الميمر 197
يا ابن الله الذي هو الكلمة الذي لا يوصف، اعطني الكلمة التي تزمر تسبيحك باسهاب، ايها الخفي الذي شاء ان يصير ظاهريا، اكشف لي نفسك لاكشف خبرك الخفي بصوت عال، ذهني يحبل ويحملك على افكاره ليلدك الصوت بفم الكلمة عند السامعين.
بشارة مريم: هبط الوحي من الله على الطاهرة بواسطة جبرائيل المعلم الذي يعلم الحسنات، كان قد أُرسل من قبل الله رجل النار ليجلب البشارة من بيت الآب الى المجيدة، سجد للبتول امّ الملك وتكلم معها بكلام البلد حسب امكانيتها للتقبّل والفهم، السلام معك يا ممتلئة نور بيت الله، السلام لك يا مريم يا امّ شمس البرارة.
مريم تتعجب وتستفسر من جبرائيل: سمعت مريم واستولى عليها العجب من كلمات المستيقظ، البشارة في اذنيها والرعب العظيم في ذهنها، سيدي انا بتول فكيف تتكلم معي عن الحبل،؟ خبرك جديد: تكلم وفسّر ما تقوله، من طالب الارض بالغلة دون ان يزرعها،؟ ومن طلب العنب في الجفنة دون ان يفلحها.؟
جبرائيل يرد على مريم: الروح القدس ياتي عندك. قال المستيقظ: الروح القدس ياتي عندك وينزل ويحل ويقدسك في بتوليتك، ويزيل عنك لعنة حواء، ويباركك وتاتي قوة الآب الخفي وتتجسد فيك.
تفسير عبارة الملاك “نسيبتك اليصابات”: امرأة الكاهن العظيم كيف تكون نسيبة مريم، تلك لاوية، ومريم هي من بيت داؤد،؟ النسيب هو من كان جنسه قريبا جدا، وتلك اللاوية كانت بعيدة من اليهودية، ليست من سبط ولا من قبيلة الطوباوية، ولماذا يا ترى سماها الناري نسيبتها،؟ لا يمكن ان يكذب المستيقظ ويقول شيئا بدل شيء (او) ان يكذب جمع آل جبرائيل، ولماذا كان يقول لبنت داؤد: انها نسيبة بنت اللاويين،؟ لنسمع بمحبة، ذاك الملاك ليس ابن جنس البشر لكنه جنس روحي وطبيعة سامية، واذ جرى خبر بنتَي الناس لدى الملاك، فانه يسميهما نسيبتَين كما هنّ، اعني انتِ بنت الانسان وتلك بنت الانسان وانتِ بتول وتلك عاقر بالحقيقة، افهم الآن ايها الحبيب لماذا كانت تُدعى اليصابات نسيبة لمريم، ذاك الملاك لا يميز بين السبط والسبط لكن بين جنس البشر والملائكة اذاً الآن لما تسمع عن مريم بانها نسيبة بنت اللاويين لا تتشكك، النسابة التي كُرزت من قبل الملاك تعني بان ذلك الروحي اراد ان يقارن المرأة بالمرأة.
زيارة مريم لنسيبتها: مريم-الصباح حبلى بشمس البرارة، واليصابات-المساء حبلى بكوكب النور، اتى الصباح وحيّا المساء رفيقه، فخاف المساء لانه راى الصباح يقبّله، والشابة البتول كانت حكيمة ومتواضعة ولما استقبلتها سجدت للعجوز كانما للام، واذ لم يكن الكوكب يقدر ان يقابل الشمس، خاف من اشراقها وشرع يتزاحم لينتقل.
المسيح يمسح يوحنا في البطن ويعمذه: لقد مسح الجنينَ بالروح القدس في بطن امه، واعطاه المعموذية في البطن قبل الولادة، سلام مريم كان يرن في اذني العجوز، وكان الروح القدس يُسكب في نفس الجنين، سلام مريم قام مقام الكاهن هناك، واليصابات صارت كحضن المعموذية، وابن الله ارسل الروحَ من جوهره، واعتمذ الطفل بالروح القدس وهو بعدُ في امه.
نصائح اليصابات وزكريا لمريم لتقنع يوسف لئلا يتشكك من طهرها: خذي معك مدرج النبؤة واعطي لخطيبك ليقرأ فيه كله ويتامل فيه، لعل امرا يفوق العادة يهجم عليه لما يراكِ فاعطيه نبيَ الروح ليقرأ، ليسمع منه بان البتول تحبل بدون زواج ليسهل عليه موضوع حبلك لما يُذكر، قومي واذهبي عنده فانه رجل عادل ويخدمك، اكشفي له سرك وهوذا ابنك يهتم ليهيء دربك.
يوسف يخاف من حبل مريم: استقبلها يوسف وعرف بان مريم حبلى وخاف العادل بالمنظر الجديد وكان يتعجب، وماذا يعمل يوسف العادل الذي خطبها، بينما كان بطن مريم يرمز اليه لان الجنين هو فيه،؟ كان قد تصوّر هناك ذاك مصوّر الاجنة وجمع حواس جسده وتجسد فيها، وكمّل الوقت وانجز ذاته بالكمال، وبما انه كان عادلا ولم يهتك الطوباوية تكلم معها عن القضية سريا، واذ كان صوت البتول عاليا ووجها مسفرا تكلمت معه بدون غطاء المخطوبات، وكانت تثيره بايحاءات وبتفاسير النبؤة لئلا يتشكك من حبَلها.
الملاك يشجع يوسف بالحلم: واذ كان مستحقا لتلك العِشرة الالهية، صادفه الحلم مع جبرائيل رئيس الملائكة عبد من تحمله مريم، اتى الملاك في رؤيا الليل ليتكلم معه ويعلّمه الحقيقة عن الحبَل الذي هو كله عجب، فكر في المساء ان ينقض الخطوبة، فاتى المستيقظ وصنع المصالحة في الليل ثم ذهب، صنع (كتاب) الطلاق بالم عظيم لماكان ينام، ونهض في الصباح يسجد ويطلب المصالحة.
يوسف يعيش مع مريم مثل الملائكة: يوسف اخذ المليئة الاقداس وادخلها الى بيته وهو ينظر اليها كانما الى مركبة سماوية، كان بهيا وقديسا مثل ملكيصادق الروحي، وقد جُعل حبرا لخدمة رب الاقداس، البتول سكنت مع العادل بقداسة، والسر خفي عن الخارجيين ولا يعرفونه، لم ينظر الى الطوباوية مثل الرجل الى المرأة، كان يحبها وكان يتعجب بها وكان يسجد لها، وكان ينظر اليها كانما الى الغيمة على جبل سيناء، وكانت تحل داخلها قوة اللاهوت، وكان يخدمها مثل ملاك روحي، ولم يتعثر بافكار جسدية، بتول طاهرة ورجل عادل ابرما شرط الخطوبة بفكر القداسة الواحد، رئيس الملائكة صار وسيطا واهلّهما ليسكنا سوية مثل الملائكة بدون زواج.
خطوبة مريم ليوسف هي من تدبير الله: تدبير بيت الله جعلها تُخطب، وبعدما خُطبت نزل وحلّ فيها ابن الله، لو لم تكن قد خُطبت ثم حلّ فيها، لكان يتبلبل الحبَل ويضطرب، وحالما كان يُعرف بانه يوجد في البطن جنين كانت تُحسب البتول الحبلى مثل زانية، ولو كانت تكشف السر الخفي، من كان يصدق بان البتول تحبل في بتوليتها بدون رجل،؟ ولهذا فان تدبير بيت الله الحقها بخطيب عادل ليصير رَجلها، ففتش عن رأس ليحميها ويسترها ويردّ (مدافعا ويقول): ان حبَلها هو منه، فادخلها الى بيته لئلا يحصوها بين الزانيات واذ لم يكن العادل بعلَها كان محسوبا مثل بعلها.
يوسف اب مستعار ليسوع: العادل كان قد اختير اختيارا لتلك المهمة ليصير ابا مستعارا لربنا حسب الزمن المقرر، ويعير يوسف نفسَه ابا مستعارا، بينما يعرف مَن هو ابا ابنِ الله، لئلا تهجم على مريم الشكوك او الانقسامات او الشتائم، ولا يتوفر رئيس ليدبرها، مريم هي حبلى يقول يوسف: الحبَل هو مني، فتخرس الاحاديث والاسم السيء عن بنت داؤد، عند البرانيين كان يقال انه ابن يوسف من قبل يوسف ومن قبل مريم البتول، واذ كان جالسا بين الملافنة في الهيكل المقدس قالت مريم: ابوك وانا فتشنا عنك كثيرا، امام الخارجيين كانت تسمي يوسف اباه، ولم تكن تكشف الذكية بانها بتول.
لما آن الاوان كشف المسيح عن ابيه السماوي: لما كان جالسا بين الكتبة ويسألهم، لما سمّت يوسفَ اباه لم يشأ ان يسكت، وبخ مريمَ لان له ابا ليس يوسف (وقال): تعرفان بانه يلزمني ان اكون في بيت ابي، ولئلا يسكت برهن بان له ابا آخر خفيا ومستترا، وبيت ابيه الخفي هو الهيكل المقدس، وقال لمريم: يلزمني ان اكون في بيت ابي، نقض كلمتها لانها سمت يوسفَ اباه، وبرهن من هو ابوه الخفي، وايا هو بيته.
– المخطوطتان: باريس 196 مقارنة مع المخطوطة باريس 195
– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب الملفان. الميمر تفسيري فيه يبرهن السروجي لمستمعه “الحبيب” بالا يتشكك لما يسمع بان اليصابات هي “نسيبة” لمريم. يكرر في هذا الميمر نفس افكاره الواردة في بقية ميامره على مريم. نجد في هذا الميمر صحيفة بديعة عن ابوّة يوسف المستعارة ليسوع. قد يرقى تاليف هذا الميمر الى حوالي سنة 480-485م.
– الدراسات:
الميمر الخامس عشر، على بشارة والدة الاله مريم، يقرأ في عيد البشارة، قبطي، 212-220
Costantino Vona, Sull’ Annunciazione della Generatrice di Dio, in Vona, pp. 135-150
للقديس مار يعقوب الملفان
الميمر 197
على بشارة والدة الله
(لوقا 1/26-38)
المقدمة
1 يا ابن الله الذي هو الكلمة الذي لا يوصف، اعطني الكلمة التي تزمر تسبيحك باسهاب،
2 ايها الخفي الذي شاء ان يصير ظاهريا، اكشف لي نفسك لاكشف خبرك الخفي بصوت عال،
3 ذهني يحبل ويحملك على افكاره ليلدك الصوت بفم الكلمة عند السامعين.
للابن الكلمة مولدان: ازلي من الآب وفي الزمان من مريم
4 يا ابن الله ليس لك ميلاد واحد، /640/ ليتكلم ذاك الذي يتكلم عن ذلك (الميلاد) فقط،
5 ولدك ابوك فوق الازمنة بدون بداية، وولدتك ايضا البتول بدون تفسير،
6 ساعد الفم ليلدك ايضا بالتراتيل، لانه يسهل عليك ان تاتي الى الولادة لانك مولود،
7 ولدك الآب واعطاك لتصير ولدا لنا، لان كل ما كان للآب الخفي اعطاه للعالم،
8 الآب ارسل لنا بمحبته وبنعمته الموجودة في طبيعته ابنَه ليصير في النهاية ايضا ابنا لنا،
9 وبما ان كل ما هو مولود يسهل عليه ان يصير ولدا فانه لم يحجبه عنا حتى نلده جسديا،
10 واذ كان مولودا فوق الازمنة مثل جوهره، في نهاية الازمنة صار ولدا لاجلنا،
11 ولهذا فان الفم يتجاسر ليلده بالتراتيل، واعطى نفسه ليصير ولدا لانه مولود،
12 له الآب، وبنعمته اخذ امّا له، واذ كان مولودا نزل وحل فيها ليصير ولدها،
13 اختار بتولا كانت مخطوبة ومحفوظة ومقدسة وعفيفة وحذرة،
14 ونزل وحل في الطوباوية المليئة جمالا، وحضنها مختوم وجسدها مقدس ونفسها نقية.
جبرائيل رجل النار يبشر المجيدة مريم ويسلّم عليها
15 وهبط الوحي من الله على الطاهرة /641/ بواسطة جبرائيل المعلم الذي يعلم الحسنات،
16 كان قد أُرسل من قبل الله رجل النار ليجلب البشارة من بيت الآب الى المجيدة،
17 خرج الروحي من الافواج السماوية لانه كان قد أُرسل من قبل الله بسرّ خفي،
18 التقى بالشابة واعطاها السلام، وكشف السرَّ كما أُمر من قبل الله في اعالي العلى،
19 سجد للبتول امّ الملك وتكلم معها بكلام البلد حسب امكانية تقبّلها وفهمها،
20 السلام معك يا ممتلئة نور بيت الله، السلام لك يا مريم يا امّ شمس البرارة،[1]
21 السلام معك يا مقصورة الاقداس، ويا مليئة جمالا، ويا ميناء الاسرار، والسفينة الجديدة المليئة ثروات،
22 يا مباركة النساء السلام معك، ربنا معك، ستقبلين حبَلا وتلدين ابنا في بتوليتك.[2]
مريم تستفسر من الملاك كيف يكون هذا وانا بتول؟
23 سمعت مريم واستولى عليها العجب من كلمات المستيقظ: البشارة في اذنيها، والرعب العظيم في ذهنها،
24 سيدي انا بتول فكيف تتكلم معي عن الحبل،؟ ان خبرك جديد: تكلم وفسّر ما تقوله.
تقول مريم: كيف تغلّ الارض بدون زرعها، وتثمر الجفنة بدون فلاحتها؟
25 من طالب الارض بالغلة دون ان يزرعها،؟ ومن طلب العنبات في الجفنة دون ان يفلحها،؟
26 من يطالب البتول بولد بدون زواج،؟ /642/ كرر خبرك الصعب والمستتر عن الفهم،
27 كيف يصير ما تقول كما تقوله،؟ إما فسر لي وإما لا يسهل عليّ ان اقبله.
جواب المستيقظ لمريم: الروح يحل فيكِ
28 قال المستيقظ: الروح القدس ياتي عندك وينزل ويحل ويقدسك في بتوليتك،[3]
29 ويزيل عنك لعنة حواء، ويباركك وتاتي قوة الآب الخفي وتتجسد فيك،
30 وتلدين الجنين الذي لن يكون لملكه انقضاء، لان ابن الله هو ملك[4] عظيم لا يُعقّب.
كيف يسمي الملاكُ اليصابات اللاوية نسيبة لمريم التي هي من بيت داؤد ويهوذا؟
31 امرأة الكاهن العظيم كيف تكون نسيبة مريم، تلك لاوية ومريم هي من بيت داؤد،؟[5]
32سبط لاوي كان يقيم الكهنة وليس الملوك، وسبط يهوذا يثمر الملوك منذ (عهد) داؤد،
33 وهوذا اليصابات العاقر نسيبتك حامل، هي ايضا قبلت الحبل في نهاية عمرها بعجب،[6]
34 وسبط الملوك كان بعيدا عن (سبط) اللاويين، ولماذا المستيقظ سمى العاقر نسيبة مريم،؟
35 النسيب هو من كان جنسه قريبا جدا، وتلك اللاوية كانت بعيدة عن اليهودية،
36 /643/ ليست من سبط ولا من قبيلة الطوباوية، ولماذا يا ترى سماها الناري نسيبتها،؟
37 مريم هي من اليهودية ومن بيت داؤد، ويشهد الكتاب حسب الجزية المرسومة فيه،[7]
38 يوسف العادل هو خطيبها ونسيبها وابن جنسها: مكتوب انه كان من نفس سبط يهوذا،[8]
39 وطالبوه بان يذهب الى بيت لحم بسبب الجزية حيث كانت تُكتتب هناك قبيلة داؤد،
40 وكانت تُقاد مريم معه مثل بنت جنسه لان كليهما كانا ينتسبان الى سبط واحد،
41 اليصابات امرأة الكاهن [ بنت[9] اللاويين كانت لاوية مع زوجها الكاهن العظيم،
42 لا يمكن ان يكذب المستيقظ ويقول شيئا بدل شيء (ولا) ان يكذب جمع آل جبرائيل.
جبرائيل لم يميز بالنسابة بين سبط وسبط لكن بين جنس البشر والملائكة
43 لماذا كان يقول لبنت داؤد: انها نسيبة بنت اللاويين،؟ لنسمع بمحبة،
44 ذاك الملاك ليس ابن جنس البشر لكنه جنس روحي وطبيعة سامية،
45 واذ ذكر خبر بنتَي الناس من قبل الملاك فانه يسميهما نسيبتَين كما هنّ،
46 اعني انتِ بنت الانسان وتلك بنت الانسان، /644/ وانتِ بتول وتلك عاقر بالحقيقة،
47 لا توجد امكانية ان يصير ولد للبتول، ولا تقدر العجوز العاقر ان تلد نهائيا،
48 ولو يامر الله تلد العواقر والبتولات ايضا، ومَن الذي يغصبه او يمنعه،؟
49 امر ان تلد العجوز العاقر لانها نسيبتك، وهي من نفس جنس البشر،
50 وانتِ يا بنت الانسان، لقد صدر امر بان تلدي في بتوليتك ولدا سوف لن يكون لملكه انقضاء،[10]
51 افهم الآن ايها [ الحبيب[11] لماذا كانت تُدعى اليصابات نسيبة لمريم،
52 ذاك الملاك لا يميز بين سبط وسبط لكن بين جنس البشر والملائكة،
53 اعني انا ملاك وانتما امرأتان، وانا نزلت لابشر كليكما،
54 [ ارسلني الرب] لانزل واقول ان العاقر تلد، والآن [ ارسلني[12] لابشر بان البتول تلد،
55 وهوذا في العاقر صوت يخرج ليهيء الطريق، وهوذا فيكِ الكلمة الذي يشرق ليحيي كل العالم،[13]
56 اذاً الآن لما تسمع عن مريم بانها نسيبة بنت اللاويين لا تتشكك،
57 /645/ ليس مكتوبا بان مريم كانت من بيت لاوي ولا اليصابات كانت تحسب من بيت داؤد،
58 مريم هي بنت داؤد بالحقيقة، وثمرتها هو ابن داؤد جسديا،[14]
59 النسابة التي كُرزت من قبل الملاك تعني بان ذلك الروحي اراد ان يقارن امرأة بامرأة.
مريم-الصباح تزور اليصابات-المساء
60 هوذا اليصابات نسيبتك حبلى بابن في شيخوختها: ذهبت مريم لترى الحقيقة التي قيلت لها،[15]
61 توجهت في دربها عند اليصابات بعناية، لترى هناك العجب العظيم بالحبل الجديد،
62 مريم صدّقت بان كل ما [ قاله[16] الملاك هو صواب، وبالحقيقة قبلت الحبل ببهاء،
63 ذهبت الشابة لترى العجوز وهي حبلى لانها صدقت الكلام الذي سمعته من الملاك،
64 رات الشابة والعجوز بعضهما بعضا، اعني [ الصباح والمساء[17] التقيا ليعتنقا،
65 [ مريم[18]-الصباح حبلى بشمس البرارة، واليصابات-المساء حبلى بكوكب النور،
66 اتى الصباح وحيّا المساء رفيقه، فخاف المساء لانه راى الصباح يقبّله،
67 والشابة البتول كانت حكيمة ومتواضعة /646/ ولما استقبلتها [ سجدت للعجوز كانما للام،[19]
68 واذ لم يكن الكوكب يقدر ان يقابل الشمس، خاف من اشراقها وشرع يتزاحم لينتقل،
69 نور الصباح صادف ظلمةَ المساء وارعبها، ولم تكن تقدر ان تتحمل اشعته.
المسيح يمسح يوحنا في البطن ويعمذه بالروح القدس
70 تكلمت الشابة وتحرك بطن العجوز وتحير، والكلمة ارعب الصوتَ ليبين نفسه،
71 ابن البتول قديم الايام وشيخ الاجيال بدأ يصنع عملا جديدا بين اللاويين،[20]
72 لقد مسح الجنينَ بالروح القدس في بطن امه، واعطاه المعموذية في البطن قبل الولادة،[21]
73 سلام مريم كان يرن في اذني العجوز، وكان الروح القدس يُسكب في نفس الجنين،
74 ولقد [ بُشّر[22] به من قبل الملاك: ان الطفل يمتليء من الروح وهو بعدُ في بطن امه،
75 وابن الله الذي منه [ ياخذ[23] الروح القدس اعطى الروحَ للكاروز وهو في بطن امه.
سلام مريم مثل الكاهن واليصابات كحضن المعموذية والابن يرسل الروح
76 سلام مريم قام مقام الكاهن هناك، واليصابات صارت كحضن المعموذية،
77 /647/ وابن الله ارسل الروحَ من [ جوهره،] واعتمذ الطفل بالروح [ القدس وهو بعدُ في (بطن) امه.[24]
يوحنا يكرز بالمسيح على لسان امه اليصابات
78 وبدأ حالا الجنين السجين في الكرازة ليهيء الدرب للملك الذي اتى من بيت داؤد،
79 كانت تُسمع بشارة جديدة من البطن: جنين يرتقص ويفرح ويسرع ليعدّ الدرب،
80 لو سمحت الطبيعة لابن اللاويين لكان يتكلم ويبشر بان ربه قد اتى،
81 واذ لم يقدر ان يتكلم في الموضع الضيق، فقد حرك امه لتقوم هي هناك مقامه،
82 حينئذ شرعت العجوز تنطق البشارة بالروح القدس الذي سكبه فيها ابن [الشابة،[25]
83 بدل يوحنا هتفت امُه بالكرازة اذ لم يكن من السهل عليه ان يتكلم في موضع الاجنّة،
84 رفعت صوتها وقالت: يا لسعادتي من اين لي ان ياتي عندي ربي وامه لانني ناقصة.؟[26]
الملاك واليصابات يعترفان بان مريم هي حبلى بربهما
85 البشارة الجديدة التي سُمعت من جبرائيل، [ سُمعت[27] هي نفسها من اليصابات بنت اللاويين،
86 وقفت مريم بين البشارتَين اللتين نُطقتا من قبل الملاك واللاوية بعجب عظيم،
87 /648/ جبرائيل كان يسمي ابن مريم: ربي، وهكذا ايضا اليصابات اعلنته: ربي،[28]
88 وعرفت مريم بان من تحمله في بتوليتها هو رب الارضيين والسماويين،
89 جبرائيل ايضا كان يقول لها: ربنا معك، وكانت تُدعى امّ ربي من قبل اليصابات[29]
90 حبلت مريم برب الكهنة والملائكة، وكانت تشهد لها امرأة الكاهن ورئيس الملائكة،
91 لو لم يكن الها ذاك الذي كانت تحمله لما كان الملاك والكاهن يسميانه: ربّا.[30]
مريم وحدها كانت تعرف سرّ التجسد
92 بشارة الابن بدأت تكشف نفسها، وكانت تُكرز من قبل الملائكة والبشر،
93 لم يكن احد يعرف سرّ الابن الا الآب، والآب ارسله بواسطة جبرائيل الى بنت داؤد،
94وعرفت مريم وحدها السرَّ الخفي، ولم تكشف لاحد ما تكلم به الملاك.
اليصابات عرفت السرّ واكرمته كما اكرمت امه
95 ولما دخلت عند اليصابات وهي صامتة، سمعت بان السرَ مكشوف ومعلن في بيت الكاهن،
96 الكهنة تعرّفوا على سرّ الآب الخفي، حتى يُكرم الابن الحبيب بين اللاويين،
97 كان قد أُعلن حينئذ بالسرّ لامرأة الكاهن /649/ لتتكلم مع مريم عن الخفايا،
98 ولاجل هذا ارسل المستيقظُ امَّ النور الى بيت الكهنة لتُكرم بين اللاويين،
99 اليصابات كانت مستحقة لهذا السرّ، لانها كانت تحمل صوتا للكلمة الذي تحمله مريم،
100 العاقر المليئة بالروح القدس صارت كنارة تزمر التسبيح امام ذلك البطن المليء عجبا،
101 كانت بنت هارون تتحرك باصبع الروح لتسبّح الخفيَّ الحالّ في البتولية،
102 الشابة والعجوز كانتا تتلذذان روحيا بثمرتَيهما بفكر واحد مليء عجبا.
زكريا يتعجب بمريم وبثمرة بطنها
103 الصوت في العجوز، وفي الشابة حالّ الكلمة، والكاهن العظيم مسلوبة كلمته وعقله غني،
104 كان زكريا مسرورا ولم يقدر ان يتكلم وكان يفرح بمريم وبمؤانستها الروحية،
105 زكريا يزمر ويفرح ويشكر وهو مليء عجبا، واليصابات ترفع صوتها للبشائر،
106 البتول تجلس كصندوق [ مليء اسرارا،[31] وبيت الكاهن يفرح ويبتهج ويكرمها،
107 كانا ينظران اليها كانما الى سكينة الله، وكانا يحسبانها كتابوت العهد المليء [ نارا،[32]
108 /650/ كان الكاهن مربوطا ولم يقدر ان يتكلم وكان يسجد لانه عرف السرّ الخفي،
109 ويدخل ويسجد ويخرج ويعترف ويرمز ويتعجب ويشير بيده ويرفع عينيه مندهشا.
اليصابات تفسر رقص جنينها وتتكلم عوض بعلها المعقود اللسان
110 اليصابات المليئة ايضا بالروح القدس تحيرت من كل رموز وصلوات بعلها،
111 وقد جُعلت فما لبعلها الذي لم يكن [ يتكلم،[33] وكنارة الالحان لجنينها المرتقص،
112 واذ كان يوجد فيها الروح القدس كاشف الاسرار نطقت وفسرت رقصَ الطفل وسكوت ابيه،
113 قالت [ لمريم[34]: ارتقص الجنين فيّ بفرح عظيم، ومن كشف لها بان الجنين فرح ما عدا الروح،؟
114 من يعرف بان الجنين يفرح او يتضايق في البطن بدون روح اللاهوت،؟
115 اليصابات كانت مليئة بالروح القدس، وبواسطته فهمت رقصَ الطفل ورمزَ ابيه،
116 وفسرت ماذا يريد ان يصنع زكريا وقالت ماذا كان يحاول الطفل ان يقوله،
117 قالت العجوز: طوباك يا مريم الام الشابة /651/ من هو حالّ فيك وبمن حبلت في بتوليتك،؟
118 الكاهن الشيخ يسجد لابنك لانه ربه، وها انه ينظر اليك ويخاف منك بسبب ثمرتك،
119 مذبح البخور الذي يخدمه في قدس الاقداس ليس اعظم منك: هوذا رب الاقداس فيك،[35]
120 لما ينظر اليك الكاهن العظيم يندهش ويتحير ويتعجب بك لان رب العلى حالّ فيك،
121 منظرك مخيف كضباب جبل سيناء، ولهذا يرتجف الكاهن الشيخ لما ينظر اليك،[36]
122 ولاجل هذا يرتقص الجنين الذي احمله لان ربه اتى وزاره في بيت امه،
123 يرقص بفرح ويجبرني لاقع واسجد لكِ لانك حاملة رب الكهنة في بتوليتك،
124 الجنين السجين وابوه الشيخ متحيران بك: لان من السماوات هي مليئة من تسبيحه هو في بطنك،
125 يا مريم ان مصور الاجنة في كل البطون حالّ فيك، ولهذا يرتقص الاجنّة ويفرحون به،
126 انت تحملين رب هارون وملكيصاداق الحبر العظيم، ولهذا يخاف الكاهن الشيخ من منظرك.
مكثت مريم ثلاثة اشهر في بيت زكريا وتعمقت في دراسة النبؤات
127 في بيت الكاهن كان يجري الحديث السامي والالهي مدة ثلاثة اشهر بخصوص مريم،[37]
128 /652/ كانا يحبانها ويتباهيان بها ويحرسانها ويكرمانها ويسجدان امامها ويفرحان بها،
129 وكانا يطالعان امامها اسفار النبؤة ويبينان لها اسرار الابن من [ القراءات،[38]
130 ويشجعانها لئلا تتشكك بسبب حبلها، ويكرران كلما قيل في النبؤة،
131 كانت العجوز تتهجأ في اشعيا وتقرأ وتفسر وتبين لمريم كل ما قيل،
132 يا بنتي ها انه مكتوب في النبؤة: ستحبل البتول ، اقرئي في هذا النبي وتاملي في حبلك.[39]
مريم تعود الى بيتها حاملة مدارج النبؤة لاقناع يوسف
133 خذي معك مدرج النبؤة [ واعطي[40] لخطيبك ليقرأ فيه كله ويتامل فيه،
134 لعل امرا يفوق العادة يهجم عليه لما يراكِ [ فاعطيه[41] نبيَ الروح ليقرأ (فيه)،
135 ليسمع منه بان البتول تحبل بدون زواج ليسهل عليه (قبول) موضوع حبلك لما يُذكر.
اليصابات لا تقبل ان تخدمها مريم امّ ربها
136 قومي واذهبي عنده فانه رجل عادل ويخدمك، اكشفي له سرّك وهوذا ابنك يهتم ليهيء دربك،
137 ساقع على سرير الاوجاع، ولا يحسن ان اضطجع وانت تقومين في الخدمة،
138 /653/ انت تحملين الملكَ وانا العبدَ، ولا اقدر ان ارى امّ الملك قائمة بذُلّ امامي.
يوسف يتعجب من حبَل مريم
139 حينئذ مشت مريم لتعود الى بيتها، لان وقت ولادة بنت اللاويين كان قد اقترب،
140 استقبلها يوسف وعرف بان مريم حبلى وخاف العادل من المنظر الجديد وكان يتعجب،
141 الشابة عفيفة ومليئة كلها قداسة، ومظهرها وقور ومليء كله تواضعا،
142 ووجهها بهي ومحياها مصبوغ بالعفاف، وهي نقية وطاهرة ومزينة كلها بالبتولية،
143 وماذا يعمل يوسف العادل الذي خطبها،؟ بينما كان بطن مريم يرمز اليه: ان الجنين موجود فيه،
144 كانت عفيفة ومحتشمة ووقورة، وكانت ايضا حبلى وحاملة ومعروفة،
145 مكثت ثلاثة اشهر في بيت اللاويين، وكان بطنها معروفا بواسطة الجنين الذي تحمله،
146 كان قد تصوّر هناك ذاك مصوّر الاجنة وجمع حواس جسده وتجسد فيها،
147 [ وكمّل المشكلة[42] وانجز ذاته بالكمال، وتجسد الجنين وابان نفسه هناك،
148 وعُرف البطن البتولي الذي يحمله /654/ وخاف يوسف بسبب الحبَل الذي لا يعرفه،
149 وبما انه كان عادلا ولم يهتك الطوباوية فقد تكلم معها عن القضية سريا،
150 واذ كان صوت البتول عاليا ووجها مسفرا تكلمت معه بدون غطاء المخطوبات،[43]
151 وكانت تثيره بايحاءات وبتفاسير النبؤة لئلا يتشكك بسبب حبَلها،
152 كان مندهشا منها لما كان يسمعها، وماذا يعمل:؟ الكلمة صعبة ومن يصدّقها بدون الوحي،؟
153 كانت تكرر له الكلمات التي سمعتها من الملاك، وتذكر له كيف استقبلها الكهنة في اليهودية،
154 وكانت تذكّره بما قاله الانبياء: ولما صدّق خاف، ثم صدّق كل هذه الامور وهو مرتاب.!
الملاك يزيل شك يوسف في الحلم (متى 1/18-23)
155 وبما انه كان عادلا فقد اراد ان يبتعد سريا، لئلا يفضح ويهتك المليئة عجبا،
156 ولكونه مستحقا لتلك العِشرة الالهية، فقد صادفه مع الحلم جبرائيل رئيس الملائكة،
157 اتى الملاك في رؤيا الليل ليتكلم معه ويعلّمه الحقيقة عن الحبَل الذي هو كله عجب،
158 فكر في المساء ان ينقض الخطوبة، فاتى المستيقظ وصنع المصالحة في الليل ثم ذهب،
159 صنع (كتاب) الطلاق بالم عظيم لماكان ينام، /655/ ونهض في الصباح يسجد ويطلب المصالحة،
160 في المساء كان كئيبا وعصفت به ريح الشكوك، وفي الليل صار له الحلم معلم الحقائق،
161 هبط جبرائيل وشجعه وبشّره وفسر له كل قراءات النبؤة،
162 العادل راى رجل النار الذي يتناثر اللهيب من [ عباراته[44] فخاف وصدّق وسأله،
163 من انت يا سيدي،؟ فاجابه المستيقظ قائلا: انا عبد من تحمله مريم الشابة،
164 قال يوسف: سيدي كم (عبد) له مثلك،؟ قال المستيقظ: ربوات ربوات والوف الوف.[45]
مريم تسأل يوسف عن رؤياه
165 خاف يوسف وارتجف وامتلأ عجبا، وضمّ يديه وهو يسجد للمجيدة،
166 قالت مريم: هل تكلم معك جبرائيل واعاد الى محياك طبيعته لانه كان مقطبا،؟
167 [ ماذا] قال لكَ،؟ قال لها: [ ما[46] قاله لكِ، كشف لي السرّ الذي كشفه لكِ لما تكلم معكِ.
يوسف ومريم يعيشان مثل الملائكة بدون زواج
168 يوسف اخذ المليئة الاقداس وادخلها الى بيته وهو ينظر اليها كانما الى مركبة سماوية،
169 كان بهيا وقديسا مثل ملكيصادق الروحي، وقد جُعل حبرا لخدمة رب الاقداس،
170 /656/ البتول سكنت مع العادل بقداسة، والسرّ خفي عن [ الخارجيين ولا يعرفونه،[47]
171 لم ينظر الى الطوباوية مثل الرجل الى المرأة لكنه نظر اليها مثل رئيس الاحبار في قدس الاقداس،[48]
172 كان يحبها وكان يتعجب بها وكان يسجد لها وكان يكرمها وكان يخاف منها ويخدمها،
173 وكان ينظر اليها كانما الى غيمة على جبل سيناء تحل داخلها قوة اللاهوت،[49]
174 كان قلبه طاهرا وافكاره مقدسة، ويسجد ويشكر لانه استحق ان يصير كاهنا للابن،[50]
175 وكان [ يخدمها[51] مثل الملاك الروحي، ولم يعثر بالافكار الجسدية،
176 [ البتول طاهرة[52] والرجل عادل وقد ابرما شرط الخطوبة بفكر القداسة الواحد،
177 رئيس الملائكة صار وسيطا واهلّهما ليسكنا سوية مثل الملائكة بدون زواج،[53]
178 تمسكا ببعضهما بعضا بالبتولية وبالطهارة وبالقداسة وبالخطوبة المليئة اقداسا،
179 السرّ الخفي الذي نُطق به من قبل الملاك كانا يحفظانه لئلا يوصف للخارجيين،
180 /657/ لي سرّ لي سرّ، كان للآب هناك سرّ، وكان سكان بيته يعرفونه لا الآخرون،[54]
181 ولكي يُخفى هذا السرّ فقد اختار بتولا مخطوبة لرجل عادل.
مريم تُخطب بالتدبير الالهي لئلا تُعتبر زانية
182 تدبير بيت الله جعلها تُخطب، وبعدما خُطبت نزل وحلّ فيها ابن الله،
183 لو لم تكن قد خُطبت ثم حلّ فيها لكان يتبلبل الحبَل ويضطرب،
184 وحالما كان يُعرف بانه يوجد في البطن جنين كانت تُحسب البتول الحبلى مثل الزانية،
185 ولو كانت تكشف السرّ الخفي من كان يصدق بان البتول تحبل في بتوليتها بدون رجل،؟
186 ولما كان ربنا يصنع القوات لم يؤمنوا به، فمن كان يصدق بانه ابن الله وهو في البطن،؟
187 اخرج الابالسةَ واحيا الموتى وكانوا يطاردونه، فلو كشف بانه في البطن من يصدقه،؟[55]
188 لما كان يمشي على امواج البحر احتقروه، ومن كان يتجاسر ان يقول: ستحبل به الشابة،[56]
189 ولو كانت مريم تكشف سرَّ بيت الله لكانت تُحتقر وتُبغض وتُظلم،
190 /658/ وتُعذب وتُضطهد وتُرجم، ولكانت تُحسب مثل الزانية ومثل الكذابة.[57]
يوسف لم يكن بعل مريم ولكنه كان يقول تدبيريا: ان حبل مريم هو مني
191 ولهذا فان تدبير بيت الله الحقها [ بخطيب[58] عادل ليصير رَجلها،
192 وفتش عن رأس ليحميها ويسترها ويردّ (قائلا): ان حبَلها هو منه،
193 وادخلها الى بيته لئلا يحصوها بين الزانيات واذ لم يكن العادل بعلَها كان محسوبا مثل بعلها،
194 وحالما عُرف بانه يوجد جنين في البطن، امره المستيقظ فادخلها الى بيته لئلا تهان.
يوسف اب مستعار لربنا
195 يوسف العادل كان قد اختير اختيارا لتلك المهمة ليصير ابا مستعارا لربنا بحسب الزمن المقرر،
196 ولهذا خُطبت له لتحتمي باسمه ويشرق منها ابن الله سريا،
197 ويعتير يوسف نفسَه ابا مستعارا، بينما يعرف مَن هو ابا ابنِ الله،
198 لئلا تهجم على مريم الشكوك او الانقسامات او الشتائم، ولا يتوفر رئيس ليدبرها،
199 مريم حبلى، يقول يوسف: الحبَل هو مني، فتخرس الاحاديث والاسم السيء عن بنت داؤد،
200 /659/ وكان كل سرّ الابن محفوظا وخفيا، وكان يوصف بينه وبين مريم بعجب عظيم،
201 من قبل البرانيين ومن قبل يوسف ومن قبل مريم البتول كان يقال: انه ابن يوسف.[59]
مريم تقول لابنها في الهيكل: ابوك (يوسف) وانا فتشنا عنك (لوقا 2/48)
202 ولما كان جالسا بين الملافنة في الهيكل المقدس قالت مريم: ابوك وانا فتشنا عنك كثيرا،[60]
203 امام الخارجيين كانت تسمي يوسف اباه، ولم تكن تكشف الذكية بانها بتول.
المسيح يرد على مريم: يلزم ان اكون في بيت ابي (لوقا 2/49-50)
204 ولما كان جالسا بين الكتبة ويسألهم عندما سمّت يوسفَ اباه لم يشأ ان يسكت،
205 وبخ مريمَ لان له ابا ليس يوسف (وقال): تعرفان بانه يلزمني ان اكون في بيت ابي،[61]
206 ولئلا يسكت برهن بان له ابا آخر خفيا ومستترا ويكون سكوته كشهادة،
207 وبيت ابيه الخفي هو الهيكل المقدس، وقال لمريم: يلزمني ان اكون في بيت ابي،[62]
208 نقض كلمتها لانها سمت يوسفَ اباه، وبرهن من هو ابوه الخفي وايا هو بيته،
209 لم يشأ ان يكون شاهدا لمريم بان له ابا ما عدا الاله الواحد فقط الذي هو والده،
210 اما مريم فقد قرضت اسم يوسف العادل ليكون اباه لاجل هدف كما قلنا،
211 /660/ ولئلا تتعب وترد على العبرانيات حينئذ سمّت البتولُ يوسفَ العادل بعلا،
212 يوسف جُعل حجابا بينها وبين ولدها، الى ان شاء ابن الله ان يعلن نفسَه،
213 ولان جنس يوسف هو من بيت داؤد، كان يلزم ايضا ان يصير خطيبا لبنت داؤد [تلك،[63]
214 ويصير رئيسها ليتسلسل اسمه في القبائل، لان المرأة لا تُكتب في سلسلة الملوك،
215 تسلسلت القبائل من ابراهيم الى داؤد ووصل الى مريم فدخل يوسف ليصير رئيسا،[64]
216 واخذت اسم رجل مستعار دون ان يكون ذا صلة لان المرأة لم تكن تدخل في عداد الرجال،
217 وكان يدور الحديث بين القبائل بانه رجلها، والحقيقة تشهد بانها ولدت في بتوليتها،
218 لاجل كل هذه الامور التي قلتها يجب ان يكون خطيبا لمريم [ ثم يحل[65] فيها ابن الله،
219 ولكي يخدم يوسف العادل طريق الابن، لزم ان يكون رجلا لامه في بتوليتها،
220 وخدم السرَّ بالخفاء ولم يشعر احد الى ان ابان ربنا للعالم من هو ابوه.
الخاتمة
221 ومن افعاله عرف العالم بانه ابن الله، مبارك الخفي الذي اتى الى التجلي ليحيي آدمَ.
كمل (ميمر) بشارة والدة الله
[1] – لوقا 1/28؛ ملاخي 4/2
[2] – لوقا 1/28، 31، 42
[3] – لوقا 1/35. الروح يقدس مريم ويزيل عنها لعنة حواء. انظر، ميمره 196 على الطوباوية البتول مريم
[4] – نقص في المخطوطة: ب 195
[5] – لوقا 1/5؛ 1/27. بيجان يعلق قائلا: يمكن ان تكون اليصابات نسيبة لمريم لان بني اسرائيل كانوا يتزوجون من نساء لسن من قبيلتهم كما نجد في التوراة
[6] – لوقا 1/36
[7] – لوقا 2/3-5: متى 22/17؟
[8] – لوقا 2/4. انظر، رسالة/23
[9] – ب 6: ابن
[10] – لوقا 1/34
[11] – نص: حبيب، بيجان يصوب: حبيبي. قصة نسابة مريم واليصابات هي خير شاهد على تمسك ملفاننا بالتفسير الحرفي والدقيق والتفصيلي للكتاب المقدس في عهديه !
[12] – ب 5: كنتُ قد أُرسلت. ب 5: شدرني، نص: شلحَني
[13] – اشعيا 40/3-5؛ لوقا 3/4
[14] – متى 22/41-45؛ مزمور 110/1
[15] – لوقا 1/36
[16] – ب 5: يقول. لا يمكن ان يكذب الملاك (البيت: 42) ولهذا مريم تصدقه
[17] – ب 6: صبحيات وامسيات
[18] – ب 5: شابة. ملاخي 4/2
[19] – ب 5: اعني كانت قد سجدت لها
[20] – دانيال 7/9
[21] – اصالة السروجي: المسيح يعمذ يوحنا ويمسحه او يدهنه وهو في بطن امه. سلام مريم حل محل الكاهن. حضن اليصابات حل محل جرن العماذ
[22] – ب 5: يُبشر. لوقا 1/15
[23] – ب 5، 6: ياخذ، بيجان يصوب: يسكب. يوحنا 16/15. هنا يؤكد ملفاننا بان الروح ياخذ من الابن ايضا كما ياخذ من الآب. عبارة السروجي قد تشرح المعضلة اللاهوتية في الكنيسة اللاتينية والبيزنطية بخصوص انبثاق الروح القدس من “الآب وحده” او من “الآب والابن” Filioque
[24] – ب 5: الجوهر. ب 6: وهو في بطن امه
[25] – ب 6: البتول
[26] – لوقا 1/43
[27] – ب 6: نُطقت
[28] – لوقا 1/28، 43
[29] – لوقا 1/28، 43
[30] – ب 6: مُرو، نص: مُريو. لوقا 1/28، 68
[31] – ب 6: اللاهوت. خروج 25/10-22
[32] – ب 6: اسرار. خروج 26
[33] – ب 5: نملل، نص: مملل
[34] – ب 5: مريم، نص: لمريم
[35] – خروج 30/1-10؛ لوقا 1/9-11
[36] – خروج 19، خاصة 19/18
[37] – لوقا 1/56
[38] – ب 5: القراءة
[39] – اشعيا 7/14
[40] – ب 6: واعطِ
[41] – ب 6: اعطِ
[42] – ب 5: وكمُل . استعمل السروجي كلمة (قيرسو)، لماذا؟
[43] – يذكر يعقوب اهمية غطاء المخطوبات قبل الزواج. انظر، ميمره 184 على الموت. هنا مريم تتكلم بدون (ةحفيةا تحفيثو) مع يوسف لانها لم ترتكب ما يستوجب وضع الغطاء
[44] – ب 6: شفتاه
[45] – دانيال 7/10. ملفاننا يذكر نصوصا لا وجود لها في الانجيل. هذه النصوص صادرة من قريحته الشعرية او لعله استقاها من تقاليد مدرسة الرها او من اناجيل الطفولة. انظر، البيوت: 163-167 !
[46] – ب 5: من، نص: مون، بيجان يصوب: مُن. ب 5: من، نص: مون، بيجان يصوب: مُن
[47] – ب 5: البرايا ولا تشعر
[48] – ب 6: قوذشين، نص: قوذشي
[49] – خروج 19
[50] – من بين عدة صفات يوسف يطلق عليه ملفاننا صفة: الكاهن
[51] – ب 5: يخدمه
[52] – ب 5: شابة مخطوبة
[53] – مرقس 12/2
[54] – اشعيا 24/16
[55] – متى 8/16
[56] – متى 14/22-33. ملفاننا يعرف نوعي ترجمة نص اشعيا 7/14 مرة: بةولةا بتول حسب السبعينية، ومرة: عليمةا شابة حسب النص العبراني ويعتبرهما مرادفين
[57] – لاويون 20/10؛ يوحنا 8/1-11
[58] – ب 5: رفيق. يستعمل يعقوب فعل (عقب) التدبير الالهي الحق مريم بيوسف العادل لئلا تُعتبر زانية. مريم صارت “عقبا” (عقبا عقبو) ليوسف الذي هو الراس (ريشو). انظر، ميمره 197/189، وميمره 71 على الايام الستة
[59] – لوقا 4/22
[60] – لوقا 2/41-52، خاصة 48
[61] – لوقا 2/49
[62] – لوقا 2/49
[63] – ب 6: لها نص: له، بيجان يصوب: لتلك
[64] – متى 1/2، 6، 16. انظر، رسالة/23
[65] – ب 6: ثم هو حل