عظة لدى رسامته نخبة من الشمامسة

موعظة ارتجلها لدى رسامته للشمامسة في مدينة البصرة

 

الآن ايها الاحباء ، يا من تقدمتم لهذه الخدمة المقدسة . إنكم تقدمتم لعمل روحاني عظيم ، ولا تتصوروا ان هذا العمل يتم فقط بلبس القميص الابيض والهرار الجميل . هذه الامور هي علامة فقط . علامةٌ لخدمتكم ، علامةٌ لقلوبكم ، علامةٌ لوجودكم الى قدسِ اقداس الرب .
لماذا تلبسون الثياب البيض ؟ ولماذا تربطون الهرار على أكتافكم ؟

ـ الثياب البيض ، دلالةُ النقاء ، والبِر والقداسة . الثياب البيض ، ظهر بها الملائكة عند قيامة الرب ، وهي علامة الظفر والانتصار عدا كونها علامة النقاء والقداسة .
ـ والهرار ؟ فما علامةُ الهرار ؟ ولماذا يتمنطق به الشماس ؟ ولماذا يربطه على كتفيهِ ؟
أن الهرار هو رمزٌ لتسبحةِ الملائكة . فالشماس يمثل الملاك الذي لا ينام في خدمة الله . الشمامسة يُمثلون الملائكة الذين يُقدسون الله ويُباركونه نهاراً وليلاً بقولِهِم : ” قدوس .. قدوس .. قدوس ، الربُ الإله السماء والارض مملوءة من مجدهِ .”
هذا الهرار يُمثلُ تلك الاجنحة التي يطير بها الملائكة . لذلك واجب الشماس ان تكون له صِفتان عظيمتان : الاولى صفة القداسة..البر ..التقوى . والثانية ، صِفة الإستمرار في الخِدمة .
الملاك الذي تجرد لخدمة الله يحوزُ هاتين الصفتين العظيمتين : صفة القداسة .. وصفة الإستمرار في الخدمة .
وصفة القداسة هي صفة لانستطيع ان ندنو الى الله والى مذبحه المقدس والى اسراره الإلهية إلا بواسطتها . لذلك في كلِ قداس يصرخ الكاهن ويقول : ” قودشي لقاديشي لدخايو زوديق ميثبياهيين ” أي الاسرارالمقدسة يجب ان تُعطى من قديسين ومن اطهار ومن اتقياء ، والاسرار المقدسة هي هذهِ : أن ينال الإنسان نعمة الخدمة ، ونعمة الخدمة تؤهله ان يكون شبيهاً بالملائكة بقداسته ونقائهِ واستمرارهِ في الخدمة .
أحبائي الكرام أعتقد أن كثيرين منكم لا يفهمون ماذا أقول ، ولكن الكبار يفهمون طبعاً ، لِذا أوصيكم خدمتان عظيمتان : القداسة ، والاستمرار في الخدمة . وهذا يكفي ان تكونواتلامذة صالحين للمسيح ، جديرين لخدمةِ مذبحهِ المقدس . وإذا فقدتُم ، لا سامح الله هاتين الصفتين ، فقد فقدتم هذين الركنين العظيمين الذين بهما تطيرون في سماءِ البر والتقوى والقداسة . وأيُ طائر يا تُرى يفقد احد جناحيهِ ويستطيعُ الطيران ؟ زانت ايها الشماس ، رمز الملاك في مذبحِ الرب . لك جنحان احدهما جنحُ القداسة ، والآخر إلاستمرار في الخدمة ، لا أطلب منكم او بالحري لا اقول لكم واظبوا صباحاً ومساءاً .. مع ان الشماس هكذا كان يواظب ، كما يعرف آبائكم او اعمامكم او جدودكم ، يعرفون كيف كان الشماس يواظب على الكنيسة . وأما في ايامنا هذه فلديكم مشاكلكم ، ولديكم أعمالكم ، ولديكم مدارسكم ، وما الى ذلك . نطلب اليكم إن لم تستطيعوا ان تحضروا الكنيسة او تداوموا على الخدمة يوم الاحد ، اعتقد ان يوم الجمعة تستطيعون ان تحضروا الى الكنيسة ويقام قداس خصوصي لكم ولبقية المؤمنين الذين لا يتيسر لهم ان يحضروا قداس يوم الاحد . وأعتقد بذلك تستطيعون ان تَبِروا بوعدكم ، وان تكونوا تلامذةً أتقياء صالحين لخدمةِ الرب .

الآن أسألكم جميعاً ، هل تُريدوا ان تخدموا كنيسة الرب ؟
الشمامسة : نعم
هل تريدون ان تستمروا في هذه الخدمة ؟
الشمامسة : نعم
هل تؤمنون بإيمان الكنيسة الارثذوكسية ؟
الشمامسة : نعم
هل تُبعدون عن أفكاركم ما تُبعدهُ عن افكارها ؟
الشمامسة : نعم
لذلك أقول لكم : إنكم أبناء صالحين متمسكين بأهداب التقوى والفضيلة والايمان الارثذوكسي الصحيح . لذلك أضع علامة صغيرة على رؤوسكم ، وهي صليب ، هذا الصليب هو شهادة على ان هذا الابن الحبيب الذي يتقدم تقدم من كُلِ قلبِهِ لكي يكون شماساً صالحاً لكنيسة المسيح، ويكون مؤمن ايمان صحيح ، ومواظب على الخدمة .
—————————————————-
(حاولنا ان نكتب اكثر ، لكن مع الاسف شريط التسجيل قديم ومتقطع ولكننا توخينا خدمة الكنيسة وأبناءها في كل مكان، وليسلك هذا الجيل مع شمامستنا الاحباء ، ولينسج على منوال السلف الصالح وتعاليم الكنيسة الارثوذكسية المقدسة ، والرب يرعى كنيسته وخرافه في كل مكان آمين.)

منقول من الموقع الرسمي لمحبي المطران بولس بهنام
%d مدونون معجبون بهذه: