجي والمنبجي وسويريوس والرهاوي، ومرة بأفلاطون وأرسطو وابوليناريوس اللاذقي وثاودريطس القورشي ويوحنا فيلوفونس ونقله برون إلى الألمانية سنة 1891.

9: كتاب في السلطة الذاتية والحرية والآفات الطبيعية، أربع مقالات و208 ص حجم وسط، موضوعه جدلي لاهوتي برهن فيه على أن الموت بأنواعه لا ينزل بالناس إلا بأمر الله وسماحه، وردّ على الوثنيين وأصحاب ماني ومرقيون وغيرهم من القائلين بالقضاء والقدر مستشهدا بالأئمة، منه نسخة فريدة بلندن[583] في غاية القدم بخط شمعون تظن أنجزت في القرن العاشر أوالحادي عشر، دوّن فيها اسم المؤلف مرارا ومكتوباً بالعرض على طرف الكتاب سقط منها الفصل الأول وبعض الثاني وأول المقالة الثانية. وإنشاؤه سلس وقد نسب سيرة مار سويريوس إلى يوحنا ابن افتونيا.

10: تفسير الأسرار الكنسية، المعمودية وكتبه إلى صديقه اغناطيوس 24 فصلاً[584] والقداس والميرون[585].

11: تفسير أسرار الرسامات الكهنوتية أي الشمامسة والقسوس والأساقفة[586].

12: أسباب الأعياد والخطب على مدار السنة دبجه إجابة إلى التماس بعض الإخوة أنجِيَته كما ذكر في مقدمته أي الفصل الأول. وهو مجلد ضخم ضمنه خطباً ومواعظ من تجديد البيعة حتى عيد الصليب. وفيه خطب لأعياد بعض الشهداء والقديسين بعضها مقسوم فصولاً، ومنها ما حوى خمسين فصلاً وجيزاً كخطبة الميرون. منه نسختان في كل من لندن[587] وباريس[588] وطور عبدين[589] وخزانتنا ونسخة في خزانة الشرفة[590].

13: كتاب الابحاث أوالمجادلات نقضاً للبدع ورد في ترجمته وذكره السمعاني. وجاء في كتاب الفردوس ذكر مقالة له مقالة في البدع ولكن نسختنا السريانية تخلو منها. وقال ابن الصليبي في التفسير اللفظي لسفر التكوين “وعمل ابن كيفا كتاب نقض البدع كما كتب في كتابه: الأيام الستة”.

14: تفسير منطق (ديالقطيقي) أرسطو ذكره ابن العبري[591].

15: تاريخ كنسي ذكره في ترجمة له قديمة[592] وقيل أن نسخته بخطه كانت في أورشليم، ومنها نقلت سيرته. فان صحّ يظهر انه فقد من عهد عهيد فان المؤرخين ميخائيل والرهاوي وابن العبري لم ينوّهوا به على الإطلاق.

16: خطبة تتلى حين توشيح الرهبان بثوب الرهبانية وأضاف إليها ابن الصليبي قطعة، وردت في كتاب الرسامات[593].

17: عشرة فصول في قصّ شعر الرهبان[594].

18: خطبة في تقديس الميرون وردت في الكتب الطقسية[595].

19: خطابان[596] احدهما لتعليم أبناء البيعة الارثذكسية والثاني بيّن فيه سبب إطلاق نعوت وأسماء متنوعة على السيد المسيح[597] ولعل الأول هو المعنون بتحذير وتنبيه لأبناء البيعة المقدسة 10 فصول[598].

20: أربع مواعظ للتجنيز إحداهما تتلى في جناز طبقات الاكليروس والثانية تتلى في سائر الجنائز[599].

21: ليتورجيتان بدء الأولى: أيها الرب الإله النور الأزلي والحقيقي، 9 صفحات[600] والثانية: أيها الإله الطاهر والقدوس الكائن إلى الأبد[601].

22: خمس حسايات للميلاد والشعانين والأحد الثاني من أحاد (المدبرنوث) أدخلت في كتاب الفرض[602].

23: ونسب إلى ابن كيفا كتاب في الكهنوت اختلف فيه. منه نسخة في القسطنطينية منقولة سنة 1574 عنوانه: ست مقالات في الكهنوت السموي والأرضي لابن كيفا، المقالة الأولى 8 فصول، والثانية 18 رأسا، والثالثة فصلان والرابعة 13 فصلاً، والخامسة في استعمال الكهنة وفي أن الكهنوت لا ينفع شيئا بغير صالح الأعمال، 5 فصول والسادسة كذلك في تفسير العماد والقداس والميرون والخدمة الكهنوتية. وهو زهاء 92 صفحة. ونسخة في الشرفة عنوانها: ميامر في الكهنوت لموسى ابن كيفا تقع في 146 صفحة[603] وارتأى بعضهم أن صاحب كتاب الكهنوت هو اياونيس الداري ولكن لهذا في الكهنوت والكاهن أربع مقالات وردت في كتابه “اللاهوت”[604] 67 صفحة وعدد فصولها وصفحاتها يخالف فصول الكتاب المبحوث عنه والأرجح أنهما كتابان مختلفا.

 

 

173: حزقيال الثاني مطران ملطية 905

 

درس العلم وترهب في دير مار اتونوس رسم سنة 889 مطرانا لملطية وتوفي حول سنة 905 وكان من ذوي البسطة في العلم والأدب. قال ميخائيل الكبير ” كان حزقيال رجلاً كفوءاً شروى سلفه مار توما الحكيم المنطقي القديس الذي كان من رهبان دير مار برصوم ورسم لملطية عام 869″[605] وحبّر حزقيال قصيدة بليغة عامرة الأبيات سروجية البحر نعت فيها فضائل مار برصوم الناسك. وجدنا طرفاً منها في كتاب عتيق في قرية “كنّكي” بخط المطران إبراهيم المانعمي سنة [606]1478 .

 

 

 

174: ديونيسيوس الثاني 909+

 

تروض في الرهبنة والعلم في دير بيت باتين ورُسم بطريركاً أنطاكياً في نيسان سنة 896 وعقد فوراً مجمعاً في دير مار شيلا بحضور خمسة وثلاثين أسقفاً، وسن خمسة وعشرين قانوناً[607] وتوفي في دير بيت باتين سنة 909 بعد أن دبر الكرسي ثلاث عشرة سنة ورسم تسعة وأربعين مطراناً وأسقفاً[608].

 

 

175 – 176: الرهبان روفيل وبنيامين

 

تميز الرهبان السريانيان روفيل وبنيامين بعلم المنطق وكانا أستاذين في بغداد على الأرجح، واحسب أنهما اشتهرا في صدر القرن العاشر، وكان روبيل غواصاً في دقائق المسائل يشبعها شرحاً. وعليهما قرأ علم المنطق بشر بن متى النسطوري الذي إليه انتهت رئاسة علماء المنطق في زمانه كما ذكر ابن العبري[609] وتوفي عام 925.

 

 

 

 

177: دنحا الفيلسوف 925

 

كان أبوزكريا دنحا السرياني متفلسفاً جدلاً نظاراً، جرت بينه وبين ابي الحسن علي المسعودي مناظرات كثيرة ببغداد في الجانب الغربي بقطيعة أم جعفر، وبمدينة تكريت في الكنيسة المعروفة بالخضراء، في الثالوث وغيره وذلك في سنة 313 هـ (925 م) وقد أتى المسعودي على ذكرها في كتاب المسائل والعلل في المذاهب والملل، وفي كتاب سرّ الحياة. قال ورأيت له كتاباً في ذكر ملوك الروم واليونانيين وفلاسفتهم وسيرهم وأخبارهم[610].

 

 

178: الشماس شمعون النصيبيني950

 

اشتهر الشماس شمعون في نصيبين في أواسط المئة العاشرة حوالي سنة 950 وصنف بالسريانية تاريخاً مدنياً دينياً من القرن السادس إلى زمانه، لم يصل إلينا منه سوى نتف نقلها عنه المطران إيليا النصيبيني المعروف بابن السنّي في تاريخه المعروف، حيث روى أربع حوادث منها اثنتان طبيعيتان سنة 918 و [611]922 وجاء ذكر شمعون أيضاً أربع مرات في مجموعة أخبار تتعلق بماردين وما والها من بلاد ما بين النهرين، جمعها بعض المتأخرين غير الاثبات بالعربية العامية، مستنداً في رواياته القديمة إلى ستة كتّاب مجهولين عرفنا منهم الشماس المترجم[612].

 

 

179: يعقوب مطران ميافارقين 967

 

درس يعقوب وترهب في دير “بيزونا” وفي حدود سنة 940 رسمه البطريرك يوحنا الخامس مطراناً لميافارقين، وتوفي نحو سنة 967 وخلفه طيمثاوس[613] وكان منشئاً أديباً له موعظة حسنة تتلى على الكهنة والشمامسة في أثناء سيامتهم بدؤها: إذا أثرت التقدم إلى خدمة الله، وهي التي تتلى حتى اليوم قبل المباشرة بالرسامات[614] واخطأ من نسبها إلى يعقوب البرطلي، وأولهم السمعاني الذي خلط بين مدينتي ميافارقين وتكريت وغيرها كما نبّه عليه القس مارتان، مع إن البرطلي لا دخل له في تكريت.

 

 

 

180: يحيى بن عدي 974+

 

هوزكريا يحيى بن عدي بن حميد بن زكريا المنطقي التكريتي نزيل بغداد قرأ على أبي بشر متى وأبي نصر الفارابي وجماعة. وكان أوحد دهره واليه انتهت رئاسة أصحابه، عمّر إحدى وثمانين سنة وتوفي سنة 974 وألف كثيراً أحصينا له في ترجمتنا له سبعين مؤلفاً بين كتاب ومقالة[615] ونقل من السريانية إلى العربية عشرة كتب وهي كتاب النواميس لأفلاطون[616] وكتاب ثاوفرسطس[617] وكتاب ما بعد الطبيعة[618] وتفسير كتاب الجدل، والكلام على سوفسطيقا، والكلام على الشعر، والمقالة في البحوث الأربعة، والمقالة الثانية من كتاب السماع الطبيعي، وحرف (مو) من كتاب الإلهيات لأرسطو، والكلام على الآثار العلوية[619] – وأصلح نقل ثلاثة وهي كتاب تفسير الاسكندر لكتاب السماء والعلم، ونقل بشر بن متى[620] والمقالة الأولى من كتاب السماع الطبيعي، نقل على روَح الصابئ، وقول لأفلاطون سماه طيماوس[621].

 

 

181: اثناسيوس اسقف قليسورا 982+

 

رُسم أسقفاً لقليسورا حوالي سنة 970 وتوفي سنة 982[622] وكان كاتباً بليغاً، له حساية مطلولة تتلى في ليل عيد مار هارون الناسك بدؤها: حمدا لبحر الغبطة الأزلية الذي لا يُقاس[623].

 

 

 182: متى أسقف الحصاصة

 

كان متى أسقفا لبلدة الحصاصة القريبة من تكريت وقد خربت منذ دهر طويل. وكان أديباً وفي إنشائه طرف من التعقيد. صنّف ليتورجية وجيزة أولها: امنحنا ربنا في هذا الوقت أمناً دائماً وسلاماً لا يفسخ عهده[624] نحلها كثير من النسّاخ متى الراعي أو هرما الذي ظنوه أحد المبشرين السبعين وذلك غير صحيح وجاء في نسخ شتى انه أسقف الموصل[625] أما زمان متى فيشبه أن يكون القرن العاشر.

 

 

 

183: الحسن ابن الخمار

 

هو أبو الخير الحسن بن سوار بن بابا بن بهنام المعروف بابن الخمّار[626] ولد في بغداد سنة 942 وقرأ الحكمة على يحيى بن عدي وتميز بالاضطلاع من السريانية والعربية وحذق أصول صناعة الطب وفروعها وتبحر في الحكمة. وكان في نهاية الذكاء والفطنة فيلسوفاً حسن التعقل والمعرفة والسياسة لفقهاء الناس ورؤساء العوام والعظماء والملوك. ووفى صناعته حقها بالتواضع للضعفاء وبالتعاظم على العظماء، فإذا دعاه السلطان ركب إليه في زي الملوك والعظماء، حتى انه ربما حجبه في هذه الحال ثلثمائة غلام تركي بالخيول الجياد والهيئة البهية. وكان السلطان يمين الدولة محمود بن سبكتكين صاحب بخارا يجلّه غاية الإجلال. وعد له ابن أبي اصيبعة أربعة عشر كتاباً[627] ونقل كتباً كثيرة من السرياني إلى العربي وقد أجاد فيها، ذكر منها ابن النديم أربعة وهي: الآثار العلوية، واللبس في الكتب الأربعة في المنطق، ومسائل ثاوفرسطس، والأخلاق[628] وذكر ابن أبي اصيبعة كتاباً خامساً وهو تقاسيم ايساغوجي وقطيغورياس لالينوس الاسكندراني قال وشرحه على طريق الحواشي[629] وكان ابن الخمّار حياً سنة 997 وعاش بعدها مدة أما سنة وفاته مجهولة.

 

 

184: الأسقف الرهاوي صاحب كتاب علة كل العلل

 

كان هذا الأسقف عالماً جليلاً وكاتباًّ مجيداً رائق الديباجة مصقول العبارة منسجم التراكيب، وهو مجهول الاسم لكتمانه إياه في فاتحة كتابه الشهير الموسوم بعلة كل العلل. وإنما ذكر انه رهاوي قضى في الأسقفية زهاء ثلاثين سنة وعالج أمور الناس فذاق منها المرائر، فهجر ابرشيته ردحاً من الزمن ثم استأنف الرعاية ثم استقال منها لشدة مقاومة العصاة له، وبعد أن انفرد في بعض الجبال مختلياً في الصلاة والعبادة في صحبة نفر من النساك الأتقياء، فكر في دعوة الناس قاطبة إلى التحابب لإيمانهم بدين واحد فصنف كتاباً بالسريانية اسماه “علة كل العلل أو كتاباً عاماً لأمم التي تحت السماء قاطبة” وفيه يعلم كيف تدرك معرفة الحق، وحرض القراء على نقله من لغة إلى لغة وإبلاغه إلى سائر الشعوب لكي يفوزوا بالخلاص الأبدي أي يملكوا جنة عدن. واعتذر إلى رؤسائه بقوله: “إن الله نفسه أراد تأليف هذا الكتاب لا المؤلف” وثبت عندنا من متانة إنشائه وجودته والأبحاث التي عالجها انه عاش في النصف الثاني من المئة العاشرة لا قبل ذلك. ولا يصح تأخير زمانه إلى المئتين الحادية أوالثانية عشرة كما ذهب بعض المستشرقين. وقرأنا في كتاب الخطب السنوية بلندن[630] بخط الراهب صليبا الذي فرغ منه في 28 حزيران سنة 1015 أن الذي استكتبه هواثناسيوس أسقف حصن فطروس، كذا، وصوابه حصن بطريق، ابن أخي من يعرف الله اسمه؟ ولم يرد اسم هذا الأسقف في جريدة الأساقفة لمار ميخائيل الكبير، ولا شك انه من الأساقفة القليلين الذين ضاعت أسمائهم، أوهواثناسيوس مطران “كودفي وخرشنة” الثالث والثلاثون من أساقفة البطريرك يوحنا الثامن ابن عبدون، ذلك أن بلدة حصن بطريق لم تذكر بين الأبرشيات السريانية. ويظهر انه كان ابن أخي الأسقف الرهاوي صاحب هذا الكتاب الذي ذكر في فاتحته “إن الله يعرف اسمه” والكتاب كسر على تسع مقالات و66 فصلاً، ولكن سائر نسخه لا تتعدى الفصل الثاني من المقالة السابعة، وقد أهمل العلماء الكنسيون ذكره على الإطلاق لتطرف صاحبه في قول لا يثبت على النظر. اعتمد فيه المؤلف على البراهين العقلية متحاشياً عن النقلية ما عدا التوراة، إذا كان لا بد له من أساس يبني عليه. وبحث فيه عن وجود الله ووحدانيته واقانيمه وخواصها وتجسد كلمة الله، وانه علة كل العلل وعنايته تشمل الكل. وهل هو مدرَك أم لا، ولمَ خلق الكائنات وهل يوجد عالم آخر ثان. وبحث في الإنسان وطبيعته وكيف يستطيع أن يعرف الله. وهل أن كتاب التوراة صحيح وكيف خلق النور والسماء والرقيع والأفلاك، وتكلم عن الشمس والقمر والنجوم والأثير والهواء والسحب والبروق والمطر، واختلاف الفصول وصنوف الطير والأرض والمعادن والماء والينابيع الحارة والشجر والنبات والحيوان والبهائم وكيف يجب أن نفكر في هذه كلها وبم يرتقي عقل الإنسان وهل يوجد حد لمعرفة الحق. وبحث في ملكوت السماء وجهنم، وتكلم أيضاً على تسلسل البشر ولمَ اختلفت صورهم وتباينت أصواتهم وأشكالهم، ولمَ مُصرت المدن وتنوعت الأديان، وبحث في الكهنوت وسياسة الرؤساء للناس.

زعم شابو[631] “إن المؤلف كان يحاول توحيد الدين في العالم فتحاشى عن الكلام عن التثليث والتجسد الإلهي” والصحيح انه بحث عن سر التثليث في الفصل السادس من المقالة الأولى وصرّح بالتجسد أيضاً. وقال: “انه كان يعطف على الفلسفة الصوفية التي فشت عند العرب” والأصح انه كان مطلعاً على ما وصلت إليه العلوم عند العرب في القرون الوسطى. ويعتبر القسم الثاني من كتابه موسوعة من العلوم التي كانت تدرس في سورية عصرئذٍ، مضيفاً إليها بعض معلومات أصلية ساقه إليها اجتهاده – في خزانتنا منه نسخة نفيسة وقعت في 404 صفحات أكثرها كتب بخط واحد جليّ حسن في القرن الثالث عشر واقلها بخط أحداث[632] ونشر “كيسَر” هذا الكتاب وطبع “سيجفريد” ترجمته الألمانية سنة 1889 – 1893 واخطأ من نحله مار يعقوب الرهاوي كالراهب القس عبد النور الامدي الذي نقله إلى العربية حوالي سنة 1730.

 

 

185: علماء السريان في القرن العاشر

 

أخرنا هذا العدد إلى نهاية القرن، وحقه التقدم عليه ليزداد إيضاحاً ردّنا على القس يوحنا شابو في زعمه[633] “إن نور العلم خبا عند السريان في القرن العاشر فلم ينجم فيه غير الشماس شمعون النصيبيني ويوحنا تلميذ مارون” مقلِّداً رايت[634] ودوفال[635] وينقض هذا الزعم انه نشأ في هذا القرن عدة علماء مرت بك تراجمهم وهم:

1: الفلاسفة الستة، روبيل وبنيامين الراهبان ودنحا النظّار ويحيى بن عدي وابن الخمّار، والشماس عيسى ابن زرعة وستقرأ ترجمته (910 – 1007) وكلهم كانوا مضطلعين بالسريانية. ومنها نقل الثلاثة الاخيرون عدة كتب فلسفية وطبية إلى العربية الفصحى بحذاقة فائقة. وناهيك بعلم من ينقل أمثال هذه الكتب. فضلاً عن تآليف لهم شتى، وإذا كانت مصنفاتهم المعروفة بالعربية فذلك لا يخرجهم عن العلماء السريانيين. 2: تقدمت أيضاً تراجم حزقيال الملطي وديونيسيوس الثاني ويعقوب الفارقي واثناسيوس القليسوري، وسوف تأتيك ترجمة اثناسيوس الرابع (905 – 1002)

3: أضف إلى هؤلاء عشرة علماء من حضنة العلم والراسخين في الفلسفة وان لم نعرف لهم تأليفا وهم: غريغوريوس مطران ملطية وقلوديا (923 – 964) والربان مقيم عماد جبل الرها وأستاذ يوحنا مارون، وسرجيس مطران افامية الشيخ (956 – 975) الذي رافق يوحنا السابع إلى العاصمة عام 968 وسبعة رهبان حكماء فضلاً من أديار ملطية اعتقلهم اليونان في القسطنطينية حول سنة 1003

4: متى أسقف الحصاصة والأسقف الرهاوي صاحب كتاب “علة كل العلل” وقد رجحت الأدلة على أنهما من رجال هذه المئة، فهؤلاء ثلاثة وعشرون من ذوي العلم والأدب ما عدا الذين نجهلهم. ولو تروى حضرته وصاحباه لرأوا أن حملة العلم السريانيين كانوا أكثر من أهل التحصيل اللاتين في هذا القرن الذي نعته مؤرخوهم بالقرن الحديدي، ولو أنصفوا لقالوا إننا لم نقف إلا على اثنين منهم، فان عدم اطلاعهم لا يخولهم حق النفي، وضياع بعض المؤلفات لا يزري بحق أصحابها.

 

 

186: اثناسيوس الرابع 1002+

 

يعرف اثناسيوس الرابع الصلحي نسبة إلى الصالحية لا إلى صلح وكان اسمه لعازر، ترهب وقرأ العلوم في يدر ما هارون المعروف بالشغر وذهب له صيت بالحكمة والورع. وُرسم بطريركاً سنة 986 وأقام في دير البارد وزاده عمارة وزينه، وتوفي عام 1002 بعد أن رسم تسعة وثلاثين مطراناً وأسقفاً. وفي سنة 1000 جمع وعين قراءات العهدين العتيق والجديد أي الفصول التي تتلى في الكنيسة بالغاً في انتقائها إلى منتهى الذوق والترتيب[636].

 

 

187: الأنبا يوحنا تلميذ مارون 1003+

 

من ذوي العلم الثاقب والنساك المتورّعين. تظن ولادته في حدود سنة 920 ونسك في جبل الرها متتلمذاً لمارون الناسك[637] فنسب إليه. وقرأ على الربان مقيم دعامة الجبل الكبرى متروضاً في الأسفار القدسية والفلسفة فكان لهه منها السهم الأكمل. وحوالي سنة 970 – 975 قدم إلى دير سرجيسية الذي عُمر حديثاً في سفوح بلد جوباس عام 958 وطفق يعلم الرهبان فذهبت للدير بإمامته شهرة طائلة علماً ودراسةً وتفسيراً وبحثاً، واقبل إليه كثيرون ممن أخلى للعلم ذرعه، وصار فيه عدة كتّاب، وسنة 987 انتقل إلى دير ابن جاجي بالحاف البطريق اوطوخس وأتمَّ عمارته التي باشرها رئيسه الراهب إيليا التكريتي وأطلق عليه اسم الشهداء الأربعين. واجتمع إليه رهبان عديدون من المنقطعين لطلب العلم فلقّنهم علوم الدين. وبعد أن مكث فيه اثنتي عشرة سنة وبلغ عدد قسوسه المئة والعشرين، وانقطع إلى الخلوة في دير مار هارون في الجبل المبارك عام 999 وفيه لقي ربه شيخاً كبيراً في الرابع والعشرين من شهر حزيران عام [638]1003.

وكان الأنبا يوحنا مع تبحره في العلوم التي ألمعنا إليها، متلألئاً بالقداسة متحلياً بصنوف الفضائل بزَّ معاصريه جُملة وبان فضله عليهم بموضعه من الحكمة وكونه بحراً هم جداوله ولقب ببحر الحِكم وبالملفان. فسّر سفر الحكمة[639] وله مقالة في تجسد كلمة الله ومعتقد الآباء القديسين القويم أجاد فيها، وهي سبع صفحات[640].

 

 

188: عيسى ابن زُرعة 1007+

 

هو الشماس أبوعلي عيسى بن زُرعة بن اسحق بن مرقس احد المتقدمين في علم المنطق وعلوم الفلسفة والنقلة المجوّدين. ولد في بغداد في 15 أيلول سنة 942 ونشأ بها وكان كثير الصحبة والملازمة ليحيى ابن عدي، محدثاً مليح المجلس ملازماً للتدريس والنقل والتصنيف. مفتوناً بالتجارة إلى بلد الروم وله فيها أضداد من تجار السريان قد سمعوا به دفعات إلى السلطان وصودر على أموال، ولحقته عدة نكبات. وحرص في أخر عمره على مقالة في بقاء النفس فأقام نحواً من سنة يفكر فيها ويسهر لها حرصاً على عملها[641] قال ابن العبري انه صنف خمسة كتب[642] ونقل من السريانية إلى العربية ستة كتب في المنطق والطب نقلاً بلغ فيه غاية الإتقان[643] ذكر منها ابن النديم خمسة وهي: 1: كتاب الحيوان لارسطاطاليس 2: كتاب سوفيسطا الفص له 3: كتاب منافع أعضاء الحيوان بتفسير يحيى النحوي 4: مقالة في الأخلاق مجهولة 5: خمس مقالات من كتاب نيقولاوس في فلسفة أرسطو[644] وتوفي في 16 أيلول سنة 1007.

 

 

 

189: ابن قيقي 1016

 

هو اغناطيوس مرقس ابن قيقي البغدادي من أسرة ثرية، كان ارخدياقون بيعة الموصل، وفي رواية راهباً في دير ابن جاجي أو انه فيه رُسم مفرياناً للمشرق عام 991 وبعد أربع وعشرين سنة وقع في محنة وجحد الإيمان المسيحي سنة 1016 فسقط وذل. ثم ارعوى وتاب توبة نصوحاً، فأنشد وكان اشعر أهل عصره قوي البراعة بليغ البيان، فياض القريحة شائق اللفظ رشيق المعنى، قصيدة سروجية البحر مطولة من القصائد المختارة رثى بها نفسه بأسلوب يكاد يحرك الجماد وهي 164 بيتا، فيها صنعة جميلة وفن بياني موفق استهلها بقوله: لقد عمل الشيطان بمكره عرساً للاثم، دعا إليه الأجيال والعشائر والقبائل، نقلناها عن نسخة فريدة في “أربو” بطور عبدين[645] وحبّر أيضاً نشيداً افرامي الوزن رقيقاً شجياً على الأبجدية وهو مستفيض على السن الاكليروس أوله: لا بكين وابكين وأُبكي الناس[646] ومعبرانا للتوبة لطيفاً بدؤه حينما أتذكر خطاياي[647] وأبياتاً افرامية مقفاة مهذبة خطاباً لبعض أصحابه مطلعها: وقفت على كتابك أيها الهمام. وينتقل إلى استثقال نير الحكام ثم يوبخ نفسه[648] ومات بعد أن بلغ من العمر عتيّاً.

 

 

190: الراهب لعازر 1024

 

كان لعازر احد رهبان دير سرجيسية ابن أخي الربان داوود، من أهل الأدب دخل إلى الدير عام 979 وفي سنة 1024 دوّن تاريخ ديري سرجيسية وابن جاجي الحديثين من تأسيسهما سنة 958 حتى سنة 1003 وقد نقلهما مار ميخائيل إلى تاريخه[649].

 

 

191: يوحنا مطران طور عبدين 1035+

 

ولد يوحنا في قرية باسبرينة بطر عبدين ودرس وترهب في دير قرتمين وكان من أرباب الاجتهاد ورُسم مطراناً لطور عبدين سنة 998 لا 988 كما جاء في التاريخ خطا، وعمد إلى النظر في المخطوطات القديمة فأتقن القلم الاسطرنجيلي فجدد استعماله بعد اندثاره من طور عبدين زهاء مائة سنة فذاع بذلك صيته. وذلك انه علمه أولاد أخيه الرهبان عمنوئيل وبطرس ويعيش، فكتب أولهم بخطه سبعين مجلداً من ترجمات الأسفار الإلهية البسيطة والسبعينية والحرقلية ومصنفات الأئمة، وأوقفها على دير قرتمين وكان خطه نفيساً مستوفياً أقسام الحسن، قال ابن العبري وكانت تلك المخطوطات فريدة لا مثال لها في الدنيا! تجد منها مصحفين في الخزانة البطريركية وهو في دير مار مرقس[650] وخزانة برلين[651] أما يوحنا فترجح وفاته حوالي سنة 1035.

 

 

192: الراهب يوسف المطلي 1058

 

كان الراهب يوسف المطلي أديباً شاعراً أسره الترك عند غزوهم لمدينة ملطيه وتنكيلهم بأهلها طمعاً بالمال عام 1058 ثم نجا منهم في من نجا من أهلها فرثى وطنه لما نزل من الجوائح بقصائد ثلاث[652] وأظنه من رهبان دير ابن جاجي وأخا يوحنا ابن القس موديانا مطران ملطية، فان هذا ذكر سنة 1061 أخويه الراهبين يوسف وحبيب[653].

 

 

193: يوحنا ابن شوشان 1072+

 

هو يشوع الكاتب ولد في ملطية وتروض في العلوم اللغوية والدينية والفلسفية وتنسك في بعض الأديار وتتلمذ للبطريرك يوحنا التاسع، وذهب له في التقوى صيت بعيد وقبض على أزمّة البلاغة. وسيم بطريركاً لأنطاكية في أمد عام 1058 وسمي يوحنا، وهو العاشر بهذا الاسم بعد تنصيب اثناسيوس الخامس ثم اعتزل ثم أعيد بعد وفاة نده سنة 1063 فأحسن التدبير ورسم سبعة عشر مطراناً وأسقفاً وتوفي في 6 تشرين الثاني عام 1072

وكان ممن حسن خطه وكثر ضبطه نسخ بيده كتباً كثيرة بديعة وجمع ميامر مار افرام ومار اسحق في مجلدة ضخمة ولم تتمّ. وأجاد في تبويب ميامر مار اسحق وتقسيمها وضبطها وشرحها على جهة التعليق[654] وانشأ مقالة نقض فيها مذهب الملكيين بعد أن افتتحها بدستور الإيمان خمس صفحات[655] ورسالة جدلية ضافية أنفذها إلى جاثليق الأرمن في ذميم العادات التي سرت في الشعب الارمني خلافاً للعرف الكنسي[656] ومجادلة لكريكور الثاني جاثليق الأرمن (1065 – 1069 وعزل ثم أعيد) وليتورجية مطلعها: يا ينبوع المحبة ومعين الصلاح وقيل أنه وضع انافورة ثانية لكننا لم نقف عليها. وطقساً مختصراً للعماد يستعمل عند مباغتة المنية للطفل، يقع في عشر صفحات[657] وسبع حسايات للأحد السابق للميلاد ومساء عيد مار سويريوس وصباحه، وورد اسمه معلقاً في أخر الحساية الثانية، وأصباح الأربعاء الأولى من الصيام وجمعة الأسبوعين الرابع والخامس منه وهما لزمان الآفات واحتباس الغيوث، والقومة الأولى من الشعانين[658] ودبج أشعارا بليغة لطيفة منها أربع قصائد بالوزنين السباعي والخماسي في نكبة ملطية عام [659]1058 وتنسب إليه بحسب رواية المطران سرجيس الحاحي (سنة 1483) قصيدة من مُحكم الشعر في مديح القديس يعقوب السروجي بدؤها: يسوع يا نوراً أبهج ضياؤه الأقطار بأسرها. تقع في أربع صفحات كبيرة[660] وكتب رسائل قاوم فيها بعض نِدّه وألف عظات ومقالات شتى وكلها مفقودة وكذلك قوانينه الأربعة والعشرون[661] ولم يحفظ منها سوى واحداً في فرض صلاة الليل على القسوس والشمامسة وجواباً[662] وله رسالة عربية مجمعية إلى خرستودولس (عبد المسيح) بطريرك الأقباط وردّ على غمز عادة السريان باستعمالهم الملح والخمير وشيء من الزيت في خبز القربان.

 

 

194: الراهب سرجيس

 

وجدنا في كنيستي “حباب وبانمعم” بطور عبدين[663] رسالة جيدة الإنشاء تجيء في خمس وعشرين صفحة، أنشأها مؤلف اسمه سرجيس كتم درجته الاكليركية تواضعاً، جواباً على إحدى عشرة مسئلة أنفذها إلى راهب قسيس اسمه يشوع، ردا على اعتراض الأرمن: على تقديم السريان الليل على النهار في طقسهم، وسبب استعمال الزيت والملح في خبز القربان ونبذهم للذبائح التي يستعملها الأرمن، وهل يجب الاقتصار على تناول الأسرار المقدسة قليلاً في السنة، وهل كان المسيح اللحم حينما كان على الأرض، ولم نقدس موائد التقديس والمذابح دون الصليب، ولم تناول القربان من الكأس بملعقة، ولماذا نعيد عيد الميلاد قبل الدنح ولا نعيدهما في يوم واحد ولا نسجد من احد القيامة حتى العنصرة، وهل يجب أن نعترف بخطايانا للكاهن. وقد أحسن سرجيس المجاوبة على هذه المسائل مستندا إلى شواهد من الأئمة. ولما كان قد نوه بالأسر الذي وقع فيه المسيحيون فاضطروا إلى أكل لحوم الخيل حينما غزاهم الترك، ولم يلمع إلى كتب الآباء الذين جادلوا الأرمن وهم ابن شوشان وابن اندراوس وابن الصليبي، رجحنا انه وضع رسالته بعد سنة 1058 بأمد يسير، أوبعد سنة 1084 التي فيها غزا الترك بلاد الشام والروم ودمروها تدميرا، فهاجر سبعين راهباً من أديار السريان إلى ديرنا بمصر[664] (1) وكان سرجيس راهباً قسيساً فيما نرى.

 

 

 

195: اغناطيوس الثالث مطران ملطية 1094+

 

قال ميخائيل[665] وابن العبري في حقه[666] “كان اغناطيوس من دير مار هارون الشغر متبحراً في أسفار العهدين ضليعاً في اللغتين اليونانية والسريانية، وفي النحو والفصاحة والفلسفة، أوحد عصره من طبقة توما الحرقلي ويعقوب الرهاوي، سليم القلب وديعاً رؤوفاً متزهداً فلا يبيت في قلايته شيء. رسمه خاله اثناسيوس الخامس مطراناً لملطية في 25 نيسان 1063 وهو الثالث باسم اغناطيوس، اضطهده اليونانيين وخاله على عهد قسطنطين العاشر دوقاس (1059 – 1067) فاعتقل في دير أبدوكوس مدة خمسة أشهر. ولما توفي البطريرك ذهبوا بالمترجم إلى القسطنطينية فأحسن الاحتجاج عن المعتقد القويم فنفي إلى جبل غايوس في مقدونية. وأقام ثلاث سنوات صابراً على صنوف المكاره، ثم أطلق سبيله عند وفاة الملك فعاد إلى أبرشيته سنة 1067 وكان قد أنشأ رسالة زهاء عشر صفحات حكى فيها ما أصابه في منفاه من الهوان[667].

اشتغل هذا العلامة بالنقول من اليونانية على طريقة الرهاوي. وعمل تاريخاً مدنياً دينياً وجيزاً[668] على منوال تاريخي الرهاوي والتلمحري وزاد عليهما أحداثاً شتى نقلها عن تواريخ يونانية، من أيام قسطنطين الكبير حتى زمانه. مقتصراً فيه على سلاسل ملوك الروم وأحبار السريان. دون مملكة العرب ودولة الترك التي بدأت في زمانه وقبله بمدة يسيرة، وبقية الكنائس. قال في مقدمته “أنني أرخت ما أمكنني باختصار وسذاجة أسلوب وأصبت أكثر التواريخ باللغة اليونانية ولم أجد بعد تاريخ التلمحري من عمل تاريخيا بلغتنا” أي انه لم يطلع على تاريخي ابن كيفا والشماس شمعون النصيبيني، وقد ضاع هذا التاريخ الذي اقتبس منه ميخائيل الكبير وكان مرجعه الوحيد في الكتاب الثالث عشر من تاريخه. وحلت وفاة هذا النابغة في تشرين الأول سنة 1094 بعد أن زين كرسي ملطية نيفا وإحدى وثلاثين سنة.

 

 

196: سعيد ابن الصابوني 1095 +

 

من فرسان البلاغة المعدودين والعلماء الراسخين في الفلسفة واللاهوت، وهو ملطي المولد والمنشأ، ترهب في دير”عرنيش” وحاز أوفر قسط من السريانية واليونانية والعلوم الحكمية وبدأ في روضة الفصاحة هزاراً صادحاً. رسم مطراناً لملطية باسم يوحنا عام 1095، ولم يمض له أربعون يوما حتى قتله جبرائيل اليوناني الحاكم ظلماً وتعسفاً وهصر غضن شبابه في 4 تموز. فنقم العدل الإلهي من الطاغية فقتل شر قتلة بعد ست أوسبع سنوات[669]

قال ابن العبري كان سعيد وأخوه أبوغالب عين أهل زمانهما، ونعت الحبر المترجم بصاحب (السدرات) الملفان القديس الذي يقضي منه العجب[670] وهذا ثبت تأليفه:

1: خمس عشرة حساية بليغة كان ألفاظها قِطع الرياض تجيء قي مئة وعشرين صفحة من القطع الوسط، وهي حسايتان لعيد مار برصوم إحداهما للمساء على الأبجدية طرداً وعكساً وفيها دعاء بحروف تضمنت اسم المؤلف، وحساية لكل من صباح احد الموتى وأربعاء ابجر الملك وخميس الأسبوع الرابع من الصوم، واثنتان للشهداء الأربعين، وأربع منطقية لمساء عيد مار جرجس مطلعها: تسابيح لا يعتيرها سكوت، والمدبرنوث، وصباح الأحد الثامن من القيامة، وعيد التجلي وبدؤها: حمداً لمن كان موجوداً، وعيد الصليب وقد أبدع فيها وأجاد[671] وهذه الثلاث يلوح على ديباجتها أسلوبها الفلسفي، وأودع الأخيرتين ألفاظاً يونانية، وصبح عيد ولادة العذراء ومساء الثلاثاء من أسبوع الصوم الخامس والعنصرة[672].

2: أناشيد تعرف بالقوانين لتلبيس الرهبان الاسكيم مؤلفة على اللحن الثاني من قوانين عيد الغطاس بدؤها: “لقد قوّيت أيها الصالح طبيعتنا الضعيفة” ذكر فيها اسمه[673]

3: طقس تبريك الأغصان في عيد السعانين، وضبط وصحح طقس السجدة للعنصرة[674]

4: تنقيح كلندار أعياد القديسين السنوي للرهاوي أضاف إليه أعياداً منها عيد مار يوحنا ابن عبدون بطريرك أنطاكية المعترف سنة 1030[675]

5: قصيدة طنانة نظمها على البحر الاثني عشري ذكر فيها محاسن القديس يعقوب السروجي الملفان وأسهب في مدحه، إجابة إلى طلب السيد عبدا أسقف “خرشنة” وكان شيخاً فاضلاً قد استقال من أبرشيته. وهي مائتان وتسعة وسبعون بيتاً تقع في اثنتين وأربعين صفحة، أبدع فيها وجرى في أسلوب الشعراء المجيدين فجاءت من غرر القصائد الجياد. وهي على الأبجدية مكررة في أولها ومطلعها في نسخة الخزانة القدسية : يا مخزن الكنوز الذي منه يغتني كل المعوزين. وفي نسخة باسبرينة: أيها الإله الغني الذي منه يغتني كل المعوزين. ولا قافية فيها إلا ما جاء عفواً وهونادر. النسخة الثانية لاتشتمل إلا على ثماني صفحات والباقي مخروم. والأولى كاملة دونت في القرن الثاني عشر وورد فيها اسم الناظم “شاعر غريب” وعلى الهامش بخط المطران سرجيس الحاحي “إن هذا الغريب هو ابن الصابوني محبر الحسايات النفيسة على ما قرأت في مصحف عتيق” وذكر الناسخ خطأ انه دبجها سنة 1455 يونانية في تشرين الثاني أي سنة 1143م ولا شك انه أقحم عدد الخمسين خطأً، وصوابه 1405 الموافقة لسنة 1093م ودليله ما جاء في البيت الثاني والأربعين وهو أنه قد مر على الملفان 570 سنة فإذا أضفت هذا العدد إلى 522 لان وفاة الملفان كانت في 29 تشرين الثاني كان المجموع 1092 – وحبّرها السيد يوحنا وهو في سن الشباب بدليل قوله في البيت المئة والاثنين والثلاثين “كيف أدنو من رتبة الملفان العظيم وعلمه وأنا حقير ضعيف قليل العلم حديث السن” وعليه ارتأينا انه عند قتله لم يكن قد ناهز الأربعين من عمره بل كان في العقد الرابع منه وا اسفاه. ونفى أن يكون احد تلامذته قرظه بقوله في البيت الثاني والأربعين “لقد مر على زمان الملفان 570 سنة وكم من أستاذ لمع وحكيم اشتهر، فلم يقدموا على الدنو من مدحه، ذلك أنهم رأوه فوق ثنائهم واليك طرفاً من مضمون هذه القصيدة العصماء:

إن الملفان هو الذي استنبط البحر الاثني عشري وهو أطول بحر لليونانيين والسريانيين

(البيت 80) انه نال موهبة الروح القدس في صباه (94) وان مار ساويرا بطريرك أنطاكية امتحن مقدرته (140) وانه اخبره بأمر شمعون الفخّاري فحرّضهما البطريرك على متابعة النظم (145) وقال في البيت (158) وما يليه: قد فجر الله ينابيع الحكم على لسان ميامر مار يعقوب ففاضت فيضاً. وتفيد منها يا هذا دقائق اللغة والوقوف على عجائب صنوف الكائنات وملكها الانسان، وأسرار عقائد التوحيد والتثليث والتجسد الإلهي” ووصف الأنبياء والرسل والشهداء. وان كنت ممن ركبته الآثام فانك واجد في ميامره ألف علاج فضلاً عن التعازي لمن تقسمتهم الهموم. ومن يطالع قصائده يحاذر الربى. وتراه قد حذَّر الرجال من مغادرة البيعة قبل نهاية القداس، وحذّر الناس من الزينة وأوصى النساء الشريفات بحمل طحين القربان إلى البيعة بأيديهن وألا يرسلنه مع الوصائف، وعلم الناس حمد الله على مائدة الطعام. وانه نظم قصائد في أهم أحداث العهدين وبشارة الرسل ومجمعي نيقية والقسطنطينية والملكة هيلانة، وطعن اليهود بسبع قصائد.

 

 

197: ديونيسيوس ابن موديانا 1120+

 

هويوحنا ابن القس موديانا (المعترف) الملطي. كان سنة 1061 شماسا رأيت له في باسبرينة خطّاً حسناً بالقلم الاسطرنجيلي ذكر فيه اسمه ونسبه وأخويه القسيسين يوسف وحبيب راهبي دير ابن جاجي، وفي هذا الدير ترهب هو أيضاً وأصاب من علومه حظاً وتتلمذ للبطريرك يوحنا ابن شوشان فرسمه أسقفاً لجوباس باسم ديونيسيوس سنة 1070 حين أخرب الترك جوباس لزم دير مار برصوم ونقل إلى ملطية عام 1102، وأقيل منها سنة 1113 بعد أن أحيى فيها معاهد العلم وأغناها بالمعارف معلماً فيها قراءة الكتب الإلهية ومصنفات الأئمة والألحان والخطابة والكتابة، وعليه تخرج البطريرك اثناسيوس السادس. قال مار ميخائيل في حقه: “انه كان ملفانا واليه يرجع فضل الانبعاث العلمي في ملطية إلى اليوم” اه[676] وبعد أن تولى رئاسة الكهنوت خمسين سنة لقي ربه شيخاً جليلاً عام 1120 ودفن في بيعة ملطية الكبرى. قرأنا له حساية بليغة أنشأها لطقس الشهداء المقابيين أولها: حمداً لسيد الجهادات ومكلل الأبطال[677].

 

 

 

198: اثناسيوس السادس 1129+

 

هو أبو الفرج الامدي آل كامرا، ترهب في دير مار برصوم وقرأ على ديونيسيوس ابن موديانا وحصّل السريانية علوم الدين، ودرس اللغة العربية وحذقها فأنزلت الفصاحة على قلمه[678] رُسم بطريركاً لأنطاكية عام 1091 وتوفي سنة 1129 بعد أن رسم واحداً وستين مطراناً وأسقفاً. وكان وسيماً جليلاً مهيباً مغرماً بالعلم جماعاً للكتب النفيسة يحمل معه أحمالاً منها أينما رحل، ورفع شأن البطريركية بما يليق من الأبهة، ولا يعاب إلا بشدة قسوته.

 

 

199: باسيليوس أبوغالب ابن الصابوني 1129 +

 

هو اخو يوحنا سعيد ابن الصابوني مطران ملطية. كان كأخيه علماً واضطلاعاً بالسريانية واليونانية والعلوم والفلسفة واللاهوتية. وأقام في دير “عرنيش” رسمه اثناسيوس السادس مطرانا للرها سنة 1101 لكنه وقّف عن الخدمة في السنة نفسها ثم حُرم لعناد وتمرد ظهر منه وابتعاد من التواضع، فضاع عمره وأقام على حاله حتى وفاة البطريرك فحله البطريرك يوحنا الحادي عشر والمجمع، بيد انه توفي في تلك الأيام عام 1129 ولا شك أن القلاقل التي اكتنفته حالت دون استثمار معارفه فلم نعرف له تأليفاً.

 

 

200: الراهب ميخائيل المرعشي 1138

 

كان الراهب ميخائيل من ديار مرعش وترهب في دير مار كوركيس كسليود في الجبل الأسود. ثم رح إلى دير المجدلية في أورشليم وفيه كتب عام 1138 فنقيثاً على مدار السنة، دوّن في أخر نبذة مفيدة إحدى عشر صفحة، ضمنها تاريخ بعض مطارنة أورشليم وخصوصاً أعمال اغناطيوس الثالث من آل كدّانا واستعادته قريتي بيت عريف وعدسية من المغتصب القائد كونفري، على يد الملك فولك[679] وقد نشرها القس مارتان ونقلها إلى الفرنسية سنة 1889 وأجمل الثناء على المؤلف ومقالته التي سدّ بها فراغاً في تاريخ الكرسي الأورشليمي[680].

 

 

 

201: القس ابدوكوس الملطي

 

كان القس ابدوكوس فاضلاً ورعاً يسحب للتقى سربال العفاف وعلا صيته بحسن سيرته. والأشبه انه تخرج في مدرسة ابن موديانا، ثم تصدر في مدرسة ملطية لتعليم اللغة السريانية في النصف الأول من المئة الثانية عشرة على الأرجح. ذكره يعقوب البرطلي في كتابه “الديالوغو” وابن العبري في حواشيه على كتاب نحوه المنظوم. وألف ابدوكوس كتاباً مما كان يمليه في مجالسه اسماه ضوابط القراءات، وهومجموع لغوي يشتمل على ضوابط الغريب واشتقاقه مما يرد في أسفار العهدين وتصانيف الأئمة، أخذاً عن الملافنة القدماء وزاد عليه. ولكنه غير مرتب وزاد طينه بلّة أن بعض المولدين أضاف إليه فوائد تعليقاً على هوامشه كيفما اتفق. وهو موجود في خزائن شتى. ووهم انطون بومشترك عند وقوعه في نسخة باريس الموسومة بعدد 251 على اسم ناسخ يقال له يشوع، الحق باسمه لفظة (سيلوبا) ومعناها الحقير، فرأى فيه مؤلفاً اسمه يشوع سيلوبا[681].

 

 

202: طيمثاوس مطران كركر 1143+

 

ويعرف بابن باسيل ترهب ودرس في دير سرجيسية وأصاب من العلم الكنسي حظا ومن الأدب سهما كاملا، وتحلى بالفضائل فذهب له في الورع صيت. رسم مطرانا لكركر عام 1109 وحج إلى القدس وتوفي شيخا سنة 1143 كما صرح به ميخائيل الكبير[682] وابن العبري[683] لا سنة 1169 كما زعم بعضهم[684] وكان شاعرا بارعا جميل الأسلوب بليغ المعاني دقيقها، يمتاز شعره برشاقته وطلاوته ووقع أنغامه، ويتحلى بالسهولة المطبوعة على جزالة في اللفظ وجمال في الوصف. كما فعل في قصيدته الافرامية المطولة العصماء في انتقال السيدة العذراء المعدودة من عيون الشعر ولها نسخ شتى وقد نشرت[685] ودبج قصيدة ثانية سروجية البحر تقع في خمس وثلاثين صفحة، وصف فيها فضائل النساك مقاريوس ويوحنا وبشواي المصريين ومكسيموس ودواطيوس الروميين[686] وانشأ حساية لعيدهم.

 

 

 

203: يوحنا ابن اندراوس 1156+

 

من أهل الأدب البارع وأجرى الكتاب قريحة وأطولهم باعا، ومن الطراز الأول من الشعراء المفلقين، قبله أنظار أهل زمانه، ووحيد عصره بلاغة وسحر بيان وما شئت من لسان حديد وجواب عتيد. ولد في بلدة فرزمان في حدود رعبان وحذق آداب اللغتين السريانية والارمنية. وترهب ورسم قسا ولزم قلاية اثناسيوس السادس فرسمه مطرانا لمنبج حول سنة 1124 وكان بليغا مفوها نهاية في حسن الكلام، ينتصب للجدل فيخرج منه وكفته عالية وحجته باهرة، قد ندى الأكباد وامض العدى والحساد وأصاب الهدف وبلغ المراد. وكان على فضله غفر الله له لا يخلومن تيه وزهوبنفسه وادلال بعلمه، استهان بالبطريرك يوحنا الحادي عشر فأقاله من أبرشيته واشتد عليه غير حافل به. فلما اضر به الانزواء سنوات ثلاثا وأحس من نفسه أن علوالكعب في الأدب لا يقوم مقام الطاعة لرئيس البيعة وأمام الشريعة، عاد إلى الطريقة المثلى فوجد من أبي الآباء صدرا رحبا ولقي عنده ما أحب. إذا عامله بالجميل وأعاده إلى أبرشيته. وانتقل حينا إلى خرشنة وأخيرا نقل إلى طور عبدين عام 1155 وفيه فاجأته المنية أوائل السنة التالية. ومن مصنفاته:

1- قصيدة سروجية الوزن مقصدة من فاخر الشعر ونادر الكلام، فيها خمسمائة وخمسة أبيات تقع في سبعين صفحة صاغها سنة 1155 وأنفذها إلى صديقه الراهب ميخائيل في عكا استهلها بقوله للسكوت وللكلام وقت آخر. كل شطر من أبياتها يبدأ بأحرف قصيدة ثانية من البحر الخماسي أولها إلى أخينا ميخائيل في فلسطين، وينتهي بأحد أحرف قصيدة ثالثة بالوزن نفسه مطلعها: يوحنا الساكن في أطراف سوريا، وعرض فيها بنقد سياسة اكليروس زمانه نقداً لاذعاً فقرَّع القسوس والشمامسة المتمردين على أساقفتهم، ووّنب الرهبان الذين استعاضوا عن قوانينهم بالعمل في كروم العنب والزيتون كسباً للمال ووبخ بنوع خاص رهبان دير مار برصوم لاستبدادهم وجشعهم في جباية الأموال باسم القديس وخروجهم على طاعة الأحبار، منتقداً السيمونية التي تسربت آنذاك إلى بعضهم. وحبك للراهب نفسه قصيدة خماسية رمزية زهاء خمس صفحات بدؤها: ها أنني إجابة إلى ملتمسك وخلافاً لا مَلِك. قال فيها: إن يمينه كلت من كثرة الرسائل التي أنفذها إلى فلسطين عبثاً. ندد فيها بالصديق الذي انقلب عليه ووصف المحبة الصافية بديعاً متفنناً في الجمل المترادفة، ودلّ أنه شاعر ساحر لعوب بالمعاني والألفاظ يغترف من بحر لا ينكش ويمتح من معين لا ينضب ولهذه القصائد نسختان في لندن[687] وخزانتنا.

2- ومما يشهد أن ابن اندراس أوتي شاعرية جوادة يفيض بها الطبع السمح ويثقفها الفن الدقيق البارع، فإذا هي تنطق بالشعر كالماء سلاسة وعذوبة وكالرياض قطعاً وألواناً، مدارشه (نشيده) المعنون ” مراثي دبجها وأنشدها في نفسه متندماً ” بلحن ” امنحنا ربنا لنشاهد موتانا في الملكوت يوم البعث ” أوله ” ما كان أحوجني يا ابني يوحنا إلى لسان بليغ وأفكار رائقة، لا صرخ منتحباً وأبكي ذاتي بكاءً مراً ” وقع لنا منه 127 بيتاً، أدخل في حياته في كتاب تجنيز الكهنة والأحبار وسار في البلاد كما نقرأ في المصحف القديم المسطور على رق المحفوظ في خزانة بوسطن[688] وأنك واجد فيه ما شئت من ألفاظ جزلة سهلة ومعاني مبتكرة مستبدعة دقيقة يجول فيها رونق الحسن، بل قل هوقصيدة دموع وشعور رقيق مرصوفة أجمل[689].

3- عشرة أبيات من مدارش بلحن (قوم فولوس) في التوبة من أرق الشعر الكنسي وأغزره خشوعاً بدؤها: لقد تأملت في هذا العالم ممعناً فيه النظر، دخل منها بيتان في كتاب الألحان[690] وهذه الأشعار كلها المؤذنة أن محبرها من فحولة الشعر سليقة وبديهة وسرعة خاطر ولطف تخيل تقع في مئة صفحة.

4- كتاب مفقود نقض فيه على يوحنا مطران ماردين زعمه المطلق، إن الكوارث لا تنزل بالناس بأمر من الله[691].

5- رسالة مجادلة جابه بها علماء الأرمن في العوائد التي يلومومننا بها، تسعة أبواب في 51 صفحة[692].

6- نقل من الأرمنية إلى السريانية ما وقع له من مقالة لكريكور الثاني جاثليق الأرمن[693] ردّ بها على البطريرك يوحنا العاشر ابن شوشان، وناوله إلى ابن الصليبي فنقضه[694].

7- ميمر بالأرمنية نقض فيه ميمراً للجاثليق كريكور الثالث[695] وكان قدح في بعض فروض السريان فلما وقف كريكور على ردّه أحرق الميمرين[696] ولا بد أن يراعة هذا الإمام الهمام جادت بطرف شعرية وشذور نثرية غير ما ذكرناه مما أضاعه الدهر.

 

 

 

204: القس صليبا القريكري 1164 +

 

ولد في قريكرة من قرى ملطية ورسم قساً، ولما ترهب وأنصب على تحصيل العلم فأحرز منه قسطاً صالحاً، وعلّم في ملطية واستفاضت شهرته. ردّ بكتاب على يوحنا مطران ماردين[697] واشتغل بضبط مار أفرام[698] والتمس من ابن الصليبي تأليف غالب مصنفاته وتوفي عام 1164.

 

 

 

205: اغناطيوس الثاني مفريان المشرق 1164 +

 

هو لعازر ابن القس حسن ولد في قرية عبرا في ضواحي جوباس ودرس في ملطية. وترهب في دير سرجيسية وتميز بالذكاء والعلم والورع. رسم مفرياناً للمشرق وسمي اغناطيوس في تشرين الأول عام 1142 فأحسن الإدارة وكان كفوءاً قولاً وفعلاً. وسنة 1161 أوفده جمال الدين وزير الموصل رسولاً إلى ملك الكرج لتحرير الأسرى المسلمين، فخرج الملك للقائه وأكرم مثواه واجاب إلى سؤله مختاراً[699] وله أنافورا بدؤها: يا قاضي القضاة وآله الآلهة يا رجاء كل ذي جسد[700] وتوفي في الرابع عشر من حزيران سنة 1164.

 

 

206: يوحنا مطران ماردين 1165 +

 

هو يوسف الرهاوي ترهب في جبل الرها وتحلى بالفضائل، فرُسم مطراناً لماردين وتوابعها دارا وحابورا وكفرتوث وتبلسم سنة 1125 وسمي يوحنا. فنهض بالأمر مضطلعاً قال سدداً وفعل رشداً وكان له سجايا جميلة وشيم رضية. ورفع لأبرشيته شأناً خطيراً بورعه ومرؤته وصحة عزيمته وبعد همته، فجدد ما تشعث من بناء دير مار حنانيا وأربعة وعشرين ديراً وبيعة انشأ بعضها حديثاً، وعمر الأديار بالرهبان وسن لهم قوانين في مجمع عقده في الدير المذكور تقدم فيه المفريان اغناطيوس الثاني عام 1153 وتميز بفن الهندسة وأفنى عمره ماضياً على مذاهبه المستسحنة في العمران، فطمحت إليه الأبصار وسجّل لنفسه ببيض أياديه ذكراً مخلداً وجاور ربه في 12 تموز سنة 1165 فرتب له عيد ورثاه البطريرك ميخائيل بقصيدة[701] وكان قد شدا بالمطالعة طرفاً من العلم. وحينما فتح زنكي مدينة الرها 1144 فنزلت بأهلها النوازل وأظلهم البوار، ألف كتاباً ذهب فيه أن هذه الكوارث إنما حاطت بالرها لأسباب دنيوية. ولوكان فيها جيش لما وقع لها ما وقع، فلا مدخل لأمر الله في هذه الأحداث، وخرّج رأيه كما عنّ له. فنقض عليه تطرفه أربعة من علماء زمانه.

وسنَّ أربعين قانوناً في المجمع المذكور آنفاً ثم لحقها بأربعة وعشرين قانوناً أخرى لرهبان أديار أبرشيته[702] وانشأ قبيل سنة 1155 رسالة في سر الميرون وتركيبه أنفذها إلى رجل اسمه يشوع وتطرق فيها إلى بعض المسائل الطقسية وقعت في ست وثلاثين صفحة[703] وهوفي انشآءه قاصر الآلة من أواسط الكتّاب – ونسب إليه بعض المستشرقين ومن عنهم نقل خطأ انافورا اياونيس يعقوب شكوالمؤرخة سنة 1231.

 

 

 

207: باسيليوس ابن شومنه 1169 +

 

هو أبوالفرج الرهاوي سليل أسرة شومنه النبيلة وكان أخوه ميخائل وزيراً لجلوسلين أمير الرها الفرنسي. وحصّل أبوالفرج العلوم الكنسية والأدبية وترهب وترقي إلى درجة الكهنوت ورحل إلى القسطنطينية عام 1122 ثم رُسِمَ مطراناً لكيسوم سنة 1129 ونقل إلى الرها عام 1143 وشهد بأم عينه خرابها مرتين لما انتابها من الحروب فطوّف في البلاد استدراراً للإسعاف. وحصل من البطريرك على ولاية أبرشية سيبابرك وما والاها شمالاً وكانت يوماً مضافة إلى كرسي الرها وكان حبراً لبيباً هماماً يحسن العربية فضلاً عن اضطلاعه بالسريانية، ذا منزلة عند عظماء زمانه وتوفي شيخاً كبيراً عام 1169.

ومن تصنيفه:

1: تاريخ للرها منذ الأزمنة القديمة إلى أيامه. اقتبس منه ميخائيل الكبير والمؤرخ الرهاوي ونوّها به[704].

2: نبذة في غزواة إيواني كومنين ملك الروم (1118 – 1144 +) للقومانيين عملها بالقسطنطينية عام 1122.

3: مقالة احتج فيها عن نفسه لانتقاله من أبرشية كيسوم إلى الرها مثبتاً أن لم يكن يقدم على ذلك إلا بعد أن أثبت البطريرك والمجمع هذا النقل.

4: ردّ على من قال بزوال بركة الرب لأبجر الملك ومدينته.

5: ثلاث قصائد بالبحر الإثني عشري في نكبة الرها وما تلاها من أحداث نظمها وهو معتقل في قلعة الروم بأمر جوسلين مدة ثلاث سنوات لثلب بعض الرهاويين له عند الامير[705] وكلها مفقودة.

 

 

208: إيليا مطران كيسوم 1171 +

 

هو إيليا آل شككم ترهب في دير ماديق وكتب للبطريرك اثناسيوس الثامن وكان من أفضل علماء زمانه. رُسِمَ مطراناً لكيسوم وسُمي إياونيس سنة 1143 قال مار ميخائيل في حقه ” كان إياونيس مرتاضاً من علم الكتب الإلهية عذباً في حديثه عليّ الصوت في البيعة ” وأوفده باسمه إلى رسول القيصر مانوئيل الأول كومنين (1143 – 1180) الذي كان يحاول اتحاد السريان والأرمن والروم. وحلت وفاة المطران إيليا في دير مار برصوم في 24 أيلول سنة 1171 – وله رد على يوحنا مطران ماردين. وعمل تاريخاً مختصراً للأحداث التي جرت في أيامه ذكر أنه جمعه من مصادر شتى ذكرى للآتين بعده، وقد نقله مار ميخائيل إلى تاريخه[706].

 

 

 

209: ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي مطران آمد 1171 +

 

من أفراد الزمان وحسنات ملطية وأعيان أحبار السريان الأوضحين سبيلاً والأنجحين سعياً، وأحد المنافحين عن النصرانية وصدور المنتصرين للأرذدكسية آية أقرانه أدباً ومعرفة وفضلاً وسعة تأليف. كان في أيامه جماعة من العلماء، ولم يكن للعلم في قلب أحد منهم أحلى منه في قلبه، فخاطره أوقد ورضه أنضر وسراجه ازهر ونجمه المع، وهولاغروعين وقته وصدر زمانه وشيخ عصره. عكف على تفسير الكتاب العزيز جمع بدائده فأحسن جمعها ونخل فرائده فجوّد نخلها، ولم يُعدم لمعاً من رأيه الخاص واجتهاده. ولا يعرف أغزر فوائد من كتاب تفسيره فهوأروع ما خرج من تصانيفه وأشهرها وأسيرها. وأحفل تأليف في بابه وعلى ترامي همته إلى آفاق العلوم فإن الإلهي منها غلب عليه. وكل ما صنفه يدل على قريحة صافية وذهن واقد واجتهاد عظيم وجلد عجيب، ويؤذن بصدق عزيمته وغزارة مادته وسعة روايته، على رغم أنف البوائق التي شهد نزولها والطوارق التي أصابته بشرارها وكوته بنارها، بله من كانوا ينظرون إليه بعيون مراض[707] وكان من ذلك طيب الأحدوثة مهذب السجايا حمساً في الدين متمسكاً من قويم المعتقد بالحبل المتين، مستمسكاً بقوانين البيعة ونبراساً هادياً إلى مصادر الشريعة، هذا مع الورع والعفاف والزمت، والوقار وحسن السمت، سريانياً بحتاً حريصاً على محبة بني جنسه بذب عنهم بقلمه ونفسه، حتى مضى لسبيله عن آثار جميلة موفقاً حميداً. قال ميخائيل الكبير وابن العبري: كان ابن الصليبي ملفاناً منطقياً كوكب عصره صنف كتباً وتفاسيراً محكمة الوضع، وعم الآسى في البيعة كلها بفقده، ونعته الأول بالمجاهد نظير مار يعقوب الرهاوي وعد الثاني تفاسره في الكتب المفروضة دراستها على الأكليروس[708] وهوفي نثره ملتهب الخاطر مديد النفس سبط الكلام واسع أطرافه. وفي الجدل يتبسط فيستدعي الملل. وأسلوبه تغلب عليه السهولة في غير صنعة. ولم يقع لنا شعره لنتذوق طعمه.

ولد يعقوب في مدينة ملطية، وعن أساتذتها أخذ صنوف العلوم من لفة وأدب وتفسير وتاريخ وفقه وفلسفة ولاهوت، محرزاً منها حظاً وفياً. ورُسِمَ شماساً ومكث زماناً وهويعالج المعارف مستمكناً خاصة من علوم الدين حتى عُدّ من أقطاب اللاهوتيين. ولما نقض علماء زمانه كتاب يوحنا مطران ماردين.

في تعليل الكوارث ونظر البطريرك والمجمع المقدس في كتابه الذي وضعه في هذا الباب، وجده أحسن التآليف التي انشئت سديداً حسن التفريع للمسئلة موافقاً لمعتقد البيعة، فكافأه اثناسيوس السابع بترقيته إلى درجتي الكهنوت فالمطرانية على أبرشية مرعش وسماه ديونيسيوس في تشرين الأول عام 1148 كما ورد في هامش كتاب المجادلات بقلم أحد المعاصرين له علّقه سنة 1197[709] ويؤيده أن المترجم نفسه ذكر في كتابه ” تفسير علم المنطق ” أنه فرغ من تفسير الأبوديقطيقي الأول في تشرين الأول سنة 1460 يونانية الموفقة للسنة المذكورة وكان حينئذٍ مطراناً[710] فضلاً عن سير الحوادث. أما سنة 1154 التي عينها المستشرقون استناداً إلى تأخير خبر رسامته في تاريخي ميخائيل الكبير وابن العبري فهي خطأ. وسنة 1155ضمت إليه أبرشية منبج. وفي السنة التالية أغار على مرعش عصابة أرمنية نهبوا اهلها وجلوهم وفيهم الحبر المترجم الذي لم يرعوا له حرمة لخبث دخلتهم: فتلخص إلى دير كاسليود رجلاً[711] والأظهر أنه لزم بعد ذلك وطنه منصرفاً إلى التصنيف حتى اوائل سنة 1167 اليت فيها نقل إلى آمد، فأظهر في تدبيرها الكفاءة، وكان كاتبه الشماس ابراهيم يتلقى عنه العلم ويلقنه الطلبة وعني بتجديد بيعتها[712] وفي العشر الأخير من تشرين الثاني عام 1171 سار إلى جوار ربه فأودع جثمانه بيعتها الكبرى وخلفه كاتبه. وهذا ثبت مصنفاته:

1: تفسير أسفار العهد العتيق، شرحه شرحاً لفظياً وروحياً بغاية التفصيل والإيضاح ولم يؤلف نظيره ويقدّر بعدة مجلدات، أشار إليه غير مرة في تفسيره الوسط الآتي ذكره[713] والأظهر أن النساخ عدلوا عن نقله لسعته وبسطته فأضاعه الزمان.

2: تفسير العهد التعيق الوسط، وهوكتاب في غاية الضخامة يجيء في أربعة مجلدات. ويتناول أسفار التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية. ثم أسفار أيوب فيشوع ابن نون والقضاة وصموئيل والملوك، فمزامير داود أمثال سليمان والجامعة ونشيد النشائد فأسفار أشعيا وأرميا وحزقيال ودانيال والأنبياء الصغار الاثني عشر فحكمة ابن سيراخ. وورد تفسير سوسان في نسخة واحدة[714] ولكل سفر تفسيران لفظي وأدبي ومنها ما يرجع فيه إلى النقل البسيط ومنها إلى النقل السبعيني، وأضاف إلى المزامير تفسيراً ثالثاً رمزياً وقدم عليها اثنين وثلاثين فصلاً لابن كيفا فوقع وحده في 172 صفحة ومرجعه فيه تفاسير أفرام واثناسيوس وباسيليوس وغريغوريوس اللاهوتي والنوسي والذهبي، وقورلس وهيسيخيوس الأورشليمي والسروجي وفيلكسينس وسويريوس ودانيال واندراوس الأورشليمي والرهاوي وابن كيفا والشماس زُرعة النصيبيني. واعتمد على هذه المآخذ في الأسفار الأولى حتى المزامير.

ولهذا المصنف الكريم ست نسخ قديمة أربع منها في الخزانة الزعفرانية خُطت بين سنة 1189 – 1594 ويتخللها نقصان حاشا الأخيرة[715] ونسخة في قلاية مطرانيتنا بالموصل كتبت في العقد الأول أوالثالث من القرن الخامس عشر وتتضمن فصول ابن كيفا ونبذة صالحة خمس صفحات من ميمر لايبوليطس الروماني في سوسان وهي جميلة الخط دقيقته 1220 صفحة بالقطع الكبير. ونسخة في باريس[716] وسبع نسخ حديثة أحداها في خزانتنا[717] وقد نقلنا إلى العربية تسعة وعشرين فصلاً من نبوءة أشعيا وعلقنا عليها من مخزن الأسرار لابن العبري ونشرناها[718] .

3: تفسير أسفار العهد الجديد كلها أي الأناجيل وأعمال الرسل والرسائل والرؤيا، ومراجعه فيه تصانيف أفرام والذهبي فمه وقورلس الأسكندري والسروجي والمنبجي وسويريوس والرهاوي واياوانيس الداري وابن كيفا، وذكر حيناً ايبوليطس وافريقيانس واوسابيوس القيسراني واثناسيوس والنزينزي والنوسي وابيفانيوس وانطيوخس أسقف عكا وثاودوطس أسقف انقرة، ومار اسحق أسقف العرب وداود ابن بولس ويعقوب أسقف عانه ولعازر ابن موسى ؟ ولتفسير الأناجيل سبع نسخ أقدمها في خزانتنا وهومصحف عتيق جداً ضخم صغير الحجم مخروم طرفاً يسيراً من الأول والآخر، بخط دقيق حسن وعليه في الهوامش تعاليق شتى وإضافات وإصلاحات بخط الأصل ويشبه أن يكون مسودة المؤلف نفسه، والبواقي في باريس[719] ودوبلين[720] ولندن[721] وصدد[722] والقدس[723] ونشر سيدلاك وشابو نصف تفسير انجيل متى والأعمال والرسائل الجامعة والرؤيا منقولة إلى اللاتينية ونقل الراهب عبد النور الآمدي تفسيره الأناجيل إلى العربية نقلاً وسطاً عام 1755.

4: تفسير الكتاب المنحول ديونيسيوس الأريوفاغي وهومجلد وسط يقع في 470 صفحة، وجدنا له نسخة فريدة قديمة في حلب أنجزت حوالي القرن الثالث عشر[724]

5: تفسير كتاب الحكم المئات لاوغريوس النبطي ألفه سنة 1165[725]

6: تفسير كتاب الأدب لباسيليوس القيسري.

7: تفسير مصنفات غريغوريوس النوسي.

8: شرح مؤلفات قورلس الإسكندري.

9: شرح تصانيف غريغوريوس اللاهوتي

10: شرح مصنفات كتاب البطريرك بطرس الرقي (القلونيقي) وهذه الكتب الستة مفقودة[726].

12: كتاب علم اللاهوت، ذكره في مقدمتي المجادلات وتفسير الإنجيل وسمّاه المختصر، يبحث في الثالوث وسر التجسد الإلهي وشجرة الحياة والطبائع المعقولة أي الملائكة والأبالسة، والنفس الناطقة والكهنوت والشمس والقمر والنجوم والسحب والعناصر والعيون والأنهار، والفردوس المحسوس والأجساد البشرية والبعث والنشور 20 فصلاً والإيمان والصليب والأسرار البيعية، الميرون 53 فصلاً والمعمودية 9 فصول والقربان 15 فصلاً والحلل الكهنوتية والطواف والصٌّور. مجلدة ضخمة جداً منه نسخة قديمة في خزانتنا خطتّ حول سنة 1207 سقط من أولها 40 صفحة وله أجزاء في نسخة الموصل وأشار إليه ميخائيل الكبير[727].

13: كتاب أبحاث المجادلات ردّ فيه على المسلمين في 30 فصلاً وتضمن أجزاء من القرآن بالسريانية[728] وعلى اليهود 9 فصول واليونان الخلقيدونيين في مقالتين اشتملتا على 80 فصلاً وفي نسخة ثانية 103 فصول وعلى النساطرة في مقالتين 38 فصلاً وعلى الأرمن 9 فصول. بدأ بتأليفه في مرعش واشتغل به بملطية وأتمه بآمد وجعله بمثابة المجلد الثاني من كتاب علم اللاهوت، ولوأنه تناول في باب التجسد الإلهي مجادلة اليونان والأرمن – ولهذا الكتاب أربع نسخ، 1: نسختنا التي مضى ذكرها آنفاً وتقع في 726 صفحة بالحجم الكبير، 2:نسخة بالموصل خطت في القرن الرابع عشر تزيد على 900 صفحة سقط منها 220 أكثرها من الأول وأقلّها من الآخر وتبدأ بالبعث والنشور والإيمان والصليب والميرون والمعمودية، 3: نسخة الخزانة الزعفرانية[729] المكتوبة عام 1502 وهي 938 صفحة لا تتضمن إلاَّ المجادلات، وعمد كانت مجهول حول سنة 1197 فبوّبها سارداً فصولها بعد مقدمة لطيفة، 4: نسخة برمنكهام[730] المنقولة عن نسخة الموصل عام 1873 وجزء في الواتيكانية[731] وفي الثانية والثالثة فروق في عدد الفصول.

14: كتاب على نمط الإيام الستة[732] .

15: كتاب تفسير نظرية القداس ألفه في آمد إجابة إلى طلب اغناطيوس الرابع رومانس الملطي مطران بيت المقدس، ومنه نسختان إحداهما توسع فيها فوقعت في 82 صفحة بحجم كبير[733] نشره لابور سنة 1903.

16: كتاب في العناية الإلهية نقض فيه تأليف مطران ماردين وأورد منه البطريرك ميخائيل نبذتين[734].

17: كتاب الرسائل. ذكره المؤلف في كتاب المجادلات وقال أنه ردّ فيه على الخصوم، ووجد منه في الموصل بعض رسائل 3 صفحات[735].

18: شرح علم المنطق عمله سنة 1148 فعلق شرحاً على الأيسوغاجي 3 فصول فالمقولات بعد أن أجمل شرح المفسرين المطول، وقدم خمسة فصول على شرح ” العبارة ” ثم شرح ” تحليل القياس ” ووضع فصولاً شتى في ما تضمنه من الغامض، ثم كتاب البرهان الثاني وقال أن جرجس أسقف العرب سمة هذين ” الأنالوطيقي الأول والثاني ” وهو” الأبوديقطيقي ” الأول لاشتباك كلام الكتابين بعضع ببعض، وأغفل شرح المقالة الثانية من ” الأبوديقطيقي ” لضعف بصر ناقله وشارحه باللغتين في ما رأى. فضلاً عن عدم افتقار الطلبة إليه لظهور معناه للحكماء. وقال إذا وجدنا له شرحاً صحيحاً نلخصه. ثم شرح كتب ارسطوالثمانية أي السماع الطبيعي حتى العلم الإلهي مما جمعه نيقولاوس الخطيب. له نسخة فريدة بخط دقيق تجيء في 770 صفحة تنتهي بعد كتاب الحيوان بقطعة هندسية[736].

19: عشرة فصول ردّ بها على الشماس يشوع الذي كان يحبذ الطقس اليوناني جاءت محكمة سديدة تدل على رسوخ قدم المترجم في الطقوس. نشرها منغاته عن نسخة قديمة في الديدسقالية.

20: نقض لبدعة الخياليين التي كان لها بعض الأثر في الأرمن، وجدل لجاثليقهم كيورك الثالث الذي حاول نقض رسالة يوحنا ابن شوشان بطريرك انطاكية. وصلت إليه مقالة كيورك بيد باسيل رئيس دير مار برصوم حينما كان في المجمع عام 1169 ونقصانها نحومن النصف ووقع الجواب في 72 صفحة[737] وهي التي نقلها المطران ابن اندراس إلى السريانية.

21: رسالة جاوب فيها نرسيس الرابع شينورها إلى جاثليق روم قلعة الأرمني ونقض مزاعمه 9 فصول ذكر في نسخة منها ان نرسيس أخوالجاثليق وكان أسقفاً وكتبها في منبج، وفي نسخة ثانية أن أنفذها إليه وهوفي مرعش[738].

22: تاريخ مختصر عمله إجابة إلى التماس بعضهم حكى فيه أحداث زمانه الكنسية بداءاً من ترجمة باسيليوس ابن شومنة مطران الرها، والأخبار المدنية من وفاة ايوني الثاني كومنين ملك الروم، وتولى مانويل الأول كومنين سنة 1144 إلى آخر أيامه، اقتطف منه ميخائيل الكبير[739] وضاع الأصل.

23: مختصر في أخبار القديسين والآباء والشهداء[740] .

24: مختصر في القوانين الرسولية وقوانين المجامع واهداه إلى البطريرك ميخائيل الكبير[741].

25: مقالتان في الخطايا والنذور والقرابين والإستغفار اشتملتا على 45 قانوناً وفي نسخة على 74 وضعهما وهوفي أحد أديار كركر إجابة إلى التماس حبقوق رئيس دير فسقين والراهب شمعون[742] وطقس يتلى على التائبين[743].

26: مجموعة ضخمة حوت الأناشيد البيعية[744].

27: خطبة لفظها في حفلة أجلاس البطريرك ميخائيل على الكرسي في دير مار حنانيا استهلها بقوله: أحباي اليوم يوم البهجة والسرور: أدخلت كتاب الرسامات ونشرها شابو[745] وخطبة في الميرون، ونبذة أضافها إلى خطبة ابن كيفا في توشيح الرهبان بالإسكيم.

28: قصيدتان سروجيتا الوزن في نكبتي الرها وغزوها عام 1144 ذكرهما ميخائيل الكبير[746] وثلاث في تدمير مدينة مرعش سنة 1156[747] واثنتان بالبحرين الأفرامي والسروجي في ما حدث لفتاة تلعفرية جاهرت بدينها المسيحي بين لمع السيوف وقوارع التهديد وبشجاعتها نجت نفسها والمفريان اغناطيوس لعازر، وترهبت وذلك سنة 1159[748] وهذه القصائد السبع مفقودة، وقصيدتان في الآم ربنا بالجسد[749] ومن لم يتناولوا الأسرار القدسية مدة أربعين يوماً[750].

29: ليتورجيتان بدء الأولى، امنحنا يا رب في هذا الوقت محبة والفة، والثانية: اللهم يا من أنت المحبة الصادقة والكاملة أعطنا وامنحنا[751] وصلاتان للسلام لقداسي خميس الفصح وسبت البشارة، وحساية بديعة للقداس في وصف الذبيحة الإلهية، ونبذة بليغة تتلى في أثناء تقسيم خبز الأوخرستية أضحت دستوراً للقداس.

30: ست حسايات لتقديس البيعة والساعة الثالثة من عيد الميلاد، وعيد مار برصوم وأربعاء أبحر والشهداء الأربعين ألفها سنة 1159 دخلت الفرض الكنسي.

31: تفسير دستور الإيمان[752].

وكان ميخائيل الكبير قد دبج مقالة أوقصيدة اشتملت على أعمال عذا الملفان الخطير وسائر مناقبه وتصانيفه[753] وانا لفقدها لآسفون.

 

 

 

210: أبوغالب أسقف جيحان 1177 +

 

هو أبو غالب الناسك المشهور، كان على حظ عظيم من العبادة منصباً على مطالعة مصنفات النساك والأئمة. حكى عن نفسه أنه ثابر على هذا مدة سبعين سنة[754]. وعام 1137 كان مقيماً في دير مائدة الملك الذي أطلق عليها اسمه (أبوغالب)[755] تضوّع منه مسك الطهر فادخل اسمه بين المنتخبين للكرسي البطريركي مرتين وعام 1169 رسمه البطريرك ميخائيل اسقفاً لجيحان وسماه اثناسيوس وتوفي سنة 1177 وقد اناف على الثمانين.

صنف خمساً وعشرين كتاباً في الرهبنة واعمال النسك، لم يبق منها غير كتابه الضخم في هذا الباب استنسخناه في نسخة فريدة بالموصل خطت في القرن السادس عشر، كان المطران كاراس ابتاعها لرهبان دير مار بهنام سنة 1728 وهو غفل من عنوان وانما يعرف بكتاب اثناسيوس اسقف جيحان في عظات وتنبيهات للسيرة الرهبانية، يقع في 357 صفحة بقطع كبير انشأه في سنة وفاته منوّهاً في مقدمته بكتبه الأربعة والعشرين[756] انشآؤه سهل وأسلوبه وسط ونفَسُه فيه طويل ولا يخلو من تطرّف وغلو ّونقده شديد لاذع، ونظم فيه قصيدتين بالبحر السروجي تونيباً للرهبان الكسالى. وأراه ممن هذّبته المطالعة فتحصيله العلمي يسير، ووقفت أيضاً على ثلاثة فصول له في خزائن الزعفران[757] ومار متى وبرلين[758].

 

 

211: اغناطيوس رومانس مطران اورشليم 1183 +

 

كان رومانس ملطياً وراهباً قسيساً في دير المجدلية بأورشليم سنة 1138 وفيها نسخ انجيلاً بيعياً بالقلم الاسطرنجيلي دوّن فيه نبذة تاريخية لطيفة ثماني صفحات حكى فيها أعمال سلفه اغناطيوس الثالث آل كدّانا واستعادته للأوقاف على نحو ما كتب الراهب ميخائيل المرعشي، وروى أيضاً وفاة المطران. وهاتان النبذتان وقعتا عند المستشرق بولان مارتان أحسن موقع لعلاقتهما بتاريخ كنيسة أورشليم فنشرهما ونقلهما إلى الفرنسية[759] وفي السنة الثانية رُسِمَ المترجم مطراناً لأورشليم وسمي اغناطيوس وهو الرابع بهذا الأسم، ونهض بأعمال مجيدة وطالت مدته وتوفي عام 1183 وله أيضاً دستور إيمان ذكر في هامش جدول الأساقفة[760].

 

 

212: الراهب هارون

 

ولد هارون في بعض بلاد ما بين النهرين وترهب في دير مار برصوم بملطية وكان معاصراً للبطريرك ميخائيل وفي حدود سنة 1180 – 1183 انشأ باسم رئيس الدير ورهبانه رسالة عشرين صفحة، أنفذها إلى ثاودوسيوس الثاني بطريرك الروم القسطنطيني (1178 – 1183) والملك الكسيوس الثاني كومنين (1180 – 1183) وسائر اليونانيين أهل القسطنطينية، جواباً لدعوتهم إلى الإتحاد الكنسي بلسان شيخ راهب اسمه برثلماوس، أثبت فيها صحة معتقد السريان الأرثوذكسي وردّ عليهم بأسلوب لطيف ولهجة رقيقة. وقد فقدت الرسالة بمتنها الأصلي وبقيت ترجمتها العربية الركيكة الملحونة[761].

 

 

 

213: ابن وهبون 1193 +

 

هو ثاودورس ابن القس سهدو ابن وهبون الملطي، رحل في أول أمره إلى الرها وأورشليم ولم يفز بطائل. ثم لزم قلاية البطريرك ميخائيل وتخرج عليه وكان ذكياً تفوق في معرفة السريانية واليونانية والعربية والأرمنية ورسخت قدمه في الفلسفة، فترهب في دير مار برصوم ورقي إلى درجة الكهنوت وكتب للبطريرك. وأوفده إلى قلعة الروم للبحث في قضية الإتحاد التي قدم بها الفيلسوف ثاوريانس الرومي من قبل القيصر عمانوئيل الأول كومنين، ورفع رأس الأرمن الذين أشكل عليهم جدال ثاوريان الفلسفي[762] .

ولكن ابن وهبون كان مع علمه صفراً من التقوى والتواضع خبيث الطوية، ومع أنه غذي نعمة البطريرك غمط إحسانه وجحد فضله غروراً بنفسه، واستسلم إلى أربعة أساقفة مشاقين منبوذين فسموه بطركاً دخيلاً باسم يوحنا عام 1180 فانعقد المجمع وجرّده من الرتبة الزائفة ومنعه الكهنوت. ولما استعاد غوايته الأولى متقلباً حرمه فطوف في بعض البلاد ومات سنة 1193.

وله: 1: تفسير للقداس جمعه من مصنفات الائمة ووضعه على طريقة المسئلة والجواب وهو 29 فصلاً في 50 صفحة، ويتضمن الأخير ثمانية عشر بحثاً في شرح أسرار البيعة وطقوسها وخدامها، كالناقوس والمذبح والمبخرة ومائدة التقديس والصينية والكأس، والأنافورا والطبليث والبيعة والفيما (المنبر) والقبة، والطواف والملعقة والشماس والارخدياقن والأبدياقن والقس والأسقف والراهب، والسجود للصليب والميرون[763].

2: ليتورجية جمعها من نوافير الآباء ليس له فيها شيء بدؤها: أيها الآب القوي الذي لا يُدرَك، وهذه الصلاة لفيلكسينوس المنبجي[764].

3: رسالتان مسهبتان الأولى إلى يوحنا مطران طرسوس يحتج فيها عن نفسه وملؤها المغالطة 8 صفحات[765] والثانية إلى البطريرك ميخائيل يتظاهر فيها بالتوبة والتقرب إليه كتبها من أورشليم 5 صفحات[766].

4: قصيدتان بالبحر السروجي إلى البطريرك وابن أخيه الراهب يشوع ملتزماً في هذه الحرف الأول من اسم ممدوحه في أولها واخرها[767] وأعلم أن نثر ابن وهبون سهل ولكن لا براعة فيه، وشعره وسط والضعف والتعسف باديان على قصيدته الثانية. وكان يعنون بعض تآليفه بقوله: آلف هذا ثاودورس المظلوم المضطهد، أوالرجل المظلوم المضطهد، وبهذا العنوان أصبنا في باسبرينة ثلاث قصائد سروجية وأفرامية الوزن في مديح الجاثليقين الشهيدين شمعون وبربعشمين بخط الراهب القس ملكي ساقو (1490 +) ولعلها من نظم المترجم ؟.

 

 

 

214: مار ميخائيل الكبير 1199 +

 

من أحبار بيعة الله العظام وصفوة بطاركة أنطاكية، العالم والمؤرخ المشهور الخالد اسمه الجميل سعيه المحمودة طرائقه الذائعة فضائله الصالحة أعماله.

ولد في مدينة ملطية عام 1126 واسم أبيه القس إيليا آل قنداسي، وكان عمه اثناسيوس زكى مطراناً لعين زربة 1166 + ترهب في دير مار برصوم وتروض بآداب الرهبانية ناهلاً من ينابيع العلوم اللغوية والأدبية والتاريخية واللاهوتية، وتحلى بأجمل الفضائل مزيناً بها نفسه ورُسم قساً ورئس ديره، أجمع المجمع المقدس على اختياره بطريركاً للكرسي الرسولي فلم يطاوع الأساقفة حتى عاهدوه على التقيد بقوانين البيعة فرسم في 18 تشرين الأول سنة 1166 آخذاً الرئاسة العليا بحقها وقام فيها بقسطها. ودبر الكرسي تدبيراً صالحاً ثلاثاً وثلاثين سنة وعشرين يوماً وتوفي سابع تشرين الثاني عام 1199 وكان مهيب الطلعة وسيماً رخيم الصوت بعيد الهمة حسن الخلط، يشتغل نهاره في النظر في مصالح البيعة ونسخ نفائس الكتب، وليله في تحبير الرسائل وكتب بالقلم الاسطرنجيلي انجيلاً على رق وشّى صفحاته بماء الذهب والفضة وجلده بالفضة[768] وجمع ميامر مار أفرام والسروجي كلها ودوّنها في نسخ وضبط طقوس الرسامات الكهنوتية والأعياد الحافلة وأدعية شتى بعناء وحسن ذوق وكتب منها مجلدة ضخمة[769] ودونك ثبت مصنفاته:

1: كتاب التاريخ الديني المدني العام المستفيضة شهرته من أول الخلقة حتى سنة 1193 ألفّه بالسريانية في عدة مجلدات وجعل كل صفحة منه ثلاثة أعمدة خص أولها بالتاريخ الديني والثاني بالمدني والثالث دوَّن فيه غرائب أحداث الدنيا. ومسانده ومآخذه تواريخ شتى بعضها معروف وأكثرها مفقود، وهي تواريخ يوليوس الأفريقي واندرونيقس واوسابيوس القيسراني وانيانوس الراهب الإسكندري (أواسط القرن الرابع) وسقراط وسوزمين وزكريا أسقف مدللي وقورا البطناني ويوحنا الآسيوي ويعقوب الرهاوي ويوحنا الأثاربي وديونيسيوس التلمحري، واغناطيوس الملطي وإيليا الكيسومي وابن الصليبي وتواريخ عربية. يقع في ثمانمائة صفحة بالقطع الكبير والخط الدقيق ولم تكتحل عين الزمان بتاريخ قديم نظيره. وجد منه نسخة فريدة في الخزانة الرهاوية بخط المطران ميخائيل العوربيشي أنجزها راهباً عام 1598 سقط منها 19 صفحة نشره شابو منقولاً إلى الفرنسية في خمسة مجلدات (سنة 1899 – 1918) ونقله يوحنا شقير الصددي مطران دمشق إلى العربية الملحونة عام 1759 ولهذا النقل خمس نسخ[770] وسنة 1245 نقله القس يشوع الحصكفي نزيل قلعة الروم إلى الأرمنية مختصراً وأصلحه الراهب ورتان وطبع في أورشليم سنة 1870 و1871 ونقله لنكلوا إلى الفرنسية ونشره – ومن أخص فوائد التاريخ النبيل سلاسل بطاركة الكراسي الأربعة وخصوصاً الأنطاكي وأبرشيات تكريت وأورشليم والرها وملطية وآمد، وجداول أساقفة الكنيسة السريانية من سنة 793 إلى 1199 وعددهم 950 منوّهاً بالأديار التي نشأوا فيها. ولهذه الجداول التي أغنت التاريخ الكنسي بما يندر أن وقع له نظير نسخة ثانية في كمبرج كتبت في صدر القرن السادس عشر[771].

2: دستور إيمان وضعه بانطاكية وأنفذه إلى القيصر مانويل الأول عام 1169.

3: مقالة أو قصيدة وصف فيها مناقب الملفان ديونيسيوس ابن الصليبي ومصنفاته[772].

4: توصية كتبها إلى ابن وهبون حينما أوفده لمناقشة رسول الروم عام 1172[773]

5: تسعة وعشرون قانوناً سنها في دير مار حنانيا ثم ألحقها باثني عشر قانوناً وضعها سنة [774]1174

6: مقالة نقض بها بدعة الألبيجيين التي ظهرت في فرنسا انشاها سنة 1178[775]

7: ليتورجية على حروف الأبحدية أولها: اللهم يا ضابط الكل وربهم أجعلنا أهلاً للدنو من هذا السر العظيم الإلهي، 16 صفحة[776].

8: خطب لبعض الأعياد والآحاد، قال المؤرخ الرهاوي “إنه نسخ بخطه مجلدة الخطب السنوية وأضاف إليها من انشآئه خطباً للأعياد والآحاد الخالية منها”[777] ولم نقف لها على أثر.

9: حسايتان أحدهما لمار برصوم دخلتا الفرض الكنسي.

10: تنقيح لقصة مار أبحادي الأسقف الناسك صححها سنة 1185 وهذه القصة والأحاديث التي أجملها في تاريخه من وضع يوحنا روفس، تحوي نقاطاً ضعيفة لا تثبت على النقد.

11: قصيدة خماسية في قضية الفتاة التلعفرية التقية التي سلفت الإشارة إليها في ترجمة ابن الصليبي سنة 1159[778] وقصيدتان سروجيتان شهر في الأولى مآثر يوحنا مطران ماردين 1165 + حبرها عام 1167[779] وأسهب في الثانية في مدح القديس برصوم. وجدنا لها نسخة مخرومة في أولها 6 صفحات وبقي منها 28 صفحة[780].

12: تزييف أضاليل مرقس ابن قنبر القبطي، ذكره في تاريخه[781] ولعله انشأه بالعربية – ونحله السمعاني خطأ كتاباً عربياً في تناول الأسرار والإعتراف لبعض كتبة الأقباط.

وانشآء البطريرك ميخائيل سهل وأما شعره فوسط لا فن فيه ولا إبداع.

 

 

 

215: أطباء القرن الثاني عشر

 

نبغ في القرن الثاني عشر عدة أطباء فضلاء ذكر منهم الرهاوي المؤرخ[782] الشماس الورع ابا اليسر الطبيب حافظ خزانة الكنيسة سنة 1100 والشماس ابا سعد الرهاوي الطبيب الفيلسوف الذي ندّد به ميخائيل الكبير سنة 1138 بقوله: أن معرفته بعلم الفلك والتنجيم لم تجده نفعاً لاتّقاء يوم الخطر حينما أسره الترك عند غزوهم للرها. والشماس سهدو آل شومنا الطبيب وقال الرهاوي في حقه: أنه حكيماً كفوءا فصيحاً منطقياً ضليعاً في اللسانين السرياني والعربي سنة 1170، واثناسيوس دنحا مطران الرها وكان طبيباً تقياً غنياً شيخاً عفيفاً برّا بالفقراء شديد العناية بالبيعة ووقفها، له عند الحكام والشعب منزلة، توفي عام 1191.

 

 

216: الأسقف يوحنا داود الآمدي 1203

 

كان هذا الأسقف ممن فاز من أدب اللغة السريانية بالقسط الأوفى، وعاصر البطريرك ميخائيل وهوالذي رسمه أسقفاً على الأرجح لشلبدين في حدود سنة 1174 ولكنه استقال وانزوى في دير مار إيليا المعروف بدير قنقرت القريب من آمد وانصرف إلى الإشتغال بعلم اللغة. فعمد سنة 1203 إلى مجلدة ضوابط الكتاب الإلهي ومصنفات أئمة البيعة، فأضاف إليها ثمانية كراريس ضخمة ضمنها ضوابط ميامر مار أفرام وعددها 203 ومار اسحق ومار يعقوب وعددها 172 وخطب الملافنة السنوية وهي 155 وقصص النساك والملافنة والشهداء وسيرهم 127 طبقاً لنسخة دير مار برصوم، ومجلدي بلاديوس أي كتاب الفردوس، وقصص نساك مصر لهيرونيمس، وكتاب معرفة الفصاحة للتكريتي وضبطه في 6 صفحات كبرى، وكتاب الأيام السنة للرهاوي، ورسالته إلى يوحنا الأثاربي، وكتابي الأيام الستة لكل من باسيليوس وغريغوريوس النوسي، وقاموس حنين ابن اسحق الطبيب، وجدنا ذلك في مصحف باسبرينة الذي فقد في أثناء الحرب.

 

 

217: اغناطيوس سهدو مطران اورشليم

 

هو سهدو الرهاوي ترهب في دير بربارة بجبل الرها هو وأخوه فارس ودرس اللغة والأدب وعلوم الدين ورُسِم قساً، ثم رحل زماناً إلى دير المجدلية بأورشليم قبيل سنة 1149 وعاد إلى ديره ثم انتقل إلى دير المجدلية ورئسه، وعام 1192 رسم فارس مطراناً لرها باسم باسيليوس وكان من الرجال الكفاة. وفي السنة التالية رسم المترجم مطراناً لأورشليم وسمي اغناطيوس وهو الخامس بهذا الأسم، وتوفي على الأرجح في العقد الأول من القرن الثالث عشر. وكان عام 1149 كتب انجيلاً بقلمه الاسطرنجيلي الحسن ضمنه مقالة تاريخية لطيفة 8 صفحات حكى فيها نكبات الرها سنة 1144 – 1146 وأحوال الحملة الصليبية الثانية ومصير منكوبي الرها ومآثر اغناطيوس رومانس مطران اورشليم وإحسانه اليهم[783].

 

 

218: ابرهيم أسقف تلبسم 1207

 

هو أحد الأساقفة الذين رسمهم البطريرك ميخائيل حول سنة 1180 تنقل بين أبرشيات آمد فتلبسم فالرها وحُرم زماناً ثم تاب وقُبل، وتوفي بعد سنة 1207 بمديدة. وكان مع تقلبه ذا حظ من الأدب، صنف ثماني حسايات بليغة دخلت الفرض الكنسي، ذكر فيها اسمه منسوباً تارة إلى آمد وطوراً إلى تلبسم أو الرها. وهي اثنتان لكل من الرسل ومار اسطيفانس وسبت لعازر وواحدة للأحد الجديد والتزم في حساية ليلة مار اسطيفانس البديعة أحرف الهجاء وأبدع أيضاً في وصف الرسولين.

 

219: غريغوريوس يعقوب مفريان المشرق 1214 +

 

هو يعقوب ابن القس ابراهيم ابن القس قنداسي الملطي. تأدب في قلاية البطريرك ميخائيل فأحرز ما شاء ذكاؤه واجتهاده من الفضائل والعلوم الدينية، وتميز بالفصاحة والمنطق وترهب ورسم قساً وتألق نجمه. رسمه عمه مفرياناً للمشرق عام 1189 ولكنه لم يوفق في رئاسته لمناصبة بعض أساقفة المشرق لرسامته وتقليدهم الرتبة نداً له، وإن فاز على خصمه. وزاده غضباً ممالأته أخاه يشوع على خلافة عمه في البطريركية طعماً واستبداداً عام 1200 وهوبعمله هذا ملوم مع ما كان عليه من نقاء الجيب وحسن النطق والإجادة في الوعظ وتوفي سنة 1214 وله ليتورجية مطولة أولها: أيها الرب الإله المخوف والجبار والضابط الكل. صدّقها عمه[784].

 

 

220: يشوع سفتانا “الأهدل” 1214+

 

هو يشوع أخو المفريان يعقوب ويلقب بالأهدل (لغلظ في شفتيه) شدا طرفاً من العلوم الدينية في دير مار برصوم حيث ترهب ورُسِمَ قساً. وحينما خلا الكرسي بوفاة عمه البطريرك أقيم بطركاً دخيلاً بسعي أخيه الذي شدّ أزره وسمي ميخائيل سنة 1200 بعد رسامة البطريرك الشرعي أثناسيوس الثامن. فاساء إلى البيعة بطموحه إلى الرتبة السامية والأساقفة والمؤمنين له كارهون. وبعد وفاة اثناسيوس أراد بعضهم قبوله فحال سوء تدبير دون الأمر، عاش قلقاً ومات ذليلاً أواخر سنة 1214 وكان مع عفافه وحظه من العلم يقرّع بالكبرياء والبخل. وصنف كتاب أسباب الأعياد أي أسباب بشارة العذراء 31 فصلاً وأسباب عيد الميلاد 125 فصلاً وعيد الدخول 21 والصيام الأربعيني وخميس الأسرار 16 وخطبة في الغسل السري وجمعة الصلبوت 50 فصلاً. نسخته في باريس[785] وتجد طرفاً منه في طور عبدين و87 فصلاً من خطبة الميلاد في الشرفة[786] ونقل إلى العربية نقلاً وسطاً. وله أيضاً ليتورجية مطولة أولها: اللهم يا سيد الكل والصلاح الأول الذي لا ضدّ له[787].

 

 

 

221: البطريرك يوحنا الثاني عشر 1220 +

 

من خيرة العبّاد وفضلاء النساك وهو يشوع ابن القس يوحنا، ولد في قرية رومانية بكركر (جرجر)، وترهب في دير النساك الغرباء بجبل الرها ورقي إلى درجة الكهنوت قبيل سنة 1191 وتفاضل بالطهر والتعبد، وانتقل إلى دير شيرو، وتميز في أدب اللغة السريانية، وجوّد خطها فنسخ مصاحف شتى على رقوق بالقلم الاسطرنجيلي تجد منها ثلاثة أناجيل في خزانتي باريس[788] وحلب الرهاوية وسمي يشوع الكاتب. فلما سطع نجمه وفاح عبير سيرته اختير بطريركاً لأنطاكية ورسم في 31 آب عام 1208 وسمي يوحنا. فدبر الكنيسة اثنتي عشرة سنة حتى مضى إلى جوار ربه في سنة 1220 وكان رضي الله عنه قصير القامة قد أنحلته العبادة وأضناه التهجد وكثيراً ما سمي يوحنا الكاتب الغريب، نسبة إلى ديره المعروف بدير الغرباء.

قرأنا له أربع قصائد سروجية الوزن في التوبة التزم في الأولى أحرف الأبجدية وبدؤها: أعود إلى أبي كالابن الشاطر فأُقبَل[789] ومطلع الثانية: أيها الأزلى اللطيف الذي خفي أمره عن العلويين[790]، والثالثة: يا أخوتي ويل لي أنا الشقي الذي أذنبت، وهي بليغة 4 صفحات[791]، والرابعة: ها إنني أقرع بابك أيها الرب الرؤوف، وللأخيرتين نسخة في باريس[792] ذكر فيها اسمه حنانيا الغريب.

وله أيضاً ليتورجية مسهبة بدؤها: أيها الآب وسيد كل أمن وسلام ومحبة بين السماويين والأرضيين. وهي منسوبة إليه صريحاً في نسخ باريس[793] حيث ورد اسمه “يوحنا الكاتب والغريب والقصير القامة” والقدس[794] “البطريرك يوحنا الكاتب والغريب” رومية[795] المكتوبة عام 1484 “البطريرك يوحنا وهوحنانيا الغريب” وباسبرينة ودياربكر. وذكرها بومشترك. أما المعاصرون لنا كالسيد رحماني وغيره فنحلوها خطأ إلى البطريرك يوحنا ابن شيء الله[796] كما نسبوا إلى هذا أشعاره، ومنهم الفنس منغاته.

 

222: يوحنا التفليسي 1221

 

هو يوحنا ابن القس يوسف السرياني التفليسي نسبة إلى مدينة تفليس في جنوبي روسيا. كان أديباً بصيراً بالسريانية والفارسية. ذكره الراهب داود الحمصي في تعليقه على كتاب “على كل العلل” الذي أصبناه في دير الصليب بطورعبدين عام 1911 قال “أنه في سنة 1221 نقل الإنجيل المقدس إلى اللغة الفارسية عن نسخة سريانية مصححة بخط البطريرك يوحنا ابن شوشان وشرح غوامضه” وذلك برسم السلطان علاء الدين كيقوباذ[797].

 

223: حسنون الرهاوي 1227 +

 

كان حسنون شيخاً جليلاً بديناً مضطلعاً بعلم الطب، يشدو طرفاً من الفلسفة جميل المحضر حافظاً لأخبار كثير من الملوك والحكماء من القدماء والمعاصرين له. دخل بلاد الروم وخدم سيف الدين أمير آخور، واختيار الدين حسن ثم بني شاه أرمن موسى ابن العادل أيوب في دياربكر فهزاز ديناري فابناء العادل بن أيوب، وعاد إلى الرها وتوفي في بيعة بربارة بحلب سنة 1227[798].

 

 

224: جبرائيل الرهاوي 1227

 

كان جبرائيل طبيباً فاضلاً عُرف في الرها في زمان الطبيب حسنون، وعمل بالسريانية كتباً شتى طبية وفلسفية[799] ولم نحظ بشيء منها.

 

 

225: ثاوذوري الأنطاكي الفيلسوف

 

قال ابن العبري “حذق ثاوذوري السريانية واللغة اللاتينية” وقرأ الفلسفة على كمال الدين ابن يونس، والطب على بعض أطباء بغداد. وعنه أخذ يعقوب بن صقلان الملكي المقدسي وخدم بعض الملوك ثم استقر في خدمة (فريدريك الثاني امبراطور المانيا 1215 – 1250) اه[800]. وتظن وفاته في حدود سنة (1235 – 1240).

 

 

226: المطران يعقوب ابن تشككو 1231

 

ترهب وقرأ في دير مار حنانيا، وسقف على ماردين ونصيبين والخابور وحرّان وسمي اياونيس بين سنة 1220 – 1222 وفي هذه السنة صنف ليتورجية لطيفة بليغة أولها: أيها الآله العظيم والأزلي. وهي مذكورة باسمه ولقبه “تشككوأوجكّو” في اكثر نسخها العديد. ومع هذا فقد نحلها السمعاني إلى يوحنا مطران ماردين المتوفى عام 1165 ولا يزال يمالئه الكتّاب المعاصرون لنا على هذا الخطأ[801] وكان يعقوب حيّاً سنة 1231.

 

 

 

227: المؤرخ الرهاوي 1234

 

كاتب أديب ومنشئ بارع حسن الأسلوب ومؤرخ مدقق. يظهر من سياق تاريخه أنه كان راهباً في دير مار برصوم. ولد في الرها حوالي سنة 1160 وتوفي بعيد عام 1234 ويسوءنا جداً إغفال اسمه، والمعروف من خبره أنه شهد استيلاء صلاح الدين على بيت المقدس سنة 1187 ورافق غريغوريوس يعقوب مفريان المشرق إلى أبرشيته فكان معه في تكريت وسنجار عام 1190 وكان متحزباً لآل ميخائيل الكبير – عمل تاريخياً جميلاً مفصلاً في مجلدين أناف على 831 صفحة، تناول في الأول أحداث العالم من بدء الخلقة حتى سنة 1234، واشتمل في الثاني على أحداث الكنيسة من عهد قسطنطين الكبير حتى سنة 1207 وفصّل أحداث الصليبيين وأخبار الرها وطنه تفصيلاً لم يرد عند غيره من المؤرخين وخصوصاً من سنة 1075، ومع هذا فإن المجلد الأول مخروم شيئاً يسيراً بعد سنة 1234، وأما الثاني فساقط منه قسم كبير، والموجود من سنة 575 حتى 1207 مخروماً لا يزيد عن 134 صفحة. والكتاب كله مقسوم 216 فصلاً وهوحافل بالفوائد منفرد بأحداث لا تجدها في تاريخ آخر. والذي يواخذ فيه لضعف سنده ومباينته للحقيقة فهو يسير، ولا يبعد أن يكون في أصله زهاء آلف صفحة – وُجدت منه نسخة فريدة في حوزة الأسقف بولس الرهاوي في القسطنطينية مخطوطة في أوائل القرن الرابع عشر، وعام 1904 نشر منه السيد رحماني المجلد الأول وأوقعت العجلة فيه أخطاء. فاستأنفنا معارضته بالأصل بدقة ورسمنا المجلد الثاني بالتصوير الشمسي إسعافاً للمستشرق يوحنا شابو الذي أبرزه برمّته في طبعة أنيقة سنة 1916 ونقله إلى اللاتينية منوّهاً بمؤازرتنا[802] – وعمل هذا الكتاب الرهاوي المغمور اسمه تواريخ اخرى مصرحاً بذلك في آخر خبر اثناسيوس دنحا مطران الرها 1191 + قال “وقد دوّنا ما أصابه من المحن والذين أثاروها أحياناً وصاروا علة للفتن، في كتب آخرى بوجه التفصيل”[803].

 

 

228: يعقوب البرطلي مطران دير مار متى 1241 +

 

يعقوب بن عيسى بن مرقس شككو، لغوي محقق وحبر همام لاهوتي مجتهد بل هو إمام زمانه البارع ونجم أفقه اللامع. ولد في برطلي من قرى الموصل وترهب في دير مار متى حيث رضع لبان التقى وقرأ العلم الديني على نفسه ورسم قساً. أخذ علم النحو ومبادئ المنطق عن يوحنا ابن زعبي الراهب النسطوري، ثم درس المنطق والفلسفة بالعربية على الفيلسوف كمال الدين بن يونس الموصلي. فسطع نجمه ورسمه يوحنا ابن المعدني مفريان المشرق مطراناً لديره ولاذربيجان التابعة له وسماه سويريوس عام 1232 وحلت وفاته سنة 1241 ودفن في ديره، واطرى ابن العبري ذكاءه وحصافته[804] وهذه تصانيفه:

1: كتاب الكنوز أربعة أبواب، صنفه سنة 1231 إجابة إلى ملتمس الراهب متى. وهوكتاب لاهوتي وجيز يبحث في التثليث والتوحيد والتجسد الإلهي ودحض البدع، وأسرار البيعة وطقوسها وإثبات الدين المسيحي المبين، والعناية الإلهية والقضاء والقدر والملائكة والشياطين وخلق العالم، والنفس والفردوس والقيامة والجزاء الأبدي. ولا يخلو من فوائد دقيقة في الجغرافية ورسم العالم – له نسخ شتى في خزائن الزعفران ومار متى والواتكان ولندن وباريس وكمبرج والشرفة وخزانتنا[805] وقد سقط منها الفصل 37 من الباب الرابع، ولخص نوفصوله العلمية الفلكية والطبيعية.

2: كتاب تفسير الرتب الكنسية والصلوات والأسرار البيعية.

3: كتاب الحق المبين في حقيقة النصرانية فسّر فيه دستور الإيمان النيقاوي.

4: كتاب الموسيقى البيعية بحث فيه عن الأشعار والألحان الكنسية وفنونها وناظميها وزمان دخولها إلى الكنيسة. وهذه الكتب الثلاثة المفقودة ذكرها المؤلف في الفصول 31 و39 و40 و41 من الباب الثاني من كتاب الكنوز.

5: كتاب الديالوغو أي المسائل والأجوبة، اقترحه عليه الراهب عيسى وهو أحسن مصنفاته ست مقالات، يشتمل على النحو والفصاحة والبيان والشعر واللغة والمنطق والفلسفة على طريقة المسئلة والجواب. وتناول في القسم الرياضي علوم الحساب والموسيقى والمساحة والفلك بإختصار. يقع في مجلدين وزهاء ثمانمائة صفحة. قال في مقدمة المجلد الأول “اقتصر في كتابي هذا على آراء الفلاسفة ومذاهبهم. فإذا أصبت من الحياة فسحة نقضت بإذن الله سبحانه ما يجب نقضه من آرائهم في كتاب خاص” والحق المقالة الأولى بجزء منظم فيه النحو نظماً محكماً بالوزن الاثني عشري، وسمه بالمساوقة راداً فيه على حنين بن اسحق ويشوعياب بن ملكون مطران نساطرة نصيبين. وأثبت في مقالة اللغة ألفاظاً أضاعتها السريانية إهمالاً وحفظتها العربية، وضمنها فوائد من تأملها رأى أن السريانية أعطت هذا الإمام المستعصم بها مقادتها فوسعها مبحثاً ولفظاً وجمع شعاعها وشرّع أوضاعها وقيّد أوابدها وتصيّد شواردها. وزان مقالته في الفصاحة التي اقتبس كثيراً منها من الربان انطون التكريتي، بديباجات رسائل شتى بلغ في محاسنها كل مبلغ. ولهذا الكتاب نسخ كاملة في خزائن لندن[806] وبرلين[807] واكسفرد[808] وكوتنجن[809] وبوسطن[810] وبرمنكهام[811] ودير الزعفران[812] والقدس[813] وخزانتنا[814] وديار بكر[815] ونشرت أجزاء منه على أيدي مركس ومارتان ويوليوس روسكا والخوري اسحق أرملة.

6: كتاب الإسجاع وسماه باليونانية هليكاوس أي الكلام المقوَّم الموزون على نمط الشعر، ونوّه به في المسئلة العاشرة من المقالة الثانية من الديالوغو.

7: اثنتان وعشرون رسالة على الأبجدية تبسط فيها في الألفاظ المسجعة ذكرها في المسئلة العاشرة.

8: رسالتان منظومتان بالوزن السباعي قرظ بهما الطبيبين الوجيهين فخر الدين ماري وتاج الدولة أبا طاهر ابني أمين الدولة أبي الكرم صاعد بن توما الطبيب البغدادي السرياني كاتب الناصر الخليفة العباسي 1223 + وشاهما بالبديع اللفظي والمعنوي ملتزماً الحرفين الأولين من اسمي الممدوحين وفيهما ضعف بيّن والتعمّل شوَّه الرسالة الثانية. وقد الحقتا بكتاب الكنوز.

ونسب إليه السيد الدويهي ليتورجية مطلعها: أيها الرب الإله صاحب المجيد[816] لم نقف عليها ونحله السيد السمعاني خطأ الوصية التي تتلى على القسوس وهي مما حبّره يعقوب مطران ميافارقين[817] وانشاء البرطلي في النثر جامع الجزالة والسهولة ولا يعنيه سوى استعمال الألفاظ اليونانية، واستدرك عليه في لفظة واحدة وهي الفعل المجهول من غِلَط[818].

 

 

229: القس يشوع آل توما الحصكفي 1248

 

هو القس يشوع ابن الشماس يعقوب آل توما الشرقي ولد في حصن كيفا حوالي سنة 1185 ورحل إلى بلاد ملطية ونواحيها وتخرّج على إياونيس أسقف رعبان وتمهر في السريانية وأجاد خطها. رسمه اغناطيوس الثالث وبعثه إلى قلعة الروم قيّماً على بناء بيعة العذراء فيها في 25 شباط عام 1235[819] فاستوطنها وتعلم اللغة الأرمنية وقرأ علم الطب وعنه أخذ ابنه القس شمعون رأس أطباء هولاكو (1260 – 1289 +) وسنة 1248 نقل تاريخ ميخائيل الكبير من السريانية إلى الأرمنية مختصراً بطلبة قسطنطين الأول جاثليق الأرمن، ونقح نقله صديقه الراهب ورتان الأرمني[820] وقيل أن من نقله نسختين مطولة ومختصرة وقد طبع. وأظنه توفي قبيل سنة 1252 وهوجدّ البطريرك فيلكسينس نمرود 1292 +.

 

 

230: غريغوريوس يوحنا مطران مار متى واذربيجان

 

ولد يوحنا في قرية برطلي وترهب على الأغلب في دير مار متى ورُسم مطراناً للدير المذكور واذربيجان بعد سنة 1241 وسمي غريغوريوس متوسطاً بين السيدين يعقوب شككو المتوفى في تلك السنة واغناطيوس البرطلي الذي كان موجوداً عام 1269 وكان من أهل الأدب حبّر ليتورجية حسنة الإنشاء أولها: أيها الأزلي اللطيف، لا توجد إلأّ في أبرشية الموصل ومنها أخذت نسخة كمبرج[821] ونحلها بعض النساخ المولدين إلى ابن العبري غلطاً. وتجد اسم المترجم مطراناً في مصحف بلندن يتضمن تراجيم ابن كيفا فُرغ منه سنة 1242[822] ذكر فيه أنه لابني أخيه أوأخويه ويسمى أحدهما الشماس أبوالفرج البرطلي. وجاء أيضاً اسم أبي الفرج وابنه تاج الدين البرطلي في مصحف بباريس[823].

 

 

231: باسيليوس السبيريني 1254

 

ولد في باسبرينة ورسم مطراناً لدير قرتمين نحوسنة 1249 وهو الثاني بهذا الاسم بين مطارنة ديره وتوفي حوالي سنة 1254 كان منشئاً أديباً، له حسايتان أحداهما تتلى في الساعة الثالثة في أحد زيارة مريم لإليصابات مطلعها: حمداً للرب الذي فعل المعجزات بظهوره، وهي بليغة. والثانية لمديح العذراء أولها: حمداً للطبع الواحد[824].

 

 

232: المفريان صليبا الرهاوي 1258 +

 

هو صليبا ابن يعقوب وجيه، ولد في الرها وتأدب في قلاية ديونيسيوس مطران ملطية. ثم درس المنطق والطب على الأستاذ يعقوب النسطوري في طرابلس مع ابن العبري، وبلغ منها ومن الفلسفة موضعاً جليلاً. وحذق اللغة العربية ورُسِمَ مطراناً لحلب أواخر سنة 1247 ثم رُقي إلى مفريانية المشرق وسمي اغناطيوس في كانون الأول عام 1252 ولم يصفُ له الدهر فبعد أن أقام في كرسيه سنة ونصفاً، استقال منه وأقام في حلب ثم طرابلس حيث توفي كهلاً في سنة 1258 وكان جميل المحاضرة طلي الحديث فصيح اللسان، له نغمة عذبة أوحد عصره بإجادة الألحان الكنسية، غير أنه كان قصير الباع في علم الأسفار المقدسة[825] ولم يذكر له تأليف.

 

 

233: البطريرك يوحنا ابن المعدني 1263 +

 

هو هارون الملقب بابن المعدني من اعيان الأحبار ورعاً وأعلام زمانه فصاحة، والشعراء المجيدين وأرباب الإجتهاد والكتبة البارعين في السريانية والعربية، وكان سريّ الأخلاق رضيّها كريم المخبر محمود الشمائل. رُسِمَ مطراناً لماردين وسمي يوحنا حول عام 1230 ورقي إلى الكرسي المفرياني في أواخر العام التالي. وأقام زمانه تارة في بلاد نينوى ومدة في بغداد حيث وقف جهده على اللغة العربية متخرجاً على بعض أدبائها حتى توسط باحتها، وانبرى يدبج فيها الرسائل البليغة ويلقي الخطب الفصيحة فرّن صيته في الأقطار. وحين خلا الكرسي البطريركي طمح إلى الرئاسة العليا فتولاها في 4 كانون الأول سنة 1252 بعد رسامة ديونيسيوس السابع. ثم انفرد بها مدة سنتين حتى وفاته عام 1263 في دير باقسماط[826] فرثاه ابن العبري بتائيته المشهورة المعددوة من قلائده وهذه تصانيفه:

1: ديوان شعر سرياني صغير يقع في 47 صفحة، أشعاره منظومة على البحر الاثني عشري أوأكثرها مقفى، أشهرها قصيدتان مختارتان في النفس عنوان الأولى الطير وهي 122 بيتاً. والثانية تائية في شرف عنصر النفس وسقوطها بالعصيان استهلها بقوله: هبطت إليك من ذروة القدس، معارضاً قصيدة ابن سينا (هبطت إليك من المحل الأرفع) 25 بيتاً. وقصيدة في طريقة الكاملين وطبقاتهم 126 بيتاً وهي من براعاته الماثورة، وتائية 15 بيتاً في الموت والبعث ومجازاة الناس بحسب أعمالهم وهي من نفائسه. وقصيدة غير مقفّاة 42 بيتاً في غزو ملك بلاد الروم للرها في تموز سنة 1245، ومقاطيع جميلة نحو من 52 نقل أحدها عن شعر عربي، وكلها تؤذن بفيض خاطره وفنه وحسن ذوقه. وضاعت قصيدته في مديح مار هارون الناسك. ولديوانه نسخة مضبوطة في اكسفرد[827] وعام 1929 نشره في القدس الراهب القس يوحنا دولباني السرياني عن نسخ حديثة.

2: أربع خطب سريانية نفيسة في أعياد السعانين والصليب ودخول ربنا إلى الهيكل والأحد الجديد. ألفها مفرياناً ونقلها بتصرف إلى العربية الفصحى بإنشاء مسجع. واستهل خطبة عيد الصليب بقوله: أحباي هلموا نجتني ثمار الخلود من عود السعود، ألحقها بأدعية وطلبات منها دعاء لولي العهد والخليفة. واطرى في دعائه السراة الأجلاء السريانيين تاج الدولة وفخر الدولة وشمس الدولة آل توما البغدادي. لها نسخة عربية حسنة الخط أنجزت في أواخر القرن الثالث عشر أو أوائل القرن التالي[828] ومنها نشرنا الخطب العربية ما عدا الأولى[829] وخطبة رابعة في انتقال العذراء إلى الفردوس[830].

3: أنافورا جمعها من ليتورجيات الآباء مطلعها: أيها الأزلي السرمدي الواجب الوجود[831].

4: سبعة قوانين سنّ منها ستة في دير مار حنانيا وهومفريان، ووضع السابع في منشور أصدره في بطريركيته، ذكرت في المجموعة القديمة في خزانتنا.

 

 

 

234: ديوسقوس ثاودورس مطران حصن زياد 1275

 

هو ديوسقورس ثاودورس ابن القس ميخائيل ابن باسيل، ولد في حصن زياد وترهب في دير العذراء المعروف بدير بني باعوث قبل سنة 1224 وقرأ آداب السريانية وحذقها وأجاد خطها. وكان ذا حمية على اقتناء الكتب الكنسية ونسخها. وما عدا الخط النفيس بالقلم الاسطرنجيلي أبدع في التصوير الملون. رسم مطراناً لحصن زياد قبيل سنة 1238 وعام 1264 سُمي مفرياناً دخيلاً لكنه سرعان ما خضع إلى البطريرك ولزم كرسي أبرشيته. وكان موجوداً سنة 1275 ولعله تجاوزها إلى حدود سنة 1282 وجدنا بخطه ستة مصاحف منها حسايات بآمد وليتورجية في خربوت وإنجيل مصوّر في الخزانة الزعفرانية له فيه تسعة أبيات في الإبتهال سروجية الوزن حسنة النظم غير مقفاة التزم في أولها وآخرها حروف اسمه[832] قال ابن العبري أنه كان ملفاناً شهيراً[833].

 

 

235: مار غريغوريوس أبوالفرج الملطي مفريان المشرق المشهور بابن العبري 1286 +

 

أبو الفرج الملقب جمال الدين ابن الشماس تاج الدين هارون المتطبب ابن توما الملطي المكنى بابن العبري[834] علاّمة العلماء الأشهر، آية من آيات الله وطُرَف عباده نادرة العصور وأعجوبة من أجلّ أعاجيب الدهر، أحد كبار فلاسفة الشرق ولاهوتييه وحكماء الدنيا غير منازع[835] علَم الهدى وكهف التقى تاج الامة وإمام الأئمة المطبوعين أصحاب الإبداع. زانه الله سبحانه بعقل كبير وذكاء خارق وذهن متوقد، وفكر دقيق ولسان ذليق ولفظ أنيق، وأقامه على العلوم مناراً ميّسراً له منها السهم الأكمل. نبت من شجرة صالحة في الحسب الأثيل وطلع على الأمة السريانية بجبين مشرق ووجه صبوح[836] له الضرائب الطبية والشيم الرضية والحظ الأربح من كل فضيلة. وبدا في مفريانيته نهّاضاً عند كل مكرمة سبّاقاً إلى كل منحة، مضطلعاً بالمعضلات كاشفاً للمشكلات سامياً بهمته إلى أبعد الغايات. وما همّه إلاّ في مجد يشيده وبيت لله يعمّره وفضل ينشده وعلم يُفيده، وكتاب نافع يحبّره وباطل يُزهقه وحق ينصره، وأمّة يبصّرها مواطن رشدها وراهب كفوء يسقّفه. وموضعه من علمي الكتاب العزيز واللاهوت ومكانه من علوم الأخلاق والرياضة النسكية، وإحاطته بالفقه الديني والمدني واستنباطه دقائق الشرع، ومحله من النحو وبصره باللغة ومنزلته في البيان والقريض، وثبات قدمه في التاريخ وحظه من الفلسفة وبلوغه صناعة الطب غاياتها، وعلو كعبه في المساحة وفنون العلوم الطبيعية أشهر من أن يدلّ عليه بوصف. ذلك أنه حلّق في جو لم يباره فيه مبارٍ، راجعاً إلى علم جامع وباع واسع وفن بارع ورأي ناصع. وزان العلم بصدق النظر وحسن المأخذ واستفاضة المعين وقوة الحجة والبداهة النافذة والخاطر المصقول، مع حلاوة لفظ وتلاحم نسج ودقة شعور، حتى عادت به دولة العلم غضة العود معتدلة العمود. عمل كتبه فأحسن وأبدع وأطاب وأصاب شاكلة الصواب، واستوى في غالبها على الأمد في فصل الخطاب، فكانت كالبحور الزواخر جواهرها لا يُعرف لها أول من آخر، وسارت وخلَدت وتأبدت. وصفوة القول أنا لا نعرف له ثانياً لا قريباً ولا مُدانياً، ذلك أن العلماء الأثبات لا يعدون في المعارف عدد الأنامل، أما أن يتوسطوا باحة العلوم كلها فذلك ما لا عهد لنا به، فمن يقِس به عالماً سريانياً يرجع وهو مفضول.

ولد عام 1226 في مدينة ملطية من أسرة عريقة في المسيحية والنباهة والشرف وأبواه ينميان لأمجاد[837] وقد دحضنا في مقالة لنا[838] ما تخرّص به المستشرقون تمحلاً لغرائب الآراء الفائلة في الأنساب، اذ زعموا أن لفظة العبري دليل أصله اليهودي وأن أباه هوالذي تنصر. على أنه كني بهذا لولادة أحد آبائه أو ولادته في أثناء عبور نهر الفرات. وكفى به دليلاً بيت شعر مشهور قاله هو نفسه وهذه ترجمته “إذا كان سيدنا المسيح سُمي نفسه سامرياً فلا غضاضة عليك أن دعوك بابن العبري، لأن مصدر هذه التسمية نهر الفرات، لا ديناً معيباً ولا لغة عبرية” اهـ. فعسى أن يرجع المعتسفون عن خطأهم التقليدي – ورضع عباب العلم غضّاً طريّاً متخرجاً بأساتذة وطنه المتبحرين، فدرس علم اللغة السريانية وطقس البيعة والكتاب الإلهي وشروحه وتفاسيره أئمة النصرانية. وأخذ مبادئ الطب عن أبيه متقبلاً مذاهبه. وفي أواخر سنة 1243 رحل والده بأهله إلى انطاكية لاضطراب حبل الأمن في بلاده، فطفق أبو الفرج يقرأ على من يصادفه من الأساتذة ما تيسر له من العلوم. وعام 1244 عزف نفسه عن زهرات الدنيا وترهب في ميعة العمر آخذاً إياها بأطهر الأخلاق وأحمدها وأهذب السجايا وأرشدها، وقرأ علم الطب والبيان والمنطق على الأستاذ يعقوب النسطوري في طرابلس. فلما سطعت شمس ذكائه استنجب البطريرك اغناطيوس الثالث نِجاره، فرسمه كاهناً فأسقفاً لبلدة جوباس سنة 1246 وسمي غريغوريوس ثم نقل إلى أبرشيتي لاقبين فحلب واكب على المطالعة فأتم دروسه الفلسفية واللاهوتية وأحكم اللغة العربية في مقامه في بلاد الشام. و19 كانون الثاني سنة 1264 رقي إلى سدة مفريانية المشرق، فأقام اثنين وعشرين سنة وبعض شهور متنقلاً بين نينوى ودير مار متى وبغداد والموصل ومراغة وتبريز، منصرفاً إلى تدبير المؤمنين محتذياً شمائل الرعاة الصالحين، رافعاً للكنيسة شاناً خطيراً في عالمي الدين والدنيا. وحظي عند ملوك المغول لعلمه وكفائته ورفق سياسته، وتخيّر الرهبان الأتقياء الكفاة فأقام منهم اثني عشر أسقفاً، وانشأ بيعتين وديراً وقلايتين للأساقفة وفندقاً. ولم يكف عن المطالعة ومساجلة جهابذة عصره، وأين ما حلَّ كان واسطة قلادتهم وعميدهم وقدوتهم إليه يرجعون في المشكلات وفي خزانة مراغة وقف على الشروح الفلسفية باللغة العربية، وأحاط بتصانيف ابن سينا الطبية والفلسفية كلها فأخذ بها بعد فلسفة ارسطو وكان لها في مؤلفاته أثر بعيد. وثم درس اللغة الفارسية ومهر فيها وأخلى ذرعه حيناً للنظر في الكتب النسكية على اختلافها. وتولاه الله بتوفيق منه في الأمور التي أبرمها فكان من الأربحين أعمالاً والأرشدين أفعالاً، حتى فأجأته المنية في مدينة مراغة في الثلاثين من شهر تموز سنة 1286 في الستين من عمره وأوقفت في يمينه قلما دبج الخوالد، فاشتد نعيّه على الفرق المسيحية جمعاء فبالغت في الإحتفاء بتجنيزه. ثم نقل رفاته الطاهر إلى دير مار متى حيث لا يزال ضريحه معظماً. ونُعت ببحر الحكمة ونور المشرق والمغرب وملك العلماء وأكبر الحكماء والأب القديس والعلامة العارف بالله – وإليك ثبت مصنفاته التي نظمها أحسن نظم ورصفها أجود رصف:

1: مخزن الأسرار وهو مجلد ضخم نفيس فسّر فيه أسفار العهدين تفسيراً لغوياً ولفظياً ورمزياً، ألفه بعد حرث الكتاب العزيز كادحاً في تهذيبه وتنقيحه ومظهراً طول باعه في مختلف ترجمات الكتاب البسيطة والسبعينية، والنقول التي اعتمدها اوريجانس والحرقلية والقبطية والأرمنية والنسطورية والضبوط القرقفية، منوّهاً بفضل السبعينية على البسيطة. وتناول الأسفار برّمتها ومنها أسفار الحكمة الكبرى والمقابين ولم يستثن من العهد الجديد إلا سفر الرؤيا. وشرح كثيراً من الآيات مستشهداً بايبوليطس وافريقيانس واوريجانس ويوليوس واوسابيوس واثناسيوس، وافرام وباسيليوس والنزينزي والنوسي وابيفانيوس والذهبي وقورلس وهيسيخيوس والأريوفاغي والسروجي وفيلكسينس وسويريوس ودانيال الصلحي ويعقوب الرهاوي وجرجس أسقف العرب. وذكر مرة واحدة ديديمس وثاودورس المصيصي وداود ابن بولس (في أنجيل متى) والبطريرك ميخائيل وجاء بآراء خاصة من اجتهاده منتقداً بعض آراء الآئمة أنجزه تأليفاً في 15 كانون الأول عام 1271 وذكر في نسخة ثانية نقلت من خط المؤلف سنة 1354 وأظنها اليوم في لندن أنه فرغ منه عام 1277 والأول أصح، قال مارتان سبرنكلن الأمريكي “إن ابن العبري أكبر كاتب في تاريخ الأدب السرياني بأجمعه فضلاً عن كونه أعلم رجال عصره، وقد سخّر لكتاب الله العزيز علمه بأسره في “مخزن الأسرار” وكل من اللاهوتي والمؤرخ والباحث في علم الإنسان في النفس والفيلسوف يجد ذخراً لأبحاثه في هذا المصنف الجامع الذي دبجه رجل القرن الثالث عشر النبيه”[839] .

ولهذا السفر الكريم نسخ شتى تنوف على العشرين أقدمها كتبت في حياة المؤلف عام [840]1275 ونسخة في برلين خطت سنة [841]1298 وفي قلايتنا ويظن نقلها في صدر المئة الرابعة عشرة. جمع المستشرقان سبرنكلن وكريهام غالبها بنسخ مرسومة ونشرا بالطريقة نفسها المجلد الأول من الكتاب حتى سفر صموئيل الثاني سنة 1931 فوقع في 393 صفحة بحجم كبير.

2: منارة الأقداس: كتاب لا يحوم حول حماه إلا غوّاص على المعاني وهو مجلدة كبرى تقع في 500 صفحة بالقطع كبيرة. استوفى فيه أبواب العلم اللاهوتي من الوجهتين الإيجايبة والسلبية بغاية التفصيل، مدعماً ببراهين عقلية وحجج راهنة وأدلة نقلية من كتاب الله العزيز وأئمة النصرانية الإثبات، راجعاً في الأبحاث الطبيعية إلى كتب فلاسفة اليونان كارسطو وجالينس وغيرهما. فبلغ في أبحاثه مبلغاً رضياّ واضعاً حقائق النصرانية السمحاء على منائر عالية مزيفاً أباطيل المضللين وهادماً حجج أصحاب السفسطة المغالطين، ناقضاً بعض آراء ارسطو حين مخالفتها للمعتقد الأرثوذكسي، وقسمه اثني عشر ركناً أو باباً وهي: العلم ووجود الله وخلقه العالم والتثليث والتوحيد وسرّ التجسد، والملائكة والشياطين والنفس البشرية والكهنوت والقضاء والقدر والقيامة والفردوس. وجعله دستوراً لطلاب علم اللاهوت. وقعنا في قلاية جزيرة ابن عمر وسنة 1909 على نسخة عتيقة منه بخط الشماس يوحنا ابن سرو البرطلي تلميذ المؤلف أنجزها عام 1275 ثم ذهبت بها نكبات الحرب الماضية. وله عشر نسخ قديمة[842] وسنة 1930 نشر جان باكوس الركنين الأولين منه ونقلهما إلى الفرنسية. وسنة 1661 نقله الشماس سرجيس ابن الأسقف يوحنا بن غرير الدمشقي إلى العربية نقلاً بين الجودة والرداءة فانتشرت نسخه في البلاد[843].

3: كتاب الأشعة وهو مختصر المنارة أبوابه عشرة وهي: الخليقة التي أبدعها الله في ستة أيام، والعلم اللاهوتي، وتجسد الله الكلمة والملائكة والأرواح الشريرة، والنفس والكهنوت أي الرسامات الكهنوتية والعماد والميرون والقداس. والسلطة الذاتية والأجل. ونهاية العالمين الصغير والكبير وبدء العالم الجديد والفردوس. ومرجعه فيه الملافنة اثناسيوس وأفرام وباسيليوس والثاولوغس والنوسي، واوغريس والذهبي الفم وقورلس والأريوفاغي والسروجي وفيلكسينوس وسويريوس والرهاوي وابن كيفا. واستشهد حيناً بكتابي عهد ربنا واقليميس الروماني ومتوديوس والعجائبي ويوليوس وتيطس البُصري، وابيفانيوس وثاوفيلس وبروقلس وسرجيس الرأسعيني وساويرا سابوخت وابن العجوز، ومن غير الأرثدكسيين ثاودورس المصيصي وثاودريط ويوحنا البيساني ولوعدل عن التوسع في أحوال بعض الخلائق الطبيعية في هذين الكتابين مما نقله عن كتب ارسطو، لكان ذلك أولى بهما وأجمل في خزانتنا. صفحاته 338 بقطع صغير وله تسع نسخ قديمة[844] وقد نقله بعض المتخلفين نقلاً سقيماً ملحوناً.

4: زبدة الحكمة في الفلسفة، من أجلّ ما خرج من قلمه، وهو مجلدان ضخمان يجيئان في 951 صفحة. المجلد الأول في العلم المنطقي الفلسفي، تسعة كتب:

1: ايساغوجي، 2: كتاب المقولات العشرة، 3: كتاب بريرمنياس أي العبارة، 4: الأنالوطيقي الأول وهو تحليل القياس، 5: الأنالوطيقي الأخر أي البرهان، 6: كتاب طوبيقي اوديالقطيقي وهوالجدل، 7: السوفسطيقي أي المغالطة أوالحكمة المموهة، 8: ريطوريقي أي الخطابة، 9: فوايطيقي أي الشعر، وصفحات المجلد 365 وقال في خاتمته” هذا الكل ما وقفنا عليه من تعليم أستاذنا الفيلسوف الكبير ارسطوطاليس في كتاب الشعر، ويخال لي أن جزءاً غير يسير فضل منه، أما أنه لم ينقل من اليونانية أوالسريانية أوالعربية أونقل ولم يصل إلينا. وإذا شاء الله وكان في الأجل فسحة فأنا ننوي وضع كتاب كافٍ في هذا الفن، نستقصي فيه من الأقيسة ما وافق هذه اللغة وحسن فيها وقعه وتتفق ألفاظه وتجمل معانيه التي تصادف قابلية طبيعية للتخيل، كاجتماع الأضداد والمجانسة والإستعارة والمضادة والتتابع والمقايسة والمساوة والدلالة والتحقيق وغير ذلك”

والمجلد الثاني في العلم الثاني من الطبيعيات وهو جزءان، الأول ثمانية كتب:

1: كتاب السماع الطبيعي ويعرف بسمع الكيان، خمسة أبواب وفيه يعرف الأمور العامة لجميع الطبيعيات، مثل المادة والصورة والحركة الطبيعية والأسباب والنهاية وغير النهاية، وتعلق الحركات والنهاية إلى محرك اول واحد غير متحرك وغير متناهي القوة لا جسم ولا في جسم، 2: كتاب السماء والعالم خمسة أبواب، يعرف فيه أحوال الأجسام التي بين أركان العالم وبين السماوات وما فيها، والعناصر الأربعة وطبائعها وحركاتها ومواضعها، وتعريف الحكمة في صيغتها وتفصيلها – 3: كتاب الكون والفساد أربعة أبواب، فيه يشرح حال الكون والفساد للتوليد والتوالد والنشؤ والبلى، والإستحالات مطلقاً من غير تفصيل. يبين فيه عدد الأجسام الأزلية القابلة لهذه الأحوال – 4: كتاب المعادن يذكر فيه حال الكائنات الجمادية وما في المعادن، والجبال والينابيع وحركة الأرض ووضع المسكونة – 5: كتاب الآثار العلوية ويسمى مترولوجيا أربعة أبواب، يتكلم فيه على الأحوال التي تعرض في العناصر الأربعة قبل الإمتزاج لما يعرض لها من أنواع الحركات، وتأثير السموات فيها والشهب والغيوم والصواعق والرياح والزلازل والبحار والجبال – 6: كتاب النبات أربعة أبواب، يبحث فيه عن الكائنات النامية – 7: كتاب الحيوان ستة أبواب وفيه يعرف طبائع الحيوان وحال الكائنات الحيوانية – 8 كتاب النفس أربعة أبواب يشتمل على معرفة النفس والقوى الداركة والمحركة التي في الحيوانات وخصوصاً في الإنسان. وأقسام الفرع: الطب وأحكام النجوم وعلوم الفراسة والتعبير والطلسمات والكيميا.

والجزء الثاني في العلم الثالث خمسة كتب، الأول في الفلسفة وأبوابه ثمانية، والثاني في العلم الإلهي. ويسمى أيضاً ما بعد الطبيعة ستة أبواب وهو القسم النظري. ثم يأتي القسم العملي وأوله الكتاب الثالث الأيثيقون أي كتاب الأخلاق أوعلم الأخلاق أوالحكمة الخلُقية. والرابع تدبير الذات والمنزل ثلاثة أبواب، والخامس سياسة المدن ثلاثة أبواب، وتكلم في الفصل الثالث من الباب الثاني منه على طبائع الأمم. فصول هذا المجلد 233 وصفحاته 586.

للمجلد الأول نسختان قديمتان في فلورنسا وهي مخرومة قليلاً[845] واكسفرد[846] وأربع نسخ حديثة في كندناط (ملبار) وحلب ودير السيدة[847] وبرمنكهام[848] وللثاني نسختان قديمتان أولاهما في خزانتنا أنجزت على عهد المؤلف وهي أول مصحف نقل عن نسخته التي فرغ منها أواخر سنة 1285 وأوائل سنة 1286 والثانية في خزانة آمد الكلدانية[849] ونسختان حديثتان في برمنكهام[850] وخزانتنا.

5: كتاب تجارة الفوائد في المنطق والفلسفة[851] مجلد وسط ثلاثة أبواب يشتمل على خلاصة كتاب زبدة الحكمة، وضعه قبل سنة 1276 له ست نسخ أقدمها خطت في 20 أيار سنة 1276[852] وذكر في نسخة بخط المطران أفريم القويمي أنجزها عام 1575 أنه نقل من العربية إلى السريانية غير أننا لم نقف في العربية على كتاب بهذا الاسم؟[853].

6: حديث الحكمة وهو كتاب صغير في المنطق والفلسفة أربعة أبواب انشأه بعد سنة 1275 نشره هرمن جانّس عن أربع وعشرين نسخة، أقدمها في شيكاغو خطت سنة 1299 وفي لندن حوالي سنة 1330[854] ونقله إلى الفرنسية سنة 1937 ونشرنا نحن سنة 1940 ترجمته العربية الفصيحة التي نظمها عملت بعد زمن المؤلف بمدة يسيرة اعتماداً على نسخة خطت عام 1608[855] بعد أن صححناها وضبطناها على الأصل واستدركنا على بعض هنات وقعت للناقل الفرنسي.

7: الأحداق، كتيب في المنطق والفلسفة سبعة أبواب لا يتجاوز الأربعين صفحة[856].

8: رسالتان في النفس البشرية وجيزة ومطولة دبجها بالعربية وأفرغهما في قالب الفصاحة. الأولى 62 فصلاً و26 صفحة[857] والثانية 26 فصلاً و74 صفحة[858] ألفها بطلب ديونيسيوس عنجور مطران ملطية قبيل سنة 1252 نشرت أولاً سنة 1928 وحظينا في ويست نيورك بنسخة منها نفيسة مضبوطة أنجزت أواخر القرن الثالث عشر أو أوائل القرن التالي، فأعدنا نشرها في حمص سنة 1938 وتناولناها تعليقاً مستدركين على أغلاط الناشر الأول الذي اعتمد على نسخ حديثة.

9: كتاب الإشارات والتنبيهات في المنطق والفلسفة وما وراء الطبيعة لابن سينا، نقله أبو الفرج من العربية إلى السريانية بإنشاء محكم السبك في غاية الجودة، إجابة إلى رغبة القس شمعون آل توما الشرقي رئيس أطباء الملك هولاكو قبيل سنة 1278 وأظهر فيه غزارة مورده اللغوي وبراعته في النقل. وذكره في تاريخ الزمان السرياني[859] وهذه الترجمة الحرية بالذكر لم ينوّه بها المعاصرون من كتاب الفلسفة بالعربية. وفي خزانة فلورنسا نسخة منه عتيقة فرغ منها يوحنا بن باخوس في برطلي عام 1278[860] وله خمس نسخ اخرى[861] صفحاته 218 بالقطع الكبير والخط الدقيق.

10: كتاب زبدة الأسرار في الفلسفة لأثير الدين الأبهري 1264 + نقله من العربية إلى السريانية وه ومفقود.

وأعلم ان ابن العبري قرأ الفلسفة على نفسه، وأحاط بفلسفة ارسطو كل الإحاطة مدركاً حقيقة مذهبه وأورد طريقته في المجلد الأول من زبدة الحكمة طبقاً لمتن تآليفه. وكان يجرّد خواطره من كل ما ألحق بها من الإضافات، طوال القرون الخمسة عشر التي تلته. وخلافاً لسائر علمائنا الذين عالجوا العلوم الطبيعية، راجع تآليفه بنصها وفصّها عن المجاميع الحديثة التي أخذت منها سواء كان في الكتب المنقولة أوفي الأصل. ويرجع بعض المستشرقين أنه درس كتاب النفس في أصله اليوناني، ذلك أنه ضبط عدة ألفاظ يونانية ضبطاً لم يعن به سائر كتابنا[862] ولا يبعد أنه كان عارفاً باليونانية وإن لم تتوفر الأدلة على هذا، وما الذي يمنع ان يكون ذلك العقل الوضاء قد أحاط بها في أثناء مقامه المديد في بلاد الشام ؟ وطالع أيضاً بالعربية ما خلا مؤلفات ابن سينا، تصانيف الفلاسفة فخر الدين الرازي 1210 + والمعاصرين له الأبهري ونجم الدين القزويني ونصير الدين الطوسي 1276 + الذي خاض معه في هذه المسائل. وغلبت عليه خواطر الشيخ رئيس فكان لها في نفسه أثر عميق كما المعنا إليه آنفاً، وقد أطنب في مدحه بقوله: “أنه لما أخذ وزنة ارسطاطاليس لم يزدها خمساً لكن أكثر من خمسين وزنة”[863] (5) ففي كتاب الأورغانون والطبيعيات لم يقف إلا أثر ارسطو ميمّماً سمته، وكذلك فعل في البحث في ما وراء الطبيعة، ولم يعدل عن مبادئه إلا للأخذ بمذهب ابن سينا وإياه فضّل في “البسيكولوجيا” أي علم النفس وعلائقها مع الجسد وما إليه. وأما في المجلد الثاني فإنه عالج قضايا هي أكثر مطابقة لأصول الإلهيات في القرن الثالث عشر. وقد ذكرنا أن المنية لم تمهله لتصنيف كتاب فلسفي يحوي إبداعه.

11: الهدايات في الشرع الديني والمدني، من كتبه المشهورة بالتجويد. وقع في 541 صفحة أبوابه أربعون وهي 1: البيعة وتدبيرها، 2: العماد، 3: الميرون، 4: القربان، 5: الأصوام والأعياد، 6: الجنائز، 7: الدرجات والرتب الكهنوتية، 8:الإملاك والزواج، 9: الوصايا، 10: الوراثة، 11:البيع والشراء، 12: السلف، 13: الرهن، 14: الضرر، 15: المصالحة، 16: الحوالة، 17: الكفالة، 18: الشركة، 19: الوكالة، 20: الإقرار، 21: الوديعة، 22: العارية، 23: الهبة، 24: الوقف، 25: الشفعة، 26: الأقراض، 27: المساقاة، 28: الأراضي الخربة، 29: الإجارة، 30: وجود الضائع، 31: وجود الصغار الضائعين، 32: عتق العبيد، 33: السرقة، 34: الكبائر، 35: ذبح الصيد، 36: القَسَم والإيمان، 37: النذور، 38: القضاء والمحاكمات، 39: الشهادة والشهود، 40: الدعوى على الإطلاق – وفصوله 147 – مرجعه فيه: القوانين المنسوبة إلى الرسل الواردة في كتب إقليميس الثمانية، وتعليم ادى ومجامع أنقرة ونيوقيسارية ونيقية وانطاكية وغنغرة، واللاذقية وقسطنطينية وسليق وخلقيدونية، واقليميس وديونيسيوس الآثيني وقبريانس وديونيسيوس الاسكندري واوسطاثيوس واثناسيوس، وباسيليوس والثاولوغس واوغريوس القسطنطيني ورابولا وقورلس الاسكندري وطيمثاوس وفيلكسينس ويوحنا التلي وسويريوس الأنطاكي ورسالة بعض الأساقفة إلى رئيسي ديرين في قرية لنسوس بقيليقية، وثاودوسيوس الأسكندري وقرياقس الآمدي ويعقوب الرهاوي وأخذ عنه 42 قانوناً. وبطاركتنا الأنطاكيون جاورجي الأول وقرياقس وديونيسيوس الأول ويوحنا الرابع، واغناطيوس الثاني وديونيسيوس الثاني وميخائيل الأول. ومراسيم ملوك الروم وغير ذلك من المراجع المغمورة، وما ساقه إليه اجتهاده وقد وسمها بلفظة هداية[864] وأضحى هذا الكتاب النبيل دستور الكنيسة. وهو يدلنا على ما كان للأساقفة من سعة السلطة في الأحكام والقضايا المدنية بين رعاياهم، وقد اطراه علماء أوربيون ثقات ومنهم الكردينال ماي[865] له ثماني نسخ أقدمها في خزانة القدس أنجزت أوائل القرن الرابع عشر[866] ونشره بيجان سنة 1895 معتمداً على مصحف باريس المخطوط عام 1488 ونقل قديماً إلى اللاتينية نقلاً وقع فيه تحريف. وفي أواخر القرن السادس عشر نقله بعضهم إلى العربية بأسلوب يتعثر بين اللحن والركاكة.

12: الإيثيقون أو علم الأخلاق لحسن السلوك في الدين والدنيا. وهو كتاب لا نظير له في الجودة ولا شبيه له في معناه أبلغ ما دبجته يراعته بما انطوى عليه من تعريفات محكمة وتبويب وترتيب، استوفى فيه فرائض الدين واولها المسنون في الصلاة وحلاًّها بثمانية أدعية بليغة، واستوعب آداب السلوك في سائر أحوال الإنسان. ودعمه بشواهد من كتاب الله وحرص على تعطيره بطائفة كبيرة من حكم النساك المصريين ونوادر أخبارهم، يجد فيه الواعظ واللاهوتي حاجته والناسك خاصة والمؤمن الورع ضالته والمنشئ واللغوي مطلبه. اتمه تأليفاً بمراغة في 15 تموز عام 1279 مقالاته أربع منقسمة أبواباً وفصولاً شتى الأولى: في ترتيب النهوض بالرياضة الجسدية، والثانية: في الطرائق المحمودة لقوام الجسد، والثالثة: في تنقية النفس من الأهواء الفاسدة، والرابعة: وهي أطولها وأبوابها 16 في تزيين النفس بالأخلاق الفاضلة: وصفحاته 420 له أربع نسخ عتيقة أقدمها في خزانة الموصل الكلدانية فُرغ منها عام 1292[867] نشره بيجان سنة 1898 ونقله الراهب داود الحمصي نقلاً فيه الوسط وفيه الملحون ومنه نسخة في اكسفرد[868].

13: الحمامة، مختصر في ترويض النساك، انشأه بإقتراح بعض عشاق النسك طلاب علم الآخرة بعد كتاب الأيثيقون، ورتبه على أربعة أبواب، الأول في تدريب المريد في بدء سلوكه على الرياضة الجسدية وخدمته في القنوبين، والثاني في حقوق الخلوة في القلاية، والثالث يذكر فيه مقصد العارفين الواصلين إلى علم المكاشفة، والرابع في سياق تدرّج المؤلف بالعلم وكلمات كشفية سنحت له وعددها مئة. جاء في 80 صفحة وإنما اسماه “الحمامة” رمزاً عن الروح القدس نُقل إلى العربية حوالي سنة 1299 وسمي كتاب الورقاء في علم الإرتقاء. رأيت مقدمته بإنشاء بليغ بخط أبي الحسن ابن محرومة المادريني، له نسخة قديمة في جامعة شيكاغو كتبت سنة 1290 ونسخة في اكسفرد[869] وألحق به فصل في طفولية العقل وهو فاتحة قصة وضعها في طريقه إلى مراغة، بإنشاء جزل فخم وكلام مقفى رقيق الحواشي ما لحسنه نهاية، أوقفته المنية عن إنجازها[870] نشره بيجان ثم الراهب يوحنا دولباني سنة 1916[871].

14: التاريخ الكنسي مجلدان يشتمل أولهما على تاريخ بطاركة انطاكية من عهد القديس بطرس هامة الرسل حتى سنة 1285 وثانيهما على تاريخ جثالقة المشرق ومفارنته من أيام القديس توما الرسول، وختمه بترجمة مسهبة لنفسه إلى سنة وفاته. وضمنه أيضاً أخبار جثالقة النساطرة نقلاً عن مؤرخهم ماري بن سليمان[872] وفي أوله تراجم تتعلق بالقرون الثلاثة الأول لا تثبت على النقد، له نسخ قديمة في خزائن الواتكان[873] واكسفرد[874] والقدس[875] صفحاته 633 نشره ابلوس ولامي منقولاً إلى اللاتينية سنة 1877 – 1879 وذيلاه بفذلكة لاتينية سداها الأخطاء ولحمتها المغالطة.

15: تاريخ الزمان من أول الخلقة حتى سنة 1285 ضمنه تاريخ العالم والدول والعلماء بغاية ما يكون من الضبط والدقة، اخذاً عن تاريخي يعقوب الرهاوي وميخائيل الكبير وتواريخ سريانية وعربية وفارسية وقف عليها في خزانة مراغة. ومنه نسخ في الخزائن المذكورة في أعلاه، طبعة بيجان سنة 1890 ثم بدج منقولاً إلى الأنكليزية 1932.

16: تاريخ مختصر الدول وهو تاريخ الزمان نقله بتصرف من السريانية إلى العربية قبيل وفاته، إجابة إلى رغائب بعض علماء مراغة المسلمين وأنجزه إلا ثلاث صفحات في مدة شهر، وضمنه فوائد تتعلق بعلماء العرب المسلمين نقلاً عن تواريخ عربية أورد بعضها بنصها وفصّها، عادلاً عن إحداث تهم علماء المسيحيين، ورتبه على عشر دول وهي دول الأولياء وقضاة بني اسرائيل وملوكهم وملوك الكلدانيين، والفرس واليونانيين الوثنيين والإفرنج الرومانيين واليونانين المتنصرين والعرب والمسلمين والمغول صفحاته 522 له ست نسخ في فلورنسا[876] وباريس[877] ولندن واكسفرد نشره اولاً بوكوك ونقله إلى اللاتينية سنة 1663 ثم نقله بوّر إلى الألمانية عام 1783 ثم طبعه الراهب انطون صالحاني سنة 1890.

17: كتاب الأضواء أواللُّمع (صمحا) وهوأحسن نحو سرياني خرج للناس وما عمل أحد اتمَّ منه، وضعه إجابة إلى بعض الطالبين وعني بتوبيبه وترتيبه بأحسن ذوق وأجمل طريقة، وأدق بحث وأشفاه على مذهبي المغاربة والمشارقة، وأدخل فيه أبواباً مبتكرة اقتباساً من نحو العرب. وقسّمه أبواباً أربعة في الأسم والفعل والحرف والمشترك، فأصبح دستوراً للنحاة والطلبة. صفحاته 352 له نسخ شتى أقدمها في فلورنسا[878] ودير الزعفران[879] ولندن[880] ونيوجرزي[881] والقدس[882] واكسفرد[883] وبوسطن[884] وخزانتنا بخط بديع[885] نشره مارتان ثم اكسل موبرغ في باريس سنة 1922.

18: الغراماطيق ويسمى المدخَل إلى معرفة النحو، وهو ارجوزة منظومة بالوزن السباعي مقفاة، حبكه في بغداد في مدة اسبوعين وأجاد فيه كل الإجادة مُعلقاً على هوامشه فوائد وشروحاً سريانية لم يتسع لها المتن. له نسخ عديدة أقدمها في جامعة شيكاغو[886] وفلورنسا بخط الراهب دانيال[887] وخزانتنا[888] وهذه صفر من الشروح العربية التي عُلقت على النسخ المتأخرة وهي لبعض النحاة، وبرمنكهام[889] والخزانة الزعفرانية وهي نفيسة[890] وباريس[891] والقدس[892] نشره مارتان.

19: الشِرار[893] كتاب ثالث في النحو لم يتم قيل أنه واسع وفي جدول كتبه يُسمى مختصراً أشار إليه في آخر كتاب الأضواء وقد ضاع.

20: كتاب الصعور العقلي في شكل الرقيع والأرض، وضعه عام 1279 إجابة إلى طلب القس شمعون آل توما الشرقي، سارداً فيه العلوم الفلكية بأسلوب علمي وجمّله برسوم وأشكال هندسية. وه وقسمان الأول ثمانية أبواب والثاني سبعة صفحاته 257 نشره القس فرنسوا نو ونقله إلى الفرنسية سنة 1895 عن أربع نسخ في باريس واكسفرد وكمبرج أقدمها خطت في القرن الرابع عشر.

21: تفسير كتاب اقليدس في المساحة أنجزه سنة 1272 وذكره في تاريخه الكنسي[894] .

22: شرح كتاب المجسطي لبطليموس القلوذي في علم النجوم وحركات الأفلاك[895]. فرغ منه في مراغة عام 1273 شرحه بعد أن أشار إلى محيي الدين بن محمد بن أبي الشكر المغربي الأندلسي، بخلاصة معانيه وإيضاح مطالبه وأضاف إليه بيان المقدمات المهملة وفتح ما كان فيه من إغلاق ففعل، وصدّره باسم المترجم بغاية التعظيم[896] .

23: كتاب الزيج الكبير أي معرفة حركات الكواكب لاسختلاص التقويم السنوي وتعيين الأعياد المتنقلة[897].

24: كتاب انتخاب ديوسقوريدس اليوناني الكبير في المفردات الطبية وقوتها واتقانها نقله من العربية إلى السريانية[898].

25: كتاب كبير جمع فيه كل الآراء الطبية[899].

26: كتاب القانون للشيخ الرئيس ابن سينا نقل منه إلى السريانية أربعة كراريس فحالت المنية دون إتمامه[900].

27: منتخب كتاب جامع المفردات أي الأدوية المفردة بالعربية، لأبي جعفر أحمد بن محمد الغافقي الأندلسي المتوفى نحو سنة 560 هـ، جاء فيه “انتخبه وحيد العصر علامة الدهر الأب القدس الورع مظهر الحقائق وكاشف الدقائق، غريغوريوس مفريان المشرق كمل الله سعادته وايّد سيادته” اهـ. انتخبه من ثلاث مجلدات تسهيلاً لكشف الأدوية. وورد في آخر المقدمة قوله: قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى غريغوريوس المفريان “ولذلك جعلت غرضي من هذا اختصاري اقتصاري على ذكر صفحات الأدوية واختيارها، والمشهور فقط من اسمائها وقواها، دون ما يتخذ منها من الأشربة والأدهان. فكان مع سهولة عجمه وضآلة حجمه، نافعاً في شأنه بالغاً في فنه” اهـ. وُجدت منه نسخة في دار الكتب بالقاهرة رقم 1032 كتبت بخط عادي في زمان المؤلف أواخر ربيع الأول سنة 684 هـ (1285 م) وقعت في 146 ورقة. نشر الدكتوران ماكس مايرهوف وجورجي صبحي حرف الألف منها 43 ص ونقلاه إلى الإنكليزية سنة 1932 وأحصينا في المقدمة أحد عشر خطأ من تصحيفهما، وحبذا لو دقننا النظر في ضبط المتن، وله نسخة ثانية[901].

28: كتاب منافع أعضاء الجسد بالعربية جمع فيه بتفصيل آراء الأطباء بأسرها في المواد الطبية فجاء عميم النفع[902].

29: شرح فصول ابقراط بالعربية، وهو صغير، له في خزانتنا نسخة فريدة بخط الطبيب الراهب هداية الله جلبي السرياني سنة 1640 وحدناها في دمشق عام 1938.

30: تحرير مسائل حنين بن اسحق الطبيب بالعربية بلغ فيه إلى باب الترياق وهو نحو ثلثيه، وصدّه الأجل عن إتمامه وهو في نسختنا المذكور آنفاً.

31: ملخص تفسير كتاب ايرثاوس المنحول المجهول المؤلف، صغير الحجم 22 فصلاً يقع في 190 صفحة، شرحه إجابة إلى الحاف بعض الرهبان، ولا علاقة له بما حواه من بعض آراء (بانثيئستية) له نسخ في لندن[903] وأحداها التي اعتمد عليها وخزانتنا وباريس وبرلين[904] والزعفرانية.

32: ديوان شعر يحوي ثلاثين قصيدة ومقطعات نيفاً ومائة تتراوح بين البيتين والعشرة. من وصف وحكم واخوانيات ومديح وذم ورثاء أكثرها على البحر السروجي. منها في فراق الصديق والإعتذار إليه في تعويق هديته إليه، ولمح فيها إلى ما ينتاب المسيحيين من مظالم مواطنيهم، ومحبة العلم وتطهير النفس وأباطيل محبة الدنيا، ونونية في خطاب النفس ويائية 96 بيتاً في ما اشتملت عليه خلقة السماء من الإبداع في الإحتجاج عن نفسه لزهده في الدنيا وملاذّها. واقتناعه باليسير الحقير منها مطعماً وملبساً ومسكناً رغبة في سعادة الآخرة، وبائية في المحبة الإلهية وقد مثلها بالخمرة 60 بيتاً وتوبيخ الحكمة للجاهل، وقصيدة في الكمال بنوع فلسفي دبجها في بغداد سنة 1277 جاءت في 305 أبيات، ومر بك ما قلناه في أكثر قصائده الجياد كوصف الربيع والورد والمدح والرثاء والحِكم وخصوصاً في الحكمة الإلهية وأبياتها 160 وفي موضعه من الشعر السرياني[905] ومع اشتمال ديوانه على كثير من عيون الشعر فإنه لا يخلو من أبيات ضعيفة لا شك انه نسجها في بداءة أمره أو لم يتسع له الوقت لتهذيبها. له نسختان في اكسفرد[906] وبرمنكهام[907] وطبعه أولاً اوغسطين شبابي الراهب الماروني سنة 1877 ونشر القس جبرائيل قرداحي قصيدة الحكمة، وأحسن بإعادة نشره في طبعة انيقة مضبوطة في أورشليم الراهب القس يوحنا دولباني سنة 1929 وقد خلا من قصيدتين افراميتين إحداهما في الثالوث الأقدس والثانية عقائدية تاريخية مطولة حبرها حول سنة 1282 جواباً إلى الجاثليق دنحا الأول وسكبها في قالب رقيق ونشرها شابو[908].

33: ليتورجية مطلعها: رحيم أنت أيها الرب ورحمتك منشورة على العالمين، وردت منسوبة إليه بصراحة مصدرة باسمه[909] وأما التي بدؤها: أيها الأزلي اللطيف ونحلت إليه فإنما هي لغريغوريوس البرطلي كما تقدن آنفاً. ولخص أيضاً سنة 1282 أنافورا مار يعقوب الرهاوي أخي الرب وتعرف بالصغرى. وله تعليق على طقس تبريك الماء في عيد الدنح في 29 كانون الثاني سنة 1283[910].

34: الأحاديث المطربة: كتيب يشتمل في عشرين فصلاً و40 صفحة على أحاديث لبعض الحكماء والملوك والمعلمين والزهاد والأطباء والأغنياء والبخلاء وأرباب الرحف وحكايات على السنة الحيوانات. له نسخة مخرومة في القسطنطينية أنجزتْ سنة 1605[911] نشر له الراهب لويس شيخو ترجمة عربية قديمة عن نسخة مضبوطة خُطتْ في السنة المذكورة.

35: رسالة صغيرة في تفسير الأحلام انشأها في صباه ولا يؤبه لها.

36: خطبة عربية بليغة لعيد السعانين أصبناها في آزخ فنشرناها[912] وله على ما ورد في تآليفه[913] غير ذلك من المقالات والحسايات والرسائل لم يحفظ منها إلا رسالته للبطريرك نمرود[914].

وكان ابن العبري بصيراً بالأرمنية ماهراً في الفارسية[915] من عليّة أئمة اللغة السريانية التي أحكم أوضاعها وبعد شاوه فيها فوعى أسرارها وأحصى فرائدها، وتمكن من اساليبها واستظهر شواردها وأغناها بمعانٍ لم تُعرف قبله براً بها وحدباً عليها. ومن صدور البلغاء في العربية، له في رصف الكلام في هاتين اللغتين البراعة الفائقة من كل لفظ جزل شريف ينهض بالمعنى السامي النبيل. وإنشاؤه السرياني الرائع هوالمتخيّر من كلام الكتّاب الفحول من عبارة محبرة وديباجة محكمة وتراكيب أنيقة الرصف، وأسلوب قوي تشرق في جوانبه لمعات العبقرية وأضواء الإلهام. ومن أي النواحي أتيته تجده وصافاً بارعاً في ما ينفضه عليك من صور البيان، ويطلع به عليك من الصحيح الناصح من كلام السريان، ويلذ لك في أمهات تصانيفه الفواتح المستبدعة والديباجات المشرقة التي تحمل القارئ على مطالعتها مشغوفاً بكلام حلّق في أعلى سماء البلاغة. وكلما غاص في بحر الكتاب وقعت يده على درة يتيمة ولؤلؤة نفيسة وطرفة نادرة، وانتهى بإحناء هامته إجلالاً لأمير الكتّاب وملك العارفين وأشهر علماء السريان على الإطلاق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث : في تراجم علماء الحقبة الثالثة وأدبائها 1920 – 1931

 

تمهيد

 

وصف المستشرقون العصر الذي تلازمان ابن العبري بعصر الذبول العلمي وحكموا أن العلم والأدب هبطا بعده هبوطاً محسوساً فلا يستلفتان النظر، وانفرد انطون بومشترك بذكر نفر من المولّدين بما لا يغني فتيلاً وقد افرطوا في حكمهم، ذلك ان معظم تآليف المتأخرين لم تصل إليهم. ثم وإن كان الشرق الأوسط بأجمعه أخذ بالذبول بعد سقوط بغداد سنة 1258 وتكامل تعسه في العقد الأخير من القرن الثالث عشر وما بعده بداعي الحروب الطاحنة والغزوات المتتابعة التي دمرته، فمحا السيف بلاداً زاهرة ومحق نفوساً لا تُحصى عدداً، وتطاول ليل الكوارث بقيام دول ودويلات قضت على العمران وأكثر ملوكها الظلوم الغشوم، وراح أكثر الناس فريق في الإسار ومثله لاذ بالهجر وقد شالت نعامته، وخفضت رأية العلم حتى في العهد العثماني حاشا علوماً دينية إسلامية ضيقة النطاق ومُنيت اللغة العربية نفسها بالضعف فأمست المؤلفات إلا ما ندر تتدنى من ركيك إلى أركّ، إلى أن توسط القرن التاسع عشر فكان من العوامل في مصر والشام ما أسعف الإنبعاث العلمي – فبالرغم عن هذه العلل نجم بين السريان علماء وأدباء تمسكوا جهد الطاقة زماناً بعلمهم الديني وأدبهم اللغوي وسرعان ما كانوا عُدموا مواطن ثقافتهم العالية، ولم يطلّ عليهم القرن الرابع عشر حتى عضهم زمان عنوت، فوجدوا غالب دياراتهم مهدمة وأبرشياتهم مدمرة ومدارسهم دارسة وخزائن كتبهم مبعثرة، وبلادهم على عروشهم خاوية ففريق من أهلهم سلوب وفريق محروب وآخر على أمره مغلوب، ولم يزالوا في القرون الثلاثة التالية وهم بين حصيد سيف وشهيد حيف وطريد خوف فقلّ عديدهم وايّة قلة! ولا شك أنه لم يقم فيهم بل لم يمكن أن ينشأ منهم والحالة هذه، علماء نحارير يساجلون السلف الصالح تعمقاً وبراعة. ولم يكن هذا الحظ العاثر من نصيبهم وحدهم لكنهم كانوا فيه ومواطينهم من صنوف الملل والنحل سواسية! ومع ذلك فإنك تجد الأدب السرياني حياً متين الرصف حسن الاسلوب عند طبقة غير قليلة منهم. والصفحات التالية تكشف لك أسماء ستة وخمسين كاتباً صحيحي الديباجة، وإن لم تصدح بلابلهم في رياض الفصاحة أو سمعت لبعضهم نغمات يسيرات وعدوّا في الطبقة الثانية والثالثة. وتقع منهم على ستة عشر عالماً وأديباً كتبوا في اللغة والشعر والترسل والتفسير والإلهيات والتاريخ وفروض الصلاة، وهم البرطليات أبونصر وجبرائيل والصفي ابن العبري وابن كيلو ويوسف ابن غريب والحدلي والمعدني، والسبيرينيون أشعيا ويشوع وادّى والحمصي واللبناني والزازي. والمنصوري وشمعون المانعمي والقطربلي. وأغلفنا مثلهم أمّا تافه محصولهم أو لم نرضَ إنشآءهم.

وبما أن تاريخ الأدب يشمل سائر حقبه وأدواره، وجب أن نختم كتابنا بهم ونقد ثمار قرائحهم ليرافق القارئ النبيه سير اللغة السريانية وآدابها في جميع مراحلها، فيقيم لنا العذر بترجمتنا لكاتب نزر الإنتاج لم يصل إلينا منه إلا اليسير، أوشاعر مقلّ ممن شُهر وشاع شعره وما كلّه بالمحمود عندنا، إذ لا يُغمَط حق أحد كلُّه إذا أحسن الكثير وتوسط في البعض وقصّر في اليسير. ولا يتوهمن ناقد أننا بذكرنا إياهم نرفعهم إلى طبقة مهرة المؤلفين ذلك أننا وصفنا كلاَّ بما يستحقه، ولا يفوتنك أن بين كتّاب المئة التاسعة حتى الثالثة عشرة من ليسوا كتب من بعض المتخلفين، كما أن نقدة اللغة يرون في إنشاء هؤلاء ما يجاري أسلوب غير واحد من علماء القرون الوسطى – هذا ولا تزال السريانية التي مضى على تاريخ علومها وآدابها المعروف ألف وثمانمائة سنة نازلة من قلوب رهط من أكليروسنا منزلة مكينة وهم يجيدونها إنشاء وتكلماً. ونرجو أن يكونوا حفظة أمناء على تراثها الثمين وعمَّالاً على نشره.

 

 

236: أبو نصر البرطلي 1290

 

من بلغاء الكتّاب المعدودين والشعراء المجيدين. ولد في قرية برطلي من أسرة نبيلة عريقة في القدم تُعرف بآل حبو كني وسمي نيقولاوس وبالسريانية زاخي. وترهب في دير مار متى وفيه قرأ علمي اللغة والدين وأقبل على علم البيان فنال منه السهم الأعلى والقسم الأكفى، واختار لنفسه طريقة النساك الحبساء وسيم قساً. وأخاله رئس الدير 1260[916] وممن تخرج أيضاً العلامة ابن العبري وكان حياً سنة 1290[917] والأشبه انه استكمل مدته بعدها بمديدة. وكان يعاصره الشماس بهنام حبو كني الطبيب الأديب – ألف أبونصر بإنشاء فصيح سهل وكلام جزل أربعاً وتسعين حساية جمعنا ثبتها من مصاحف قديمة، دلت على تضلعه من علوم الأدب وإحاطته بأسرار البلاغة وتبحره في ضروب الإنشاء، خمس وثلاثون للصيام الكبير التزم في سبع منها الأبجدية. والتي تأنق فيها حساية لمساء عيد مار يعقوب الملفان بدؤها: حمداً للواحد الأزلي. وصباح عيد مار اسطيفانس واولها: حمداً للواحد الأزلي السرمدي والتزم فيها السجع، وللقومة الأولى من ليل عيد العنصرة ومطلعها: الحمد لسلطان السلام. ومن أخصّها حسايات عيدي السيدة لبركة الزروع والسنابل وجمعة الذهب والرسل وسويريوس والشهداء بربارة وبهنام واسطيفانس والأربعين والمعترفين المشارقة وجرجس وقرياقس وبيت سهدا العمودي والمقابيين.

وقصّد قصيدة سباعية الوزن غير مقفاة ضمنها سيرة مار متى الناسك وأحسن مدحه ذاكراً أحداثاً وقعت في ديره، وهي تتدفق طبعاً وسلاسة ويجول فيها رونق الحسن وتقع في 36 صفحة أصبنا منها نسخة كاملة في ديار بكر بخط المفريان برصوم الثاني المعدني[918] ونسخة مخرومة في برطلي[919] .

 

 

237: أبو الحسن ابن محرومة 1299 +

 

هو أبو الحسن ابن ابرهيم بن يعقوب الخبّاز المعروف بابن محرومة المارديني. أحكم آداب اللغتين السريانية والعربية وخطهما وكان موجوداً في 5 كانون الاول عام 1299 له تعاليق عربية بليغة على هامش كتاب الحمامة[920] وكتاب بالعربية ردّ به على عز الدولة سعد ابن كمونة الإسرائيلي البغدادي في كتابه الموسوم، بالأبحاث عن الملل الثلاث، أي النصرانية واليهودية والإسلامية[921] أورد فيه كلامه ثم فنّده صفحاته 163 له نسخة فريدة في خزانة أنجليكا برومية خطت في ماردين سنة 1354.

 

 

238: المطران جبرائيل البرطلي 1300 +

 

هو جبرائيل ابن القس يوحنا ولد في برطلي وقرأ في دير مار متى آخذاً عن مطرانه وخاله اغناطيوس وأحرز من الأدب قسماً صالحاً، وترهب ورقي إلى الكهنوت وكان له حظ من فن الهندسة، وهو الذي تولى بناء دير الشهيدين مار يوحنا ابن النجارين وأخته سارة في برطلي سنة 1284 وفيها رسمه مار غريغوريوس ابن العبري مطراناً لجزيرة قردو وحُمدت سيرته وأفضى إلى ربه في 7 أيلول عام 1300.

نظم باقتراح القس بهنام سيرتي العلاّمة ابن العبري وأخيه الصفي في قصيدتين مطولتين بالوزن الإثني عشري، أذاع فيهما محاسنهما وذكر مناقبهما ومدحهما بأطيب كلام، جاءتا في 145 صفحة، حبّر الأولى وهي الكبرى سنة 1288 ولها نسختان[922] وحبّك الثانية عام 1295 ولها عندنا نسخة فريدة، وفيهما نقصان زهيد، أما الشعر فوسط ولا يخلومن سقط.

وألف سنة 1291 ليتورجية مسهبة بليغة أولها: اللهم يا من يسجد لك كل العالمين، وأضاف إليها حساية وحتّاماً[923] وتسع حسايات حسنة الأسلوب للصوم ونينوى وعند احتباس الغيث وكشف المحن وعيد مار ملكي دخلت الفرض الكنسي. وموعظة في حفظ يوم الأحد وفرائض الدين 8 صفحات[924] وصحح التقويم السنوي عام 1285[925].

 

 

 

239: توما الحاحي الناسك

 

كان توما ويعرف بالأعرج ناسكاً عمودياً، وإخال زمانه أواخر المئة الثالثة عشرة أو أوائل المئة التالية، له حساية للقداس سديدة المنهج مسجعة مطلعها: حمداً لمن له مجد خفي بنوع أزلي في قدس الأقداس السامي[926] واثنتان لعيد الشهيد عززائيل السميساطي على أنهما وردتا في بعض المصاحف باسم مار توما التلي العمودي المتوفى في سنة 699 ؟ وحساية للإثنين السابق عيد انتقال العذراء[927].

 

240: برصوم الصفي ابن العبري الصغير 1307

 

غريغوريوس برصوم المعروف بالصفي أو صفي الدين هوأخو العلاّمة ابن العبري. نشأ في كنف أبيه خير منشأ تربيةً وتقى وعلماً، وخدم شقيقه العلاّمة شماساً طوال مدته في بلاد المشرق وأخذ عنه. وبعد وفاته اختاره أهل المشرق للقيام بالأمر بعده. فألبسه البطريرك نمرود الإسكيم الرهباني ورسمه قسّاً فمفرياناً في 3 تموز سنة 1288 فساس الكنيسة أحسن سياسة ممتهناً نفسه في سبيل خيرها، في حقبة تبدلت فيها الأيام ببؤسى وتواترت النكبات على النصرانية حتى لقى ربه في 1 كانون الأول سنة 1307.

كان ورعاً هماماً له سجايا جميلة وشيم مرضّية، أجمل ليتورجية يوحنا الإنجيلي[928] وأنجز ترجمة أخيه سارداً فيها مصنفاته، وترجم لنفسه بإيجاز[929] وتمم تاريخ الزمان السرياني لأخيه إلى سنة وفاته بإنشاء حسن الديباجة وقع في 40 صفحة وهومطبوع.

 

 

241: الراهب يشوع ابن كيلو 1309

 

هو الراهب القس يشوع ابن القس داود بن كيلو، من كتّاب الرسائل. ولد في قرية حاح بطورعبدين ودرس السريانية فأحرز له منزلة من أدبها. وعرف في أواخر أيام ابن المعدني وكان موجوداً سنة 1309[930] والأظهر انه توفى بعدها بمدة يسيرة – ترهب وسيم قسّاً بعد أن ترمّل وأقام في دير مار حنانيا بماردين مشتغلاً بنسخ الكتب وتجليدها. ألف كتيباً ضمنه أمثلة طريفة محكمة النسج متدامجة الفِقَر لإنشاء الرسائل السريانية، وطائفة من رسائل كتبها إلى بعض معاصريه وعناوين ومقدمات رائقة الديباجة ويوخذ عليه استعماله بعض ألفاظ أعجمية. وجد الكاتب السرياني الأديب الخوري اسحق أرملة نسخة منه خُطت سنة 1290[931] فأحسن بنشره عام 1928 وألحقه بطرف من رسائل الراهب داود بن بولس ونماذج من إنشاء يعقوب البرطلي.

 

 

242: البطريرك ميخائيل الثاني 1312 +

 

هو برصوم رئيس دير كويخات رُسم بطريركاً وسمي ميخائيل سنة 1292 وفي سادس كانون الثاني سنة 1295 أصدر منشوراً عاماً إلى أبرشيات بلاد الروم، وهي قونية وسيواس وقيسارية وأقصرا وقارشهر وأماسية ونيكيسر وكوندار وسيمندو وداولو وقرها، بسط فيه خبر تقليده البطريركية وحرم العصاة محذر المؤمنين من قسطنطين الملطي المتمرد وحزبه، وقع في خمس صفحات ونقلناه من مصحف عتيق في طور عبدين خط في القرن الرابع عشر[932] وحان يومه في سابع كانون الأول عام 1213.

 

243: قورلس أسقف حاح 1333

 

هو قورلس شمعون الآليني الطورعبديني أسقف حاح كان موجوداً سنة 1333 ولعله أدرك أواسط المئة الرابعة عشرة. وهو أديب جيد الملكة دبج بإنشاء حسن السبك ليتورجية ضافية الذيول جاءت في 42 صفحة أولها: أيها الأزلي السرمدي الآله المتعالي على الكل[933] أردفها بحساية مليحة مطلعها: حمداً للآب الواحد القدوس[934] وحساية لخميس أسبوع السعانين بدؤها: حمداً للقوي بعزته.

 

 

244: ابن وُهيب 1333 +

 

هو زاخي وقيل يوسف المُلقب بدر الدين ابن ابراهيم المعروف بوهُيب المارديني المولد[935] الكورنشي الطورعبديني الأصل. ترهب وقرأ العلم في دير مار حنانيا ورُسِمَ مطراناً لماردين وسمي اغناطيوس سنة 1285 ثم نُصِبَ بطريركاً لماردين عام 1293 وقضى أجله سنة 1333 بعد أن رسم عشرين مطراناً وأسقفاً. وكان له مع طموحه إلى الرئاسة العليا وقار وحلم وبسطة في الأدب.

له رسالة في حدود الصلوات البيعية[936] وكتيب وضعه بإنشاء حسن عام 1304 بطلب يوسف الراهب الكلشي وسمه بكتاب الموادّ، مفسّراً فيه حروف الأبجدية السريانية وضمنه معاني روحية لطيفة، وقع في 30 صفحة ومثله بالعربية زهاء 36 صفحة[937] ونبذة في الحروف الستة التي يقع عليه الترقيق والتغليظ. وعشرة قوانين وجيزة وضعها في مجمع عقده سنة 1303[938] وفيها انشأ ليتورجية مطولة بليغة أولها: أيها الإله الخفي الذي لا يُدرَك اللطيف العلي المنزه عن الفحص 28 صفحة[939] أضاف إليها حساية مطلعها: حمداً للطبع الإلهي السامي يغر المنظور[940].

 

 

 

245: الراهب يشوع ابن خيرون 1335 +

 

هو يشوع ابن الربان صليبا ابن القس اسحق ابن خيرون[941] ولد في قرية حاح حول سنة 1275 وترهب في دير العذراء بجوار قرية سيدوس في بلد منازكرد قبيل سنة 1299، ثم رُسِمَ قساً وبعد زمان رحل مع أبيه إلى دير السيدة المعروف بالقطرة في جبل ماردين وفيه عوجل إلى رحمة ربه في 19 آب سنة 1335[942] كان أديباً شاعراً له حساية لليلة أربعاء أبجر أولها: الحمد للملك الأبدي، وتعاليق على قاموس ابن بهلول. وأربع قصائد بالبحر السروجي، الأولى: نصائح للإكليروس وهي غير مقفاة[943] والثانية: في غاية الكمال قافيتها في آخر كل بيت[944]، والثالثة: حبرّها توبيخاً لتلميذ خائن أكثرها من جيد الشعر[945]، والرابعة في نهب بيعة الاربعين شهيداً بماردين ودمار بيع الشرق وديورته سنة 1333[946] وسبعة أبيات في الورد ومثلها مقاطيع مقفاة في الحكم من الشعر الوسط[947] وأبيات سباعية قرظ بها كتاب مخزن الأسرار[948] .

 

 

246: الربان صليبا ابن خيرون 1340

 

الراهب صليبا ابن خيرون أستاذ بصير باللغة السريانية حسن الحظ فيها، وهو والد الراهب يشوع، ولد حوالي سنة 1253 وبعد أن ترمل ترهب ورُسِمَ قساً في دير العذراء بسيدوس حيث كان موجوداً عام 1323 ورحل حيناً إلى دير القطرة وكان فيه سنة 1337 وبه وبابنه تخرج بعض الأكليريكيين في الأدب ونعته بعضهم بملفان الشرق، كان مواظباً على نساخة الكتب إلى سنة 1340 وحان يومه بعدها شيخاً هماً[949] – انشا حساية لعيد مار أفرام مطلعها: حمداً لمعلم الحكمة الإلهية، وقدَّم صلاتين على بعض الحسايات. ونقّح كلندار الأعياد السنوي المنسوب إلى مار يعقوب الرهاوي، مُضيفاً إليه طائفة من القديسين وخصوصاً نسّاك طور عبدين وشهدائه أخذاً عن قصصهم. له خمس نسخ في ديار بكر والواتكانية[950] وخزانتنا نشره بيترس منقولاً إلى اللاتينية عام 1908 وله قصيدة متوسطة وحتّام مطول للقداس بالبحر الإثني عشري[951] .

 

 

 

247: الشماس عبد الله البرطلي 1345

 

من الآدباء الذين حسن خطهم وكثر ضبطهم الأستاذ الشماس عبد الله بن برصوم بن عبده البرطلي. رُسِمَ شماساً قبيل سنة 1296 ونسخ مصحفين من الرسامات الكهنوتية لجبرائيل مطران الجزيرة سنة 1300 الحق بهما نبذتين تاريخيتين دقيقتين تشهدان له بالتصرف في أعنّة الكلام، ضمنها محاربة أرغون وقازان خان الملكين المغولين للجيوش المصرية ومآثر المفريان برصوم الصفي[952] ثم كتب لغريغوريوس متى الأول مفريان المشرق 1317 – 1354[953].

 

248: المطران أبو الوفاء الحصكفي

 

أديب من صاغة الكلام مصقول العبارة، ولد في حصن كيفا ورُسِمَ مطراناً لبعض أبرشيات طور عبدين في أواسط المئة الرابعة عشرة على الأرجح. قرأنا له في كتاب حسايات بيعة حصن كيفا المخطوط عام 1507 حساية بإنشاء جزل لمديح مار نيقولاوس (زاخي) أسقف ميرا اولها: حمداً لمعظم ذكرى أبطاله في سائر الأجيال، وهذا غاية ما عرفناه من أمره.

 

249: الراهب ابراهيم المارديني 1365

 

كان في أواسط القرن الرابع عشر، وكتب مقالة تاريخية وقعت في ثماني صفحات رواية عن القس هارون الأرزنجاني والمطران يعقرب الحدّاد الهتّاخي، ذكر فيها أسرة الأول وبيعة أرزنجان ومصير الآنية الكنسية الفاخرة، ونفائس الكتب التي كانت في دير مار برصوم البطريركي والمصاحف التي خطها الراهب زبينا الشالبديني، منوهاً بخزانة كتب دير السريان بمصر. أصبنا منها نسختين في قريتي رضوان واستير أنجزتا في أواخر القرن الرابع عشر والسادس عشر[954].

 

 

250: يوسف ابن غريب مطران آمد 1375 +

 

هو يوسف ابن الشيخ الوجيه قرياقس ابن غريب الآمدي، ترهب في دير مار حنانيا ورُسِمَ قساً قبيل سنة 1340 ثم قُلدَ مطرانية ديار بكر وسُمي ديونيسيوس والأظهر أنه توفي قيبل سنة 1375 وكان كاتباً بارعاً أنيق الوشي قد أنزلت البلاغة على فؤاده. انشأ ست حسايات للصيام الكبير والسعانين تشهد له بالتبسط في فنون اليراع عُلق اسمه عليها في مصاحف عتيقة بطور عبدين ودير الزعفران ودخلت الفرض السرياني. وحبّر سنة 1360 ليتورجية مطلعها: اللهم أيها القدوس الكلي الغبطة بحر الرحمة ومَعين الصلاح، جاءت في 17 صفحة[955].

 

 

251: الراهب دانيال المارديني 1382

 

عالم جيله وإمام وقته ويُعرف بابن عيسى، ولد بماردين سنة 1327 وترهب ورُقي إلى الكهنوت في دير القطرة وأقبل على درس اللغة السريانية فأصاب من أدبها حظاً، وسما له هم ّ مؤرّق إلى العلم فرحل إلى مصر في طلبه عام 1356 وأقام زهاء سبع عشر سنة يدرس آداب العربية والمنطق والفلسفة وانكفأ إلى بلاده[956] فوضع بالعربية كتاب أصول الدين بإنشاء جزل، فنكبه الحاكم الطاغي بسببه وافتداه الشعب عام 1382 وروى عن نفسه ما حلَّ به في نبذة سريانية حسنة السبك[957] واختصر كتاب (صمحا) الأضواء، ومخزن الأسرار والأيثيقون لابن العبري وهي مفقودة. ونظّم تسعة أبيات تأبيناً لقس فاسد الأخلاق[958] ولخص من كتاب الهدايات 17 فصلاً بالعربية[959] وله بالعربية تعاليق على نسخة سريانية بخطه[960] وفوائد منطقية وفلسفية على هامش “زبدة الحكمة”[961] وكتاب أصول الدين وشفاء قلوب المؤمنين ومنه خمس نسخ[962] ونسب إليه أيضاً كتاب في تفسير دستور إيمان نيقية[963] على أن بعض النسّاخ خلطوا بينه وبين سمي له هو الربان دانيال ابن الحطاب الذي كان معاصراً لابن العبري، ويروى له بيتا شعر رد بهما على خميس ابن قرداحي الشاعر النسطوري[964] وأورد له ناسخ رسائل يشوع ابن كيلو سنة 1290 كتاباً اسماه “تحقيق إقرارنا” فربما كان هو الكتاب نفسه من وضع ابن الحطاب.

 

 

252: البطريرك ابرهيم بن غريب 1412 +

 

هو أخو المطران يوسف بن غريب، كاتب مطبوع على البيان، تخرّج بعلماء عصره وترهب في دير مار حنانيا ورُسِمَ قساً قبل سنة 1355 وكان جمّاعاً للكتب منصرفاً إلى العلم ولوعاً به[965] ونحو سنة 1375 خلف أباه في مطرانية آمد وسمي قورلس. وألف ليتورجية مجموعة من نوافير الآباء وأحدهم أخوه وقعت في 13 صفحة[966] وحساية لصبح سبت لعازار نصب[967] بطريركاً لماردين عام 1382 وأفضى إلى ربه سنة 1412.

 

 

253: فيلكسينوس الكاتب 1421 +

 

قُلِدَ أولاً مطرانية دمشق ثم نُصِبَ بطريركاً انطاكياً في دير كويخات سنة 1387 وهو الثاني بهذا الاسم. وأقام في بلاد الشام وقضى نحبه عام 1421 أثنى عليه مذيّل التاريخ الكنسي جميلاً وقال في حقه: أنه كان كاتباً ماهراً وملفاناً كفوءاً بعلوم الدين والدنيا، أوحد زمانه يعاصره ويضارعه علماً القس اشعيا السبيريني[968] ولكننا لم نقف له على تأليف.

 

 

 

254: القس اشعيا السبيريني 1425 +

 

هو القس اشعيا ابن الشماس دنحا ابن توما جغيم السبريني، كاتب مصقول العبارة وشاعر جيد الحبك صحيح السبك ليس في شعره تعمّل ولا قلق. نبغ في العقدين الأخيرين من المئة الرابعة عشرة والربع الأول من المئة التالية، حج إلى بيت المقدس عام 1417 واستكمل مدته سنة 1425[969] كان إمام اللغة في مصر انشأ مدرسة في قريته الكبيرة التي كانت مباءَة اللسان الآرامي، وتخرّج عليه في علوم الدين واللغة خلق كثير. ونشأ من أولاده وأحفاده وأسرته طبقة صالحة توارثت هذه العلوم زمناً مديداً. حبّك قصيدتين سباعيتي الوزن وصف فيهما النكبات التي أنزلها تيمورلنك المغولي بطورعبدين خصوصاً وبلاد الشرق الأوسط عموماً، مندداً في أحداهما بمن يزدحم على درجات الكهنوت وهو غير كفوء لها، مطلع الأولى: أيها المتعالي عن العقل[970] نشرها قرداحي[971]، وبدء الثانية: اسمعوا يا أخوتي وأعجبوا[972] ونظم أنشودة أولها: اسكرني الغم والعذاب، وانشأ حساية لعيد الشهداء آدى الرسول وآباي وماما سنة 1391، أولها: حمداً لشمس البرّ المتألقة[973]، ورتب طقس أكليل الأرامل وأحسن جمعه وقدّم عليه مقدمة[974] .

 

 

255: القس سهدو

 

شاعر كان موجوداً في النصف الأول من القرن الخامس عشر، ومن نظمه أنشودة في نهاية العالم مقفّاة لطيفة على حروف المعجم بالبحرين السباعي والخماسي[975].

 

 

256: القس شمعون الآمدي 1450

 

كاتب رشيف اللفظ سهل الأسلوب رسمه البطريرك بهنام قساً ودرَّس السريانية في مدرسة الشهداء الأربعين بماردين، ومات في حدود سنة 1450 قرأنا له في مصحف قديم بخطه سبع عشرة حساية لعيد الصليب وجمعة الذهب، وآحاد المدبرنوث والقديسين عززائيل وقرياقس ومقاريوس وأحد الشهداء[976] لكنها لم تدخل الفرض الكنسي.

 

 

 

257: قوما بطرك طورعبدين 1454 +

 

هو قوما ابن الرئيس جفل السبيريني سقّف في أول أمره على دير قرتمين ونقل إلى أبرشية حاح ثم أقيم بطريركاً أي رئيس أساقفة لطورعبدين عام 1444[977] وتوفي سنة 1454 وكان عارفاً بآداب الكتّاب. وضع بإنشاء حسن ليتورجية طويلة أولها: اللهم يا من أنت هو أمن البرايا كلها وسلامها، يتقدم حساية مطلعها: تباركت أيها القربان الشهي[978].

 

 

258: البطريرك بهنام الحدلي 1454 +

 

هو بهنام ابن يوحنا من آل حبوكني البرطلي الأصل الحِدلي المولد. ترهب في دير قرتمين ورُسِمَ قساً وتحلى بالعلم والأدب وأزدان بالفضائل ومكارم الأخلاق وظهر فضله. فرُسِمَ مفرياناً للمشرق وسُمي باسيليوس سنة 1404 وخلّف البطريرك ابرهيم في كرسي ماردين وسمي اغناطيوس في 24 تموز عام 1412 وبعد وفاة البطريرك باسيليوس الخامس تمكن برفق سياسته من إقناع الأبرشيات اللائذة به فأذعنوا له ونادوا به بطريركاً انطاكياً سنة 1445 وحلّت وفاته في 10 كانون الأول عام 1454.

وكان من أكتب أهل زمانه وأشعرهم، وفي منظومة غير يسير من الإبداع صنف: 1: عشر حسايات بإنشاء جزل ثلاث منها على حروف المعجم لعيد الدخول وصباح عيد السيدة على الزرع، وثلاث للصيام الكبير وأربع لأعياد القديسين آسيا وآباي وباسهدي وسابا، واستعمل في هذه الأخيرة ألفاظاً يونانية[979].

2: اختار شروحاً من كتاب دانيال الصلحي علقها على مصحف المزامير المضبوط بخطه سنة 1425[980] ظنها شابو مؤلفة في القرن العاشر[981] ونشر جيسّن مقدمتها ومقالتين منها سنة 1910 – 3: انشأ ليتورجية على الحروف الهجائية أولها: اللهم يا بحر الأمن ولُجّة السلام التي لا يُسبر غورها، قدم عليها حساية بدؤها: حمداً لخبز الحياة[982] وألحقها بحتام أبجدي سباعي الوزن نظمه سنة 1405. 4: دبج احدى عشرة قصيدة خمساً سروجية البحر، اثنتان منهما عامرتا الأبيات نعت فيهما فضائل مار بهنام الشهيد تقعان في 60 صفحة[983] وواحدة طويلة 28 صفحة ذكر فيها مناقب مار باسوس الشهيد[984] طبعها شابو ثم بيجان مغفلة وظنها الأول منظومة في القرن الثاني عشر[985] وبومشترك في صدر القرون الوسطى[986] وقصيدة في مار سابا وقد فقدت، واخرى جزلة الكلام جيدة في التوبة يوبخ فيها نفسه مطلعها: يا يسوع أيها النور الذي أضاء العالم بسنائه المتلالئ 13 صفحة[987] وحبّك ثلاثاً أفرامية في الإبتهال إلى الله[988] والتوبة بدء احداهما: ما بالك أيتها النفس تتيهين في الغواية[989] وحبر ثلاثة سوغيثات الأول على حروف المعجم في آلام المسيح[990] والثاني لمديح العذراء أوله: إني لأعجب من ذكر محاسنك، ولا يزال يرّنم في أعياد السيدة قبل تلاوة الإنجيل، والثالث للتوبة[991] ولو جُمع شعره لكان منه ديوان حسن.

 

 

259: برصوم المعدني مفريان المشرق 1455

 

من أفاضل الأحبار الصلحاء الذين تحلّوا بالزهد والتعبد، والتهجد تخرّج بالقس توما وحذق أصول اللغة السريانية وآدابها وعلم الدين. وترهب في دير مار يعقوب بصلح وسِيمَ قساً وتروض في النسك وجلّت فضائله. فاختاره البطريرك بهنام ورسمه مفرياناً للمشرق وسماه باسيليوس في 9 نيسان سنة 1422 فنهض بأعباء رتبته اتمَّ نهوض وتعطرت النوادي بذكر فضائله ومناقبه، ولقي ربه أوائل سنة 1455 – اختصر سنة 1417 تفسير الأناجيل لابن الصليبي وأضاف إليه فوائد التقطها من تصانيف الأئمة وكتبه بخطه بغاية الضبط في مجلدة ضخمة محفوظة في خزانتنتا، وفيها ساق نسبه وطرفاً من احواله، وعنها نقلت نسختان احداهما خطّت في أواخر القرن الخامس عشر[992] والثانية سنة 1713[993] اخطأتا بذكر اسمه راهباً خلافاً لما ورد في هامش الأصل. وقرأنا له أيضاً معنيثاً حسن السبك في الخاطئة[994] وآخر في تقديس الميرون ومدراشاً بلحن (قوم فولس).

 

 

260: الراهب غريب المانعمي 1476

 

هو غريب بن برصوم المانعمي ترهب ورُسِمَ قساً وقرأ العلم في دير قرتمين. وسنة 1470 ألف فرضاً لعيد مار أوجين ضمنه طرفاً من قصته المنحولة[995] وشارك الراهب يشوع في تاليف حسايات لعيد مار برصوم أسقف كفرتوث وحابورا[996] وكان حياً سنة 1476.

 

 

 

261: البطريرك عزيز ابن العجوز 1481 +

 

ويُعرف بأبي المعاني ولد في قرية باسيلا من عمل ماردين، وتنسك في دير قرتمين ممعناً في الزهد والعبادة بعد أن أخذ عن الربان يشوع السبيريني، وذاع له صيت عاطراً فرُسِمَ قساً، ثم أسقفاً لأبرشية حاح، ثم ندب إلى كرسي طورعبدين في خميس الأسرار سنة 1461، وقضى نحبه عام 1481 وكان من أهل الصلاح الحراص على التقيد بشرع البيعة. ألف بإنشاء ساذج صحيح، 1: كتيباً 7 فصول في النظريات الروحية التي رأها أحد النساك بعين عقله، وكيف يسكن الله في قلوب بني النور، وفي الفردوس الأرضي والنفوس الساكنة فيه وخلقة الملائكة وأرواح البشر، والتوبة والنار التي تحرق الخطية، واسماه الصعود العقلي وقع في 46 صفحة[997]، 2: كتاباً وسمه بطريق الحق ضمنه فوائد للرهبان 55 صفحة مخروم يسيراً[998]، 3: رسالة في القداس والمتناول الذي لا يستحقه والكاهن[999]. 4: موعظتين لرعيته الأولى في زوال هذا العالم وخلود العالم الثاني، والثانية إرشاد للاكليروس وتحذير من المساوئ والسحر[1000].

 

 

262: الراهب ملكي ساقو1490 +

 

هو ملكي بن يوحنا كغيم الملقب بساقو. ولد في باسبرينة وترهب في دير قرتمين وأجاد اللغة وآدابها، فنسج على البحر السروجي قصيدة طويلة من جيد المنظوم في السيدة العذراء، وفي نسخة ثانية عنونت بميلاد ربنا بالجسد 25 صفحة[1001] وقصيدة في من ينكر بتولية العذراء[1002] ورتب فرض جمعة البياض جمعها من نسخ قديمة وانشأ بعض حسايات، وقرأنا له في معذعذان أنجزه عام 1484 تعليقاً شرح فيه معاني الطواف في الكنيسة[1003] وتوفي سنة 1490 على ما ورد في سفر الحياة وأرخ القس ادى لا سنة 1400 كما وهم منغانه.

 

 

263: الربان يشوع السبريني 1492 +

 

هو يشوع ابن القس اشعيا آل كغيم السبريني، نشأ في كنف والده وبه تخرّج في اللغة فأحرز من آدابها سهماً وفياً. وزهد في الدنيا فاختار لنفسه الرهبنة في دير قرتمين حيث تهذب وتروّض ورُسِمَ قساً قبل سنة 1439 وتعلق حيناً بطريقة العموديين، قرأ عليه رهط من أفاضل أحبار زمانه وانتفع به خلق من رهبان طور عبدين وقسوسه وعلا صيته وفات أقرانه وبلغ من العمر عتياً ولقي ربه عام 1492، انشأ 1: أربعين حساية لجمعة الذهب وصباح انتقال العذراء، والقديسين فيلكسينس وهارون وبربارة وشمعون الزيتوني وشليطا وآحو، ومريم المجدلية وسمعان وقوما العموديين والنساك المصريين وابرهيم ناسك الجبل الشامخ ودانيال وملكي وديميط وادّى وسرجيس وباخوس ويارث. ضمن حساية صباح مار آحو ألفاظاً يونانية ووضعها وحساية ليل مار دانيال على حروف المعجم، وقفنا عليها في كنائس طورعبدين وخصوصاً باسبرينة ولم تتعداها. ونثر يشوع حسن ولكنه دون منثور أبي نصر البرطلي، 2: ألف فرضاً كاملاً لعيد مار دودو[1004]. 3: نظم قصيدة سروجية لمدحه وقعت في 53 صفحة[1005] وقصيدة أفرامية يرثي فيها حاله[1006] ومنظومة وسط، 4: رتب طقوس آحاد القيامة الأربعة والعشرين[1007] وله مخطوطات تشهد له بالجودة والضبط.

 

 

264: البطريرك يوحنا بن شيء الله 1493 +

 

من خيرة البطاركة حزماً وعزماً وكرماً وورعاً له شيم مرضية وأعمال مشكورة، وهو برطلي الأصلي من أسرة القس أبي الكرم، واسم أبيه المقدسي شيء الله بن سعد الدين ويُلقب أيضاً بابن الأصفر، ولد بماردين سنة 1442 وقرأ على القسيسين شمعون الآمدي ويوحنا المارديني والراهبين يشوع السبريني وداود بن قشافو من قلعة الامرأة[1008] وحصل الآداب السريانية. وشدا علوم الفلك والمنطق والفلسفة فضلاً عن الإلهيات في ماردين والشام ومصر. ترهب ورُسِم قساً في دير الزعفران. ثم سقّف على الصّور وآمد عام 1471 وجلس على السدة الأنطاكية الرسولية سنة 1483 وهو يوحنا الرابع عشر، واخترمته المنية كهلاً عام 1493 بعد أن رسم أربعة عشر مطراناً وأسقفاً، كان له حظ من الأدب، وجدت له أبياتاً أفرامية مقفّاة لطيفة هي مدح في معرض العتاب لصديقه الراهب داود الحمصي[1009] – وسنة 1496 كتب سيرته بإنشاء صحيح لكنه فجّ على الذوق شوّهه التعقيد والأطناب، كاتب مغمور من تلاميذه أو ذوي قرباه فوقعت في 18 صفحة[1010].

 

 

265: المطران كوركيس السبريني 1495 +

 

ترهب في دير قرتمين ورُسِمَ مطراناً له وسمي يوحنا عام 1450 وكان من أبرز أساقفة مصره واسمحهم كفّا على المبرات، حج إلى القدس مرتين وأوقف على ديرنا المرقسي داراً أبتاعها بمئتي دينار ذهب[1011] واستكمل مدته في دير مار حنانيا عام 1495 جمع سنة 1462 ليتورجية من نوافير تسعة أئمة يجمعهم اسم يوحنا وهو أحدهم وله فيها خمس قطع، مطلعها: أيها الرب واهب الأمن وسيد السلام، واشتملت على أربع صلوات لأسقف يقال له يوحنا ابن بوطاحي، إخاله أحد أساقفة طورعبدين في القرن الرابع عشر، وأنشاء الأثنين جيد[1012] وله أيضاً أنافورا ثانية ألفها من ليتورجيات سبعة أباء يجمعهم اسم يعقوب[1013].

 

 

266: الراهب داود الحمصي 1500 ؟

 

هو داود بن عبد الكريم بن صلاح المعروف بالحمصي أو (الفونيقي)[1014] ولد في القريتين سنة 1431 ونُقل غلاماً إلى حمص. وقرأ على القس مكيصف ودخل دير مار موسى في النبك وأمعن في المطالعة وترهب وأقيم شماساً. ورحل وهو غض الأهاب إلى دير الزعفران في طلب العلم سنة 1459 فمكث فيه مدة ورُسِمَ قساً ثم صار إلى دير الصليب القريب من حصن كيفا. وكتب حيناً للمفريان عزيز وتقلبت به الأحوال حتى صار إلى القسطنطينية عام 1481 وعثر به الدهر وساءت حاله وتصرم اجله في عشر التسعين والأربعمائة والألف اوفي حدود 1500 في ما أرى.

وكان ذا بسطة واسعة من الأدب، صاحب منثور ومنظوم منه الجيد فيه طبع وسلاسة ورونق، ومنه السفساف الشديد التعمل لولوع صاحبه بالبديع اللفظي والجناس والطباق.

فمن محاسن نثره خمس حسايات للقديسين اسطيفانس وهارون وثلاث للقيامة أحداها للأحد الثامن طويلة بديعة ختمها بدعاء على حروف المعجم ودخلت في الفرض الكنسي[1015] وتعاليق على الخرونيقون وأوقات الصلوات السبع والمزامير[1016] وترجمته لنفسه حتى أواسط عمره[1017] وليوحنا الدلياثي الناسك النسطوري رواية عن أستاذه[1018] وله شرح لطيف على المزامير لخصه من تفسير دانيال الصلحي مضيفاً إليه شيئاً من شروح ابن الصليبي وابن العبري، ضابطاً متن الآيات الكتابية أخذاً عن “مخزن الأسرار” ونسخته بخطه مسبوقة بمقدمة بليغة[1019] وظنه شابو مؤلفاً في القرن الثاني عشر، له ثلاث نسخ قديمة[1020] ونسخ أحدث منها اثنتان في خزانة بوسطن[1021] وروى طرفاً من أخبار محمد بك ابن الفيلسوف الرومي[1022].

ومن جيد منظومه قصيدتان سباعيتان إحداهما مقفاة في الغربة 10 صفحات[1023] والثانية في التوبة على حروف المعجم[1024] وسروجيتان الواحدة تقريظ للبطرك عزيز[1025] والثانية حتّام للقداس[1026] وأبيات ندد فيها بمن يطلب العلم دفعه إليها عثور جده[1027] وقطعة أفرامية مدح فيها نساك طور عبدين المعاصرين له سنة 1466[1028] وأنشودة بلحن “قوم فولوس” رثى فيها علوم السريان وضياع مصاحفهم[1029] ومن غريبه قصيدتان انشأهما عام 1462 بالوزن الاثني عشري ملتزماً في أول كل لفظة منهما حرفاً من حروف المعجم، وتقرآن طرداً وعكساً نسجاً على منوال الصوباوي[1030] وهي صناعة لفظي تافهة لم يوفّقا فيها[1031] ومدائح لرؤساء الكهنة في أثناء تلاوتهم الإنجيل تسمى (كوروزوثا) حشاها ألفاظاً يونانية، فجاءت بشعة في الذوق وقد أهملت من زمن طويل والحمدلله. ونقل إلى العربية حسايتين أوثلاثاً بإنشاء وسط، وله بها مقالة في الكاهن والقداس والنذور والعشور لا تخلو من لحن.

 

 

267: القس ادى السبريني 1502

 

هو ادى ابن القس ملكي ابن القس ادّى. ولد في باسبرينة وقرأ السريانية على عمه الربان كوركيس وخاله الراهب يشوع. ورُسِمَ قساً عام 1464 وعلم زماناً في مدرسة في وطنه أناف تلامذتها على الثلاثمائة[1032] وتخرّجَ به خلق ونبه ذكره. واطرى بعض معاصريه ذكاءه وكفاءته وكان يكتب خطاً حسناً غليظاً[1033] حج إلى القدس عام 1490 وقضى نحبه بعد سنة 1502 بمدة يسيرة ونشأ من أولاده جماعة من الكهنة – ألف بإنشآء ساذج صحيح بعض حسايات منها اثنتان لصباح سبت لعازر[1034] والساعة الثالثة من عيد مار عزازائيل، وثمان لعيدي القديسين اوجين[1035] وباسوس علّق عليها اسم تاديوس السبيريني وهوالمترجم – وصح عندي أنه المؤرخ المغمور اسمه متمم تاريخي ابن العبري الكنسي والمدني، وإليه يرجع الفضل بعمل تاريخ حقبة ندرت أخبارها[1036] فألف تراجم البطاركة والمفارنة من سنة 1285 إلى 1496 وقد نشرت. وكتب ثلاث نبذ وجيزة الحقت بتاريخ الزمان، 1: خروج الهونيين المغول إلى بلاد ديار بكر، 2: في الدمار الذي أنزله تيمورخان بطورعبدين، و3: لمعة من تاريخ الزمان وذلك من سنة 1394 إلى 1392 وتجيء هذه في 37 صفحة، ولها نسختان[1037] نشرها برونس عام 1790 وأعاد بهنس طبع النبذة الثالثة وهي أطولها سنة 1838 والذي استدركنا عليه فيها مما اتصل بنا من الكتب الخطية يسير[1038].

 

 

268: المطران سرجيس الحاحي 1508 +

 

هو سرجيس ابن القس يوسف قرعونا الحاحي، ترهب سنة 1470 في الصليب متروضاً على يد مسعود رئيس رهبان طورعبدين العام فبلغ في النسك درجة عالية وسيم قساً وحج إلى أورشليم دفعتين عام 1489 و1495 ودخل جزيرة قبرص. ثم رُسِمَ مطرانا لحاح وسمي ديونيسيوس سنة 1505 وتوفي عام 1508 على الأرجح. وكان أديباً حسن الصياغة في النثر مليح الخط مذكوراً بإنشاء عند معاصريه. له نبذة نافعة في رحلته إلى قبرص والقدس الشريف، وصف فيها بعض المواضع والهياكل المقدسة بقي منها جزء بخطه[1039] وحسايتان للدنح وسبت لعازر انشأهما عام 1504 وأبيات جيدة في الإبتهال وغيره، وقطعة معقدة ساقطة قالها ملغزاً في أورشليم[1040].

 

 

 

269: البطريرك نوح اللبناني 1509 +

 

من أفضل أحبار زمانه ورعاً وفضلاً وإدارة كان متضلعاً من علوم الأدب صاحب منظوم لطيف المعاني، إلا أن بعض أشعاره يزري بها التكلف الفاشي في عصره. ولد في قرية باقوفا في جبل لبنان سنة 1451 وانتقل من المارونية إلى الارثدكسية. وقرأ اللغة السريانية وعلوم الدين على الراهب القس توما الحمصي في دير مار موسى الحبشي وتوفر حظه من الأدب. وترهب ورقي إلى درجة الكهنوت ثم رُسِمَ مطراناً لحمص وسمي قورلس سنة 1480 وقلد مفريانية المشرق عام 1489 ثم جلس على السدة الأنطاكية وسمي اغناطيوس سنة 1493 وتوفاه الله إليه بحماة في 28 تموز عام 1509 بعد أن رسم ثلاثة عشر مطراناً وأسقفاً.

له ديوان صغير 92 صفحة يشتمل على قصائد ومقطعات سروجية البحر مقفّاة التزم في بعضها حروف المعجم واسمع، مواضيعها الإبتهال والتوبة وحالة النفس وزجرها. والشكوى من صروف الدهر ومظالم الحكام أنسال الهونيين والأكراد، ووصف الورد والغربة والأخوانيات، ومنها قصيدتان أنفذهما إلى حمص وجبل لبنان ورثاء القس توما الحمصي الناسك، وقصيدتان الأولى: في أن الرب هو الحياة ويجود بها على المؤمنين به، والثانية: 136 بيتاً في الطبيعة الخاصة والعامة، قالها إجابة إلى سؤل ملكي مطران المعدن، ولا تخلو من سقط لغوي ساقته إليه القافية الواحدة التي تقييد بها! وله الغاز وغير ذلك مما وقع فيه أسفاف[1041] ووصلت إلينا مصاحف بخطه الحسن، وبالعربية ميمر في السيدة العذراء وفذلكة تاريخية في غاية الإيجاز.

 

 

270: الراهب عزيز المذياتي 1510

 

هوعزيز ابن الراهب صليبا بن باسوس. ولد في مذيات ولزم البطرك مسعود وعنه أخذ طريقة النسك وخدمه في ديري الصليب وصلح خمساً وأربعين سنة بعد أن ترهب سنة 1465 ثم رقي إلى الكهنوت. وكان كاتباً بموضع من الأدب كتب بأسلوب سهل سيرة مرشده إلى اول عهد مطرانيته في 6 صفحات، وجدّ في جميع مقالاته النسكية في كتاب وُسم بالسفينة الروحية[1042] ولولاه لفقدت. وأرّخ الجوائح التي نزلت ببعض بلاد الشرق الأوسط عامة وبطورعبدين خاصة وأحداثاً سياسية وكنيسة من سنة 1501 إلى 1510 في أربع نبذ حسنة، نقلناها عن مخطوطاته بآمد والرها وطورعبدين[1043] وتصرم أجله بعد ذلك بمديدة.

 

 

 

271: البطرك مسعود الزازي 1512 +

 

هو مسعود بن شمعون، ولد في قرية زاز عام 1431 وخرج إلى دير الصليب بيث أيل سنة 1453 متفيأً بظل التقي ولزم النسك والعبادة والإنقطاع حتى بلغ منها الغاية. وكان في صدر عمره أمّياً فلما احتبس في بعض الكهوف فتح الله عليه، فأخذ يملي مقالات روحية لطيفة يدوّنها أصحابه دون علمه. ثم درس اللغة ورُسِمَ قسأ وأقيم رئيساً عاماً لرهبان طورعبدين عام 1464 فدرّب خلقاً على طرائق النسك تجاوز عددهم المئة، ائتمروا بأمره أخذين نفوسهم بقوانين دقيقة فعدّ مجّدد الرهبنة في عصره، وفي سنة 1481 رُسم مطراناً لزرجل وحصن كيفا وسمي باسيليوس فزاد عدد رهبانه في طور عبدين وأديار انشأها أورمّها بالبشيرية والهتّاخ والطور حتى ناهزوا في أواخر أيامه المئتين. وعام 1493 صار بطريركاً لطورعبدين فاخطأ بإقامته مفرياناً للطور واثني عشر أسقفاً أكثرهم لا ابرشية له. فناهضه الأساقفة القدماء والأعيان وأطاعوا البطريرك الأنطاكي. فانزوى في دير بخربوت زماناً، ثم عاد إلى شأنه وقضى نحبه في 11 شباط سنة 1512[1044] ألف بإنشاء سهل كتاب السفينة الروحية ضمنه عدة مقالات وقصائد في النسك والعبادة وقع في نحو من سبعمائة صفحة، تجد نسخته الأصلية التي أنجزت عام 1481 في دير السيدة[1045] ويتخللها طرف من النقصان، وله نسخة حديثة[1046] وشذرات[1047] وجدنا له في آمد خمس قصائد ثلاثاً سروجيات وأفراميتين[1048] (5) وقصيدة في باريس[1049] وقرأنا له في بيعة قلث عام 1909 ليتورجية طويلة اولها: أيها الرب الإله يا من أنت معين البركات وبحر الخيرات، خطت سنة 1615 ووقعت في 35 صفحة، تتقدمها حساية الدخول مطلعها: الحمد والشكر للأقانيم الثلاثة المقدسة، أضاعتها أحداث الحرب الماضية، وذكر له كاتب سيرته وبعض معاصريه عدة حسايات وليتورجيتين أخريين وسطى وصغرى.

 

 

 

272: يعقوب الأول بطريرك انطاكية 1517 +

 

هو يعقوب ابن الراهب عبد الله المعروف بابن المزوّق. ولد في قرية الأحمدية في بلد الصّور وترهب في دير مار موسى بالنبك، وأخذ عن الأستاذ المطران موسى عُبيد الصددي[1050] وتوفر حظّه من الأدب وجوّد الخط ونمّقه ورُسِمَ قساً ورحل إلى دير مار حنانيا فدير مار آباي عام 1480 ورسم مطراناً لآمد وسُمي فيلكسينس سنة 1496[1051] وحُمدت سيرته ثم نُصِبَ بطريركاً عام 1512 باسم اغناطيوس يعقوب[1052] وتوفي سنة 1517[1053] وكان كاتباً مهذب العبارة مليح الفصول. له نبذة تاريخية تشتمل على بعض أخبار داود الراهب الحمصي وحديثه نقلناها من مصحف عتيق بخطه[1054] وتعاليق طقسية على بعض الأعياد، وأبيات سروجية الوزن تدعو فيها نفسه إلى التوبة[1055].

 

 

 

273: يوسف الكرجي مطران أورشليم 1537 +

 

من جلة أحبار زمانه ورعاً وفضلاً وأعلاهم همة. ولد في حلب ونشأ يتيماً فربّاه البطريرك يوحنا الرابع عشر وهذّبه، وقرأ أيضاً على البطريرك يعقوب الأول وترهب ورُسِمَ قساً في دير الزعفران عام 1495[1056] وعلا كعبه في النحو والأدب وحسن حظه، ووقفنا على مخطوطات له نفيسة في بيعة حصن كيفا وخزانتي اكسفرد ودير الزعفران، رسم مطراناً لأورشليم وسمي غريغوريوس حوالي سنة 1510 أو1512 ضمّت إليه حيناً من الزمان حمص ودمشق وطرابلس وحردين ولقي ربه بحلب عام 1537 بعد أن نهض في أبرشيته بأعمال جليلة تخلد ذكراه[1057].

ومن انشآئه ثلاث حسايات خلعت الفصاحة عليها زخرفها، ألف أحداها لعيد ما زاخي (نيقولاوس) سنة 1507 وهي بديعة منطقية رتبها على حروف المعجم طرداً وعكساً، 8 صفحات[1058] وتعاليق تحوي طرفاً من أخبار آباء عصره، ومقدمة جميلة متينة الرصف على كتاب زبدة الحكم لابن العبري الذي نسخه بخطه[1059] وهذَب طقس تلبيس اسكيم الجلد بمعارضته بالأصلين القبطي والحبشي سنة 1533 ولكنه نظم أبياتاً مقفاة معقدة بادية التكلف في طريقة الكاملين[1060].

 

 

274: عبد الغني المنصوري مفريان المشرق 1575 +

 

نسيج وحده ونادرة مصره. ولد في قرية المنصورية المجاورة لماردين واسم أبيه القس اسطيفان. اعتكف في دير مار حنانيا مترهباً، ودرس السريانية صرفاً ونحواً وبياناً على بعض أدباء زمانه، وانصبّ على المطالعة حتى فصح لسانه وحاز نصيبه من علوم الدين ورقي إلى الدرجة الكهنوتية وكان حلو المنطق. رُسِمَ مطراناً نائباً للكرسي البطريركي، ثم تقلد مفريانية المشرق وسمي باسيليوس أوائل سنة 1557 وأفضى إلى ربه في تاسع عشر حزيران عام 1575.

صنف ليتورجية طويلة جداً تقع في سبعين صفحة، زانها بالإسجاع ووشّاها بكلام محكم النسج وأكثر فيها من فنون البديع اللفظي والمعنوي. فجاءت دليلاً على رسوخ قدمه في اللغة وغزارة مادته وتفننه وتبحرّه في ضروب الإنشاء ولا مثيل لها في أخواتها مطلعها: أيه العقل الواجب الوجود الأزلي[1061].

 

 

 

275: البطريرك نعمة الله 1587

 

هو نعمة الله ابن مقدسي يوحنا آل نور الدين. ولد بماردين ويمّم دير الزعفران في ميعة عمره مترهباً حول سنة 1535 وقرأ علوم البيعة وآداب السريانية فحذقها ورُسم قسيساً. وشدا طرفاً من العلوم كالتاريخ والمنطق والفلك والمساحة والطب وفن التصوير، رُسِمَ مفرياناً للمشرق سنة 1555 ورقي إلى الكرسي الأنطاكي أوائل 1557 وسُمي اغناطيوس وأقام في آمد وتعهد أبرشيات الرها وبلاد الشام وحج إلى القدس عام 1562 وكان مرضي السيرة حسن السمت جميل المحاضرة فعلا صيته. وبعد أن رسم تسعة عشر مطراناً وأسقفاً نُكب عاثراً في 10 آذار سنة 1576 فاعتزل الكرسي وخرج متخفياً إلى دير مجاور لسيواس فرثى نفسه بقصيدة رقيقة نادباً ما حلَّ به من فراق ذويه، وبرح الشرق مغلوباً على أمره وفي قلبه غصص من المظالم وصار إلى رومية في تشرين الأول، وعُرف فيها فضله فشارك العلماء الفلكيين في إصلاح الغريغوري، وزجى حياته بنفس مريرة، والأظهر أنه مال إلى المذهب الروماني وقضى نحبه بعد سنة 1587 بمديدة[1062] وكان متوقد الذهن صاحب منثور ومنظوم ونثره حسن السبك لولا ما يشينه من تكلف وتعقيد، منه رسالة عامة مسهبة احتج فيها عن نفسه[1063] ونبذة كتبها حوالي سنة 1580 مطنباً بوصف ممالك اوروبا وخصوصاً إيطاليا[1064] وبحث في الكلندار أي الحساب المذكور آنفاً[1065] أما شعره السرياني فرائق الاسلوب وقصيدته السروجية الوزن المقفّاة التي أشرنا إليها سلكها دقيق وصل إلينا منها 50 بيتاً[1066] وله تآليف وجيزة بالعربية لا تخلو من لحن[1067].

 

 

276: وانيس الونكي مطران قبادوقية الرها 1624

 

هو وانيس (أو اياونيس) ابن المقدسي مرديروس آل النجّار الأرمني الجنس. ولد في قرية ونك بكركر وترهب في دير العذراء وما ر زكى الواقع بين جبال ولاية كركر سنة 1566 وأقبل على درس السريانية فحصل آدابها وكتب بإنشاء حسن وسيّم قساً وحج إلى القدس مرتين وأقام حيناً في مار أبحاي وصرف همته، في عمارة دير مار زكى سنة 1588 ورئس دير مار برصوم عام 1590 ثم عاد إلى ديره ورُسِمَ مطراناً لقبادوقية والرها وسمي غريغوريوس حوالي سنة 1599 وتوفي في حدود سنة 1624 وكان من أهل الصلاح جوّد الكركري الدقيق المستوفي أقسام الحسن[1068] وجدنا بخطه أربعة أناجيل ومزامير في منتهى الدقة وضآلة الحجم[1069] وله نبذ وتعاليق تاريخية وجيزة لأديار كرك[1070] وأحداث زمانه. أنفعها خبر البطريركين بيلاطس وهداية الله ومصالحتهما سنة 1591 – 1593[1071].

 

 

277: الشماس سركيس ابن غرير 1669 +

 

هو سركيس ابن الأسقف يوحنا ابن عبود بن غُرير الزرباني، ولد بدمشق ونشأ في كنف والده وعنه أخذ أصول السريانية وأدبها فأحرز منها بذكائه سهماً صالحاً ورُسِمَ شماساً. ومما يدل على اضطلاعه بها واجتهاده أقدامه قبيل سنة 1661 على نقل منارة الأقداس لابن العبري نقلاً يتراوح بين الجيد والوسط والملحون لقصر معرفته بالعربية. ولترجمته نسخ شتى أقدمها المصحفان الباريسي[1072] والزعفراني[1073]، اخترمته المنية شاباً حول سنة 1669 ولأبيه أسقف دمشق (1668 – 1684) ميمر أفرامي وسط لا يخلو من ضُعف ندد فيه برهط خرجوا على الأرثدكسية[1074] ورسائل جدلية مفيدة بالعربية[1075] ونقول ركيكة.

 

 

278: الأسقف هداية الله الخُديدي 1693

 

هو هداية الله ابن شمّو ولد في باخديدة (قرقوش) وقرأ السريانية على القس عبد المسيح جمعة فأحاط بأصولها، ورسم شماساً وقساً ولما ترمل عام 1661 ترهب في دير مار بهنام وتنقل في بعض الأديار وعام 1685 صحب باسيليوس يلدا الخُديدي إلى ملبار الهند فرسمه أسقفاً وسماه إياونيس. فقام بالأمر بعده خير قيام وأفضى إلى ربه سنة 1693 عن أعمال حميدة. له قصيدة مدح بها السيدة العذراء ورسالة ضمنها قوانين عامة للكنيسة الملبارية[1076].

 

 

279: اسحق بطريرك انطاكية 1724

 

هو اسحق ابن المقدسي عازار، ولد بالموصل وترهب ودرس ورسم قساً في دير مار متى، ثم سُقف ورُقي إلى مفريانية المشرق عام 1687 وإلى السدة الأنطاكية وسمي اغناطيوس عام 1709 واعتزل الكرسي لشيخوخته عام 1722 بعد أن رسم سبعة عشر مطراناً وأسقفاً، ولقي ربه بالموصل سنة 1724 وكان حبراً صالحاً هماماً له أعمال مشكورة[1077] ألف وهو مفريان قبل سنة 1699 كتيباً في الصرف السرياني والإشتقاق خمسة عشر فصلاً[1078].

 

 

280: القس يوحنا السبريني 1729 +

 

هو يوحنا ابن القس عزيز ابن القس أشعيا الملقب قرداش القلنزي الأصل السبيريني المولد والمنشأ، أخذ عن أساتذة وقته ورسم قساً سنة 1702 وتوفي عام 1729 نسج قصيدتين على القافية الأولى سروجية في الصلاة[1079] والثانية افرامية في غزو طورعبدين في تشرين الأول سنة 1714[1080] ونظمه وسط.

 

 

281: المفريان شمعون 1740 +

 

مار باسيليوس شمعون بن ملكي المانعمي فريد عصره وعالم وقته. ترهب في بعض أديار طورعبدين قبل سنة 1695 وسيم قساً وتروض في الطريقة النسكية ففاح منه عبير الورع وجلت فضائله. وسيم مفرياناً لطورعبدين وسمي باسيليوس سنة 1710 وفي السنة التالية عاد إلى عبادته وخلوته، وفي حدود سنة 1727 استأنف رعاية أبرشيته إلى أن قتله الطاغي عبدل آغا الكردي في 6 نيسان عام 1740 فقضى شهد الدين والناموس الكنسي[1081] وكان من صلحاء الأحبار ملفاناً حذق علم اللغة السريانية وكتب بها النثر الجزل ونظم الشعر الفائق، ولشعره ديباجة صافية وحلاوة، واستفاد طرفاً صالحاً من علوم الدين بمطالعته كتب الأئمة فصنف هذه الكتب:

1: علم اللاهوت (ثاولوغيا) كتبه بإنشاء فصيح وهو اثنا عشر باباً أومقالة كل منه عشرة فصول. بحث فيه عن التثليث والتوحيد وانبثاق الروح القدس، والتجسد والميلاد، والفداء ونقض المطهر، ونهاية العالم والبعث والنعيم والجحيم، فرغ منه في 15 تموز سنة 1719 وهو317 صفحة. وجدنا منه نسخة بخطه الحسن في دير مار أوجين[1082].

2: مركبة الأسرار، ثماني مقالات في العقل وتفسير مركبة الكاروبيم التي رآها حزقيال وتكوين العالم والملائكة والأبالسة وخلق أدام، وما خوّلنا تجسد المسيح من الفائدة، والنشور والملكوت وجهنم[1083].

3: سلاح الدين وترس اليقين، سنة عشر باباً في الثالوث الأقدس، والتجسد وعدم اقتناء الإيمان بالعلم ونقض المطهر ومذهب القائلين بالثواب والعقاب للنفوس دون الأجساد، والتوبة وخبز القربان الخمير – ولا يخلو من آراء ضغينة مدفوعة[1084].

4: تراجم أي خطب في تفسير أجنحة السرافيم والوزنات والفلس الأخير وصلاة “أبانا الذي في السموات” وأمثال غيرها وتفنيد المطهر، وفي الآخرة ونهاية العالم 180 صفحة[1085].

5: ديوان شعر يتضمن قصائد شتى على الأوزان الثلاثة توسط في بعضها وأحسن الكثير وقفنا منها على نيف وخمس عشرة، أشهرها قصيدته الطويلة التي بدؤها: أيها الرب الذي بابنه أبدع الكائنات من العدم[1086] والثانية المقفاة ومطلعها: الآب نور والابن نور والروح نور[1087] ومقطعات مستجادة لطيفة[1088] ومدارش في التوبة بلحن “قوم فولوس”[1089].

6: قاموس لخصه من معجم الحسن بن بهلول سنة 1724[1090].

7: عظة عربية بلغة كركية ملحونة[1091] وبمثلها نقل معاصريه كتابيه الأولين[1092].

 

 

282: الخوري عبد يشوع القصوري 1750

 

هوعبد يشوع بن نعمة، ولد في قرية القصور ودرس السريانية فتوفر حظه منها واتقن خطها. رُسِمَ قساً لديار بكر سنة 1718 وأقيم خورياً عام 1738 وقضى نحبه بعد سنة 1751 مدح أحبار زمانه بست قصائد سباعية مقفاة اطرى في الأولى مآثر البطريرك جرجس الثاني نسجها وهو شماس سنة 1713[1093] ويرثي في أحداها الشهيدين المفريان شمعون والمطران رزق الله[1094] ونظمه جيد على ما يتخلله من تكلف.

 

 

 

283: الراهب عبد النور الآمدي 1755 +

 

هو عبد النور بن نعمة الله الآمدي ترهب في دير مار ملكي بطورعبدين عام 1700 ثم رُسِمَ قساً وطوّف في البلاد وبلغ إلى رومية وباريس، ثم عاد وأقام في دير الزعفران وحيناً في دير مار يعقوب من سنة 1722 حتى وفاته عام 1755 وكان بصيراً بالسريانية وسطاً بالعربية، نقل إليها تفسير الإنجيل لابن الصليبي وعلة كل العلل وشرح الأسرار وكتاب رتبة الملائكة والفردوس لابن كيفا[1095] ونقله يتراوح بين الجودة والرداءة وكتب بخطه الحسن مصاحف شتى[1096] .

 

 

284: المفريان شكرالله الحلبي 1764 +

 

هو شكرالله ابن الشماس موسى القصبجي. ولد في حلب وفيها تأدب وأتقن السريانية وتوسط في العربية وأحرز نصيبه من علم الدين. وترهب ورُسِمَ قساً ثم مفرياناً لملبار الهند وسمي باسيليوس عام 1748 وفيها عوجل إلى رحمة ربه سنة 1764 وله أعمال صالحة وآثار مشكورة، كان رضي الأخلاق أديباً كثير الإطلاع كتب بالسريانية رحلته إلى ملبار حتى سنة 1751 وقعت في 11 صفحة ونشرناها[1097] وصنف في التعليم المسيحي كتاباً حسناً بالعربية[1098].

 

 

285: الخوري يعقوب القطربلي 1783 +

 

هو يعقوب ابن الشماس توما المعروف بابن الخواجا. ولد في قطربل من قرى آمد. وقرأ السريانية على أساتذة زمانه فحذق أصولها. وأدبها سيم شماساً وأقيم ارخدياقوناً وحول سنة 1771 رُسم قسيساً وبعد ثماني سنوات قلد الخورنة، ولقي ربه عام 1783 – صنف كتاباً ضخماً حسناً في صرف اللسان السرياني ونحوه اسماه “زهرة المعارف” 33 باباً في 163 فصلاً أنجزه تأليفاً سنة 1764 فجاء في 378 صفحة في دياربكر[1099] ولخص منه كتاب تصريف[1100].

ونظم ثلاث قصائد مقفاة: الأولى أفرامية لطيفة في التثليث والتوحيد، على حروف المعجم، والثانية: سروجية في الحكمة الإلهية، خمس صفحات لا تلخو من بعض أبيات عامرة، ألحقت بكتابه[1101]، والثالثة: 18 بيتاً يندب فيها حظ العلم عند السريان المولّدين[1102] وسنة 1766 وضع صلاة الفرض وخمس حسايات لعيد مار ملكي وكتبها بخطه البالغ غاية الحسن وهي في بيعة دياربكر.

في انشائه متانة ولكن يعيبه التعقيد والتمحّل لإفراطه في الألفاظ اليونانية التي اتت متنافرة.

 

 

286: المطران يعقوب ميريجان 1804 +

 

ولد يعقوب ابن ميريجان في قرية عرناس، وترهب وتهذب ورُسم قساً في بعض أديار وطنه وتنسك ثم سقّف وسمي قورلس نحو سنة 1778 ورئس أبرشية مذيات وتوفي عام 1804 قرأت له أحدى عشرة قصيدة على الأوزان الثلاثة في التوبة وأحوال زمانه والصديقين أيوب ويوسف، فيها الجيد وفيها الرديء[1103].

 

 

287: الأسقف يوحنا البستاني المانعمي 1825 +

 

يوحنا ابن القس عبد الله ويعرف بابن البستاني، ولد في بانمعم وتخرّج بأساتذة بلاده ورُسِمَ قساً. وبعد أن ترمّل سقّف وسمي ساويرا سنة 1783 وأقام حيناً في قرية أربو ثم في حباب وقد جعلت أبرشية له. وكان زاهداً ورعاً برّا بالفقراء حان يومه بعد 11 آب سنة 1825 وهو من قالة الشعر له أربع قصائد تجيء في 45 صفحة، افراميتان أحداهما للتوبة على حروف المعجم لكل حرف ستة أبيات نظمها في حداثته وعلّق عليها شرحاً[1104]، والثانية: بلسان الحكمة وهي تخاطب الناظم[1105] وسروجيتان، الأولى: وهي أجود قصائده طويلة لطيفة في الحكمة الإلهية اسماها “زبدة الحكمة” استهلها بقوله: أيتها الشمس البهجة التي آضاءت ديارنا بنورها[1106]، والثانية: للتوبة نظمها في سن الشباب وعلى هامشها شرح للغريب[1107] وقطعة في تنازع النفس والجسد[1108] ونظمه جيد لكن فيه سقطاً يسيراً.

 

288: الأسقف كوركيس الآزخي 1847 +

 

كان قساً لكنيسة آزخ سنة 1832 وبعد أن ترّمل لزم دير الزعفران فسقف على آزخ معاوناً لأخيه يشوع مطران الجزيرة وسمي قورلس سنة 1824 وبعد خمس سنوات قتله بدرخان بك البختي حاكم الجزيرة غدراً وظلماً. وكان رحمه من أهل الفضيلة والصلاح يجيد السريانية، نظم قصيدة سباعية في غارة محمد باشا راوندوز على وطنه[1109] وروي له بيتان في وصف النارجيلة.

 

 

 

289: المطران زيتون النحلي 1855 +

 

ولد في قرية أنحل بطورعبدين وأخذ عن أساتذة زمانه وخاصة المطران عبد النور الأربوي، فحصّل قسطاً صالحاً من الأدب والعلم البيعي وأتقن الخط. ترهب ثم رسم قساً في دير قرتمين وارتقى إلى رئاسة الكهنوت وسمي فيلكسينس عام 1848 قلّد أبرشية مذيات سنة 1851 واغتالته يد المنون كهلاً في نيسان عام 1855، وكان زاهداً صالحاً جليلاً مهيباً نظم وهو راهب قصيدة على البحر الاثني عشري 122 بيتاً، نعت فيها فضائل القديس جبرائيل القرتميني أكثرها جيد منقح العبارة[1110] وقرأت في باريس قصيدة في القديس فيلكسينس المنبجي بعض أبياتها بادية الضعف وأظنها من نسج المترجم[1111].

 

 

290: الشماس نعوم فائق 1930 +

 

هو نعوم بن الياس بالاخ، ولد في ديار بكر سنة 1868 وفيها درس السريانية حتى أجادها وكان ولوعاً، وحذق اللسان التركي رسم شماساً عام 1889 وعلم في مدرسة وطنه مدة عشرين سنة ثم رحل إلى ويست نيورك في الولايات المتحدة سنة 1912، وتوفي خامس شباط عام سنة 1930. قرأنا له عشرين بيتاً نقل فيها من الفارسية عشراً من رباعيات عمر ابن الخيام الشاعر الفارسي[1112] ونظم أنشودة سباعية مقفاة في ما بين النهرين، وله بعض مجموعات بالعربية والتركية.

 

 

291: القس يعقوب ساكا 1931 +

 

هو يعقوب بن بطرس ابن الشماس ساكا (اسحق)، ولد في برطلي عام 1864 وقرأ على بعض معاصريه ثم تخرج بالخوري بطرس الكرمليسي الكلداني فتبحر في معرفة مفردات اللغة ورُسم شماساً سنة 1906 وعلم في مدرستي قريته ودير مار متى، ورقي إلى درجة الكهنوت عام 1929 واستكمل مدته في نيسان سنة 1931 وكان مقتدراً على الشعر ومنظومه الأول فيه هلهلة المحدثين وانتهى بقصائد لها رونق وديباجة صافية. لكنه لم يتعد الأخوانيات والتهاني والمديح والرثاء. وله قصيدة في الحكمة الإلهية. ولو لم يتقيد بالقافية لكن نظمه أحسن لجزالة انشائه، وقع ديوانه في زهاء مئتي صفحة وله نسختان[1113].

 

 

ملحق وتصحيح

 

صفحة سطر

34 15 وأحسن السريان في جميع ضروب الرسائل، ووصلت إلينا دواوين رسائل للأئمة الأعلام يعقوب السروجي وفيلكسينوس المنبجي وسويريوس الأنطاكي، وهذه منقولة من اليونانية ويعقوب الرهاوي وجرجس أسقف العرب وداود ابن بولس. ورسائل مفردة لبولس الثاني واثناسيوس الأول ويوحنا الثالث وساويرا الثاني وأثناسيوس الثاني وإيليا الأول وإياونيس الأول وجاورجي الأول، وديونيسيوس الأول ويوحنا الرابع وميخائيل الأول والثاني. والمفريانيين ماروثا ويوحنا الأول، ويوحنا التلي وتوما أسقف جرمانيقي ودانيال الصلحي ويعقوب البرادعي، وساويرا سابوخت والأسقف سويريوس ويوحنا الأثاربي وتوما العمودي، وانطون التكريتي ودنحا الفيلسوف وابن الصليبي وابن وهبون.

وفقدت رسائل شمعون الأرشمي ويوحنا الأفسسي والبطريركين قرياقس ويوحنا العاشر ابن شوشان وكثير غيرها، واشتمل ديوان رسائلنا منذ جلوسنا على الكرسي الرسولي في 30 كانون الثاني سنة 1933 إلى اليوم ومئة منشور ورسالة[1114]

 

صفحة سطر

20 داود بن فولوس سنة 800 صوابه العقد الثاني من القرن التاسع

77      8 القس ادى سنة 1499 صوابه 1502

205   13 من معاملة آمد صوابه من نواحي آمد

213   ح1 ولميامر مار اسحق نسخة في حوزة بعض العيال بقرقوش تنطوي على 60 ميمراً خطت سنة 1574

243  ح4 في الجزء الأول من ص 5 – 89 وهما 85 صفحة ونتفاً من

الخطب 125 و84 و74 و92 في الجزء الثاني ص 35 – 40

262  س 8 وفي الخزائن الألحان القديمة 18 دعاء من هذا القيبل.

291   ح 3 في خزانة الشرفة 17 – 14 قصيدة شجية في زجر النفس والدعوة

إلى التوبة على البحر الخماسي يترنم بها النساك في قلاليهم، وهي

رقيقة بليغة تقع في 6 صفحات، نحسبها حُبكت في القرن 7 – 9

378  ح1 في دير السيدة (رقم 63 بحسب فهرس ي. وستي) مصحف قديم

مخطوط عام 1255 يتضمن رسالتين للمترجم إلى الراهب ميخائيل

388  س 12 وفي خزانة برمنكهام مجادلة ابن الصليبي للأرمن وردّه على الجاثليق

كيورك، بحجم صغير وخط رائق دقيق رقم 347 قرن 16.

 

صفحة سطر

390  ح6 والرهاوية

394  ح2 وكعبية وفيروزة سنة 1486

396  ح6 ونسخة في فيروزة واحدى عشرة حساية بخط جرجس ابن قرَمان

مطران حردين وحماة وطرابس سنة 1486

406   س 12 ولديالوغوالبرطلي في خزانة دير السيدة نسخة حديثة عتيقة رقم 63

أنجزت عام 1255 ونسختان حديثتان لبعض أجزائه رقم 64 و65

وهي مبتورة، ونسخة في الخزانة الرهاوية.

 

410  بعد ترجمة 233  ديونيسيوس صليبا أسقف قلوذية 1273 +

هوصليبا الملقب بالذكي (حاريفو) قرأ العلم وترهب في دير ماذيق قبيل سنة 1281 ثم سيم قساً فأسقفاً لأبرشية قلوذية حول سنة 1230 وصحب اغناطيوس الثالث في زيارته لبيت المقدس عام 1235 وبعد عوده ناب عنه في ملطية مدة وجيزة ثم عاد إلى أبرشيته. ووافاه حمامه أواخر سنة 1273 وقد ناهز الثمانين من العمر. كان لبيباً أديباً ألف مقالة في النفس[1115]

423  ح 2 ونسخة في الرهاوية بخط حسن قرن 16

424  ح1 ونسخة في الرهاوية بخط حسن سنة 1360

426  ح2: أن النفس منغاتة في كتابه الفرنسي ” مفتاح اللغة الآرامية

سنة 1905 ” الذي وضعه في عنفوان شبابه قادحاً في سائر التآليف النحوية، خلط بها كتاب الأضواء هذا مدفوعاً بسائق الغرور. وكان الأجدر بحصافته ألا يغمط أفضال أساتذة هذه اللغة وحفظتها التي منها التقط ما نبه به ذكره

426  ح 9 وعدد 325 دقيق الخط سنة 1584 والرهاوية بخط رائق عام

1589

428 ح4 والرهاوية تفسير ايرثاوس والأحداق سنة 1766

428 س21 شطّر قصيدته في الكمال خميس ابن قرداحي إجابة إلى سؤل

أمير اسمه شمس الدين (خزانتنا) ثم سمّطها يشوعياب ابن المقدم وغيره من الكلدان ما خشبوه قلق الألفاظ سقيم المعاني لا تقع فيه إلا على متردّم[1116]

 

435 ح2    وبيعة العذراء بقرقوش

 

صفحة سطر

436  ح6 في الخزانة الواتكانية قصيدة سروجية متوسطة مغفلة نُظمت

عام 1329 وأحسبها من قول الراهب يشوع بن خيرون، وليست للبطريرك اسمعيل الملقب مجد الدين (1333 – 1366) كما هم ناشرها قرداحي وجاء فيها سنة 642 يونانية (331 م) لا سنة 1642 (1331 م) أراد بذلك أن الصوم الأربعيني تمّ وضعه في نحوهذا الزمان سنة 331 م وأن عدوالصوم عارضه 1329

438  ح2 وتأويل الحروف العربية في الرهاوية سنة 1588

438  ح4 وفي الرهاوية نسختان وقرقوش

438  س 18 تعاليق ابن خيرون على قاموس ابن بهلول في الخزانة الزعفرانية

442  س 7 ونسختان في خزانة الكلية الشرقية في بيروت رقم 113 و114

ونسخة صدد

442  ح10 عندنا سوغيث أفرامي لطيف على حروف المعجم أكثره مقفى جيد

الإنشاء في شرب الخمرة وقد أحسن ناظمه في وصفها وطريقة

شربها وأحسبه منسوجاً في القرن الرابع عشر[1117]

446  ح5 نسختان في قرقوش سنة 1588 و1725

452  س 11 في القرن الثاني عشر، صوابه القرن العاشر

 

 

الخاتمة : وفيها خمسة مقاصد

 

المقصد الأول : في المستشرقين والشرقيين الذين نشروا الكتب السريانية

 

أول أوروبي اسدى يداً إلى لغتنا السريانية وكان بها ملماً، هو الوزير يوحنا البرتوس بيدمانستاديوس النمساوي الذي أسعف المطران موسى الصّوري السرياني عند فرديناد الاول امبرطور رومية والمانيا والمجر وبوهيميا (1555 – 1564) فنفحه بمال جليل لنشر كتاب العهد الجديد عام 1555 وأول عالم مستشرق درسها في ما نعهد هواندراوس ماسيوس الذي نقل كتاب الفردوس تأليف موسى ابن كيفا إلى اللاتينية ونشر الترجمة عام 1569 وتوفي سنة 1573 وأول عالم عرف فضلها وكنوزها هو القس اوسابيوس رينودوت الفرنسي (1646 – 1721 +) الذي نقل سبعاً وثلاثين ليتورجية إلى اللاتينية ونشرها عام 1716[1118].

وفي سنة 1719 – 1728 ألف ونشر المطران يوسف سمعان السمعاني الماروني في رومية باللاتينية كتابه المشهور الموسوم بالمكتبة الشرقية أربع مجلدات، مترجماً لعلماء السريان على اختلاف نحلهم، وضمنه نصوصاً ضافية سريانية وعربية وغيرها فنبّه أفكار أهل التحصيل إلى موضعهم من العلم ومحلهم من الأدب، ولو نزّه يراعته عن النقد المذهبي الذي تطرّف فيه وغلا خارجاً إلى الطعن، لكان ذلك أشبه به وأجمل بمحله. واختصر غوستاف بيكل أبحاثه وعلق عليها سنة 1871 قال القس يوحنا شابوالفرنسي “أنا بعد النظر في ما كان رينودوت جهزه من المخطوطات السريانية للطبع فلم ينشر وظلّ على حاله في الخزانة الوطنية الباريسية علمنا أنه كان أقوى تحصيلاً وأرسخ قدماً من السمعاني المتوفى عام 1768”[1119] .

وانصرف جماعة من علماء أوروبا إلى درس السريانية، فنشروا ما راق لهم من مصنفات جهابذتهم ونقلوها إلى لغاتهم اللاتينية والفرنسية والألمانية والأنكليزي والأيطالية، ولم ينقل إلى لغاتهم اللاتينية والفرنسية والألمانية والأنكليزية والأيطالية، ولم ينقل إلى الروسية سوى كتابين، وهاك ثبتاً باسمأء الناشرين وفيهم الفرنسي والأنكليزي والألماني والهولاندي، والبلجيكي والنمساوي والإيطالي والسويدي والأميركي وأحد عشر شرقياً، أكثرهم المقلّ وأقلهم المكثر، ومعظم الكتب نشرت في القرنين التاسع عشر والحالي.

بوكوك سنة 1663. دودلي لوفيتس 1672.المطران اسطيفان عوّاد السمعاني 1737 – 1748. رايت 1778 – 1803. برونس وكيرش 1781 – 1789. بوكاتس 1788. يتشن 1795. الكردينال ماي 1825 – 1838. صموئيل لي 1842 اوتّو تولّبرج 1842 – 1851. كورتن 1845 – 1864. الكردينال بيترا 1852. لاند 1852 – 1875. بولس لاكارد 1853 – 1892. برنستين 1853 – 1858. بيلين 1856. القس بولان مارتان 1857 – 1891. بيان سميث 1858. توما لامي 1859 – 1902. دوم سيليه 1860. فولمان 1863. فيلبس 1864 – 1876. كاسباري 1866. زينجلر 1868. روديجر 1868. ساخو 1869 – 1908. ثاودورنلد كه 1870 – 1904. ابلّوس 1872 – 1888. سيرياني 1873 – 1887. هوفمان 1874 – 1880. صموئيل بيري 1875. القس جبرائيل قرداحي 1875 – 1889. الراهب اوغسطين شبابي 1877. كلامروث 1878. جيلد مستر 1879. غريدي 1880 – 1928. مورتيز 1882. بزولد 1883. ريسّل 1883 – 1891. فالكونر 1885. هال 1886 – 1888. فروتنغام 1886. بدج 1886 – 1919. بيرت الألماني 1888. جيسمندي 1888 – 1896. روبنس دوفال 1888 – 1911 +. الراهب بولس بيجان 1888 – 1921 +. هنير 1888. آميو1889. كيسر 1889. دوَين 1889. نستله 1889 – 1910. رندل هاريس 1890 – 1916. اهرنس 1892. فريمان 1892 – 1897. كيليام 1893. سبانوث 1893. سمسون هوشفيلد 1893. يوحنا باريزو1894 – 1907. روبرت بنسلي 1894. بوركيت 1894 – 1910. السيدة اغنيس لويز 1894 – 1913. روّسي – دوشين 1894. برنس 1895. ريشار رآاب 1895. القس يوحنا شابو1895 – 1939. السيدة مرغريت جبسن 1896 – 1913. وستنيك 1896. مركليوث 1896. يوليوس روسكا 1896. سليمان شلير 1897. الراهب منصور شيل 1897. كين 1897. القس فرنسوا نو1897 – 1933 +. بيفان 1897. الخوري متى كوناط 1897. أوسكار برون 1898 – 1914. كوجنر 1898 – 1903. ماك لين 1898. كار 1898. بنزلي 1899. البطريرك أفريم رحماني 1899 – 1909. انطون بومشترك 1901 – 1922. جيسّن 1901. ديتريش 1901. كارلس كوبرزيك 1901. مرقس 1902 – 1909. زيترستين 1902. واشالد 1902 – 1932. بروكس 1903 – 1930. كوكتيل 1903 – 1928. يوسف لبون 1903. هيرونيم لابور 1903. هنري بونيون 1903 – 1907. ميخائيل كموشكو1903 – 1926. ليتزمان 1904. فلمينغ 1904 – 1917. هيلجنفلد 1604. شولتيس 1905. الفنس منغاته 1905 – 1937 +. زويان 1906. اكسل موبرغ السويدي 1903 – 1924. بيترس البولندي 1901. الخوري اسحق أرملة 1908 – 1928. سيدلاك 1910. موريس بريير 1911 – 1927. روكر 1923. وينسينك 1923. سبرنكلن وكريهام الأميركيان 1928. شندا 1928 – 1933. جان باكوس 1930. القس ابرهيم كوناط 1930. هرتمن جنسن 1934 – 1937. اوليندر 1937 هومبفريدس كودرينكتن 1939.

 

 

 

 

المقصد الثاني : في تهافت بعض المستشرقين وأقتفائهم على علمائنا والرد عليهم

 

إننا مع إقرارنا بفضل صدور العلماء المستشرقين في ما ابدوا في دراسة علومنا وآدابنا السريانية من همة واجتهاد وبراعة وسداد، وما نشروا من كتبنا الخطية ونقلوه منها إلى لغاتهم الحية، لا نرى بداً من الإلماع إلى تهافت بعضهم افتئاتاً على علمائنا أوعلى حقائق تاريخية تتعلق ببلادنا العزيزة، إما افتتاناً بتحصيلهم وتيهاً بنفوسهم والتيه مكروه وهو من حضنة العلم أكره، أو لغلوّ في مبادئهم العصرية ومحاولتهم إخضاع علماء العصور القديمة لها صدوفاً عن الإنصاف، أو لتقصير في الأستقصاء أو لعصبية شديدة منهم على السريان الأرثوذكسيين وأولو العرفان أولى الناس بإجتنابها، فمن ذلك:

1: زعم وليم رايت الإنكليزي “إن الأدب السرياني ليس مما يأخذ بمجامع القلوب، ذلك أن السريان لم يكونوا فحول حرب ولم ترسخ قدمهم في الفنون والعلوم كما قال رنان (الفرنسي الدّهري) ولم تنجب مدرسة الرها وقنسرين علماء كالفارابي وابن سينا وابن رشد، ولم تحظَ الكنيسة السريانية برجال من طراز اوسابيوس القيصراني أوالنزينزي وباسيليوس والذهبي الفم. وإن مؤرخيهم يوحنا الأفسسي والتلمحري وابن العبري ضعفاء”[1120] فننقض زعمه بما يأتي:

أن السريان بعد ان استصحبوا بنور النصرانية لم يكن لهم مملكة ليخوضوا في سبيلها الغمرات وينزلوا إلى ساحات الوغى، فينمقوا لها الخطب المختارة ويدبجوا أشعار الحماسة. أما الفنون فإن أراد بها فن البناء في بيعاتنا القدمى الباقية هياكلها كلها الشاهقة والماثلة رسومها الشائقة شاهداً بطول باعهم في هذا المضمار، وإن لم تكتحل عيون رنان ورايت بمرآها كأديار قرتمين وصلح ومار بهنام وبيع حاح وعرناس وكفرزي، وبيعتي الرها التي عدها المؤرخون والجغرافيون من عجائب العالم[1121] وبغداد التي كان فيها من عجائب الصور وحسن العمل ما يدهش الناظرين حتى قصدت من الآفاق[1122] ودير مار برصوم في ملطية الذي تفانى البطاركة وخصوصاً ميخائيل الكبير به هندسة وأبنية وزخرفاً[1123] وبيعته في سيس التي تطوع بعمارتها عيسى الطبيب الرهاوي حول سنة 1244[1124] وما أدراهما بحال العشرين ألف ربيعة التي بقيت لنا سنة 1236[1125] دع ما كان لنا في عصرنا الذهبي؟ وإن عنيا بالفنون أحكام المهن التصويرية، وفاتهما نبأ الآنية الذهبية والفضية النفيسة والحلل الفاخرة المطرزة التي وصفها القس هارون الأرزنجاني في حدود سنة 1364 وهي نُضاضة من ذلك التراث العظيم، فكيف تناسيا الزخارف والصور البديعة التي زادت قيمة مصاحف اناجيلنا بما اشتملت عليه من روعة الفن، وما وقع تحت نظرهما من خطوطنا التي ضربت القياس العالمي إتقاناً وحسناً؟ وإن كانا يفهمان بها فن النحت الذي انفرد الرومان ثم الطليان بإحكامه، فلا لوم بإغفاله على السريان وبقية الأمم حتى ولا الأنكليز والفرنسيين، أما زعمه أن تواريخنا نزرة المادة ضيئلة الفائدة فينقضه إجماع علماء المشرقيات، بعد نشرها ودراستها، على سبق مؤلفيها لمؤرخي النصرانية في العصور القدمى والوسطى وإنها أوسع التواريخ وأجمعها للكوائن وأنفعها للمؤرخ وها إنها – ولا تقل عن زهاء سبعة عشر مجلداً – أضافت إلى تاريخ العالم فصولاً جليلة وصححت أخطاء قديمة[1126] هذا و (رايت) لم ينعم بمطالعة تاريخي ميخائيل الكبير والرهاوي، أما الذي نحله تاريخ التلمحري فليس له لكنه لراهب من دير زوقنين[1127] وإذا كانت هذه منزلة تواريخنا عنده إذاً ما باله يأسف لفقد تاريخي يعقوب الرهاوي وابن كيفا؟ ثم هل له أن يرينا أي تواريخ عمل مؤرخو أوروبا على اختلاف أممهم قبل الأزمنة المتأخرة أجود وأكثر استيعاباً من تواريخنا؟ وهل يوجد في تاريخ هذه الأمم حتى العهد الصليبي إلا مادة هزيلة؟

وأما قوله إن كنيستنا لم تنجب أمثال اوسابيوس ومن ذكرهم فندحضه برأي النقّاد المعاصرين، قالوا أن فضل هذا بتاريخه غير أنه لم يكن مؤرخاً كبيراً ولا عبقرياً لكن جمّاعاً دقيقاً كثير التنطّس، أما تاريخه فهزيل وأما حظ انشآئه من الفنّ فيسير![1128] ونقول أن شهرة النزينزي بخطبه الساحرة وأشعاره البارعة، وسبق باسيليوس بمصنفاته اللاهوتية ورسائله وخطبه الناصعة الإنشاء ومع أن لهما فضل العبقري المتقدم لم يكونا فردي الدنيا فلم ينسج على منوالهما، وإن في مصنفات أفرام والسروجي والمنبجي ويعقوب الرهاوي وابن كيفا وابن العبري ما يضاهي تآليفها بل يزيد عليها، ما خلا فصاحة الذهبي أمير خطباء النصرانية. ولا أدري إذا كان (رايت) قد حظي بمطالعة عظات أفرام البالغات لنرى هل أنها مما يخلب مثل لبّه أم لا! ولا نناقشه في تصانيف سويريوس الأنطاكي اليونانية ولو أنها وصلت إلى العالم بلساننا فأدهشت جهابذة أهل النظر.

وأما في الفلسفة فكيف غمط فضل سرجيس الرأسعني، وفلاسفة دير قنسرين ساويرا سابوخت ويعقوب الرهاوي وجرجس أسقف العرب الذي نبّه رنان نفسه على دقة شروحه[1129] وابن العبري ولم يرَ صاحبنا كتابه “زبدة الحكم” برمّته لخلاء الخزائن الأوروبية وقتئذٍ من نسخة تامة منه؟

هذا ولم يكن ميسوراً للسريان في المئة الرابعة الوصول إلى مدارس قيسارية قبادوقية والاكسندرية وأثينا، وقد رأينا حين صفا لهم الدهر في أواخر المئة السادسة حتى التاسعة. وقد انشأوا الأديار الكبار وكدحوا في حيازة الفلسفة كيف تحولت محاسن أعلام اليونان فبعد صوتهم وشدت إليهم الرحال، فكيف وسعه أن ينكر عليهم عبقريتهم؟ وأخيراً إذا لم يكن لنا أمثال الجهابذة الذين نوَّه بهم فهل أحرزت بقية الأمم المسيحية نظراءهم؟ فقد ثبت ان الخصم الذي لم يتبحر في دراسة مصنفات جاء برأي فائل يتعثر بالفشل فشالت كفته ونبذه مؤرخو الأدب الفرنجة نفسهم.

2: مرَّ بك ما ردينا به على القس شابو[1130] ونراه في إنكاره الإبداع على ابن العبري[1131] قد استرقّ هو نفسه بالتقليد لمن تقدمه كدوفال، وخالفه فيه بومشترك وسبرنكلين[1132] ومن تهافته زعمه شعراء السريان بعد المئة التاسعة أمعنوا في تطلب الغريب والصناعي في اللغة منافسة للعربية ففسد شعرهم وخلا من الروعة وسمو التفكير[1133] وهذا لا يصحّ في سرياننا الغربيين إذا استثنينا يعقوب البرطلي إلاّ في أواسط المئة الخامسة عشرة كما اسلفنا[1134] وأما قبله فإن صاغة القريض عندنا أجادوا في بدائع يجول فيها رونق الحسن. وما ساقه هذا إلى الوهم إلا جهله لقصائد ابن قيقي وابن الصابوني، وإغفاله قلائد طيمثاوس الكركري وابن اندراس وأبي نصر البرطلي وغيرهم. ومن تحكمه ارتيابه في خطب ابن كيفا مع وجودها في مصحف قريب عهد بزمانه وما كان الأجمل بأدبه أن يتحاشى عن التلمّظ بالشيعة[1135] وعن الكنود[1136] وبعلو كعبه في البحث أن يتجنب الأخطاء في أهون المواضيع[1137].

3: وزعم أكثرهم ومنهم أنطون بومشترك الألماني أن قصة بهنام الشهيد رواية خيالية، وأنكروا وجود بعض القديسين أوسيرهم وحجتهم أن الزمان لم يبقٍ لها مخطوطات معاصرة، وهذا غاية التحكم بعد أن تأكدوا ضياع مصاحف شتى، فضلاً عن أن التواريخ الكنسية مهما تبسطت ليست بكفيلة بترجمة جماهير أصفياء الله في ممالك الشرق الفسيحة، والمنصف لا يتطلب من كتبة سيرهم ثقوب النظر في علم النقد ومن فعل حاول أمراً عضالاً. وكم من حدث أنكره أو ارتاب فيه بعضهم، فإذا بكتاب عتيق تكشفه الأيام يميط اللثام عن وجه حقيقته فيعودون إلى إثباته. فإذا عمد كاتب لغرض في النفس أو ناسخ متطفل إلى تحشية قصة بما لا يطابق حال صاحبها وزمانه وذلك لخفة بضاعته وقصور تحصيله، لا يجب أن يتخذ من ذلك حجة لإنكار السيرة برمّتها، إذ لا يعسر على الفطن اللبيب عمل التصفية والتنقية من حشو الجهلة فيفضل من الأصل ما لا يُقدح فيه – وبعد فليس علم النقد من استنباط الفرنجة المعاصرين ولا وقفاً عليهم، وإذا رجعت إلى بعض رسائل الرهاوي وأسقف العرب ألفيت فيها نقداً علمياً ونظراً دقيقاً في أحداث قديمة منذ صدر النصرانية. ولا نفخر نحن إذا قلنا أنا بعد إحاطتنا بلغتنا بأربع سنوات أدركنا بداهةً حقائق شتى بعد إنعام النظر القاصر في ما وقع لنا من مخطوطات، قبل إطلاع آراء المستشرقين فيها.

4: ومن تهافت القس فرنسوانو الفرنسي أنه، استعظم ثناء يوحنا الأفسسي على بطولة العذراى الأسيرات الشهيدات اللواتي آثرن الغرق في نهر الخابور على الوقوع في أيدي كفرة الفرس، اعتصاماً بدينهن وضنّاً بجوهرة عفافهن وكلاهما مما يفدي بالمهج الغوالي، فخلع من عيبة باطله على المؤرخ الفاضل صفة راهب نصف متوحش[1138] dem sauvage ” ! لتقريظه الإنتحار في ما زعم وقد تعامى متجاهلاً عن امتداح باسيليوس والذهبي الفم، لبروسديقي ودومنينة وابنتيها الأنطاكيات شهيدات الدين والعفاف، وحسب الأفسسي تأسياً بهما.

5: وتجنى هنري بونيون الفرنسي على ميخائيل الكبير بالثرثرة وقلة الفهم[1139] وهو تحامل سخيف يدل على غرور صاحبه وسفه رأيه؟ ذلك أن التبسط في التاريخ محمود ولا يعدّه هذراً إلا ثرثار يهذي. فإن تاريخ ميخائيل الذي تنافس علماء في نشره، وأنفقت جامعة الفنون الباريسية على طبعه ونقح ناشره بمبلغ له قدر، تحفة نادرة لا يعيبه أخبار يسيرة ضعيفة المصدر نقلها المؤرخ نقلاً ولا يخلو تاريخ من مثلها، ولا يذمّه إلا غبي، ومؤلفه حبر عالي الهمة. أما بونيون فتخيل بقصر نظره نقصاناً جزيلاً في جداول أساقفته، وقصارى حجته أنه أغفل ثمانية أساقفة من ثمانية وعشرين شهدوا رسامته سنة 1166 أربعة رسمهم مفارنة المشرق ومثلهم مجهولون، وهم باسيل ويوحنا واغناطيوس واياونيس أساقفة الرها ودير مار جبرائيل والبيرة وبارومانة[1140] وينقض زعمه أن باسيل هو ابن شومنه أسقف كيسوم المنقول إلى الرها، ويوحنا هو أسقف طورعبدين ذكره جبرائيل ابن أخيه في سفر حياة باسبرينة وكان حقه أن يسميه أسقف قرتمين، واغناطيوس هو أسقف تل ارسانيوس وكانت هذه يومئذٍ تشمل أبرشية البيرة القريبة منها، واياونيس هو أسقف سيبابرك رسم عام 1135 وبعد ألحاق أبرشيته بالرها عام 1155[1141] قلد بارومانة. فكلهم مذكورون في أساقفة يوحنا الحادي عشر واثناسيوس السابع! وزد على هذا أنا عارضنا الجداول بنسخة خزانة كمبرج وتعاليقنا التي استفدناها من أقدم المخطوطات، فلم نزد عليها إلا خمسة أساقفة وما هذا بالنسبة إلى 950 أسقفاً ؟ فكفى به بياناً لكذب المفتري الصراح. ومما يدلك أن هذا الأثري كان قصير الباع في علم التاريخ زعمه: 1: أن دير مار جبرائيل سمي دير عمر لا حراز رئيسه برآءة من عمر ابن الخطّاب لتولي أمر نصارى تلك البلاد[1142] وينقصه أن الخليفة عمرا لم يتجاوز حدود دمشق وجبرائيل لم يبرح طورعبدين فلم يجتمعا على الإطلاق، دع أنه تخريج بارد للفظة: العُمر ومعناها بالسريانية والعربية، الدير، أرادوا به العمر المشهور على سبيل الغلبة. 2: إن دير العمود الذي رمّه موسى ابن حمدان سنة 1257 هو بالرقة وأن قرية ديره اليا هي أنحل بطورعبدين وأن المفريان ديوسقورس عربي[1143] وصوابه أن الدير هو دير مار ميخائيل بماردين والقرية بلحفها والمفريان اربوي منسوب إلى قرية “أربو”.

3: وقع بيده كتاب سفر الأحياء فلم يعرف اسمه ونقل عنه حدثاً تاريخياً سنة 1100 وهو نهب الأتراك أو الفرس لدير مار جبرائيل فجاله فيه الشك لخلاء تاريخ ابن الأثير منه[1144] كانّ هذا أحاط بكل شاردة وواردة نزلت بالشرق وخصوصاً ما دار حول المسيحيين وأديارهم، ومتى كان مؤرخو الإسلام يكترثون لأحداث النصارى[1145]؟.

6: ومما أُخذ على بعضهم كالافرنسيين روبنس دوفال في (تاريخ الرها) وهيرونيم لابور في كتابه “النصرانية في بلاد فارس” إنكارهما تنصير مدينة الرها قبل المئة الثالثة ذلك أنهما وجدا في “تعليم أدى الرسول” إضافات موضوعة دسّها عليه بعض النساخ، فأسرعا إلى إنكار الحقيقة الراهنة. وزاد لابور فهرف ما شاء لؤمه في حق نزاهة ابن العبري التاريخية جاهراً هو بتشيعه لمخالفي مذهبه غير وجل ولا هيّاب[1146] .

7: إن المستشرقين في بادئة أمرهم استهدفوا لأخطاء غير يسيرة، منها أنهم خبطوا في أمر اسحق وبالاي، وعدّوا دانيال الصلحي من علماء القرن الثامن وداود بن بولس من أدباء الثالث عشر، ثم قرروا حقائق أمرهم وزمانهم وجلهم قلدوا السمعاني حتى في شدة طعنه[1147] والقس جبرائيل قرداحي الذي خبط في (كنزه الثمين) بتراجم قمشها ولفّقها في روق شبابه ولم يفكر بعد ذلك بتصحيحها[1148] وقد تقدم وهم: بومشترك بلفظة (سيلوب)[1149] وهي احدى الألفاظ التي جرى عليها قدماء كتاب السريان الغربيين ثم تنوسيت[1150] وسها بها أيضاً منغاته[1151] كما أخطأ معنى (نوطَر ترعو) التي تعني رئيس الأبرشية بحسب اصطلاح نسّاخنا المولّدين فترجمها بحارس الباب[1152] مثلما حصروا معنى (طوبانا) بالطوباوي في كتاب سير النسّاك الشرقيين ومدلولها هنا الناسك، شأنها في هذا شأن لفظة (طورايا) التي وقعت في شعر مار أفرام، لاستيطان غالب أصحاب الصوامع في الجبال.

ولا يفوتك أن بعضهم لا يقوى على قراءة صفحتين بالسريانية فضلاً عن الكتابة بها على ما تحققنا بنفسنا، وإنما يدرسونها دراسة آلية متجلدين، فلا تخلو نقولهم والحالة هذه، من ألفاظ سخيفة تخالف معنى الأصل[1153] وناهيك فإن حيازة صحة المعاني وتذوق حلاوتها لا يتيسران إلاّ لأهل اللغة والراسخين فيها من الأعاجم، لا الذين تتقاصر هممهم على تأبط المعاجم يتسلقون بها إلى قلل المعاني وهم بين الإصابة والخطأ يعرجون. ولم نذكر هذا تكبيراً لأخطائهم ولكن بياناً ضعيفاً لا يخلون منه، فلا يحق لهم الجزم بكل ما تبادر لهم واهمين أنهم اوتوا عصمة من الزلل، فطريقة التروي والإعتدال هي مذهب أرباب الإجتهاد الأسناد.

ومما يناسب الإلماع إليه أن رهطاً من كتاب الفرنجة المعاصرين[1154] في مصنفات لهم تاريخية دينية. أرادوا أن يرفعوا أقدارهم الوضيعة بالطعن على أهل الفضل ذهاباً مع الهوى، فدلوا على حيازتهم علماً صقل عقولهم واستعصى عليه في قلوبهم المِراض داء من البغضاء دفين! ولا ذنب لاولئك العلماء السريانيين سوى أنهم لم يكونوا من اهل مذهبهم، بينما تراهم يرفعون من شأن خصومهم الأوربيين المعاصرين مداهنة أواتقاء سهام يسددونها إليهم صائبة، ولوكانوا من غُلاة المعطلة! وهذا هوالتذبذب بل الرياء المشكوف. وما نفع علم لا يهذب نفس صاحبه فلا يتورع عن انتهاك حرمة الناس؟ وفوق ذلك يزعمون أنهم بنوعصر رفل من الأدب بأجمل حلة وأخذ من المدينة بأجزل نصيب، إلا ساء ما يفعلون وقبح ما كانوا به يخرصون! وكل منصف ذي ذوق سليم يعلم أن للأحبار والعلماء المحققن منهم بنوع خاص حرمة تُرعى، لمنزلتهم من الفضيلة وإنارتهم للعالم سبلاً لولا جهودهم ومصابيح معارفهم لكنا في نواحي كثيرة في ظلام دامس. بينما وجدنا فريقاً منهم معتدلين نظير بروكس وهايس وسبرنكلين وكريهام ومنغاته في أواخر دهره وغوستاف بادري، أكبروا أقدار جهابذة أهل النظر فبرهنوا على خلائق لهم رضية جديرة بأولي العرفان.

رحم الله أمرءا قال صدقاً ونصر حقاً ونشر لواء الحقائق غرباً وشرقاً، وأفاد الخلق علماً متخذاً البرهان الساطع إلى أبحاثه مرقى. ذلك أصلح له وأبقى وأبعد للخل وأنفى وأبلغ في الوصول إلى الهدف وأشفى. وشرح الله صدرونا للعلوم النافعة في الدين والدنيا، وجنّبنا المغالط والمساقط، وهدى المتهورين سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل نحمده على حسن الختام حمداً كثيراً.

 

[1] ص 35

[2] القانون العاشر من المقالة الخامسة من كتاب معرفة الفصاحة

[3] ص 26

[4] مج 1 عمود 225 – 226

[5] ذهب المستشرق المعاصر الاستاذ سبرنكلن الأمريكي، أن هرمونيوس ليس اسماً علمياً، وإنما هواللفظ اليوناني ” آرمونيا ” الذي يُفيد معنى توقيع الألحان ؟؟

[6] نشره فرنسيس نومنقولاً ثم الفرنسية سنة 1907 و1930

[7] في المجلد الثاني من البترلوجيا السريانية ص 1049 – 1055

[8] في المجلد الأول والثاني من البترلوجيا السريانية في باريس

[9] في الخزانة الواتيكانية رقم 110 مخطوط سنة 523 وبرمنكهام رقم 147 وخزانتنا.

[10] – في الخزانة اللندنية رقم 587

[11] فهرست رايت ص 766 وخزانة لندن رقم 781

[12] في صدر المجلد الأول من تاريخ الرهاوي المجهول عن مصحف في باسبرينة مخطوط في القرن التاسع – راجع أيضاً مصادر تصانيفه المنشورة في خزائن لندن عدد 17179 قرن 5 – 6 و12160 قرن 6 – و12167 سنة 875 و14613 قرن 9 – 10 واكسفرد عدد 112 قرن 12 وباريس عدد 234 و235 قرن 13.

[13] نشره السيد رحماني منقولاً إلى العربية والفرنسية (مجلة الآثار الشرقية السنة الأولى عدد 12 والسنة الثانية عدد 2) وفي خزانتنا نسخة مخطوطة في القرن الثالث عشر تنطوي على سبعة عشر بيتاً منه وهي أصح وأضبط

[14] راجع الميامر في المصاحف التالية: خزانة لندن عدد 12166 و14573 قرن 6 و17164 قرن 6 أو9 و12155 و14536 قرن 8 و12168 قرن 8 – 9 و17149 سنة 866 و17185 قرن 12 – 11 والوانكانية عدد 117 والخزانة القدسية عدد 156، قرن 12 وحوى هذا المصحف ستة ميامر، وكتاب ميامر السروجي في كنيسة الشهيدة شموني بماردين، قرن 12 وفيه ثمانية ميامر. والخزانة القدسية عدد 53 قرن 14 وفيه 9 وعدد قرن 15 وفيه ميمر وكذلك تجد ميمراً واحداً في هذه المصاحف عدد 197 قرن 16 و117 وهوقديم و161 قرن 18 و118 و88 سنة 1838 و155 و137 سنة 1873 ولا تخلوبعض المصاحف الزعفرانية من طرف منها. ونقل الراهب جرجس مسعود السرياني إلى العربية ميمرين في العلم والجوهرة أي الإيمان (مجلتنا البطريركية في القدس سنة 1937 ص 52 وسنة 1938 ص 146) الراهبان مبارك ثابت ومبارك المزرعاني المارونيان تسعة ميامر في شكر الله على المائدة وأمثالاً ونصائح

[15] أقدم نسخ المداريش هي التي انطوى عليها مصحف نفيس في الخزانة الواتيكانية عدد 111 خط في 21 كانون الأول سنة 522 مجموعها 2611 مدراشاً في البيعة والبتولية والإيمان وتزييف الاضاليل وفي الفردوس، ويليها عدد 8 سنة 522 و92 سنة 823 و93 قرن 9 راجع أيضاً في خزانة المتحف البريطاني عدد 14520 و17141 و17207 قرن 8 – 9 و17109 سنة 873 و17130 سنة 876 و14515 سنة 893 و17190 و14506 قرن 9 – 10 و14511 و14512 وخزانتنا قرن 13 ووست نيورك (في حوزة عيلة بالاخ السريانية) سنة 1285

[16] بالسريانية، سبلات

[17] ص 90 و92

[18] 1: 211

[19] في كتابيه في التثليث والتجسد والفداء الواتيكانية عدد 26

[20] القانون العاشر من المقالة الخامسة

[21] انظر (ص 154)

[22] منها أربع نسخ قديمة في المكتبة الشرقية في بيروت سنة 1216 وكنيسة الرهاويين بحلب 77 سنة 1238 والواتيكانية رقم 169 سنة 1325 والزعفرانية رقم 105 قرن 14 ونسخة حديثة في خزانتنا ونشر منها 40 مقالة بمصر سنة 1892

[23] نشرها مبارك وعواد في مجلدات ثلاثة منقولة إلى اللاتينية غير أنها حوت كثيراً من المنحول والمصنوع الذي أُلصق به

[24] هايس في مدرسة الرها ص 133 وشابوفي الأدب السرياني ص 27 ودوفال في تاريخ الرها ص 160

[25] تيكسرون في مختصر البترلوجيا ص 297

[26] فهرست خزانة لندن لرايت ص 992

[27] طور سينا رقم 67 قرن 9 ورقة 33 ولندن 1719 سنة 885 وطبعها نوفي مجلة الشرق المسيحي سنة 1913 ص 69 – 73 وهاريس في نبذ من تفسير مار أفرام

[28] ندن 17193 سنة 874

[29] تاريخ الرها سنة 715 يونانية وشذور التواريخ ص 208 و159

[30] شذور التواريخ ص 208 وتاريخ مُختصر الدول ص 114 وتاريخ راهب دير زوقنين 1: 193

[31] – طُبعت سيرته في المجلد 6 ونشرت مجلتنا البطريركية في القدس ترجمتها العربية بقلم الراهب جرجس مسعود سنة 1937 ص 206 إلخ.

[32] رقم 14591 قرن 6

[33] تاريخ سعرت 1: 212 والتاريخ الكنسي لان العبري مج 2: 51 وأخبار بطاركة كرسي المشرق لماري بن سليمان ص 31 ولعمروبن متى ص 25

[34] – تاريخ سعرت 1: 216 وماري ص 27

[35] مج 2 ص 57 وما بعده

[36] لندن 14557 قرن 7 نشره بيجان في (مج 5 ص 628- 696)

[37] راجع هنا ص 85 ولندن 14715 سنة 1257 و14724 و17958 والواتيكانية 94 سنة 1010

[38] باريس 62 قرن 9 ولندن 14526 سنة 641 وكمبرج 2023 قرن 13 ونشرها أوفر بك ص 210 – 221

[39] لندن 17144 و17149 قرن 6 و17201 قرن 6-7 و17150 قرن 7- 8 و729 و14577 قرن 7 و17202 والواتيكانية 107 قرن 7 و173 قرن 14 وأكسفورد مارش رقم 101

[40] لندن 14652 قرن 6-7

[41] نشرها أوفربك

[42] الخزانة الزعفرانية رقم 241 ومقدمتنا على الاشحيم ص 6

[43] خزانة كنيستنا السريانية في دمشق

[44] خزانة الشرفة 9-10 راجع الأصل المخطوط

[45] لندن 14511 و14512 قرن 10 و14503 قرن 10 – 11 و12147 سنة 1006 وباريس 158 سنة 1562

[46] لندن 14591 قرن 6

[47] الواتيكانية 117 وأكسفرد 19

[48] اكسفرد 19 or

[49] لندن 12166 قرن 6 و14590 قرن 8-9 ودير السيدة 101 سنة 1876

 

[50] شذور التواريخ (ص 217)

[51] تجد قصائد الببغاء وصعود المسيح وذم الطمع في مصحف بلندن رقم 14592 قرن 6-7.

[52] برمنكهام رقم 69

[53]  طبعة بيروت ص 309 وأخطأ بقوله أنه تتلمذ لمار أفرام

[54] خزانتنا

[55] ذكره جناديوس في نبذة 66

[56] لندن 14591 و12166 قرن 6 و17164 و17158 قرن 6-7 و14666 و14602 قرن 7-8 و14561 سنة 850 و14535 و18817 قرن 9 والواتيكانية 93 قرن 9 وبرلين ساخو177 سنة 1579 وأكثر هذه الميامر لم ترد في مجموعة ابن شوشان

[57] رقم 53.

[58] رقم 100سنة 1469

[59] رقم 119 سنة 1210

[60] رقم 120 قرن 7 وذكر بومشترك ص 64 نقلاً عن القس أبي البركات أين كبر القبطي (أواسط القرن الرابع العاشر) إن الشماس عبد لله ابن الفضل الانطاكي الملكي ترجم أكثر من أربعين ميمراً إلى العربية ؟

[61] لندن 17141

[62] المجلة البطريركية سنة 1939 ص 238 – 246

[63] لندن 14691 قرن 6

[64] لندن 14691 قرن 6

[65] فيها وذكر بومشترك ص 65 أنه وجد في مصاحف لندن رقم 14650 قرن 6-7 و14615 قرن 10-11 وباريس 13 واكسفرد 711 قرن 17 بعض ميامر تنطوي على شي من الهزل تنسب إلى اسحق أوأفرام وربما كانت من عمل الأنطاكي ؟

[66] لبون، في مجلة التاريخ الكنسي 12 ص 416 – 436

[67] المصحف الأمبروسياني 133. c وتوجد هذه الشذور الزهيدة في مصحف بلندن رقم 17106 ورقة 74 – 78

[68]– مخطوطات Crowford 2 قرن 12 وخزانة منشستر ولندن 17193سنة 879 والرسائل الأربع ويتبعها ترجمتها العربية في خزانة طورسينا (المخطوطات العربية رقم 154) أما ترجمتا سفر الرؤيا المختلفتان فهما في المصاحف الآتية: لندن 14623 سنة 823 و14473 قرن 11 وكراوفورد 2 وباريس 29 قرن 12 وكمبرج 2.1 قرن 12 ولندن 7162 Rich قرن 14 واكسفرد 35 و119 قرن 16 ولندن 14474 قرن 12 وامستردام 184 سنة 1470

[69] رقم 3 سنة 757

[70] خزانة أنجليكا عدد 18 قرن 11- 12

[71] القرن 8 كتب فيها مقالة بعنوان: نسخة مخطوطة من الإنجيل بحسب الترجمة السابقة الحرقلية ونشرت في فيلادلفيا عام 1884

[72] لندن 7189 Rich سنة 1268 والرها ودير الزعفران وخزانتنا

[73] لندن رقم 14520 قرن 8-9

[74] الأيثيقون

[75] عن المصاحف المحفوظة بلندن رقم 14650 سنة 875 ورقم 14631 قرن 10 وباريس 284.

[76] ص 260 من مطبعة شابو.

[77] راجع هنا ص 109

[78] يراه ” نو” مؤلف التاريخ المنحول ديونيسيوس في أواخر القرن الثامن ” بحث في الأجزاء غير المطبوعة من التاريخ المذكور سنة 1898

[79] ص 241

[80] لم يكن ملكياً كما تبادر إلى الظنّ وذكرنا فليحرر

[81] ص 257 و280 و304 و310 و316

[82] ورد في مصحف بلندن رقم 825 أنهم اجتمعوا في بيعة مار قرياقس الشهيد فأنشدهم يوم الرابع عشر من آب قصيدته في وفاة البتول مريم وتجنيزها وأولها: ” أيها الأبن الذي خفض العَلياء مُنحدراً إلى الأرض بمحبته.”

[83] لندن عدد 771

[84] باريس رقم 153 وبرلين ساخو81

[85] برمنكهام 342

[86] التاريخ المنسوب إلى يشوع العمودي ص 281

[87] لندن رقم 14726 وأيضاً رقم 837 و838

[88] مقالة الأسقف ساويرا في المجامع

[89] وحجة دامغة على من خبط محاولاً إلحاقه بخصوم الأرثدكسية كالسمعاني وغيره.

[90] خزانة مار متى 5 وبرمنكهام 410

[91] كنائس الموصل ومار سركيس في قرقوش وباسبرينه ودير مار متى والواتيكانية رقم 109 سنة 692 ولندن 779 و14577 وبرمنكهام 546 ونشرت في مجلتنا بالقدس خطبة القيامة مُعربة بقلم الراهب جرجس مسعود سنة 1937 ص 173

[92] خزانتنا

[93] الخزانة القدسية

[94] لندن 17134 سنة 675 والشرفة قرن 11- 12

[95] نشره لويس السمعاني في نسخ الليتورجيات الكنسية العامة جزء 2 و3

[96] راجع ص 148

[97] التاريخ الكنسي مج 1: 190

[98] في القرن الخامس عشر وما بعده نقل بعض المتطفلين على موائد الكتبة جانباً من قصائد السروجي إلى العربية بألفاظ أكثرها عامي. من ذلك مجلد حوى 59 ميمراً أفرغت في قالب من أسلوبهم تتعاوره الركاكة ويشوّهه اللحن، وطبعته لجنة قبطية بمصر عام 1903

[99] كلندرا الراهب صليبا خيرون ص 156 والكلندارات الأثنا عشر طبعة ” نو” ص 111

[100] الخزانة القدسية عدد 156 قرن 12 رقم القصيدة 194

[101]الواتكانية رقم 117

[102] باريس 177 سنة 1521 وكنيسة شموني بماردين قرن 12 وبرمنكهام 71

[103] نحله لئونطس البيزنطي اسم عبد آبق لم يصطبغ بالمعمودية ! ونقل عنه بعض من تابعه على ضغائنه كثاودور ثم ثاوفان. وعنه نقل شدرانوس حتى تيلمون الفرنسي وبعض كتاب عصرنا ممن غلب عليه التقليد فلم يرجع إلى روية ولا تمحيص. وقذفه كثير من كتبة النساطرة وقد غصوا به، بقوارص فيها نائرتهم لتشديده عليهم النكير

[104] رقم 17196

[105] لندن عدد 14535 قرن 6 و14649 قرن 9 و17267 و14727 قرن 13

[106] الواتكانية عدد 137 سنة وعدد 138سنة 581 ولندن 12164 قرن 6 و14663 قرن 6 -7

[107] لندن 17201 قرن 6-7

[108] لندن 14529 قرن 7 -8 و14597 سنة 569 و14604 قرن 7 14628 قرن 6 – 8

[109] 14529 قرن 7 – 8

[110] 14604 قرن 7

[111] لندن 14529 قرن 7 -8 و14597 سنة 569 و14604 قرن 7 14628 قرن 6 – 8

[112] معتمداً على سبعة عشر مصحفاً في خزانة المتحف البريطاني مخطوطة في القرون 6 – 13 رقم 14598 و17153 و12163 و14595 و14596 و14625 و14601 و14621 و14611 و12170 و14612 و14577 و17185 و14582 و14522 و14522 و14614 و14728

[113] لندن 14533 قرن 8 – 9 و17191 قرن 9 – 10 و17214 قرن 7 و17262 قرن 12 و14577 و17153 قرن 7 و14613 و17215

[114] لندن 14690 سنة 1182 و17229 سنة 1218

[115] 14499 قرن 10 – 11

[116] لندن 14499 و14621 سنة 802 و17262 قرن 12 و14583 قرن 11 و17221

[117] لندن 14621 سنة 802 و14623 سنة 823 و14580 سنة 866 و12167 سنة 875 وانجل سنة 1208

[118] الواتكانية 135 قرن 7 – 8

[119] لندن 14649 قرن 9

[120] الواتكانية 107 قرن 7

[121] الواتكانية 135 سنة 718 و136 قرن 6 وباسبرينة.

[122] لندن 17282 قرن 12 وبرلين 199 وكمبرج 1999 سنة 1573 ودير الزعفران 15 وانحل ودير السيدة 115 سنة 1840

[123] الواتكانية 126 سنة 1293 وباريس 62 قرن 9 ولندن 17193 سنة 874 وكمبرج 2023 قرن

[124] الواتكانية 136 ودير السيدة 96.

[125] لندن 14597 سنة 569 والواتكانية 136

[126] 14601 قرن 9؟

[127] 14533 قرن 8-9

[128] لندن 14726 قرن 10

[129]لندن 14726 قرن 10

[130] ذُكرتْ في سيرته.

[131] لندن 12167 سنة 876 و18817 قرن 12

[132] 14728 و14729 و17262 قرن 12

[133] 12167

[134] الزعفرانية 223 قرن 10 – 11

[135] فيها رقم 235

[136] مج 2 ص 81.

[137] 14529 قرن 7 – 8 و17134

[138] خزانتنا وبرمنكهام عدد 71

[139] 14617 قرن 7 – 8 و14577 قرن 9

[140]  14670

[141] التاريخ الكنسي مج 1: 183

[142] لندن 14727

[143] 17193 سنة 874

[144] 14520 قرن 8 – 9

[145] 17206 قرن 11 – 12

[146] لم يذكر مؤرخوالأب برلاها وشمعون ما عدا بومشترك

[147] راجع عن هذه الكتب ترجمة سويريوس الانطاكي

[148] 1: 187 بعنوان اثنين من كتابه

[149] التاريخ المنسوب إليه مج 2 ص 79 – 80

[150] خزانة سعرت 91 سنة 1186 وباريس ونسخة مخرومة في لندن رقم 14658 قرن 7 – 8 وهي 122 صفحة

[151] نبذة عن الايساغوجي في خزانة لندن عدد 1618 والمقولات في الواتيكانية رقم 168 وباريس 161

[152] راجع هنا ص 101

[153] في باسبرينة فقط

[154] الزعفرانية عدد 244 قرن 10 وباريس 62 وخزانتنا سنة 1203 و1938 ولندن 14527 نشرها كوبرزيك سنة 1901

[155] باريس 62 وباسبريته قرن 9 ولندن 14631 وخزانتنا سنة 1203 وحباب، نشرها لامي سنة 1859

[156] لندن 14549 و17193

[157] اكسفرد 101 والواتكانية 159

[158] إننا نترجم لسويريوس وغيره ممن كتب باليونانية لنقل مصنفاتهم إلى لغتنا

[159] كان بعض المسيحيين في القرون الأولى يؤرخون عمادهم إلى زمن الشباب إلى الكهولة وجرى المترجم في هذا على عادة بلاده راجع سيرته ص 11 و217

[160] – خزانة بطريركية الكلدان بالموصل رقم 56 (122) وهومصحف على رق بقلم اسطرنجيلي دقيق أوله من القرن 10 والجزء الثاني كتب في القرن 9 وهو238 صفحة مخروم الأول والأخر يشتمل على مقالتين نقضاً لنيفاليوس ومقالتين تزييفاً ليوحنا النحوي

[161] الواتكانية رقم (139) قرن 8 وهو114 صفحة نشره ” شندا ” ونقله إلى اللاتينية سنة 1929

[162] الواتكانية 140 قرن 8 ولندن 12157 قرن 7 – 8 و17210 قرن 9 و17211 نشر يوسف لبون مجلداً منه سنة 1929

[163] الواتكانية 140 و255 سنة 932 ولندن 17200 قرن 7 و12158 سنة 588 نشر شندا المجلد الأول منقولاً إلى اللاتينية سنة 1931

[164] لندن 17154 قرن 7

[165] استشهد به بطرس الرقي في كتابه وابن كيفا في كتاب الفردوس

[166] الواتكانية 140

[167] مج 2 ص 281

[168] يُعرفون بالشهداء الغنطاليين من بعض الفرق العسكرية، وورد في خطبة للذهبي الفم (مج 2 ص 280) وفي تاريخ ثاودريط الكنسي (مج 3: 14) إنهما اثنان واسماهما يوبنطينس ومكسيمينس

[169] رقم 17134 و18816 انظر أيضاً في الواتكانية رقم 94 قرن 12 والقدسية عدد 60 سنة 1210

[170] الكنيسة البيزنطية لباركوار ص 125.

[171] الخزانة الزعفرانية عدد 216

[172] رقم 142 سنة 576 ورقم 143 سنة 563 و14599 سنة 569 و14601 قرن 9.

[173] ونشر السيد رحماني في ” الدروس السريانية ” خطبتين وهما الـ 119 والـ 125

[174] لندن عدد 12181 و14600 قرن 8

[175] أقدمها في خزانة لندن رقم 17149 و14612 و14531 و12157 و12155 و14533 و12154 و17193 و14601 و17191 و14538 و14493

[176] 54 سقطت من الأصل

[177] 61 و62 سقطتا

[178] – أعلم أن البطريقة قيسارية التي كانت تراسل مار سويريوس فيجاوب على المسائل الدينية التي ترفعها إليه، كانت سيدة شريفة سميساطية الوطن من جنس مِلكي. وآل بها تقواها أن تزهد في الدنيا في حدود سنة 540 وتتنسك في الأسكندرية حيث بنت دير اً رئسته زماناً وسُمي باسمها. ثم تخلت عن رئاسته إلى احدى الرواهب وبالغت في الرياضة والسيرة القشفة وازدانت بالفضائل. وانشأت ديراً للرجال وتوفيت عام 556 ورتب لها عيد في الخامس من كانون الثاني (كلندار دير قنسرين ص 30 و69) ودوّن يوحنا الأفسسي سيرتها تحت عدد 54 (مج 2: 185) واقتدى بها خازنها يوحنا وزوجته سوسيانا (راجع سير الافسسي عدد 55 و56) وذكر ديرها في حدود سنة 585 وقد كان في سميساط عاصمة ولاية ” كوماجينة ” دوُيلة نشأت في عهد أوغسطس قيصر، ونشأ من ملوكها انطيوخس الثاني، وابيفانيوس وانطيوخس الثالث الرابع (37 – 68 م) وقضى عليها وسبسيانوس بعد أن دامت زهاء تسعين سنة، (سورية القديمة تأليف Jean Yanoski طبعة باريس سنة 1862 ص 63 – 67 فإما أن تكون قيسارية سليلة هذه الدويلة وهومستبعد، أومتصلة بنسب مع أحد أقرباء قياصرة القسطنطينية

[179] كتبها قبل أن يُرسم بطريركياً

[180] تكرر العدد خطأ

[181] سير القديسين في الخزانة الزعفرانية وخزانتنا.

[182] باسبرينة

[183] الأسناد السيرانية ص 12

[184] تاريخ زكريا 2: 147 و155 وميخائيل الكبير 1: 287 و292.

[185] تاريخ زكريا 2: 103 و106 ونقض يوليان ص 18 وهي 47 صفحة

[186] فيه 2: 123 وهي ثماني صفحات

[187] فيه 2: 138

[188] كشكول قديم في باسبرينة قرن 14

[189] كتاب النفس لابن كيفا فصل 35

[190] الأسناد ص 240 و260 و262

[191] الأدب اليوناني المسيحي ص 172 وهوأحسن التأليف، Litterature grecque chretienne

[192] بقي منه يسيرة في مصحف بلندن عدد 12168

[193] نشرت مع معانيث سويريوس

[194] مج 1: 137 – 158

[195] المنذر الثالث ابن ماء السماء.

[196] نشر السمعاني الرسالتين في المكتبة الشرقية (مج ص 436 و364) ميخائيلس طبع الأولى واعاد نشر الثانية الكردنال ماي ثم لاند وغويدي وبيجان ونقلها إلى البرتغالية Esteves Pereira وطبعت في ليسبون سنة 1899

[197] لندن عدد 14528 وباريس 46

[198] يوجد في نسخة باريس نسطورية الأصل يُظن أنها عُملت في بغداد في القرن التاسع أوالعاشر. وفي سنة 1887 نشرت (رايت) نسخة ناقصة وجدت في خزانة كمبرج، ومنها نسخ عربية وأرمنينة وكرجية. ومن الأولى نسخة في خزانتنا نظنها خطت في القرن التاسع ونسخة في أوروبا سنة 1352 والأرمنية مكتوبة عام 1328 والكرجية التي في خزانة بطرسبرج يظهر أنها فلرع من النسخة الأرمنية

[199] لندن عدد 701 سنة 518

[200] لندن مجموعة الآباء رقم 855

[201] لندن 14538 وفيها رسالة من قسطنطين مطران اللاذقية وانطونين مطران حلب إلى المترجم.

[202] – الواتكانية 145 قرن 11 ولندن 17202 حول سنة 600 و7190 قرن 12 و12154 حوالي سنة 800

[203] تاريخ ميخائيل الكبير (1: 326)

[204] سنة 1870 و1724 مخطوطات الأسقف بولس.

[205] لندن عدد 17187 و14679 قرن 10 – 11 ونسخة بيروت حوالي القرن 13 مخطوطات السيد الرحماني

[206] سنة 1743 وعدد 120 سنة 1461 و44 سنة 1468 و4003 سنة 1755 و147 سنة 1899.

[207] الخزانة المرقسية عدد 46

[208] النسخة الأصلية ملك السيد والسيدة E.G.Wirn من Stocksund في سويد

[209] في مجلتنا البطريركية في القدس السنة الخامسة 1938 (ص 9)

[210] سير القديسين في الخزانة الزعفرانية قرن 12

[211] الواتكانية 107 ولندن 14555.

[212] راجع هنا (ص 125)

[213] ولا نعرفغ مستند شابوفي نسبته الأسقفية إليه (الأدب السرياني ص 76)

[214] – انظر هنا تحت عدد 54

[215] – لندن 14645 سنة 936 وتاريخ يوحنا الأفسسي سفر 4 فصل 20 وتاريخ ابن العبري الكنسي مج 2 ص 99

[216] لندن 14620 قرن 9 – تاريخ أحودامه وماروثا طبعة نوسنة 1905 (ص 101 – 115)

[217] الأسناد السريانية ص 225 – 298

[218] ص 144 و165 و185 و187

[219] التاريخ الكنسي سفر 4 رأس 15

[220] رقم 14525

[221] رقم 14494 قرن 9 – 10 راجع أيضاً 14517 قرن 10 – 11

[222] خزانتنا قرن 16 ولا يزال كهنة صدد (بسوريا) يتلون الاخير في أخر صلاة الساعة التاسعة

[223] أي المقرون الحاجبين

[224] لندن 17193 سنة 874

[225] مجموعة القوانين في باسبرينة ودير الزعفران رقم 244 وخزانتنا وورد منها في لندن رقم 17193 أربعة فقط

[226] تاريخ الأفسسي سفر 4 رأس 41

[227] نشرتا في الاسناد ص 98 وهي 16 صفحة وص 308 وهي 26 صفحة.

[228] الأسناد ص 177

[229] ص 241

[230] ص 293

[231] تاريخ الأفسسي 3 سفر 2 فصل 2 و3

[232] تاريخ ميخائيل الكبير 2: 377 – 387.

[233] سنة 1908 نشر دياكونوف كتاباً كاملاً في ترجمة يوحنا وتأليفه يشتمل على أربعمائة وصفحتين

[234] تاريخه سفر 3 رأس 36

[235] سفر 2 رأس 44

[236] سفر 145

[237] سفر 2 رأس 7 و41

[238] سفر 3 رأس 15

[239] لندن عدد 14640

[240] أوصاحب الختم

[241] وفي الخزنة عينها خمس نسخ تتراوح بين القرنين التاسع والثاني عشر تشتمل على طائفة من هذه السير وهي رقم 14650 و12174 و7190 و14651 و14735 ونسخة في خزانة باريس رقم 234 قرن 13 – ووجدنا سيرتي شمعون الآرشمي الفارسي، وابرهيم ومارون في كتاب سير القديسين في كنيستنا بدياربكر، قرن 12 وسير مريم الناسكة وحرفط وزكريا والتاسك الذي كتم اسمه في كتاب المقالات النسكية في خزانة دير مار متى رقم 16 وسيرة نروطا واسطيفان وتوما في خزانة كنيسة الطاهرة بالموصل، وسيرة ابرهيم ومارون في سير قديسين في برطلي سنة 1478

[242] التاريخ الكنسي سفر 2 رأس 6

[243]  3: 1: رأس 6 و7

[244] 46:4

[245] رأس 48

[246] سفر 4 رأس 45

[247] عدد 14603 على رق مخطوط في القرن 7 – 8

[248] عدد 108 سنة 728 وتجد في تاريخ بطاركة الأقباط بقلم سويرا ابن المقفع أسقف الاشمونين (القرن التاسع) وكاتب سير البطاركة تهجماً على الحبر المترجم يعدّ من باب الهذيان

[249] عدد 124 على رق – قرن 9 – 10 من صفحة 91 إلى 105

[250] نشرت في معانيث سويريوس ص 246 – 248

[251]  131 قرن 15

[252] لندن عدد 17189 قرن 6 ؟

[253] لندن 12172 قرن 9

[254] لأن اليهودي لم يرد أن يعرف غير الولادة الجسدية، تعالى الله عن ذلك

[255] رقم 17199

[256] ص 10

[257] سير نساك المشرق للأفسسي (مج 2: 269)

[258] راجع هنا ” ص 52 ”

[259] امبروزيانا رقم 313 C.

[260] منها في لندن عدد 49 سفر الخروج عن النسخة السداسية، وعُورضت نسختها العبرانية بنسخة السامريين بتصحيح اوسابيوس بمفيلس القيسراني، وهي بخط لعازر أنجزها في شباط سنة 697 م ويشوع ابن نون في عدد 51 من السداسية، وعورض بالنسخة الرباعية من هكسبلا خزانة قيسرية فلسطين وكان نقله من اليوناني إلى السرياني في شهر شباط عام 616 في انطون الاسكندرية بدير الانطونيين وقد وهبه آل توما الرقي التكريتيون لدير السريان ذكراً للسيد زكى سنة 703.

[261] لندن 14470

[262] لندن 14495 و14499 قرن 10

[263] – كلندار آمد وورد في كلندر قنسرين 25 منه Le martyrologe et 12 menologes syr طبعة نوص 38

[264] سنقالوس، لفظة يونانية مركبة تفيد معنى المرافق المقيم مع الحبر في قلايته وتوسعوا فيها فجأءت بمعنى الكاتب.

[265] انظر (ص 215)

[266] تاريخ ميخائيل الكبير (مج 2: 387) وتاريخ يغقوب الرهاوي في شذور التواريخ (ص 324)

[267] تاريخ ميخائيل 2: 399

[268] الكلندارات ص 44

[269] باسبرينة

[270] المكتبة الشرقية 1: 171 و3: 1 – 23 وفهرست رايت ص 423 – 435 ورسائل طيمثاوس ص 135 و271

[271] تاريخ ميخائيل الكبير 583 – 603

[272] منها مصحف نفيس في خزانة بوسطن رقم 450 سنة 732

[273] رقم 10 Poc

[274] كلندار ابن الصابوني في دمشق والكلندارات التي نشرها نو(ص 70)

[275] تاريخ ميخائل الكبير 2: 292 – 402

[276] فيه 2: 411 و404

[277] سيرة سويريوس ص 591 – 718 سنة 1907 Pat. Or

[278] عن نسخة في حبسانس بطورعبدين قرن 15

[279] أوماردين

[280] شذور التواريخ ص 77، 139، 143، 148

[281] الواتكانية عدد 96

[282] التاريخ الكنسي لابن العبري 1: 275 وتاريخ الرهاوي المغمور 1: 263

[283] عن مصحف بلندن رقم 17193 طبعت سنة 1915

[284] رقم 17128 وهي 148 صفحة بحجم كبير خطت في القرن العاشر

[285] راجع أيضاً في خزانة عدد 14518 و14493 و14499 وباريس عدد 1059

[286] باريس 75 وليتورجية بفيروزة سنة 1486

[287] برلين عدد 151

[288] لندن 825

[289] تاريخ ميخائيل الكبير 2: 423

[290] لندن رقم 14629 ونسب إليه بعض مؤرخي النساطرة طقوس تقديس الزيت وتبريك الماء ليلة الدنح

[291] لندن 848

[292] ميخائيل الكبير 2: 424 – 427

[293] لندن 14645 سنة 936 نشرها نوعام 1905

[294] كنيسة الطاهرة سنة 1681 وخزانتنا

[295] تفسير العهد العتيق في خزانتنا والخزانة الزعفرانية

[296] عدد 175591

[297] مجموعة النساك سنة 1208

[298] عدد 4 و86 قرن 14 – 15 ونسب إليه منغانه القسوسية استناداً إلى لفظ تصحفت من قديس إلى قسيس.

[299] لندن عدد 14645

[300] المجلة البطريركية في القدس السنة الأولى 1933 ص 111

[301] ميخائيل 2: 435 والواتكانية عدد 96

[302] ميخائيل 2: 435 والواتكانية عدد 96

[303] بومشترك ص 246

[304] الاعداد الثلاثة في مصحف لندن رقم 14547 قرن 9

[305] لندن 17156 و14460 والخزانة الكلدانية في الموصل عدد 35 قرن 16 وكمبرج 3287 قرن 18

[306] لندن 17156 وكمبرج 2812 قرن 19 ودير السيدة 50

[307] لندن 14660 قرن 9 – 10 والموصل 35

[308] باريس 346 سنة 1309 بخط القس يشوع كيلووبرلين 186 بخط المطران موسى الصوري سنة 1556

[309] المقالات السريانية غير المطبوعة ص 127 – 134

[310] 14538 قرن 10 وباريس 346

[311] برلين 186

[312] رقم 17156

[313] دير السيدة 50

[314] باريس 346

[315] الوتكانية رقم 173

[316] 14725

[317]  كمبرج 2023 قرن 13

[318] مج 1: 282

[319] رقم 2023

[320] رسالة داود إلى الأسقف يوحنا في الخزانة الزعفرانية وخزانتنا.

[321] رسالة داود إلى الأسقف يوحنا في الخزانة الزعفرانية وخزانتنا.

[322] ص 71

[323] مج 2: 438 – 440

[324] مج 2: 153

[325] الكتب الثمانية التي نُحلت اقليميس سنة 1652

[326]  2: 155 و156

[327] باريس 248 والواتكانية

[328] – لندن 14660

[329] انظر هنا ص 194

[330] ص 205

[331] مصحف رقم 56 في قلاية الكلدان بالموصل منقول من خزانة آمد.

[332] لندن 12153 راجع هنا عدد 81

[333] عدد 241

[334] رسائل طيمثاوس ص 120 و156 و265

[335]  قوانين باسبرينة

[336] مجموعة القوانين في الخزانة الزعفرانية الزعفرانية وخزانتنا.

[337] قوانين باسبرينة

[338] ورد هذا اللقب في الشملاية الشرقية في كتاب ألحان في خزانتنا

[339] خزانة برلين عدد 51 وعدة ليتورجيات في كنائسنا

[340] مج 2: 439 – 441

[341] ص 198

[342] تاريخ ميخائيل الكبير مج 2: 445: 446

[343] يقول بومشترك أن الثانية منثورة

[344] رقم 27

[345] انظر هنا ص 45

[346] عدد 14483

[347] ص 106

[348] باريس 276

[349] عدد 2

[350] عدد 54

[351] عدد 66

[352] لندن 12154

[353] خزانتنا ولندن 825

[354] في الديسقالية

[355] دير مار ابرهيم بمذيات والقسطنطينية وقلايتنا وبرلين (ص 628 من الفهرس) والشرفة 4 – 1.

[356] كشكول باسبرينة

[357] راجع هنا ص 60

[358] ص 68

[359] المكتبة الشرقية 1: 487

[360] بوسطن رقم 4016

[361] بيث كاز بديار بكر قرن 16 بخط الشماس أبي الحسن

[362] رأي السيد رحماني في تصحيح الرهاوي لهذه الليتورجية لفظتي ” مشوَتف بحاشي ” اللتين ترجم بهما لفظة ” سمباثيس Simpathis اليونانية المركبة، التي تُفيد معنى المشارك في الشفقة أوالرؤوف، فترجمهما الناقد ترجمة لفظية بـ ” المشترك بالألم، كذا وصوابه المشارك في الالم ” وتبادر إلى وهمه أن الملفان أخلّ بالمعنى المطلوب وأنه عبثاً أقحم قبله لفظتي ” مع ابنك ” دفعاً للإلتباس (الليتورجيات ص 169) – وقد أخطأ لأن هذا التعبير من الألفاظ المركبة ومعانه مطابق لمعنى اللفظة اليونانية، ولفظة ” حاشو” السريانية ومشتقاتها تعني الألم والحزن والشعور والشفقة وغير ذلك مثل اللفظة اليونانية Pathos وبديهي أن الملفان أراد معنى الرأفة. ويتضح سقوط زعم المعترض وما جمعه، من نص الصلاة المبحوث عنها وهو” حقاً أنك قدوس ملك العوالم وواهب القداسة كلها. وقدوس ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح، وقدوس روحك القدوس العليم بكل شيء وباسرارك الخفية. أيها الآله والب أنك قدوس وضابط الكل وعلى كل شيء قدير، مهيب وصالح مع ابنك الرؤوف بجبلتك خصوصاً، يا من خلقت الإنسان من التراب ومنحته التنعم بالفردوس، فلما عصى أمرك وهوى، لم تمهله ولم تدعه في ضلالة ” إلخ. فأين هنا معنى الألم ؟ وكان الأولى به أن يتروى ويعلم أن الرهاوي وهوهو، لا سبيل عليه لأخذ ولا متعقب في هذا الباب.

[363] منها نسخ شتى احداها في خزانتنا

[364] قلاية حمص وكنيسة آمد

[365] راجع هنا ص 243

[366] فلورنسا 209 وباريس 248

[367] مج 1: 124

[368] خزانة دير الزعفران وخزانة القدس

[369] لندن 12174 وباريس 236

[370] لندن 12154

[371] لندن 14685

[372] 17217 و14665

[373] الخزانة الزعفرانية ونسختان في خزانتنا

[374] قوانين في باسبرينة

[375] عدد 12172

[376] خزانتنا

[377] كتاب (صمحا) لابن العبري (مقالة 4 باب1 ف 2)

[378] قوانين باسبرينة

[379] خزانة سعرت عدد 69 ولندن 14631

[380] يشوع 1: 9

[381] قوانين باسبرينة.

[382] نشا عيد الصليب في العقد الرابع من المئة الرابعة، في أورشليم أولا، ثم اخذ يعم الكنائس

[383] لم نقف على ذكر اندراوس هذا في كتاب أخر.

[384] الديدسقالية.

[385] باسبرينة.

[386] في باسبرينة

[387] في باسبرينة

[388] ملوك 2 إصحاح 4: 39

[389] خزانتنا (سنة1603)

[390] منها نبذة في الديدسقالية

[391] لندن 12172 وكان اوسطاث حيا حوالي 710 (ميخائيل الكبير2: 451)

[392] الواتكانية 95 وكمبرج 2011

[393] بيث كاز في خزانتنا سنة 1568

[394] كشكول باسبرينة

[395] خطت سنة 1004

[396] خزانتنا 1417 واكسفرد رقم 460

[397] ص 254

[398] قوانين باسبرينة

[399] قوانين باسبرينة

[400] في الخزانة الزعفرانية 117 – 118 وكنيسة ديار بكر

 

[401] مج 2: 450

[402] خزانتنا

[403] عدد 145

[404] 17197

[405] رقم 14615 قرن 10 – 11

[406] ص 45

[407] نزهة الأذهان للمؤلف ص 50

[408] عدد 12154

[409] عدد 69

[410] لندن رقم 14725

[411] راجع هنا ص 158

[412] رقم 1459

[413] ص 129 – 132

[414] خزانة القدس 111 (13 صفحة) ولندن 825 والواتكانية 117

[415] خطب باسبرينة

[416] الزعفرانية 27 وباسبرينة

[417] الواتكانية عدد 532 وبرلين ونشرها جبرائيل بوياجي

[418] باسبرينة

[419] خزانتنا

[420] عدد 12154

[421] رسالة داود ابن بولس

[422] عدد 69

[423] يحوي مصحف باريس رقم 346 منقول عام 1309 شيئا من مصنفات مار جاورجي ولكننا لم نطلع عليها. وقرانا في كشكول باسبرينة مسائل وأجوبة للعلامة الهاوي وعلى المسئلة الثالثة شرح للسيد المترجم. وذكره إيليا النصيبيني (تاريخ 2: 7) معتمدا على بعض رسائله في كلامه على الشهور التي أيامها ثلاثون، وسماه اسقف المعديين.

[424] ميخائيل 2: 459

[425] سيرته

[426] لندن 17197

[427] تاريخ راهب دير زوقنين 2:164 وميخائيل 2: 446 و450 و459 وتاريخ الراهب القرتميني الذي نشرناه (ص 17)

[428] ص 2 – 4

[429] خزانتنا

[430] ميخائل 2: 755 – 756

[431] عدد 3973 قرن 13

[432] مج 2: 461

[433] لندن رقم 12154

[434] راجع هنا عدد 134

[435] تاريخ ميخائيل 2: 378

[436] مج 1: 168 – 171

[437] تاريخ ميخائيل 2: 378

[438] ص 120 و156 و265

[439] كما صرح ميخائيل الكبير وابن العبري في تاريخهما لا اسقف حران كما نقل ايليا النصيبيني ووهم دوفال وبومشترك فان مطران حران كان حينئذ توما 734 – 734 (راجع مقالتنا، أساقفة مدينة حران في المجلة البطريركية سنة 1934 ص 37 و38

[440] مج 2: 468 – 469

[441] خزانتنا

[442] تاريخ ميخائيل الكبير 2 465 – 473

[443] تاريخ الراهب الزوقنيني مج 2: 289

[444] مجموعة كتاب اللاهوت والمجادلات لابن الصليبي حوالي سنة 1200

[445] 14683

[446] 123

[447] 18295

[448] 14682

[449] في خزانة بطريركية الأقباط بمصر عدد 11 و54 نسختان حديثتان من أسفار التوراة الخمسة الأولى، ترجمتها من السريانية إلى العربية بحسب النقل السبعيني الحارث بن سنان، والأشبه انه الحارث بن سيسان الذي كان موجودا في سلخ القرن التاسع وأوائل العاشر.

[450] عدد 162

[451] ص 70

[452] عدد 624

[453] الواتكانية عدد 154

[454] مج 2 ص 480 – 482

[455] أعمال الرسل 12: 5 – 17

[456] إنجيل لوقا 1: 78 – 79 وقد تصرف في نص الآية للشعر محتفظا بمعناها

[457] عدد 241

[458] الشرفة ع 9 – 10 أواسط القرن 16

[459] الخزانة القدسية رقم 129

[460] لندن ع 14726 ADD

[461] المكتبة الشرقية 2 الترجمة 32 ص 156وما بعدها

[462] عدد 52

[463] ترجمة ابن كيفا

[464] عن حاشية علقت على الصفحة الرابعة من ديوان رسائله وجاء فيها سنة ألف وتسعين و… يونانية، وقد محي العدد الذي يلي التسعين لقدم النسخة

[465] كتاب الأيام الستة للرهاوي في خزانة ليون ص 122

[466] خزانتنا

[467] رقم 248 وثلاث نسخ حديثة في خزانتنا وبرمنكهام رقم 29 وفي حوزة الأستاذ مر كوليوث باكسفرد أهديناها إليه عام 1913.

[468] نشر السيد رحماني طرفا منها في الجزء الثالث من الدروس السريانية

[469] في الواتيكانية نسخة من القصيدة عدد 66 رقم 152

[470] الخزانة المقدسية رقم 161 وبرمنكهام 338

[471] الزعفرانية سنة 1482

[472] الواتيكانية 96 صفحة واحدة

[473] برمنكهام 488 و338 وبرلين رقم 315 سنة 1481 ولكنها في هذه مخرومة إلى حرف الجيم

[474] باريس 276

[475] خزانتنا وسعرت 69.

[476] لندن 17145

[477] خزانتنا وميخائيل 2: 495 – 497

[478] مج 2: 498

[479] الخزانة القدسية عدد 118 سنة 806 وخزانتنا سنة 1915 وهو191 ص بحجم كبير

[480] وفي خزانتنا نسخة ثانية منها سنة 1602

[481] الخزانة القدسية عدد 118 سنة 806 وخزانتنا سنة 1915 وهو191 ص بحجم كبير

[482] خطب باسبرينة.

[483] خطب باسبرينة.

[484] اشعيا ص 5

[485] لندن رقم 848

[486] كشكول باسبرينة

[487] خزانتنا

[488] لندن 17145

[489] كتاب اعتقاد الآباء لبولس ابن رجا القبطي

[490] خزانة القدس عدد 123 سنة 88

[491] في pat. Or. سنة 1920

[492] منها نسخ في خزائن باريس ورومه والقاهرة ودير الأقباط في القدس

[493] شيخواليسوعي ” في المخطوطات العربية لكتبة النصرانية ص 20″ والأسقف ايسوذورس المتوفى عام 1943

[494] لندن رقم 625.

[495] الواتيكانية 147 والشرفة واستانبول وخزانتنا

[496] الواتيكانية 147

[497] خزانتنا ورنودوت مج 2: 399

[498] كنيسة الطاهرة بالموصل سنة 1301 وبرمنكهام 546 وقرقوش خزانتنا

[499] الايثيقون باب 5 فصل 4 ص 66

[500] كتاب الفصاحة مقالة 5 مقصد 2 ص 87

[501] ميخائيل الكبير 2: 378

[502] التاريخ الكنسي مج 1: 363

[503] عدد 96

[504] رأس 275 ورقة 190 في خزانتنا

[505] خزانة المدرسة اليسوعية رقم 2 في ص 122 على الهامش الأوسط.

[506] مجاميع الحسيات في طور عبدين

[507] خزانة لندن عدد 14725

[508] لندن 14538

[509] خزانة الرها قرن 13 وبرمنهكام رقم 539 ” الفصل الرابع من المقالة الثانية ص 141″

[510] لندن 14538

[511] هكذا سمى نفسه في أخر مقالته في الميرون: انطونيوس آل كورجين التكريتي المتشبه بالرهبان وورد اسم أسرته أيضا في معجم ابن بهلول.

[512] الخزانة القدسية رقم 231

[513] في خزانة وودبروك برمنكهام رقم 402 نسخة خطت في أواسط القرن السادس عشر لا الرابع عشر كما وهم منغانة، 80 ص تشتمل على المقالة الأولى وجزء من الثانية. وفي خزانة لندن مصحف ع 17208 يحوي سبع صفحات فقط من المقالة الأولى. وقد طبع السيد رحماني فهرس الكتاب، والمقالة، والمقالة الخامسة سنة 1908 ونشر سبرنكلن بعض فصول منه.

[514] منه نسخة في خزانتنا.

[515] عدد 17208 و14726

[516] راجع مقالتنا في مار انطون التكريتي في مجلة الحكمة بالقدس عام 1931.

[517] راجع مقالة المؤلف في انتخاب مار ديونيسيوس: المجلة البطريركية السنة السادسة ص 213.

[518] انظر عدد 136.

[519] خزانتنا.

[520] لندن 14594 قرن 10 – 11

[521] انظر عدد 146

[522] لندن ع 14642

[523] ص 279

[524] التراجيم السنوية في الخزانة الزعفرانية رقم 241

[525] ضوابط القراءات

[526] عدد 242

[527] كتاب الفلاسفة رقم 992.

[528] لندن 14601

[529] شيحا أوشيح قرية بالقرب ممن مدينة قورس كانت سنة 1052 كرسيا أسقفيا لبولس مطران شيح الرومي الملكي الذي نقل طقس الجناز من اليونانية إلى السريانية (الدروس السريانية ج 3 ص 12)

[530] مذيات.

[531] الأدب السرياني لرايت ص 218 – 219.

[532] ميخائيل الكبير2: 54 7 – 756

[533] فيه 2: 778

[534] الهدايات ص 106

[535] خزانة مطرانيتنا السريانية بالموصل، خطت نسختها في أوائل القرن الثاني عشر واكسفرد رقم 264 OR وبرمنكهام 56 وخزانتن

[536] عدد 100 مخطوط قبل سنة 932

[537] عدد 243

[538] ع 67

[539] عدد 3973

[540] عدد 100 ويقال إن النسخة الموسومة بعدد 147 المكتوبة عام 1234 تحتوي المختار من هذا الكتاب.

[541] الواتكانية عدد 103

[542] الواتكانية عدد 103 ولندن 853.

[543] رقم 14725

[544] عد 17197

[545] القسطنطينية سنة1574 والشرفة

[546] الواتكانية 147 والقسطنطينية

[547] في حباب سنة 1485

[548] الزعفرانية عدد 67 وخزانتنا وهي نسخة جميلة نقلت سنة 1250

[549] في كنائس ماردين وأمد وقلعة الامرأة وخزانتنا

[550] خزانتنا

[551] ص 88

[552] قوانين باسبرينه

[553] ميخائيل 2: 755 -756

[554] فيه 756 -757

[555] الخزانة الزعفرانية: تفسير ايروثاوس رقم 213.

[556] الخزانة الزعفرانية: تفسير ايرثاوس رقم 213

[557] باريس 157 سنة 1540 نشرها زوتنبرغ سنة 1876

[558] الواتكانية عدد 192

[559] لندن 7206

[560] خزانتنا تفسير العهد العتيق

[561] الخزانة القدسية: كتاب تفسير الأسرار وخطب الأعياد لابن كيفا سنة 1873 وخزانتنا

[562] ميخائيل 2: 559

[563] راجع هنا عدد 121.

[564] خزانتنا.

[565] وفي رواية ضعيفة أوردها الرهاوي المجهول نحوسنة 833 مج2: 275

[566] سماه ابن الصليبي في تفسير الإنجيل مطران الموصل

[567] التاريخ الكنسي 2: 215.

[568] عدد 17274

[569] لندن 17224 وباريس 35 واكسفرد 101

[570] الزعفرانية وقلاية الموصل

[571] الزعفرانية 68 قرن 13

[572] بوسطن ع 1971 سنة 1196

[573] 17274 واكسفرد 86 وهو212 صفحة

[574] رقم 703

[575] ع 144.

[576] رقم65

[577] عدد 241 سنة 1504 و11 قرن 15 أو16 والمقالة 3 – 5 مخرومة فيه

[578] الزعفرانية 235

[579] الزعفرانية 229 سنة 1365 بخط سقيم، وخزانتنا

[580] بوسطن 3973 وخزانتنا.

[581] الزعفرانية 111 وخزنتنا

[582] عدد 147 سنة 1234

[583] 14731

[584] الواتكانية 147 وحباب والشرفة 4 – 1

[585] خزانتنا وبرمنكهام عدد 3

[586] لندن 21210 والواتكانية 46 والشرفة وفي برلين رقم 62 تفسير الليتورجية وكذلك في حباب م – 23

[587] لندن 21210 سنة 1242 قرن 10 – 11

[588] باريس 35 و123

[589] في مدو وحباب

[590] 4 – 2 سنة 1465

[591] التاريخ الكنسي 2: 215

[592] خزانتنا والمكتبة الشرقية 2:218 وبرلين 685 من الفهرس

[593] خزانتنا

[594] الواتكانية 41

[595] وفي الشرفة 4 – 1

[596] لندن 21210

[597] فيها 17188

[598] القسطنطينية

[599]لندن 17188

[600] خزانتنا ولندن وباريس نسختان إحداهما خطت في القرن 10 – 11 والثانية سنة 1242 ونشر “رنودوت” ترجمتها مج 2 ص 391.

[601] في القلعة الامراة سنة 1479 وخزانتنا.

[602] راجع عن تفسير الكتاب العزيز ترجمة ابن الصليبي عدد 209 واعلم أن ابن كيفا ذكر في كتاب أسباب الأعياد راهبا تكريتيا يقال له يوحنا ابن جزوي وضع مقالة في المبخرة النحاسية، ولكن ما نقله عنه يظهر فيه التمحل.

[603] انظر عدد 160.

[604] رقم 4 – 1 سنة 1223.

[605] ميخائيل 2: 448

[606] خزانتنا

[607] خزانتنا

[608] ميخائيل 2: 757 – 758

[609] تاريخ مختصر الدول ص 285

[610] كتاب التنبيه والإشراف للمسعودي ص 132 طبعة مصر و156 طبعة ليدن

[611] ص 204 و205

[612] والراهب عيسى بن ملكي بن شميس الحريني الأصل القصوري المسكن وكان موجودا سنة 1540 م

[613] ميخائيل الكبير2: 759 – 760

[614] كتاب الرسامات

[615] مقدمة تهذيب الأخلاق لابن عدي نشرناه في شيكاغوسنة 1928

[616] الفهرست لابن النديم ص 370

[617] المكتبة الشرقية للسمعاني

[618] تاريخ مختصر الدول ص 93 ومصباح الظلمة لابن كبر القبطي باب 7 وابن النديم

[619] ابن النديم

[620] جمال الدين القفطي ص 212

[621] ابن النديم

[622] ميخائيل 2: 760 – 761.

[623] في كنيستي القسطنطينية وقلعة الامراة

[624] لها نسخ شتى

[625] لندن 2295 سنة 1482

[626] طبقات الأطباء لابن أبي اصيبعة 1: 322

[627] فيه

[628] الفهرست ص 370

[629] ص 323

[630] رقم 825.

[631] الأدب السرياني ص 87.

[632] ومنها نقلت نسختا الخزانة الزعفرانية رقم 214 سنة 1473 والقسطنطينية سنة 1480 – الخزانة القدسية 128 سنة 1785 واكسفرد 123 و732 وبرلين 180.

[633] الأدب السرياني ص 114

[634] ص 222

[635] ص 394.

[636] لندن 258 بخط تلميذه رومانس

[637] توفي قبيل سنة993

[638] ميخائيل 2: 552 والتاريخ الكنسي لابن العبري 2: 403 و407

[639] ذكره ابن العبري في مخزن الأسرار واخذ عليه في لفظة أخر فيها الفتحة

[640] خزانتنا سنة 1004 ولندن 14684 والخزانة القدسية عدد 42.

[641] طبقات الأطباء لابن أبي اصبيعة 1: 236

[642] التاريخ الكنسي 2: 277

[643] تاريخ مختصر الدول ص 315

[644] الفهرست ص 370

[645] مخطوطة سنة 1749

[646] خزانتنا وبرلين 165 و166

[647] بيث كاز في كنيسة دمشق

[648] برمنكهام عدد 387

[649] 551:2-554

[650] عدد 1

[651] مصحف إنجيل عدد 304

[652] ميخائيل 2: 574 وتاريخ الزمان السرياني لابن العبري ص 38

[653] باسبرينة

[654] الواتكانية 119 سنة 1210

[655] الديدسقالية

[656] برلين: ساخوعدد 60 والموصل: مجادلات ابن الصليبي، والخزانة الزعفرانية سنة1502 عشرون صفحة فقط.

[657] الخزانة القدسية 121

[658] حسايات طور عبدين

[659] تاريخ الزمان لابن العبري ص 238

[660] الخزانة القدسية 156

[661] خزانتنا

[662] كشكول باسبرينة

[663] نسختها في خزانتنا نقلناها من نسخة حباب المكتوبة سنة 1485

[664] تاريخ الزمان لابن العبري ص 256 – 257

[665] مج 2: 575

[666] التاريخ الكنسي 2: 439

[667] نقلها بعض المولدين إلى العربية نقلا رديئا وقراناها بماردين

[668] تاريخ ميخائيل الكبير2: 544 – 546.

[669] تاريخ ميخائيل الكبير2: 586 و587 و590

[670] تاريخ الزمان ص 262

[671] ذكر ميخائيل حساية عيد الصليب في مج 2: 587

[672] فناقيث الحسايات في سائر الكنائس السريانية والنسخ التي دون فيها اسم المؤلف أكثرها في طور عبدين.

[673] بيث كاز مار إبراهيم بمذيات

[674] معذعذان في كنيستنا السريانية بمصر سنة 1403

[675] بيث كاز في كنيسة مار موسى بدمشق سنة 1531 وخزانتنا

[676] 2: 593 و601

[677] مخطوطات طورعبدين

[678] تاريخ الرهاوي المجهول 2: 302

[679] خزانة ليون رقم1

[680] الأمراء الصليبيون الأول وسريان أورشليم.

[681] ص 295

[682] مج 2: 626

[683] التاريخ الكنسي 49701

[684] السمعاني والقس جبرائيل قرداحي ودوفال

[685] نشرها قرداحي في الكنز الثمين ص 145- 159

[686] ماردين قرن 13 وحباب سنة 1485 وبرمنكهام عدد 83

[687] رقم 1017 بخط آل خيرون حول سنة 1330

[688] عدد 4013

[689] لندن 4407 سنة 1575 ومختصر في خزانتنا

[690] خزانتنا سنة 1471 وبرطلي سنة 1486 وكان له في خزانة سعرت رقم 81 سنة 1473 مدراشان

[691] التاريخ الكنسي لابن العبري 1: 501

[692] الزعفرانية ع 5 والديدسقالية ومجادلات ابن الصليبي نسخة قديمة بالموصل.

[693] كان ابن قائد جيش وقلد الجثلقة مكرهاً سنة 1065 فلم يكترث بها وقضى زمانه بالمطالعة والتنقل في البلاد بعد أن أقام له أساقفة خولهم سلطة واسعة وتوفي عام 1105 (الكنيسة الأرمنية للسيد أورمانيان ص 142)

[694] الزعفرانية

[695] رسم عام 1113 وعمره عشرون سنة وتوفي عام 1166 (اورمانيان ص 176)

[696] التاريخ الكنسي لابن العبري 1: 487

[697] التاريخ الكنسي لابن العبري 1: 501

[698] الزعفرانية، ضوابط الكتاب المقدس 142.

[699] التاريخ الكنسي لابن العبري 2: 353 – 355.

[700] الموصل وكمبرج عدد 2887.

[701] راجع سيرته المفصلة في كتابنا نزهة الأذهان في تاريخ دير الزعفران ص 52 – 75.

[702] خزانتنا قرن 16 وطرف منها في الخزانة الزعفرانية.

[703] الشرفة ع 4 – 1 سنة 1223 والقسطنطينية سنة 1574 وخزانتنا.

[704] الأول مج2: 639 والثاني مج2: 30

[705] تاريخ ميخائيل الكبير 2: 600 و628 و639

[706]  627:2

[707] راجع ما نوّه به في تفسيره للآية 21 من الفصل 4 من إنجيل لوقا

[708] ميخائيل 2: 699 والتاريخ الكنسي لابن العبري 1: 559 والهدايات ص 106

[709] الزعفرانية ع 5

[710] كمبرج رقم 14 – 2 Gg ص 306

[711] تاريخ الزمان لابن العبري ص 324

[712] ميخائيل 2: 697

[713] قال في مقدمة التفسير الوسط ما خلاصته: ” لما عنيت أنا ديونيسيوس مطران آمد بدرس أسفار العهدين، وطالعت كتب الملافنة وحكماء الأمم (الوثنية) فجمعت منها تفسيراً مختصراً إجابة إلى إلى جمهرة من الثقات الذي اقترحوا ذلك علي، وأنجزت سائر الأسفار في مدة غير يسيرة، رغبت الآن إليًّ أيها الأخ الفاضل أن اقتصر ذلك التفسير وأزيده بياناً وإيضاحاً، وأن ابدأ بالتفسير اللفظي أولاً ثم ألحقه بالشرح الروحي ففعلت ” اه.

[714] في الزعفرانية بخط الراهب صليبا في دير شيروقرن 14

[715] رقم 246 و251

[716] عدد 66 سنة 1354

[717] سنة 1889

[718] المجلة البطريركية في القدس سنة 1934 – 1940

[719] رقم 67 سنة 1174 و68 سنة 1457

[720] رقم 1512 سنة 1197

[721]  12143 سنة 1229

[722] سنة 1470

[723] 48 سنة 1471 ونسخة الرسائل في لندن 7185 قرن 14 والقدس 50 سنة 1890 وخزانتنا. زعم ج ديتريش أن تفاسير ثاودور المصيصي 429 + نفذت إلينا بطريق يشوعداد المروزي أسقف الحديثة النسطوري (840 – 853) فقلده ر. هاريس زاعماً ان ابن الصليبي نقل تفاسيره عن ابن كيفا ويشوعداد، واشتطت جبسن في التخرص فاتهمه وسواه بسرقة التأليف، واعتسف شابوبالحاقة ابن كيفا ابن الصليبي !! فكانوا كلهم حاطيي ليل يستفزهم حب الدعوى والتنطيع في الجديد. ونجتزئ لنقض رأيهم القائل بما يأتي: 1: أن سبعة مفسرين تقدموا المروزي وهم آبا تلميذ أفرام ودادا الآمدي وفيلكسينس المنبجي وماروثا التكريتي والرهاوي وجرجس أسقف العرب وإياونيس الداري، وتصانيفهم الضائعة اليوم لا شك أن أكثرها كانت في حوزة هذين الملفانيين فضلاً عمن لم يأتنا نبأهم. فما ادرى النقاد أنهما عن هؤلاء. أخذ لفظاً أومعنى، وإن المروزي أتى مأتاهم وقد عدد مآخذ له شتى لم يفصح عن أصحابها ؟. 2: ما اجتاجهما إلى المصيصي أوالمزوري وعندهما أقطاب المفسرين القدماء. ايبوليطس والذهبي وقورلس الاسكندري ؟ ومع أن توارد الخواطر ونقل الخلف عن السلف في تفسير الكتاب مسلم بهما عند أهل النظر لم نسمع أحداً عاب الخلف بسرقة. 3: لم تكن تفاسير المصيصي واسطة العقد ولا في مناط الثريا ليحتالوا في الوصول إليها، وهذا ابن العبري لم يذكره في تفسيره ثلاثاً إلا لتزييف آراء له فطيرة. 4: أن تفسير ابن الصليبي للعهدين ثلاثة أضعاف المروزي، فهل يُعقل أن جهبذاً مثله وهومن علمت، لم يسعه إلا التقيد بهذا المعنى ولفظاً، والمؤرخون بنوجلدته لم ينوهوا به إلا عرضاً ؟ – أما تفاسير ابن كيفا ليست الآن في حيازتنا لندقق النظر فيها.

[724] برمنكهام 539 سنة 1929.

[725] برلين 26 (186) سنة 1565

[726] ذكرت في جدول تصانيفه

[727] 2 : 699

[728] نشرها منغانه

[729] رقم 5

[730] 215

[731] ع 28

[732] جدول تصانيفه

[733] كنسية الأربعين بماردين وحباب

[734] 2: 631 و651

[735] برمنكهام 152

[736] كمبرج عدد 2016

[737] الزعفرانية رقم 5 وكيورك ” الثالث ” كان أسقفاً معاوناً للجاثليق أقيم سنة 1069 وعزل عام 1072

[738] مصحف الموصل

627:2[739]

[740] جدول تصانيفه

[741] الجدول وبومشترك ص 297

[742] باسبرينه قرن 14 وخزانتنا

[743] القدسية 107 والزعفرانية

[744] باريس 113

[745] كتب الرسامات

[746] 632:2

[747] تاريخ الزمان لابن العبري ص 324

[748] التاريخ الكنسي لابن العبري 2: 351

[749] خزانة فلورنسا 40

[750] بومشترك ص 298 نقلاً عن فلورنسا

[751] باريس 75

[752] اكسفرد 142 وبوسطن 3973

[753] 699:2

[754] صفحة 175 من كتابه

[755] تاريخ الزمان ص 302

[756] راجع عدد 200

[757] عدد 15

[758] في صفحة 661 من الفهرست

[759] راجع عدد 200

[760] كمبرج 82 – 3 DD

[761] الشرفة 9 – 32 وخزانتنا

[762] التاريخ الكنسي لابن العبري 1: 533 – 55

[763] الشرفة 4- 1 والقسطنطينية وخزانتنا

[764] خزانتنا

[765] الديدسقالية

[766] باسبرينة قرن 14 وخزانتنا

[767] باسبرينة قرن 14 وخزانتنا

[768] الرهاوي المجهول و2: 315 ورواية الراهب ابراهيم في خزانتنا

[769] الزعفرانية والواتيكانية 51

[770] الزعفرانية وصدد وآمد والقدسية رقم 210 ولندن ع 4402 ونسخة مقتضبة في متحف بورجيا برومية.

[771] 82-3

[772] تاريخيه 2: 699

[773] تاريخ الرهاوي المجهول 2: 312

[774] الهدايات ص 112 والتاريخ الكنسي 1: 543

[775] تاريخه 2: 701

[776] منها نسختان في خزانتنا

[777] 2: 314 – 315

[778] التاريخ الكنسي 2: 351

[779] لزعفرانية 206 (قرن 14) وخزانتنا

[780] كنيسة آزخ وخزانتنا.

[781] 2: 72

[782]  2: 295 و308 و309

[783] الخزانة القدسية عدد 27 وخزانتنا وتاريخ الرهاوي المجهول 2: 308 و325

[784] برلين عدد 151 والقدس وحمص وطور عبدين وغيرها

[785] عدد 206 و209

[786]  3-4

[787] كان لها نسختان في باسبرينة سنة 1552 وبانعمم 1574

[788] رقم 40 و54

[789] الخزانة القدسية 161

[790] القدسية 160 و161 وباريس 16 و178 وبرمنكهام 77 و423

[791] الزعفرانية 15 ودير مار متى وبرلين 511 وبرمنكهام 77 وديار بكر

[792] رقم 16

[793] عدد 76

[794] 97

[795] 26 سنة 1484

[796] الليتورجيات ص 398

[797] هوعلاء الدين بن كيخسروبن قليج ارسلان صاحب بلاد الروم الذي قيل له سلطان العالم لعزمه وحزمه وعفته وهيبته (1219 – 1236) “تاريخ مختصر الدول ص 407 – 437 ” وذكر كوركيس وردا في بعض قصائده أن مدينة تفليس نكبت عام 1226 ” كمبرج رقم 1983″.

[798] تاريخ الزمان السرياني لابن العبري ص 456 وتاريخ مختصر الدول ص 442

[799] تاريخ الزمان ص 457

[800] تاريخ مختصر الدول ص 477 – 478

[801] المكتبة الشرقية 2: 23 ورايت ص 246 ودوفال 399 وشابو122 واخطأ السيد رحماني بتعيينه زمان المترجم سنة 1161 الليتورجيات ص 397 وأصاب بومشترك بذكره اسمه وزمانه دون لقبه ص 294 ولهذه الليتورجية نسخ شتى.

[802] المقدمة اللاتينية ص 5

[803] مج 2 ص 324

[804] التاريخ الكنسي 2:411

[805] الواتيكانية رقم 154 سنة 1622 وخزانتنا سنة 1612

[806] – رقم 21454 القسم الأول قديم والثاني علقه بخط البطريرك بيلاطس عن نسخة بخط ابن العبري.

[807] عدد 331

[808] 199 سنة 1594

[809] رقم 18

[810]  4059 يحوي الفصاحة والشعر واللغة

[811] أربع مقالات من المجلد الأول

[812] رقم 105 المجلد الأول.

[813] 233 النحوالمنظوم والمجلد الثاني

[814] المجلدان سنة 1910

[815] المقالة الرابعة والمجلد الثاني.

[816] المنارة 2: 166

[817] راجع هنا ص (…)

[818] في كتاب صمحا

[819] عن ليتورجية في بيروت والتاريخ الكنسي 1: 655

[820] مقدمة التاريخ وقد طبع سنة 1870 و1871

[821] رقم 2887 وعددها 37 وذكرت في الليتورجيات ص 398

[822] عدد 841

[823] أسفار الأنبياء عدد 11

[824] حسايات طورعبدين

[825] التاريخ الكنسي لابن العبري 2: 411

[826] التاريخ الكنسي لابن العبري 2: 407 – 415

[827] رقم 1 Humt

[828] في ويست نيورك وخزانتنا

[829] المجلة البطريركية السنة 2: 172 و201 و268

[830] السنة 2 ص 108 عن نسخة آزخ

[831] خزانتنا

[832] حسايات عام في كنيسة ديار بكر بخطه سنة 1225 وانجيل في الخزانة الزعفرانية رقم 3 والتاريخ الكنسي لابن العبري 1: 725 و757 – 759

[833] التاريخ الكنسي 1: 659

[834] سيرته المنظومة بقلم المطران جبرائيل البرطلي وكشف الظنون للحاج خليفه ص 380 – 381

[835] شبهة بومشترك بالبرت الكبير الفيلسوف اللاهوتي الألماني المشهور 1280 + وفضله عليه

[836] الزعفرانية مخزن الأسرار

[837] سيرته المنظومة ومقالة في حقه للشماس بهنام حبوكني (فلورنسا عدد 208)

[838] مجلة الكلية الأمريكية في بيروت سنة 1927

[839] مقدمته بالإنجليزية

[840] خزانة فلورنسا

[841] ساخورقم 326 ونسخة ثانية نفيسة عدد 110 سنة 1645 وثالثة عدد 134 سنة 1626 ولندن رقم 12580 واكسفرد عدد 1 سنة 1498 وبرمنكهام منغاته رقم 469 قرن 15 ؟ والزعفرانية ع 147 سنة 1569 وخزانتنا سنة 1567.

[842] فلورنسا سنة 1388 والواتكانية رقم 168 قرن 14 ؟ وبيروت قرن 14 وباريس عدد 210 سنة 1404 و212 قرن 16 والحسكة (الجزيرة) سنة 1405 وبرلين رقم 81 سنة 1403 و1579 وكمبرج عدد 2008 قرن 15 والقدسية رقم 135 سنة 1590 والزعفرانية وهي سريانية وكرشونية رقم 4 سنة 1674.

[843] لم ينقله دانيال ابن الحطاب كما وهم الراهب شيخو.

[844] الواتكانية عدد 169 سنة 1330 بخط الراهب القس يشوع النجار البليدري الحصكفي و145 قرن 15 وباريس رقم 213 سنة 1353 ولندن ع 1017 سنة 1364 والزعفرانية نسخة بخط المفريان سليمان سنة 1509 واكسفرد رقم 467 سنة 1575 و521 سنة 1590 خط البطريرك بيلاطس وبرلين عدد 327 قرن 16 وكمبرج 2007 سنة 1603.

[845] عدد 186 سنة 1340 بخط القس الراهب نجم

[846] +  HUN عدد 1 سنة 1498 بخط الراهب القس يوسف الكرجي.

[847] رقم 47 سنة 1818

[848] رقم 43 منغاته 281 ص ورقم 326 تتضمن الكتب الثلاثة الأولى.

[849] عدد 33 سنة 1389 بخط القس داود ابن أبي المنى القلثي

[850] ع 23

[851] سماه بومشترك كتاب بضاعة البضائع وجانسن مقالة المقالات ؟

[852] كمبرج عدد 2003 وفي فلورنسا عدد 200 قرن 14 القدس عدد 231 سنة 1574

[853] برمنكهام ع 45

[854] رقم 1017 بخط آل خيرون لا سنة 1364 كما ظن جانس

[855] اصبناها بماردين وعنها نقلنا نسختنا.

[856] ألفه بعد سنة 1275 منه ثلاث نسخ في جامعة روكفلر بشيكاغوكتبت سنة 1290 ولندن رقم 1017 وكمبرج 2005 سنة 1579 ونسختان حديثتان في خزانتنا وفي الشرفة.

[857] نشرها الراهب لويس شيخوسنة 1898.

[858] نشرها القس بولس سباط.

[859] ص 220

[860] رقم 185

[861] كندناط (ملبار) سنة 1547 بخط الراهب القس توما الكليبيني وباريس ع 249 سنة 1633 والواتكانية 51 سنة 1654 رقم 191 ونسختنا سنة 1907.

[862] فورلاني: بسيكولوجيا ابن العبري سنة 1931 ص 51

[863] تاريخ الزمان السرياني ص 219 والتعبير من نص الإنجيل الشريف في مثل الوزنات (متى 25: 14 – 28)

[864] يؤخذ عليه أنه نقل قانوناً من القوانين المنحولة للمجمع النيقاوي (باب 7 فصل 1 ق 1)

[865] Scrip. Yet. nova coll المجلد العاشر وعنه نقل بيجان في مقدمة الهدايات ص 3 و4

[866] عدد 207 و208 سنة 1391 ومنها في ديار مار أوكين سنة 1354 وبرلين، بترمان عدد 23 سنة 1373 بخط الراهب دانيال المارديني وقلاية الموصل سنة 1483 وباريس عدد 226 واكسفرد سنة 1498 والشرفة 4-4 قرن 15 وبرمنكهام ع 1 سنة 1573 والرها سنة 1575.

[867] رقم 99 واكسفرد 490 سنة 1323 بخط الراهب صليبا خيرون و681 سنة 1332 بخط الراهب يشوع من قرية الشعب وخزانتنا سنة 1576 خط الراهب بهنام الأربوي.

[868] رقم 561 سنة 1479

[869] حوالي سنة 1498

[870] نقله إلى العربية الراهبان مبارك المزرعاني ومبارك الديراني

[871] نقله إلى العربية الراهبان مبارك المزرعاني ومبارك الديراني

[872] في النصف الأول من القرن 12

[873] رقم 166 و167 وتحويان التاريخين الكنسي والمدني وذيولهما أولها كتب قبيل سنة 1357.

[874] رقم 1 Hunt سنة 1498 إلى عهد ابن وهيب بخط الراهب دنحا صيفي الصلحي وتتضمن أيضاً تاريخ الزمان.

[875] رقم 211 اواخر القرن 15 وتشتمل على تاريخ الزمان.

[876] عدد 93 قرن 14

[877] احداها رقم 297

[878] عدد 208 سنة 1292

[879] سنة 1298

[880] رقم 3335 سنة 1332 بخط الشماس نيسان النسطوري

[881]  22 أيار سنة 1336 خط الراهب نجم

[882] رقم 218 سنة 1477

[883] رقم 1 Hunt

[884] عدد 3963 سنة 1548

[885] حوالي سنة 1550

[886] سنة 1290

[887] رقم 298 سنة 1360

[888] سنة 1371

[889] عدد 33 سنة 1473 خط الراهب نوح الذي صار بطريركاً

[890] رقم 133

[891] عدد 261 سنة 1585

[892] سنة 1586

[893] ج شرارة

[894] 2: 443

[895] 2: 443

[896] كشف الظنون للحاج خليفة ص 380 – 381

[897] مفقودة

[898] مفقودة

[899] مفقودة

[900] مفقودة

[901] في خزانة غوتا بالمانية رقم 9998

[902] مفقودة

[903] عدد 1017 حوالي سنة 1330

[904] سنة 1654 ورقم 227 و211

[905] ص 36 وما بعدها

[906] عدد 1 سنة 1498 رقم 365

[907] اكسفرد رقم 155

[908] خزانتنا

[909] باريس رقم 71 سنة 1454

[910] معذعذان في دير الزعفران وخزانتنا

[911] والشرفة رقم 20-18 قرن 15. وباريس رقم 274 سنة 1670 نشره بدج عام 1897.

[912] المجلة البطريركية 2: 228

[913] خزانتنا

[914] التاريخ الكنسي 2: 457

[915] سيرته نظم المطران جبرائيل البرطلي

[916] تاريخ الزمان لابن العبري ص 517

[917] الخزانة الزعفرانية رقم 213

[918] نعت فيها المترجم بالملفان المتبحر وعنها نقلنا نسختنا سنة 1910

[919] ونسخة حديثة مغلفة في خزانة برلين رقم 178 ولا أعرف هل أنها تامة أن لا.

[920] خزانة جامعة شيكاغووخزانتنا

[921] الحوادث الجامعة لابن الفوطي البغدادي ص 441

[922] في اكسفرد عدد 74 M سنة 1673 وخزانتنا عن نسخة برطلي

[923] برلين 152 والواتكانية 33 ولييد 2353 والقدسية 94 وقلاية حمص ونقلها رنودوت إلى اللاتينية

[924] خزانتنا

[925] لندن رقم 1017 حوالي سنة 1330 وويست نيورك

[926] الخزانة القدسية عدد 100

[927] حسايات القديسين في دير مار ملكي

[928] خزانتنا

[929] التاريخ الكنسي لابن العبري مج 2: 487

[930] باريس رقم 346

[931] في دير زمار بلبنان

[932] خزانتنا

[933] قلاية حمص وبرلين، ساخورقم 151 وكمبرج 2887 والموصل وغيرها

[934] بيث كاز دير مار ابراهيم بمذيات

[935] عما ورد في انجيل خط سنة 1314 وجدناه في قلث

[936] خزانتنا وبرمنكهام عدد 100

[937] القدسية رقم 137 و138 ودياربكر وبرمنكهام 92 و369 وبرلين (ص 795 من الفهرس)

[938] خزانتنا

[939] القدسية 95 و97 و99 وبرلين 152 والزعفرانية 37 و166 وباريس 74 والواتكانية 33 واكسفرد 66 وباسبرينة وبانمعم

[940] الزعفرانية رقم 228

[941] لا حبرون كما قرأ السمعاني والناقلون عنه، انظر مصحف لندن عدد 1017

[942] رواية والده في هامش كتاب الهدايات في دير مار اوجين

[943] – مخطوطات طور عبدين

[944] كمبرج رقم 2019 سنة 1452 وهي 26 صفحة

[945] مذيات وخزانتنا والشرفة رقم 19- 14

[946] باريس رقم 276 وحباب وآزخ حيث نسبت إليه وعنها نقلنا

[947] آزخ

[948] فلورنسا عدد 26

[949] لندن رقم 302

[950] رقم 37

[951] مذيات، ومن نظمة الحتامات السروجية الوزن القس حسن بن زورقا الموصلي وأظنه كان في أواخر القرن الرابع عشر أوأوائل التالي وأقدم نسخة وجدناها لحتامه في بيث كاز دير مار ابرهيم سنة 1466 (انظر أيضاً برلين رقم 151) مطلعه: اللهم يا من مثواه في أعلى عليين – والقس عيسى آل الشداد الجزري سنة 1495 ” في ديار بكر ” والراهب عبده قرعونا الحاحي سنة 1504 وحتامه أبجدي تافه في الذوق

[952] خزانة القدس رقم 109 وخزانة الرهاويين بحلب

[953] التاريخ الكنسي لابن العبري 2: 505

[954] خزانتنا

[955] طور عبدين وخزانتنا

[956] برلين 23

[957] نشرها نوفي كتاب الصعود العقلي

[958] فلورنسا عدد 298

[959] الواتكانية عدد 636 بخط المؤلف قال في مقدمته: سألني جماعة من المشتغلين أن اختصر لهم كتاب المفريان قدّس الله روحه اختصاراً يسهل حفظه ولا يصعب ضبطه ورتبت ذلك كله في أبواب وجعلت كل قانون باسم واضعه فإن النقل إذا كان مسنداً إلى بينة سكنت النفس إليه وتوفرت الدواعي عليه. وجعلت علامة على قانون من ثبت قوله وكان مطابقاً للعدالة ولم يعرف اسم واضعه: هداية بالجملة ” أخذ هذا عن ابن العبري ” ومن الله استمد المعونة والتوفيق – وختمه بقوله: فهذا ما سمح به الخاطر من اختصار بعض أبواب القوانين البيعية والأحكام العالمية ومن أراد الإستقصاء في ذلك فعليه بمطالعة كتاب الهدايات لشيخنا المفريان – وعلى الكتاب استدراك بها عليه الراهب داود الحمصي. وقد نوّه دانيال بكتابه، أصول الدين في الفصل الأول من الباب الثاني

[960] برلين عدد 23

[961] نسخة فلورنسا سنة 1340

[962] خزانة لييدن رقم 2386 سنة 1491 وبطريركية القبط ع 357 سنة 1750 وع 505 وورد فيهما اسمه ابن الحطاب، والخزانة القدسية 136 وخزانتنا

[963] خزانة لييدن رقم 2387

[964] نحن أيضاً لما ترجمنا دانيال سميناه بابن الحطاب نقلاً عن النسخ فليحرر “المجلة البطريركية 1: 242” وقدم على كتاب منارة الأقداس لابن العبري في مصحف برلين السرياني الموسوم بعدد 81 ما يأتي: “أعلم أن شرف الشيء يستفاد بوجه من خساسة ضده. وإذا كان الخطأ في هذا العلم على أصول الدين كفرأ وبدعة مع أنهما من أقبح الأشياء، وجب أن تكون إصابة الحق فيه من أشرف الأشياء. فإذا ثبت هذا فنقول: لما لم يكن الإنسان بحيث يستقيم أمر حياته في الدنيا إلا بصحة عقيدته والعمل بمقتضى أوامر شريعته، وجب عليه الإمعان في تحقيق ما نسب إليه من صحة العقيدة المذكورة، والعمل بما يوازي أوامره المفروضة المشهورة، لئلا يشتبه عنده الحق بالباطل والخطأ بالصواب، فيغرق في بحر التيه والضلال ويخيب أمله وعمله ويصير في الآخرة من الخاسرين! وإذا كان هذا كذلك وجب على المسيحي أن يحصل شيئاً من علم المنطق، حتى يمكنه الوقوف على معرفة هذا الكتاب، لأن علم أصول الدين الذي للنصارى مرتب على القواعد المنطقية فلا بد من معرفتها أولاً” اه.

[965] كتاب الهدايات سنة 1355 في دير مار اوكين

[966] بانمعم سنة 1584 وخزانتنا

[967] باسبرينة

[968] نسخة فلورنسا رقم 136

[969] سفر الحياة ونبذة ملحقة بتاريخ الزمان المدني، لا سنة 1400 كما وهم قرادحي

[970] خزانتنا ولندن 825

[971] ص 113

[972] مدّو وخزانتنا وباريس رقم 276

[973] باسبرينة

[974] منه نسخة في كمبرج رقم 1987

[975] قرية معسرتي سنة 1482

[976] الخزانة الزعفرانية

[977] أعلم أنه سنة 1293 حدث خلاف فنصب بطريرك لانطاكية وآخر لماردين وعام 1445 اتحدا، وسنة 1364 انشئت بطريركية طورعبدين على اثر نزاع مع بطريرك ماردين وعام 1495 أطاع أساقفته الكرسي ثم عادوا إلى الشقاق حتى انتهى بهم الأمر إلى الخضوع.

[978] وجنا نسختها في دير مار ملكي

[979] طور عبدين وماردين

[980] الخزانة القدسية رقم 14

[981] ص 68

[982] القدسية رقم 94 والواتكانية 33 وكمبرج 2887 وحمص وخزانتنا

[983] خزانة مار متى وخزانتنا ونسخة مخرومة في برمنكهام عدد 402

[984] باريس رقم 276

[985] قصة مار باسوس طبعها شابو1893

[986] ص 237

[987] لندن 2308 وبرلين 515 وبرمنكهام 77 والقدس 88 و162 ودياربكر وخزانتنا.

[988] دياربكر وبرمنكهام

[989] القدس 157

[990] دير مار أوجين

[991] دير مار أوجين

[992] في الكنيسة السريانية بقرقوش

[993] برمنكهام رقم 480

[994] اكسفرد عدد 444

[995] في دير مار إيليا بحباب سنة 1474

[996] باسبرينة

[997] كنيسة الطاهرة بالموصل وخزانتنا وبرمنكهام رقم 49 و79 وبرلين رقم 196 ولندن رقم 2308 وهي مخرومة

[998] الشرفة عدد 20-20 وخزانتنا

[999] لندن وبرلين

[1000] اكسفرد رقم 412 والزعفرانية وخزانتنا

[1001] باسبرينة وباريس عدد 377 وبرمنكهام رقم 501 قرن 16

[1002] باسبرينة

[1003] دير مار اوجين

[1004] باسبرينة

[1005] فيها سنة 1477

[1006] برمنكهام رقم 77

[1007] عن فنقيثين في بيعتي كعيبة وقلّث 1504 – 1553، وقال في تعليقه أنه لما رأى الطقوس القديمة لثمانية آحاد تكرر تلاوتها بلا ترتيب وإن بعض الكنائس تستعمل طقساً أوجز، عمد إلى جمع أربعة وعشرين طقساً من نسخ وكتب شتى.

[1008] كان داود بصيراً بعلم الفلك وموجوداً سنة 1485

[1009] ديار بكر سنة 1520 وخزانتنا

[1010] كمبرج 3- 82

[1011] سفر حياة باسبرينة وحجة في خزانة القدس رقم 1 في حزيران سنة 1493.

[1012] اسفس ودير مار ملكي وباسبرينة.

[1013] نسخة مخرومة وجدناها في دير مار ملكي.

[1014] عام 1930 وضعنا له ترجمة سريانية ضافية ونشرناها.

[1015] مخطوطات طورعبدين

[1016] خزانتنا عن نسخة بمذيات سنة 1483

[1017] ايثيقون في بيروت ودياربكر وخزانتنا

[1018] نشرها السيد رحماني في الدروس السريانية 1: 41 – 43

[1019] الخزانة الزعفرانية عدد 192

[1020] القدسية رقم 47 ودير مار متى رقم 44 سنة 1468

[1021] رقم 4002 سنة 1675 ورقم 4003 سنة 1755

[1022] دير الصليب بيث ايل وخزانتنا

[1023] باريس ع 209 واكسفرد 361 والشرفة 8 – 7 وخزانتنا

[1024] القسطنطينية وخزانتنا والرهاوية

[1025] الشرفة 7 – 7

[1026] راجع هنا (…)

[1027] خزانتنا عن نسخة بمذيات سنة 1483

[1028] بانمعم في بيث كاز وخزانتنا

[1029] خزانتنا عن نسخة بمذيات سنة 1483

[1030] أن الصوباوي على منزلته من العلم واللغة اخطأ في تعلمه في الشعر تقليداً للحريري، وإذا جردت نظمه من الصنعة اللفظية التي أرهق بها قلمه بدا لك علوكعبه في الأدب العظيم، وهكذا الأمر في خميس

[1031] خزانتنا ودياربكر والشرفة 9 – 7

[1032] مخطوطات باسبرينة

[1033] بيعة أنحل

[1034] بيعة أنحل

[1035] بيعة حباب

[1036] – هذه أدلتنا في نسبة النبذ إليه 1: أن مصحف التاريخ الكنسي الذي أنجزه الراهب دنخا صيفي الصلحي حول سنة 1498 يتوقف عند ترجمة ابن وهيب مما يدل على حداثة تأليفها، وكذلك مصحف كمبرج 3 – 18 المخطوط في صدر القرن 14 والمذيل بخط آخر فضلاً عن بعض اخطاء تاريخية لم يكن يقع المؤرخ فيها لوكان معاصراً وأخصها اضطراب رواية رسامة خلفاء البطريرك نمرود، 2: ضآلة أخبار البطاركة في القرن الرابع عشر وضياع تاريخه المدني، 3: إن المؤلف كان طورعبدينياً لإحاطته بأخبار بلاده في التاريخين واقتضابه تراجم بطاركة سيس والشام الانطاكيين لبعدهم عنه، وتحامله مدة القرن الرابع عشر على بطريركية ماردين التي خرج عليها طورعبدين، 4: إنه كان سبيرينياً لحكايته في النبذة الثالثة المدنية أحداثاً لا بال لها تتعلق بقريته دون سائر البلاد التي لم يكن له علم لقلة محصوله، فضلاص عن زهاء عشرين لفظة عامية وقعت عليه، 5: أنه القس ادى المترجم لإفاضته في أخبار أسرته وما وقع له ولصحبه في أثناء حجهم إلى بيت المقدس ما دقَّ منها وجل، ومعظمه مسرود بنصه في سفر الحياة الذي كتبه بخطه، ولعله أغفل اسمه لاشتداد وطأة قلمه على بعض آباء زمانه. ومع هذا ربما كانت النبذة الأولى والثانية أيضاً وهما 10 صفحات من وضع القس أشعيا السبيريني. والذي نلاحظه أخيراً في الملحق بتاريخ البطاركة أن مصحفي فلورنسا المخطوط في أواخر القرن الخامس عشر والموسوم بعدد 136 والواتكانية المكتوب عام 1761 والمرقم بعدد 387 يخالفان شيئاً يسيراً رواية النسخة المطبوعة التي نراها نحن مما ألفه القس ادى ويلخوان من حشوها، ولا يبعد أن يكون بعض أدباء ذلك العصر حوّر هذه مسهباً في ترجمة البطريرك يوحنا ابن شيء الله ومطنباً في مدحه فجاءت في خمس صفحات.

[1037] القدسية ع 211 واكسفرد رقم 167

[1038] سنة 1505 نظم قسيس حبسناسي مغمور الاسم قصيدة أفرامية جيدة في غارة أميري حصن كيفا والصّور على طورعبدين نقلناها عن نسخة في مدّو.

[1039] القدسية وخزانتنا

[1040] اكسفرد ع 361 ودياربكر ودير مار اوجين وخزانتنا والزعفرانية 248.

[1041] خزانتنا والواتكانية رقم 174 سنة 1600 وباريس رقم 180 قرن 16 وتنطوي على بعض أشعاره.

[1042] دير السيدة رقم 130

[1043] خزانتنا

[1044] القدسية رقم 112

[1045] رقم 130

[1046] برمنكهام رقم 91 سنة 1903

[1047] الزعفرانية

[1048] خزانتنا

[1049] رقم 16

[1050] روايته عن نفسه في مخطوطاته

[1051] عن تعليق للمطران يوسف الكرجي

[1052] عن تاريخ أنجيل في آزخ

[1053] رواية القس شمعون الحريني في أنجيل بماردين

[1054] في دير الصليب بيث ايل

[1055] في غراماطيق بمذيات

[1056] روايته عن نفسه في انجيل بكنيسة دياربكر

[1057] راجع ترجمتنا له في المجلة البطريركية 1: 145 – 152

[1058] مخطوطات بيعة حصن كيفا

[1059] اكسفرد رقم

[1060] كتاب طبي عتيق في خزانتنا

[1061] كنيسة الطاهرة بالموصل وكمبرج رقم 2887 وخزانتنا.

[1062] عن تاريخ البطاركة تأليفنا وهو مخطوط

[1063] كمبرج رقم 3 – 72 DD وخزانتنا

[1064] دياربكر وخزانتنا

[1065] القسطنطينية وبرلين وساخورقم 81 وخزانتنا

[1066] برمنكهام رقم 282 وهي نسخة قديمة وخزانتنا

[1067] سنة 1592 توفي الاسقف طيمثاوس توما آل نور الدين النائب البطريركي الذي كتب ترجمة أخيه البطريرك داود شاه (كمبرج 3 – 82)

[1068] عن تاريخ البطاركة تأليفنا وهو مخطوط

[1069] في القدس والموصل وحلب وبوسطن رقم 4909 وانجيلين في الخزانة الرهاوية أكبر حجماً أنجزهما في شهرين سنة 1592

[1070] الرهاوية في أنجيل فوغ منه عام 1588

[1071] القدسية رقم 169 – وممن أحرز معرفة الأدب السرياني وحسن الحظ في هذا الزمان المطران موسى الصوري 1587 والبطريرك بيلاطس المنصوري 1597 + ومفريانا المشرق باسيليوس أشعيا النحلي 1635 + وباسيليوس بهنام الثالث الباتي 1655 + والقس عبد النور ابن الشماس اسطيفان الديره لي 1624

[1072] رقم 211 سنة 1661

[1073] سنة 1679

[1074]  خزانتنا عن نسختي حلب واربو

[1075] خزانتنا سنة 1882

[1076] خزانتنا

[1077] ترجمنا له في مجلتنا 5: 250

[1078] مذيات والموصل وبرمنكهام رقم 238 سنة 1722 ولقورلس رزق ابن الخوري متى الموصلي أسقف الموصل 1772 + صرف مختصر وجدنا له نسخاً ثلاثاً في الموصل وباريس رقم 300 وبرلين

[1079] مدّو والقدس رقم 158 و162 ودير مار اوكين

[1080] خزانتنا ومدّو

[1081] ترجمتنا له في المجلة البطريركية 6: 23 – 30

[1082] وفي قرية تمرس وخزانتنا

[1083] أنجزه سنة 1727 أو1729 بالسريانية ولم نقف له على نسخة فيها

[1084] قيل أنه وضعه بالسريانية ونقل إلى العربية عام 1723 وقيل أن أصله بالعربية

[1085] كربوران سنة 1733 وباتي وخزانتنا

[1086] مدّو وبرمنكهام رقم 26

[1087] مدّو وبرمنكهام 26 و404 وكمبرج 2026 والرهاوية

[1088] القدسية رقم 161 و162 و163 والزعفرانية 44 والشرفة 8 – 19 وبرلين ص 520 و590 من الفهرست ونظم أحد السوغيثات في تشرين الأول سنة 1702

[1089] 19 بيتاً في دير مار اوكين وخزانتنا

[1090] تمرس سنة 1819 واربووخزانتنا وبرلين ساخو137 وبرمنكهام 496 ولندن 4097

[1091] اربو ودير مار إيليا وبرلين 259

[1092] تجد منها الثاولوغيا في باريس 327 ومركبة الأسرار في كمبرج 202 وسلاح الدين في برلين ص 791 من الفهرست وفي خزائن الشرق.

[1093] برمنكهام

[1094] خزانتنا

[1095] مذيات

[1096] تجد نقوله ومخطوطاته في الخزانة الزعفرانية

[1097] المجلة البطريركية 7: 125 – 133

[1098] العقر وقلع الامرأة وخزانتنا

[1099] ومنه نسخة في برمنكهام رقم 113 سنة 1795

[1100] برلين رقم 93 والقدس 225 و226 وخزانتنا ودير السيدة 298 و299 و300

[1101] خزانتنا

[1102] خزانتنا

[1103] أكثرها في القدس رقم 161 وبعض منها في مدّووأربوفي باريس رقم 377

[1104] بادبة

[1105] دير مار ملكي

[1106] دير قرتمين وآزخ وكفرة وخزانتنا

[1107] دير مار ملكي

[1108] كفرة

[1109] دير مار اوكين وخزانتنا

[1110] برلين ساخوعدد 192

[1111] رقم 377

[1112] “نعوم فائق” لمراد جقي سنة 1936 ص 300 – 304

[1113] في خزانتنا وبرطلي

[1114] عندنا أيضاً عدة مراسلات أنفذها البطاركة إلى ملبار الهند أوكتبها بعض اكليروس تلك البلاد وغيرهم من سنة 1754 إلى وقتنا هذا تغلب عليها السذاجة والإبتذال، أحسنها رسائل الخوري متى كوناط 1927 + والقس يعقوب ساكا 1931 +

[1115] خزانة دير السيدة رقم 63

[1116] خزانة دير السيدة 309 – 313 وكمبرج 2814 والموصل 85

[1117] بيث كاز في خزانتنا سنة 1569 وديار بكر

[1118] ذكرنا ص 68 ان رينودوت نشر متن الليتورجيات وترجمتها والصواب ما أوردناه أعلاه فليحرر

[1119] تاريخ الأدب السرياني ص 10 (وهو164 ص بقطع ثمن)

[1120] ص 1 و2 من كتبه المطبوع عام 1894 وهو290 ص بقطع ثمن

[1121] تاريخ الرهاوي 1: 179 والمسالك لابن خردادبه ص 161 وابن حوقل ص 154 وأحسن التقاسيم لأبي عبد الله المقدسي البشاري ص 141

[1122] معجم البلدان لياقوت 4: 141

[1123] تاريخ الرهاوي 2: 314 و315

[1124] تاريخ الزمان لابن العبري ص 479

[1125] رسالة كيرلس الثالث جواباً إلى اغناطيوس الثالث في خزانة الدار البطريركية القبطة وخزانتنا

[1126] شابو ص 159

[1127] انظر ص 129

[1128] الأدب اليوناني لبطرس باتيفول سنة 1901 ص 205 و207 وخلاصة الباترولوجيا لتيكسرون سنة 1920 ص 245 – 247 والأدب اليوناني المسيحي لباردي سنة 1928 ص 103

[1129] راجع هنا ص (…)

[1130] راجع ص (….)

[1131] ص (…)

[1132] انظر صفحة (…)

[1133] ص 32 من كتابه

[1134] راجع هنا (…)

[1135] ص (…)

[1136] ص (…)

[1137] كوضعه دير زوقنين في طورعبدين ودير فسليتا في جبل الأزل، وزعمه أن قرية حرقل مدينة هرقلية وإن دانيال الصلحي من قرية صلح ومختصر تفسيره موضوع في القرن العاشر وقصة باسوس منظومة في الثاني عشر، ووفاة ابن شومنة سنة 1172 ومفريانية ابن المعدني 1348 وتاريخ اغناطيوس الملطي ينتهي إلى سنة 1188 (ص 21 و68 و122 و126 و130) وصوابه أن الدير الأول في آمد والثاني في جوار مدينة تلاّ وحرقل في فلسطين، والصلحي منسوب إلى الصالحية والتفسير والقصيدة وضعا في القرن الخامس عشر، ووفاة ابن شومنة عام 1169 ورسامة ابن المعدني سنة 1231 والتاريخ ينتهي سنة 1095.

[1138] الرسوم السامية سنة 1908 ص 47 ح1

[1139]نبذة تاريخية في دير قرتمين سنة 1915 ص 5

[1140] نبذة تاريخية في دير قرتمين سنة 1915 ص 5

[1141] الرهاوي 2: 323

[1142] ص 39

[1143] ص 188 و189 و134

[1144] ص 50

[1145] ووثق بخبر مكذوب فيه على البطريرك اسمعيل 1366 + تلقفه من السن بعض العامة في إسلام عشائر المحلمية، وهوحدث لم يتقدم العقد الثالث من القرن السابع عشر أي زهاء 250 سنة بعد زمان اسمعيل ص 63 ح1

[1146] ص 148 و149 و153 و191 و219

[1147] رايت ص 76

[1148] طبعة رومية ص 1875 وقد كان نحوياً لغوياً لا مؤرخاً ولا نقاداً

[1149] ص 294 راجع هنا ص (….)

[1150] معرفة الفصاحة للتكريتي المقالة الأولى فصل 26

[1151] فهرست خزانة برمنكهام عمود 917

[1152] عمود 670 و672

[1153] كما هفا فرنسوا نوبترجمته لفظة (قاتت) بـ (زنت) ” مجلة الشرق المسيحي الفرنسية مج 16 سنة 1911 رقم 3 ص 293 – 294 ”

[1154] ككوجنر في مقدمته على الخطبة السابعة والسبعين لسويروس التي نشرها باليونانية والسريانية منقولة إلى الفرنسية في البترولوجيا الشرقية سنة 1921 ص 767 ولابور، وباكوار في كتابه الكنيسة البيزنطية سنة 1904 ص 27 و28 و29 وجنين.