الميمر 199
يا ابن البتول الذي يفوق ميمره الحكماء املأني موهبتك لاستنير واتكلم عن ميلادك، ايها الخفي البعيد والمستتر عن المجادلين، اكشف لي نفسك واتكلم عنك بدون جدال، يا ابن العظمة الذي شاء ان ياتي الى الصغر، عظّم كلماتي بالتراتيل لاذكر جمالك، يا ابن العلي الذي لا يوصف بالمخاصمات، اعطني محبتك لازمر لك بدون خصام، ابوك اعطاك مجانا للعالم بسبب محبته، بنفس تلك المحبة القِ موهبتك على المعوزين.
يلزم الكلام عن الابن بالمحبة لا بالجدال: الآب بمحبته اعطانا وحيده مجانا لنصفه بمحبة بكلمات بسيطة غير جدالية، لا بالخصام ولا بالشتيمة ولا بالجدال ولا بالخدعة التي تنجب الكلمات بالمتناقضات، المحبة تعرف ان تتنعم بابن الله، لانها ترضع منه الحياة كل يوم بدون جدال، المحبة تقدم ميمر التسبيح لتتكلم عن الوحيد دون ان تجادل او تعقّب عليه، المحبة تريد ان تتعجب بالابن لا ان تتعقبه، تعرف ان تسجد ولا يسهل عليها ان تتجاسر وتبحث.
الحكماء يجادلون: ذاك العجب الذي لا يُعقب حلّ في البتول وصخب الحكماءليعقّبوا دربه بالمتناقضات، خرج من البطن والقى الاختام على البتولية، فنبعت كلمات مليئة شكوكا على ميلاده، البتول ولدت وكثّر المعلمون مكائدهم، لينقدوا موضوعا لا يوصف الا بالتعجب، ربنا سلك سبيلا يفوق الباحثين، وهوذا الجهال الذين ضلوا يجنّون ليفحصوه.
جدال اليهود على مريم: مريم مظلومة من البعيدين ومن القريبين، وميمرها يُطعن من قبل اليهود ومن قبل الآراميين، يفتري عليها الخارجيون واهل البيت ويصفها الاحباء والاعداء حسب شهوتهم، اليهود ينكرون ولدها (قائلين): انه ليس من الآب، وانها لم تحبل ولم تلد في بتوليتها، يجدفون عليها (قائلين): حبلت بالابن بالزواج، والابن الحالّ فيها ليس قوة الآب الخفي.
جدال الوثن على مريم: الوثني البعيد (ينكر قائلا): ان المباركة ولدت، ولا يعرف بانها موجودة او بان لها ابنا.
جدال (الديوفيسيتي؟) على مريم: وجاهل آخر ليس يهوديا ولا وثنيا يفتري عليها (قائلا): جسد الابن ليس منها. واثيم آخر يقول: لم تلد الله لكن المسيح، كانما المسيح ليس الها، وعلاوة على هذه الاحاديث والكلمات والانقسامات التي صارت، يظلمونها ايضا (قائلين): انها لم تثبت في بتوليتها، حسب كلمتهم البكارة هي مفضوضة بالولادة، ومن بعد الولادة لا يقال انها بتول، لا يقولون كان ختمها محفوظا في ولادتها، لكنها فقدت بتوليتها في ولادتها.
توبيخ جميع المجادلين المجانين: بين رياح الشكوك والانقسامات، ماذا يفعل من يعترف بوداعة،؟ قم ايها التعليم واكرز الحق بدون اضطراب واصرخ جهرا الحقيقة التي تسمو على الانقسامات، اصرخ في اليهودي ووبخ الوثنيين ووحّد المنقسمين، وازجر المخاصمات واطرد الشكوك من الجسورين، والجم الحكماء عن ذلك البطن الذي لا يُفحص لئلا يجنّوا بجدالاتهم على ولادتها، اطرد المعلمين عن حضن الطوباوية لئلا يصفوها بجدال وهم يفحصونها، يا ابناء الثقافة المليئين محبة وايمانا اقول لكم اسمعوني بتمييز، موضوع مريم لا يُترجم من قبل الحكماء، ولا يصفه البلغاء بمسيرة عباراتهم، ظلمها آخر (قائلا): لم تلد اللهَ.
البيعة ترد على الديوفيسيتيين: البيعة ترفع صوتها بالحرومات لئلا يدخل اليها، والجاهل الذي يثرثر (قائلا): ان جسد الابن ليس منها، تبغضه هو وتعليمه وتهرب منه، للبيعة اليوم ميمر تردده ضد ذلك الذي يقول: الابن فضّ البكارة لما خرج، هذا الذي ظلمها (قائلا): لم تمكث في بتوليتها بعد ولادتها لتوبخه المحبة بدون خصام، لتسكت كل الشكوك سكوتا وهي خائبة ولترفع اليوم الكلمة صوتها نحو واحد فقط، ليُدخل كلماته وليبين لنا ما يقوله، وبعد ان يتكلم هو ليسمع منا الحقائق، لما حبلت مريم مكثت في بتوليتها، لم يقترب من الطاهرة زواج يفض البكارة.
اعتراضات الحمقى: الاحمق يقول هذه الامور بخصوص الطوباوية، لتقل الآن المحبة كلماتها بوضوح، لو كانت القضية كما تقول ايها الجسور فالولد الذي ولدته مريم ليس اعجوبة، لو فسرتَ كل الموضوع بحكمتك فقد نُزع العجب من القصة واتضحت كلها، لو لم يوجد شيء عظيم خفي عنك، فقد فحصت الابن وميلاده وانت عظيم جدا، واذا كان الامر هكذا فانت اعجوبة، والى اين وصلتَ لان الاسم الذي وضعه اشعيا على الابن اصبح اسمك،؟ كل العجب مكث عندك ويا لك من ذكي لو استطعت ان تحدد كل درب الابن،؟ الكتاب لا يعلمني ابدا بوجود عجبَين اثنين.
برهان السروجي على الولادة مع حفظ البكارة: تفكر (وتقول) اذا ولدت جسديا، كيف يجتاز جسم في جسم ولا يثلمه،؟ هلم الى هنا يا مريضا واغرف وخذ لك كل العافيات من التعليم الذي يضمد المرضى مجانا، هلم وبرهن لي بان حواء ثلمت جنب آدم،! تعترف بان الرجل انجب امرأة ولا يصعب عليك، ولا تصدّق بان مريم ولدت بتوليا،! لو تنقض بكارة المرأة بمتناقضاتك، فان جنب آدم هو مثلوم كما تقول،! خرجت حواء والباب غير مفتوح لا تفتري، وخرج ابن الله من البطن (وتقول): انه مفتوح،! الذَكَر انجب ولا يُعرف موضع ثمرته، والانثى المظلومة ثمرتها فتح الباب لما خرج،! آدم الرجل انجب امرأة ولا يوجد ريب، ومريم المرأة ولدت طفلا ويوجد خصام،! خرجت حواء ولا تقدر ان تفتش على الباب، واذ خرج ربنا، ها انك تعقب خطواته،! لو انت كافر ارفع كلتا القضيتين من تعليمك ولا تعترف لي بان آدم انجب ولم تنجب مريم.
برهان باب حزقيال المغلق: كان نمط المليئة اسرارا وبتوليتها مصورا في النبؤة بحر الاسرار والايحاءات، هلم يا ابن بوزي واجلب مدرج نبؤتك، ليسكت كل واحد وقم انت وانطق الحقائق، يقول البعض ان البتول بعد ولادته لم تعد (بتولا)، فسّر لنا هل فقدت بتوليتَها،؟ تكلم وأبعِد الجدالَ عنها، قال الرب: ان هذا الباب يكون مغلقا ولا يُفتح ولا يدخل احد او يخرج منه، البتول مريم هي الباب المغلق في النبؤة لان الرب المسيح دخل فيه الى العالم وتركه مغلقا.
من آمن بابن مريم الها يؤمن بانها بتول: اذاً تأكد بان من يعترف بان من ولدته مريم كان الها يعترف بانها مكثت في بتوليتها، من هو منقسم على ولدها ويقول ليس الها يخلط قضية فضّ البكارة لما خرج، هنا لتبلغ لكلمة هدفها بدون خصام ومن الولد يسهل عليك ان تتعرف على والدته، لو اعترفت به الها كما هو اله، لسهل عليك ان ترى البطن محفوظا بالبتولية.
السروجي يتاسف على الجاهل الذي لا يسمع تعليمه: وماذا اصنع للجاهل الغاضب بسبب كلماتي وهو متبرم وعبوس ولا يسمعني كما اتكلم،؟ صوت الرعد في اذن الاطرش هو سكوت عظيم، ولو رتلت كل البرية فانه لا يسمع، عين الاعمى لو اشرقت عليها ربوات الشموس هي معتادة على الليل ولا يصلح لها النهار، النفس المليئة شكوكا وانشقاقات الانقسامات، لا تتحدث معها عن الحق لانها لن تقبله، يا ايها المتشكك لم اقل ولن اقول لك، اسكت ولا تسمع، فانا اقول لمن يسمعني، لو لم يطب لك خمر كلمتي لا تشربه، اتركه بيارا لانه توجد جموع تتوق اليه، لم اشتغل ولن اشتغل معك باجرة، ولن انتظر المجد او اطلبه منك، لقد وضعتُ على المائدة من موهبة ربك، فلو حسن لديك تتلذذ معنا والا غادر (من هنا)، ارادتي التي تحبك لا تستحق اللوم، دعوتُك لتستفيد فلو خسرت فهذا يعود اليك.
السروجي يدعو المؤمنين ليتكئوا على وليمته: البتول ولدت ودعت العالم الى الوليمة، ومن يظن بانها عاهرة فليس معنا، ولدها حقيقي وختم بتوليتها موجود، ومن يصعب عليه ان يسمع هكذا ليس مدعوا معنا، لو صدقتها بتولا وامّا فاتكيء في الوليمة، ولو حرمك الخصام حتى تخرج اترك المكان.
انتصار السروجي الطبيعة والكتاب يبرهنان على بتولية مريم: ومن يصدّق الطبيعة والكتاب عرف بان بتولية مريم لم تُفض، لتصمت الآن الجدالات والاحاديث الدنسة عن حضن مريم المختوم المليء نورا، قام التعليم في درجة عالية ووجه مسفر، والجدال الذي نبح عليه وضعه تحت عقبَيه.
– النسخة: كتاب حياة وكتابات القديس يعقوب لابيلوس
– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر جدالي. يدحض السروجي اليهود والوثن والديوفسيتيين. يسرد اعتراضاتهم ويرد عليها، ويدعوهم الى ترك الجدال والاعتصام بالمحبة. يوجه كلامه الى ابناء الثقافة اي المعلمين والدارسين ويسخر منهم ويسميهم بالمجانين ويبتهج لان تعليمه القويم دحر الجدال وداس عليه بعقبيه. انظر، رسالة/6، 13، 16، 19. قد يرقى تاريخ انشاء هذا الميمر الى فترة بداية بطريركية ساويرا الانطاكي أي الى سنة 512-513م.
– الدراسات:
Carmen de Sancta Dei genitrice et semper virgine Maria, et contra eos qui blasphemant, dicentes eam post partum suum in virginitate sua non permasisse, in Abbeloos, De vita, pp. 256-301
Costantino Vona, Sulla Santa Generatrice di Dio e vergine perpetua Maria, in Vona, pp.169-185
ايضا للقديس مار يعقوب
الميمر 199
على القديسة والدة الله والبتول في كل وقت مريم
وضد اولائك المجدفين والقائلين انها لم تمكث في بتوليتها بعد ولادتها
المقدمة
1 يا ابن البتول الذي يفوق ميمره الحكماء املأني موهبتك لاستنير واتكلم عن ميلادك،
2 ايها الخفي البعيد والمستتر عن المجادلين، اكشف لي نفسك واتكلم عنك بدون جدال،
3 يا ابن العظمة الذي شاء ان ياتي الى الصغر، عظّم كلماتي بالتراتيل لاذكر جمالك،
4 يا ابن العلي الذي لا يوصف بالمخاصمات، اعطني محبتك لازمر لك بدون خصام،
5 /686/ ايها العظيم الذي شاء ان يصير البطن الصغير مسكنه، رِد ان اذكر خبرك بالكلمة وبالمحبة،
6 ابوك اعطاك مجانا للعالم بسبب محبته، بنفس تلك المحبة القِ موهبتك على المعوزين،
7 محبتك اشترتنا باثمان باهضة من السالبين، واعطتك المراحم مجانا لنا وللعالم كله،[1]
8 سكبتَ دمك الثمين بدلي وبه اشتريتني، فاقتنني لانك اشتريتني واقنني كلمتك لاكرر خبرك،
9 انا (اشتريتُ) بالاثمان، وانت يا ربي تُباع مجانا، فماذا كان للعالم ان يعطيه ثم يشتريك،؟
10 ماذا كان ياخذ ابوك الخفي بدل حبيبه، لو كان يعطيك لاجلنا باثمان،؟
11 حسن لديه لما اعطاك مجانا للبشر، فلو كنتَ تباع باثمان لما اشتراك احد،
12 من كان يقدر ان يعطي اثمانك يا ابن الله،؟ او ماذا كان يوجد لتُبدل به لمن يشتريك،؟
13 او ابوك ماذا كان ياخذ ثم يعطيك،؟ لان كل العوالم وسكانها لا تساويك،
14 راى بانه لا احد يقدر ان يعطي اثمانك ثم ياخذك، ولهذا اعطاك مجانا ليغتني بك الكل وهو غير مستحق.
جنون المجادلين على الابن وامه
15 [ الآب[2] بمحبته اعطانا وحيده مجانا /687/ لنصفه بمحبة بكلمات بسيطة غير جدالية،
16 لا بالخصام ولا بالشتيمة ولا بالجدال ولا بالخدعة التي تنجب الكلمات بالمتناقضات،
17 اخذناه مجانا لنتنعم به بدون معركة، وادخلنا الى مروجه لنرعَ ولنهدأ بطيب،
18 القى جسده امام الرعية التي اشتراها بدمه: [ اسمنوا[3] ايها الهزيلون ولا تتعلموا ان تنطحوا،
19 من لا يغتني من الموهبة التي اتت مجانا،؟ ومن لا يتنعم من الوليمة المليئة حياة،؟
20 المحبة تعرف ان تتنعم بابن الله، لانها ترضع منه الحياة كل يوم بدون جدال،
21 المحبة تقدم ميمر التسبيح لتتكلم عن الوحيد دون ان تجادل او تعقّب عليه،
22 المحبة تريد ان تتعجب بالابن لا ان تعقبه، وتعرف ان تسجد ولا يسهل عليها ان تتجاسر وتبحث،
23 ذاك العجب الذي لا يُعقب حلّ في البتول وصخب الحكماء ليعقّبوا دربه بالمتناقضات،[4]
24 خرج من البطن والقى الاختام على البتولية، فنبعت الكلمات المليئة شكوكا على ميلاده،
25 البتول ولدت وكثّر المعلمون مكائدهم، لينقدوا موضوعا لا يوصف الا بالتعجب،
26 ربنا سلك سبيلا يفوق الباحثين، /688/ وهوذا الجهال الذين ضلوا يجنّون ليفحصوه.
اليهود والوثنيون والآراميون يجدفون على مريم
27 مريم مظلومة من البعيدين ومن القريبين، وميمرها يُطعن من قبل اليهود ومن قبل الآراميين،
28 يفتري عليها الخارجيون واهل البيت ويصفها الاحباء والاعداء حسب شهوتهم،
29 اليهود ينكرون ولدها (قائلين): انه ليس من الآب، وانها لم تحبل ولم تلد في بتوليتها،
30 يجدفون عليها (قائلين): حبلت بالابن بالزواج، والابن الحالّ فيها ليس قوة الآب الخفي،[5]
31 الوثني البعيد (ينكر قائلا): ان المباركة ولدت، ولا يعرف بانها موجودة او بان لها ابنا،[6]
32 وجاهل آخر ليس يهوديا ولا وثنيا يفتري عليها (قائلا): جسد الابن ليس منها،[7]
33 واثيم آخر يقول: لم تلد الله لكن المسيح، كانما المسيح ليس الها،[8]
34 وعلاوة على هذه الاحاديث والكلمات والانقسامات التي صارت، يظلمونها ايضا (قائلين): لم تثبت في بتوليتها،
35 حسب كلمتهم البكارة هي مفضوضة بالولادة، ومن بعد الولادة لا يقال انها بتول،
36 لا يقولون كان ختمها محفوظا في ولادتها، لكنها فقدت بتوليتها في ولادتها.
ليسدّ التعليم فمَ المجادلين ويدحض نظرياتهم
37 بين رياح الشكوك والانقسامات، / 689/ ماذا يفعل من يعترف بوداعة،؟
38 قم ايها التعليم واكرز الحق بدون اضطراب واصرخ جهرا الحقيقة التي تسمو على الانقسامات،
39 اصرخ في اليهودي ووبخ الوثنيين ووحّد المنقسمين، وازجر المخاصمات واطرد الشكوك من الجسورين،
40 والجم الحكماء عن ذلك البطن الذي لا يُفحص [ لئلا[9] يجنّوا بجدالاتهم على ولادتها،
41 اطرد المعلمين عن حضن الطوباوية لئلا يصفوها بجدال وهم يفحصونها،
42 احتقر المنطقيين وأفِد المجادلين واقمهم عند العجب باندهاش عظيم،
43 الثمرة الذي ولدته المليئة عجبا اسمه اعجوبة، ايها الحكيم هلم وتعجب دون ان تفحص،[10]
44 اقترب ايها المجادل وخذ لك العجب من بنت داؤد، لا تتجاسر لتعقب لانك سوف لن تقدر،
45 ايها المعلم المنطقي انظر الى الموضوع الذي يفوقك وخذ سكوتا ولا تضطرب بالمتناقضات.
موضوع مريم لا يُبحث بالبلاغة البشرية بل بالمحبة والايمان
46 يا ابناء الثقافة المليئين محبة وايمانا اقول لكم اسمعوني بتمييز،
47 موضوع مريم لا يُترجم من قبل الحكماء، ولا يصفه البلغاء بمسيرة عباراتهم،
48 /690/ المحبة تقدر ان تتحدث عن موضوعها بدون جدال ببساطة طاهرة تسمو على الخصام،
49 لنعطِ الآن اصغاء للمحبة التي قامت لتتكلم دون ان تفحص الام البتول المليئة عجبا،
50 اليهودي محتقر من قبل اشعيا لانه ابن شعبه وكرز له بان البتول تلد بدون زواج،[11]
51 من جهات الارض واقاصيها ليتعلم الوثني بانه حيثما ذهب يوصف ابن البتول،
52 ظلمها آخر (قائلا): لم تلد اللهَ بعجب، البيعة ترفع صوتها بالحرومات لئلا يدخل اليها،
53 والجاهل الذي يثرثر (قائلا): جسد الابن ليس منها، تبغضه هو وتعليمه وتهرب منه.
البيعة تدحض من يقول ان مريم لم تمكث بتولا بعد ولادتها
54 للبيعة اليوم ميمر تردده ضد ذلك الذي يقول: الابن فضّ البكارة لما خرج،
55 ليبطل اليوم هولاء جميعا مع شكوكهم وليُسرد موضوع هذا الواحد ليخجل هو ايضا،
56 هذا الذي ظلمها (قائلا): لم تمكث في بتوليتها بعد ولادتها لتوبخه المحبة بدون خصام،
57 لتسكت كل الشكوك سكوتا وهي خائبة ولترفع اليوم الكلمة صوتها نحو الواحد فقط،[12]
58 ليُدخل كلماته وليبين لنا ما يقوله، وبعد ان يتكلم هو ليسمع منا الحقائق،
59 /691/ لما حبلت مريم مكثت في بتوليتها، لم يقترب من الطاهرة زواج يفض البكارة.
اعتراضات المناهض: الكلمة المتجسد فضّ بكارة مريم بولادته
60 اثناء الولادة لما ولدته جسميا، بخروجه فضّ الولد البكارة لانه قد تجسد،
61 من يقول: انه لم يفض البكارة لما خرج ظلم الابنَ لانه لم يتجسد من بنت داؤد،
62 ومن اعترف بان جسده هو من مريم، يفهم بانه لم يكن يخرج في بتوليتها،
63 بولادة الجنين الذي اتى الى الولادة جسديا لم يكن يترك البكارة في البطن لما خرج منه،
64 من يقول: له جسم ولمس ودم، ليقل ايضا: انه فض بكارة امه بولادته،
65 ومن يقول: بتوليتها مكثت في موضعها، ليقل ايضا ان ابن الله لم يتجسد.
لو تفسر الابن-الاعجوبة اصبحتَ انت اعجوبة ايها الجسور
66 الاحمق يقول هذه الامور بخصوص موضوع الطوباوية، لتقل الآن المحبة كلماتها بوضوح،
67 لو كانت القضية كما تقول ايها الجسور فالولد الذي ولدته مريم ليس اعجوبة،
68 لو فسرتَ كل الموضوع بحكمتك فقد نُزع العجب من القصة واتضحت كلها،
69 لو لم يوجد شيء عظيم خفي عنك، فقد فحصت الابن وميلاده وانت عظيم جدا،
70 /692/ ولو كان الامر هكذا فانت اعجوبة، والى اين وصلتَ لان الاسم الذي وضعه اشعيا على الابن اصبح اسمك،؟
71 كل العجب مكث عندك ويا لك من ذكي لانك استطعت ان تحدد كل درب الابن،!
72 لقد انتقل العجب من ميلاد ابن الله وخطفتَه لك، ولا يتعجب احد الا بك،!
73 انت عجب وبك يجب التعجب لو صح ذلك، لانك قدرتَ ان تفحص دربا يفوق الفاحصين،
74 الكتاب لا يعلمني ابدا بوجود عجبَين اثنين، ولو وُجدا لوجب الايمان بانك العجب،
75 ايها المعلم المتباهي اعطِ الوحيد ما هو خاصته دون ان تعقب: اندحر بخبره وتعجب به،
76 اعطِه عجبه لانه لا عجب الا له، وخذ السكوت لان كلمتك اقصر من ان تصل اليه،
77 البتول حبلت به وكانت بتولا لما ولدته، ولهذا فان اسمه عجب لا يُفسر،[13]
78 بين مخاض الوالدات والمولودين فقد حافظ على بكارتها كما تسمع. ألا تعرف،؟
79 لو وُجد في نفسك عجب الايمان لكان ذاك العجب يحرسك من الانقسامات،
80 لو ادركتَ لماذا سماه اشعيا عجبا لكنتَ تتعجب دون ان تفحص الوحيد،
81 /693/ جسم الطوباوية كان مليئا بكارة وحليبا ولهذا فان ابنها هو عجب لمن يعرفه،
82 لو كان عجبا فخبر دربه احسن منك، ولو فسرتَ كيف هو مولود فليس عجبا،
83 امه هي بتول لما تحبل ولما تلد، ويليق به الاسم ليسميه كل واحد بالعجب،
84 لما حل في المجيدة وجد البكارة، وكما وجد بطنها تركه مختوما،
85 اغتنت غنى لما حل في بنت الفقراء، ابن الغني لم يجعلها فقيرة ومعوزة،
86 جملت جمالا بهية النساء لانها ولدت الشمس الذي لم يفسد ولم يقبّح جمالَ بتوليتها،
87 لو لم تكن بتولا لما حل فيها ابن الباري، وكان يجمل به ان يتركها بتولا لما خرج منها،
88 واذ كانت بتولا لما استقبلته فانه لم يشوه جمال بطنها الذي حمله بقداسة،
89 اي اجر كانت تاخذ الامة التي ربّت ربها،؟ انه لاثم ان نقول انها فقدت بتوليتها بسببه،
90 اخذت جمالا وتطويبات وقداسة اخذا وحتى البتولية لم يفضها العجبُ بولادته،
91 حل فيها النور لانها مكثت في بهاء طاهر، لتصير بتولا الى الابد وامّا لا يُجادل عليها.
القدس هو المسيح بيت المقدس هو مريم والباب المغلق هو البكارة
(حزقيال 44/1-2)
92 كان نمط المليئة اسرارا وبتوليتها مصورا في النبؤة بحر الاسرار والايحاءات،
93 هلم يا حزقيال يا رجلا تربى بين الايحاءات، ايها المعلم الذي يعلّم الحقائق لمن يسمعه،
94 ايها النبي المسحوق الذي اغرقته مناظر اللاهوت وكان يتصرف الهيا بالخفايا،
95 يا بهيا سمع صوت العجلات الناطقة ورعود الاجنحة وحركة تلك المركبة العظيمة،[14]
96 يا نفسا صافية رات تغيير الكواريب وافواه النار التي تبارك العلي في موضعه،[15]
97 هلم يا ابن بوزي واجلب مدرج نبؤتك، وليسكت كل واحد وقم انت وانطق الحقائق،
98 لو رايتَ البتول مريم في الايحاءات، اعطني صورتها لترى كل البرية جمالها،
99 لو وُجد خبر امّ ربك في نبؤتك، قم وترجمه لانه محبوب جدا على السامعين،
100 يقول البعض ان البتول بعد ولادته لم تعد (بتولا)، فسّر لنا هل فقدت بتوليتَها،؟
101 يا حزقيال بلغتك القرعة لتتكلم اليوم عن مريم، فتكلم وأبعِد الجدالَ عنها،
102 لنسمع الآن ماذا قيل في النبؤة بخصوص امّ العجب هذه التي لا يُجادل عليها،؟
103 /695/ هذا النبي قال في نبؤته: أبان لي الرب باب بيت المقدس ورايته مغلقا،
104 وقال الرب: ان هذا الباب يكون مغلقا ولا يُفتح ولا يدخل احد او يخرج منه،
105 فالرب ذاته يدخل فيه ليكن مغلقا، يا نبي الروح اكشف وفسّر لنا ما هي كلمتك،؟[16]
106 البتول مريم هي الباب المغلق في النبؤة لان الرب المسيح دخل فيه الى العالم وتركه مغلقا،
107 لما يدخل الله في باب لا يفتحه، ويشهد معنا ايضا حزقيال ابن العبرانيين،[17]
108 دخل الله الى العالم من باب الولادة لانه شاء، وترك نفس الباب مغلقا بالبتولية،[18]
109 بيت المقدس الذي راى النبي بابَه مغلقا، رسم لنا البتولَ والبتولية لم تُفضّ،
110 القدس هو المسيح، وبيت القدس هو مريم، والباب المغلق هو البكارة المحفوظة القائمة فيها،
111 ولو لم يكن الامر بالحقيقة كما اقول، لماذا راى النبي بابا،؟ ولماذا رآه مغلقا،؟
112 راى الباب لانه دخل من باب الناس، ورآه مغلقا لانه خرج ولم يفضّ البكارة،
113 ابن الله دخل من باب جميع المولودين /696/ الى العالم بالولادة، ولما دخل لم يفتح الابواب،
114 وسبق ورسم الام البتول بالباب المغلق، وبوضوح اظهره مغلقا لحزقيال،
115 والخبر صادق وكما ان ذلك الباب لم يفتحه احد، هكذا ختم مريم هو قائم بحراسة،
116 يُفسر لنا الحضن البتولي بباب مغلق، والباب المغلق يعني بان حضن البتولية هو مختوم،
117 قال الرب: لا يُفتح هذا الباب، اعني لا احد يفض هذه البكارة،
118 كلمة الرب ختمت بطن الطوباوية، ولم يفضّ بكارتها حتى بميلاده لما خرج،
119 كان الها وقد دخل من باب البتولية، وترك الاختام سليمة لانه اله،
120 مثل ذلك الباب الذي رآه النبي وسمع صوتا: الله يدخل فيه، ليكن مغلقا.
من يعترف بان مريم ولدت الها يعترف ببتوليتها
121 اذاً لقد تأكد بان من يعترف بان من ولدته مريم كان الها يعترف بانها مكثت في بتوليتها،
122 من هو منقسم على ولدها (ويقول) ليس الها يخلط قضية فضّ البكارة لما خرج،
123 هنا لتبلغ لكلمة هدفها بدون خصام ومن الولد يسهل عليك ان تتعرّف على والدته،
124 لو اعترفت به الها كما هو اله، /697/ لسهل عليك ان ترى البطن محفوظا بالبتولية،
125 ولو نبت في نفسك انقسام اي جرح خفي يصعب عليك ان تصدق بان البتولية مكثت في محلها،
126 ذاك الباب الذي رآه النبي في الوحي: اسمع بان الله دخل فيه، وافهم بانه مغلق،
127 وقد اتضح التفسير بان الله لما دخل فيه لم يفتحه ثم دخل مثل الضعيف،
128 لو دخل فيه آخر ليس الها لكان يحتاج ان يُفتح ولو لم يكن يُفتح لما كان يدخل،
129 ولما كان ذاك الباب محفوظا ليدخل فيه الرب، فقد اغلقه وختمه وابان بانه لن يفتحه ابدا،
130 كما ان مريم هي محفوظة في بتولية لاتُفضّ بواسطة ولدها لانها ولدت الله بعجب،
131 لو ولدت مريم انسانا ليس الها لكانت تُفضّ البكارة اذ لا يحافظ الانسان على البكارة،
132 انهما قضيتان مرتبطتان الواحدة بالاخرى، ومن هو منقسم على هذه لا يقدر ان يصدّق تلك،
133 واذ لا يعترف بان مريم ولدت الها، كيف يعترف ببتوليتها التي لم تُفضّ،؟
134 لو آمن بان الرب الذي ولدته هو الوحيد، لما انقسم على ختم بتوليتها المحفوظ.
التدبير الالهي في الجسد
135 كل واحد طريقه هي مثله لما يسلكها، /698/ ويحل ويسافر في الطريق التي سلكها وهو كما هو،
136 لو كان فقيرا يسير فقره معه، ولو كان غنيا، موكبه معروف ولا يختفي،
137 لو كان ملكا ويريد ان يسافر ترتج الارض وتكثر على دربه الافواج والقوات،
138 لنرَ الآن من أُرسل من بيت الله،؟ ومن هو الخفي الذي اعتلن من بيت داؤد،؟
139 لو كان المسيح الها وابن الله الذي اشرق فكل طريقه هي مثله مليئة عجبا،
140 ولما حل في البطن [ تاق[19] عليه الاجنة من البطون، وهذا العمل غير اعتيادي بالنسبة الى البشر،
141 اتى الى الميلاد وارسل كوكبا الى البعيدين ليجلبوا الهدايا لكي يخضعهم بالجزية،[20]
142 وحل في المغارة واحاطت به جموع السماويين باصوات التسبيح وبتراتيلهم الجميلة،[21]
143 ولُفّ باقماط ورتل جموع جبرائيل وكشفوا السر للرعاة (قائلين): من هو الطفل،؟[22]
144 واتى الى بيت المقدس وقدّم الشيخ المربوط توسلا ليطلقه الطفل لما عرف بانه قد ربطه،[23]
145 واشرق في العماذ، والآب والروح شهدا بانه الله، والمعموذية انتظرته لتتقدس به،[24]
146 /699/ اتكأ في العرس وبدّل المياه الى الخمر جيد، وصادفه اعمى ووضع عليه طينا وراى النور،[25]
147 وارسل صوتا الى اذنَي الاصم وفتحهما، وانار العيون المظلمة وابهجها،[26]
148 وراى العشار وكسر نير الاثم من رقبته، ومزق صك الخاطئة التي سكبت الدموع،[27]
149 وشفى المريض الاخرس والاعمى والذي فيه ابليس لانه كان كله محتاجا الى العافية،[28]
150 (بعث) الصبية في البيت، وبعث الميت في درب المقبرة، وبصوته اخرج من بين الموتى ميتا نتنا،[29]
151 صفّ في دربه ثلاثة شهود من بين الموتى ليقولوا للارض: ان الذي بعثهم هو الله.
الرب جعل امه تتعجب به اولا بصفته العجب
152 ولقد عُرفت هذه الطريق العظيمة جدا: ذاك الذي نزل ليمشي عليها هو الله،
153 انظر الى ذلك الميلاد المليء عجبا كآياته وكعظمة كل دربه،
154 انه خفي في جوهره وجلية قوات جبروته، ومن ظواهره يلزم ان نصدّق خفاياه،
155 في بداية دربه لم يكن يشرع بدون اعجوبة، بدأ بالولادة وصنع آية جديدة لما خرج،
156 بدأ يملأ مريم عجبا لتتعجب به هي اولا لانه العجب،[30]
157 /700/ الطريق الخفية عن الكثيرين كانت جلية لها: كانت البكارة خفية والعمل الجديد كان يحيرها،
158 هي كانت مستحقة لترى الآية الخفية عن الكل، لانها استحقت ان تصير امّا للخفي عن الكل،
159 نظرت الى نفسها وهي بتول وامّ، فرأت في شخصها البكارة والولادة وكانت متحيرة،
160 ابن البتول حير امه في بداية دربه، ثم ملأ الآخرين عجبا بالقوات التي صنعها.
الكلمة صار انسانا دون تغيير ومريم صارت امّا دون فقدان بتوليتها
161 الايمان الذي حتى الخفايا هي جلية له ينظر في بداية الطريق الى العجب بدون اضطراب،
162 وبما ان الايمان يعرف من هو، وابن من هو، فانه ينظر بعجب الى خفاياه والى ظواهره،
163 الوارث الذي اتى ليصلح الارض التي خربت لم يكن يبدأ بتخريب بكارة امه،
164 ذاك الذي اعطى القيامة للموتى ليجددهم لم يكن يعتّق الام الجديدة التي اقتناها،
165 حفظها بتولا كما كان محفوظا في اللاهوت، وصارت امّا كما صار بولادته انسانا،
166 الله ذاته صار انسانا بدون تغيير، وامه البتول صارت امّا بدون تغيير.
المسيح في ولادته هو اله وانسان، ومريم هي امّ وبتول
167 المسيح في ولادته هو اله وهو انسان، كما ان الشابة هي بتول وهي امّ بالحقيقة،
168 /701/ لم تلد اثنين ولا تقدر ان تصير اثنتين: واحدة ولدت واحدا الهيا وانسانيا،
169 الله لا يشبه الانسان في الولادة ابدا، ولا البتول تشبه الام لمن ينظر اليها،
170 وبما انه لبس جسدنا فقد تشبه بنا وصار منا، وجعل والدته امه في بتوليتها،[31]
171 مريم تشبه الامهات والبتولات، ويشبه ولدها اللهَ والبشرَ،
172 قبل في البطن شبه الآب وشبه العبد، ليصير بعجب الها وابن الانسان.[32]
المسيح تشبه بنا في كل شيء ما عدا الخطيئة، وقامت مريم باوجاع الوالدات
ما عدا فضّ البكارة
173 وذاك الجبار الذي يشبه اباه تشبّه بنا ما عدا الاثم في كل آلام البشر،[33]
174 وقامت امه في كل اوجاع الوالدات، ما عدا كونه لم يفضّ البكارة لما خرج،
175 ويجمل بها ان تظل هكذا في بتوليتها، لتكون واثقة ممن هو والد وحيدها،
176 لما اشرق لنا حل العجب في حضنها الطاهر، ولو افسد بخروجه الاختام لما كان عجبا،
177 دخل الى العالم من باب مغلق كما هو مكتوب، ولو فتحه لما كان ربا ولا الها،[34]
178 ولما اتى الى الولادة وحفظ اختام البتولية، كل واحد يعترف بان يسوع هو رب وهو عجب،[35]
179 /702/ ليفرح النبي بالام التي ظلت في بتوليتها، ويفسر لنا ذلك الباب الذي رآه مغلقا،
180 دخل المسيح فيه لان اباه ارسله ليتفقد العالم، ولا يحتاج الى باب مفتوح لانه اله.[36]
المسيح اتى ليصلح الطبيعة ويتقن بتولية حواء لا ليفسد بتولية مريم
181 متقن الكل لم يأتِ ليفسد الطبيعة، انما ارسله ابوه ليصلح ما كان فاسدا،
182 حواء التي سقطت اتى ليصلحها في بتوليتها، ولم يكن يفسد البتول التي اخذها لتصير امه.
يعقوب يتكلم
183 وماذا اصنع للجاهل الغاضب بسبب كلماتي وهو متبرم وعبوس ولا يسمعني كما اتكلم،؟
184 صوت الرعد في اذن الاطرش هو سكوت عظيم، ولو رتلت كل البرية فانه لا يسمع،
185 عين الاعمى لو اشرقت عليها ربوات الشموس هي معتادة على الليل ولا يصلح لها النهار،
186 النفس المليئة شكوكا وانشقاقات الانقسامات، لا تتحدث معها عن الحق لانها سوف لن تقبله،
187 يا ايها المتشكك لم اقل ولن اقول لك، اسكت ولا تسمع، فانا اقول لمن يسمعني،
188 لو لم يطب لك خمر كلمتي فلا تشربه، اتركه بيارا لانه توجد جموع تتوق اليه،
189 لم اشتغل ولن اشتغل معك باجر، ولن انتظر المجد او اطلبه منك،
190 /703/ لقد وضعتُ على المائدة من موهبة ربك، فلو حسن لديك تتلذذ معنا والا غادر (من هنا)،
191 ارادتي التي تحبك لا تستحق اللوم، دعوتُك لتستفيد فلو خسرت فهذا يعود اليك،
192 البتول ولدت ودعت العالم الى الوليمة، ومن يظن بانها عاهرة ليس معنا،
193 [ ولدها] حقيقي وختم بتوليتها موجود، ومن يصعب [ عليه[37] ان يسمع هكذا ليس مدعوا معنا،
194 لو صدقتها بتولا وامّا فاتكيء في الوليمة، ولو حرمك الخصام لتخرج فاترك المكان،
195 ولو اردتَ برهانا آخر ليعرّفك، فانا لا املّ لكي اتعب معك وانا استفيد،
196 خبر مريم هو نور منبسط على الآكام، ومن هو مظلم ويسمعه يستنير به،
197 انها بئر جديدة منها جرت المياه الحية، وولدت سيولا للعالم العطشان ولم تكن منقورة،
198 الام العجيبة التي لم ترتبط بالزواج وموضوع على يدَيها طفل انسى تعبَ آدم،
199 ايها المتشكك من ذلك الحضن المليء عجبا هلم وتعجب معنا بالبتولية التي لم تُفض،
200 يصعب عليك ان تصدق لان نفسك معتادة على الشكوك،/704/ [ القِ[38] الانقسامات وهلم وتلذذ معنا بالامور البسيطة.
جنب آدم انجب حواء دون ان يُثلم هو صورة لولادة مريم
(تكوين 2/21-22)
201 لكَ فكر يبغض الايمانَ وهو يقلقك من الاعتراف بالحقائق،
202 تفكر (وتقول) لو ولدت جسديا، كيف يجتاز الجسم في الجسم ولا يثلمه،؟
203 هلم الى هنا يا مريضا واغرف وخذ لك كل العافيات من التعليم الذي يضمد المرضى مجانا،
204 لو لم يمرّ جسم في جسم (كيف) لا يثلمه،؟ هلم وبرهن لي بان حواء ثلمت جنب آدم،![39]
205 تعترف بان الرجل انجب امرأة ولا يصعب عليك، ولا تصدّق بان مريم ولدت بتوليا،!
206 لو تنقض بكارة المرأة بمتناقضاتك، فان جنب آدم هو مثلوم كما تقول،!
207 خرجت حواء والباب غير مفتوح لا تفتري، وخرج ابن الله من البطن (وتقول): انه مفتوح،!
208 الذَكَر انجب ولا يُعرف موضع ثمرته، والانثى المظلومة ثمرتها فتح الباب لما خرج،!
209 آدم الرجل انجب المرأة ولا يوجد ريب، ومريم المرأة ولدت طفلا ويوجد خصام،!
210 خرجت حواء ولا تقدر ان تفتش على الباب، ولما خرج ربنا، ها انك تعقب خطواته،!
211 /705/ لو انت كافر فارفع كلتا القضيتين من تعليمك ولا تعترف لي بان آدم انجب ومريم لم (تنجبت)،
212 انه لاثم بان تصدّق بولادة الرجل، وتظلم المرأة (وتقول) انها فاسدة بولادتها،
213 لتُهمل قضية حيازتها على الولد وعدم حيازتها على الرجل، انسبْ اليها ولادة الرجل في بتوليتها،!
214 بخروج حواء لم تُثلم الطبيعة الصماء، فكيف هنا كثرت الثلمات بخروج الطفل،؟
215 حواء سارت وخرجت الى العالم بدون درب، ولما اتى ربنا صنع المجادلون ابوابا ودروبا،
216 ضلع آدم خرج منه جسديا، ومكان الضلع غير ناقص، ولماذا يا ترى،؟
217 واذ صار الناس صورة اللاهوت فقد رسم حواءَ بولادة الوحيد،
218 عرف مسبقا آل آدم ورسمهما على شكل الصورة ورسم ابنه،[40]
219 ولد الرجلُ لئلا يقول احد لما تعطي البتول الثمرة: انه فضّ بكارة بتوليتها،!
220 جنب الرجل الذي لم يُثلم بالولادة سبق وبرهن كيف ستلد البتول ابنَها.
آدم وحواء نمطان للابن ولامه
221 يا آدم رئيس الاجناس، ويا معين القبائل، ويا بكر الاجيال، ويا ابا القبائل، ويا صورة العظيم،
222/ 706/ ويا صورة العلي، وايها المأخوذ من التراب، وايها المجبول بالحنان، ويا مصوّر الانماط الذي به تُعرف البتول مريم،
223 يا حواء يا ولدا جديدا، ويا بنت العجب، ويا ثمرة المجد، ويا عروسا بهية، ويا متشحة بالاسرار،
224 ويا ضلعا خرج من جنب بتولي ولم يفسده ليكون نمطا لذلك الذي اشرق لنا في بتوليتها.
مريم امّ الشمس
225 يا مريم يا بيت الجمال، ويا خزينة الكنوز، ويا امّ الشمس التي ولدت نورا لا يُحدد،
226 ويا كيسا معقودا، ويا بابا مغلقا، ويا ثروة مختومة، ويا قدسا مختوما، ويا حضنا مصونا بالبتولية.
ابن الحي هو جنين وشيخ: انه اصغر واكبر من مريم
227 ويا ابن الحي يا جنينا شيخا، ويا ثمرة حلوة، ويا ولدا عجيبا، ويا شيخ الكل، ويا اصغر من امه،[41]
228 ويا قديم الايام، ويا اقدم من الاجيال، ويا ولد اليوم، ويا قوة الآب، ويا ابن البتول الذي لا يُعقب.[42]
شبه المسيح في آدم وصورته في حواء وعجبه في مريم
229 ان شبهك في آدم، وفي حواء صورتك، وفي مريم عجبك، فيك العجب لانك [اعجوبة[43] لمن ينظر اليك،
230 آدم رسم البتولية التي تحملك، وحواء [ صورت[44] ولادتك المليئة عجبا،
231 حضن مريم البتولي ولدك بقداسة، وبه تحددت الاسرار والانماط التي كانت مستترة،
232 /707/ جبار العالمين دخل الى [ العالم[45] من باب مغلق، ليصطاد فجأة الغاشم الذي خرّب الارض،
233 نظر والدك الى ولادتك الجسدية فاراد ان يبري الناس على صورة لاهوتك،
234 واقام صورة لآدم لاجل بتولية مريم، وصوّر شبهه في امّ الاحياء لما وُلدت.[46]
آدم وحواء صورة لابن الله
235 حواء محبول بها بدون زواج، وبدون شهوة، وولدَها الرجلُ بتوليا بعجب عظيم،
236 وصار آدم وحواء صورة لابن الله التي اقامها الآب لوحيده في بداية العالم.[47]
مريم بتول منذ الازل حسب الطبيعة والكتاب
237 صوّر الابنَ بكتابات طبيعية على الباب الذي بدأ يولج الناسَ الى الارض،
238 وبرهن للعالم بان الوارث لما يدخل الى البيت لا تُفتح امامه ابواب البتولية،
239 ومن يصدّق الطبيعة والكتاب عرف بان بتولية مريم لم تُفض،
240 لتصمت الآن الجدالات والاحاديث الدنسة عن حضن مريم المختوم المليء نورا،
241 الحقيقة لجمت كلَ من ظن الزوائد على ذلك البطن المزيّح للقدس الذي طهّر الدنسين.
التعليم وضع الجدال الذي نبح عليه تحت عقبيه
242 قام التعليم في درجة عالية ووجه مسفر، /708/ [ والجدال[48] الذي نبح عليه وضعه تحت عقبَيه،
243 اشرقت الكلمة بنت النهار على الظلمات، وتبدد ابناء الليل واضمحلوا بضوء النور.
بنت داؤد بتول وامّ تُرضع بتوليا
244 هربت افكار الانقسام من بنت داؤد، واستنارت النفس لان البتولية لم تُفضّ،
245 كانت بتولا لما تكلم المستيقظ معها، وكانت بتولا لما قبلت الوحيدَ،
246 (كانت) بتولا طاهرة لما حل فيها اشراق الآب، وكانت بتولا لما تربى الجنين في البطن،
247 البتول حملت ذلك الجبارَ الحامل البرايا، وكانت بتولا لما ولدت قوةَ الآب،
248 ابن الله رضع منها حليبا بتوليا، واحتضنت بتوليا ثمرة الحياة الجديدة،
249 في جسمها البتولي حليب طاهر للجنين الشيخ، وفي بتوليتها درب النور للشمس الذي اشرق.
الخاتمة
250 بتول هي مريم وبتوليتها هي منذ الازل، مبارك الذي اجزل الجمال للنقية بواسطة ولدها.
كمل (الميمر) على والدة الله والبتول في كل حين
[1] – 1قورنثية 6/20
[2] – نص: لان الآب، بيجان يصوب: الآب
[3] – نص: اسمعوا، سوني يصوب: اسمنوا؟
[4] – اشعيا 9/6
[5] – 1قورنثية 1/24
[6] – يتهجم السروجي على مرقيون وعلى ناكري ناسوت الابن الكلمة . انظر، رسالة/19، 23
[7] – يتهجم على ماني ومرقيون وبرديصان. انظر، رسالة/19، 23
[8] – يتهجم على نسطوريوس والديوفيسيتيين. انظر، رسالة/19، 23
[9] – تنقص في النص، من اضافة بيجان؟
[10] – اشعيا 9/6
[11] – اشعيا 7/14
[12] – عجز البيت يعوزه مقطع
[13] – اشعيا 9/6. انظر، رسالة/2، 6
[14] – حزقيال 1، 10
[15] – حزقيال 3/12
[16] – حزقيال 44/1-2
[17] – حزقيال 44/1-2. يوحنا 20/19، 24
[18] – في اغلب نصوصه يؤكد بان الكلمة الالهي دخل من اذن مريم وخرج من باب الولادة، عندما يقارن بين اذن حواء التي جلبت الموت لها وللبشرية وبين اذن مريم التي سمعت بشارة الملاك وجلبت الحياة بتجسد الكلمة الالهي. هنا يؤكد بانه دخل من باب الولادة وتركه مغلقا ليبرهن بانه حافظ على البكارة والبتولية قبل الولادة وبعد الولادة. ملفاننا يقول دخل الابن من الباب الذي منه يدخل جميع الاجنة الى العالم ليبرهن بان الابن لم يفض بكارة مريم لما تجسد في احشائها ليحقق نبؤة باب حزقيال. في نصوص اخرى يقول ملفاننا دخل الابن من اذن مريم اثناء بشارة جبرائيل لها ليُدخل الحياة الى العالم وليذكر صورة حواء التي اصغت باذنها الى مشورة الحية فادخلت الموت الى العالم. هذه تعددية نظريات
ملفاننا !
[19] – نص: نبتوا، بيجان يصوب: تاقوا. لوقا 1/44
[20] – متى 2/1-12
[21] – لوقا 2/7، 14
[22] – لوقا 2/7، 8-20
[23] – لوقا 2/25-35
[24] – لوقا 3/21-22
[25] – يوحنا 2/1-11؛ يوحنا 9، خاصة 9/6
[26] – متى 11/5
[27] – لوقا 5/27-32؛ 7/36-50
[28] – متى 12/22-23
[29] – متى 9/18-26؛ لوقا 7/11-17؛ يوحنا 11
[30] – اشعيا 9/6
[31] – عبرانيون 4/15؟
[32] – فيليبي 2/7
[33] – عبرانيون 4/15
[34] – حزقيال 44/2
[35] – 1قورنثية 12/3؛ اشعيا 9/6
[36] – يوحنا 20/19، 26
[37] – نص: ولده، بيجان يصوب: ولدها
[38] – نص: القى، بيجان يصوب: القِ
[39] – صدر هذا البيت غامض
[40] – رومية 8/29
[41] – متى 16/6
[42] – دانيال 7/9؛ 1قورنثية 1/24
[43] – نص: عجائب، سوني يصوب: اعجوبة. اشعيا 9/6
[44] – نص: صورته، بيجان يصوب: صوّرته. اشعيا 9/6. آدم رسم البتولية، وحواء رسمت ولادة الابن
[45] – نص: العوالم، بيجان يصوب: العالم
[46] – تكوين 3/20
[47] – نادرا ما تُذكر حواء كصورة لابن الله، هنا ذكرها السروجي بصحبة آدم. يقول السروجي ان آدم وحواء هما صورة وتمثال ابن لله على الارض. عادة آدم هو تمثال الله في العالم مثل تمثال الامبراطور في المدينة. هذه الفكرة هي تراث مدرسة الرها وقد قال بها الديوفيسيتيون والمونوفيسيتيون. انظر سوني، 2أيام ستة 320-382، خاصة 326-327
[48] – نص: الجدالات، بيجان يصوب: الجدال