الميمر 151 (الاول) على سدوم

الميمر 151

 

        يا محب البشر بتعليمك تجري كلمتي لاسرد قصاص سدوم امام العارفين، ليستيقظ لساني بقوتك حتى يتكلم عن تاديب الارض التي ضُربت من قبل العدالة، ساعدني حتى اقول: انك ادّبت سدوم بحنان، والاثم الذي صنعته اسقطها لتصبح مذنبة، ايها الحكماء لنسمع ما يقال بمحبة ولنصغ الى ما يُسمع باتفاق، من يقول يفرح لما يلتقيه من يسمع بفرح ليستفيد الطرفان من بعضهما بعضا، ليكن التعليم محبوبا في افكاركم لان القوال يهتم بكل فائدة عمومية، لنسمع خبرها بالم وبدون قطع الرجاء، سدوم تتوسل بصوت عال حتى يدخل ميمرها، اريد ايضا ان اتكلم عنها مطولا، لانه يوجد في خبرها تعليم لمن هم متميزون، لو لم يكن الميمر بخصوصها مفيدا لما كنت اتزاحم على (سرد) قصتها المليئة آلاما، هانذا اتكلم فاسمعوني انتم بتمييز، تزاحموا على الفهم بصورة افضل لتسمعوا ما يقال بذكاء.

        السروجي يؤلف ميمره على سدوم بعد سكوت طويل كما ذكر في ميمره السابق: منذ مدة طويلة كنت اشتاق ان اتكلم عن خبر سدوم وتركتها لاسباب مواضيع اخرى، منذ مدة كانت تثور في فكري الكلمة بخصوصها، ولا اقدر ان اسكت بعدُ عن قصتها، الى الآن سكتُ عنها مثل ناكر للجميل، فيلزم اذاً ان ارفع اصواتي مثل شكور، ايها المتميزون اقبلوا كلماتي بسمع صاف لان خبر سدوم تحرك لياتي حتى يوصف. لو قُبلت هذه الامور التي قلتُها اقول ايضا يوجد في الموضوع ما يسعدنا باذواقه، لا تُظفر في نهار واحد كل اقاحي سدوم، انه اكليل عظيم ويتطلب جهدا ثم ينتهي، لو شعرتم بوجود فائدة لما تقال (هذه الامور)، اطلبوا مني لاتكلم ولن اخبيء القصة، ولو طلبتم مني كل اقاحيه، سابين لكم كل جماله في يوم آخر.

        يقول الانجيل يكون راحة لسدوم: تفرسوا بكل تاديب من قبل الله، وافهموا بانه مليء المراحم ليعيد الناس الى التوبة، قضيبه هو نور وحيثما استقر ينير الذهن ليسير من يُضرب من الظلمة الى النور، لما تسمع بانه ضرب سدوم لا تظن بان الحنان لم يكن مطمورا في جلده لما كان يؤدبها، لم يضرم فيها نار الدينونة بدافع الشر لكنه حرقها بمحبته بالنار قبل جهنم، اخوتي لعله كان يحميها من جهنم بدل لفحها بلهيب المجازاة، بدل الحريق الذي استلمته هنا من العدالة، يريحها هناك بلفح المحبة من قبل النعمة، الديان نفسه ذكر في بشارته بانه ستكون راحة لارض سدوم وعمورة في يوم الدين، بالجلد الزمني ازال الجلد الابدي.

        الله لا يغضب لما يؤدب: الرب لا يغضب غضبا حيثما يؤدب، لانه لو يغضب لما كان العالم يحتمل غضبه، انه يضرب بالمراحم ويرش من قضيبه الحنان، ويوقظ التاديب لتوبيخ التمرد، لا يضطرب لانه كائن صاف، ولما يغضب يستعير قناع الغضب.

        قضبان التاديب الالهية هي من شجرة المحبة: له قضبان وكل قضبانه هي من الحنان، ومن يُضرب بها يستفيد فائدة لما يُجلد، السيور التي بها يضرب هي منسوجة من المراحم الفائضة، وحيثما تستقر ينبع الرجاء من ضرباتها، كل قضبانه مقطوعة من شجرة المحبة، ولما يجلد يريد ان يفيد لا ان يبيد، انه يعرف كم ان ذاتنا الشريرة هي مسمومة، فلو يبتعد عنها القضيب تتكبر، اللجام للحصان، ولنا يلزم التاديب ليتعقل هو ونتعلم نحن التمييز.

        التشبه ببنت النور اي بالبيعة وليس ببنت عمورة: جمعُ البيعة لا يشبه شعب سدوم، مبارك من اختار المكللة وخدامها، بدل الزنى والعهر المضطرب الموجودان هناك، هوذا القديسون والبتولات في جماعاتنا.

        السروجي يصف بكلام بليغ نصيحة العدالة للرب باهلاك سدوم وتوسل النعمة اليه ليترحم عليها بعد ان حثته لينزل عند ابراهيم خليله.

  • المخطوطتان: مخطوطة ماردين؛ لندن 14070 ورقة 20-29 (ناقص)

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميامر على سدوم الفها السروجي بعد ميامره على قائين وهابيل. انشغال السروجي وسكوته عن قول الشعر قد يكون سببه غلق مدرسة الرها سنة 489م او يكون سبب آخر لا يفصح عنه. لعل سكوته هو اسلوب ادبي ليجلب انتباه السامعين اليه.! يضع حوارا بديعا على فم النعمة والحنان والعدالة بخصوص سدوم. قد يرقى تاريخ تاليف ميامره على سدوم وتحبير هذا الميمر الى حوالي سنة 490م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 151

الاول على سدوم

 

المقدمة

 

1 يا محب البشر بتعليمك تجري كلمتي لاسرد قصاص سدوم امام العارفين،

2 ليستيقظ لساني بقوتك حتى يتكلم عن تاديب الارض التي ضُربت من قبل العدالة،

3 ساعدني حتى اقول: انك ادّبت سدوم بحنان، والاثم الذي صنعته اسقطها لتصبح مذنبة،

4 ايها الحكماء لنسمع ما يقال بمحبة ولنصغ الى ما يُسمع باتفاق،

5 من يقول يفرح لما يلتقيه من يسمع بفرح ليستفيد الطرفان من بعضهما بعضا،

6 ليكن التعليم محبوبا في افكاركم /62/ لان القوّال يهتم بكل فائدة عمومية،

7 منذ مدة طويلة كنت اشتاق ان اتكلم عن خبر سدوم وتركتها (لمعالجة) مواضيع اخرى،

8 منذ مدة كانت تثور في فكري الكلمة بخصوصها، ولا اقدر ان اسكت بعدُ عن قصتها،

9 الى الآن سكتُ عنها مثل الناكر للجميل، فيلزم اذاً ان ارفع اصواتي مثل الشكور،

10 ايها المتميزون اقبلوا كلماتي بسمع صاف لان خبر سدوم تحرك لياتي حتى يوصف،

11 ايها السامعون: المدمرة تتضرع اليكم مع القوّال لتصغوا الى دينونتها العظمى التي توصف،

12 الارض البهية تصرخ بالم بسبب الحريق، لنسمع خبرها بالم وبدون قطع الرجاء،

13 هوذا بنت عمورة التي احترق محياها بالجَلد تتوسل بصوت عال حتى يدخل ميمرها،

14 اريد ايضا ان اتكلم عنها مطولا، اذ يوجد في خبرها تعليم لمن هم متميزون،

15 لو لم يكن الميمر بخصوصها مفيدا لما كنت اتزاحم على (سرد) قصتها المليئة آلاما،

16 وبما انني اعرف بان خبرها يحمل على [ الندامة،[1] فهانذا اتكلم فاسمعوني انتم بتمييز،

17 اولا تزاحموا على الفهم بصورة افضل لكي تسمعوا ما يقال بذكاء.

 

قصاص سدوم سيريحها قليلا في العالم لآتي

18 تفرسوا بكل تاديب من قبل الله، وافهموا بانه مليء بالمراحم ليعيد الناس الى التوبة،

19 قضيبه هو نور وحيثما استقر ينير الذهن ليسير من يُضرب من الظلمة الى النور،

20 لما تسمع بانه ضرب سدوم لا تظن بان الحنان لم يكن مطمورا في جلده لما كان يؤدبها،

 

21 لم يضرم فيها نار الدينونة بدافع الشر لكنه حرقها بالمحبة بالنار قبل جهنم،

22 اخوتي لعله كان يحميها من جهنم بدل لفحها بلهيب المجازاة،؟[2]

23 ولو لم يحمها حماية كما قلنا، (لما كان) يرشّ عليها ندى المراحم لتبرد به،

24 بدل الحريق الذي استلمته هنا من العدالة، يريحها هناك بلفح المحبة من قبل النعمة،

25 الديان نفسه ذكر في بشارته بانه ستكون راحة لارض سدوم وعمورة في يوم الدين،[3]

26 لو لم يحفظها ليؤدبها هناك بالمراحم لما كان يقول: ستكون لها راحة في يوم الدين،[4]

27 لو لم يتغير الجلد هنا (بالجلد) هناك، اية راحة كانت تجدها لانها اذنبت كثيرا،؟

28 /64/ لو لم يشترط عليها الضربات بدل الضربات، ها انها لم تسترح فكيف اذاً وعدها،؟

29 لو لم تنحل جهنم بذلك الحريق، ها انه لم يرحها ولماذا تكلم مثل الصادق،؟

30 لو لم تسترح من الجلد بدل تاديبها، ها انه يكذب وحاشا ان يكذب لانه سيريحها،

31 قاصص ارض سدوم بالمراحم مثل الحنّان لتستريح قليلا من الضربات في يوم الدين،

32 بالجلد الزمني ازال الجلد الابدي، لئلا تُضرب على الدوام من قبل العدالة،

33 هنا ضربها بمحبة عظيمة باللهيب، لتنجو هناك من جهنم ولو قليلا،

34 ارسل وخبطها بالشفقة بالنار التي تنطفيء ليبرّد عليها في لهيب يحترق الى الابد،

35 وجد بانها تستحق الجلد العظيم بدل جهالتها، فمدّ ولطمها ليخفف قليلا من تاديبها،

36 كانت ارض سدوم قد أُدبت بهذه المراحم لكي توفي قليلا من صك دَينها.

 

الرب لا يغضب لما يؤدب بل يستعير قناع الغضب

37 الرب لا يغضب غضبا حيثما يؤدب، لانه لو يغضب لما كان العالم يحتمل غضبه،

38 انه يضرب بالمراحم ويرش من قضيبه الحنان، ويوقظ التاديب لتوبيخ التمرد،

39 /65/ لا يضطرب لانه كائن صاف، ولما يغضب يستعير قناع الغضب،[5]

40 غضب الاسد يحطم للهلاك، فكيف كانت تقدر البرية ان تحتمل غضب الرب،؟

41 لو كان يغضب بالحقيقة كما يُظلم، لكانت كل الطبائع سهلة ليبيدها بغضبه،

42 لا يغضب، لا يضل احد بالاستعارات، انه يخيف الناس بوجه الغضب بينما هو صاف،

 

43 يبين بانه غاضب ليتوسلوا اليه لاجل المصالحة، يحمل على الظن بانه مضطرب لنصير نحن اصفياء ونجعله صافيا،

44 يؤدب الارض لتخاف من تاديبه، ليدخل الندم بالتاديب الى المجرمين.

 

قضبان الرب مقطوعة من شجرة المحبة وسياطه هي من الحنان

45 له قضبان وكل قضبانه هي من الحنان، ومن يُضرب بها يستفيد فائدة لما يُجلد،

46 السيور التي بها يضرب هي منسوجة من المراحم الفائضة، وحيثما تستقر ينبع الرجاء من ضرباتها،

47 كل قضبانه مقطوعة من شجرة المحبة، ولما يجلد انه يريد ان يفيد لا ان يبيد،

48 ذاك السوط الذي يجلد به هو مظفور بالمراحم، لتكون ضربته مفيدة لمن يُضرب بها،

49 قضبانه معلقة فوق راسنا كما لو كان بالغضب، وينزل واحدا بعد الآخر ويضربنا ليؤدبنا.

 

الارادة تتمرد على الرب

50 /66/ انه يعرف كم ان ذاتنا الشريرة هي مسمومة، فلو يبتعد عنها القضيب تتكبر،[6]

51 اللجام للحصان، ولنا يلزم التاديب ليتعقل هو ونتعلم نحن التمييز،[7]

52 ارادتنا هي متناقضة جدا بافعالها فهي غير مستعدة للتوسل وقت الامان ولا وقت الغضب.

 

يسهل ترويض الحصان اكثر من تاديب الحرية البشرية

53 من الاسهل على الحصان ان يتعلم الرقص من قبل الخيّال اكثر من ان تتعلم الحريةُ النظام من المؤدبين،

54 البهيمة تتعلم المسيرة المنتظمة بالتمرين، اما حريتنا فتتمرد على التاديب،

55 واذ كانت قضبان الجلاد ليّنة جدا، فان ارادتنا متمردة من حِملها بالطيب.

 

عذاب سدوم عبرة للبشرية

56 من السهل ان يتالم كل الجسم بضربة واحدة، ولم يكن يلزم ان ننسى الم رفاقنا،[8]

57 سكان سدوم [ الذين ابادهم[9] الغضب كانوا من ترابنا، من تالم هنا وبكى بسبب وجعهم؟،

58 هولاء الذين اكلهم اللهيب كانوا ابناء جنسنا، لماذا لم تتالموا بسبب قصتهم التي التهمها،؟

59 انها ضربة عمومية لنتعقل بها بتمييز، لئلا نُجلد من قبل العدالة لاننا اذنبنا،

 

60 يُضرب الجاهل ويدخل الندم على الحكيم، /67/ واذ ضُرب هولاء فلنؤدب نفسنا مثل الحكماء،[10]

61 الله ايضا يطلب الفرص ليفهمنا، ويعطي الجلد بالحجج لكي يؤنبنا،

62 الرحمن ادّب البلدان في اوقات مختلفة، ليعطي بواسطتها التعليم للعالم كله،

63 بضرب عضو واحد يتالم كل الجسم، ولما تُؤدب جهة واحدة فان وجعها عمومي،

64 ولان سدوم ضُربت فلنتالم جميعنا مثل متميزين، وليقع الرعب على الجسورين بقصتها.

 

خطايا سدوم

65 مَن ضرب ليس ملاما، مَن يُضرب اذنب فثار الجلد عليه من قبل المؤدبين بسبب ذنبه،

66 ارض سدوم اذنبت كثيرا بافعالها، اما المؤدب فلم يكن يريد ان يدمرها،

67 كان قد نبت فيها جرح اثم عظيم، لم يقرر الطبيب ان يعذبها بخبثه،

68 الزانية نفسها شيدت بيتا للاثم، واتى الاثم ليسكن في جوارها،

69 اضطرب فيها نظام الزواج العادل وفيها ازيلت سبيل (سُنّة) العالم الجميلة،

70 كان قد انطلق الخطف والسلب في اسواقها وفتحت ابوابها بطمع بدون خجل،

71 ظُلم اليتامى فيها من قبل السالبين، /68/ وصرخوا من الالم وليس من منقذ لينتقم لهم،

72 هجم الخطف على الارملة وسلب اموالها، فصرخت ولم ينجدها احد في مصيبتها،

73 اقترفت فيها خطايا مضطربة من قبل الزناة، وسارت فيها ذنوب متواترة من قبل السراق،

74 اضطرمت فيها نار الشهوة من قبل الزناة، والتهبت فيها اجسام عاهرة بجسارة،

75 زنت النساء وسرقت ازواجهن، وزنى الرجال باخريات علاوة على نسائهم،

76 لم تكن توجد طريق للحق ليمشي هناك، لان جموع الاثم كانت تتزاحم للسير عليها،

77 كان الحق مطرودا من قصورها العامرة، ولم يكن يُذكر وجود اسم الله،

78 كانت توجد فيها الوثنية بكثرة، وكانت داخلة فيها الشهوة القبيحة،

79 الخطف والسلب والظلم ومحبة الاثم والزنى الكريه والفجور والاسم النتن،

80 كان يُسمع بقوة صراخ البؤساء، وهتاف اليتامى والمتسولين وضجة الاثم،

81 صهل فيها الاثم ولم يردعه احد ليهدأ قليلا، وزأر فيها الافك ولم يقم احد ليسكته،

82 مشت هناك الخطيئة بعنق عال، /69/ وكشفت وجهها وظفرت تاج الرئاسة،

83 الحق غطى وجهه ونام مثل الغريب ولم يحركه احد ليستيقظ ويرى خطيئة سدوم،

84 كان الحق قد سكت لئلا يقال من قبل الاثمة، وكان الكذب يُرتل من قبل الرؤساء،

85 رعد الكذب في فم مثقفيها ورؤسائها، ولم يتعقب احد على العدالة ليمشي فيها،

86 الفقير مسلوب ولا احد ينتقم لظلمه، والدخيل مخطوف والقضاء يصغي وماذا يعمل،؟

 

87 يصرخ المظلوم الذي لا يساعده القضاة، ويولول ولا يسمعه رؤساء سدوم،

88 ينتحب اليتيم ويلطمونه في اسواقهم، ويبكي المخطوف ولا يجيبونه ليروا لماذا.؟

 

دعوة الى اخذ العبرة من سدوم

89 اي من السامعيين شعر بهذا الخبر،؟ واي قلب تالم على اثم سدوم،؟

90 ليخَف مَن ظلم واحتقر اليتيم، فهوذا العدالة غاضبة عليه كما غضبت على اولائك،

91 لو وُجد هنا مَن سلب الارملة، عليه ان يفزع لان اسمه مكتوب في سِفر سدوم ليقاصص هو ايضا،

92 لو وُجد مَن غيّر درب (سُنّة) العالم، وحاشا ان يوجد هنا، فانه يُحصىمن قبل العدالة في عداد السادوميين.[11]

 

يلزم التشبه بالبيعة لا بسدوم

93 لا ينظر احد الى تلك المرآة المليئة ارجاسا /70/ طهروا حياتكم ايها المتميزون بجمال البيعة،

94 لا احد يتشبه باعمال بنت [ عمورة،[12] انتم تشبهوا بعروس النور،

95 جمعُ البيعة لا يشبه شعب سدوم، مبارك من اختار المكللة وخدامها،

96 بدل الزنى والعهر المضطرب الموجودين هناك، هوذا القديسون والبتولات في جماعاتنا،

97 واذ كان السالبون ينهبون بظلم هناك، هوذا الناس يُبررون بتمييز هنا،

98 بدل حسرات المظلومين التي تصاعدت هناك، هوذا الصدقات تنتصر هنا للمحتاجين،

99 هناك كان ينتحب اليتامى في الاسواق من قبل السالبين، وهنا يُحتضنون بمحبة من قبل المتميزين،

100 كان يلزم ايضا ان نشعر بتاديب هولاء، لئلا تلحقنا ادناس اعمالهم البغيضة،

101 فلو استحسنا الجلد الذي احتملوه من قبل العدالة لنقرن عنقنا بنير سيرتهم المعوجة،

102 لو كان قصاصهم غير مرّ لمن يسمعه، ليسلك هو ايضا في سبلهم بتمرد،

103 انتبهوا يا اخوتي لا تسيئوا التصرف في اعمالكم لعلكم تنالون ايضا الجلد من العدالة،؟

104 /71/ سكان سدوم كانوا اشرارا واثمة ووسخين وملوثين ووقحين وافاكين،

105 وكانوا جسورين ومليئين إفكا وظلما ومرّين ووقحين للفساد،

106 من كان يذهب كان مسلوبا ومن كان ياتي كان مخطوفا، وكان يبكي المحتاج وكان المتسول مظلوما والفقير مغلوبا واليتيم مولولا،

107 وكان يصرخ المتضايق ويصيح المظلوم والقضاء معرقل، ويسري الاثم ويملك الافك والحقيقة غير موجودة.

 

 

حوار بين عدالة الله وعظمته

108 رات العدالة كيف طردوها من اسواقهم، فصعدت لتذكر امام العظمة وشاياتهم،

109 بعنايتها قدّمت عريضة على الجسورين، وفيها كتبت ادناس اعمالهم البغيضة،

110 رسمت هناك كل اثم سيرتهم، وقدّمتها واعطتها للديان ليصنع القضاء،

111 فتحت الملفّ امام منبر اللاهوت السامي وبدأت تقرأ بصوت عال اثم سدوم،

112 صرخت صراخ التوبيخ ووجهها مسفر، وهي تغضب على المتمرد امام القاضي،

113 الى متى تهدأ هكذا على بني الاثم، اضرم تاديبك لقد احتقرك كثيرا سكان سدوم،؟

114 لا يجمل ان تهمل الى الابد الجسورين، ايقظ الجلد وعذبهم بافعالم،

115 /72/ لا تتاخر هكذا عن التاديب، تعقب القضاء وقاصص الجهال مثل العزيز،

116 الى متى تترك الاشرار يذنبون بعدُ، اخرج سيفك وابدهم لانهم خرّبوا الارض،؟

117 نبت في بلد سدوم جرح خبيث، ارسل واكوِهِ لئلا ينتشر في كل العالم،

118 هوذا معين الاثم قد تفجر من عمورة، ليُغلق ينبوعها النتن لانه مرّ جدا،

119 نبت حقل الاشواك في الارض من قبل الزناة، اضرم اللهيب ولتفنَ الاشواك الخبيثة،

120 هوذا الزؤان قد ظهر في تخومها بمرارة، القِ نارك واحرقه قبل ان يكبر،

121 لماذا تتاخر لينمو في الارض زرع سيء،؟ [ اقلع[13] المتمردين ليصيروا طعاما للهيب،

122 يجمل بك ان تحرق الآن شكارة واحدة، لئلا تمتليء البرية من زرعها فتهلك كلها،[14]

123 جرح الاثم هو آكلة وينتشر سريعا، اعطهِ الكيّ لئلا [ يتسلط[15] على كل الجسم،

124 لا تبين للسادوميين طول الاناة، لئلا يملأوا كل الارض اثما بغيضا،

125 بدأوا يمشون في طريق واسعة في العالم، /73/ اقطعها بغضب فلو تُمهد هي وباء عظيم،

126 هوذا الجهال قد جُعلوا ضد قدرتك البارية، لانهم قلبوا وافسدوا الطبيعة القويمة،

127 انهم استكبروا عليك فالاثم ليس بسيطا لتهمله، لقد صمم الاثمة ان يبلبلوا صنائعك،

128 اكوِ باللهيب الشهوة البغيضة لئلا تنبت ايضا، وبالحريق امنع الضرر عن الكثيرين.

 

النعمة تتشفع في سدوم (تكوين 18/21)

129 هذه الوشاية استلمها الحاكم من العدالة، فوجد بانها عرّفته جيدا على الاثمة،

130 واذ كانت العدالة مستعدة للمقاضاة بقوة، كان الجلد يُمحى بالمراحم من قبل النعمة،

131 كانت تُبعد محكمة سدوم بحجج: فلو عادت تائبة ستنجو ارضها من القصاص،

132 وصرخت الى الحاكم بمثل هذه الاصوات: ليطِل المراحم ويحيِ سدوم الكثير اثمها،

133 ربي، كل ما نطقته العدالة هو صحيح، ويوجد في سدوم اكثر من هذه الامور،

134 استحي من التوسل اليك لاجل الشقية، واتالم لو أُهملها بينما هي تُقاصص،

135 لا اقول: لا تُجلد الوقحة، لكن اتوسل اليك لتنزل عندها،

136 انزل الى الارض حسب نظام بشري وشاهد اثمها، /74/ ولو ظلت هكذا ولم تعد املأها غضبا،

137 مهّد لك سبيلا الى السفليين جسميا، لتبين حنانك بلطف بالامور الجلية،

138 خذ لك شبها مستعارا وانزل الى البرية، ولو لم يبطل صراخ سدوم انفخ واحرقها.

 

النعمة تقنع الرب بان ينزل عند خليله ابراهيم (تكوين 18)

139 لك [ خليل[16] على الارض استرح عنده، توجه اولا الى بيت ابراهيم واتكيء عنده،

140 انت الخفي ادخل بجلاء عند ذلك الشيخ، وبعدئذ تجتاز لتقلب سدوم على سكانها،

141 استرح على طعام خليلك مثل صديق لم يُقترف الاثم ابدا على مائدته،

142 ربي ليكن بيت خليلك مرحلة واحدة، ولو لم يوجد في سدوم احد يرضيك اقلبها وامضِ،

143 من الواجب ان تزور خليلك لو تشاء، وبطريق واحدة اقضِ كِلا الامرَين هذا وذاك،

144 بهذه النصائح المثيرة من قبل النعمة قبل الرب ان يستعمل هيئة النزول،

145 لو لم يُقَد من قبل النعمة حتى ينزل، كيف تقرر بان يوجه طريقه الى بيت ابراهيم،؟

146 كانت تجذبه عند حبيبه حتى يتوسل اليه، لكي تطمئن سدوم بواسطة الشيخ،

147 /75/ كانت تقول: لو لم يصالحه ابراهيم، من سيُبعد غضبه عن المذنبة،؟

148 لو لم يتوسل ذاك العادل لاجل الشقية من يتوسل اليه لانه غاضب جدا من قبل العدالة،؟

149 لو لم يرضه ابراهيم الخليل الصالح، من يوجد على الارض ليقف امامه ليتوسل اليه،؟

150 كان مرتبطا بمحبته ولا يغصبه لانه يحبه، ليذهب عنده لعله يبُعد شر سدوم،؟

151 حدثت مثل هذه الامور في الذهن الخفي من قبل النعمة، وقدمتها لله بخصوص خبر سدوم،

152 كان يُحث من قبل عدالته للمجازاة، وكان يرضى حتى يغفر من قبل نعمته،

153 لما كان يتشدد ليضرب الارض بسبب ذنبها، كان يخرج الحنان وبمحبة عظمى يبطل الجلد،

154 لما كان يرفع قضيب الجلد مثل العزيز، كانت يده تُلجم بالمراحم ولم يكن يُنزلها،

155 لما كان يلتهب بسبب اثم الارض الكثير، كان يرش الحنان ويطفيء غضب المجازاة،

156 لما كان يُحرك من قبل العدالة ليقاضي، دخل اليه التوسل من قبل النعمة لكي يطيل الاناة.

 

 

من يقدر ان يصف حنان الرب؟

157 حنانه اعظم من القوّالين ومن السامعين، ومن يقدر ان يقول كيف هو،؟

158 /76/ انه البحر المليء، ومن يقدر ان يفيضه بالقطرات،؟ وفي اي ذراع توجد القوة لتجففه،؟

159 يسهل قياس البحر العظيم من قبل الملاحين، ولا يُحدد خبر السامي من قبل القوّالين،

160 يسهل جدا احصاء امواج المحيط، ولا ان نتحدث ونقول كم هو حنان الرب،

161 من يفهمه،؟ حتى ضربُه هو مليء حنانا، وحيثما يوقع يريد ان يُنهض بواسطة السقوط،

162 في حكمه على سدوم نرى حنانه بلطف، وليظفر فمنا اكليل المدائح لشفقته،

163 بقصاص الارض الذي نزل عليها من قبل العدالة نتذوق مراحمه لانه لم يرد ان يدمر.

 

يعقوب يتكلم

164 لو قُبلت هذه الامور التي قلتُها اقول ايضا انه يوجد في الموضوع ما يسعدنا باذواقه،

165 لا تُظفر في نهار واحد كل اقاحي سدوم، انه اكليل عظيم ويتطلب جهدا ثم ينتهي،

166 لو شعرتم بوجود الفائدة لما تقال (هذه الامور)، اطلبوا مني لاتكلم ولن اخبيء القصة،

167 اليوم دخلتُ الى مروج المراحم بفضل خبر سدوم، ولقطتُ منه وردة واحدة من (ورود) كثيرة،

168 ولو طلبتم مني كل اقاحيه، /77/ سابين لكم كل جماله في يوم آخر،

169 هذه الامور التي قلتها لا تُعتبر امورا باطلة لكن لتبين ثمارا بين المتميزين واقول ايضا،

170 اهربوا من الاثم الذي دمر ارض سدوم، وهوذا خبر عارها يتسلسل على كل الاجيال.

 

تحذير المستمعين من ارتكاب الاثم مثل سدوم

171 انتبهوا لئلا يصرخ اليتامى المظلومون في اسواقكم، لئلا تُعذبوا بغضب مثل رفاقكم،

172 لا يسلب احد من الارملة بظلم لان الرب هو رَجلها ولو اشتكت اليه يستمع اليها،[17]

173 لا تتكبر على الفقير لانه من ترابك، فاسنده بالمراحم وبلطف ثم اطلقه ليذهب،

174 انتبه لئلا تكون ملاما من قبل نفسك، بسبب افعالك لما تسمع خبر سدوم ورذائلها،

175 لما يُذكر اثم هولاء من قبل القوّال انظر الى شخصك لعله توجد فيك بعض ادناسهم،

176 لما يُوبخ فعلة الاثم بافعالهم لا تتذمر في فكرك لانك شبيهُهم،

177 اغسل نفسك من رذائل افعالهم ليكون لك اسفرار الوجه في اخبارهم.

 

الخاتمة

178 ها قد مشينا اليوم ميلا واحدا على درب سدوم، مبارك الصالح الذي تاديبه هو مليء حنانا.

[1] – نص: دمتوا، بيجان يصوب: دماتوي

[2] – يقول يعقوب: تاديب سدوم الزمني ازال عنها القصاص الابدي.! النظرية هي انسانية لما يقول: “لعل” الله اراد ان يقي سدوم ويحميها من نار جهنم او ليخفف قليلا من عذاباتها الابدية باحتمالها العذابات الزمنية على الارض، استنادا الى نص متى 10/15. ملفاننا يدلي بنفس النظرية ايضا في ميمره 16 على لعازر والغني. يمكن فهم هذه النظرية بمعنى التخفيف من العذابات في (المطهر) حسب الكنيسة الكاثوليكية وحسب ايمان السروجي نفسه. انظر، ميمره 22

[3] – متى 10/15

[4] – متى 10/15

[5] – الرب لا يغضب ولا يتاثر مثل البشر لانه طبيعة صافية لا تتغير ولا تتبدل حسب الظروف !

[6] – (ياصرو بيشو) الذات الشريرة في الانسان بعد سقوط آدم، قبل سقوطه كان صالحا وجميلا. تكوين 6/5؛ 8/21

[7] – يعقوب 3/3؛ امثال 26/3؛ مزمور 32/9. يقبل يعقوب اسلوب التربية بالضرب استنادا الى مبدأ سفر الامثال: من يمنع عصاه يمقت ابنه. امثال 13/24

[8] – ملفاننا يقبل المبدأ القائل: ضربة واحدة على عضو تعم وتنتشر في كل الجسم !

[9] – نص: ابادهم، بيجان يصوب: الذين ابادهم

[10] – امثال 17/10؟

[11] – ملفاننا يمدح البيعة ومستمعيه ويقول لا توجد خطيئة الزنى بينهم كما كانت موجودة في سدوم !

[12] – نص: ساكنة، بيجان يصوب: عمورُا

[13] – نص: تذكر، بيجان يصوب: اقلع

[14] – ملفاننا يقبل المبدأ القائل: خير ان تهلك شكارة واحدة من ان ينتشر الزرع الفاسد في كل الارض!

[15] – نص: شُلِط، بيجان يصوب: نشلَط

[16] – نص: مراحم، بيجان يصوب: خليل. اشعيا 41/8؛ يعقوب 2/23

[17] – يستعمل ملفاننا هذه العبارة القوية ليبين بان الرب يحمي المستضعفين: الرب هو رَجل الارملة !