الميمر 56 على المعترفين والشهداء

الميمر 56

 

        ربي بك اقترب لوصف آلام المعترفين والشهداء فلولاك لا تُعرف انتصاراتهم، انت جمال جميع من اقتربوا الى الكمال، وانت اكليل جميع من ناضل في البطولة، المحبة الحقيقية لا تنتصر الا بالموت ومن لا يموت لاجل حبيبه لا يحبه.

        النار تختبر الذهب الصافي فيما لو كان جميلا، والموت يفحص المحبة بالآلام فيما لو كانت حقيقية، لا توجد فرصة لتُرسم صورة الملك على الذهب لو لم يدخل الى النار ويذوب فيها، ولو لم يقترب احد الى الضيقات حتى الدم لا يُصور فيه حب اللاهوت، بالنار يقبل الذهب الطبع ليصير صورة، والانسان بالالم يقيم فيه ايقونة اللاهوت، يُضرب الذهب ربوات المرات على السندان، ثم يصنعونه حلية للتاج بفضل الجمال الذي اقتناه، طغاة الارض صاغوا الناس بالآلام وصفّوهم في الملكوت، وضعوا جسد الشهداء في النار مثل الصياغ ومنه صنعوا تاجا عجيبا للملك العظيم.

        البيعة تكرم وتحب الشهداء: هانذا اشاهد متكأ الآلام المليء تدميرا، وهانذا ارى العروس تبتهج برؤيا جثثهم، العروس البتول مبتهجة جدا بين هولاء، وتحب كثيرا مناظر عذاباتهم المرعبة.

        عنقود الحياة الذي عصره اليهود بالرمح اسكر بخمره الشهداء فنسوا عذاباتهم، شربوا كثيرا من مسكر الصلب حتى انهم لم يشعروا بعذاب النار، غليان الخمر الذي افيض على الجلجلة تغلب على الكيّ لئلا يُحسب بانه كيّ، سكروا بشربه ونسوا آلام اعضائهم، لان السكران لا يعرف ان يتأوه من الضربات.

        ودعاء كالحمام: في بشارته امرهم وعلّمهم ان يشبهوا الحيات والحمام على السواء، الحمام وديع ولا يبغض ابدا من ينهبه، يخطفون فراخه ولا يغضب او يزعل، يثبت على ما هو عليه ولا يحقد على سالبيه، ويسرع نحوهم ليربي لهم الفراخ كل يوم، اين وجدتم حماما غاضبا ينتقل من (بيت) من استولى على فرخاته او فراخه،؟ انه خال من الغضب، ومليء امانا ووداعة، ويسكن كل يوم مع سالبيه بدون حقد.

        حكماء كالحيات: راس النفس هو الايمان بالنسبة للمتميزين وكان الشهداء يحافظون عليه في المحكمة لئلا يُقتل،كانوا مهتمين بحفظ حقيقتهم فقط بذكاء الحيات المليء عجبا، تمسكوا باحتراس بالايمان راس الحياة واعطوا اعضاءهم للتقطيع والتفتيت، حياة النفس هي متعلقة ومحفوظة بالايمان فلو تاذى الايمان لهلكت الحياة، يلزم ان نحفظ الايمان من الشكوك كما تخبيء الحية راسها من الضربات لتحفظه.

        الشهداء شهود للصليب: لماذا يسجدون له لو هو انسان مليء آلاما،؟ ولو ليس حيا كيف يموتون لاجله،؟ في هذا المصلوب من قبل اليهود قوة عظمى، وبمحبته يسبي الناس ليلتصقوا به، انه الله او ابن الله وفيه القوة حتىتجذب الناس الى الايمان به.

 

 

– المخطوطتان: اوكسفورد 35 ورقة 269؛ باريس 196 ورقة 438

– يرد في البداية اسم مار يعقوب. الميمر تمجيد للمسيح في شهدائه الذين سكروا بخمره وصاروا شهودا للعالم الجديد بحفاظهم على الايمان الذي هو راس نفوسهم. للميمر علاقة لغوية ولاهوتية مع الرسالة الثامنة عشرة الى الحميريين المؤرخة حوالي سنة 518م. لعل صور العذابات في هذا الميمر، ولو هي كلاسيكية، تشير الى تاريخ تاليفه في هذا الفترة بالذات اي في حوالي سنة 515-518م.

 

 

 لمار يعقوب

الميمر 56

على المعترفين والشهداء[1]

 

المقدمة

1 القوة التي نزلت مع الابطال [ الى جهاداتهم] بكِ اتقوى واصف [ جمال[2] انتصاراتهم،

2 ايها الابن الذي احتمل عبيده خطر الدم محبة به، اعطني كلمة تبلغ الى وصف امداحهم،

3 يا من [ بخمره[3] اسكر الناسَ وداسوا على الموت، اسقني محبتك لاصف بها بطولاتهم،

4 القتيل الذي مهّد درب الآلام لقواته، ليوقظني [ المك (لاسرد) اخبارهم[4] بتمييز،

5 ختن الدم الذي تُلقى الجثث في وليمته، ساعدني لامزج خبر قتلك في مأدبتك،

6 ربي بك اقترب لوصف آلامهم لانه لولاك لا تُعرف انتصاراتهم،

7 انت جمال جميع من اقتربوا الى الكمال، وانت اكليل جميع من ناضل في البطولة،

8 /637/ بالمك امتهن الشهداء آلامهم، ولانهم وجدوا فيك الاوجاع احتملوا ضيقاتهم،

9 ربنا ساعدني لاظفر [ جمالا الى اكاليلهم[5] من كنزك المليء غنى لمن يقترب منه،

10 هولاء الذين حملوا ثقل المك على اجسادهم، وبضرباتهم رسموا صورة لصلبك،

11 هولاء الذين سخروا من السيف ومن الجلجلة، ولاجلك وطئوا على الجمرات بغليان محبتك،

12 هولاء الذين ابتسموا للسيف وهم يُقتلون، وقدموا اعضاءهم الى التقطيع بفرح،

13 هولاء الذين ركضوا الى السيف بزخم عظيم، واستقبلوا الموت [ كوليمة[6] مليئة حياة،

14 هولاء الذين صاروا طعاما للنار وللحيوانات، ولم يخافوا ويتراجعوا وهم يُدمرون لاجلك،

15 هولاء الذين تركوا العالم والجنس لاجلك، وابغضوا البيوت [ والقبيلة[7] والاخوة لكي يحبوك.

 

 

 

المحبة العظمى (يوحنا 15/13)

16 المحبة الحقيقة لا تنتصر الا بالموت ومن لا يموت لاجل حبيبه لا يحبه،

17 هذا هو الحب الذي لا يوجد آخر اعظم منه: ان يدنو الانسان من الموت فرحا بدل حبيبه،

18 /638/ من يحب لا يُختبر حبه [ بين المتميزين[8] بالحياة الهنيئة والملذات والسعادات.

 

النار لفحص الذهب والموت لفحص المحبة

19 النار تختبر الذهب الصافي فيما لو كان جميلا، والموت يفحص المحبة بالآلام فيما لو كانت حقيقية،[9]

20 لا توجد فرصة لتُرسم صورة الملك على الذهب لو لم يدخل الى النار ويذوب فيها،

21 ولو لم يقترب احد الى الضيقات حتى الدم لا يُصور فيه حب اللاهوت،

22 بالنار يقبل الذهب [ الطبع ليصير صورة، والانسان بالالم[10] يقيم فيه ايقونة اللاهوت،

23 يُضرب الذهب ربوات المرات على السندان، ثم يصنعونه حلية للتاج بفضل الجمال الذي اقتناه،[11]

24 هكذا ايضا وجد الشهداء جمالا بضرباتهم، وها قد ظُفروا في اكليل الملك منتصرين،

25 طغاة الارض صاروا حِرفيين ماهرين وصاغوا الناس بالآلام وصفّوهم في الملكوت،

26 وضعوا جسد الشهداء في النار مثل الصياغ ومنه صنعوا تاجا عجيبا للملك العظيم،

27 صاغوه بالعذابات وبالضربات، ورسموا عليه الصورة واختبرته النار وقبل صورة لا تُمحى.

 

فرح العروس-البيعة برؤيا انواع عذابات المعترفين والشهداء

28 /639/ ضُربوا كالذهب واقتنوا الجمال كالحلى ليكونوا لزينة العروس في الوليمة،

29 الختن القتيل دعاهم الى العشاء، فجلبوا معهم هداياهم: اي دمهم،

30 هانذا اشاهد متكأ الآلام المليء تدميرا، وهانذا ارى العروس تبتهج برؤيا [ جثثهم،[12]

31 رقاب مقطوعة، واجساد منشورة، واجسام معذبة، ورؤوس مبتورة، وجثث جميع المعذبين،

32 العروس البتول مبتهجة جدا بين هولاء، وتحب كثيرا مناظر عذاباتهم المرعبة،

33 هذا جُلد، وهذا رُجم، وهذا [ ضُرب،[13] وهذا قُطّع، وهذا جُرجر، وهذا أُخذ،

34 يوجد من هم مربوطون، ومن هم مسلوخون من قبل المضطهدين، الواحد مقطع، والآخر نهشته الحيوانات،

 

35 يوجد من تتصاعد محرقته من النار كالعطور، ويوجد من [ طُبع[14] الكيّ في جسده كالبلور،

36 يوجد من يركض على سكك الفولاذ، [ من قبل الظالمين] ويوجد من [ يطأ[15] على جمرات النار كانها زهور،

37 الواحد [ مربوط في العجلة المقرونة[16] باللهيب، /640/ والآخر مهشم ويُقطع من قبل الاثمة،

38 ذاك هُتك، وذاك عُوّر، وذاك قُطع، وجميعهم احتملوا كل الضيقات بمحبة.

 

الختن يروي المعترفين والشهداء بخمر الآلام

39 وليمة الصلب العظمى [ صاحبة الآلام[17] من يدخل اليها تعصر له خمر الاوجاع ليشربه،

40 المدعوون الذين دعاهم الختن القتيل ليفرحوا معه التقتهم حربة مسننة في [ وليمته،[18]

41 نار تحترق، وسيف متعطش الى الدم، وضرب الحجارة، وصريف اسنان الاسود،

42 صوت السيوف التي تقطع الرقاب عن الاكتاف، والكلبتين اللتان تقلعان الاضراس من صفوفها،

43 الكيّ والعذابات التي تصب الغليان على الاعضاء، وانواع الآلام التي تكبح الجسد ليقع،

44 صوت العظام التي تُكسر [ بالطاحونة،[19] وفقرات الظهر التي تُحطم بالضربات،

45 مع الدخان العظيم المتصاعد من الحريق، وحقد الوثن الذي يشبه [ بامواجه البحر[20] العظيم.

 

المحبة تحتمل كل شيء (1قورنثية 13/7)

46 اتكأ القديسون في وليمة هذه الآلام، واحتملوا الاوجاع بفرح وبدون تذمر،

47 [ يسهل] على الحب الا يتذمر لما يهان، /641/ انه يحتمل كل شيء ويصبر على كل شيء كما هو مكتوب،[21]

48 بمحبتهم احتمل الشهداء الاوجاع والآلام والضيقات [ والجلد لما اهينوا[22] من قبل الاثمة.

 

 

 

المسيح-عنقود الحياة اسكر المعترفين والشهداء

49 عنقود الحياة الذي عصره اليهود بالرمح اسكر بخمره الشهداء فنسوا عذاباتهم،[23]

50 شربوا كثيرا من مسكر الصلب حتى انهم لم [ يشعروا[24] بعذاب النار،

51 غليان الخمر الذي افيض على الجلجلة تغلب على الكيّ لئلا يُحسب بانه كيّ،

52 سكروا بشربه ونسوا [ آلام اعضائهم،[25] السكران لا يعرف ان يتأوه من الضربات،

53 الخمر الذي احتسوه [ جعلهم[26] يمسكون جمرات النار ويضحكون على اللهيب،

54 وبما ان قلبهم مسبي بالشراب فانهم لم يخافوا لما كانت اعضاؤهم تُحرق باللهيب،

55 دم الصليب الذي ارتشفوه [ من كاس] الحياة جعلهم يقتنون قلبا [ ساميا[27] امام الحكام،

56 الخمر الجديد سخنهم فورانه حتى انهم ركضوا نحو السيف ونحو اللهيب،

57 تعروا في المحكمة ولانهم سكارى لم يشعروا: /642/ لانه لو تعرى السكران لا [يشعر[28] بفضل خمره،

58 وقف العفيفون [ عراة[29] امام العاهرين ولم يشعروا بذلك العري لانه صدر عن الخمر،

59 في الجهاد من يشلح لا يُعتبر عاريا ولا يستحي من يحارب لاجل الغلبة،[30]

60 كانو قد شنّوا معركة مع السلطان الذي يحرس الهواء وحاربوا مع الاثمة وهم عراة،[31]

61 في الجهاد دهنوا انفسهم بدم جنب ابن الله وانحرفت عنهم يد العدو القوية.[32]

 

الابليس الذي اوقع آدم يحارب مع المعترفين والشهداء

62 [ الابليس[33] الذي حارب وطرح آدم بين الاشجار هو الذي تعارك ليلقي الشهداء امام الحكام،

63 روح الكذب الذي زمّر المكر في اذن حواء اغراهم بحيلته حتى يكفروا،[34]

64 لم يقبلوا مشورة الحية وميمرها البغيض لانهم كانوا اكثر ذكاء من التنين الذي اضل آدم.

 

ودعاء كالحمام (متى 10/16)

65 كانوا قد تحكّموا من تعليم يسوع الذكي وتمرنوا على الذكاء والوداعة،[35]

66 في بشارته امرهم وعلّمهم ان يشبهوا الحيات والحمام على السواء،[36]

67 الحمام وديع ولا يبغض ابدا من ينهبه: /643/ يخطفون فراخه ولا يغضب او يزعل،

68 يثبت على ما هو عليه ولا يحقد على سالبيه، ويسرع نحوهم ليربي لهم الفراخ كل يوم،

69 اين وجدتم حماما غاضبا ينتقل من (بيت) من استولى على فرخاته او فراخه،؟

70 انه خال من الغضب، ومليء امانا ووداعة، ويسكن كل يوم مع سالبيه بدون حقد،

71 اقتنى التلاميذ هذا الصلاح كما أُمروا من [ جنس الحمام البسيط[37] الذي تشبهوا به،

72 مقتناهم مخطوف من قبل المضطهدين وهم مليئون امانا، ابناؤهم يموتون من قبل الحكام ولا يحزنون،

73 يشبهون الحمام بالوداعة كما تعلموا، لانهم يُقتلون وهم انقياء [ ومطمئنون[38] بين القاتلين،

74 لو وُجد الغضب في الحمام لما كان يسكن مع ذلك المهدد بقتل افراخه،

75 وبما ان هذا هو حسن فقد اقتناه التلاميذ لئلا يغضبوا لما يُبادون من قبل [الاثمة،[39]

76 كونوا [ ودعاء] مليئين امانا لما تُقتلون، وحكماء لما تُقادون الى [ الذبح.[40]

 

حكماء كالحية (متى 10/16)

77 الحية ذكية لانها تحفظ نفسها من المضرات، /644/ وتحيا كل يوم بحذر مثل [الحكماء،[41]

78 [ بذكائها تعرف لما يُقبض عليها] بانهم يرضّون راسها ولهذا تهرب من [ اعدائها،[42]

79 لو صادف وقُبض عليها لتُقتل اخفت راسها واسلمت كل جسمها للآلام والضربات.

 

ليحافظ المؤمن على ايمانه لانه راس النفس

80 راس النفس هو الايمان بالنسبة للمتميزين وكان الشهداء يحافظون عليه في المحكمة لئلا يُقتل،

81 كانوا مهتمين بحفظ حقيقتهم فقط بذكاء الحيات المليء عجبا،

82 تمسكوا باحتراس بالايمان راس الحياة واعطوا اعضاءهم للتقطيع والتفتيت،

 

83 لم تُفزعهم العذابات ولا [ التهديدات[43] حتى يتركوا الايمان المليء حياة،

84 لا الاغراءات ولا العذابات جعلتهم يرتخون ليسمحوا للنفس ان [ تقع[44] في الجحود،

85 حياة الحية موضوعة في راسها ولو رضّوه فقدت حياتها ولهذا فانها تخفي راسها كل يوم،

86 حياة النفس هي متعلقة ومحفوظة بالايمان فلو تاذى الايمان لهلكت الحياة،

87 يلزم ان نحفظ الايمان من الشكوك /645/ كما تخبيء الحية راسها من الضربات،

88 هكذا حافظ الشهداء على الايمان في المحكمة، واذ كانوا يُضربون من قبل الحكام هو لم يتضرر،

89 وضعوا واخفوا [ الايمان] داخل النفس لئلا يتاذى من قبل الحكام [الغاضبين،[45]

90 كانوا [ ودعاء] لما كانت اموالهم تُنهب، وكانوا [حكماء[46] لما كانوا يُطالبون بالجحود،

91 كانوا كالحمام لما كانت تؤخذ مقتنياتهم، وكالحيات لما كانوا يُغرون ليذبحوا (للاصنام).

 

الشهداء تشبهوا بصفات الحيات والحمام الحميدة وتركوا الذميمة

ا قد تسلحوا بصفتَي الجنسَين: لقد اقتدوا بالحمام البسيط، وبالحيات،

93 صفة الحكمة التي تملكها الحية اخذوها منها، ثم تركوا كل صفاتها السيئة وابغضوها،

94 تركوا شرّها وسمها وحقدها، اما حكمتها فقد جعلوها خاصتهم كلما اقتضى الامر،

95 لم ياخذوا كل الصفات التي يملكها الحمام باستثناء الوداعة المليئة امانا،

96 تركوا سخافة الحمام وركضه الفارغ، واقتنوا منه الوداعة كما أُمروا،

97 جمعوا واقتنوا ما يلزم مثل الحكماء: صفتَين جيدتين الواحدة من هذا، والاخرى من تلك،

98 /646/ نزلوا الى الجهاد [ بالذكاء[47] والوداعة لانهم هكذا تعلموا من ملفان الحقائق،

99 لم يفزعوا من المخاوف ومن التهديدات ولم ينخدعوا بالمواعيد والاغراءات،

100 لم يتغيروا عن (الايمان) الحقيقي الذي كانوا يلبسونه لما تغيرت الازمنة عليهم وسحقتهم،

101 لم يتضايقوا لما قُطعت اعضاؤهم، كلما وجدوا بان جسم [ الايمان[48] هو محفوظ،

102 الشهداء لم يعموا لما قُلعت بآبئهم لانه لا يمكن لاحد ان يُعمي عينَي النفس،

103 لم يضايقهم خبر الموت لما قُتلوا لانهم كانوا واثقين بان النفس هي حية برجاء العلى.

 

 

الحياة الابدية والحياة الزمنية

104 شعر الشهداء بحياة اخرى ولهذا دمجوا حياتهم بالآلام بدون كآبة،

105 نظروا خفية الى هذه الحياة المليئة تطويبات، وابغضوا الحياة الزمنية ولذاتها،

106 بالآلام [ والضربات[49] التي احتملوها تعلمت الارض بان لله عالما آخر اعظم من هذا،

107 بعذاباتهم ووجع اعضائهم سبقوا وبرهنوا على مجد العالم الجديد.

 

الوثن يتساءلون لماذا يموت الشهداء لاجل يسوع؟

108 /647/ احتملوا الآلام بين الوثن الى ان [ تعلم[50] الوثن بانه يوجد شيء خفي لا يعرفونه،

109 راى [ المضطهِدون[51] كم انهم فرحون ازاء الموت، فحركهم العجب العظيم ليفهموا،

110 واخذوا يفكرون (قائلين): لو لم يوجد عالم آخر لما احتقر الناس حياتهم بهذه الصورة،

111 انهم يتطلعون الى شيء عظيم لما يُقتلون، ولهذا ينظرون الى السيف بقلب بشوش،

112 يظهر لهم منظر آخر حيثما هو موجود ولهذا فانهم يحتقرون النار والسكين،

113 هولاء يشعرون برجاء مجيد وخفي ولهذا يحتقرون الضربات والتهديدات،

114 [ مَن[52] هو هذا يسوع الذي يموتون لاجله،؟ ولماذا يفتخرون هكذا باسمه لما يُقتلون،؟

115 لماذا يعترفون به بمحبة حتى (سكب) الدم، ويحتملون ولا يكفرون به في ضيقاتهم،؟

116 يعترفون بانه مصلوب ويقولون: انه مقتول، ولماذا لا يخجلون منه لما يسجدون له قدام الكثيرين،؟

117 لماذا يسجدون له لو هو انسان مليء آلاما،؟ ولو ليس حيا كيف يموتون لاجله،؟

118 في هذا المصلوب من قبل اليهود قوة عظمى، /648/ وبمحبته يسبي الناس [ليلتصقوا[53] به،

119 انه الله او بالحقيقة ابن الله [ وفيه[54] القوة حتىتجذب الناس الى الايمان به،

120 الوثن الذين راوا عذابات الشهداء تكلموا هكذا استنادا الى المضايقات التي احتملوها من قبل المضطهدين.

 

الشهداء شهود للصلب

121 ولهذا فانهم شهود الصلب، ومن خلال عذاباتهم صدّق العالم الكرازة،

122 المتفرجون تعجبوا لكثرة [ الضربات[55] التي احتملوها، فتاكد العالم كله بانهم لا يتعذبون عبثا،

 

123 بعذاباتهم صاروا شهودا مختَبرين للابن الذي له حياة اخرى ليعطيها لمن يحبه،

124 بدمهم كتبوا ايمان ابن الله، وبموتهم صاروا ملافنة الحقائق،

125 كلماتهم لم تُقبل من قبل السامعين، لكن فعل ايمانهم كان صادقا جدا،

126 من الضربات والعذابات التي احتملوها في اجسادهم عرف كل واحد بان رجاء تمييزهم ليس باطلا،

127 هوذا شهادتهم مصورة على آلام اشخاصهم، وتعليمهم مكتوب بالجَلد على اجسادهم،

128 وكل واحد يصدّق ويقبل شهادتهم لانهم بدمهم ختموا خبر تمييزهم.

 

الخاتمة

129 /649/ ماتوا على الرجاء وصاروا شهودا على وجود الانبعاث، مبارك الصليب الذي كلل الشهداء في جهاداتهم.

 

كمل (الميمر) [ على الشهداء وجمعة المعترفين[56]

[1] – ب: للقديس مار يعقوب الميمر على الشهداء عموما. اسلوب هذا الميمر يشبه كثيرا اسلوب رسالته الى الحميريين. انظر، رسالة/18

[2] – نص: في جهاداتهم. ب: خبر

[3] – نص: بمحبته

[4] – ب: محبتك على آلامهم

[5] – نص: تاج اكاليلهم

[6] – ب: موهبة

[7] – و: قبائل. لوقا 14/33. بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (هولاء) في البيوت: 10-15

[8] – ب: لدى المشاهدين

[9] – امثال 17/3

[10] – و: صورة لتصير طبعا والانسان بالآلام

[11] – ب: الذي يقتني. اشعيا 41/7

[12] – و: اكاليلهم

[13] – نص: رُضّ

[14] – و: طبيععين (كذا)، نص: طبيعين، ب: تهمل

[15] – و: مع المضطهدين. و: مذش (كذا)، نص: مذايش. يفكر بمار كوركيس. انظر، ميمره 181 على مار كوركيس

[16] – نص: مقرون ومربوط

[17] – ب: هانذا ارى

[18] – ب: وليمة

[19] – و: بمزوريُثو، نص: بمُزورُثو. طاحونة؟

[20] – ب: امواج البحر

[21] – ب: فشيق ليه، نص: فشيق و. 1قورنثية 13/7

[22] – و: وشندي، نص: ونغدي. و: مثباسرين، نص: مثماسرين

[23] – اشعيا 65/8-9، يوحنا 19/34. عبارة: المسيح عنقود الحياة هي عبارة لاهوتية ورمزية اقتبسها ملفاننا من افراهاط، برهان 23 ومن افرام الخ..

[24] – ب: قدروا، وجدوا. اعمال 2/13، 15

[25] – ب: اوجاع اشخاصهم. تحليل لنفسية السكران الذي لا يشعر بالضرب ولا يستحي بالعري: بيت 52، 57

[26] – ب: عبر

[27] – نص: من ذلك. ب: عظيم

[28] – و: روغيش، نص: مركيش. السكران لا يشعر بالعري بفضل خمرته: بيت 52، 57

[29] – نص: بعري

[30] – ملفاننا يعرف قوانين وانظمة الرياضة من يشلح في ميدان السباق لا يعتبر عاريا !

[31] – افسس 2/2

[32] – يوحنا 19/34. دهن او طلي جسم الشهيد بدم المسيح (لا بالزيت) الذي يقيهم من شر الاعداء. السروجي يشير الى صورة: عري ودهن اجسام الرياضيين في الملعب ومثل هذا العري لا يعتبر عيبا!

[33] – و: الشقي. تكوين 3

[34] – صورة ترتيل الروح الشرير في اذن حواء او ترتيل الحية في اذنها تقليد ورثه السروجي من افراهاط

[35] – متى 10/16

[36] – و: ايضا للحمام وللحيات. متى 10/16

[37] – ب: جنس الحمامات البسيطة

[38] – و: وبسطاء

[39] – ب: الحكام

[40] – و: تلاميذ. ب: للتربية

[41] – ب: الحكيم

[42] – ب: بحكمتها لما تصطاد. ب: قاتلوها

[43] – ب: الترهيبات

[44] – ب: وثبلاع، نص: دثبلاع

[45] – ب: من الضربات. نص: الذين كانوا يهددون

[46] – ب: تاميمين، نص: تاميمي. ب: وعريمين، نص: وعريمي

[47] – ب: بالحكمة

[48] – و: بالايمان

[49] – ب: بضرباتهم

[50] – ب: تاكدوا

[51] – ب: الصالبون

[52] – و: ولماذا

[53] – و: ليتشحوا

[54] – ب: له

[55] – ب: من الضربات

[56] – ب: على الشهداء عموما