الميمر 148 (الثاني) على قائين وهابيل

الميمر 148

 

        خبر هابيل صبّ علي الما من قراءته، ربي ركّب فيّ اصواتا تليق بحِداده، قتل جديد حدث على الارض عذبني بميمره، يا رب القتلى تكلم فيّ حتى اكرز المه، الخصام الذي وقع بين اخوَين دعاني اليه لاخرج واذكّر العالم بهذه الامور التي حدثت.

        قائين علم الموت ان يميت يوم قتل اخاه فصرخ دم هابيل: رعد بوق الدم الطاهر من الارض، وكان يهتف امام الديان: انتقم لظلمي.

        الله يسال قائين عن اخيه هابيل: اين اخوك،؟ فردّ على هذا (السؤال): انا لا اعرف، نعم بالحقيقة لم يكن يعرف اين هو هابيل، فقد رعد الحق من شفتَيه دون ان يريد، لم يكن يعرف بانه انتقل الى موضع المستيقظين بواسطة القتل، ولا بانه صعد وصرخ في السماء امام العظمة، قال لله: لا اعرف اين هو هابيل، وكان يظن بانه يُضل عينَ العلى، انا لست حارسا لهابيل حتى تطلبه مني، ولم تعطه لي لاردّه لك، صديقك هابيل لم يكن موضوعا كامانة، انها لجريمة بان أُطالب بما لم اقرضه.

        العدالة تحاكم قائين والنعمة تتوسل اليها قائلة لاطفيه لعله يتوب: اتت النعمة وضمّت يدَيها امام العدالة (وقالت): اقتربي منه بلطف يا اختي لعله يتوب، لا تتحدثي مع عن ذنبه بقسوة، تكلمي معه بدون تهديد لعله يتغير.

        قائين لا يتوب فتتركه النعمة لتعذبه العدالة: لم يكشف جرحه للطبيب ليشفى مرضه، ولم يطلب الضماد ليساعده المعتني، لم يطلب السماح من صاحب دَينه، ولم ينطق الحقيقة بوضوح امام عارف الكل. رات العدالة كم انه استهان لما سئل، فرمزت الى اختها العدالة: ان ازيحي نفسكِ، لقد اطلتُ الاناة، انه لا يتوب، اتركيني اضربه واتركيه بين يديّ اذ لا ينفعه الا الجلد، ولا تستري بعدُ على القاتل لئلا تُلامي، اتركيه يُجلد ليصير سببا للخوف في العالم.

        قصاص قائين: انت ملعون من قبل الارض التي فتحت فمها وقبلت منك دم اخيك، تكون خائفا ومرتجفا على الارض كل ايامك وتكثر العمل دون ان تشبع من غلاتها.

  • المخطوطتان: روما 117 ورقة 407؛ مخطوطة ماردين

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. السروجي يذكر عبارة “اخوتي” ويقول: موضوع الآلام وبخني يا اخوتي، لانهي قصتي ليُسرد باسهاب بعد نهار، الميمر في نظامه اعطاني علامة: تكلمتَ كفاية، وخبر الاخوَين يجعلني اسرع حتى ينتهي، الوقت قصير والكلمة طويلة وما العمل،؟ الكنارة ضعيفة والالحان عديدة، ومتى (تصير) النهاية.؟ يؤلف حوارا بديعا بين النعمة التي تتشفع في قائين وبين العدالة التي تنزل به اشد العقوبات. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر التي تعالج قصة قائين وهابيل الى فترة شباب السروجي اي الى حوالي سنة 480-485م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 148

الثاني على قائين وهابيل

 

المقدمة

 

1 خبر هابيل صبّ علي الما من قراءته، ربي ركّب فيّ اصواتا تليق بحِداده،

2 قتلٌ جديد حدث على الارض عذبني بميمره، يا رب القتلى تكلم فيّ حتى اكرز المه،

3 الخصام الذي وقع بين الاخوَين دعاني اليه لاخرج واذكّر العالم بهذه الامور التي حدثت،

4 بسبب عراك ولدَي آدم استولى علي الرعب، واذ تكلمتُ كثيرا ساتكلم ايضا لانه حدث محزن.

 

يعقوب يتكلم

5 هل تعرفون اين استراحت مسيرة [ كلمتي،؟[1] او هل اذكّركم في اي موعد كان الخبر مرتبطا،؟

6 الموضوع الذي (بُحث) قبل هذا كان قد سار الى حين سكبِ قائين [ لدم[2] اخيه،

7 اعود الآن لاتكلم عن هذا (الحدث) لكي يُملح الميمر بالم للسامعين.

 

قائين علّم الموتَ ان يميت الانسانية

8 قام القاتل وهرق على الارض الدم الزكي، وفتح بابا للموت ليخرج على المولودين،[3]

9 /18/ هذا واضح بان الموت كان مفروضا من قبل الله، لكن قائينُ علّم الموتَ ان يميت بالقتل،[4]

10 وهكذا يمكنني ان اسميه اذاً معلم الموت، ورفيق الشرير، وصديق الاثم، ونسيب الاستهزاء،

11 ورئيس القتلة، وابا الصالبين، والكاهن الدنس، والحبر المنبوذ، وبغيض القربان، ومرذول الذبيحة،

12 [ والمبلل[5] بالحسد، والمسجور بالغيرة، وقاتل اخيه، وعدو الاصدقاء، والمتآمر على الجميلين، ومهدد المستقيمين،

13 ومخترع القتل، وباديء الحرب، ومقفر الارض، واللعين، والطريد، وقتّال الناس، ورجل الدم،[6]

 

14 هو الذي فتح فما للشيول لتبلع الموتى، وساعدها لتشرب كأسا حرّيفا بدم اخيه،

15 راى هابيلَ سائرا في درب الحقيقة، [ وبدأ يركض[7] وبخديعته قطع سبيل حياته،

16 خرج رئيس اللصوص ووقف في مضيق الارض والقى الجثة في الحفرة لئلا تطمئن،

17 كانا اثنين على الارض ومن المؤلم لانها لم تكفهما، كان نصف العالم صغيرا ليسكنه قائين،!

18 سُلّمت كل البرية [ للوارثَين،[8] وحسد قائين ليقوم ويرث العالم كله،

19 تُرك في العالم اثنان ليسكناه، /19/ وقام الواحد على رفيقه وقتله، فمن لا يبكي؟،

20 كانا اثنين فقط كعدد عينَي الجسد، وقامت الاختان واعمت الواحدة الاخرى،

21 راىالحسود بان طريق العالم قد سُلكت ليكثر فاستل سيفه على تاجر بدأ يسلكها.

 

دم هابيل الزكي يصرخ (تكوين 4/10)

22 ولما نفّذ القاتل مأربه وعاد [ ليذهب،[9] دم المظلوم ارسل رسالة الى العدالة،

23 رعد بوق الدم الطاهر من الارض، وكان [ يهتف[10] امام الديان: انتقم لظلمي،

24 القتيل صنع طلبة بالمه ضد القاتل، ومدّ واعطاها للعدالة لتقاضيه،

25 الدم البكر صرخ من الارض ضد ساكبيه، ورفع [ صوتا[11] بين الملائكة امام العظمة،

26 اقلق مرتبة السماويين بسبب ظلمه، والقى الرعب لما دخل بين صفوف المحكمة،

27 رفع صوته امام منبر الحاكم العالي، واذ كان جسورا فقد قاده ونزل عند القاتل،

28 [ اتى[12] الرب عند صوت الدم الذي سُكب، والقاتل ترك الجثة وخرج ليغادر.

 

الرب يسأل قائين: اين اخوك؟ (تكوين 4/9)

29 كان قد قتل وهرب وظن بانه نجا من [ الجريمة،[13] فصادفه الرب ليسأله عن الفعل،

30 قل لي يا قائين: اين هابيل الذي كان معك،؟ هلم واظهر لي في اي موضع تركت اخاك،؟[14]

31 لما اقترب السؤال الى الظالم تسلّح بالكذب على الله،

 

32 لم يكفه بانه اجرم وغرق في الدم، بل اضاف الى ذلك الكذبَ والزور،

33 واذ كان القتل اقل اهمية من وقاحته، فقد اخذ الكذب بصفاقته ولبسه.

 

جواب قائين لله (تكوين 4/9)

34 سمع اللهَ يسأله: اين اخوك،؟ فردّ على هذا (السؤال): انا [ لا[15] اعرف،

35 نعم بالحقيقة [ لم[16] يكن يعرف اين هو هابيل، فقد رعد الحق من شفتَيه دون ان يريد،

36 لم يكن يعرف بانه انتقل الى موضع المستيقظين بواسطة القتل، ولا بانه صعد وصرخ في السماء امام العظمة،

37 لم يكن يشعر بانه ارتفع عند الملائكة، ورجم معسكر الملائكة بالاصوات،

38 لم يكن يعرف بانه راى وجه الملك العلي، وانزل رسالة القصاص الى [ المتمرد،[17]

39 لم يكن واضحا لديه بانه صعد والقى صراخا في السماء وانزل معه الربَ لينتقم لظلمه،

40 لم يكن يعلم بانه اوقف مركبة الديان، /21/ وجلبه واتى ليحاكم القاتل،[18]

41 قال لله: لا اعرف اين هو هابيل، وكان يظن بانه يُضل عينَ العلى،

42 على من وجّه الاثيمُ كذبه والقى سهم الكذب على الملك العظيم،؟

43 بقوله انا لا اعرف [ اين[19] هو هابيل، لانه حسب الربَ لاعارفا فكذب عليه،

44 قال الاثيم في قلبه القاسي: لا يوجد اله، وظن بان الرب لم يره لما صنع القتل،[20]

45 نكر الرؤيا المبسوطة في كل الاصقاع، والمعرفة التي تفحص البحور واللجج،

46 احتقر الربَ الذي يرى الكل ويعرف الكل وردّ عليه: لا اعرف اين هو هابيل.

 

قائين يلوم الله المحابي لهابيل

47 ردّ بغضب على الرب الذي سأل عن الجميل وصعد غضبه وفار بسبب هذا (السؤال)،

48 وكانت تقال لله مثل هذه الامور من قبل الجسور: كفى ان تتصرف بالمحاباة،

49 الم يكفي بانك رذلتَ قرباني، وها انك تسأل عن هابيل مثل القريب،؟

50 الم يكفي بانك اكرمته بقربانه، لتكثّر الاسئلة بخصوصه،؟

51 /22/ الم تفتر محبتك بصعود محرقاته التي قُربت لك،؟ وها انك ترتل له بسؤال: اين هو هابيل،؟

 

52 كم انك متمسك به حتى ان خبره لم يغب عن فمك، ولانه لذيذ لك فها انه يلتصق بشفتيك،!

53 الآن بعد ان تلاشى فليغب عن ذهنك، لماذا تضيف وتسأل عنه،؟

54 اتضح في الحالتين كم انك ابغضتني: لقد رذلتَ قرباني، وها انك تطالب مني بصديقك،!

55 هانذا ارى بانك تجعل [كل] المسؤوليات [ تلاحقني،[21] واذ لم اشاهده تسألني: اين هو اخوك،؟

56 انا لست حارسا لهابيل حتى تطلبه مني، ولم تعطه لي لاردّه لك،[22]

57 صديقك هابيل لم يكن موضوعا كامانة (لديّ)، انها لجريمة بان أُطالب بما لم اقرضه،

58 في اي وقت سلّمتَ لي اخي لاحرسه لك،؟ هلم وبيّن لي وبعدئذ تطالبه مني،

59 متى وكيف سلّمتَه لي لاحافظ عليه،؟ وكم هي الاجرة التي اخذتها منك لاحرس هابيل،؟

60 باي شرط كان موضوعا عندي لو اعطيته لي،؟ وباي مبلغ كنت احرسه كما تقول،؟

61 لا تتشكَّ وتطلب مني ما لم آخذه، /23/ اذهب وفتش عليه مثل الحبيب لتجد اين هو.

 

محاكمة قائين امام العدالة

62 تمسك القاتل [ بذريعة[23] الكذب لما كان يقول: هل انا حارس لاخي،؟

63 اتت العدالة الى موضع القتل لتعقّب على الحكم ودخل امامها الخداع قائين ليُسأل،

64 تهيأ عرشها عزة وجلست لتقرر القصاص بصوت عال،

65 خرجت الاسئلة وراء قائين مثل الوشاة، وربطته الاصوات وادخلته وحبسته حتى يُجلد،

66 دخل اولا ليُسأل بدون ضربات، ولو لم يعترف فحينئذ يُضرب مثل المجرم.

 

النعمة تطلب من العدالة بان ترفق بقائين لعله يتوب

67 اتت النعمة وضمّت يدَيها امام العدالة (وقالت): اقتربي منه بلطف يا اختي لعله يتوب،

68 لا تتحدثي معه عن ذنبه بقسوة، تكلمي معه بدون تهديد لعله يتغير،

69 لا تبينّي له وجه الغضب منذ البداية، انه قلب قاس [ وسيتمرد[24] بالترهيب،

70 لنفتح امامه باب التوبة العظيم ولو لم يدخل فيه، [ اصدري[25] الجلد حسب ارادتكِ،

71 لياتِ الحنان وليخرج اليه باسئلة، ولو لم يتب فحينئذ يسهل ان يُقاصص كثيرا،

 

72 /24/ ادعيه بالمحبة (ولعله) اجابك بلطف، [ ارجوكِ[26] بالا تعامليه حسب جريمته،

73 لياتِ وليُسأل بواسطة المراحم، ولو يطلب الغفران اصنعي الصلح،

74 حابيني (محاباة)، فلو لم يكذب لن يُضرب، ولو اعترف لك بالحقائق اتركيه يذهب.

 

قائين يغضب ويكذب ولا يتوب

75 دخل القاتل امام العدالة بموجب هذا الشرط، ولما سُئل استعمل الكذب،

76 كان قد سُئل فقط اين هو اخوك،؟ واجاب الماكر بالكذب: انني لا اعرف،[27]

77 كان قد لبس وجه الكذب امام العظمة، وغضب لما [ سُئل[28] امام العدالة،

78 صرخ بغضب: انا لست حارسا لهابيل، ولم يرد ان يسرد ما حصل على حقيقته،

79 لم يكشف جرحه للطبيب ليشفى مرضه، ولم يطلب الضماد ليساعده المعتني،

80 لم يطلب السماح من صاحب دَينه، ولم ينطق بالحقيقة بوضوح امام عارف الكل،

81 لم يلقِ نفسه امام العظمة للطلبة، ولم يحنِ راسه بالم بسبب القتل الذي نفذه،

82 اخفى [ جرحه] عن المضمد لئلا يعتني [ به،[29] ولم يلصق الحنانَ العظيم على جرحه العظيم.

 

النعمة تنسحب وتترك العدالة تقاصص قائين ليصير عبرة للآخرين

83 رات العدالة كم انه استهان لما سئل، فرمزت الى اختها النعمة: ازيحي نفسكِ،

84 لقد اطلتُ الاناة، انه لا يتوب فاتركيني اضربه واتركيه بين يديّ اذ لا ينفعه الا الجلد،

85 ولا تستري بعدُ القاتل لئلا تُلامي، اتركيه يُجلد ليصير سببا للخوف في العالم،

86 اتركيني احاكمه بموجب جريمته، اذ ليس حسنا ان تدافعي بعدُ عن هذا،

87 هوذ كيل ذنوبه قد فاض (واستحق) الضرب، ولو لم يتب لياتِ وليدخل عند التاديب،

88 به ابيّن علامة الغضب لكل الاجيال حتىتتجنب العمل غير النافع،

89 يصير شبها مليئا مخاوف امام مشاهديه ليفزعوا بسببه من صنع القتل على الارض،

90 رات النعمة بان الحكم (الصادر) من العدالة هو جيد، فاخذت كنفها المبسوط على المتمرد،

91 سلّمته للجلد ليدخل ويُقاصص من قبل العدالة، اذ لم يستحق ان يحتمي من الضربات.

 

 

نكر قائين بانه قتل اخاه وبانه ملزم بحراسته فحلّ به القصاص

92 الديان صرخ بغضب عظيم بالقاتل: /26/ ماذا عملتَ:؟ اعترف، ولم يرد ان يعترف،

93 تشدد بغضب ضده اذ [ كان[30] يقول: انا لستُ حارسا لهابيل بينما هو الذي قتله،

94 ايها الاخ الماكر لم ارد ان [ تصير[31] حارسا، انت تُسأل عن القتل مثل المذنب،

95 لا الومك ولا ادينك لانك لم تحرسه، هانذا اسألك وانتقم منك لانك قتلتَه،

96 لم تكن له حارسا ولا قاتلا، وبما انك قتلته فانت مطالَب بحراسته،

97 لماذا لم [ تسحب يدك[32] فقط من اخيك:؟ كنتَ ستبتعدُ عن الاستجواب عن هابيل،

98 صوت دم اخيك يصرخ الي من الارض، وهوذا القتيل يدعوني بآلامه لاشكّل محكمته،

99 الدم البريء رمز الي ونزلتُ لاتفقده ولاتعقب عن كل تفاصيل دعوى ظلمه،

100 ولهذا جئتُ لآخذ ثأر هابيل، لقد صرخ الي دم المظلوم فاستجبتُه بمحبة.[33]

 

قائين ظن بانه لا يوجد شاهد على جريمته

101 ظن قائين بانه لا يوجد شاهد ليشتكي عليه، بينما الدم الذي سكبه اقلق [العلى[34] بسبب القتيل،

102 واذ لم يكن يوجد اناس على الارض لينقذوه، فقد صعد وانزل فوج المستيقظين بصوته العالي،

103 /27/ وبما ان خبر القتل أُخفي عن آدم، نزل ايل الجبار للنقمة بواسطة صوت الدم،

104 ابان الرب بان هابيل المحبوب هو حي عنده، ويتكلم دمه كالرعد بين الملائكة،

105 ظن الزؤان بانه اعمى الحنطة وطمرها في الارض ولم يدرِ بانها جمعت باقة في [العلى[35] العالي،

106 واذ فكر بانه [ رجم[36] الارزة التي لن تورق بعدُ، لكنها نبتت بساقية الدم وتجاوزتت الرقيع.

 

قصاص قائين (تكوين 4/11-12)

107 بدأ الرب يُصدر الحكم على القاتل ويقرر على المتمرد الجلد القاسي،

108 كان يقول له: انت ملعون من الارض التي فتحت فمها وقبلت منك دم اخيك،

109 تكون خائفا ومرتجفا على الارض كل ايامك وتكثر العمل دون ان تشبع من غلاتها،

 

110 الارض لن تعطيك قوّتها لو فلحتها، ولن يصير لك رخاء حتى وإن تعمل كثيرا،

111 يفزعك الخوف [ بينما لا توجد[37] علة تخيفك، ويرتجف جسمك بدون ان يعذبك المرض،

112 دم المقتول [ يعذبك ويخيفك] وتكون فزعا من الظِل كما لو كان [ من[38] اللصوص،

113 /28/ تصير فزعا على الارض ومتاثرا بالمخاوف، ودون ان ترى الخطر تخاف مثل القنوط،

114 ترتجف يدك اثناء عملك مثل الخائف، ولن تتشجع لتمسك بشيء بثقة،

115 ترتجف رِجلك على دروبك من الخوف، ولا يثبت عقبك ليقف بسلامة،

116 القتل الذي نفذته يكون مستعدا لتخويفك، واذ لا يوجد شيء سترى خيالا يرعبك،

117 الدم الزكي يكون مصيدة لخطواتك ويكون مبسوطا كل يوم في سبلك لتعثر به،[39]

118 ستقوم الجثة ضدك [ حيثما[40] تذهب وتظهر لك علامة القتل لتخاف منها،

119 توضع علامة خوف [ ورجفة[41] في كل جسمك، وتصيرعبرة لكل من ياتي الى العالم،

120 ليخَف بسببك الداخلون الى العالم لما يذكرونك، وبقصتك تتالم الاذن التي تسمع خبرك،

121 بسببك يُلعن جميع القتلة الذين [ يشبهونك،] وتوضع في الارض كمرآة مليئة [الما،[42]

122 لتظلم طريقك لانك القيت فيها الجثة، ولتعثر وتسقط بمزالق دم اخيك.

 

الارض تلعن قائين (تكوين 4/11)

123 ضُرب قائين بهذه القضبان من قبل العدالة /29/ ولو امكنه ان يتحمل اكثر لاستحق المزيد،

124 جُلد الابن المتمرد بهذه السياط، وكان (قصاصه) اقل من الجريمة التي ارتكبها،

125 قال له: انت ملعون من قبل الارض التي [ فتحتْ] فمها، الارض [ذاتها[43] تلعنك بفمها المفتوح،

126 صنعتَ فما للارض بسبب الدم لتلعنك به، انت ملعون من قبل فم الارض الذي فتحتَه،

127 كيف كانت الارض تلعن قائين،؟ [ هوذا[44] الرب يقول له: انت ملعون من قبل الارض،

128 اي وجع داهم الارض بالقتل الذي جرى،؟ وكيف كانت تلعن ذلك القاتل،؟

129 الدم الذي انحدر اليها صرخ بها وخافت لما استقبلته، وبدأت تلعن من ارعبها بالدم الذي هرقه،

130 البتول التي وجدت مخاض الحبل بصورة غير اعتيادية لعنت مدنسَها بعويل وبالم،

 

131 الاوجاع عذبتها وهي لا تعلم بانه حبَل جديد، وبدأت تلعن قائين الذي [ افسد[45] شبابها،

132 الارض شربت كأس الدم وضعفت به، وسكرت بطعم جديد اعطاه لها قائين،

133 وكان قد هُرق معين دم هابيل المظلوم وصرخت باصوات ولعنات ضد القاتل،

134 /30/ الارض فتحت فمها لتشرب دما بكرا، ولما سكرت لعنت من مزجه لها،

135 الخمر الجديد الذي عصره قائين وسقى الارض هو سجرها وفتحت فمها لتلعنه.

 

الارض الامّ تعاتب قائين لانه جدد آلامها الناتجة عن خطيئة آدم

136 شرعت الامُّ تلعن ابنها بمرارة ليس بصوتها بل بسكوت وبالم،

137 يا ابني الذي ارعبني لا تقف رِجلك على الارض، يا وارثا اسقطني لن تسكن فيّ في رخاء،

138 يا من ارجف امَّه لتستولِ الرجفة على اعضائك، يا قاتل اخيه [ تصير طريدا[46] من قبل العدالة،

139 بالكد نجوتُ من جَلْد ابيك، وانت تجدد لي الجروح لأُجلد ايضا،

140 هوذا ظهري محفور [ بقضبان] طُعنتُ بها بسبب آدم، لماذا[47] تضرب المريضة على جروحها،؟

141 هانذا متاثرة ومعذبة بجلد ابيك، لماذا تضرم فيّ نار القتل لاحترق بها،؟

142 لقد لُعنتُ بسبب آدم علما بانه لم يقتل، ايها القاتل اي جَلد يُضاف لي بسببك،؟[48]

143 توجد جروح قديمة على المثانة، ولم اعدّل ظهري منذ ان طُعنتُ بسبب آدم،

144 يا قائين لماذا تضيف وجعا للمريضة، /31/ وتهرق فيّ دما زكيا يجعلني مذنبة،؟[49]

145 لا يقم فيّ نسل منك يا وارثا شريرا، ولن [ ترثني انت[50] لئلا تكثّر فيّ دم القتلى،

146 يا ابني ليفرغ كنف امك من عِشرتك، وكما جُردتُ من هابيل [ لأُحرم[51] منكَ،

147 اتالم بالمك كما الّمني قتل اخيك، ولن يبطل الخوف منك كما جعلتني ارتجف،

148 لا تمش فيّ بقامة ممدودة كما جعلتني شقية، ولا تفرح بي لانك علّمتني ما هو الالم.

 

العدالة الناطقة لعنت قائينَ بفم الارض الصامتة

149 بمثل هذه اللعنات لُعن قائين الذي قتل اخاه، وقد قررتها العدالة بدل الارض،

150 بدل الصامتة [ تكلمت[52] الناطقة وبشخص الارض كان يُلعن القاتل من قبل العدالة.

 

يعقوب يتكلم

151 موضوع [ الآلام] وبخني يا اخوتي، لانهي قصتي ليُسرد [ باسهاب بعد نهار،[53]

152 الميمر اعطاني علامة بنظامه: [ تكلمتَ] (ما فيه) الكفاية، وخبر الاخوَين [ يجعلني[54] اسرع حتى ينتهي،

153 الوقت قصير والكلمة طويلة وما العمل،؟ الكنارة ضعيفة والالحان عديدة، ومتى (تصير) النهاية،؟

154 هنا ايضا احفظوا لي الموضوع في ذاكرتكم، /32/ لانني ساعود الى الميمر باسهاب.

 

الخاتمة

155 في نهاية خبر قائين لُعن كما سمعتم، مبارك من اصدر الحكمَ العادل على القاتل.

 

كمل الميمر الثاني على قائين وهابيل

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] – ر: امس

[2] – ر: دمه. انظر، ميمره 147

[3] – مزمور 106/37، اشعيا 59/7 ؛ ارميا 7/6

[4] – تكوين 2/16-17، 3/19؛ رومية 5/12، 6/23

[5] – ر: مضطرب

[6] – في البيوت 10-13 يعدد يعقوب 23 صفة مشابهة لصفات الشيطان واطلقها على قائين. الجملة هي بدون فعل وتُعتبر جملة واحدة. مزمور 5/6؛ يوحنا 8/44

[7] – ر: للجري بدأ

[8] – ر: يورتين، نص: يورتي

[9] – ر: يذهب

[10] – نص: يدعو

[11] – ر: قوة

[12] – ر: كان قد اتى

[13] – العمل

[14] – تكوين 4/9

[15] – مد: لُا، نص: دلُا. تكوين 4/9

[16] – مد: دلُا، نص: لُا. تكوين 4/9

[17] – ر: المر

[18] – بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (لم يكن) في البيوت: 35-40

[19] – ر: ايكاو، نص: دايكاو

[20] – مزمور 14/1

[21] – ر: كول، نص: دخول. ر: مكاري آت بي، نص: مكَريت بوثاري

[22] – تكوين 4/9

[23] – مد: الم. تكوين 4/9

[24] – ر: يتعزز، يتشدد

[25] – ر: اصدر

[26] – ر: يطلبون، اطلب؟

[27] – تكوين 4/9

[28] – نص: سالته

[29] – ر: المه. نص: بها. ملفاننا يشير الى عادة لصق حننا الحنان، أي التراب المبارك المأخوذ من تربة القديسين، على الجرح او شربه او بذره على الجسم. هذه العادة كانت موجودة في شرقنا ولو ان استعمالها قلّ حاليا

[30] – ر: له. تكوين 4/9

[31] – ر: لتصير

[32] – مد: تحفظ يدك

[33] – مزمور 106 38، اشعيا 59/7؛ ارميا 7/6

[34] – ر: العالي

[35] – ر: الى العلى

[36] – نص: رجمه

[37] – مد: ولا توجد

[38] – ر: يخيفك ويعذبك. ر: مين، نص: دمين

[39] – مزمور 106 38، اشعيا 59/7؛ ارميا 7/6

[40] – ر: لايكو، نص: ايكو

[41] – ر: والقتل

[42] – ر: يتشبهون بك. ر: آلام

[43] – نص: فتحتَ. مد: هي دين، نص: هي لام. تكوين 4/11

[44] – ر: وهوذا. تكوين 4/11

[45] – نص: افسد، بيجان يصوب: الذي افسد؟

[46] – ر: طريدا تصير

[47] – ر: بالقضيب. ر: لمُن، نص: لمون

[48] – تكوين 3/17

[49] – مزمور 106 38، اشعيا 59/7؛ ارميا 7/6

[50] – ر: ترثنا انت، مد: ترثني اذاً

[51] – ر: تحرم

[52] – مد: عظيمة

[53] – ر: الم. ر: قتل هابيل بالم

[54] – ر: تكلمتْ. ر: يجعله يسرع