الصـــوم المقـــدس
«قدسوا صوماً، نادوا باعتكاف» (سفر نبوءة يوئيل1: 14)

نُهدي البركة الرسولية والأدعية الخيريَّة إلى إخوتنا الأجلاء صاحب الغبطة مار باسيليوس توماس الأول مفريان الهند، وأصحاب النيافة المطارنة الجزيل وقارهم، وحضرات أبنائنا الروحيين نواب الأبرشيات والخوارنة والرهبان والقسوس والراهبات والشمامسة الموقّرين والشماسات الفاضلات، ولفيف أفراد شعبنا السرياني الأرثوذكسي المكرّمين، شملتهم العناية الربّانية بشفاعة السيدة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقديسين، آمين.

بعد تفقّد خواطركم العزيزة، وإهدائكم البركة الرسولية والأدعية الخيرية، نقول:

ها إنَّ الصوم الأربعيني المقدس قد أقبل موعده علينا، وهو الفرصة الذهبية الثمينة التي تتيحها لنا أمنا الكنيسة المقدسة لننتهزها، ونفحص خلالها نفوسنا، فنتجنّب الرذائل، ونتمسّك بالفضائل، ونعود إلى اللـه تائبين «فهوذا الآن وقتٌ مقبول، هوذا الآن يوم خلاص»(2كو6: 2). وكما يدرّبُ النسر فراخه على التحليق في الجو عالياً، هكذا تفعل الكنيسة المقدسة بتدريب المؤمنين على التحليق في الأجواء الروحية، موفِّرةً لهم وسائل النعمة للتحرّر من قوة جاذبية الأرض والأرضيات التي تشدّهم إليها، وتسعى الكنيسة أيضاً إلى تخطِّي معوقات الحياة الروحية ليتقدَّم المؤمنون في حياة الفضيلة، ويَبْلغوا ذروةَ الكمال الإنجيلي، بكبحِ جِماح الأهواء الجسدية المنحطّة، والعمل «لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية»(يو6: 7) فيمتنعوا خلال أيام الصوم المقدس عن تناول الغذاء لمدة معيّنة، وتناول بعض الأطعمة الصيامية الخفيفة اختياراً، وبذلك تتأجَّجُ في قلوبهم جذوةَ القداسة، وينتقلون من قوةٍ إلى قوة بإخضاع إرادة الجسد للروح «لأنَّ الجسد يشتهي ضدَّ الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون»(غل5: 17) على حدِّ قول الرسول بولس. فبالصوم يتمكَّن المؤمنون من تجنّب شهوات الجسد ويفعلون الصلاح الذي يريدونه.

أجل، إن الصوم وَضعٌ إلهي، فُرضَ أولاً على أبوينا الأولين كوصية أولى، ولما كسراها سقطا في الخطية واستحقا الموتَ بأنواعه، وبعد أن كان الإنسان قريباً من اللـه أبعد عنه بل اختبأ من أمام وجهه تعالى، ولم يقدر أن يراه (تك3: 8) لأنّه عصى أمره الإلهي ولم يتمسَّك بالصوم الذي فُرض عليه.
وفي ميدان إرضاء اللـه تعالى مارس الآباء والأنبياء أصواماً، وقد أمر اللـه النبي موسى أن يقدِّس نفسه بالصوم ويقدِّس الشعب أيضاً معه قبل أن يدنو من جبل سيناء ليتسلّم الوصايا (خر19: 1ـ 25) فصام موسى أربعين نهاراً وأربعين ليلة(خر34: 28) فوجد نعمة لدى اللـه واستحقَّ أن يرى مجده تعالى (خر33: 13 و18) وأنزل الشريعة للشعب. وصام النبي إيليا أربعين نهاراً وأربعين ليلة (1مل19: 8) وقد انتصر على كهنة البعل، وَجَذبَ الشعب إلى الشريعة، واستحقَّ أن يصعد إلى السماء بمركبة نارية.

وصام دانيال النبي ثلاثة أٍسابيع، لم يأكل فيها لحماً ولم يشرب خمراً (دا10: 2)، فسدّ أفواه الأسود فلم تؤذه. وصام أهل نينوى مع أطفالهم وماشيتهم (يون3: 7) فَقَبل الرب توبتهم، وَنَجتْ مدينتهم من الدمار.

فالآباء الأولون والأنبياء الصالحون مارسوا فريضةَ الصوم إرضاءً للـه تعالى وتجنّباً للمحارم والمآثم خاصةً في أوقات الشدّة وزمن التجربة.

أما ربنا يسوع المسيح فقد أوجب علينا الصوم، وعلَّمنا إياه عمليّاً بصومه عنَّا أربعين نهاراً وأربعين ليلة، وجاع أخيراً، (مت4: 2) وجرَّبه إبليس، فَظَفَر بإبليس، وأعطانا سرَّ الغلبة على إبليس وجنده بقوله: «أما هذا الجنس فلا يخرجُ إلا بالصلاة والصوم» (مت17: 21) ولما سُئِل عن علّة اهمال تلاميذه الصوم ـ حسب ادعاء أعدائهم عليهم ـ تضمّن جوابه وجوبَ الصوم على التلاميذ بعد صعوده إلى السماء حيث قال: «حين يرفع العريس عنهم فحينئذٍ يصومون»(مت9: 16). ووصفَ في موضعٍ آخر كيفيّةَ الصوم النقي المقبول لديه تعالى بقوله: «ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين»(مت6: 16).

ونستدل من سفر أعمال الرسل على أنّ تلاميذ الرب يسوع كانوا يلتزمون بالأصوام وخاصةً عند انتخاب الرعاة، وفي اشتداد الاضطهادات ووقوع الملمَّات كالحروب والأوبئة. وكان الرسول بولس يصوم أصواماً متتالية (2كو6: 5 و11: 27 وأع27: 33).

وقد فَرض الرسل الصوم على المؤمنين، فأخذته الكنيسة عنهم ورتّبت سائر الأصوام. وأثبت التاريخ الكنسي أن المسيحيين منذ فجر النصرانية كانوا يصومون الصوم الأربعيني المقدس وأسبوع الآلام ويومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع وحَكَمت القوانيين الكنسيّة بالعقاب الصارم على ذوي الدرجات الكهنوتية وسائر المؤمنين الذين يكسرون وصية الصوم، ويُعفى منه الشيوخ، والأطفال، والرضّع، والمرضى، والمرضعات، والمرأة النافس، والحامل. وإعفاء هؤلاء المؤمنين من الصوم ليس عن ترفٍ بل عن ضرورة. ويستثنى من الصوم الانقطاعي يوما السبت والأحد، ففيهما يُحتفل بالقداس الإلهي وبعد القداس يتناول الصائم طعاماً صيامياً. وتقديساً ليوم الأحد لا تبدأ كنيستنا السريانية المقدسة أي صوم من الأصوام فيه، فإذا صادف ذلك فإكراماً ليوم الرب، نبدأ الصوم صباح يوم الإثنين، وينقص بذلك عدد أيام ذلك الصوم في تلك السنة يوماً واحداً.

إن الكنيسة المقدسة لا تبغي بتخصيص أيام للصوم، تمنع فيها تناول هذا الطعام أو ذاك، كون هذا الطعام محرّماً وذاك محللاً، في هذا اليوم أو ذاك. بل تهدف بذلك إلى إخضاع إرادة المؤمن للـه تعالى بالعفّة وممارسة الفضائل السامية، وخاصةً فضيلة الطاعة لأوامر اللـه التي تصدر على لسان عبيده أحبار الكنيسة الذين منحهم له المجد سلطان الحلّ والربط ليشرّعوا القوانين، ويضعوا الأحكام والنظم لما فيه خير المؤمنين ولتمجيد اسم اللـه القدوس. وحيث أنَّ الكنيسة هي أم رؤوم، ومعلمة صالحة، لا تحمّل المؤمنين أعباء ثقيلةً لا يستطيعون إلى حملها سبيلاً، متذكرةً قول الرب: «ويلٌ لكم أنتم أيها الناموسيون لأنّكم تُحمِّلون الناس أحمالاً عَسِرَة الحمل وأنتم لا تَمَسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم»(لو 11: 46) فمِن هذا المنطلق فسّحَ الطيب الذكر البطريرك الياس الثالث (1932+) في أكل السمك في أيام الصوم الأربعيني، وسمح لأبناء الكنيسة في أميركا أن يصوموا الأسبوعين الأول والأخير فقط من الصوم الأربعيني بالإضافة إلى أيام الأربعاء والجمعة. وفسّح لهم في الإفطار بقية أيامه. وفسّح الطيب الذكر البطريرك أفرام الأول برصوم (+1957) في مثل هذا إجابة إلى ملتمس الكنيسة في الهند فضلاً عن تخفيفه الأصوام الأخرى للجميع وذلك عام 1946م وسمحَ الطيب الذكر البطريرك يعقوب الثالث (1980+) بصوم الأسبوعين الأول والأخير من الصوم الأربعيني فقط بالإضافة إلى أيام الأربعاء والجمعة للإكليروس والشعب، وفسّح لهم في استعمال جميع الأطعمة في بقية أيامه وذلك عام 1965، كما فسّح في إقامة الولائم والأعراس والعماد والقداس والتذكارات في جميع الأيام التي تتوسّط الأسبوعين المذكورين. ويأتي تفسيح أسلافنا البطاركة الميامين، للمؤمنين بتقليل أيام الصوم الأربعيني، من باب الرحمة بهم لئلا يكسروا الوصية ويكونوا موضعَ غضب اللـه تعالى ـ لا سمح اللـه ـ فمن استغلَّ هذا التفسيح لا يخطئ ويعتبر في عداد مَن لم يكسر الوصية. أمّا من صام أيام الصوم الأربعيني وأسبوع الآلام كلها فيضاعف اللـه له الأجر.

فما أحرانا أيها الأحباء أن نقتدي بآبائنا الأبرار، والكتاب المقدس يوصينا قائلاً: «انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم»(عب13: 7) خاصةً ونحن نحيا في فترة من الزمن عصيبة تكاد خلالها جذوة الإيمان تخمد في قلوبنا، وقد بردت المحبّة في أفئدتنا، وتقاعسنا عن القيام بفروض الصوم والصلاة، وانهمكنا بمحبة المادة، وأهملنا الصدقات وتمَّ فينا ما قيل عن غير المؤمنين من أنّ «إلههم بطونهم ومجدهم في خزيهم»(في 3: 19) الأمر الذي يقرع لنا ناقوس الخطر، خطر الابتعاد عن اللـه.

فلنسمع الرب على لسان النبي يوئيل قائلاً: «قدسوا صوماً نادوا باعتكاف… مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم»(يوئيل1: 14 و2: 13) ولنصم صوماً مقبولاً لا عن الطعام والشراب فحسب بل عن الشر والآثام، لتصمْ أفكارنا عن التصورات الردئية، وألسنتنا عن الكلام الباطل، وأجسادنا عن الشهوات القبيحة، ولتخضع إرادتنا للـه تعالى، ليكون صومنا مقبولاً لديه تعالى كقول نبيِّه إشعيا: «أليس هذا صوماً اختاره، حلَّ قيود الشر، فكّ عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً… أليس أن تَكسِرَ للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك…، حينئذ تدعو فيجيب الرب، وتستغيث فيقول هاأنذا»(أش58: 6-12).

ليتقبّل الرب الإله صومكم وصلواتكم وصدقاتكم وتوبتكم، ويؤهِّلكم لتبتهجوا بعيد قيامته المقدس ببهجةٍ وسرور وصحةٍ تامة، ويرحم أمواتكم المؤمنين، بشفاعة السيدة القديسة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقديسين، وكل عام وأنتم بخير.

صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق ـ سوريا

في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني سنة ألفين وعشرة

وهي السنة الثلاثون لبطريركيتنا

 

 

“Declare a holy fast; call a sacred assembly” (Joel 1:14).

We extend our apostolic benediction and greetings to our brethren, His Beatitude Mor Baselius Thomas I, Catholicos of India, and their Eminences the Metropolitans; our spiritual children the reverent priests, monks, nuns, deacons and deaconesses and out blessed Syrian Orthodox people all over the world. May the divine providence embrace all through the intercession of the Virgin Mary, the Mother of God, and St. Peter, the chief of the apostles, and the rest of the Martyrs and Saints. Amen.

We trust you are well and in good health and offer our apostolic benediction and benevolent prayers as we say:

Here comes the time of the Great Lent. This is a golden occasion offered by our holy mother church, at time to examine our souls. It is a time to avoid vice and cling to virtue. It sis a time to return to God in repentance: “In an acceptable time I heard you and on the day of salvation I helped you” (II Corinthians 6: 2). As the eagle trains his small children to fly high in the sky, the holy church teaches the faithful to soar in the spiritual skies. The holy church provides them with the grace to escape earth and the things that pull them downwards. The church seeks to overcome the difficulties of spiritual life so that the faithful grow in the life of virtue to the peak of evangelical perfection through the suppression of the lowly bodily desires: “Do not work for food that spoils, but for food that endures to eternal life” (John 6: 27). During Lent, the faithful fast from eating food for a certain time: then they eat light fasting food voluntarily. Thus, their hearts beat with holiness and they grow from power to power through the submission of the body to the Spirit “For the body desires what is contrary to the Spirit, and the Spirit what is contrary to the body. They are in conflict with each other, so that you do not do what you want” (Galatians 5: 17) as St. Paul puts it. Through fasting, the faithful are able to avoid the desires of the body and do the good deeds they desire to do.

Indeed, God established fasting: He commanded it to the first man. When he broke this commandment, he fell into sin and deserved death. After being so close to God, man was driven far away from Him. He even hid from His holy face and could not see Him anymore (Genesis 3: 8) because he had disobeyed His divine orders and had not kept the fast commanded to him. To please God, the forefathers and prophets fasted in different ways. God ordered Moses to sanctify himself reaching Mount Sinai to receive the commandments (Exodus 19: 1-25). Moses fasted forty days and forty nights (Exodus 34: 28). He found grace in the eyes of God and was worthy to see His glory (Exodus 33: 13 and 18); he brought down the law for the people.

The prophet Elijah fasted forty days and forty nights (I Kings 19: 8); he triumphed over the pagan priests and attracted the people to the law; consequently, he merited being taken to heaven in a chariot of fire.

The prophet Daniel fasted three weeks during which he did not eat meat of drink wine (Daniel 10: 2). He was thus able to keep the jaws of the lions shut and they did not hurt him. The people of Nineveh fasted with their children and cattle (Jonas 3: 7). As a result, God accepted their repentance and their city was saved from destruction.

The forefathers and good prophets practiced the virtue of fasting as a way to please God and to avoid sins, especially during crisis and temptation.

Our Lord Jesus Christ taught us how to fast; he fasted for us forty days and forty nights, and when he finally felt hungry (Matthew 4: 2) he was tempted by Satan. He defeated Satan and gave us the secret of the victory over Satan and his powers saying: “But this kind does not go out except by prayer and fasting” (Matthew 17: 21). When He was asked why His disciples ignored fasting – as claimed by their enemies – He replies that His disciples should fast when He ascends to the heavens saying: “But someday the from will be taken away from them, and then they will fast” (Matthew 9: 16). In another place, He ascends to the heavens saying: “But someday the groom will be taken away from them, and then fasting should be, saying: “When you fast, do not look somber as the hypocrites do” (Matthew 6: 16).

Furthermore, we learn from the Acts of the Apostles that the Disciples observed fasting especially before the election of leaders and during persecutions, wars and plagues. Paul also fasted continuously (cf. II Corinthians 6: 5 and 11: 27 and Acts 27: 33).

The disciples taught the faithful how to fast. The church took this from them and ordered additional fasting. The history of the church shows that Christians observed the Great Lent since the dawn of Christianity along with fasting during the Week of Passion and Wednesdays and Fridays on a weekly basis. The laws of the church punished the clergy and faithful who broke the commandment of fasting. Exceptions were made for old people, babies, the sick, menstruating and pregnant women: these exceptions were not some sort of luxury, but were borne out of necessity. Saturdays and Sundays are not complete Eucharist, the one who fasts, breaks his fast and receives food. As a way of sanctifying Sundays, our Holy Syrian Church does not start Lent on Sundays: if it happens that Lent starts on Sunday, as a respect for the “Lord’s Day’ we start on Monday decreasing thus the number of fasting days by one.

The Holy Church does not prescribe the types of food to eat and ones to avoid on a particular day. The aim of fasting is submission of the faithful to God’s will through piety and the exercise of virtues, especially that of obedience to the commandments of God spoken through the tongues of the bishops who have been given authority to legislate laws and to bind and loose. They make rules for the benefit of the faithful and for the glory of His Holy Name. Since the church is a loving and caring mother and good teacher, she does not put heavy burdens on the faithful which they cannot life, according to the Lord’s words: “You experts in the law, woe to you, because you load people down with burdens they can hardly carry, and you yourselves will not lift one finger to help them” (Luke 11: 46). Consequently, the Late Lamented Patriarch Elias III (1932) allowed the eating of fish during the Great Lent. In addition, he allowed the faithful in America to fast only the first and last week of the Great Lent, in addition to Wednesdays and Fridays. Similarly, the Late Lamented Patriarch Aphrem Barsoum (1957) allowed the same for the Indian Church, as well as decreasing the number of fasting days for all in 1946. Furthermore, the Late Lamented Patriarch Jacob III (+1980) allowed the fasting of only the first and last week of the Great Lent as well as Wednesdays and Fridays for the clergy and people. In 1966 he permitted the use of all sots of food on the rest of the days. He also allowed feasts, weddings, baptisms, the Divine Liturgy and commemorations to be celebrated on any day that falls in that period between the two aforementioned weeks. The permission of our predecessors, the holy patriarchs, allowing the decreasing of the days of the Great Lent for the faithful comes as an act of mercy and compassion so that they do not break the commandment and incur God’s wrath – God forbid. Hence, those who make use of this allowance are not sinning and are not considered among those who break the law. Al for those who fast all the days of the Great Lent and the Week of Passion, God shall multiply their rewards.

Dearly beloved, we are called to follow our righteous forefathers, abiding by the teachings of the Holy Bible: “Remember your leaders, who spoke the work of God to you. Consider the outcome of their way of life and imitate their faith” (Hebrews 13: 7). We shall abide by it especially that we live in a period when faith is about to be extinguished in our hearts, love is frozen in our veins and we have neglected our duties of fasting and prayers. Nowadays, we are more materialistic; we have neglected charity work and are the concrete example of the unfaithful whose “God is their stomach, and their glory is in their shame” (Phillippians 3: 19). This is the alarm bell that rings and alerts us to the danger, that of the separation from God. Let us hear the Lord speak through the tongue of the prophet Joel: “Declare a holy fast; call a sacred assembly…Rend your heart and not your garments” (Joel 1: 14 and 2: 13). Let us fast and acceptable Lent, not only from food and drink, but also from evil deeds and sins. Let our thoughts fast from evil imagination, our tongues fast from meaningless utterances, our bodies from hideous desires; let our wills be submitted to God’s and our fasting be acceptable to Him in the words of the prophet Isaiah; “Is not this the kind of fasting I have chosen: to loose the chains of injustice and untie the cords of the yoke, to set the oppressed free and break every yoke? Is it not to share your food with the hungry and to provide the poor wanderer with shelter…Then you will call, and the LORD will answer; you will cry for help, and he will say: Here am I” (Isaiah 58: 6-9).

May the Lord accept your fasting, prayers, charity and repentance. May He make you worthy to celebrate the glory of His resurrection in joy, happiness and good health. May He also have mercy on our faithful departed through the intercession of the Virgin Mary, Mother of God, and St. Peter, the chief of the apostles, and the rest of the Martyrs and Saints, and God bless you.

Issued at our Patriarchate in Damascus, Syria
On the 25th of January, in the year two thousand and ten
Which is the 30th year of our Patriarchate.