«الجزء الرابع»

سلسلة

التهذيب المسيحي

«الجزء الرابع»

بقلم

مار سويريوس زكا عيواص

مطران الموصل وتوابعها للسريان الأرثوذكس

1965

نأذن في طبعه

إغناطيوس يعقوب الثالث

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق

دمشق في 30 آذار سنة 1965

المقدمة

 

بعد حمد اللّه تعالى أقول:

من البديهي، إن الغاية الاولى من التعليم الديني هي تثقيف المؤمن ثقافة روحية بتلقينه أصول الدين القويم، وتهذيبه منذ نعومة أظفاره ليحمل في قلبه الايمان المستقيم والمبادئ السماوية السامية، لتكون له في الحياة رادعاً يردعه عن إتيان الشرور ووازعاً يدفعه على عمل الخير.

والتهذيب بالنسبة للتعليم الديني كالروح للجسد، فلا فائدة ترتجى من الكتب الدينية التعليمية إن لم يستهدف بها واضعوها تهذيب روح الانسان ليحب الرب إلهه من كل قلبه، ومن كل نفسه، ومن كل إرادته، وقريبه كنفسه وخير وسيلة لتهذيب الإنسان إرشاده إلى شخص يكون مثالاً صالحاً يطبع على غراره وينسج على منواله، وخير مثال لنا في الحياة ربنا يسوع المسيح الذي إنما جاء إلى هذه الارض لينهج لنا طريق الخلاص وليعلمنا سبل الوصول إلى السعادة الابدية الغاية القصوى من حياة المسيحي.

لذلك استعرضت بفصول قصيرة قصة حياة سيدنا المسيح على هذه البسيطة ليدرسها الطالب الصغير ويتخذ من يسوع معلماً إلهياً، يحذو حذوه ويقتفي آثاره. وأكثرت من الصور الدينية في الكتاب كوسيلة إيضاح تساعد الطالب العزيز على استيعاب موضوع الدرس.

واللّه أسأل ان يجعل من هذه السلسلة «التهذيب المسيحي» خير وسيلة لتمجيد اسمه القدوس، وبناء نفوس الأولاد الصغار احباء المسيح.

الموصل 1 ـ 1 ـ 1965

سويريوس

 

 

 

الباب الأول

ما قبل الميلاد

­    الفصل الأول

المسيح في العهد القديم

إن السيد المسيح هو الإله الذي خلق العالم كله، وهو موجود منذ الأزل، وقد خلق الإنسان بصورة البر والقداسة، ولكن آدم الإنسان الأول وأمرأته حواء خالفا وصية الرب فطردا من الفردوس، واستعبدا للخطية والموت والشيطان، ولكن اللّه تعالى إذ أحبّ الإنسان أكثر من جميع خلائقه وعد أن يخلّصه، واختار طريقة الخلاص بأن يتخذ الإله جسداً مثل آدم ليخلصه ونسله كله، وقد أشار العهد القديم من الكتاب المقدس إلى ظهور السيد المسيح في ثلاث طرق:

1ـ عن طريق الإشارة: مثال ذلك عندما قال اللّه للحية «وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه» (تك 3: 16) والمرأة هي مريم البتول ونسلها هو السيد المسيح ونسل الحية هو الشيطان.

2ـ عن طريق الرموز: مثال ذلك إن آبانا إبراهيم عندما قدم ابنه اسحق ذبيحة فوق الجبل، فإن ذلك كان رمزاً ذبيحة الرب المسيح على الصليب.

3ـ عن طريق النبوات: إذ ظهر أنبياء كثيرون في العهد القديم سبقوا مجيء المخلص بمئات السنين وتبأوا عن ميلاده، وعماده، ومعجزاته وآلامه وصلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء، مثال ذلك قول إشعياء عن ميلاده «هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل».

الأسئلة:

ـ كيف كان يعيش الإنسان الأول قبل طرده من الفردوس؟

ـ لماذ طرد آدم وحواء من الفردوس؟

ـ كم هي عدد الطرق التي أشار الكتاب المقدس إلى ظهور السيد المسيح؟

ـ ما هي الأمثلة على ذلك؟

 

 

­    الفصل الثاني

بشارة زكريا الكاهن بولادة يوحنا (لو1: 57 ـ 80)

كان كاهن اسمه زكريا واسم امرأته أليصابات وكانا كلاهما بارين أمام اللّه، ولم يكن لهما ولد وكانا متقدمين في أيامهما، فجاء الملاك يوماً إلى زكريا الكاهن وهو يقدم البخور في مذبح الرب فظهر له ملاك الرب، فلما رآه زكريا خاف جداً فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك أليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا وتفرح به كثيراً، فقال زكريا للملاك: كيف أعلم هذا لأني شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها فأجاب الملاك وقال له أنا جبرائيل الواقف أمام اللّه: أُرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا وها إنك تكون صامتاً ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون هذا، لأن لم تصدّق كلامي.

الأسئلة:

ـ اين ظهر الملاك لزكريا؟ ولماذا؟

ـ لخص المحاورة التي جرت ما بين زكريا والملاك؟

 

صلاة قبل الدرس

اللّهم يا ينبوع الحق ومصدر الحكمة، أشرق على ظلمات عقلي شعاعاً من أشعة نورك وأبعد عني ظلام الجهل والخطية المتكاثف وارزقني من ٍالعلم حظاً وافياً، ومن الأدب نصيباً كافياً، وامنحني ذكاء الفهم، وتوقد الذهن وطلاقة اللسان يا رب العلم والعلماء ومفهم الحكماء، الحمد لك دائماً آمين.

 

­    الفصل الثالث

بشارة الملاك لسيدتنا مريم العذراء (لو1: 26 ـ 38)

كانت سيدتنا مريم العذراء فتاة وديعة متواضعة القلب وكان اسم أبيها يوياقيم واسم أمها حنة وهي من نسل داود وكانت تعيش في مدينة الناصرة وتعبد اللّه في الليل والنهار ولذلك اختارها اللّه تعالى لتكون أماً لابنه الحبيب سيدنا يسوع المسيح ففي أحد الأيام بينما كانت مريم واقفة تصلي باحترام ظهر لها الملاك جبرائيل وقال لها: السلام لك أيتها الممتئلة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء، ولما رأت مريم الملاك خافت منه فقال لها الملاك أيضاً لا تخافي يا مريم لأنك نلت نعمة من عند اللّه، وها أنت تحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع وهذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى، فقالت مريم وكيف يكون هذا؟ فأجابها الملاك قائلاً: إن الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلّلك فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن اللّه، فآمنت مريم العذراء بما قاله الملاك وأجابت: ها أنا أمة للرب فليكن لي بحسب قولك وانصرف الملاك من عندها.

الأسئلة:

ـ من اختار اللّه لتكون أماً لابنه الحبيب؟

ـ ماذا قال الملاك لمريم عندما جاء لتبشيرها؟

ـ ماذا كان جواب مريم للملاك؟

ـ ماذا قالت مرم بعد أن آمنت بما بشرها الملاك؟

 

 

­    الفصل الرابع

زيارة مريم لاليصابات (لو1: 39 ـ 56)

من بعد أن تلقت العذراء البشارة من الملاك وذهبت مسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا، ودخلت بيت زكريا، وسلمت على اليصابات فلما سمعت أليصابات سلام مريم امتلأت من الروح القدس، وصرحت بصوت عظيم وقالت: مباركة أنت في النساء فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلى! ومكثت مريم عندها نحو ثلاثة اشهر ثم رجعت إلى بيتها.

الأسئلة:

ـ إلى أين ذهبت العذراء بعد بشارتها؟

ـ ماذا فعلت مريم عندما وصلت إلى بيت اليصابات؟

ـ ماذا صرحت اليصابات عندما سمعت سلام مريم؟

ـ كم هي المدة التي مكثتها مريم عند اليصابات؟

 

السلام الملائكي

السلام لك يا مريم العذراء الممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء ومبارك ثمرة بطنك يسوع، يا مريم القديسة يا والدة الإله صلي من أجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا آمين.

 

أنشودة العذراء

فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي باللّه مخلصي لأنّ نظر إلى اتضاع آمته فهوذا من الآن تطوبني جميع الأجيال لأنه القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس ورحته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه.

 

 

­    الفصل الخامس

ولاة يوحنا (لو 1: 57 ـ 80)

وبعد أن تمت أيام اليصابات لتلد ولدت ابناً وسمع الاهل والجيران ففرحوا كثيراً، وفي اليوم الثامن جاءوا ليختتنوا الصبي وسموه باسم أبيه زكريا، فأجابت أمه وقالت لا بل يسمى يوحنا فقالوا لها: ليس أحد في عشيرتك تسمى بهذا الأسم ثم أشاروا إلى أبينه ماذا يريد أن يسميه فطلب لوحاً وكتب اسمه يوحنا. وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك اللّه، أما يوحنا فكان ينمو ويتقوى بالروح وكان يعيش في البراري، ويلبس ثياباً من وبر الإبل ويشد حقويه بمنطقة من الجلد وكان طعامه جراداً وعسلاً برياً، ثم ظهر على نهر الأدرن فجاءت إليه الجموع المحيطة بالأدرن وكان يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا قائلاً: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات، وكان بهذا يعد الطريق لمجيء المسيح.

الأسئلة:

ـ ماذا سمي الصبي عند اختتانه؟

ـ متى ابتدأ زكريا يتكلم؟

ـ ما كان طعام يوحنا؟ وما كان لباسه؟

ـ ماذا كان يقول يوحنا في كرازته؟

 

 

الباب الثاني

من الميلاد حتى العماد

يتناول هذا الباب طفولة السيد المسيح بصورة خاصة وهي أحداث السنوات الخمس الأولى من حياته، ولادته في المغارة في بيت لحم، وهروبه إلى مصر، ورجوعه إلى الناصرة حيث تربى، ثم يصمت الإنجيل المقدس عن سرد حوادث ما بين هذه الفترة وحتى العماد صمتاً كلياً، ولا يذكر سوى حادثة وجوده في الهيكل مع العلماء وهو في الثانية عشر من عمره.

 

­    الفصل الأول

ميلاد السيد المسيح (لو2: 1 ـ 20)

بعد تسعة أشهر من بشارة الملاك لمريم العذراء بولادة المخلص كانت مريم وخطيبها مار يوسف ذاهبين من الناصرة إلى بيت لحم ليسجلا اسميهما في سجلات المملكة بحسب أمر حاكم البلاد وفي نصف الليل وصلا إلى بيت لحم فلم يجداً موضعاً في الفندق ولا في أحد البيوت لذلك التجاءا إلى مغارة خارج البلدة، وفي تلك المغارة ولدت سيدتنا العذراء مريم ربنا يسوع المسيح ولادة عجيبة وقمطته ووضعته في مذود الحيوانات، وقد رافق ميلاده ثلاثة أحداث هامة هي ظهور الملائكة للرعاة، قدوم المجوس من المشرق للسجود للطفل المولود، وقتل أطفال بيت لحم.

 

­    الفصل الثاني

الملائكة يبشرون الرعاة بميلاد سيدنا يسوع (لو2: 8 ـ 20)

في ليلة ميلاد سيدنا يسوع المسيح ظهر ملاك لرعاة كانوا يحرسون أغنامهم بالقرب من بيت لحم، وكان ذلك بنور باهر أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب، وهذه علامة لكم إنكم تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود وظهر بغتة مع الملائكة جمهور من الجند السمويين يسبحون اللّه قائلين: «المجد للّه في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر» ثم غابت الملائكة عنهم فذهب الرعاة إلى المغارة فوجدوا هناك سيدتنا مريم العذراء وخطيبها مار يوسف وربنا يسوع المسيح الطفل القدوس نائماً في مذود الحيوانات، فسجدوا له وقدموا له هدايا، ورجعوا إلى أغنامهم وهم يسبحون اللّه على كل ما سمعوه ورأوه وكانوا يحدثون الناس بهذا كله، وكل من سمع قصتهم تعجب معهم.

الأسئلة:

ـ لمن ظهر الملاك أولاً في ليلة ميلاد سيدنا يسوع المسيح؟

ـ ماذا قال الملاك للرعاة؟

ـ ماذا أنشدت الملائكة؟

ـ أين انطلق الرعاة لما سمعوا البشرى بميلاد المخلص؟

 

 

­    الفصل الثالث

المجوس من المشرق يسجدون للطفل المولود

كان المجوس حكماء بلاد المشرق يسكنون في البلاد التي تسمى العراق وكانوا خبراء بعلم الفلك يراقبون النجوم ويدرسون حركاتها وسكناتها، فشاهدوا مرة نجماً غريباً مختلفاً عن سائر النجوم فتذكروا النبوات التي كان قد أعلنها لهم آباؤهم القدماء عن ظهور نجم كهذا لذلك تركوا بلادهم وتبعوا ذلك النجم الذي سار بهم رحلة طويلة وهم على ظهور الجمال، وأتى بهم إلى مدينة بيت لحم في بلاد فلسطين، ووقف فوق المغارة التي كان الطفل المولود يسوع المسيح مضجعاً في مذودها، فدخلوها ورأوا الصبي وسجدوا له مقدمين للمولود القدوس ذهباً ولباناً ومراً، ثم عادوا إلى بلادهم فرحين مسرورين، ولما تمت له ثمانية أيام أخذه أبواه إلى الهيكل واختتنوه بحسب الناموس، وسموه يسوع كما دعاه الملاك قبل أن حبل به في البطن.

الأسئلة:

ـ من هم المجوس؟ من أي البلاد كانوا؟

ـ ما كانت مهنتهم؟ ماذا شاهدوا في الفلك؟

ـ أين وقف بهم النجم؟ ما هي الهدايا التي قدموها للطفل المولود؟

 

 

­    الفصل الرابع

تقدمة يسوع للهيكل بواسطة سمعان الشيخ

بعد ولادة السيد المسيح بستة أسابيع صعدت به أمه مريم ومعها مار يوسف إلى هيكل سليمان ليقدما للرب بحسب ما هو مكتوب في شريعة الرب من أن كل ذكر بكر يدعى مقدساً للرب، وليقربا الذبيحة زوج يمام أو فرخي حمام. وكان في أورشليم رجل بار تقي كان ينتظر ميلاد مخلص العالم وكان هذا شيخاً طاعناً بالسن وكان عمره أكثر من 280 سنة والروح القدس كان عليه لذلك جاءه وحي من الروح القدس أنه لا يذوق الموت حتى يرى مسيح الرب، فأتى بالروح القدس إلى الهيكل في ذلك اليوم الذي قدم فيه الطفل يسوع للرب، ولما رأى الطفل القدوس حمله على ذراعيه وبارك اللّه وقال الآن تطلق عبدك على حسب قولك بسلام لأن عيني قد ابصرتا خلاصك الذي أعددته أمام وجوه الشعوب كلها.

الأسئلة:

ـ إلى أين أصعد يسوع المسيح بعد ولادته بستة أسابيع؟

ـ ما هي الذبيحة التي قدمها أبواه عنه؟

ـ من هو سمعان الشيخ؟ كم كان عمره؟

ـ ماذا عمل عندما رأى يسوع؟ وماذا قال له؟

 

 

­    الفصل الخامس

طفولة السيد المسيح

كان سيدنا يسوع المسيح يعيش في بيت صغير في مدينة الناصرة مع أمه العذراء مريم وخطيبها مار يوسف، وكان يحبهما ويطيعهما وكانا كلاهما يحبانه كثيراً، وكان مار يوسف نجاراً وكان يأخذ الطفل يسوع إلى دكانه، فيساعده في عمله، وكان يسوع وديعاً وصالحاً لم يؤذ أحداً قط، بل يساعد الفقراء والضعفاء والعجز وكان ينمو بالقامة والحكمة، وكان أبواه يذهبان به إلى أورشليم كل سنة في عيد الفصح، وعندما رأى الصبي الهيكل فرح به كثيراً، وتقدم نحو الكهنة والعلماء وأخذ يتحدث معهم بأمور دينية، وبعدما انتهت أيام العيد رجع يوسف ومريم إلى الناصرة مع القافلة وكانا يظنان أن يسوع مع الرفقة، ولكن عندما فتشا عنه ولم يجداه عادا إلى أورشليم فوجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل جالساً بين العلماء والكهنة يسمع منهم ويسألهم، وكل الذين سمعوه تعجبوا من حكمته وفهمه وقالت له مريم أمه بلطف يا بين لماذا فعلت بنا هكذا ها إننا أنا وأباك كنا نطلبك معذبين، فأجاب الصبي يسوع وقال لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي لي أن أكون فيما هو لأبي، ثم عاد مع أبويه إلى الناصرة وكان يطيعهما ويحبهما.

الأسئلة:

ـ ما كانت مهنة يوسف في الناصرة؟

ـ متى كان يذهب يسوع إلى أورشليم؟

ـ أين وجد يوسف ومريم السيد المسيح بعد أن فقداه؟

 

 

الباب الثالث

من العماد حتى الصعود

يتناول حياة السيد المسيح العملية، وأداء رسالة الفداء التي جاء ليؤديها ثم عودته إلى السماء

 

­    الفصل الأول

عماد سيدنا يسوع المسيح

عندما بلغ سيدنا يسوع المسيح الثلاثين من عمره جاء إلى نهر الأردن واعتمد من نسيبه يوحنا بن زكريا الكاهن الذي كان يعمد اليهود بأمر اللّه ويدعوهم إلى التوبة وطريق الصلاح، عندما جاء يسوع ليعتمد من يوحنا في نهر الأردن خاف يوحنا جداً لأن اللّه أعلمه من هو يسوع فقال له يوحنا «أنا المحتاج ان اعتمد منك وأنت تأتي إلي» فأجابه يسوع قائلاً: «دع الآن فهكذا ينبغي لنا أن نكمل كل بر» حينئذ تشجع يوحنا ومد يده وعمد سيدنا يسوع المسيح، ولما خرج سيدنا يسوع المسيح من نهر الأردن بعد عماده المقدس نزل عليه الروح القدس بشكل حمامة بيضاء ورفرف فوق رأسه وجاء صوت الآب من السماء قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» وبعد عماده مباشرة أصعد بالروح إلى البرية وصام أربعين يوماً وأربعين ليلة ثم جرب من إبليس فانتصر عليه.

 

 

­    الفصل الثاني

المسيح يختار تلاميذه

بعد أن اعتمد سيدنا يسوع المسيح من يوحنا المعمدان في نهر الأردن شرع ينشر بشارة ملكوت السموات وكان يجول في المدن والقرى ويعلم الناس طريق الحق والحياة، ويصنع أمامهم المعجزات والعجائب الباهرة، وبهذه الطريقة كان يجتذب إليه الكثيرين، واختار له اثني عشر تلميذاً، ودعاهم رسلاً وأعطاهم سلطاناً لحل الخطايا وربطها ولصنع المعجزات باسمه وكان دائماً يفسر لهم تعالميه الإلهية ويشرح الأمثال التي كان يعلم بواسطتها الشعب طريق ملكوت السموات، وأمرهم أن يذهبوا إلى جميع العالم ويبشروا بملكوت السموات في المسكونة كلها، وهذه أسماء الرسل القديسين: سمعان بطرس وأندراوس أخوه، يعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه، فيلبس وبرثلماوس وتوما ومتى ويعقوب بن حلفى، وسمعان القناني ويهوذا الملقب تداوس، ويهوذا الإسخريوطي الذي سلم الرب إلى أعدائه. وبعد قيامة الرب انتخب الرسل متياس ليحل محل يهوذا الخائن، كما انتخب السيد المسيح سبعين مبشراً أيضاً وأعطاهم سلطاناً للتبشير بكلمة اللّه وعمل المعجزات.

الأسئلة:

ـ كم رسولاً انتخب له الرب؟

ـ ما هي الامتيازات التي أعطاها لهم؟

ـ كم مبشراً انتخب له؟

 

 

­    الفصل الثالث

الموعظة على الجبل

في أحد الأيام رأى الرب يسوع الجموع محتشدة فصعد إلى الجبل فتقدم إلهي تلاميذه، فألقى عليهم عظته المشهورة بالموعظة على الجبل وقد احتوت على خلاصة تعاليمه الإلهية ووصاياه السامية المبنية على أساس المحبة فهو يقول:

«طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السموات»

«طوبى للحزانى فإنهم يتعزون»

«طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض»

«طوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون»

«طوبى للرحماء فإنهم يرحمون»

«طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يعاينون اللّه»

«طوبى لصانعي السلام فإنهم بني اللّه يدعون»

«طوبى للمضطهدين من أجل البر فإن لهم ملكوت السموات»

«طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عنكم كل كلمة سوء من أجلي كاذبين، افرحوا وابتهجوا فإن أجركم عظيم في السموات، لأنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء الذين قبلكم».

الأسئلة:

ـ ما هي الموعظة على الجبل؟

ـ عدد التطويبات التي ذكرها الرب في الموعظة على الجبل؟

 

 

­    الفصل الرابع

من الموعظة على الجبل

سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات لأنه يطلع شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين.

احترزوا أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم أجر عند أبي الذي في السموات، وأما أنت فمتى صنعت صدقة لا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء وأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية، فصلوا أنتم هكذا.

أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، أعطنا خبزنا كفافنا اليوم واغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا، ولا تدخلنا في التجربة، لكن نجنا من الشرير، لأن لك الملك والقوة والتسبحة إلى أبد الآبدين آمين.

ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين، الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم أما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.

فإذا كنا بحق تلاميذ المسيح واتباعه يجب علينا أن نحب اللّه ونحب جميع الناس حتى أعداءنا ونعمل الصداقات ونصلي لأبينا السموي بطهر ونقاء، ونتمسك بالأصوام التي تفرضها الكنيسة المقدسة.

 

 

­    الفصل الخامس

يسوع يحب الأطفال

مرة بينما كان سيدنا يسوع المسيح في إحدى المدن جاء إليه الكثيرون من النساء ورجال وقدموا إليه أطفالاً لكي يضع يديه عليهم ويباركهم، فلما شاهد تلاميذه ذلك غضبوا وأرادوا أن يطردوا الأولاد الصغار ويبعدوهم عن الرب يسوع. أما هو فإذ كان يحب الأولاد الصغار كثيراً جداً انتهر تلاميذه وقال: دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات واحتضن الأطفال الصغار ووضع يديه المقدستين عليهم وباركهم. إن سيدنا يسوع المسيح هو صديق الأطفال والأولاد الصغار ويحبهم كثيراً وخاصة الذين يطيعون والديهم ويهتمون بدروسهم، ويعتنون بنظافة البستهم وكتبهم ولا يعاشرون الأولاد الأشرار ولا يسبون ولا يحلفون ولا يكذبون ولا يؤذون أحداً، مثل هؤلاء الأولاد يحبهم ربنا يسوع فيجب أن نكون أولاداً صالحين لكي ننال بركة محبته لنا.

أسئلة:

ـ هل يحب الرب يسوع الأولاد الصغار؟

ـ ماذا قال لتلاميذه عندما دفعوا الأولاد عنه؟

ـ كيف يجب أن نكون لكي يحبنا الرب؟

 

 

­    الفصل السادس

المسيح يصنع المعجزات

الأعجوبة أو المعجزة هي حادث خارق قوى الطبيعة يصنع بقوة اللّه، والغاية من ذلك إثبات أمر إلهي وإظهار جودة اللّه وصلاحه وقد ورد في الكتاب المقدس ذكر معجزات كثيرة منها اجترحها الأنبياء والرسل القديسون، ومنها صنعها ربنا يسوع المسيح ولكن هناك فارق ما بين ما صنعه الأنبياء والرسل من المعجزات وما صنعه الرب يسوع فأولئك كانوا يصنعون العجائب بقوة اللّه وبعد صوم وصلاة أما الرب يسوع إذ لم يقم شخص في العالم مثله صنع المعجزات بقوته الإلهية مبرهناً للعالم بأنه إله الكون وخالقه الذي تنبأت عنه الأنبياء قبل ظهوره بالجسد معلناً بأنه إنما جاء من السماء لخلاص العالم وقد ورد في الإنجيل المقدس ذكر ثلاثني أعجوبة اجترحها الرب بنفسه ما عدا العجائب التي رافقت ميلاده وصلبه وقيامته والمعجزات الكثيرة الأخرى، ولكن مما لا يستطيع عملها إلا اللّه وحده.

الأسئلة:

ـ ما هي الأعجوبة؟

ـ كيف كان الرسل والأنبياء يصنعون المعجزات؟

ـ ما هو الفارق ما بين عمل معجزات السيد المسيح ومعجزات الرسل والأنبياء؟

ـ ما الغاية من صنع المعجزات؟

ـ ما عدد المعجزات التي وردت في الإنجيل؟

 

 

­    الفصل السابع

أعجوبة تحويل الماء إلى خمر

دعي سيدنا يسوع المسيح وتلاميذه إلى حفلة عرس في مدينة قانا الجليل، وكانت أمه أيضاً حاضرة، ولما نفذت الخمر قالت أم يسوع له: ليس لهم خمر، وقال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة لم تأت ساعتي بعد، فقالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه، وكان ستة أجران من حجارة موضوعة هناك، فقال لهم يسوع املأوا الأجران ماء فملأوها إلى فوق ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ، فلما ذاق رئيس المتكأ ذلك الماء المحول خمراً، تعجب هو وجميع الذين حضروا حفلة العرس، وكانت هذه أول أعجوبة صنعها يسوع فآمن به تلاميذه.

الأسئلة:

ـ ما اسم المدينة التي دعي المسيح ليحضر العرس فيها؟

ـ قص لنا كيف حول السيد المسيح الماء إلى خمر؟

ـ ما هي أول أعجوبة صنعها السيد المسيح على الأرض؟

 

 

­    الفصل الثامن

معجزة شفاء الأعمى

كان الرب يسوع مرة خارجاً من مدينة أريحا وكان هناك رجل أعمى اسمه طيما، يجلس على الطريق ويستعطي فلما سمع أن يسوع الناصري يجتاز بتلك الطريق أخذ يصرخ ويقول: يا يسوع ابن داود ارحمني، فانتهره كثير من الناس وحاولوا أن يسكتوه ولكنه كان يزداد صياحاً ويقول: يا ابن داود ارحمني فسمع الرب يسوع، فوقف وأمر أن ينادوه فنادى بعضهم الأعمى قائلين: قم هوذا يناديك فطرح رداءه وجاء إلى يسوع فقال له يسوع ماذا تريد أن أفعل بك؟ فقال له الأعمى يا سيد أريد أن أبصر. قال له يسوع: اذهب إيمانك قد شفاك فللوقت أبصر وتبع يسوع في الطريق.

الأسئلة:

ـ ماذا أجاب الأعمى عندما سأله يسوع ماذا تريد أن أفعل بك؟

ـ ما كان جواب يسوع له؟

 

 

­    الفصل التاسع

معجزات إقامة الموتى

انبأنا الإنجيل المقدس بأن السيد المسيح أحيا ثلاثة أموات:

1ـ ابنة يايروس: بينما كان يسوع يخاطب الجموع في كفرناحوم جاء إليه رئيس جمع اليهود والتمس منه قائلاً: يا سيدي ان ابنتي قد ماتت فتعال وضع يدك عليها فتحيا، فأجاب يسوع وذهب إلى بيته، ورأى الناس يبكون وينوحون فأمسك بيد الصبية فعادت إليها الحياة وقامت للحال.

2ـ ابن الأرملة: بينما كان يسوع متوجهاً إلى قرية تدعى نايين، واقترب إلى بابها، فرأى أناساً يحملون ميتاً شاباً وحيداً لأمه، فتقدم يسوع إلى النعش ولمسه، وقال أيها الشاب لك أقول قم، فجلس الميت وابتدأ يتكلم، وفرحت به أمه وأقاربه ومجدوا اللّه على ذلك.

الاسئلة:

ـ كم ميتاً أحيا السيد المسيح؟

ـ كيف أحيا الرب ابنة يايروس؟ كيف أحيا الرب ابن الأرملة؟

 

 

­    الفصل العاشر

معجزات إقامة الموتى

3ـ إقامة أليعازر: كان شخص اسمه أليعازر يسكن مع أختيه مريم ومرتا في قرية بيت عنيا، وكان صديقاً حميماً لربنا يسوع المسيح الذي كان يزوره مع تلاميذه في بعض الأحيان، وذات يوم مرض أليعازر فلما سمع يسوع قال لتلاميذه: أليعازر حبيبنا قد مات لنذهب إليه.

فلما جاء يسوع إلى قرية بيت عنيا وجد أن أليعازر قد مات قبل أربعة أيام وقد عمل له مأتم حافل، فلما سمعت مرتا أخت أليعازر أن يسوع قد جاء إلى بيت عنيا خرجت لاستقباله وهي تبكي وتقول له: يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي، فقال لها يسوع سيقوم أخوك، قالت له مرتا أنا أعلم أنه سيقوم في يوم القيامة فقال لها يسوع: أنا هو القيامة والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا، فذهب يسوع إلى القبر وتبعته جموع غفيرة، وعندما وصل إلى القبر بكى يسوع على أليعازر لأنه كان يحبه كثيراً، فقال يسوع ارفعوا الحجر من باب القبر، فرفعوا الحجر ورفع يسوع عينيه إلى فوق وصرخ بصوت عظيم وقال: لعازر هلم خارجاً فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطتان بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع: حلوه ودعوه يذهب.

الأسئلة:

ـ من هو اليعازر؟ من كان صديقاً لأليعازر؟

ـ كم يوماً مكث أليعازر في القبر؟ ماذا قال يسوع لمرتا أخت أليعازر؟ كيف أقام الرب أليعازر؟

 

 

­    الفصل الحادي عشر

دعوة زكا

كان يسوع مرة سائراً في مدينة اسمها أريحا وكانت الجموع محتشدة حوله، وسائرة معه وكان في تلك المدينة رجل خاطئ اسمه زكا هذا كان عشاراً يعشر أموال الناس ويظلم الكثيرين، وإذ سمع بتعاليم السيد المسيح عن ملكوت السموات وبصنعه المعجزات، أراد أن يرى الرب يسوع ولكنه كان قصير القامة فلم يقدر أن يراه لكثرة الجموع فتسلق شجرة جميز وشرع ينظر إليه فلما وصل يسوع إلى ذلك المكان تطلع إلى فوق فرأى زكا على الشجرة وعلم أن زكا كان يحبه كثيراً فقال له: يا زكا اسرع انزل من على الشجرة لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك، فنزل زكا وهو مسرور وقبله في بيته ودخل الرب يسوع بيت زكا العشار الخاطئ، فقال زكا: ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين، وإن كنت قد غبنت أحداً في شيء أرده أربعة أضعاف، فغفر الرب يسوع لزكا خطاياه وقال اليوم حصل خلاص لهذا البيت لأنه هو أيضاً ابن ابراهيم، لان ابن الإنسان إنما جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك.

الأسئلة:

ـ من هو زكا؟

ـ ماذا قال يسوع لزكا عندما رآه على الشجرة؟

ـ ماذا قال زكا للرب؟

ـ ما كان جواب يسوع لزكا؟

 

 

­    الفصل الثاني عشر

يسوع يتكلم بالأمثال

كان سيدنا يسوع المسيح يجول في القرى والمدن ويعلم الناس طريق الحياة الأبدية ولكي يوصل الحقائق الإلهية إلى أذهانهم كان يضرب لهم الأمثال الجميلة، في التوبة، والرحمة وعمل الخير، ومحبة القريب والمسامحة وفي سائر الفضائل المسيحية، ويذكر الإنجيل تسعة وعشرين مثلاً ضربها الرب منها: مثل الخروف الضال، والابن الضال، والدرهم المفقود التي علمنا فيها التوبة، ومثل الغني واليعازر الذي علمنا فيه الرحمة، ومثل السامري الصالح الذي علمنا فيه محبة القريب، ومثل العذارى العشر الذي علمنا فيه السهر والصلاة والاستعداد لملاقاة الرب، ومثل الزارع والزرع الذي علمنا فيه سماع كلام اللّه وتطبيقه.

الأسئلة:

ـ لماذا تكلم الرب بالأمثال؟

ـ كم مثلاً ذكر الإنجيل؟

ـ اذكر بعض الأمثال؟ وماذا تعلمنا؟

 

 

­    الفصل الثالث عشر

مثل الخروف الضال

بينما كان العشارون والخطأة محتاطين بالسيد المسيح في أحد الأيام وهو يتحدث إليهم، فغضب الكتبة والفريسيون قائلين إنه يخالط العشارين والخطأة، وفاتهم أن السيد المسيح جاء لكي يقود مثل هؤلاء إلى التوبة، لذلك ضرب لهم مثل الخروف الضال الذي تاه فضل عن القطيع، فحزن الراعي عليه، فترك التسعة والتسعين في البرية وذهب يفتش عن الخروف الضال في كل مكان متحملاً في ذلك تعباً عظيماً، ولما وجده فرح به كثيراً وحمله على منكبيه، وأتى به إلى بيته وصنع وليمة للأصدقاء والجيران ليشاركوه الأفراح لأنه وجد خروفه الضال، إن هذا المثل يعلمنا درساً في التوبة، فكما أن الراعي فرح عندما وجد خروفه الضال هكذا الآب السماوي يفرح كثيراً بالإنسان الذي يندم على خطيئته ويرجع ويتوب ويعترف.

الأسئلة:

ـ لماذا ضرب السيد المسيح مثل الخروف الضال؟

ـ قص علينا المثل.

ـ ماذا يعلمنا الرب في هذا المثل؟

 

 

­    الفصل الرابع عشر

مثل السامري الصالح

جاء إلى السيد المسيح في أحد الأيام ناموسي، وهو من علماء اليهود وسأله يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية فأجابه الرب: تحب الرب إلهمك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل إرادتك وتحب قريبك مثل نفسك. فسأله هذا بقوله ومن هو قريبي فقال له الرب: كان رجل نازلاً من أورشليم إلى أريحا وفي الطريق لقيه لصوص فسلبوه أمواله وعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت، فمر في تلك الطريق كاهن يهودي ورآه وتركه ومضى ولم يرق له قلبه، ومر به لاوي وهو من خدام الهيكل ولم يكترث له بل تركه ومضى، ثم جاء أخيراً رجل سامري وكان بين السامريين واليهود عداوة متأصلة واحقاد دفينة، أما ذلك السامري فتحنن على الساقط بين اللصوص وفاض قلبه عطفاً عليه وضمد جراحاته وحمله على دابته وأتى به إلى فندق وأوصى صاحب الفندق أن يعتني به ويعالجه، ومهما ينفق عليه يدفع له عند عودته. وبعد أن أنهى يسوع مثله هذا سأل الناموسي أي هؤلاء الثلاثة صار قريباً للذي وقع بين اللصوص؟ فقال الناموسي الذي صنع معه الرحمة، قال يسوع امض أنت أيضاً واصنع هكذا. وقد علمنا يسوع بهذا المثل أن نعتبر كل إنسان في العالم قريباً لنا مهما كان دينه أو جنسيته لأن الدين المسيحي هو دين المحبة والتسامح.

الأسئلة:

ـ ما كان جواب السيد المسيح عندما سأله الناموسي ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ قص علينا المثل.

 

الفصل الخامس عشر

التجلي

أراد الرب يسوع أن يظهر مجده لبعض تلاميذه ويظهر لهم بأنه إله قدير وهو رب السماء والأرض والأحياء والأموات، فأخذ ثلاثة منهم وهم بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبل تابور العالمي وهناك غيّر هيئته فاضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالثلج وظهر معه موسى وإيليا وأخذا يتكلمان معه بشأن الفداء الذي جاء من أجله إلى الأرض، وقال بطرس للرب حسناً لنا أن نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة، وإذا بسحابة منيرة تظللهم وتدخل الرعب إلى قلوب التلاميذ فسقطوا على الأرض كالأموات وسمع صوت الآب السماوي يقول هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت فله اسمعوا، ثم تقدم يسوع ولمس تلاميذه قائلاً قوموا لا تخافوا، فرفعوا أعينهم ونظروا حولهم بغتة فلم يروا أحداً بعد إلا يسوع وحده معهم.

الأسئلة:

ـ أين تجلى الرب يسوع؟

ـ من كان معه؟

ـ كيف تجلى الرب؟

 

 

­    الفصل السادس عشر

الشعانين

في أحد الأيام دخل يسوع أورشليم راكباً جحشاً وكانت تحيط به جموع كثيرة من تلاميذه وكانوا يمجدون ويسبحون، وكان بين أولئك الناس كثير من الأطفال أصدقاء يسوع الذين كان يحبهم كثيراً، وكانوا يحملون أغصان الزيتون وسعف النخل، ويرتلون ويقولون: «أوشعنا، أوشعنا، أوشعنا لابن داؤد مبارك الملك الآتي باسم الرب سلام من السماء ومجد في الأعالي» فغضب الفريسيون ورؤساء اليهود وكانوا يقولون ليسوع: يا معلم انتهر تلاميذك، أما تسمع ماذا يقولون فأجاب يسوع وقال لهم: أقول لكم إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ، وقد دعت الكنيسة ذلك اليوم عيد الشعانين.

الأسئلة:

ـ كيف دخل يسوع أورشليم؟

ـ ماذا كان يحمل الأطفال؟ وماذا كانوا يهتفون؟

ـ ماذا كان موقف الفريسيين؟ وماذا أجابهم الرب؟

 

 

­    الفصل السابع عشر

العشاء الأخير

اجتمع الرب مع تلاميذه في العلية الصهيونية في ليلة آلامه، وأكل معهم خروف الفصح، ثم غسل أرجلهم وبعد ذلك أراد أن يعطيهم فصح العهد الجديد الذي هو سر جسده ودمه، فأخذ الخبز وبارك وكسر، وأعطى تلاميذه وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا.

فعندما نتناول القربان المقدس نكون قد شاركنا تلاميذ المسيح بتناول جسده ودمه من يده بواسطة الكاهن ونكون قد ثبتنا في المسيح والمسيح ثبت فينا.

الأسئلة:

ـ ماذا عمل يسوع في العشاء الأخير؟

ـ كيف أعطى الرب لتلاميذه سرّ جسده ودمه؟

 

 

­    الفصل الثامن عشر

المسيح يصلب لأجلنا

بعد أن صنع الرب يسوع عجائب لا تحصى وعمل أعمالاً باهرة وعلم طريق الحق والحياة للبشر حسده كهنة اليهود ورؤساؤهم وقرروا قتله، وفي أحد الأيام مسكوه وحاكموه ظلماً وأقاموا شهود زور عليه وحكموا عليه بالموت على الصليب، فحملوه صليباً كبيراً من الخشب وذهبوا به إلى مكان يسمى الجلجلة ونصبوا هناك ذلك الصليب وصلبوه عليه فتألم كثيراً لأجلنا وأخيراً مات على الصليب وبواسطة موته منحنا الخلاص والحياة إلى الأبد.

غضبت الطبيعة على اليهود الأردياء لأنهم صلبوا المسيح ظلماً لذلك عندما مات أظلمت الشمس وزلزلت الأرض وتشققت الصخور وتفتحت القبور، وقام كثيرون من الأموات. كل ذلك حدث لكي يعلم الجميع أن المصلوب هو ابن اللّه المتجسد.

وانزل يوسف ونيقوديموس جسد يسوع المقدس من على الصليب، ودفناه في قبر جديد وكان حراس من قبل رؤساء كهنة اليهود يحرسون قبره، وكان ذلك يوم الجمعة العظيمة مات المسيح لأجلنا وبموته نلنا الحياة.

الأسئلة:

ـ كيف عامل اليهود المسيح عند صنعه العجائب؟

ـ لماذا حكم اليهود على المسيح بالموت؟

ـ ما الأحداث التي رافقت صلب المسيح؟

ـ لماذا مات المسيح؟

 

 

­    الفصل التاسع عشر

قيامة المسيح

بعد أن مكث الرب يسوع المسيح في القبر ثلاثة أيام قام منتصراً، وخلصنا من الموت والخطية والشيطان ففي فجر يوم الأحد ذهبت بعض النسوة إلى القبر ليضعن فيه بخوراً فوجدن الحجر مدحرجاً عن فم القبر فدخلن ولم يجدن جسد الرب فاندهشن ورأين رجلين لابسين ثياباً بيضاء لامعة قالا لهن: لماذا تطلبن الحي بين الأموات.. ليس هو ههنا لكنه قام، فركضت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ بهذا فركض بطرس ويوحنا إلى القبر فدخله بطرس ووجد اكفان الرب ولكنه لم يجد أحداً فرجعا إلى مكانهما، أما المجدلية فظلت واقفة عند القبر تبكي، ورأت في القبر ملاكين لابسين ثياباً بيضاء فقالا لها: لماذا تبكين؟ قالت: أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه، ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفاً، ولم تعلم أنه يسوع وظنته بستانياً ولكن الرب ناداها وقال: «يا مريم» فعرفته وركضت إليه وقالت يا سيدي يا سيدي فقال لها: اذهبي واخبري بطرس وبقية التلاميذ بهذا وظهر الرب بعد قيامته لكثيرين من تلاميذه ومحبيه.

الأسئلة:

ـ كم يوماً مكث الرب في القبر؟

ـ متى قام؟

ـ من أخبر التلاميذ بقيامة الرب؟

 

 

­    الفصل العشرون

الرب في طريق عمواس

كان اثنان من تلاميذ الرب ذاهبين إلى قرية اسمها عمواس قريبة من أورشليم، وكانا يتكلمان عن حوادث صلب المسيح وموته وقيامته، فظهر لهما الرب وكان يمشي معهما وهما لا يعرفانه، وكان يسمع كلامهما، فسألهما مستفسراً عما يتحدثان به فتعجبا أنه لا يعرف هذه الأمور العظيمة التي لم يبق واحد في اورشليم ونواحيها إلا وعرف عنها كل شيء، وقال له أحدهما: «وأنت وحدك غريب عن أورشليم» ثم شرعا يخبرانه عن تلك الأمور بحذافيرها وأكدا أن الرب قام وتراءى لكثيرين من محبيه، ثم شرع يسوع يفسر لهما الكتب مبتدئاً من موسى حتى جميع الأنبياء ويشرح لهما الحوادث شرحاً وافياً ولم يعرفاه إلى ذلك الوقت، ودخلا القرية، وألزماه ليبيت عندهما في البيت لأن المساء كان مقبلاً، واتكأ ليأكل معهما ثم أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه، ثم اختفى عنهما متعجباً من عدم معرفتهما إياه رغم حديثه الطويل معهما، ورجعا إلى أورشليم وأخبرا الرسل بهذا الحادث.

الأسئلة:

ـ إلى أين كان التلميذان ذاهبين؟

ـ ماذا كان موضوع كلام التلميذين؟

ـ من كان يرافق التلميذين؟

ـ ماذا قال أحدهما للرب؟ وماذا فسر الرب لهما؟

 

 

­    الفصل الحادي والعشرون

ظهور الرب يسوع في العلية أول مرة

كان الرسل القديسون مجتمعين في علية صهيون وهم يصلون ويتحدثون عن عجائب الرب وتعاليمه وموته وقيامته وظهوره لكثيرين منهم، وبينما هم كذلك، وقف الرب في وسطهم وبادرهم بالسلام لئلا يخافوا فقال: «السلام لكم» لكنهم خافوا جداً وظنوا أنهم يرون روحاً، فقال لهم الرب: «لماذا تضطربون؟» انظروا يدي ورجلي إني أنا هو، جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم ولا عظام كما ترون لي ثم أراهم يديه ورجليه ولكنهم كانوا لا يزالون غير مصدقين، فلكي يؤمنوا به أراد أن يأكل معهم قال لهم أعندكم ههنا طعام؟ فناولوه جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل فأخذ وأكل قدامهم وبعد ذلك صدقوا أنه الرب فآمنوا بقيامته وفرح التلاميذ إذ رأوا الرب.

الأسئلة:

ـ أين كان الرسل مجتمعين؟

ـ عما كانوا يتحدثون؟

ـ من وقف في وسطهم فجأة؟ وماذا قال لهم؟

ـ هل صدقوا ما قال لهم الرب؟

 

 

­    الفصل الثاني والعشرون

توما الرسول يؤمن بقيامة المسيح

عندما تراءى الرب في العلية في المرة الأولى للرسل لم يكن توما الرسول معهم ولكنهم أخبروه أن الرب ظهر لهم وأراهم يديه ورجليه وجنبه، فوجدوا أثر المسامير والحربة، فتعجب توما من ذلك، وشرع يفكر ثم قال لأخوته الرسل: إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في موضع المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن.

وبعد ثمانية أيام أي في يوم الأحد الآخر، كان التلاميذ أيضاً مجتمعين في العلية وتوما معهم فدخل الرب يسوع إلى العلية والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال: «السلام لكم» ونظر إلى توما وقال له: «هات أصبعك إلى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً».

تقدم توما إلى الرب، ووضع أصبعه في يديه ويده في جنبه ورأى آثار المسامير والحربة، فانحنى أمامه وصرخ وقال: ربي وإلهي، قال له يسوع: «لأنك رأيتني يا توما آمنت؟ طوبى للذين لم يروا وآمنوا».

الأسئلة:

ـ هل كان توما مع الرسل لما ظهر الرب في العلية؟

ـ ماذا قال الرسول توما للرسل عندما أخبروه بظهور الرب لهم؟

ـ ماذا قال الرب لتوما الرسول لدى ظهوره للرسل ثانية؟

ـ ماذا كان موقف الرسول توما أخيراً؟

 

 

­    الفصل الثالث والعشرون

ظهور الرب على بحيرة طبرية

كان الرب لا يزال يظهر لتلاميذه في جميع الأماكن التي كانوا يترددون إليها، وفي أحد الأيام كان قد اجتمع بعض التلاميذ معاً، وهم سمعان بطرس، وتوما ونثنائيل ويعقوب ويوحنا واثنان آخران، قال لهم بطرس «أنا ذاهب لاصطاد فقالوا له ونحن أيضاً نجيء معك فخرجوا من البيت وركبوا سفينة سارت بهم في بحيرة طبرية لكي يصيدوا السمك، وكانوا يلقون الشبكة في الماء الليلة كلها، ولكنهم لم يصيدوا في تلك الليلة شيئاً، وفي الصباح ظهر لهم الرب واقفاً على الشاطئ فرأوه ولكنهم لم يعرفوه، أراد الرب أن يعرفهم بنفسه فقال لهم «يا فتيان هل عندكم أيداما؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قالوا لا، فقال ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا، فألقوها واصطادوا سمكاً كثيراً، ولم يقدروا أن يجذبوها من كثرة السمك، هنا انتبه يوحنا، ونظر إلى الرب وعرفه، وقال لبطرس هو الرب، فاتزر بطرس بثوبه، وألقى نفسه في البحر ليذهب إلى الرب، وبقية التلاميذ سحبوا السفينة إلى الشاطئ وهم يجرون الشبكة فوجدوا على الشاطئ حجراً عليه سمك مشوي، وخبزاً جديداً، ثم قال لهم الرب «قدموا من السمك الذي امسكتم، فصعد بطرس إلى السفينة وسحب الشبكة وإذا فيها سمك كثير، مئة وثلاث وخمسون سمكة، فقال لهم يسوع هلموا تغدوا، فأكلوا وتأكدوا من أنه الرب.

 

 

­    الفصل الرابع والعشرون

صعود الرب إلى السماء

كان الرب يظهر لتلاميذه ظهوراً متواصلاً مدة أربعين يوماً بعد قيامته حتى آمنوا وأصبحوا مستعدين لكل عمل يأمرهم به الرب، وهكذا انتهى عمل الرب على الأرض وأراد الصعود إلى السماء إلى أبيه السماوي.

وآخر مرة ظهر لهم كانت على جبل الصعود أو جبل الزيتون بقرب أورشليم حيث اجتمع إليهم هناك وكان يتكلم بالأمور المختصة بملكوت اللّه، ثم أوصاهم ألا يبرحوا أورشليم بل أن ينتظروا موعد الآب الذي وعدهم به، وهو الروح القدس، فوجه إليه الرسل أسئلة كثيرة أجابهم عنها بحسب اللزوم، وآخر شيء قال لهم: ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس علكيم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية وفي كل العالم، اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، ثم رفع يديه وباركهم، وفيما كانوا ينظرون إلى السماء وهو مرتفع، وقف بهم رجلان بثياب بيضاء وقالا لهم: أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء ثم رجعوا إلى أورشليم.

الأسئلة:

ـ أين ظهر الرب للتلاميذ آخر مرة؟

ـ ماذا أوصى الرب تلاميذه؟

ـ ما هو آخر شيء قاله الرب لتلاميذه؟

ـ ماذا رأى التلاميذ أثناء صعود الرب إلى السماء؟ وماذا قالا لهم؟

 

 

­    الفصل الخامس والعشرون

حلول الروح القدس على التلاميذ

وعد الرب يسوع تلاميذه قبل صعوده إلى السماء، بإرسال الروح القدس الذي من عند الآب ينبثق (يو15: 26) وأوضح لهم مهمة الروح القدس الذي سيكون معزياً لهم ومقوياً ومشجعاً، كما أنه سيذكرهم بكل ما قاله الرب لهم وما عمله، وأوصاهم يسوع بأن لا يغادروا أورشليم حتى ينالوا القوة من العلاء وهكذا بعد صعوده إلى السماء بعشرة أيام وكان والتلاميذ مجتمعين، وكانوا نحو مئة وعشرين نفساً، صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وكان ذلك اليوم عيد الخمسين أحد أعياد اليهود الكبيرة وكان قد اجتمع في أورشليم جمهور غفير من جميع أنحاء العالم قادمين إلى العيد، فعندما سمع جمع منهم الصوت العظيم اجتمعوا حيث كان الرسل والتلاميذ مجتمعين، وتعجبوا عندما استمعوهم يتكلمون بلغات مختلفة واستهزأ بعضهم بهم وقالوا عنهم إنهم سكارى فألقى بطرس عليهم عظة مؤثرة جذب فيها إلى المسيح في ذلك النهار ثلاثة الآف نفس.

ومنذ ذلك اليوم ابتدأت الكنيسة المقدسة التي أسسها الرب يسوع على الأرض بالنمو والازدهار.

 

صلاة قبل الاعتراف

اللهم يا من لا تريد موت الخاطئ، ولكن تريد أن يتوب فيحيا، أنا أعترف بأنني أخطأت إلى السماء وأمامك وقابلت عظيم إحسانك بالنكران فلذلك سقطت من رتبة البنين ولست مستحقاً أن أدعى لك ابناً بالنعمة فاجعلني يا ابتاه كأحد عبيدك، وامح برأفتك مآثمي ومن خطيئتي طهرني، أيها الرؤوف اصرف وجهك عن خطاياي واستر عيوبي بلطفك أيها العطوف لا تطرحني من أمام وجهك ولا توبخني بغضبك، بل اسمع صوت تنهدي واقبل دموع توبتي واغسل بها أوزاري فإنني نادم ندامة كاملة ومتأسف تأسفاً بليغاً على كل ما سلف مني من الخطايا وقد عزمت ألاّ أعود ثانية إلى قيء الخطية المكروه، فتقبل اعترافي وأيدني بنعمتك لأرضى بالموت أحرى من إهانتك آمين.

صلاة بعد الاعتراف

يا سيدي يسوع المسيح طبيب الحياة وينبوع الرحمة ها قد تقدمت إليك أنا الأعمى لتنير بصري العقلي، وتشفي مرضي وتغني فقري، وأؤمن أنك تقبلت توبتي وارتضيت بندامتي وعفوت عني، وطهرتني من إثمي، فأشكر لك شكراً دائماً وأحمدك حمداً جزيلاً، نظير كثرة إحسانك، وأسألك أن تجعلني بنعمتك صادقاً بوعدي بعدم رجوعي إلى الخطية، وانصرني على سائر المحن لأقبلك وحدك على الأرض، وتتهلل روحي بتمجيدك إلى أن تتمتع بك في سمائك إلى الأبد آمين.

صلاة قبل التناول

أيها الخبز الذي نزل من السماء قوتاً للبشر جد لي بتناولك بكل ما يليق من الشوق والعبادة والإجلال يا خمر الحياة الشهي اسكرني بحبك الإلهي يا من كنت تنادي قائلاً من كان عطشاناً فليأت إليّ ويشرب، ها أن نفسي العطشى أتت تستسقيك ماء الحياة، اللّهم إني لست أهلاً لتدخل قلبي، فقل كلمة لتشفي نفسي المشتاقة إليك كاشتياق الأيل إلى جداول المياه ألا يا كأس البركة والخلاص يا أيها المن السماوي وخبز الحياة أثبت فيّ إلا الأبد آمين.

صلاة بعد التناول

بأي لسان أشكرك يا إلهي المسجود له واحمد نعمتك العظيمة التي يعجز عنها الوصف، إذ ارتضيت ووهبتني ذاتك الشريفة قوتاً إلهياً وأسكرت روحي بدمك وقدستني بروحك وأشبعت جوعي من دسم بيتك فأهدي إليك قلبي مسكناً لعزتك أبدياً لتملك على جميع عواطفي وأميالي وتديرها كيفما شئت، وأسألك أن يكون تناولي هذا زيادة لإيماني وتقوية لرجائي وإضراماً لنار حبك العذب فيّ، ونمواً لي في الفضائل كافة وسلاحاً يقيني مكامن أعداء نفسي واتحاداً بك إلى أن أحظى بحياة الخلود في سمائك مع جمهور قديسيك فأمجدك معهم وأباك وروحك القدوس إلى الأبد آمين.