الميمر 181 على القديس مار كوركيس الشهيد

الميمر 181

 

        الصالح الذي شاء ان يعظّم عبيدَه بمحبته، عظّم فكري ليتكلم عن جمالهم، السامي الذي نزل ومهّد الدرب الى الملكوت، مهّد لي الدرب لاسير في الميمر المليء انتصارات، الخفي الذي ابان السبيل المؤدية الى العلى، بيّن لي كيف اصف جمال الشهيد المختار، ساعدني لاكرز خبر عبدك بفمي الضعيف، لتُصور من قبلي انتصاراتهم لمجدك، الصباح-المسيح الذي هزّم الظلام من النفوس، بدد من فكري ظلام ذنوبي لازمر تسبيحك، فكري الضعيف يحثني لالّف ميمرا على مار كوركيس، بك اتقوى (لسرد) قصته، هوذا فكرتان تحرضانني بمعطياتهما، وكل واحدة منهما تجذبني وتسحبني الى جهتها، الواحدة تخيفني لاهرب من عظمة الميمر، والاخرى تشير اليّ قائلة: صِف خبره ولا تجزع، قاضيتُ تلك الفكرة التي ارهبتني ووجدت بان مشورتها مليئة خسارات وعدم الفوائد، تبعتُ تلك التي نصحتني لاقترب من الميمر العجيب، ووجدتُ بان النصيحة التي نصحتني بها ليست خالية من الفائدة، هانذا ابدأ لاسير في الميمر المليء انتصارات، ربنا ساعدني لاصل الى الميناء مع الفائدة، اردت ان اتحدث عن كوركيس الشهيد المبارك فانِر حواسي لاكرز خبره المليء عجبا، اسمعوا ايها المتميزون المشترون بدم الوحيد خبر الرجل واعطوه الطوبى في كل الاوقات.

        الشرير يثير دديانوس ليضطهد المسيحيين: منذ ان اتى المسيح الى العالم وخلص بيعته، لم يبطل الشرير من الاثارة عليها كل المعارك، وها انه منذ ذلك الحين ولفترات مختلفة يقلق ويثير ابناء البيعة خطيبة الابن بواسطة خدامه، ولما كانت الامواج هادئة قليلا عن النصارى، اهتم الملعون ليثير المعركة على القديسين، فركض حالا ودخل واختبأ في فكر الملك الوثني دديانوس (الحاكم) في ذلك الزمان.

        دديانوس يامر بعبادة الاصنام وبشتم البتول مريم: امر حالا وكتب رسائل الى كل الجهات، وبها امر بترسيخ عبادة الاصنام، امر بان كل من لا يسجد للاصنام الخربة، سيفقد حياته حالا بعذابات قاسية، امر الملعون بان يُسجد لافلو وسرَفيون وليس للقديسة امّ النور، قتّال الناس وجّهه ايضا الى احتقار وشتم مريم البتول القديسة.

        كوركيس يعترف امام دديانوس بالمسيح بدون خوف. دديانوس يامره بالسجود: اترك اسم المسيحيين وعبادتهم، واقترب واسجد لزوس وافلون وسرَفيون.

        اهتداء امرأة دديانوس الى المسيحية بصلوات مار كوركيس بعدما شاهدت ما تحمله دون ان يكفر بالهه، دديانوس يامر بقطع راسها.

        دديانوس يعذب مار كوركيس بعجلة ذات سكاكين حادة لكن العون والنعمة عضداه. القاه الملك في جب بدون ماء. كوركيس يصلي ثم يقدم رقبته للسياف ويلفظ انفاسه الاخيرة في الرابع والعشرين من نيسان كما هو مكتوب (في قصته).

        بدون مساعدة الله ومساهمة الحرية لا ينتصر احد: ايتها الحرية كم ان قوتكِ عظيمة لمن ينظر اليك، لانه كلما تريدينه يسهل عليك فعله بدون عائق، حيثما تريدين تُحتقر النار والسيف امامك، وحيثما تهملين نسيج العنكبوت يصير لك قيودا، بحريتهم احتمل الشهداء كل الضيقات، وبارادتهم صاروا ورثة ملكوت العلى، هو اراد ان يحتمل الآلام بحريته، وبمساعدة الرب احتمل عذابات الجسد، القديس اراد ان يحتمل العذابات لاجل يسوع، والرب قوّاه فانتصر وغلب ونال الاكليل، بدون مساعدة الله لم يكن ينتصر، وبدون الحرية ايضا لم يكن يتكلل، هو اراد ان يستشهد، والرب الذي راى استعداد قلبه ساعده فاحتمل الالام وانتصر وغلب.

        طوبى لمار كوركيس: طوباكَ لان اسمك مكتوب في السماء في سفر الحياة، وصرتَ وارثا في الملكوت الذي لا ينقضي، طوباكَ ايها العفيف لان تذكارك مرسوم في البيعة، واولادها يهللون في كل البلدان امام عظامك، هوذا جميع الشعوب تلجأ الى القوة الحالة في عظامك، لياخذوا منهاكل المعونات بالايمان، هوذا البيعة تبتهج وتفتخر بك لان الشرير يخاف من الاقتراب من المكان الموضوعة فيه عظامك، ليحرس الرب بصلواتك يا مار كوركيس العُمر أي الدير الذي يعمل يوم تذكارك بايمان.

        السروجي يطلب شفاعة مار كوركيس: مبارك الذي فتح فمي لاعرّف خبرك ايها القديس لان من يعظّم بك يعظم لما يعظّمك، ايها الشهيد المبارك لقد عالجتُ خبرك على قدر استطاعتي، فاطلب لي لئلا يعذّب حياتي في جهنم، توسل لاجلي لئلا يعاملني حسب سيرتي، لانني صرتُ علة لمجد ربك بسببك، ربي لا انتظر الملكوت لانني لا استحق، فاتوسل لئلا اتعذب في النار، له موضع بين الملكوت وجهنم، ليؤهلني الصالح بصلواتك (ويضعني) بين هذين (الموضعين).

 

– المخطوطة: اوكسفورد 135 ورقة 335

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. السروجي يستند الى قصة (مكتوبة او رواية شفهية؟) تسرد حياة مار كوركيس. لسنا ندري لماذا يبدل ملفاننا اسم الامبراطور ديوقلاسيانوس (284-305م) ويسميه دديانوس.؟! يعقوب نشر خبر مار كوركيس في منطقة الرها باسلوب قصصي ويسرده شعرا لاخوته المسيحيين. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر-القصة الى حوالي سنة 500-505م.

 

 

الميمر 181

على القديس مار كوركيس الشهيد

 

المقدمة

 

1 الصالح الذي شاء ان يعظّم عبيدَه بمحبته، عظّم فكري للكلام عن جمالهم،

2 السامي الذي نزل ومهّد الدرب الى الملكوت، مهّد لي الدرب لاسير في الميمر المليء انتصارات،

3 /748/ الخفي الذي ابان السبيل المؤدي الى العلى، بيّن لي كيف اصف جمال الشهيد المختار،

4 الكنز الذي تغتني منه عقول جميع المتعلمين، لينظر اليك العقل وياخذ منك حتى يتكلم،

5 العادل الذي يجازي كل احد اجره باستقامة، ساعدني لاكرز خبر عبدك بفمي الضعيف،

6 يا رب العادلين صوّر فيّ كلمات مليئة بتسبيحك، لتُصور من قبلي انتصاراتهم لمجدك،

7 الصباح-المسيح الذي هزّم الظلام من النفوس، بدد من فكري ظلام ذنوبي لازمر تسبيحك،[1]

8 ربي، النفس تنظر اليك في الخفاء لتستنير بك، ليشرق نورك في افكاري كالاشعة،

9 عقل الانسان ينتظرك بخفاياه، ليتعلم منك ما ينطقه لاجل فائدته،

10 تنتظرك كل حواسي وافكاري لتستنير بك لاجل التعليم بدون عثرات،

11 فكرتي هي عاقر حتى تنجب كلمات التعليم، ازرع فيّ الكلمة المليئة جمالا،

12 يصعب على العقل ان يصدّر العبارات الجيدة ليتعلم الحكمة بواسطتك ويصوغ الكلمات كالحجارة الكريمة،

13 حواسي هي ناقصة لكي تصوّر الميمر المليء انتصارات، ليظهر جمالك وبه تتزين كل افكاري،

14 /749/ فكري الضعيف يحثني لالّف ميمرا على مار كوركيس، بك اتقوى (لسرد) قصته،

15 هوذا فكرتان تحرضانني بمعطياتهما، وكل واحدة منهما تجذبني وتسحبني الى جهتها،

16 الواحدة تخيفني حتى اهرب من عظمة الميمر، والاخرى تشير اليّ قائلة: صِف خبره ولا تجزع،

17 قاضيتُ تلك الفكرة التي ارهبتني ووجدت بان مشورتها مليئة خسارات وعدم الفوائد،

18 تبعتُ تلك التي نصحتني لاقترب من الميمر العجيب، ووجدتُ بان النصيحة التي نصحتني بها ليست خالية من الفائدة،

19 فلو لم اتمكن من الكلام عنه كما هو، انها لعظمة لي لو اتحدث عن جزء منه،

20 ليته يعظم هو لانني اردتُ ان انشر خبره، لان مَن يعظّم القديسين يعظم بواسطتهم،

21 لو نقص خبره في فمي الضعيف فهذا لا يعني بان جماله السامي يصغر او ينقص،

22 هانذا ابدأ لاسير في الميمر المليء انتصارات، ربنا ساعدني لاصل الى الميناء مع الفائدة،

 

23 هانذا اخطو وانزل الىالسفينة الحاملة الغنى، ربنا ساعدني لاصعد منها مثل التاجر،

24 هانذا ابين غاية الموضوع بوضوح، /750/ ربي املأني محبة وايمانا لاستنير به،

25 اردت ان اتحدث عن كوركيس الشهيد المبارك فانِر حواسي لاكرز خبره المليء عجبا،

26 اسمعوا ايها المتميزون المشترون بدم الوحيد خبر الرجل [ واعطوه[2] الطوبى في كل الاوقات.

 

الشيطان اقلق البيعة وهيج الاضطهاد على النصارى في عهد دديانوس

27 منذ ان اتى المسيح الى العالم وخلص بيعته، لم يبطل الشرير من الاثارة عليها كل المعارك،

28 منذ ان جرده من السجدات ومن سلطته، لم يهمل قط من تعذيب بنيها في كل الازمان،

29 منذ ان ازال من الانسانية السجود للاصنام، لم يسترح الملعون من الشنّ عليها الحرب كل يوم،

30 وها انه منذ ذلك الحين ولفترات مختلفة يقلق ويثير ابناء البيعة خطيبة الابن بواسطة خدامه،

31 ولما كانت الامواج هادئة قليلا على النصارى، اهتم الملعون ليثير المعركة على القديسين،

32 فركض حالا ودخل واختبأ في فكر الملك الوثني دديانوس (الحاكم) في ذلك الزمان،[3]

33 قتّال الناس اخذ هذا مثل النشيط ليحارب بواسطته مع ابناء البيعة ويدمرهم،[4]

34 الملعون اختار هذا الملك الفاعل الذكي وخرج ليستأصل البيعة المشيدة على الصخرة،[5]

35 /751/ العدو خلد وكمن في قلبه وهو الذي دلّه كيف يحارب النصارى،

36 اختار الملكَ حتى يُخضع بامره وبطشه العظيم الشعوب للسجود لاصنام جميع الآلهة،

37 اخذا وطواط الليل وخرج يحارب النسر الجبار الموجود عشه فوقُ في السماء،

38 جعله يمسك بالمخل المصاغ من الرمل ليستاصل به البيعة التي لا تقوى عليها امخال الشيول،[6]

39 هذا الملعون كان قد مسك بظلال الابالسة وخرج ليجابه يسوعَ ملك العالمين،

40 قتّال الناس دخل وحلّ في قلبه كما قلنا، وبواسطته اضطهد البيعة المقدسة.[7]

 

 

دديانوس يأمر بالسجود للاصنام والافتراء على مريم البتول

41 ولما تسلط الشرير على هذا الملك الجاهل، فكّر في مضايقة القديسين،

42 امر حالا وكتب الرسائل الى كل الجهات، وبها امر بترسيخ عبادة الاصنام،

43 امر ان كل من لا يسجد للاصنام الخربة، سيفقد حياته حالا بعذابات قاسية،

44 قتّال الناس وجّهه ايضا الى احتقار وشتم مريم البتول القديسة،

45 وجّهه الملعون ليحتقر بجسارته كرامة هذه التي ولدت ابن الله في بتوليتها،

46 /752/ كان دديانوس قد امر بالا يسجد او يكرم احد هذه التي ولدت النور الذي اعمى العدو،

47 كان قد امر الجاهل بان تُحتقر وتُشتم هذه التي صارت ناؤوسا لولد الآب الخفي،

48 كان قد امر الملعون بان يُسجد لابولو وسرَفيون وليس للقديسة امّ النور،[8]

49 انظروا ايها المتميزون الى نصيحة الملعون مبغض الناس، ماذا فكر ليصنع على يدي الملك الوثني،

50 علّم هذا ان يفرض على الارض السجود للاصنام، ويحتقر ويسخر من مريم البتول القديسة،

51 ومن بعد ان كتب هذه الامور الى الجهات الاربع، امر ان يتجمع لديه شعوب الارض،

52 دديانوس جلب عنده جميع الشعوب، ليسمعوا منه التهديدات والمخاوف والترهيب،

53 ابان لهم كل العذابات المخيفة والمتنوعة ليخاف كل واحد من الاقرار علنا باسم يسوع،

54 وضع امامهم المنظر المريع المليء مخاوف، لئلا يعترف احد نهائيا باسم ابن الله،

55 هناك هدد الشعوب المتجمعين واعلمهم بانه لو اعترف احد باسم يسوع يهلك حالا،

56 ولما صنع دديانوس هذه الامور لمدة ليست بقصيرة، لم يوجد من يجرؤ ويعترف ويقول انه مسيحي.

 

كوركيس القبادوقي الروماني لا يفزعه الموت

57 ولما ارتفعت الامواج على المؤمنين من قبل الاثمة، خاف كل احد من الاعتراف علنا بانه من النصارى،

58 في ذلك الزمان لما كانت تحدث هذه الامور، قام المختار ولبس الغيرة بسببها،

59 هذا الشهيد ابان نفسَه في ذلك الزمان، ووصل عند ذلك الملك الذي فعل هذه الامور،

60 هذا الذي يدور عليه خبرنا الذي نصفه هو كوركيس الشهيد العظيم الحامل الظفر،

61 وحسب القصة المكتوبه عن القديس كان هذا المختار من جنس القبادوقيين،

62 كان رومانيا وجنديا عظيما ومعروفا [ ومتمرسا[9] في الحرب وفي الانتصار،

63 ولما كان قد تعرّف على دديانوس وعلى وثنيته، غليت فيه الغيرة فوصل عنده بسرعة بدون خوف،

64 ولما كان قد عرف بانه ارهب البشر لئلا يعترفوا بالابن فقد اضطرم بغيرته كالنار،

65 لما نظر وراى بانه امر بالسجود للاصنام الخربة، استولت عليه الغيرة فركض واتى عند الاثيم،

 

66 غليت فيه محبة ابن الله كالنار، وصمم ان يذوق الموت لاجله،

67 اضطرمت فيه محبة الرب كاللهيب، /754/ [ وبها[10] نسى الآلام والسيف والموت وكل الضيقات،

68 كانت محبة يسوع قد اشتعلت في نفسه الخفية، واتى ليبين محبته علنا امام الكثيرين،

69 سمعه يقول: كل من يعترف بي قدام البشر، فركض ليبين محبته له امام الجموع،[11]

70 كان قد صمم ان يذوق الموت لاجل محبته ثم توجه بسرعة عند الوثني،

71 قبل ان يتحمل كل العذابات لاجله، ثم ابان نفسَه علنا امام الاثيم،

72 وزن الحكيم كل العالم ومحبة يسوع، فرجحت محبة ربه في نفسه اكثر من (محبة) العالم،

73 القى في الميزان محبة الابن ومحبة جسده، فتغلبت محبة ربه فاحبه اكثر من جسده،

74 نظر خفية الى العالم المزمع ومواعيده، فاحتقر راحات هذا العالم وخيراته،

75 ربط افكاره في الملكوت الذي لا ينقضي، [ وتجبر[12] ليحتمل الالم ويذوق الموت.

 

كوركيس يعترف امام دديانوس بمسيحيته

76 كوركيس الشهيد المبارك حامل الانتصارات فكّر في نفسه بهذه الامور كما قلنا،

77 وسار المختار ليصل بعجلة الى دديانوس الملك الوثني ويحتمل الآلام لاجل يسوع،

78 /755/ الملك لم يرسل احدا ليقبض عليه ويمسكه، هو بنفسه غلي بغيرة ليذهب عنده،

79 انظروا ايها المتميزون كم كان تواقا للشهادة، لم يرسل الملك وراءه بل هو ذهب عنده،

80 ولما كان يوجد العديد (من المسيحيين) عند الملك الوثني والاثيم الذين جمعهم لهذه الغاية،

81 كان يُخيف جميعهم بتهديداته، اما المختار فلم يتحمل بعدُ ان يخفي نفسه،

82 شلح حالا اللباس الذي كان عليه ودخل ووقف امامه وابان نفسه بوضوح بانه مسيحي،

83 كشف نفسه امام الملك واعترف قائلا: انه مسيحي ولا يسجد لجميع الآلهة،

84 لبس كوركيس على فكره سلاحا عظيما، ودخل ليحارب دديانوس بقوة الرب،

85 كان قد تشدد وحمل الغلبة بالدرع، واقترب ليتعارك مع ذلك الملك الوثني،

86 غلي بغيرة محبة يسوع ودخل ليدحر السجود للابالسة وضلال الملك الوثني،

87 احتذى في رجليه استعداد الاعتراف، ودخل ليطأ شوكة تلك الوثنية الملعونة،

88 مسك في يديه علامة صليب النور الحية، ونزل ليتغلب على فريق الابالسة وضلالهم،

89 /756/ رسم على جبينه ختم الاسرار الثلاثة الممجد ودخل الى الجهاد بثقة لينال الاكليل.[13]

 

دديانوس يهدد كوركيس ويدعوه الى عبادة زوس وافلون وسرَفيون

90 راى الملك هذا الرجلَ وتحير به فخاف وقلق وتبدل لونه وحركات قلبه،

91 ولما كان يهدد الآخرين ليقتلهم وجد بان كوركيس يحتقر ضرباته ويدخل ويقف امامه،

92 اجاب الملك وسأل القديس بغضب: من انت ايها الرجل،؟ واي هو بلدك،؟ وما هو خبرك،؟

93 من انت لانك لم تخف من تهديداتي ومن اوامري، وابنت نفسك امام مملكتي مثل الجسور،؟

94 اجاب القديس الملك بشجاعة وردّ على ما استفسره منه،

95 لو تريد ان تعرف الاسم الذي أُطلق عليّ من المياه، فانا مسيحي منذ ذلك الحين،

96 ولو تريد ان تسمع عن الاسم الذي اطلقه علي والديّ فالاسم الذي سمُيت به هو كوركيس،

97 لما علم الملك الوثني بانه مسيحي، التهب بغضب شديد على القديس،

98 اجاب الملك وقال له مهددا: اكفر بالاسم الذي تتمسك به وكن مثلي،

99 اترك اسم المسيحيين وعبادتهم، واقترب واسجد لزوس وافلون وسرَفيون،[14]

100 /757/ اسجد امامها واخدمها واذبح لها واكفر باسم المسيح الذي تسجد له،

101 انها الآلهة الذين خلقوا السماء والارض ومُلكهم هو السجود والتسبيح وكل القرابين.

 

كوركيس لا يجحد ايمانه ويدحر الوثنية ويكرز للملك بالاله الواحد

102 لما سمع كوركيس الملك يقول هذه الامور تحير وتعجب من طول اناة الاله الواحد،

103 وفتح فمه اتكالا على الرب ربه، وردّ على الملك الوثني وقال له:

104 حاشا لي ان اضل وراء كلامك ووراء الكذابين لاعتبرهم آلهة حقيقيين كما تقول،

105 حاشا لي ان اترك عبادة الرب الواحد الحقيقي واسجد معك للاصنام الخربة وللتماثيل الكاذبة،

106 حاشا لي ان اترك الاله الواحد باري الكل، واسجد معك للمنحوتات واعبدها،

107 حاشا لي ان ابتعد من عبادة الرب الذي صنعني، واسجد معك لزوس وابولون وسرافيون،

108 اعلم ايها الملك بان هذه ليست آلهة، انها اصنام خربة وكاذبة كلها،

109 هذه التي تسجد لها هي اصنام ميتة وهي لا تحسن ولا تسيء الى احد في البرية،

110 الآلهة الذين لم يخلقوا السماء والارض لتُمحَ اسماؤهم من الارض مع الساجدين لهم كما هو مكتوب.[15]

 

 

دديانوس يامر بتعذيب كوركيس بالحدائد

111 /758/ لما سمع دديانوس هذه الامور من كوركيس لم يعد يحتمل ويتملك على غضبه الشديد،

112 فامر حالا ومدّوا القديس على الخشب ليعذبوا جنبيه بالعجلة وبمرارة،

113 جنود الملك الاشرار مسكوا الشهيدَ المبارك ومدّوه وعذبوه وقطعوا جسمه،

114 مزقوا جنبيه وقطعوا جسده ولطخوه بدمه وعذبوا جسمه بحدائد قاسية بدون رحمة،

115 كانوا يعذبونه وكان وجهه معلقا في العلى وكان يتوسل الى الله في قلبه،

116 كانوا يهشمونه وفكره كان مرتبطا في السماء، ونسي آلام وعذابات جسده بمكافأته،

117 يمزقون جنبيه ويسبح في دمه وقلبه يفرح، ويرى جسمه ممزقا ونفسه كئيبة،

118 تتناثر منه قطع اللحم وهم يمشطونه، والبهي عرف في قلبه بانه مكتوب في سِفر الحياة،[16]

119 القديس متكل على الرب المجازي الذي احبه، فاحتمل هذه الامور بشجاعة لاجل محبته،

120 مشطوا هناك الشهيدَ المختار كما قلنا، وقطعوا جسده حسب امر الملك الوثني.

 

دديانوس يسأل ثانية كوركيس ليجحد ايمانه

121 وبعدما وجد الملك بانهم مشطوه كما امر، عاد ليسأله فيما لو يطيع الملك الوثني،

122 /759/ ولما راى الذئب بان دمه قد سُفك استراح قليلا وبدأ يساله عن الموضوع،

123 بعد هذه الامور قال الملك للقديس: كيف ترى نفسك ايها الرجل في هذه العذابات،؟

124 ماذا تفكر،؟ وهل تعلم ما سيحدث لك لو لم تطع كلمتي وتسمع ما اقوله لك الآن،؟

125 ايها الجسور رِد الآن ولو ذقتَ العذابات واسمع كلماتي واسجد واذبح لآلهتي.

 

كوركيس يقول لدديانوس لا تقدر عذاباتك ان تبعدني عن الرب

126 اجاب الشهيد وهو مخضب بدمه وواقف امامه ويحتقر ويسخر من الملك الوثني:

127 صدّق ايها الملك الجاهل وبدون خصام: عذاباتك لا تقدر ان تبعدني عن الله،

128 وبكل العذابات التي تمارسها ضدي لا تقدر ان تجعلني اكفر باسم الرب يسوع الحي،

129 يا دديانوس العديم الفهم، الهي يقدر لو حسن لديه ان ينقذ عبده من يديك،

130 لا تفكر بانني اخسر حياة العالم العظيم لاجل الحياة الزمنية.

 

 

دديانوس يسجن كوركيس

131 لما سمع دديانوس هذه الامور من القديس، امر ان يُعذب باثم فوق عذاباته،

132 يا لجريمة الجلادين وعنف امر الملك، يا لصمود الرجل العجيب الذي احتمل كثيرا،

133 /760/ انه ممشط ومقطع بالحدائد القاسية وبدون رحمة، ثم امر بان يجلد على جسده الحي المهشم،!

134 يا لمعونة وتشجيع يسوع الخفي الذي بواسطته غلب القديسون عذابات المضطهدين،

135 جلدوا هناك كوركيس كما امر، وبعد جلده ارسل وسجنه باحتراس.

 

قوة الرب تعضد خائفيه

136 قوة الرب كانت ترافق الشهيد في هذه العذابات، وبها [ تجبر[17] ليحتمل الضيقات،

137 عون ربه كان يرافقه في كل آلامه، وبه تحمل كل هذه الامور من المضطهدين،

138 كان الرجل لابسا قوة الرب حيثما ذهب، وبها كانت تُصنع الآيات بواسطة القديس،

139 الرب يصنع ارادة خائفيه كما هو مكتوب، ويعظّمهم امام الكثيرين لانهم اعترفوا باسمه،[18]

140 واذ كان دديانوس يحاول ان يبيد حياته، هو كان يربح الفائدة باعترافه،

141 واذ يهتم الشيطان ليزيد الساجدين له، انقذ القديسُ العديدَ من بين يديه،

142 لما كان المضطهدون يكثرون عذاباته، هو كان يعيد جموع الناس الى الله،

143 لما كان دديانوس يود ان يعظّم عبادة الاصنام، /761/ جرّ كوكريس سكان بيته عند الله،

144 عون الرب كان يتبع الشهيد في كل حين، وبه تقوى على جبهة العدو،

145 كان العادل قد لبس قوة الرب كالدرع، وبها صنع القوات امام الكثيرين وحيرهم،

146 لما جُلد القديس بمرارة قادوه وسجنوه وهم يصوغون له عذابات اخرى.

 

امرأة دديانوس آمنت بالله وحاولت انقاذ كوركيس فامر الملك بقطع راسها

147 لما تعرفت امرأة دديانوس على الآيات التي صارت على يده تحيرت،

148 ولما علمت بان قوة الرب تحل في الرجل، عادت حالا الى الرب واعترفت باسمه،

149 لما سمعت بصبره وبالعذابات التي تحملها، صدّقت وآمنت وعادت الى درب ابن الله،

150 وارسلت حالا الى بعلها الملك دديانوس: انتبه على نفسك انك ضال بالحقيقة،

151 اسمع ايها الملك واقبل وصدّق بالتاكيد: ان الرب الذي يموت كوركيس لاجله هو الحقيقي،

152 هو فقط الاله الواحد بالحقيقة، وجميع الآلهة الذين تعبدهم كاذبون،

 

153 انتبه، لا تعذب هذا الرجل اكثر، لان الهه برى السماء ورقع الارض،

154 انظروا ايها المتميزون الى استقامة امرأة الملك /762/ كيف لم تفزع من كشف نفسها لانها اعترفت بالابن،

155 ولما علم الملك بهذه الامور التي ارسلتها له، امر سريعا بقتل امرأته بالسيف،

156 ولما عرف بان العفيف قد سبى امراته منه، امر الحاضرين حالا بان يقطعوا راسها،

157 فاخرجوا هذه النعجة المحبوبة التي اعترفت بالابن، وقتلوها هناك وتوجهت ووصلت الى الملكوت.[19]

 

دديانوس يعذب كوركيس بعجلة ذات سكاكين حادة

158 وبسبب هذه الامور كان الملك مليئا غضبا على القديس، فحاول ان يسيء اليه بكل الوسائل،

159 تحايل بواسطة معلمه قتّال الناس، وصنع العجلة ليقطع جسد القديس،

160 الملك الوثني صنع العجلة بغضب وحقد وملأها سكاكين حادة،

161 وامر حالا ان ياتي العفيف من السجن ليرى العجلة التي صاغها له ويخاف منها،

162 يا للتبديل الذي صار هناك بالنسبة لمن يفكر: كم ان الرفيق بعيد عن رفيقه، وكم انهما مليئان عجبا،!

163 الملك يصوغ العجلة الرهيبة للقديس، والشهيد يسبي الاحياء والاموات لله،

164 الملك يهتم ليقضي على حياة الرجل العجيب، وهو قد تلمذ وعلّم في السجن،

165 /763/ امر الاثيم ان ياتي المختار كما قلنا، ويبين له العذاب الجديد الذي صاغه له،

166 ركض حالا جند الشرير وخطفوا القديس واحضروه بسرعة عند دديانوس،

167 تكلم الملك معه وقال له: اشفق على نفسك واقترب واذبح بسرعة،

168 ولو لم تسمع كلمتي وتسجد معي لآلهتي، ابيد حياتك بهذه العجلة المخيفة المناظر،

169 ولو لا تطيع وتقترب وتذبح لآلهتي، ها انك [ تموت[20] بسرعة شر ميتة.

 

النعمة والعون والمساعدة الالهية تعضد كوركيس في عذابه

170 كوركيس راى العجلة المليئة بالسكاكين، فخاف لمدة ساعة من الزمن وارتعب قليلا بسبب ضرباته،

171 وجد سكاكينها محددة ومثبتة فيها، وبدأ يخاف من ذلك المنظر المريع الذي رآه،

172 ولما بدأ يخاف في فكره مما رآه، اتت تلك النعمة المشجعة الى عونه،

173 ظهرت قوة الابن على افكاره، وبها تقوى ليحتمل العذابات وينال الاكليل،

174 وقفت عنده مساعدة تلك النعمة ومسكته في يده وجعلته شجاعا على المضايقات،

 

175 اجاب القديس وقال للملك الوثني: /764/ لا شيء يقدر ان يفصلني عن الله،

176 لا تقدر ان تقطع حياتي من الله الواحد الحقيقي بكل العذابات الموجودة في البرية،

177 امر الملك بغضب شديد ان يلقوا القديس باثم وبسرعة فوق العجلة،

178 الملاعين اخذوا بطلَ الحق والقوه حالا فوقها حسب امر ذلك الاثيم،

179 بسطوه فوق العجلة المليئة [ بمناخس[21] حادة فغرزت كلها في اعضائه،

180 ولما ثقب كل جسده وتمزق بالمسامير والسكاكين المصفوفة فيها،

181 هناك ولولت كل عظامه من العذاب، لان كل جسده تشقق بمرارة،

182 يا لصمود الرجل العجيب الذي لم يترك محبة يسوع ربه اثناء كل ذلك العذاب القاسي.

 

القاء كوركيس في جب بدون ماء

183 بعد هذه الآلام التي احتملها هناك، امر ان يحبسوا مار كوكيس في جبّ خرب،

184 يا اخوتي انها لحيرة بالحقيقة لمن يتامل: كم من الآلام احتمل الجسد الضعيف هناك،!

185 من لا يندهش لما ينظر اليه بافكاره ويتامل فيه: كم من العذابات قدر ان يحتمل،!

186 /765/ انه ممشط ومعذب ويذهب ليودع السجن بينما كل اعضائه وهنة بالعذاب،

187 جسده مثقوب بحدائد قاسية ومناخس، ويذهب ليسقط في جب لا ماء فيه،

188 جسمه ممزق بالعجلة التي ركّبها ذاك الاثيم، وتتساقط منه قطع اللحم وهو يسير،

189 يا اخوتي انها لحيرة: كيف مكثت نفسه في جسده اثناء هذه العذابات والآلام التي احتملها ذاك القديس،؟

190 يلزم ان نتعجب بفكره كم كان سليما، ولم يرتخ بكل هذه العذابات التي لقيها،

191 وبعد ان سجنه ذاك الاثيم في الجب الضيق، اراد دديانوس منذ ذلك الحين ان يبيد حياته،

192 فكّر ان يقطع راسه بالسيف وينتهي حكم الرجل وينجو،

193 امر حالا واخرجوا العادلَ من الجب ليذهب بسرعة الى مكان مخيف حيث يتكلل،

194 سحبوه وخرج ليصير ذبيحة طاهرة لربه، وينجو من الآلام التي احتملها من قبل المضطهدين،

195 سحبوه ليذهب حتى يصير مبخرة مليئة مصالحة، وتفوح رائحته ويعطر السماويين.

 

صلاة كوركيس واستشهاده في الرابع والعشرين من نيسان

196 ولما وصل مار كوركيس الى المكان حيث سيتكلل ركع في الصلاة امام الله،

197 /766/ وهناك صلى صلاة سليمة لها جناحان، فصعدت ووقفت امام الله وهي تتوسل،[22]

198 وسألت ونالت كل الاسئلة الحسنة، وبعد ان انهى الشهيد طلبته،

 

199 احنى رقبته امام السيف مسرورا ومدّ نفسه بطيب كالحمل،

200 وهناك كلل السيف راسَه وكمّل سعيه، والشهيد المليء انتصارات خرج من هذا العالم،

201 في الرابع والعشرين في شهر نيسان كما هو مكتوب، في شهر نيسان بكر اخوته كمّل سعيه،

202 العامل التعبان نجا من العالم ومن عذاباته وكمّل المختار سعي اعترافه العظيم،

203 وخرج من هنا وهو يحمل وزناته مع فوائدها، واخذ معه اكليلا ومجدا واسما حسنا،

204 وترك للملك الخجلَ والذنب واسم العار،[23]

205 اخزى الملكَ لانه لم يخضع لارادته، ومرمر حياته لانه لم يفعل كل ما طلبه،

206 تعارك الملك مع الشهيد الشجاع وابتعد عن القطيع الذي عذبه كالذئب،

207 جُعل ذاك القديس مهمازا لحياته ليتمرمر به ويُقهر ويصير مرذولا.

 

كوركيس مثال يُحتذى به

208 /767/ ذاك المنتصر جُعل هناك كالقدوة في الجهتين لمن ينظر بتمييز،

209 في الجهتين صارت اعجوبة على صموده، وابان هناك للجهتين عملَين،

210 ابان اندحارا وخسارة للابالسة وللملك، واكليل المجد للمسيح ولبني البيعة،

211 به قُهرت جبهة الابالسة وارادة الملك، وبه تشجع المؤمنون وتزاحموا على الغلبة،

212 به انتصرت حرية العادلين وقوتهم، وبه قُرّف الضعفاء والاذلاء في جهادهم.

 

مار كوركيس نال الاكليل بحريته وبمساعدة الرب

213 به نُزع اسفرار الوجه عن المذنبين، لان من يريد يسهل عليه ان يغلب ويتبرر،

214 القديس اعطى جسده لآلام كل الضيقات، وبحريته نال الغلبة ولم يتراخ،

215 كلما كانوا يضعفون جسده بعذابات قاسية، كانوا يشددون حرية نفسه على الغلبة،

216 خسر في جسده ليبغض العالم ومحبته، وغلب في نفسه بواسطة حريته ونال الاكليل،

217 ايتها الحرية كم ان قوتكِ عظيمة لمن ينظر اليك، لانه كلما تريدينه يسهل عليك فعله بدون عائق،

218 حيثما تريدين تُحتقر النار والسيف امامك، وحيثما تهملين نسيج العنكبوت يصير لك قيودا،

219 /768/ بحريتهم احتمل الشهداء كل ضيقات، وبارادتهم صاروا ورثة ملكوت العلى،

220 هو اراد ان [ يحتمل[24] الآلام بحريته، وبمساعدة الرب احتمل عذابات الجسد،

221 المحارب يقدر بكلا الامرَين ان ينال الاكليل بالحقيقة: بمساعدة الرب وبحرية نفسه،

222 القديس اراد ان يحتمل العذابات لاجل يسوع، والرب قوّاه فانتصر وغلب ونال الاكليل.

 

بدون مساعدة الله لا ينتصر احد وبدون الحرية لا ينال الاكليل

223 بدون مساعدة الله لم يكن ينتصر، وبدون الحرية ايضا لم يكن يتكلل،[25]

224 هو اراد ان يستشهد، والرب الذي راى استعداد قلبه ساعده فاحتمل الالام وانتصر وغلب.

 

طوبى لمار كوركيس لان اسمه في سفر الحياة وعظامه تخزي الابالسة

225 طوباكَ لان اسمك مكتوب في السماء في سِفر الحياة، وصرتَ وارثا في الملكوت الذي لا ينقضي،[26]

226 طوباكَ ايها الرجل لما يستقبل ابن الملك رفاقك العادلين، ويتكئك معهم ويريحك من تعبك،

227 طوباكَ لما يُدخل امامه كل واحد منهم هدية، وانت تُدخل آلام جسدك،

228 طوباكَ ايها العفيف لان تذكارك مرسوم في البيعة، واولادها يهللون في كل البلدان امام عظامك،

229 انه موضوع هناك في تاج الملك كالبلور، /769/ لانك طهرته بآلامك من قبل المضطهدين واستنار،

230 ها انت مثبّت في صليب النور كالشعاع، وجمالك يشتهر في اربعة اقطار كل المسكونة،

231 هوذا جميع الشعوب يلجأون الى القوة الحالة في عظامك، لياخذوا منهاكل المعونات بالايمان،

232 هوذا البيعة تبتهج وتفتخر بك لان الشرير يخاف من الاقتراب من المكان الموضوعة فيه عظامك،

233 هوذا الشرير وقوته مربوط في يديك، ويقر علنا باندحاره امام الساجدين له وخدامه،

234 ها انه يتعذب من قبل القوة الحالة في عظامك، كما عذب جسدك بيدي الملك الجاهل،

235 ها قد جُعلتَ لكل احد مدعاة لكل الفوائد: للاغنياء وللفقراء ولكل الطبقات،

236 في يوم تذكارك هوذا الاغنياء يقيتون من مقتناهم بتمييز جميع المحتاجين.

 

ليحرس الرب بصلوات مار كوركيس ديرَه والبيعة واولادها

237 ليحرس الرب بصلواتك يا مار كوركيس العُمر الذي يعمل يوم تذكارك بايمان،

238 ليمنع الرب كل الاذيات من سكانه، لانهم احبوا اسمك كما صليتَ ايها القديس،

239 مبارك المسيح الذي عظّم درجتك في البيعة المقدسة ووضعك هناك علة حياة كل الفوائد،

240 مبارك الذي تنازل من سماواته العالية الى اعماق الارض، /770/ ومهّد الدرب للبشر فوقُ في السماء،

241 مبارك من صفّ ووضع القديسين كالنيرات في كل المسكونة لتهرب بواسطتهم ظلمة الضلالة،

242 مبارك من جعلكم حصونا منيعة لا تُقهر، اليها يلتجيء مَن هربوا من الشيطان.

 

 

يعقوب يتكلم

243 مبارك الذي فتح فمي لاعرّف خبرك ايها القديس لان من يعظّم بك يعظم لما يعظّمك،[27]

244 ايها الشهيد المبارك لقد عالجتُ خبرك على قدر استطاعتي، فاطلب لي هناك لئلا يعذّب حياتي في جهنم،

245 توسل لاجلي لئلا يعاملني حسب سيرتي، لانني صرتُ علة لمجد ربك بسببك،

246 ربي لا انتظر الملكوت لانني لا استحق، فاتوسل لئلا اتعذب في النار،

247 له موضع بين الملكوت وجهنم، ليؤهلني الصالح بصلواتك (ويضعني) بين هذين (الموضعين).[28]

 

الخاتمة

248 مبارك المسيح الذي يعظّم عبيدَه في كل الازمان، ولنقل جميعنا في كل الاحيان: له التسبيح.

 

كمل (الميمر) على مار كوركيس صلاته معنا

 

[1] – المسيح يلقب بالصباح (صفرو)

[2] – نص: واعط، بيجان يصوب: واعطوا. 1قورنثية 6/10؛ 7/23؛ رؤيا 5/9؟

[3] – جرت قصة استشهاد مار كوركيس في نيكوميديا في قبادوقيا. استشهد في القرن الثالث (سنة 303م) في عهد الامبراطور ديوقلاسيانوس 284-305م. يعقوب يسمي ديوقلاسيانوس دديانوس، لعله ليسخر منه!. تحوم حول قصة استشهاد مار كوركيس شكوك كثيرة. منذ القرن الخامس اعتبرها محرفة مرسوم او فهرس ” الكتب المقبولة والكتب المرفوضة” لسنة 494م للبابا جيلاسيوس (492-496م). يعقوب يعتبر القصة صحيحة ويستند على احداثها التاريخية. انظر البيتين 61، 201

[4] – يوحنا 8/44

[5] – متى 16/18

[6] – متى 16/18

[7] – يوحنا 8/44

[8] – ابولو وسرافيون: صنمان كانا يكرمان (في انطاكيا وروما؟). انظر البيت 99

[9] – نص: ومففق، بيجان يصوب: ومنَفَق

[10] – نص: وبه، بيجان يصوب: وبها

[11] – متى 10/32

[12] – نص: اثكنبر، بيجان يصوب: واثكَبر

[13] – افسس 6/10-17. ذكرى لعادة رسم الصليب على الجبين

[14] – اصنام روما: زوس (زحل)، جوبيتار (المشتري)، افولون، ابلو (شمس)، سرافيون (توجد طريق في روما على اسم سرافيونيدي!). انظر البيت 48، 107

[15] – تثنية 7/24، 12/2-3

[16] – فيليبي 4/3

[17] – نص: اثكنبر، بيجان يصوب: اثكَبر

[18] – مزمور 144/19

[19] – السروجي يتبع تقليد القصة القائل ان “بريسقا” امرأة ديوقلاسيانوس وابنته “فاليريا” تنصرتا. يضيف السروجي بان امرأته استشهدت على يدي زوجها ديوقلاسيانوس. انظر البيوت: 147-157

[20] – نص: اموت، بيجان يصوب: تموت

[21] – حُليفيُثو، بيجان يصوب: حُلوفُثو؟

[22] – ملفاننا يقول لصلاة مار كوركيس جناحان لتطير وتصعد امام الرب

[23] – ينقص صدر او عجز البيت

[24] – نص: دنسبَل، بيجان يصوب: دنسبول

[25] – ملفاننا يقول ان الشهداء يموتون لاجل الرب بحريتهم وينتصرون بمعونة الرب. في نصوص اخرى يقول يمكن ان ينتصر البار بعض الاحيان بدون العون الالهي. انظر، ميمره 156، 157

[26] – فيليبي 4/3

[27] – تلاعب على فعل عظم وعظّم. يقول ملفاننا ان من يعظّم القديسين يصبح بدوره عظيما، وهكذا يعترف ملفاننا ويقر بشفاعة القديسين

[28] – عبارة رائعة فيها يطلب يعقوب ان يؤهله الرب ان يسكن في موضع بين الملكوت وبين جهنم. الملكوت لا يستحقه وجهنم يخاف منها ولا يريد ان يذهب اليها، ولهذا نراه يطلب ان يسكن بين الملكوت وجهنم “وقتيا”؟ ام “ابديا”؟. يذكر بيجان في المقدمة بانه لو قصد ملفاننا “المطهر” فان فكرته صائبة، ولكن لو قصد مكانا دائما بين السماء وجهنم فان فكرته خاطئة. ان الثنائية في تفكير السروجي على الجحيم والنار تحمله على الكلام مرة عن اطفاء نار الجحيم بدموع التوبة، ومرة اخرى عن اعترافه بابدية النار التي لا تطفأ. يعقوب يطلب ان سكن في “الموضع الوسط” بين السماء والجحيم من باب التواضع ليس الا! لانه يعرف كما يؤكد في كل ميامره تقريبا بان السماء والجحيم ابديتان، ولهذا فهو يتوق ان يسكن في السماء وليس في الجحيم!