نهدي البركة الرسولية والأدعية الخيريّة إلى إخوتنا الأحبار الأجلاء: صاحب الغبطة مار باسيليوس توماس الأول مفريان الهند، وأصحاب النيافة المطارنة الجزيل وقارهم، وحضرات أبنائنا الروحيين الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة والشماسات، ولفيف أفراد شعبنا السرياني الأرثوذكسي في العالم أجمع المكرّمين، شملتهم العناية الربانية بشفاعة السيدة العذراء مريم ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقديسين آمين.

«ماران أَثا، ܡܪܢ ܐܶܬܐ (ܘܳܐܬܶܐ)، الرب جاء (وآتٍ)» (1كو16: 22)

«أمـا المستعدات فدخلـن معـه إلـى العـرس» (مت 25: 10)

إنّه العرس السماوي الذي فيه تُزَفُّ الكنيسة المقدسة المنتصرة إلى عريسها وفاديها ربنا يسوع المسيح، في نهاية الدهر.

ما أسعد الذين سيكون لهم نصيب أن يشتركوا بهذا العرس السماوي. أجل في مجيئه الأول أسّس الرب يسوع ملكوته على الأرض ودعاه الكنيسة المقدسة، وأوكل رسله الأطهار وتلاميذه الأبرار ليرعوها بالنيابة عنه، ومنحهم سلطاناً للتعليم والتقديس والتهذيب لنقل أبناء الهلاك ليكونوا أبناءً  للملكوت، وأعضاءً حية في كنيسته المقدسة التي أسّسها الرب يسوع على صخرة الإيمان به أنه «المسيح ابن اللّه الحي» (مت16: 16)، مشتهى الأجيال والدهور، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الذي إنّما نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس والقديسة مريم العذراء وخلّصنا من أعدائنا الثلاثة الموت والخطية والشيطان، وابتدأ تدبيره الإلهي العلني بالجسد منادياً البشر كافةً قائلاً: «توبوا فقد اقترب منكم ملكوت السموات» (مت4: 17)، ودعا الرب الناس جميعاً إلى هذا الملكوت.

وضرب لنا أمثلة عديدة عن هذا الملكوت، فملكوت اللّه شبكة اصطادت أنواعاً كثيرة من الأسماك كبيرة وصغيرة، جيدة ورديئة، وملكوت اللّه يضمّ الصالحين والطالحين على هذه الأرض، مثّل الرب ذلك بالإنسان الذي زرع زرعاً جيداً ولكن أُُخبر أنّ مع الزرع أيضاً نما زوان، إن ذلك يمثّل لنا أيها الأحباء أن في الكنيسة المقدسة يوجد من هو مؤمن يتمسك بالإيمان القويم الرأي ودستور الإيمان والعقائد السمحة بل أيضاً يترجم ذلك بالأعمال الصالحة التي يمارسها المؤمن، ويوجد مَنْ لا يستحق أن يُدعى مسيحياً ولا يُعتبر تلميذاً صالحاً للمسيح يسوع ربنا فهو زوان زرعه عدو صاحب الحقل وسط الحنطة ومضى فلما طلع النبات وصنع ثمراً حينئذٍ ظهر الزوان أيضاً فجاء عبيد رب البيت وقالوا له يا سيد أليس زرعاً جيداً زرعت في حقلك، فمن أين له الزوان، فقال لهم: إنسان عدو فعل هذا، فقال له العبيد: أتريد أن نذهب ونجمعه، فقال: لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه، دعوهما ينميان كلاهما معاً إلى الحصاد (مت13: 24ـ 30). ففي الكنيسة أناس أبرار كما فيها أشرار، ينتمون إلى الكنيسة معاً كأعضاءٍ فيها إلى اليوم الذي يأتي فيه الرب يسوع ثانيةً بمجد أبيه وملائكته معه لدينونة العالمين فيرسل ملائكته ليعزلوا الصالحين من الطالحين ليرث الصالحون ملكوته السماوي، والطالحون يطردون خارجاً إلى الظلمة البرّانية ليرثوا جهنم وبئس المصير، فهناك يكون البكاء وصريف الأسنان.

فنلاحظ في مثل العذارى العشر الحكيمات والجاهلات، أنّ العذارى الجاهلات ولئن كنّ مؤمنات بالرب يسوع مخلص العالم، وكنّ منتظرات مجيئه الثاني مثل الحكيمات، ولكن الجاهلات لم يحفظنَ في آنيتهنّ زيت الرحمة والمحبة والأعمال الصالحة، لذلك عندما انطفأت سرُجُهُن إذ نفد زيتها ولم يكن لهنّ زيت احتياطي، ولم يتمكّنَّ من شراء الزيت لأن الأسواق كانت قد أغلقت في ذلك الوقت المتأخر، دخلت العذارى الخمس الحكيمات المستعدات إلى العرس، أما الجاهلات فقد وقفنَ على الباب يقرَعنه بحزنٍ وكآبة، ولم يفتح الباب لهنّ بل سمعنَ صوت العريس قائلاً لهنّ: لا أعرفكنّ، فقد أُغلق الباب ولم يبقَ أي مجال لتوبة الإنسان بعد أن يكون قد غادر هذه الحياة الدنيا لأن العريس يكون قد دخل إلى موضع العرس والمستعدات دخلن معه إلى العرس. ما أشدَّ شقاء أولئك الناس الذين ولئن كانوا في عداد المؤمنين في ملكوت اللّه على الأرض في الكنيسة المقدسة ولئن كانت سرجهم مضاءة بالإيمان الصوري لكنهم لم يقرنوا إيمانهم هذا بالأعمال الصالحة، أعمال الرحمة التي يصفها الرسول يعقوب بقوله: «الديانة الطاهرة النقية عند اللّه الآب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم» (يع1: 27)، ويقول الرب يسوع: «أريد رحمة لا ذبيحة» (مت12: 7) و(هو6: 6)، ويقول الرسول يعقوب أيضاً: «ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إنّ له إيماناً ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه… إن الإيمان بدون أعمال ميت» (يع2: 14 و20)، وقد ضرب لنا الرب يسوع مثل السامري الصالح ليعلمنا كيف يجب علينا أن نرحم من يحتاج إلى الرحمة، فالسامري الصالح الذي سمع أنين ذلك الساقط بين اللصوص لم يهب أحداً وجازف حتى بنفسه وضمّد جروحات الساقط بين اللصوص بخمرة قلبه وزيت نفسه وحمله على دابته وأتى به إلى الفندق ودفع عنه دينارين وقال لصاحب الفندق: «اعتنِ به ومهما أنفقتَ أكثر فعند رجوعي أوفيك» (لو10: 35)، فنال السامري الصالح الثناء من المسيح يسوع ربنا الذي علّمنا أنّ الرحمة أفضل من الذبيحة، وبحسب المثل دان الرب يسوع الكاهن الذي مرّ بذلك الجريح الساقط بين اللصوص ولم يبالِ وهو يسمع صوت استغاثته، كما دان اللاوي أي الشماس الذي كان يخدم أيضاً في هيكل الرب لأنه سمع أنين الساقط بين اللصوص وتطلّع ولم يبالِ، ومدح الرب السامري الصالح غريب الجنس الذي اعتنى بذلك الجريح مبرهناً على أننا بأعمال الرحمة المقترنة بالإيمان سنرضي اللّه تعالى. إن كان في قلوبنا رحمة نُبرهن على صدقها بخدمة الإنسان المحتاج إلى مساعدتنا مهما كان دينه أو مذهبه أو جنسه فلا يحقّ لنا أن ندين هذا الإنسان إنما علينا أن نفعل الرحمة طالما الإنسان يحتاج إلينا.

أجل: إن الرب يسوع في ملكوته على الأرض أتاح لنا فرصةً ثمينةً هي أن نؤمن به ونعمل بوصاياه لنرث ملكوته السماوي، فعرسه الذي دُعيت إليه البشرية كافة، هذا العرس الإلهي يبدأ بالإيمان به بأنه ابن الله الوحيد ونبرهن على الإيمان بالتمسك بكل ما أمرنا به من وصايا سامية واثقين بأن حياتنا على الأرض مهما طالت فهي قصيرة ولابدّ أن نغادرها بالموت الذي وضع على الناس جميعاً أو تنتهي حياتنا في هذه الأرض بمجيء ربنا يسوع المسيح ثانية في ساعة لا نعلمها كما أوصانا بقوله: «اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم واعلموا هذا أنه لو عرف ربّ البيت في أي هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان» (مت24: 42ـ 44). هذا السهر هو الاستعداد كاستعداد العذارى الخمس الحكيمات، لتوفير الأعمال الصالحة إلى جانب الإيمان الصوري لنكون في كل حياتنا على الأرض شهوداً له لأنه هو السامري الصالح الذي جاء من السماء وأنقذنا نحن الذين كنا ساقطين بين اللصوص أي الشياطين الذين يحاولون اسقاطنا بالتجارب فإذا صدّقناهم كما صدّق أبوانا الأولان إبليس نفقد النعم الإلهية، ونترك بين أحياء وموتى مثل الإنسان الذي كان ساقطاً بين اللصوص ونحتاج إلى الرب يسوع، السامري الصالح لينقذنا ويعالجنا ويداوينا ويأخذنا إلى كنيسته المقدسة.

أيها الأحباء عندما غادر الرب يسوع بالجسد أرضنا هذه بعد أن أكمل عمل الفداء ليعود إلى أبيه السماوي ويجلس عن يمينه ودّع رسله الأطهار بأن رفع يديه وباركهم في جبل الزيتون وارتفع إلى العلاء صاعداً إلى السماء بجسده الممجد، وكان الرسل شاخصين إليه وأخفته سحابة عن أعينهم، ولوقا الذي يصف لنا هذا المشهد يقول إنّ هذين الملاكين اللذين ظهرا بهيئة شابين بلباسٍ أبيضَ قالا للرسل: «أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء» (أع1: 11)، ففرح التلاميذ لسماع خبر مجيء الرب يسوع ثانيةً، وليس هذا فقط بل سجدوا للمسيح وبذلك اعترفوا به بأنه حقّاً هو «اللّه ظهر بالجسد»، وعادوا إلى أورشليم فرحين ومنذئذٍ والكنيسة بأشخاص الرسل والآباء ثم جميع المؤمنين واقفة على أصابع أقدام الانتظار شاخصة إلى السماء تنتظر المسيح ليأتي ثانية. بمجيئه الأول صنع الفداء وانتصر على أعدائنا الموت والشيطان والخطية، وأنعمَ علينا بأن نكون أولاداً للّه بالنعمة، أبناءً للسماء، ولكن في مجيئه الثاني سيأتي كما نعترف ونقرّ في قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني الذي نتلوه في بدء احتفالنا بالقداس الإلهي وختام صلواتنا صباح مساء «إن الرب يسوع يأتي ثانيةً لدينونة العالمين». والرسول بولس يؤمن بهذه الحقيقة الإيمانية السمحة وقد أذاعها بين المؤمنين كما سلمها الرب يسوع لبقية الرسل الذين علّمونا في كل مرة نحتفل بها بالقداس الإلهي أن نذكر ونقول بصوت الشماس «أيها الرب يسوع» إننا نذكر موتك ونؤمن بقيامتك وننتظر مجيئك الثاني فارحمنا، واعتاد المؤمنون في عهد الرسل وتلاميذهم أن يحيّوا بعضهم بعضاً بالعبارة السريانية الآرامية قائلين: ماران آثا، أي الرب قد أتى وهو آتٍ أيضاً ثانية. أجل إننا ننتظر مجيء الرب الثاني بإيمان، وإن كنا أحياء بالجسد عند مجيء المسيح يسوع ثانيةً يقول الرسول بولس: سنختطف معه في الجو بعد أن يتمجد جسد كل واحد منا ويصير جسداً روحانياً، وإن كنا راقدين بالرب وأرواحنا حية خالدة فسنسمع صوت الرب ونقوم قيامة الأحياء حيث تتحد نفوسنا بأجسادنا ونرث معه ملكوت السموات.

فما أسعدنا إن كنا نتمثل بالعذارى الخمس الحكيمات اللواتي كن ساهرات فنسهر معهنّ منتظرين مجيء الرب الثاني، سُرُجنا مضاءة بالأعمال الصالحة التي يراها الناس فيمجدون الآب الذي في السماء، ونستحق أن نستقبل الرب بفرح وندخل ملكوته مشاركين بالاحتفال بعرسه الإلهي حيث ننتقل من ملكوت اللّه على الأرض الكنيسة المجاهدة، لننضمّ إلى ملكوت اللّه في السماء الكنيسة المنتصرة، كنيسة الأبكار المكتوبة أسماؤهم في السماء كما يقول الكتاب المقدس، لنحتفل بفرحٍ بعرس المسيح يسوع عندما تُزف إليه الكنيسة المقدسة المؤلفة من الأبرار والأتقياء والشهداء الصالحين. ما أسعدنا إن كنا في عداد أولئك الناس الصالحين يوم يأتي المسيح يسوع ثانية، يوم يُنفخ بالبوق، يوم تسبق ذلك المجيء علاماتٌ أعلنها لنا الرب، يوم نؤمن كما آمن نوح بأمر الرب وبقي مائة سنة وهو يصنع الفلك لأن الرب أمره بأن يفعل ذلك وكان يعظ الناس طيلة هذه المدة ولكنهم لم يؤمنوا بما قاله لهم، ثم دخل نوح هو وعائلته: أبناؤه ونساء أبنائه، وأدخَل معه من البهائم الطاهرة، ومن سائر البهائم والوحوش أيضاً عدداً محدوداً مما أمره اللّه بأن يدخل معه إلى الفلك، وعندما جاء الطوفان، أغرق جميع الناس إلا نوحاً وسبعة أشخاص هم: امرأته وأبناؤه ونساؤهم الذين بقيوا أحياء داخل الفُلك وما اختاره من البهائم لتبقى حيّة. هكذا كما جاء الطوفان وأخذ الجميع، سيأتي المسيح ثانيةً سواء آمنا بهذه الحقيقة الإيمانية أو لم نؤمن وحينذاك إن كنا مؤمنين صالحين ساهرين سنكون مع العذارى الخمس الحكيمات ونرث السعادة الأبدية وإن لم نكن أبراراً نكون في عداد أولئك الذين كانوا في جيل لوط أيضاً حيث أمره الرب أن يُنذر أولئك الناس الذين حادوا عن الشريعة الإلهية فأنذرهم لوط ويقول الكتاب المقدس إنه اعتبر كمازح في أعين أصهاره ولكن عندما أباد اللّه ذلك الجيل بالنار والكبريت، خلص لوط ومن معه ولكن الذي كان يتوق إلى العودة إلى التمرغ بالخطايا عوقب كزوجة لوط التي التفتت إلى الوراء فصارت عمود ملح.

أحبائي لا بد من أن المسيح سيأتي ثانية، وسيأتي لدينونة العالمين فإن آمنا بمجيئه الثاني وكنا مستعدين لأن الرب يسوع يقول في مثل العذارى: «أما المستعدات فدخلن معه إلى العرس» إن كنا مستعدين لاستقباله، إن كنا ساهرين مقتدين بالعذارى الخمس الحكيمات لنا في آنيتنا زيت احتياطي الذي يمثل أعمال الرحمة والمحبة، زيت الإيمان الطاهر المقترن بالأعمال الصالحة فستبقى سرجنا مضاءة وسندخل معه إلى العرس السماوي لنرث معه ملكوته السماوي يوم يدعو الرب الديان العادل الصالحين القائمين عن يمينه قائلاً لهم: «تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم… ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته… فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية» (مت25: 34 و41 و46).

أيّها الأحباء: لنقتدِ بالعذارى المستعدّات، ولنتمسّك بعقائدنا الإيمانية السمحة، وبنور المسيح، كي نكون مملوئين من حرارة الإيمان، لا أن نقبل الإيمان الصوري فقط بل أن نقرنه بالإيمان الحي أي الأعمال الصالحة، لنكون أحياء في المسيح، حتى إذا ما جاء ووجدنا ساهرين مستعدين لاستقباله وسرجنا مضاءة وزيتنا وافر، يدعونا أن ندخل معه إلى العرس مع العذارى الخمس الحكيمات ونتنعم معه على مائدته السماوية إلى الأبد.

تقبل الرب الإله صومكم وصلواتكم وصدقاتكم ورحم موتاكم المؤمنين وأهَّلكم للاحتفال بعيد قيامته المجيدة بالبهجة الروحية والصحة التامة والتوفيق، ونعمته تشملكم، ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ.

صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق ـ سوريا

في الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني عام ألفين وستة للميلاد

وهي السنة السادسة والعشرون لبطريركيتنا

 

 

IN THE NAME OF THE SELF-EXISTENT ETERNAL, OMNIPOTENT AND ALMIGHTY GOD
IGNATIUS ZAKKA I IWAS
PATRIARCH OF THE APOSTOLIC SEE OF ANTIOCH AND ALL THE EAST,
SUPREME HEAD OF THE UNIVERSAL SYRIAN ORTHODOX CHURCH

We offer apostolic benediction, and benevolent prayers, to our brethren, His Beatitude Mor Baselius Thomas I, Catholicos of India, and their Eminence the Metropolitans, our spiritual children the venerable priests, monks, nuns, deacons and deaconess, and our venerated Syriac Orthodox people all over the world. May the divine providence embrace them through the intercession of the Virgin Mary, and St. Peter, the Head of the Apostles, and the rest of the Martyrs and Saints. Amen.

“Mar’an – a’tha. The Lord had come (and will come)” 1 Cor 6:22
“And those who were ready went in with him to the wedding”
Mathew 25:10

It is a heavenly wedding when the victorious holy church is wedded to her groom and her redeemer our Lord Jesus Christ, at the end of ages.

How happy would be those who would share in this heavenly wedding. Yes indeed, in His first coming, the Lord did establish His kingdom on earth and called her, His church. And He delegated His apostles and disciples to shepherd her on His behalf He gave them authority to teach and preach so that the sons of perdition will become the children of His kingdom and active members in His holy church that He founded on the rock of faith in Him as “the Son of the Living God” (Mathew 16: 16), the hope of all generations, the Second Person of the Holy Trinity, who descended from heaven and was incarnate from the Holy Spirit and the Virgin Mary, and saved us from our three enemies: Death, Sin and Satan. He started His holy mission calling openly on all mankind to “Repent, for the kingdom of heave is at hand” (Mathew 4: 17), and He invited everyone to His kingdom.

The Lord gave us many parables in this regard. The kingdom of God is a fish net that caught many fishes, large and small, good and bad. The kingdom of God includes the righteous and the bad people on this earth. The Lord likened that to a man who sowed good seeds but with it tares appeared. To us, my beloved, it represents that in the holy church there are people who are true believers who stick firmly to the church constitution of faith and its doctrines and translates into good deeds that a believer lives by. And there is also those who do not deserve to be called “Christians” and are not considered as Christ followers. They are tares planted among the seeds by an enemy who is against the owner of the field. When the grain had sprouted and produced a crop, then the tares also appeared. Then the servants of the owner came and said to him, ‘Sir, did you not sow good seed in your field? How then does it have tares’? He said to them, ‘An enemy has done this’. The servants said to him, ‘Do you want us then to go and gather them up?  ‘But he said, ‘No. lest while you gather up the tares you also uproot the wheat with them. Let both grow together until the harvest’ (Mathew 13: 24-30). In the church there are good and bad people. They both belong to and are members in the church until the day when the Lord Jesus comes again, a second time, in His father’s glory and His angels with Him to judge the world. He shall send His angels to separate the good from the bad.

The good shall inherit His heavenly kingdom and the bad shall be thrown to the outside darkness to inherit hell and worst destiny. There shall be weeping and gnashing of teeth. We also notice in the parable of the ten wise and foolish virgins that the foolish ones, even though they were believers in the Lord Jesus as the Savior of the world and were awaiting His second coming, same as the wise ones, but they did not keep the oil of mercy, love and good deeds in their lamps. And when their lamps ran out of oil and were going out because they had no extra oil and couldn’t buy oil because the market were closed for it was late, the wise and ready virgins went in to the wedding and the foolish ones stood outside the door knocking with pain and sorrow but the door didn’t open but they rather heard the bridegroom’s voice saying, “I do not know you”. The door is closed and no more time for anybody’s repentance after the departure from this life because the bridegroom has already entered the wedding and those who were ready entered also with him. How miserable are those who even though are believers in the kingdom of God on earth, the holy church, and even though their lamps are lit with apparent faith, but they did not translate their faith into good works, the works of mercy that is described by St. James: “Pure and undefiled religion before God and the Father is this: to visit orphans and widows in their trouble, and keep oneself unspotted from the world” (James 1:27)

The Lord said, “I desire mercy and not sacrifice” (Mathew 12:7). And St. James the apostle said. “What does it profit, my brethren, if someone says he has faith but does not have works? Can faith save him? . . . Faith by itself, if it doesn’t have works, is dead” (James 2: 14 & 20). The Lord gave us the parable of the Good Samaritan in order to teach us to have mercy on those who need it. The Good Samaritan who heard the moaning of the victim of thieves while no one came to his help, he, the Good Samaritan took the risk and bandaged his wounds and poured the wine of his heart and the oil of his inner self, set him on his own animal and brought him to an inn. He paid two denarii on his behalf and said to the innkeeper, “Take care of him and whatever more you spend, when I come again, I will repay you” (Luke 10:35). The Good Samaritan was praised by the Lord who taught us that mercy is better than sacrifice. According to the parable, the Lord Jesus condemned the priest who passed by the wounded man and did not rescue him. He also condemned the Levite, or the deacon, who was supposedly serving the altar of God because he also heard the groaning, looked and passed by. The Lord praised the Good Samaritan although he was a stranger because he took care of the wounded man, proving that mercy deeds accompanied by faith find favor in the eyes of God. We should have mercy in our hearts that is proven by help and service to the needy, regardless of their religion, denomination or race.

Yes, indeed, the Lord Jesus gave us a great opportunity in His kingdom on earth to believe in Him and keep His commandments in order to inherit His heavenly kingdom. His wedding, for which He invited the whole mankind, that holy wedding starts by believing that He is the Only-Begotten Son of God, and showing this faith by keeping all His commandments, trusting that our life on earth, no matter how long it is, it is short indeed, and we shall depart when death comes, or it will end upon the second coming of Christ, in an hour we do not know as He said, “Watch therefore, for you do not know what hour your Lord is coming. But know this, that if the master of the house had known what hour the thief would come, he would have watched and not allowed his house to be broken into, Therefore, you also be ready, for the Son of Man is coming at an hour you do not expect” (Mathew 24: 42-44). This readiness is the same readiness of the five wise virgins, by having good works and good faith we become His witnesses on earth because He is our Good Samaritan who descended from heaven and saved us from the thieves or Satan who try to lead us into temptations. If we believe him (Satan) as our first parents did, we shall lose the grace of God and shall be left half dead like the wounded man who fell among thieves and we shall be in need of the Lord Jesus, the Good Samaritan to save us, heal our wounds and take us into His holy church.

My beloved, when Jesus left our world, in flesh, after completing His redemption and went back to His heavenly Father and sat on His right hand side, He bed farewell to His disciples by lifting His hands and blessing them on the Mount of Olives. He ascended in heaven in His glorified body and the disciples were watching. A cloud received Him out of their sight. St. Luke who described the scene said that two angels appeared as two men in white apparel and said to the disciples, “Men of Galilee, why do you stand gazing up into heaven? This same Jesus, who was taken up from you into heaven, will so come in like manner as you saw Him go into heaven” (Acts 1:11). The disciples not only rejoiced for hearing about the second coming of Christ but they also worshipped Him and thus confessed that He was the “God who appeared in flesh”. They returned happily to Jerusalem and since that time the church represented by her disciples and fathers and the whole group of believers standing alert, looking upward toward heaven and awaiting the second coming of Jesus. In His first coming He redeemed us and defeated our enemies: Death, Satan and sin. He also blessed us by bestowing upon us the grace of adoption, the sons of heaven. But in His second coming, as we believe and confess in the Nicene Creed that we recite at the beginning and the end of the holy Eucharist, “the Lord shall come to judge the world”. St. Paul definitely believes in this truth and he preached it to the faithful as was received by the other apostles by the Lord. They taught us every time we celebrate the holy Eucharist, to say in deacon’s voice, ‘O Lord Jesus, we remember your death and we believe in your resurrection and we wait Your second coming. Have mercy upon us’. The early Christians and their followers used to greet one another by saying in Syriac-Aramaic, ‘Mar’an – A’tha – ‘Our Lord has come and shall com again. Yes we are awaiting with faith His second coming. St Paul says that if we are alive in flesh when He comes again, we shall be caught up with Him in the air after having our bodies glorified. If we had already slept in the Lord, our souls shall remain alive and we shall hear His voice and shall be resurrected and united with our bodies to inherit His heavenly kingdom.

How happy we shall be if we behave like the five wise virgins who were ready. We shall watch with them and await His second coming while our lamps are lit with good works. We shall be worthy to welcome Him with joy and shall enter with Him to His kingdom where we shall share in His wedding and shall celebrate. How happy we shall be if we are among that blessed group of people.

My beloved, Christ will definitely come again to judge the worlds. If we believe in His second coming and ready as the five wise virgins, then our lamps shall stay lit and we shall enter into His heavenly wedding and inherit His kingdom on the day when the Lord shall call upon the righteous on His right hand side by saying, “Come you blessed of My Father inherit the kingdom prepared for you from the foundation of the world”. . . and He also says to the ones on His left hand side, “Depart from Me, you cursed, into the everlasting fire prepared for the devil and his angels. . . .And these will go away into everlasting punishment, but the righteous into eternal life” (Mathew 25:34&41&46).

Dearly beloved, let us be like the five wise virgins and let us hold dear to our doctrine of faith and walk in the light of Jesus, in order to be filled with the flame of faith. Real faith is the one accompanied by good works otherwise it is a dead faith. And whenever He comes, He will find us ready, alert and awaiting Him with lamps full with oil. He shall invite us to go into His wedding with the five wise virgins and we shall enjoy His heavenly table forever.

May God accept your fasting, prayers and charity deeds. May He have mercy upon the souls of your beloved departed, and may He make you worthy to celebrate His glorious resurrection with spiritual joy, good health and prosperity. May His grace embrace you all, Amen. ܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ   Aboun d’ Bashmayo w’sharko (Our Father Who art in Heaven…), Amen.

Issued at our Patriarchal residence in Damascus, Syria
on the 21st day of January, in the year two thousand six of our Lord
which is the 26h year of our Patriarchal reign