الميمر 185
يا ابن الله بك يتسلى من هو حزين على حبيبه، لانك التسلية لمن يحبك، بك توجد الحياة للموتى والرجاء للاحياء، ولهذا يلتصق بك الموتى والاحياء، انت الانبعاث، وانت التسلية، وانت الشجاعة وفرح القلب، لان كل الضيقات تُنسى بك، لا تدخل الظلمة حيث يحل النور ولا الحزن الى القلب حيث انت موجود يا ابن الله، حزن الموت لا وجود له بالنسبة الى الانبعاث، ولا الحِداد حيث يحل باعث الموتى.
الكتب الالهية تعزي النفس: لما تكون النفس بعيدة وملقاة عن الله، فهي مختنقة بالحزن والكآبة على الموتى، وتسكر بالالم كانما بالخمر وتنسى ذاتها وتلهو في المتاهة وفي افكار غير حسنة، وتُميل اذنَها لتسمع اصوات الرثاء، وتسدّ سمعها من التعليم الالهي، وتبكي على موتاها بمرارة وبقطع الرجاء، كانما لا توجد حياة الموتى ولا الانبعاث، لكن لو سمع احد الكتب المليئة حياة، ويُميل اذنه الى التعليم الالهي، ستستنير نفسه ويهرب ظلامه ويزول حزنه، ويشجعه الصوت القائل: ها قد وصل الانبعاث.
الفلاح لا يبكي لما يزرع: اي اكار يبكي على زروعه لما تُطمر،؟ انه يدفنها ويقبرها في خطوط الارض مثل الموتى، نفسه مليئة ايمانا ولا يتشكك من الانبعاث الذي سيصير بالحقيقة لزروعه، ولما تُطمر ينظر ايمانه الى الكدس والبيدر والغلات الكثيرة، وينتظر وتتطلع عينه الى وصول شهر نيسان، وفيه تنبعث الزروع التي فسدت، والرياح والندى والهواء الرطب تُنمي الزرع وتربيه لياتي بكدس مليء شبعا.
لا تحزنوا كما لا يحزن ويبكي الفلاح: اذاً انتم زرعتم الموتى في حضن الارض الى (حين) الانبعاث مثل الاكارين المليئين صبرا، يلزم ايمان الاكار، وسيزول حالا الالم والحزن من الذهن، وبما انه لا يحزن لما تُطمر زروعه، فلا نحزن اذاً بسبب الموتى لما يُدفنون.
نيسان- قيامة العالم الجديد: هوذا نيسان العالم الجديد العظيم قد وصل، وفيه ينبعث اولاد آدم من الارض، انهم مطمورون في القبور كانما في خطوط الارض بعجب عظيم، ورعد الحياة يحركهم وينبتهم ويقيمهم، فيشقون الارضَ ويصعدون منها وهم جميلون وكثيرون وبدون فساد بسبب العفونة، ريح الانبعاث تهب وتاخذ كل آلامهم وكل عيوبهم وفسادهم مع اوجاعهم، صوت القرن كصوت الرعد المليء حياة ينفض اولاد آدم من التراب، ويطيرون ويصعدون من الاعماق وشقوق الشيول ويركبون الاعالي ويرتفعون بسرعة.
– المخطوطة: لندن 14608 ورقة 7
– يرد في البداية اسم مار يعقوب الملفان. (فنقيث ميامر مار يعقوب الملفان المختارة المنظومة على الحروف الابجدية). قد يرقى تاريخ تاليف ميامر الموتى الى حوالي سنة 485-490م.
ايضا لمار يعقوب الملفان
الميمر 185
على تعزية الموتى[1]
الابن الالهي رجاء للاحياء وانبعاث للموتى
1 يا ابن الله بك يتسلى من هو حزين على حبيبه، لانك التسلية لمن يحبك،
2 بك توجد الحياة للموتى والرجاء للاحياء، ولهذا يلتصق بك الاموات والاحياء،
3 انت الانبعاث وانت التسلية وانت الشجاعة وفرح القلب، لان كل الضيقات تُنسى بواسطتك،
4 ربي انت الغنى ولو اقتناك من هو فقير فهو اغنى من اغنياء العالم كله،
5 يا ابن الله لا تدخل الظلمة حيث يحل النور ولا الحزن الى القلب حيث انت موجود،
6 حزن الموت لا وجود له بالنسبة الى الانبعاث، ولا الحِداد حيث يحل باعث الموتى،
7 لما تكون النفس بعيدة وملقاة عن الله، فهي مختنقة بالحزن والكآبة على الموتى،
8 وتسكر بالالم كانما بالخمر وتنسى ذاتها وتلهو في المتاهة وفي الافكار غير الحسنة،
9 وتُميل اذنَها لتسمع اصوات الرثاء، /790/ وتسدّ سمعها من التعليم الالهي،
10 وتبكي على موتاها بمرارة وبقطع الرجاء، كانما لا توجد حياة الموتى ولا الانبعاث،
11 لكن لو سمع احد الكتب المليئة حياة، ويُميل اذنه الى التعليم الالهي،
12 ستستنير نفسه ويهرب ظلامه ويزول حزنه، ويشجعه الصوت (القائل): ها قد وصل الانبعاث.
الفلاح يزرع ولا يحزن، وهكذا نزرع الموتى على رجاء القيامة
13 اي اكار يبكي على زروعه لما [ تُطمر،؟[2] انه يدفنها ويقبرها في خطوط الارض مثل الموتى،
14 نفسه مليئة ايمانا ولا يتشكك من الانبعاث الذي سيصير بالحقيقة لزروعه،
15 ولما تُطمر ينظر ايمانه الى الكدس والبيدر والغلات الكثيرة،
16 يموت الزرع ويصير حمأة في تراب الارض، وتلك العفونة لا تُحزن الاكارَ.
قيامة الموتى في نيسان-العالم الجديد
17 وينتظر وتتطلع عينه الى وصول شهر نيسان، وفيه تنبعث الزروع التي فسدت،
18 الرياح [ والندى[3] والهواء الرطب تُنمي الزرع وتربيه لياتي بكدس مليء شبعا،
19 اذاً انتم زرعتم الموتى في حضن الارض الى (حين) الانبعاث مثل الاكارين المليئين صبرا،
20 /791/ يلزم ايمان الاكار، وسيزول حالا الالم والحزن من الذهن،
21 وبما انه لا يحزن لما تُطمر زروعه، فلا نحزن بسبب الموتى لما يُدفنون،
22 هوذا نيسان العالم الجديد العظيم قد وصل، وفيه ينبعث اولاد آدم من الارض،
23 انهم مطمورون في القبور كانما في خطوط الارض بعجب عظيم، ورعد الحياة يحركهم وينبتهم ويقيمهم.
يقوم الموتى جميلين بدون عيوب
24 يشقون الارضَ ويصعدون منها وهم جميلون وكثيرون وبدون فساد بسبب العفونة،
25 ريح الانبعاث تهب وتاخذ كل آلامهم وكل عيوبهم وفسادهم مع اوجاعهم،
26 صوت القرن كصوت الرعد المليء حياة ينفض اولاد آدم من التراب،
27 يقلبون الارض ويصعدون منها الى قمة الهواء، وهم غير فاسدين بعد ان فسدوا في الهلاك،[4]
28 ويطيرون ويصعدون من الاعماق وشقوق الشيول ويركبون الاعالي ويرتفعون بسرعة،
29 جماعات جماعات وصفوفا صفوفا وافواجا افواجا وطغمات طغمات ورتبا رتبا حسب اشكالهم.
ابناء اليمين مضيئون وابناء اليسار مظلمون
30 يوجد من هم جميلون كالزهور وكالزنابق وكمصابيح النور العظيم،
31 /792/ ويوجد من يطيرون كالضباب النيّر، ويوجد من هم مظلمون كظِلال الليل البغيض،
32 ابناء اليمين يلمعون وهم لائقون كالنهار، وابناء اليسار مظلمون ومليئون الويلات،[5]
33 الاعمال الصالحة تنتصر هناك كالنيرات، وكل من يقتني اعمالا سيئة هو محتقر وبغيض،
34 هناك كل الصدقات تنتصر بالنسبة الى صانعيها اكثر من الذهب ومن الحجارة الكريمة.
الخاتمة
35 يا ابن الله لنرَ حنانك في ذلك الحين، واذ اعطيتنا جسدك، اعطنا الحياة في العالم الجديد.
كمل (ميمر) التسلية على الموتى
[1] – الميمر يبدأ بحرف الباء: ب
[2] – نص: مثطمرين، بيجان يصوب: دمثطمرين
[3] – نص: وطللي، بيجان يصوب: وطلي
[4] – 1تسالونيقي 4/17. انظر، ميمره 172
[5] – متى 25/33