«الجزء الثالث»

سلسلة

التهذيب المسيحي

«الجزء الثالث»

بقلم

سويريوس زكا عيواص

مطران الموصل وتوابعها للسريان الأرثوذكس

الطبعة الأولى

1967

(طبع في مطبعة الاتحاد الجديدة بالموصل في 3/9/1967)

نأذن في طبعه

دمشق في 9 آب سنة 1967

إغناطيوس يعقوب الثالث

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق

المقدمة

 

أعزائي معلمي ومعلمات دروس الدين:

بين أيديكم الجزء الثالث من «سلسلة التهذيب المسيحي» التي وضعتها مبنية على أساس نظريات صحيحة، في علم التربية الحديث، فالأمل بأن تلقى قبولاً لديكم، وتسد جزءاً من حاجة الكنيسة الماسة إلى كتب دينية تعليمية ذات أسلوب تهذيبي جديد.

ففي هذا الجزء من السلسلة، تقرأون قصصاً دينية واقعية مقتبسة من الكتاب المقدس، كتبتاه بلغة بسيطة سهلة الفهم، تناسك مدارك الأحداث، وتستسيغها عقولهم، بل تساعد على توسيع خيالهم وإثارة إعجابهم بأبطالها، فيحاولون الاقتداء بهم.

وهذه القصص موجزة يسهل حفظها على ظهر قلب، وقد عقبتها بأسئلة يعين الجواب عليها استيعاب حوادثها. وفي كل قصة عبرة أو أكثر، يقتبسها الأحداث تلقائياً، ويتعلمون منها التمسك بالفضائل والابتعاد عن الرذائل.

ولما للصلاة من اهمية كبرى في الدين، إذ قد قيل (لا دين بدون صلاة). ولما للأحداث من قابلية على حفظ ما يراد منهم حفظه على ظهر قلب، من الصلوات والترانيم الروحية والأناشيد الدينية، وإمكانية بدء رسوخ العادات الصالحة في نفوسهم ،وهل من عادة أجمل من العبادة؟ لذلك انتخبت بعض الصلوات الضرورية ليستظرها الأحداث ويمارسونها، وبهذه المناسبة أرغب إليكم في أن تعلموهم كيفية تلاوة الصلوات بخشوع في دورهم وفي الكنيسة.

والمتوقع منكم أن تكونوا لهم قدوة صالحة، ومثالاً حسناً في تكريم بيت اللّه أثناء حضوركم في الكنيسة، لينسجوا على منوالكم، ويطبعوا على غراركم.

ولما لأسرار الكنيسة السبعة من علاقة وثقى بحياة المؤمن الروحية، في سائر أدوار حياته على الأرض، فلا بد أن يتلقى الأحداث في سن مبكرة بعض المعلومات عنها ليعرفوا قيمتها الروحية.

أما الصور، وهي وسائل إيضاح ضرورية جداً، فالأمل بأن تلفتوا انتباه الأحداث إلى الاستعانة بها، لفهم مواضيع الكتاب.

ولا بد أن أوضح لكم أن أهم ما قصدته في فصول الكتاب كلها، هو توثيق علاقة الأحداث باللّه تعالى، خالقهم والمعتني بهم، لكي يحبوه من كل قلوبهم، ومن كل نفوسيهم، ومن كل إرادتهم. وكذلك ليتعلقوا بمحبة كنيستهم ووطنهم وأهلهم ومعلميهم وأصدقائهم. فأرغب إليكم في أن تهتموا لتبلغ هذه الدروس الهدف الذي وضعت لأجله.

أسأله تعالى أن يجعل هذا الكتاب خير وسيلة لتهذيب وخلاص نفوس الأحداث أحباء الرب يسوع.

الموصل في 7 ـ 7 ـ 1967

+ سويريوس

الفصل الأول

اللّه خالقنا والمعتني بنا

اللّه تعالى هو خالق جميع الكائنات، وقد خلقنا لكي نمجده ونعبده، وهو يحبنا كثيراً حتى إننا عندما أخطأنا وخالفنا أمره الإلهي أرسل ابنه الوحيد سيدنا يسوع المسيح فتجسد من العذراء مريم وخلصنا بدمه الكريم إذ صلب ومات وقام في اليوم الثالث ومنحنا مغفرة الخطايا.

واللّه تعالى لا يزال يعتني بنا عناية تفوق عناية الأب بأولاده، فيجب أن نتكل عليه في كل شيء ونسلم إرادتنا له لأنه خالقنا ومدبرنا والمعتني بنا وبجميع المخلوقات، ولهذا يعلمنا سيدنا يسوع المسيح بقوله: «أليس عصفوران يباعان بفلس واحد وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون إرادة الآب الذي في السموات. وأنتم أفضل من عصافير كثيرة.. وحتى شعور رؤوسكم محصاة».

أسئلة:

1ـ من خلقنا وخلق جميع الكائنات؟

2ـ من خلصنا وفدانا وكيف؟

3ـ ماذا قال ربنا يسوع المسيح عن عناية اللّه بالمخلوقات؟

 

 

الفصل الثاني

إبراهيم ولوط (تك 11: 14)

كان إبراهيم رجلاً فاضلاً يسكن في أرض الكلدانيين ويعبد اللّه تعالى، بينما كان جميع سكان تلك الأرض يعبدون الأصنام، فدعا اللّه إبراهيم وقال له: «اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك»، فذهب إبراهيم وعائلته وخدمه وابن أخيه لوط إلى الأرض الجديدة التي أراه إياها الرب.

وأصبح إبراهيم غنياً جداً وكذلك لوط ابن أخيه، ومرة تخاصم رعاة مواشي إبراهيم ورعاة مواشي لوط على أرض المرعى للأغنام والماشية، وكان إبراهيم لطيفاً وكريماً لذلك قال للوط: لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخوان، ثم خير لوط ليختار المرعى الذي يرغب فيه، ويأخذ إبراهيم القسم الثاني، وكان لوط أنانياً لا يفكر إلا في نفسه ولا يهتم بغيره لذلك اختار الأرض التي اعتقد بأنها الأفضل. أما إبراهيم فبقى على الجبل، ولكن اللّه كان مع إبراهيم لأنه كان كريماً وغير أناني فأصبح إبراهيم غنياً يوماً بعد يوم ولكن لوط خسر ما كان يملك.

أسئلة:

1ـ أين كان يسكن إبراهيم؟

2ـ لماذا دعا اللّه إبراهيم ليخرج من أرضه؟

3ـ من هو لوط؟

4ـ لماذا تخاصم رعاة أغنام لوط مع رعاة أغنام إبراهيم؟

5ـ ماذا قال إبراهيم للوط؟

6ـ من أي نوع من الرجال كان لوط؟

7ـ كيف كان إبراهيم؟

 

 

الفصل الثالث

تقديم اسحق ذبيحة

كان لإبراهيم ابن وحيد اسمه اسحق وكان يحبه جداً، مرة أراد اللّه أن يجرب إبراهيم ليظهر للناس بهذه التجرة أن إبراهيم يحبه أكثر من ابنه الوحيد، لذلك قال اللّه لإبراهيم خذ ابنك وحيدك اسحق الذي احببته وقدمه لي ذبيحة.

وكان اسحق لطيفاً وصالحاً يحب اللّه، وكان مطيعاً لوالديه ولا يحب الخصام، وفي أحد الأيام قال له أبوه إحمل يا اسحق الحطب وسر معي إلى الجبل لنقدم ذبيحة للّه. وفي الطريق قال اسحق لأبيه: «ابتي هوذا الحطب والنار والسكين فأين الخروف للذبيحة» فأجابه إبراهيم: «إن اللّه يرى له الخروف» وعندما وصلا إلى الجبل نظم إبراهيم المذبح ورتب الحطب عليه وربط اسحق ووضعه عليه وأخذ السكين ليذبحه. فناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم، إبراهيم. فقال: ها أنذا، فقال له: لا تمد يدك إلى الغلام لأني علمت إنك خائف اللّه فلم تمسك ابنك وحيدك عني» فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا خروف معلق بشجرة كبيرة بقرنيه، فأخذه وقدمه ذبيحة عوضاً عن ابنه.

وكان اسحق يرمز إلى سيدنا يسوع المسيح الذي قدم بإرادته وإرادة أبيه السماوي ذبيحة على الصليب لفداء البشر.

أسئلة:

1ـ ما اسم ابن ابراهيم الوحيد؟

2ـ كيف كان اسحق؟

3ـ كيف جرب اللّه إبراهيم ولماذا؟

4ـ إلى من كان يرمز اسحق؟

5ـ قص لنا حكاية تقديم اسحق ذبيحة؟

 

 

الفصل الرابع

الطفل موسى

كان ملك مصر قديماً يسمى فرعون، وكان بنو إسرائيل قد تكاثروا هناك، وخاف فرعون منهم لذلك استعبدهم ليذلهم، فسخرهم بالأشغال الشاقة، وأراد القضاء عليهم فأصدر أمراً أن كل امرأة تلد ولداً ذكراً يجب أن تطرحه في نهر النيل.

في تلك الأيام ولدت امرأة منهم ولداً ذكراً جميلاً فأخفته مدة طويلة، ولكنها خافت لئلا يخبر عنها أحد فيأتي جنود فرعون ويقتلونه ويقتلونها، لذلك صنعت له سلة مطلية بالزفت ووضعته فيها وبعثت ابنتها فطرحت السلة في نهر النيل.

وحدث أن ابنة فرعون خرجت للاستحمام في نهر النيل فوجدت هذه السلة وبداخلها طفل جميل جداً، فأحبته وأخذته عندها وأصبح ابنها، وسمته موسى أي المنتشل من الماء، ثم فتشت عن مربية لتربيته، وبعناية اللّه تعالى استخدمت ابنة فرعون أم موسى الحقيقية لتربيه، وتربى موسى في قصر ابنة فرعون وتعلّم على يديها، وعندما كبر دعاه اللّه تعالى ليخلص شعبه من عبودية فرعون.

أسئلة:

1ـ لماذا خاف فرعون من بني إسرائيل؟

2ـ ماذا صنع بهم؟

3ـ من هو موسى؟

4ـ لماذا سمي موسى؟

5ـ أين تربى موسى؟

6ـ ماذا حدث له عندما كبر؟

 

 

الفصل الخامس

اللّه يعتني بإيليا النبي وبأرملة صرفة صيدا

كان في زمان إيليا النبي ملك شرير اسمه «اخاب» ترك عبادة اللّه وسجد للأصنام، فغضب اللّه عليه وأرسل إيليا النبي إليه قائلاً له: حي هو الرب أنه لا يكون طل ولا مطر في ثلاث سنين إلا عند قولي، فغضب أخاب كثيراً وأراد قتل إيليا، فأمر اللّه إيليا أن ينطلق ويختبئ عند نهر كريت الذي هو مقابل الأردن، وكانت الغربان تأتي إليه بخبز ولحم صباحاً ومساء، وبعد مدة يبس النهر لأنه لم يكن مطر، فأمر الرب إيليا النبي أن يذهب إلى صرفة في صيدا، فقام وذهب إلى صرفة، وعند باب المدينة رأى أرملة تجمع قشاً فقال لها: هاتي لي قليل ماء في إناء لأشرب وهاتي لي كسرة خبز لآكل، فقالت له تلك الأرملة: حي هو الرب إلهك أنه ليس عندي سوى ملء كف من الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الكوز وها أنذا أجمع القش لأخبز ما تبقى لي ولابني فنأكل ما عندنا ثم نموت، فقال لها إيليا: لا تخافي إعملي لي كعكة صغيرة أولاً ثم اعملي لك ولابنك، وحي هو الرب أن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطراً.

فذهبت الأرملة وفعلت كما أمرها إيليا، وأكلت هي وإيليا وبيتها أياماً وكوار الطحين لم يفرغ، وكوز الزيت لم ينقص حسب قول الرب على لسان إيليا النبي.

أسئلة:

1ـ ماذا قال إيليا لأخاب؟

2ـ كيف اعتنى اللّه بإيليا؟

3ـ كيف اعتنى اللّه بأرملة صرفة صيدا؟

4ـ هل يعتني اللّه بخائفيه؟

 

 

الفصل السادس

اليشاع يحيي ميتاً

كان اليشاع تلميذاً للنبي إيليا، وأصبح هو أيضاً نبياً يساعد الناس ويخبرهم بشرائع الرب وأوامره، وفي أحد الأيام بينما كان يسير في بلدة شونم بقرب قصر جميل، دعته سيدة الدار لتناول الطعام عندها، واتفقت مع زوجها فبنى له غرفة في دارهما لكي يستريح فيها كلما مر من ذلك المكان، ففرح اليشاع، وإذ كانت هذه المرأة عاقراً وكانت تطلب من الرب ليرزقها طفلاً، صلى لأجلها فاستجاب اللّه له ورزقت هذه المرأة الصالحة طفلاً سرت به كثيراً.

وعندما كبر الصبي كان يذهب مع أبيه إلى الحقل، ومرة مرض الصبي ومات فأخذته أمه ووضعته على سرير النبي اليشاع وركضت إلى جبل الكرمل ووقعت على قدمي النبي وأخبرته بموت الصبي، فقام وتبعها ودخل غرفته وابتدأ يصلي إلى اللّه، فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح عينيه وعاش ثانية، ففرحت أم الصبي بابنها، كما سر اليشاع لأن اللّه أشفق على هؤلاء الناس وساعدهم بواسطته.

أسئلة:

1ـ من هو اليشاع؟

2ـ لماذا ابتنت المرأة الصالحة غرفة لاليشاع في دارها؟

3ـ ماذا صنع لها اليشاع؟

4ـ ماذا صنع بابنها؟

 

 

الفصل السابع

نعمان السرياني

كان نعمان قائداً في جيش ملك آرام في بلاد سوريا، وكان مصاباً بمرض البرص، وعالجه كل أطباء المملكة ولم يشف.

وكان في قصر نعمان فتاة يهودية صغيرة تشتغل خادمة، وكانت تحب سيدها نعمان كثيراً، لذلك أخبرت زوجته عن اليشاع النبي الذي كان يسكن في مدينة السامرة، وعن مقدرته على صنع المعجزات باسم الرب، وقالت الفتاة لمولاتها: يا ليت سيدي نعمان يذهب إلى السامرة ويري نفسه للنبي ليشفيه.

فذهب نعمان إلى السامرة ووقف عند باب بيت النبي اليشاع، ولم يستقبله اليشاع بل أرسل خادمه جيحزي ليخبر نعمان ليذهب إلى نهر الأردن ويغطس فيه سبع مرات فيبرأ من برصه، فغضب نعمان لأن النبي اليشاع لم يستقبله.

وقال: إن نهر دمشق أحسن من الأردن، وقد اغتسلت به كثيراً ولم أطهر، وأراد نعمان أن يعود إلى بلاده دون أن يستحم في نهر الأردن، ولكن خدامه توسلوا إليه ليطبق وصية النبي اليشاع، لذلك ذهب وغطس سبع مرات في الأردن فشفي من برصه وعاد إلى بيته، ففرحت امرأته وخادمته وكل أصدقائه.

أسئلة:

1ـ من كان نعمان السرياني؟

2ـ بأي مرض كان مصاباً؟

3ـ من شفاه من مرضه؟

4ـ من دله على اليشاع؟

5ـ ماذا أوصاه اليشاع ليعمل؟

6ـ ماذا عمل نعمان حتى طهر من برصه؟

 

 

الفصل الثامن

يونان في جوف الحوت

أمر اللّه يونان أن يذهب إلى مدينة اسمها نينوى، وأن يخبر أهلها ليتوبوا، ولكن يونان لم ينفذ أمر اللّه تعالى بل ركب سفينة مسافرة في البحر، محاولاً الهروب من أمام وجه الله، فهبت عاصفة عظيمة، وكادت السفينة تنكسر وتفرق، وخاف الملاحون وابتدأوا يصلون، وطلبوا من يونان ليصلي إلى اللّه لكي يخلصهم من هذا الشر، فأخبرهم يونان بأنه هو سبب تلك الزوبعة المخيفة، وأن اللّه أراد أن يعاقبه لأنه لم يكمل أمره وقال لهم أيضاً: «اطرحوني في البحر وسوف يهدأ البحر عنكم» فأخذ الملاحون يونان فطرحوه في البحر فوقف البحر عن هيجانه.

أما الرب فقد أعد حوتاً عظيماً ليبتلع يونان، فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال. وصلى يونان إلى الرب من جوف الحوت. فقذفه الحوت إلى البر. وقام يونان وذهب إلى مدينة نينوى، وأخبر أهلها بما أمره اللّه، وأنذرهم بأنهم إن لم يتوبوا، فبعد أربعين يوماً تنقلب مدينتهم، فآمن أهل نينوى باللّه وتابوا فلم تنقلب مدينتهم.

وكان يونان رمزاً لسيدنا يسوع المسيح، الذي مات لأجل فدائنا، أي ليهدئ غضب اللّه عنا، ودفن في الأرض ثلاثة أيام وفي اليوم الثالث قام منتصراً على الموت والشيطان والخطية.

أسئلة:

1ـ لماذا هبت العاصفة في البحر وكادت السفينة تنكسر؟

2ـ ماذا قال يونان للملاحين؟

3ـ ماذا فعل الملاحون بيونان؟

4ـ ماذا فعل يونان في جوف الحوت؟

5ـ ماذا صنع به الحوت العظيم؟

6ـ ماذا عمل يونان بعدما قذفه الحوت إلى البر؟

7ـ لماذا لم تنقلب مدينة نينوى؟

8ـ كيف أصبح يونان رمزاً لسيدنا يسوع المسيح؟

 

 

الفصل التاسع

دانيال في جب الأسود

كان دانيال نبياً عظيماً حاز منزلة عالية عند داريوس الملك الفارسي، فحسده عظماء المملكة وتشاوروا على قتله، لذلك التمسوا من الملك أن يصدر أمراً ينص أن يعبد كل إنسان في المملكة الملك وحده مدة ثلاثين يوماً، ومن يخالف ذلك يطرح في جب الأسود، فوافق داريوس وأعلن الأمر لكل الناس فأطاعوه.

أما دانيال فكان يصلي للّه ثلاث مرات في النهار، واستمر بعبادة اللّه تعالى، وكان أعداؤه يراقبونه وأخبروا الملك بأن دانيال خالف أمره، وألحوا عليه أن ينفذ فيه حكم القانون الذي وضعه، لذلك اضطر الملك فأصدر أمره، فطرحوا دانيال في جب الأسود، ووضعوا على فم الجب حجراً كبيراً، وختمه الملك بختمه وخاتم عظماء المملكة، وكان الملك حزيناً جداً، وقال لدانيال: «إن إلهك الذي تعبده ينجيك دائماً».

وأرسل اللّه ملاكه فسد أفواه الأسود، وكانت تدور حول دانيال وهي جائعة ولكنها لم تمسه بأذى.

وفي صباح اليوم التالي جاء الملك إلى جب الأسود، ونادى دانيال قائلاً: «يا دانيال هل قدر إلهك أن ينجيك من الأسود؟» فأجاب دانيال: «إلهي أرسل ملاكه، وسد أفواه الأسود» ففرح الملك وأخرج دانيال من جب الأسود، وطرح مكانه أولئك الناس الأشرار الذين اشتكوا عليه، فهجمت عليهم الأسود وافترستهم حالاً.

أسئلة:

1ـ من هو دانيال النبي؟

2ـ ماذا التمس الناس الأشرار من داريوس الملك الفارسي؟

3ـ ماذا كانت غايتهم؟

4ـ هل أطاع دانيال أمر الملك بعبادته؟

5ـ ماذا فعل الأشرار بدانيال؟

6ـ ماذا عمل الملك في اليوم التالي؟

7ـ لماذا لم تمس الأسود دانيال بأذى؟

8ـ ماذا كانت نتيجة الرجال الأشرار الذين وضعوا دانيال في الجب؟

9ـ هل يعتني اللّه بخائفيه وينجيهم من الشر؟

 

 

الفصل العاشر

الكتاب المقدس

الكتاب المقدس هو مجموع الأسفار الإلهية التي كتبها الأنبياء والرسل بإرشاد الروح القدس، وهو يحتوي على وصايا اللّه وأوامره التي يجب أن يسير بموجبها المؤمنون، لتقودهم إلى الإيمان الحقيقي والسيرة الصالحة، لأنه أعطي للعالم نوراً.

ويقسم الكتاب المقدس إلى قسمين:

القسم الأول ويسمى العهد القديم من بدء الخليقة إلى أيام السيد المسيح، ويحتوي على الأسفار التي تسرد حوادث خلقة العالم وسقوط الإنسان، ووعد اللّه بالخلاص، وانتخاب إبراهيم، وتاريخ شعب اللّه، ونبوات الأنبياء عن تجسد ابن الله سيدنا يسوع المسيح ومجيئه لخلاص العالم.

والقسم الثاني ويسمى العهد الجديد، وهو إتمام وعد اللّه للإنسان بالخلاص، ويحتوي على الأناجيل الأربعة المقدسة وأعمال الرسل ورسائل الرسول بولس ورسائل بعض الرسل وسفر الرؤيا.

ويصف العهد الجديد، حياة السيد المسيح على الأرض منذ ولادته حتى صعوده، وعمل الفداء الذي أتمه بتجسده وعجائبه وأقواله ووصاياه الإلهية، وأعمال بعض الرسل وأقوالهم.

والكتاب المقدس موحى به من اللّه، وهو دستور الكنيسة، والمرشد الصالح للمؤمن، فيجب أن نقرأه باحترام وخشوع، ونطبق أوامره لأنه كلام اللّه تعالى.

أسئلة:

1ـ ما هو الكتاب المقدس؟

2ـ ماذا يحتوي العهد القديم؟

3ـ ماذا يحتوي العهد الجديد؟

4ـ كيف يجب أن نقرأ الكتاب المقدس ولماذا؟

 

 

الفصل الحادي عشر

الوصايا العشر

أعطى اللّه تعالى المؤمنين به، عشر وصايا سلمها لموسى النبي، مكتوبة في لوحين من الحجر، لتكون أساساً لسلوك المؤمنين في الحياة، وهذه الوصايا تقسم إلى قسمين:

القسم الأول: يتضمن واجبات المؤمنين نحو اللّه تعالى وهي أربع وصايا:

1ـ أنا الرب إلهك لا يكن لك آلهة أخرى أمامي.

2ـ لا تصنع لك تمثالاً أو صورة ما، لا تسجد لهن ولا تعبدهن.

3ـ لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً.

4ـ أذكر يوم السبت لتقدسه.

أما القسم الثاني: فيتضمن واجبات المؤمنين نحو القريب (وقريب المؤمن هو كل إنسان في هذه الدنيا) وهي ست وصايا:

5ـ أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض.

6ـ لا تقتل.

7ـ لا تزن.

8ـ لا تسرق.

9ـ لا تشهد على قريبك شهادة زور.

10ـ لا تشته بيت قريبك ولا شيئاً مما لقريبك.

أسئلة:

1ـ لمن سلم اللّه الوصايا العشر؟

2ـ أتل الوصايا العشر؟

3ـ ماذا يتضمن القسم الأول من الوصايا؟

4ـ ماذا يتضمن القسم الثاني من الوصايا؟

5ـ من هو قريب المؤمن؟

 

 

الفصل الثاني عشر

أسرار الكنيسة السبعة

تعريف السر: السر في الاصطلاح الكنسي هو عمل مقدس به ينال المؤمن نعمة غير منظورة تحت مادة منظورة.

عدد الأسرار: أسرار الكنيسة المقدسة سبعة وهي: 1ـ سر المعمودية، 2ـ سر الميرون المقدس، 3ـ سر القربان المقدس، 4ـ سر التوبة والاعتراف، 5ـ سر مسحة المرضى، 6ـ سر الزواج، 7ـ سر الكهنوت.

تقسيم الأسرار: بعض هذه الأسرار ضرورية للخلاص لجميع المؤمنين وهي: 1ـ سر المعمودية، 2ـ سر الميرون المقدس، 3ـ سر التوبة والاعتراف، 4ـ سر القربان المقدس.

أما بقية الأسرار وهي: 1ـ سر الكهنوت، 2ـ سر الزواج، 3ـ سر مسحة المرضى، فغير ضرورية للخلاص بالنسبة للأفراد، ولكنها ضرورية بالنسبة إلى الكنيسة عامة والهيئة الاجتماعية.

ولكي يكمل كل سر من الأسرار السبعة، يقتضي أن يخدمه كاهن شرعي يلفظ كلمات مقدسة معلومة، ويستعمل مادة معروفة كالماء في سر المعمودية.

أسئلة:

1ـ ما هو السر؟

2ـ عدد أسرار الكنيسة؟

3ـ ما هي الأسرار الضرورية للخلاص؟

4ـ ما هي الأسرار غير الضرورية للخلاص؟

5ـ ما هي شروط إتمام السر؟

 

 

الفصل الثالث عشر

سر المعمودية

المعمودية هي الولادة الثانية الروحانية من الماء والروح، وقد أسس هذا السر ربنا يسوع المسيح، بعماده من يوحنا المعمدان في نهر الأردن، وبأمره لتلاميذه قائلاً: «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدان».

فالمعمودية ضرورية للخلاص، بها ينال المؤمنون نعمة التبني إذ تغفر خطاياهم، وتتجد خلقتهم روحياً، وتعاد إليهم طبيعة آدم الروحانية الأولى قبل الخطية، ولذلك فالكنيسة تعمد الأطفال لكي إذا ما باغتهم الموت في سن الطفولة يستحقوا كباقي المؤمنين أن يرثوا ملكوت اللّه.

أسئلة:

1ـ ماهو سر المعمودية؟

2ـ من أسس سر المعمودية وكيف؟

3ـ هل المعمودية ضرورية للخلاص؟

4ـ ماذا ينال المؤمن من المعمودية؟

5ـ لماذا تعمد الكنيسة الأطفال الصغار؟

 

 

الفصل الرابع عشر

سر الميرون المقدس

كان الرسل يضعون الأيدي على المعمدين، فيحل عليهم الروح القدس، ولما تعذر على الرسل وضع أيديهم على كل المعمدين في أنحاء العالم، أرشدهم اللّه أن يصنعوا زيتاً مقدساً ممزوجاً بالطيوب، يوزعونه على سائر الكنائس لكي يمسح به المعتمدون فيحل عليهم الروح القدس. ويسمى هذا الزيت الميرون المقدس، ومعنى كلمة ميرون طيب، وكان الرسل يقدسونه، والآن يقدسه قداسة البطريرك ويوزعه على الكنائس فيمسح به المؤمن على أثر خروجه من المعمودية، فينال موهبة الروح القدس، كما حل الروح القدس على ربنا يسوع المسيح في شبه حمامة عند صعوده من نهر الأردن بعد عماده من يوحنا، وكما حل الروح القدس يوم الخمسين على الرسل الأطهار.

أسئلة:

1ـ ما معنى الميرون المقدس؟

2ـ ماذا كان الرسل يعملون بعد عماد المؤمنين؟

3ـ ماذا يحصل للمعتمد بعد مسحه بالميرون المقدس؟

4ـ من يقدس الميرون الآن؟

 

 

الفصل الخامس عشر

سر التوبة والاعتراف

بما أن الإنسان معرض للخطية طالما هو لابس الجسد، لذلك فمن نعم اللّه تعالى قبوله الخطاة، إذا رجعوا إليه بالتوبة، بل أنه وهو الإله تجسد ليعدي الإنسان الخاطئ إليه، وقد قال: «لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة» (لو5: 32) وأسّس سر التوبة والاعتراف، إذ منح رسله الأطهار سلطان مغفرة الخطايا بقوله: «من غفرتم له خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت» (يو 20: 23) وهذا السلطان ناله خلفاؤهم أيضاً الأساقفة والكهنة، لذلك سنت الكنيسة أن يأتي التائب أمام الكاهن ويعترف بخطاياه لينال الغفران، ووضعت شروط الاعتراف القانوني أمام الكاهن وهي:

1ـ أن يفحص المؤمن ضميره ويحاسب نفسه على الخطايا التي صدرت منه ضد اللّه وضد القريب.

2ـ أن يشعر بعظم الخطايا التي اقترفها ويقدم ندامة حقيقية ويقدم التوبة عنها، ويعتزم أن لا يعود إليها ملتجئاً إلى نعمة اللّه لكي تساعده على السير في طريق القداسة.

3ـ أن يأتي إلى الكاهن ويجثو أمامه، ويرسم علامة الصليب على وجهه، ويتلو الصلاة الربانية ثم صلاة الاعتراف، ويعترف بتدقيق بالخطايا التي صدرت منه بالفكر والقول والعمل والإهمال ولا يكتم عن الكاهن شيئاً من خطاياه.

4ـ أن لا يذكر في اعترافه أسماء أشخاص لئلا يكشف أخطاءهم.

5ـ أن يقبل قانون التأديبات المفروضة عليه من قبل الكاهن.

بذلك يكون اعترافه قانونياً وندامته كاملة.

أسئلة:

1ـ لماذا وضع سر التوبة والاعتراف؟

2ـ لماذا تجسد ربنا يسوع المسيح؟

3ـ كيف أسس ربنا يسوع المسيح سر التوبة والاعتراف؟

4ـ ما هي شروط الاعتراف القانوني؟

 

 

الفصل السادس عشر

سر القربان المقدس

أسّس لنا الرب يسوع هذا السر المقدس في ليلة الآمه عندما أخذ خبزاً وبارك وكسر وأعطى تلاميذه قائلاً: خذوا كلوا هذا هو جسدي، وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديدي الذي يسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا (مت 26: 26 ـ 28). وأوصاهم قائلاً: «اصنعوا هذا لذكري».

وهذا السر ضروري للخلاص، كما أوصانا الرب نفسه بقوله: «الحق أقول لكم، إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم» (يو6: 53).

وربنا يسوع المسيح بممارسته هذا السر، وبأقواله يعلمنا أن الخبز والخمر بعد التقديس، يصبحان جسده ودمه، فعندما نتناول القربان المقدس، إنما نأخذ جسد المسيح ودمه تحت شكلي الخبز والخمر، لذلك ينبغي أن يستعد المؤمن قبل التناول: 1ـ أن يطهر ضميره بالتوبة الحقيقية والاعتراف القانوني أمام الكاهن. 2ـ أن يكون صائماً من نصف الليل. 3ـ أن يغسل جسده ويلبس ثياباً نظيفة ومحتشمة. 4ـ أن يصلي بحرارة وإيمان قبل التناول وبعده.

أسئلة:

1ـ من أسس سر القربان المقدس؟

2ـ متى أسس الرب سر القربان المقدس وكيف؟

3ـ هل سر القربان المقدس ضروري للخلاص؟

4ـ ما هي شروط التناول من القربان المقدس؟

5ـ ماذا يصير الخبز والخمر بعد التقديس؟

 

 

الفصل السابع عشر

بركات التناول من القربان المقدس

إن التناول من سر القربان المقدس، يمنح المؤمن بركات روحية، كالاتحاد مع المسيح، والحياة والثبات فيه، والنمو الروحي في النعمة والكمال المسيحي، لذلك فقد أوجبت الكنيسة أن ينال المؤمن القربان عند أخذه بقية الأسرار أيضاً، فعندما يعتمد المسيحي مثلاً وينال نعمة البنوة بالمعمودية، والتثبيت وحلول الروح القدس بالميرون المقدس، يمحنه الكاهن سر القربان المقدس، إذ يضع في فمه بالملعقة جزءاً من القربان، فيتناول المسيح بذاته، لأن المسيح موجود في كل جزء من القربان، فيتناول المسيح بناسوته ولاهوته.

لذلك وجب علينا أن نواظب على التناول من هذا السر بعد الاستعداد الواجب، كما يجب أن نقترب إليه بكل خشوع واحترام، لأننا نقترب من الرب يسوع المسيح نفسه.

وقد فرضت الكنيسة على المؤمنين أن يتناولوا القربان المقدس على الأقل مرة في السنة ويستحسن التناول في الأعياد وفي كل أربعين يوم.

أسئلة:

1ـ ما هي بركات التناول من القربان المقدس؟

2ـ هل يدخل سر القربان المقدس في بقية الأسرار؟

3ـ كيف يناول الكاهن الطفل بعد العماد؟

4ـ كيف يجب أن نقترب من التناول؟

5ـ كم مرة بالسنة يجب أن نتناول القربان المقدس؟

 

 

صلوات مختارة

(للحفظ غيباً)

صلوات عامة:

الصلاة الربية

أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، أعطنا خبزنا كفافنا اليوم واغفر لنا ذنوبنا كما نحن أيضاً نغفر لمن أخطأ إلينا، ولا تدخلنا في التجربة، لكن نجنا من الشرير، لأن لك الملك والقوة والتسبحة إلى أبد الآبدين آمين.

السلام الملائكي

السلام لك يا مريم العذراء الممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء ومبارك ثمرة بطنك يسوع، يا مريم القديسة يا والدة الإله صلي من أجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا آمين.

دستور الإيمان

نؤمن بإله واحد الآب الضابط الكل خالق السماء والأرض وكل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع المسيح ابن اللّه الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي  صاربه كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء والدة الإله، وصار إنساناً وصلب عوضاً عنا في عهد بيلاطس البنطي، تألم ومات ودفن وقام في اليوم الثالث كماء شاء، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب، وأيضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات، ذلك الذي ليس لملكه انقضاء، ونؤمن بالروح القدس الرب المحيي الكل الذي من الآب ينبثق ومع الآب والابن يسجد له ويمجد، الذي نطق بالأنبياء والرسل، وبكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ونترجى قيامة الموتى والحياة الجديدة في العالم الآتي آمين.

صلوات خاصة بالاعتراف

صلاة التوبة

ارحمنا أيها الإله الآب الضابط الكل، إياك نسبح، إياك نبارك، ولك نسجد متضرعين إليك لتشفق علينا متعطفاً. يا يسوع بحر الرحمة، ارحمني في يوم الدينوية مثلما رحمت اللص والعشار والخاطئة آمين.

صلاة قبل الاعتراف

اللهم يا من لا يريد موت الخاطئ، ولكن تريد أن يتوب فيحيا، أنا أعترف بأنني أخطأت إلى السماء وأمامك وقابلت عظيم إحسانك بالنكران فلذلك سقطت من رتبة البنين ولست مستحقاً أن أدعى لك ابناً بالنعمة فاجعلني يا ابتاه كأحد عبيدك، وامح برأفتك مآثمي ومن خيطئتي طهرني، أيها الرؤوف اصرف وجهك عن خطاياي واستر عيوبي بلطفك أيها العطوف لا تطرحني من أمام وجهك ولا توبخني بغضبك، بل اسمع صوت تنهدي واقبل دموع توبتي واغسل بها أوزاري فإنني نادم ندامة كاملة ومتأسف تأسفاً بليغاً على كل ما سلف مني من الخطايا وقد عزمت إلا أعود ثانية إلى قيء الخطية المكروه، فتقبل اعترافي وأيدني بنعمتك لأرضى بالموت أحرى من إهانتك آمين.

صلاة عند الاعتراف بالخطايا أمام الكاهن

أنا اعترف للّه الآب الضابط الكل وابنه الحبيب سيدنا يسوع المسيح وروحه القدوس.

واعترف بإيمان المجامع الثلاثة المقدسة في نيقية وقسطنطينية وأفسس، على رجاء الكهنوت الشريف المسلم إليك يا أبي الكاهن، وبه تحل وتربط، إنني أخطأت بحواسي الباطنة والظاهرة بالقول والفعل والفكر، خطيتي عظيمة عظيمة جداً، وأنا نادم عليها ندامة كاملة وقاصد ألا أرجع إليها أبداً، راضياً بالموت أحرى من أن أقبل الخطية، فأسألك بسلطان الكهنوت المقدس أن تحلني وتسامحني بذنبي، سائلاً اللّه أن يغفر لي بنعمته آمين.

صلاة بعد الاعتراف

يا سيدي يسوع المسيح طبيب الحياة وينبوع الرحمة ها قد تقدمت إليك أنا الأعمى لتنير بصري العقلي، وتشفي مرضي وتغني فقري، وأؤمن أنك تقبلت توبتي وارتضيت بندامتي وعفوت عني، وطهرتني من اثمني، فأشكر لك شركاً دائماً وأحمدك حمداً جزيلاً، نظير كثرة إحسانك، وأسألك أن تجعلني بنعمتك صادقاً بوعدي بعدم رجوعي إلى الخطية، وانصرني على سائر المحن لأحبك وحدك على الأرض، وتتهلل روحي بتمجيدك إلى أن تتمتع بك في سمائك إلى الأبد آمين.

صلوات خاصة بالتناول

صلاة قبل التناول

أيها الخبز الذي نزل من السماء قوتاً للبشر جد لي بتناولك بكل ما يليق من الشوق والعبادة والإجلال يا خمر الحياة الشهي اسكرني بحبك الإلهي يا من كنت تنادي قائلاً من كان عطشان فليأت إليّ ويشر، ها أن نفسي العطشى أتت تستسقيك ماء الحياة، اللّهم إني لست أهلاً لتدخل قلبي، فقل كلمة لتشفي نفسي المشتاقة إليك ولا اشتياق الأيل إلى جداول المياه ألا يا كأس البركة والخلاص يا أيها المن السماوي وخبز الحياة أثبت في إلا الأبد آمين.

صلاة بعد التناول

بأي لسان أشكرك يا إلهي المسجود له واحمد نعمتك العظيمة التي يعجز عنها الوصف، إذ ارتضيت ووهبتني ذاتك الشريفة قوتاً إلهياً وأسكرت روحي بدمك وقدستني بروحك وأشبعت جوعي من دسم بيتك فأهدي إليك قلبي مسكناً لعزتك أبدياً لتملك على جميع عواطفي وأميالي وتديرها كيفما شئت، وأسألك أن يكون تناولي هذا زيادة لإيماني وتقوية لرجائي وإضراماً لنور حبك العذب في. ونموا لي في الفضائل كافة وسلاحاً يقيني مكامن أعداء نفسي واتحاداً بك إلى أن أحظى بحياة الخلود في سمائك مع جمهور قديسيك فأمجدك معهم وأباك وروحك القدوس إلى الأبد آمين.