الميمر 158
عظيم هو الجهاد الذي صنعته الاسرار مع الفكر، من كل الاسفار وجّهت مواعيدها الى هدف واحد، هوذا المعرفة السفينة الخفية قد حملت الاسرار لتعبر بحلول وتصل الى ميناء التفاسير، هوذا العقل ماسك رسن الاخبار مثل الحوذيّ ليقودها بنظام الى الاذن، هوذا الافكار تركض بقوة عظمى لاصطياد اسرار الاسراب من اعشاشها.
الصليب موجود في كل الاسفار: تضيء الاسرار من كل الاسفار تجاه خبره كسيل الانهار يضيء البحر العظيم، درب الميامر متجه اليه في كل القراءات، كما تنحدر السواقي جميعها الى المحيط، انه موضوع كعلامة فوق قمة الكتب، وتتجه اليه كل التراجم في كل المواضيع، اسراره تنتصر كالنيرات في سماوات الاسفار، وتخرج سفن الحلول الى مواعيدها.
موسى هو نمط للمسيح: سماه نبيا مثلي وصوّره بولادته وبصلبه لانه تبعه كالظل الذي (يتبع) الجسم لكي يرسم شبهَه.
حرب العمالقة ترسم سرّ الصليب: ببسطه يديه اعطى النصر لبني شعبه، وبإحناء يديه بسبب تعبه جعلهم يخسرون، كلما قدر ان يرفع السرَ كان يتقوى، ولما كان يتعب اراح النمطَ وخسر العبرانيون. لم يكن يقدر ان يستمر في (رفعِ) الصلب، فحفظ العلامة ليسوع ربه لانها خاصته، المسيح وحده رجل الاوجاع وعارف الآلام، وموسى ضعيف ولم يكن قادرا (ليصور) كل النمط، رذاذ الصلب وصل الى الرَجل وضعف، التقاه السر وانحلت فقرات ظهره.
هارون وحور ساعدا موسى على رسم الصليب: من كان يرى اكمة موسى وجلجلته ويرتب صلبانهما بصورة مختلفة،؟ انه رمز قليل، ليس العبد ملاما اذ دعاه: مثلي، انه يشبهه شبها لكنه لا يُقارن بمجده، سقط ظِل الصلب على اكمة موسى، ورسم هناك نمطا واضحا بسر خفي، العبد كان ضعيفا ليصوّر وحده الابنَ، لذا سنده اثنان وحينئذ كمّل الصورة، صورة المسيح كانت اقوى منه، فصوّر الصورة العظمى بالوان مستعارة، لم يكن يقدر ان يشرب الم المسيح الى ان ذاق آخرون ايضا قليلا من الوجع.
لما كان موسى مصلوبا على الاكمة، اركعَ صفوفا، وببسط يدَيه نصر ودحر الجهتين، العبد كان قد ربط العمالقة والعبرانيين، والرب شلّ بالمه مسيرة قوات العلى، كان قد رمز وعطّل عجلات الشمس بقدرته الآمرة، وبصلبه نفخ واطفأ اشعة النور، قوة موسى نزلت الى العمق لانه سفلي، ورمز الابن صعد الى العلى لانه من العلويين.
المسيح لم يطلب المساعدة من احد على الصليب: لم يرِح يديه مثل موسى ليخسر فريقه، فقد انتصر في حربه مثل الجبار وبدون عون، ما لم يفعله موسى لبني شعبه بسبب ضعفه، تم للشعوب بالصليب الذي خلصهم، كان يفتخر (قائلا): بسطت يديّ كل اليوم، اعني ليس مثل موسى لمدة قصيرة، خلصته ذراعه وبرارته سندته، واثناء صلبه لم يدعُ الآخرين الى نجدته.
المسيح لم يغضب على النيرات لما اطفأها بل اراد ان يدحر الوثنية والتنجيم: لا تتامل في هذا الامر عبثا ولا تفهمه عرضيا لو انت متميز، الصليب لم يكن غاضبا ظاهريا على النيرات، بالنور الذي هرب اراد ان يفضح الساجدين لها.
موسى يرسم سر البيعة بالحجر: راى المصور بان الصورة العظمى قد كملت، وكان ينقص فيها لون واحد فقط لتنجز، راى بان خبر البيعة كان بعيدا عن قصته، فخاف ان ينزل دون ان يرسمها في تراتيله، جلبوا حجرا ووضعوه تحته وجلس عليه، وتهيأت البيعة وعليها الصليب، مبارك خلاصه.
– المخطوطة: اوكسفورد 135 ورقة 302
– لا يرد في البداية اسم المؤلف. السروجي لا يستعمل في المقدمة الاسلوب الشخصي. يعقوب يذكر بانه الّف ميمرين على موسى وهذا هو الميمر الثالث. انظر، ميمره 3، 4، 79، 110. هذا الميمر مليء بالانماط التي صورها موسى وهارون وحور. الميمر يرجع الى فترة شباب يعقوب المتواضع الذي يقول: ينقص لهذا الخبر امر واحد وينتهي، وبعد قليل يبلغ هدف قصتي غايته، ولو ان بناء كلماتي هو متواضع وليس على قدر المقام، بقية الامور هي محفوظة الى موضوع آخر، لو لم يكن الخمر الذي سقته كأس لساني لذيذا، يوجد ويُحفظ في الاناء ذوق آخر. قد يرقى تاريخ تاليفه كبقية ميامره على موسى الى حوالي سنة 480-485م.
ايضا
الميمر 158
على بسط يدي موسى في حرب عماليق
التي هي سرّ الصليب
من المناسب ان يُقرأ في عيد الصليب العظيم والظافر والمكرم
المعرفة سفينة تحمل الاسرار الى ميناء التفسير
1 عظيم هو الجهاد الذي صنعته الاسرار مع الفكر، من كل الاسفار وجّهت مواعيدها الى هدف واحد،
2 هوذا المعرفة السفينة الخفية قد حملت [ الاسرار[1] لتعبر بالحلول وتصل الى ميناء التفاسير،
3 هوذا العقل ماسك رسن الاخبار مثل الحوذيّ ليقودها بنظام الى الاذن،
4 هوذا الافكار تركض بقوة عظمى لاصطياد اسرار الاسراب من اعشاشها،
5 امواج البحر لا تُحدد باشكالها، ولا تُعد قطرات المطر من قبل الاكارين،
6 لا تُحصى حبات الرمل من قبل المصورين، ولا تُقهر اسرار الابن من قبل القوّالين،
7 المشاهد لا يقدر ان يحبس نور الشمس، ولا السامع يستطيع ان يصغي الى صوت كل الافواه،
8 /291/ الاصابع لا تقدر ان تقبض عدد المسكونة، ولا الشفتان ان تصف ثروات الابن،
9 تضيء الاسرار من كل الاسفار تجاه خبره كسيل الانهار الذي يضيء البحر العظيم،
10 درب الميامر متجه اليه في كل القراءات، كما تنحدر السواقي جميعها الى المحيط،
11 انه موضوع كعلامة فوق قمة الكتب، وتتجه اليه كل التراجم في كل المواضيع،
12 اسراره تنتصر كالنيرات في سماوات الاسفار، وتخرج سفن الحلول الى مواعيدها،
13 رسمه العادلون بسيَرهم قبل ان ياتي، ولما اتى ازال الحقُ الاسرارَ.
موسى صورة للابن
14 موسى العظيم صوّر الابنَ الآتي في كل هذه الامور، ولهذا تجاسر لكي يسميه لبني شعبه: مثلي،[2]
15 الالثغ سمّاه نبيا مثلي ولم يستحِ اذ كان يعرف بانه تمم اسراره منذ طفولته،[3]
16 [ ابن[4] البتول بنت فرعون صوّر باسراره ابنَ مريم البتول التي ولدت دون ان تعرف (رجلا)،
17 موسى صوّره بولادته وبصلبه لانه تبعه كالظل الذي (يتبع) الجسم حتى يرسم شبهَه،
18 /292/ لبس اشباهَه منذ الولادة وحتى الموت، ولهذا كان يسميه بدون خجل: مثلي،[5]
19 في كل المراحل التي حلّ فيها ربه هيأها امامه الى ان صعد الى الصليب كما (صعد) يسوع،
20 اخذ يصوّر صورَ الابن في نبؤته، فصوّره مدة مئة وعشرين سنة ثم اكتمل،[6]
21 المصور تعب مدة طويلة في ايقونة الملك، وبلغ الى الموت ثم كملها بكثرة سنواته.
يعقوب يتكلم
22 في الميمر الاول ظهرت لنا ولادته، وفي الثاني تبيّنت لنا اعماله،
23 في هذا الحالي، (تبينت) المسامير والآلام والصلب ورمح القتل ومنظر الموت وصورة الدم،
24 ها قد اشرق السر وابان نفسه من بين السطور في حرب عماليق والعبرانيين.
حرب عماليق (خروج 17/8-15)
25 الى هنا كانت الامور توصف رمزيا، وهنا صوّر موسى الصلبَ علنا،
26 كان قد دعا يشوع وحرّضه ليخرج الى المعركة، وصعد ليرسم السرّ على الجبل العالي،
27 كان يقول له: انتخب لي رجالا واخرج الى الحرب واذهب وتعارك بقوة مع عماليق،[7]
28 وهانذا اصعد الى الاكمة بسرّ خفي، وفي يدي عصا الله لاصنع عجبا،[8]
29 /293/ يا موسى لماذا تصعد على الاكمة لاجل المعركة، الحرب تدور في الوادي وانت ترتفع الى العلى،؟
30 الصفوف مسرعة وانت تتسلق على قمة الجبل، والحرب شديدة وتصعد الى موضع مكشوف،
31 هوذا [ العمالقة[9] قد تجمعوا ضد الشعب انزل وتعارك، هوذا الفرق قد وشوشت مع بعضها بعضا بيّن خصوصيتك،
32 لو لم يكن سرّا فانا احسبك مثل الهارب، ولو لم يكن نمطا فانت تريد ان تنقذ نفسك،
33 لو لم تحارب بقوة وترافق شعبك، يُظن بانك قد القيت الخصام وادرتَ ظهرك،
34 حرضتَ الشاب الذي قاد الرجال (وقلت له): اخرج وقاتل، وانت احتميت في الجبال لئلا تُطعن.!
موسى وهارون وحور على الجبل
35 ايها الجسور انتظر النهاية وبعدئذ تلوم، وانتظر كمال الامر وبعدئذ تذم (موسى)،
36 لا تنظر فقط الى تركه الحرب وصعوده، لكن الى بسطه يديه واعطائه النصر،
37 دعا تلميذه وامره ان يصطفّ ضد الشعب، وصعد الى جبل عال ليرسم سرّا،
38 المتواضع جلب هارون وحورا وصعدا معه لكي يشبّه الصلبان الثلاثة على الجلجلة،[10]
39 وضع صليبَ القوة على صدره وبسط يدَيه، /294/ ليصور الابنَ فعليا بظواهره،
40 وضع العلامة-الصلب على الاكمة، وسقط الشعوب ونزل ظلُه الى الصفوف واربكها،
41 كبت الخيول السريعة، وخسر [ الرماة،[11] وسقط الجبابرة، واندحر الفرسان، وتعطل المشاة، وقُهر السلاح،
42 وُطئت السهام، واحتقرت السيوف، وكُسرت الرماح، وأُلقيت الدروع، والمناجيق والتروس مع الاقواس،
43 لم يرمِ الرماة [ السهام[12] من اوتارهم، ولم يقدر الفرسان ان يهربوا على خيولهم السريعة،
44 الدروع لم تستر الاجسام من الضربات، والاجساد المتشحة بدروع مصاغة لم تنتفع،
45 العجلات مربوطة هي وقوادها بعجب عظيم، ومشلولة مسيرة الخيول القوية وفرسانها،
46 شُلّت ايادي المحاربين عن المعركة، ووقع السكوت والحيرة بين الصفوف،
47 رماتهم مضطربون ويرمون بدون تصويب هدف، وخيولهم مطاردة وهاربة ولا تنجو،
48 تروسهم لم تحمهم لتمنع عنهم السهام، ولا مناجيقهم ردت عنهم رماح محاربيهم،
49 لم يستفيدوا من الخوذة التي على رؤوسهم، ومن ورائهم لم يستتروا بدروعهم المصفحة،
50 /295/ ولم يتشجعوا بافواج قلاعهم، ولم يتشددوا باذكياء جيوشهم،
51 العماليق الشقي لم يكن يعرف اين يحارب، كان الصليب ضده وهو يجنّ حتى ينتصر.!
موسى يدير الحرب
52 كانت كل الحرب تُدار من قبل موسى وهو كان يعطي النصرَ والاندحار،
53 انه مثل الحاكم وفي كفّ يديه كان موضوعا قيام وسقوط ونصر واندحار من اراد،
54 ببسط يديه صار مثل الحوذيّ للمعركة ومسك البهي رسنَ الصفوف وتدابيرها،
55 لما كان موسى يحني يدَه كان يخسر الشعب، ولما كان يرفعها خسرت الشعوب من قبل اسرائيل،
56 الحرب بين الجيوش، والنصر من قبل موسى، المعارك في الجبهات وفعالياتها بيد الالثغ،[13]
57 لم يكن ينجو المحاربون بقوتهم، ولم يكن يخسر الودعاء بعنايتهم،
58 كان من الزائد ان يساعد احد، لان موسى دحر واركعَ واقام ونصر وخسّر،
59 من رموا لم ينتصروا، ومن اهملوا لم يخسروا، ومن هربوا لم يتمردوا، ومن حاربوا لم يغلبوا، ومن خسروا لم يبطلوا، ومن سكتوا لم يموتوا،[14]
60 لما كانوا يتعاركون بقوتهم لم ينتصروا، لو لم يرفع موسى يده ويقويهم،
61 /296/ بسعيهم على الغلبة لم يفلحوا بها، ولو ظهرت قوة من الاكمة قويت صفوفهم،
62 لم ينتصروا بالسيوف المحددة، ولو انحدر ظِل من الجبل اشتدت المعركة،
63 لم يثلموا الصفوف برماح وسهام تروسهم، وكلما قام ابن عمرام على قدمَيه كثر القتلى،[15]
64 لم يُدحروا من قبل الاعداء حتى لو بطلوا، لكن لو اهمل موسى قليلا ركعت الافواج،
65 كانت قوة الجهتَين عبثا لان القوة التي تُسقط وتُقيم كانت (تصدر) من قمة الاكمة،
66 الشجاعة في المعركة قُهرت لان حرب الصفوف كانت تُدار من قبل موسى،
67 السلاح المصاغ صار سخرية مع حامليه لانه لم يقاوم ويغلب الظلَ،
68 سيوف ممتشقة، وسهام طائرة، واوتار مطنطنة لم تقوَ على دحر الواحد المجرد من السلاح،
69 صفوف متجمعة تهدد وترمي وتصرخ وتسخر، ورَجل عارٍ مصلوب على الجبل يحتقرهم،
70 خيول مطرودة، وناس مسرعون، وسلاح يضرب، ومصلوب ساكت جُعل مسلطا [على[16] الغلبة،
71 معركة الجهتين مربوطة ومعلقة في يديه، /297/ وتسلطت الحرب بظله الى حيث تسيران،
72 خصام جيشين مربوط بالعصا التي معه، والى [ اية[17] جهة امالت نفسَها انتصر الجيش،
73 هو دحر الجهة التي سقطت دون ان تحارب، وهو سند من يحارب دون ان يغصبه،
74 هو زاد [ القتلى[18] في صفوف انحنى اليها، وهو قوّى الفوج ليحارب بثقة،
75 هو ارجف الفوج لما اندحر، وهو شجع الفوج الآخر على المعركة،
76 هو اسمع صوتا مضطربا وافزع الصفوف، وهو عكس واطفأ وشجع،
77 هو اثار هذا على ذلك بقوة، وهو قلبَ هذا على ذلك بثقة،
78 هو القى الرعب في الشعب واقلقه، وهو زاد الرجاء لشعبه وشجعه،
79 هو سحب ايادي الناس من اسلحتهم، وهو شجع الآخرين في معاركهم،
80 هو رافق المنتصر وقوّاه، وهو [ اركع[19] من يخسر وجعله ضعيفا،
81 هو حيّر من يهرب وارعبه، وهو اعطى الثقة لمن يبتغي الغلبة،
82 /298/ هو بدد كل جبهة برمز واحد، وهو جمع صفّا آخر بدون ابواق،[20]
83 رمز الصليب ذاته نصر ودحر، وبه كان متعلقا النصر والخسارة.
يعقوب يتكلم
84 لماذا اسمي سرّا هذه الحقيقة الجلية لكونها واضحة كالشمس بصحتها حتى للبسطاء،؟
85 لو جسّ الاعمى موسى وهو واقف لكان يعرف بانها (قضية) الصلب بالحقيقة،
86 لو رآه الاطرش لكان يفهم بالرمز، وبدون صراخ كان يتأكد من الحقيقة،
87 هذا واضح للاعمى وللاطرش بدون نقاش، ومن يفتري على النمط الذي تركه موسى.؟
موسى كان يتعب بحمله للسرّ (خروج 17/12)
88 ببسطه يديه اعطى النصر لبني شعبه، وبإحناء يديه بسبب تعبه جعلهم يخسرون،
89 كلما قدر ان يرفع السرّ كان يتقوى، ولما كان يتعب [ اراح[21] النمطَ وخسر العبرانيون،
90 لما كان يصوّر صورة الصلب خسر عماليق، ولو كان يريد ان يهمل ارتوى السيف من بني شعبه،
91 لما كان يبيّن علامة الملك سقط المضطهدون، ولو يريد ان يخفيها تشجع القلف ليدمروهم،
92 لما كان يبسط السرّ على الجبل تشدد اسرائيل، /299/ ولو اخفى الشبهَ [ عاد[22] المضطهدون الى معسكره،
93 لما كان يحتضن علامة ربه خسر الغرباء، ولو يقترب من الراحة ادخل الحزنَ على اهل البيت،
94 لما كان ممدودا بسيوط الاوجاع كان شعبه مستريحا، ولو كان يقترب من الفرج ضايق شعبه،
95 لما كان يحمل صورة الراعي فرح غنمه، ولو اراح الصورة عادت الذئاب الى رعيته،
96 لما يرفع النسر الى العلى ابتهجت اسرابه، ولو احدره الى العمق تهافتت البواشق على افراخه،
97 لم يكن يقدر ان يزيح السرّ طيلة النهار، ولهذا كانت الحرب مرة تفتر ومرة تشتد في الاسفل.
المسيح رجل الاوجاع وحده حقق سرّ الصلب
98 لم يكن يقدر ان يستمر في (رفعِ) الصلب، فقد حفظ العلامة ليسوع ربه لانها خاصته،
99 المسيح وحده هو رجل الاوجاع وعارف الآلام، وموسى ضعيف لم يكن قادرا (ليصور) كل النمط،[23]
100 اظن ايضا بانه كان قد صعد في الساعة السادسة، ولعله مكث في الصلب الى التاسعة،؟[24]
101 ثم لم يقدر ان يحتمل بعد ذلك، وقد اضطره الالم كما لو كان بالموت واراح يديه،
102 رذاذ الصلب وصل الى [ الرَجل] وضعف، /300/ التقاه السرّ [ وانحلت[25] فقرات ظهره.
هارون وحور بسطا يديهما ليصورا اللصين على الجلجلة
103 اقترب عنده هارون البهي وحور المنتصر ليرفعا يدَي الشيخ اللتين ارتختا،
104هما ايضا بسطا ايديهما في الصلب، لئلا تبطل (صورة) الثلاثة على الجلجلة،
105 لما كانا يريدان ان يخدما يدَي موسى [ رفعا[26] ايضا اياديهما من اليمين ومن اليسار،
106 صوّرا الحقيقة مطولا كما لو كان بالبرهان، وذلك النمط الذي حدث في حينه كملاه بالشبه،
107 من كان يرى اكمة موسى وجلجلته ويرتب صلبانهما بصورة مختلفة،؟
108 لموسى ثلاثة وللابن ثلاثة: التفسير واحد: هناك الظِل، وهنا ابان الجسم نفسه.
موسى ظِل والمسيح جسم وحقيقة
109 موسى صغير وليس كفؤا مقارنا بربه: كم ان ربه اعظم منه، كما ان الجسم (اعظم) من الظِل،
110 انه رمز قليل، ليس العبد ملاما اذ دعاه: مثلي، انه يشبه شبها لكنه لا يُقارن بمجده،[27]
111 سقط ظِل الصلب على اكمة موسى، ورسم هناك نمطا واضحا بسرّ خفي،
112 العبد كان ضعيفا ليصوّر وحده الابنَ، لذا سنده اثنان ثم بالكدّ كمّل (الصورة)،
113 /301/ صورة المسيح كانت اقوى منه، فصوّر الصورة العظمى بالوان مستعارة،
114 هو وحده لم يكن كفؤا لكل الشبه، فكان يُساعد من قبل المعونة من جهتيه،
115 لم يكن يقدر ان يشرب الم المسيح الى ان ذاق الآخران ايضا قليلا من الوجع،
116 كان قد ثبت صابرا ليكتمل به كل السرّ، لكي يُسند من يمينه ومن يساره،
117 وصلته نفخة فقط من اهانة الصليب، لان حقيقة كل الاهانة بلغت الى ربنا،
118 الجسم (يحفظ) الحقيقةَ، والظل يحفظ الشبه، يسوع جسم، وفي موسى مرسوم الشبه.
موسى نصر العبرانيين وكسر العمالقة، يسوع شلّ قوات السماء
119 لما كان موسى مصلوبا على الاكمة، اركعَ صفوفا، وبسط يدَيه ونصر ودحر الجهتين،
120 العبد كان قد ربط [ العمالقة[28] والعبرانيين، والرب شلّ بالمه مسيرة قوات العلى،
121 كان قد رمز وعطّل عجلات الشمس بقدرته الآمرة، وبصلبه نفخ واطفأ اشعة النور،
122 قوات العلى مربوطة ومتوقفة في الظلام، ومتعطلة مسيرة تدابيرها،
123 قوة موسى نزلت الى العمق لانه سفلي، /302/ ورمز الابن صعد الى العلى لانه من العلويين،
124 القوات الموجودة في الرقيع فقدت قوتها، وسرعتها توقفت واستقرت بضعف،
125 كرة الاشعة صنعت كمينا في العتمة، وصفوف الضوء سقطت وسكتت حزنا،
126 فرقة الاضواء بطلت وضعفت قوتها، ورمزه زجر المجرة فولدت الظلمة،
127 افواج حشود الاعالي ركعت في الرقيع، ونقصت وتقلصت مساحة اشعتها الواسعة،
128 الشمس مشلولة والقمر مربوط في مداريهما، والقوات مقيدة، والمربوط محلول ليصنع قوات،
129 الكتيبة السريعة واقفة قائمة في درب مفتوح، وطغمة النيرات مربوطة في موضعها العالي،
130 عجلات القوات السريعة ملجمة، وطاقة عزتها متوقفة في سبلها،
131 الاكليل الذي في الرقيع كان منثورا ومطروحا ومبذورة احجاره الكريمة ومتلطخة بالظلام،
132 ثوب النور المصفوف على كل الاقاصي ممزق، والهواء لبس لونا حزينا وظلاما متلبدا،
133 موسى لم يكن قادرا ان يصنع هكذا فاجعة، كما ابان المسيح القوات في حين صلبه،
134 /303/ سرّ العبد خدم تلة واحدة فقط، وحقيقة الرب كمّلت صِدقها في الاقطار الاربعة،
135 جيشان لشعبين شعرا بموسى، وشعرت بالمسيح الابن كل الاقاصي وشعوبها،
136 موسى ركّع العمالقة ببسط يديه، والابن منع بالمه النيرات من المسيرة.
الصليب لم يغضب على النيرات انما اراد ان يفضح الساجدين لها
137 لا تتامل في هذا الامر عبثا ولا تفهمه عرضا لو انت متميز،
138 الصليب لم يكن غاضبا ظاهريا على النيرات، بالنور الذي هرب اراد ان يفضح الساجدين لها،
139 كانت تدور حرب ضارية بين الجبهتين في المسكونة: كان يتعارك الحق والاثم، والحقيقة والزور،
140 وفوج الابالسة سكينة الاشرار، وجوق الوثنيين، وحشود الاصنام، وصفوف الصور، وقوات الضلالة،
141 والمصنوعات المنحوتة، والمسبوكات المصاغة، والتماثيل المنتصبة، والخربات الفارغة، والموتى المجردون، ولعبة الشرير،
142 وقد صفّ الآلهةَ ليخبيء اسم الله، وادخل كثرة (الآلهة) لتضل البرية عن الواحد الحق،
143 بحيلته اخفى الظلمة في النيّر، ليعمى العالم بظلامه ويصير اعمى،
144 اعطى للشمس اسم الله وجعله رئيسا، وادخل بعده قطيع السبعة الاسود والاثني عشر (برجا؟)،[29]
145 /304/ الشيطان خرب كل العالم بهذه الفئة، وبهذا الفوج ربط الشرير من ارادوها،
146 الغاشم طارد الحقيقة بهذا اللغيون، والسالب لاحق الشعوبَ بهذا الفوج.
المسيح يدحض الوثنية
147 وُجدت هذه الحرب على الارض في كل الاصقاع الى ان بسط يسوع يديه على الجلجلة،
148 الملك المسجود له وقف على الاكمة وابان نفسه، [ وهزّم[30] وطرد القشور اليابسة المتكبرة،
149 انطفأت النيرات وصار الساجدون لها سخرية، وفضح الاصنام وكشف افعالها،
150 جبهة الضلالة ابانت ظهرها لانها رات قوته، ومعسكر الاثم الغاضب ضعف وسقط.
المسيح يبسط يديه طول النهار على الصليب ولا يحتاج الى مساعدة احد
151 لم يرِح يديه مثل موسى ليخسر فريقه، فقد انتصر في حربه مثل الجبار وبدون عون،
152 واذ احتمل الما مستمرا صرخ في النبي: بسطتُ يديّ كل اليوم على النصر،[31]
153 ما لم يفعله موسى لبني شعبه بسبب ضعفه، تم للشعوب بالصليب الذي خلصهم،
154 كان يفتخر (قائلا): بسطت يديّ كل اليوم، اعني ليس مثل موسى لمدة قصيرة،
155 بصليبه طرد الضلالة طيلة النهار، /305/ ولم يفسح المجال ليتأذى معسكره،
156 لم يغلبه الالم ليريح يديه مثل ابن عمرام، وصل الى الموت حاملا الغلبة على ذراعيه،
157 لم يُسند مثل موسى من هنا ومن هناك، في اثناء المه هو ساعد من طلب منه،
158 خلصته ذراعه وبرارته سندته، واثناء صلبه لم يدعُ الآخرين الى نجدته.[32]
يعقوب يتكلم
159 ينقص لهذا الخبر امر واحد وينتهي، وبعد قليل يبلغ هدف قصتي غايته،
160 بقفزة واحدة يبلغ الى العلى ويؤسس الاسس ليصل الى التعمير،
161 ولو ان بناء كلماتي هو متواضع وليس على قدر المقام، بقية الامور هي محفوظة الى موضوع آخر،[33]
162 لو لم يكن الخمر الذي سقته كأس لساني لذيذا، يوجد ويُحفظ في الاناء ذوق آخر.
موسى يرسم البيعة في ترتيله
163 خمر الصلب هو احلى من كل المشروبات، وذوق الم الابن هو اعزّ من كل الاذواق،
164 كان موسى مصلوبا على قمة التلة بنمط ظاهر، وكان يتقوى لاجل المعركة بقوة خفية،
165 استمر الشيخ حتى المساء وها انه ينزل، وقد راى بان عدد وزنته ينقصه فلسا،[34]
166 راى المصور بان الصورة العظمى قد كملت، /306/ وكان ينقص فيها لون واحد فقط لتنتهي،
167 راى بان خبر البيعة كان بعيدا عن قصته، فخاف ان ينزل دون ان يرسمها في تراتيله.
الخاتمة
168 جلبوا حجرا ووضعوه تحته وجلس عليه، وتهيأت البيعة وعليها الصليب، مبارك خلاصه.
كمل (الميمر) على سر الصليب
[1] – نص: سر، بيجان يصوب: اسرار
[2] – تثنية 18/15، 18
[3] – خروج 4/10؛ تثنية 18/15، 18
[4] – نص: ابنه، بيجان يصوب: ابنها. خروج 2/1-10؛ لوقا 1/34
[5] – تثنية 18/15، 18
[6] – تثنية 31/2
[7] – خروج 17/9
[8] – خروج 17/9
[9] – نص: عمليقُيِا، بيجان يصوب: عمُلقٌيِا
[10] – عدد 12/3؛ مرقس 15/27
[11] – نص: الاقواس، بيجان يصوب: الرماة
[12] – نص: السهم، بيجان يصوب: السهام
[13] – خروج 4/10
[14] – جملة مكونة من فعلين شرطيين وجوابهما
[15] – خروج 6/18، 20
[16] – نص: يهمل، من اضافة بيجان
[17] – نص: والى اين، بيجان يصوب: واية
[18] – نص: قتيل، بيجان يصوب: قتلى
[19] – نص: يبارك، بيجان يصوب: يُركع
[20] – بلاغة يعقوب استعمل 10 مرات (هو) في صدر وعجز البيوت: 72-82
[21] – نص: انحه، بيجان يصوب: انيحه
[22] – نص: عاد، بيجان يصوب: يعودون
[23] – اشعيا 53/3
[24] – متى 27/45. يقول ملفاننا “اظن” ان موسى ظل على الاكمة طيلة فترة مكوث المسيح على الصليب أي من الساعة السادسة الى الساعة التاسعة
[25] – نص: رِجال، بيجان يصوب: رَجل. نص: (وبدأ؟) واشاري، بيجان يصوب: وشراي
[26] – نص: رفع، صلب، بيجان يصوب: رفعا، صلبا
[27] – تثنية 18/15، 18
[28] – نص: لعمليقُيِا، بيجان يصوب: لعمُلقٌيِا. خروج 17/11؛ متى 27/45، لوقا 23/44-45
[29] – الشمس كانت الها لبعض الوثنيين مثل الرومان وغيرهم… الكواكب السبعة: او الكواكب الحائرة: (زحل (كاون)، مشتري (زوس)، مريخ (آريس)، شمس، عشتاروت، نابو، قمر) والابراج الاثنا عشر: الجدي، الثور، التوأمان، السرطان، الاسد، العذراء، الميزان، العقرب، القوس، الحمل، الدلو، السمك. انظر، الميمر 6
[30] – نص: انهزم، بيجان يصوب: هزّم
[31] – اشعيا 65/2
[32] – مزمور 98/1؟
[33] – ملفاننا يحفظ بقية الامور الى موضوع آخر، لا يفصح عنه. نظن بانه تركه ليناقشه في ميامر موسى الاخرى
[34] – خروج 17/12