الميمر 114
ايليا يوبخ ابن آحاب وينذر بموته: من هو قريب من الله هو غني اكثر من ملوك وسلاطين هذا العالم، النبي على الجبل بدون مقتنيات ولا ابنية، والملك في الهيكل وتاجه عال وسلطته عظيمة، لنرَ الآن ايا منهما هو الاعظم والامجد هل هو ابن الغرباء او ذاك الملك في مقصورته.؟
احازيا الملك يطلب الشفاء من اله عقرون ولا يطلبه من اله اسرائيل: كانت تنقصه الصحة ولم يكونوا يعطونه، وكان مريضا ووثنيا ولا يوجد اله في فكره، النبي قطع خيط حياته بالقصاص واذ هو على الجبل القى الخراب في مقصوراته.
ايليا يحرق مئة رجل في بعثتين: حريق الناس لم يكن محبوبا على ايليا، لانه لم يكن يتحرك على العمل الا بالروح، لا يفكر احد بانه غضب جسديا وثار ثائره فعمل الحريق ليريح غضبه، الروح قاده حيثما شاء في كل الاعمال ليحرك الوثنيين حتى يتركوا آلهتهم، احرق المئة ليفيد اكثرية الشعب حتى يعيدهم من الوثنية بالآية التي صنعها.
لنر الآن هولاء الذين احترقوا: من احرقهم ايليا ام الملك الذي ارسلهم،؟ المحروقون بالنار على من يصرخون امام العدالة،؟ وعلى من تقع مسؤولية قتلهم،؟ النبي بريء ويداه نظيفتان من موتهم، وابن ايزابل يُقرف لانه احرقهم.
ايليا يقول للملك وجها لوجه انك ستموت: انك تموت موتا ولن تنزل من سريرك، كلمته كانت واحدة لما كان قريبا او بعيدا، لان حقيقته التي كان يتكلم بها دون تردد كانت واحدة، لما كان ينظر الى وجه الملك كان يؤنبه، لان المحاباة لم تكن ترِدُ نهائيا في كلمته، لو ارسل اليه ولم يقل للملك في وجهه لكان يبين بانه خائف وغير صادق، مات احزيا كما قرر النبي العظيم، فثبتت كلمته حتى ترذل الوثنيين ومنحوتاتهم، موت الوثني صار علة صالحة ليقترب الكثيرون الى الله بفضل القوة التي رأوها.
– المخطوطة: لندن 14590 ورقة 49 (ناقص)
– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. الميمر تفسيري وهو نقد لوثنية ابن آحاب ودعوته ليؤمن بالاله الحقيقي. كل ما فعله ايليا كان لصالح البشر: احرق القليلين لكي يحيا الكثيرون حسب مبدأ قيافا
(يوحنا 11/50). قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى عهد شباب ملفاننا اي الى حوالي سنة 480-485م كبقية ميامره على ايليا.
الميمر 114
[ على ايليا النبي وعلى احازيا الملك[1]
ايليا يوبخ احازيا لانه ترك اله سرائيل وطلب الشفاء من بعلزبوب عقرون
1 ………. الرب ارسل،[2]
2 اتى ايليا وصعد في الطريق امام المرسلين /208/ الذين ارسلهم ابن آحاب عند بعلزبوب،[3]
3 قال لهم: اذهبوا وقولوا لسيدكم الملك، لماذا ارسل الى عقرون مثل ناقص،؟
4 ألا يوجد رب في الشعب كما تقول لترسل وتطلب من اله الفلسطينيين،؟[4]
5 من لا يعرف بانه يوجد اله لبني يعقوب،؟ ومن لم يسمع بان الرب اعظم من الآلهة،؟
6 الرب منتصر في كل البلدان وفي جميع الشعوب، وكل الجهات وسكانها يخافون منه،
7 في مصر خبره، وجبروته في اليم، وفي حوريب بأسه، وفي آشيمون عزته،[5]
8 سكينته في سيناء، ومخافته في العالم كله، في الاردن عجبه، وفي ايريحا اسمه مظفر،[6]
9 في الشعوب سيفه وقوسه عال في كل المخاطر، رعبه في فلسطين، وفي الجزر قوته العظمى،
10 من لا يعرف بانه يوجد اله لبني يعقوب،؟ ولماذا الآن يُسخر منه كأنه غير موجود،؟
11 ولهذا اسمع ما يقول الرب الموجود: انك تموت موتا وسوف لن تنزل من سريرك.[7]
ايليا يؤكد بان الملك لن ينهض من سرير المرض ويموت
12 لا توجد الحياة في يدَي بعلزبوب لمن يطلبها منه، الرب يحيي وبما انك لم تطلب منه فانك لن تحيا،[8]
13الرب مسلط على حياة البشر /209/ ومنه كان يجب ان تطلب الحياة ولكان يعطيك اياها،
14 [ ابليس[9] عقرون لا يستجيبك فلا يُسأل، الرب الذي يعرف اجابك (قائلا): تموت موتا.
مبعوثو احازيا يخبرونه بما قاله ايليا لهم
15 سمع مبعوثو ابن آحاب من ايليا، وعادوا اليه حاملين اخبارا سيئة،
16 دخلوا وقالوا له: كل ما سمعوه من ايليا وكرروا امامه بانه لن ينهض ايضا من سريره،
17 نقلوا الى الوثني المريض بشرى الموت واقلقوا قلبه [ بالكلمة[10] التي سمعوها من ايليا،
18 كان النبي قد جُعل مثل الحارس لبني يعقوب، وكان توبيخه شديدا لوثنييهم،
19 قتل آحاب بالقصاص الذي اصدره عليه، واتى ليستقصي عمليا عن اولاده،
20 بقصاصاته الروحية كان النبي مجتهدا ليستأصل جذور تلك الوثنية من الشعب،
21 قال امام آحاب: تلحس الكلاب دمه، وارسل الى ابنه (قائلا): سوف لن تنزل من سريرك،[11]
22 كان محاربا حتى انه حارب ضد الملوك الوثنيين، وكان يوبخهم بحضورهم دون ان يخاف،
23 لما كانوا يحيدون عن الله عند الآلهة، كان يلتقيهم مثل العزيز على كل دروبهم،
24 /210/ كان يعطي البعض للكلاب، والبعض للموت، ليحرس شعبه بقصاصات الرب المخيفة،[12]
25 كان يتحين الفرص ليغلق طريق الوثنية لئلا يسير عليها اناس مختونون بنو ابراهيم،
26 كان يجمعهم من كل الجهات عند الله، لانهم كانوا مبددين عند اصنام الكنعانيين،
27 كان يعيدهم من الدروب الغريبة ليسيروا في طريق الملك ربه العظيمة،
28 لما خرجوا في سبل الآموريين قام الغيور واعادهم الى الهه،
29 قطيع اسحق ترك نهر الماء الحي ليذهب ويشرب من الماء الشرير الذي يهلكه،
30 ايليا الراعي الصالح كان يطرده لئلا يشرب من الينابيع التي تتقيأ الموت،
31 كان يوجد [ سمّ[13] الحية في نهر الكنعانيين وكان يقظا كل يوم لئلا يشرب قطيعه منه.
احازيا يستفسر عمن انذر بموته
32 ولما سلك ابن آحاب طريقه ركض ايليا وقطعها عليه، وتوقفت لئلا يمشي عليها الاسرائيليون،
33 ابان للملك بانه يموت موتا لانه ضل، /211/ وارسل ليسأل الشفاء من الميت،
34 كان قد فتش عن الحياة ووجد الموت بالخبر الذي سمعه، وبدأ يسأل من ارسل اليه هذه الامور،؟
35 ما هو منظر هذا الرجل الذي تفوه بهذه الكلمات اعطوا وصفه،؟ وعرف حالا بانه ايليا،[14]
36 قال الملك: أُرسل لي هذا الكلام المثير للخصام من قبل ايليا الذي يبغض جنسنا،
37 يذكرني بعداء ابي وها انه يلعنني ويبغض امي ويحفظ الحقد ليستشف بي،
38 غضبه يتصاعد ليقضي علينا ولا يرتاح، اذهبوا وادعوه ليجيبني لماذا يلعنني.؟
البعثة الاولى: قائد الخمسين يستدعي ايليا
39 حينئذ ارسل قائد الخمسين الى ايليا، ومعه خمسون ليجلبه عنده بدون ارادته،[15]
40 لو كان لهذا الوثني امّا اخرى لما كان يلزم ان تكون امه الا ايزابل،
41 لو لم يكن ابنها بالحقيقة لما كان يشبهها، كم بالاحرى الآن بعد ان ولدته وهو تربيتها،؟
42 القلب القاسي الذي يشبه ايزابل بافعاله اراد ان يحارب مع ايليا بخمسين رجلا،
43 كل الطبائع تخاف من ابن الغرباء كيف يغلبه الخمسون الذين أُرسلوا اليه،؟[16]
44 العلى والعمق يخافان من ذلك العزيز، /212/ وابن ايزابل يهدد ليجلبه مثل ضعيف،
45 كان قد دعا النارَ ونزلت حالما دعاها واستجابت واتت، كيف تغلبه الاعشاب لينزل معها،؟[17]
46 اللهيب يعرف صوته ويطيعه، فلماذا لم يخف منه المريض الذي يهدده،؟
47 يشبه امه التي هددت الجبار ايضا وارادت ان تقتل ذلك الذي كان الموت يخاف منه،[18]
48 صعد وراءه قائد الخمسين كما أُرسل ورآه جالسا على قمة الجبل بمفرده.[19]
ايليا الفقير اغنى من الملك احازيا
49 من هو قريب من الله هو غني اكثر من ملوك وسلاطين هذا العالم،
50 النبي على الجبل بدون مقتنيات ولا ابنية، والملك في الهيكل وتاجه عال وسلطته عظيمة،
51 لنرَ الآن ايا منهما هو الاعظم والامجد: ابن الغرباء او ذاك الملك في مقصورته،؟[20]
52 ذاك فقير على قمة الجبل وليس له شيء، والملك حالّ في ابنية عالية وله غناه،
53 كانت تنقصه الصحة ولم يكونوا يعطونه، وكان مريضا ووثنيا ولا يوجد الله في فكره،
54 النبي قطع خيط حياته بالقصاص واذ هو على الجبل القى الخراب في مقصوراته،
55 منظره فقير وموضعه معوز وليس له شيء، /213/ ومسكنه قفر ومجلسه فارغ على قمة الجبل،
56 وبيته العالم وسقفه السماء ومسكنه الجبل والارض سريره ومسند راسه احد الحجارة،
57 انه اسمى من الهمّ ونفسه مليئة ايمانا وهو قريب من الرب وكلمته عظيمة بالنسبة الى البرايا،
58 يبغض الذهب ولا يتنازل الى المقتنيات، انه مجرد ونظيف وهذا ما يليق بالمتوحد.
قائد الخمسين يامر ايليا بالنزول فتحرقه النار ويبرهن بانه نبي
(2ملوك 1/9-10)
59 كان قد صعد اذاً قائد الخمسين كما أُرسل وراى ايليا جالسا على قمة الجبل،
60 بدأ الشقي يتكلم بروح متكبرة مع ذلك العظيم الذي لم يكن العالم معتبرا لديه بشيء،
61 رفع صوته اليه وقال له: يا نبي الرب، يقول الملك: انزل من هناك،[21]
62 قال البهي: لو انا نبي كما قلتَ لتنزل النار ولتاكك انت والخمسين،[22]
63 الرب الذي يحب ان يكون له نبي مثل ذلك حالما سمعه القى نارا واكلتهم،
64 فتح شفتيه كانما كان يوجد نار في فمه، ومع كلمته شبت النار بهم بسرعة،
65 كان نهر اللهيب متدفقا على راس لسانه فجرف بني الاثم الذين كانوا قد أُرسلوا،
66 لو انا نبي الله لتنزل النار، /214/ فنزلت حالا ليعرّف بانه نبيه،[23]
67 الرب كان يقبل لو دعاه لينزل هو شخصيا لكان ينزل ليشهد لايليا بانه نبيه،
68 وبما انه طلب نارا فقد نزلت النار كما امر حتى يشعر العالم بانه يوجد نبي لله،
69 لو كان يلزم لكان الرب يرسل كل النار الموجودة لديه، ولما كان ينكر بانه نبيه،
70 لو كان يطلب شيئا آخر لكان يعطيه اياه، ليُصدق بانه نبي عظيم كما هو،
71 قائد الخمسين سماه نبيا وقال له: انزل، والكلمتان اللتان قالهما له كانتا متناقضتين،
72 لو كان نبيا وكان (نبي) الله كما قال له، لماذا ينزل ليقرفه الملك كما تنبأ،؟
73 لو كان نبيا بالحقيقة كان يلزم بألا ينزل، ولو كان ينزل لما كان يُحسب بانه نبي،
74 كان قد دعاه نبيا ولم يدعه ليتنبأ لكن ليهان ويلطم لانه تنبأ،
75 سمع ايليا بانه دعاه نبيا وقال له: انزل، من جهة احترمه، ومن جهة اخرى اهانه فتذمر،
76 حالا اجاب: لو انا نبي وانا (نبي) الله لن انزل إلا والنار تاكل عوضي،
77 انا (نبي) الرب والنار مُلك الرب فليبعث النار /215/ واظل انا (سالما) وها قد اتضح بانني نبي،
78 ولكي يعرّف الرب بانه نبي جيد نزلت النار على الاثمة كما شاء،
79 النبي كان قد طلب آية: لتعرّف فيما لو كان نبي الرب ام لا،
80 ولكي يعرف الوثنيون بانه نبي بالحقيقة نزلت النار لتتاكد كلماته بانه كان نبيا،
81 كان يكوي الوثنية باللهيب واذ عاملها هكذا فانها كانت تتجنب الشفاء كثيرا،
82 نزلت نار والتهمت الخمسين وقائدا واحدا، والوثني المريض غاضب ويرسل وراء ايليا،
83 كان جرحه مستعصيا حتى الكيّ بالنار لم يجسه ليقطع نزف وثنية ابيه الشريرة،
84 فرقة الخمسين صارت فحما على قمة الجبل، وقلبه القاسي مكث في وثنيته على ما هو عليه،
85 سقط القائد وفوجه من المملكة، ولم يتندم ليترك اصنام [ ايزابل[24] امه،
86 نفخ ايليا في الفرقة التي ارسلها وجعلها رمادا وكان يسعى ليرسل اليه آخرين،
87 هولاء الذين صعدوا هلكوا كالاعشاب باللهيب وجمع ايضا اشواكا اخرى ليرسلها،
88 عليه الحمى والنار ازاءه ولم يكن يخاف لان الوثني كان يقتني قلب امه ايزابل القاسي.
البعثة الثانية: قائد الخمسين يامر ايليا بالنزول فتحرقه النار
(2ملوك 1/11-12)
89 ارسل ايضا قائد الخمسين ومعه خمسين، وقلبه قاس ووثني اكثر من (القائد) الاول،
90 صعد هو ايضا عند ايليا وقال له: يا نبي الرب، يقول الملك انزل من هناك،
91 لعل القائد الاول الذي صعد عند ايليا لم يكن ملاما مثل القائد الثاني الذي أُرسل،
92 لم يشاهد الآخرين يحترقون كما احترق، كان الاول وداهمته النار دون ان يشعر،
93 ما حدث له لم يحدث لآخر قبله حتى يخاف من المشهد الذي كان قريبا منه،
94 لم يكن يعلم بان النار تصادفه هناك، ولما صادفته صار مثلا مليئا مخاوف،
95 الوثني الثاني الكامل الذي أُرسل كانت وقاحته عظمى لانه تجاوز على الواجب كثيرا،
96 راى الجثث مطروحة كالفحم على الجبل ولم يخف قلبه من سلوك الدرب الى ايليا،
97 تفوح رائحة رفيقه القائد الذي احترق، ولم ترعبه ليعود الى الوراء لئلا يصعد،
98 الفوج الذي قبله دمرته النار وطرحته، ويدوس عليه ويصعد بغضب الى ايليا،
99 /217/ العظام التي اكلها اللهيب مبعثرة على الطريق، ويخطو بشجاعة نحو الغيور الذي احرقها،
100 من دخان الفوج الذي احترق كان الجبل مضطربا، وقسّى قلبه ولم يكن ينظر الى ما جرى،
101 اكتسب ارادة شريرة وقاسية وهمجية، ولم يخف من النار التي اكلت رفاقه،
102 وصمم مثل من يحارب مع الله، وكان يهدد كانه ينتصر على النار،
103 طريقه مسرعة كانما لا يخاف من اللهيب، واصواته ترتفع الى ايليا لينزله معه،
104 يا نبي الرب، الملك يقول: انزل من هناك، فاجابه ايضا ايليا، وقال له:
105 لو انا نبي فلتاكلك النار انت والخمسين، وقدح اللهيب واشتعل واسقطهم،[25]
106 القى الرب النار على بني الاثم كما اراد النبي المختار حتى يحرقهم،
107 غيمة النار احاطت بالجبل من كل الجهات لتصطاد الوثنيين الذين صعدوا على ايليا،
108 صار وابل اللهيب وخبطهم لانهم صعدوا وداسوا موضع ذلك القديس الطاهر،
109 نزلت وراءهم جمرات النار وبددتهم لانهم تخطوا ليُنزِلوا المختار من قمة جبله،
110 /218/ صار اللهيب شبكة عظمى وحبسهم، وبحريق شدته العظيم ابادهم،
111 صادفت نار غضبه قائدَ الخمسين الجسور الذي لم يرعو (بالقائد) الاول،
112 هجم عليه اللهيب وسحقه لانه تخطى الحريق المخيف الذي رآه،
113 قلب قاس كان يُجلد بقضيب النار ولم يشأ ان [ يتعلم[26] من تاديب (القائد) الاول،
114 واذ لم يقبل ان يخاف فقد اصبح رعبا، واذ لم ينظر الى من احترق فقد اصبح مثالا،
115 راعي الشعب وقف على الجبل مثل نشيط ليحرس قطيعه بالقوات والعظائم والمذهلات،
116 لما تجمعت الذئاب صعدت لتفترسه فانزل نارا من بيت ربه والتهمتها،
117 اللهيب كان قد جُعل له قضيبا عظيما، وبه كان يطرد الحيوان المفترس من رعيته،
118 انزل على الكرمل نارا والتهمت ذبيحته، وبها جمع غنم يعقوب عند الهه،[27]
119 وهنا دعا النبي النار مرتين ليجمع القطيع المبدد بالاعجوبة،
120 [ خضعت[28] النار له وعرفت صوته وكلما تكلم استجابته لتنفذ كل ما يقول لها.
ايليا لم ينزل نارا بالغضب لكنه اراد ان يثنيهم عن الوثنية
121 حريق الناس لم يكن محبوبا على ايليا، لانه لم يكن يتحرك على العمل الا بالروح،
122 لا يفكر احد بانه غضب جسديا وثار ثائره فعمل الحريق ليريح غضبه،
123 الروح قاده حيثما شاء في كل الاعمال ليحرك الوثنيين حتى يتركوا آلهتهم،[29]
124 الرب جعله مثل وسيط بينه وبينهم ليجترح على يده قوات عجيبة ويعيدهم،
125 احرق المئة ليفيد اكثرية الشعب حتى يعيدهم من الوثنية بالآية التي صنعها،
126 كان الوثنيون قساة ومتمسكين بآلهتهم، ولم يكن يقدر ان يتكلم معهم الا بالنار،
127 آحاب وابنه اقاما بعلا ضد الرب فكان يلطمهما باللهيب حتى يغلبهما،
128 ايزابل جمعت مناسبات عظمى للوثنية، ولاجل هذا كان ايليا محتاجا الى اعجوبة،
129 واضطر الى صنع انتصارات الجبروت ليكون اسم الرب اكثر عزة من اسم الاصنام،
130 لما يرون بانه منع المطر وانزل النار، /220/ يطلبون منه وياتون معه عند الهه،[30]
131 كان قد ادّبهم بالعطش وبالنار، وكل ما صنعه لاجلهم كان لاحيائهم،
132 هذا هو الموت لما يكون الانسان بعيدا عن الله، فقام ايليا ليقرب الناس منه ليعيشوا،
133 فقتل واباد ليس لانه يبغض لكن ليحيا بسببهم الالاف الذين كانوا موتى،
134 لما يصنع انتصارات الجبروت بقليلين يتلمذ جموعا بدون عدد ويحييهم،
135 واذ كان متواضعا في باطنه عند الله، كان في ظاهره يقسو على الوثنيين،
136 كان يلتقيهم بالسكين واللهيب ليهزمهم من الضلالة التي كانوا يتمسكون بها،
137 كان متضايقا عليهم لانهم مخنوقون بالوثنية وحاول ان يحييهم لما كان يغصبهم،
138 هذا هو كل سبب احراقه للفوجين: اعادتهم من بعلزبوب الى الله،
139 ومن لا يعتبر ما عمله خيرا عظيما لما صدّهم عن الوثنية باللهيب،؟
140 اضرم فيهم نارا تنطفيء حتى يبطل الجهنم التي يرثها الوثن بدون نهاية،
141 الرجل تحرك روحيا وبمحبة عظمى /221/ ليحيي في كل فرص العالم المائت بالاصنام،
142 قتل واحرق لتتحقق ارادة ربه ويعظم اسمه، بينما هو لم يكن يريد هذه الامور،
143 نزلت النار كما امرها والتهمت الفوجين وذلك القائذ كما سمعتم.
البعثة الثالثة : قائد الخمسين يطلب بلطف من ايليا بان ينزل فينزل
(2ملوك 1/13-15)
144 صارت اعجوبة مضاعفة مليئة مخاوف على الجبل وابن ايزابل لم يتخلّ عن قساوته،
145 نزلت نار الرب والتهمت الفوجين وكان الجسور يمكث بقوة في خصوصيته،
146 عاد وارسل قائد الخمسين للمرة الثالثة ولم يحزن على الاولَين اللذين كانا قد احترقا،
147 باد فوجان من مملكته وقلبه مريض ومليء خوفا ولا يتغير،
148 صعد قائد الخمسين الذي أُرسل بتواضع يقدر ان يُخضِع جميع الجبابرة،
149 نظر الى ايليا وعرف بانه كما هو، فخاف منه كما لو كان من بحر اللهيب،
150 فكر في الاولَين اذ نزلت النار واكلتهما وفكر بانه كان من السهل ان يحترق هو ايضا،
151 فكر الحكيم بوجود ايليا وبان له نارا ويقدر ان يحرق من يعصي عليه كما يشاء،
152 هبط تمييز على نفسه واحسّ مثل العارف: /222/ بان النبي عظيم والهه عظيم فخاف منه،
153 واتضع حتى يقترب منه طالبا وهيأ له توسلا ينفع لانقاذه،
154 ركع على ركبتيه واحنى نفسه متوسلا، وبخوف احنى وجهه الى الارض امام ايليا،
155 اقترب بقلب منكسر ونفس خائفة وراسه منحن وصوته خافت طالبا المراحم،
156 كان يقول له: يا نبي الرب لتُكرم نفسي ونفس عبيدك هولاء الذين اتوا وهم لا يريدون،[31]
157 انت مسلط لتنزل النار من بيت ربك وتحرق الناس كما تريد لو يعصون عليك،
158 سيدي يسهل عليك ان تحرق الآن لو تشاء، ويمطر الهواء اللهيب من كل الجهات،
159 لقد عُرف جبروتك بواسطة هولاء الذين احترقوا، اظهر الآن رحمتك للعالم بواسطتي،
160 انت مسلط لتحرق او لا تحرق، وهذا واضح فلو لم احترق فهذا يعود اليك،
161 بقائدَين اثنين اظهرتَ كم ان قوة الله هي قادرة، ليظهر بي الآن كم ان حنانه يسامح.
ايليا يشفق على البعثة الثالثة وينزل معها (2ملوك 1/15)
162كان توسل المتميز قد دخل امام ايليا، وبدأت المراحم تخرج اليه لتنقذه،
163 راى الرب قلبا مليئا تمييزا، /223/ وبواسطة مستيقظ رمز الى ايليا ان ينزل معه،[32]
164 اراد ان يبين بان كل من يتوسل له رجاء، والباب مفتوح لكل من ياتي ليطلب المراحم،
165 صنع شجاعة لتلك الطلبة لانها كانت متواضعة، لما تُقبل عند الله ليقتنيها كل واحد،
166 الرب عرّف بان هولاء الذين التهمتهم النار، احتراقهم عائد اليهم لانهم قد قسوا،
167 هذا الذي اتضع امام ايليا انقذه واتضح بان هولاء احترقوا بسبب كبريائهم،
168 احتقر هولاء الذين صاروا سبب ذلك الحريق وانقذ هذا ليبين بواسطته حنانَه العظيم،
169 يريد ان يفيد البشر بكل افعاله: لما يقتل ولما يحي فهدفه واحد،
170 لما احرق هولاء احرقهم حتى يترك الوثنيون اصنامهم بسبب الخوف،
171 ولما انقذ هذا الذي توسل اراد ان يبين بواسطته بانه مليء مراحم وللتوسل مجال لديه،
172 قائد الخمسين الثالث توسل، فقام ونزل مع المعلم عند ابن آحاب،
173 لما اصبحوا قساة انزل نارا والتهمتهم، ولما تواضعوا قادوه ونزلوا كما ارادوا،
174 محب البشر كان يخضع للتواضع، /224/ ولم يكن يسمح للقسوة ان تقترب عنده.
ايليا يلتقي احزيا ويؤنبه وينذره بالموت (2ملوك 1/15-18)
175 نزل معهم عند ذلك الملك وهو لا يخاف، وملأ فمه توبيخا بصوت عال،
176 دخل وقال للملك وجها لوجه كما ارسل اليه: انك تموت موتا ولن تنزل من سريرك،[33]
177 كلمته كانت واحدة لما كان قريبا او بعيدا، لان حقيقته التي كان يتكلم بها دون تردد كانت واحدة،
178 لما كان ينظر الى وجه الملك كان يؤنبه، لان المحاباة لم تكن ترِدُ نهائيا في كلمته،
179 لو ارسل اليه ولم يقل للملك في وجهه لكان يبين بانه خائف وغير صادق،
180 الرب فقط كان كريما وينظر اليه، وكان يهتم لينطق الحقيقة في كل مكان،
181 مات احزيا كما قرر النبي العظيم، فثبتت كلمته حتى ترذل الوثنيين ومنحوتاتهم،
182 موت الوثني صار علة صالحة ليقترب الكثيرون الى الله بفضل القوة التي رأوها،
183 وكان قد فُضح ايضا اله العقرونيين وخاف المرضى لئلا يدوسوا حتى على عتبته،[34]
184 فرغت دروبه لئلا ياتي احد لزيارته، لان ما حدث بخصوصه كان قد سُمع (وانتشر)،
185 الغضب لطم الملك الذي ارسل ليسأل منه، /225/ فمن لا يخاف من ذكر حتى اسم ايليا،؟
186 سمع الشعب لماذا احترق هولاء الذين احترقوا، وبان الملك مات بقصاص ايليا،
187 وبان بعلزبوب لا يفيد شيئا وقد انفضح، والسبيل التي تؤدي الى عقرون بالنسبة للعبرانيين توقفت،
188 لاجل هذا جرت كل هذه الامور، ولاجل هذا ايضا ايليا تواجد في زمن مضطرب.
من المسؤول عن حرق المئة، ايليا ام احزيا؟
189 لنرَ الآن هولاء الذين احترقوا من احرقهم ايليا ام الملك الذي ارسلهم،؟
190 المحروقون بالنار على من يصرخون امام العدالة وعلى [ من[35] تقع مسؤولية قتلهم،؟
191 النبي بريء ويداه نظيفتان من موتهم، وابن ايزابل يُقرف لانه احرقهم،
192 لو لم يرسلهم الملك الى عقرون لكان النبي صامتا والنار هادئة من الحريق،
193 ولان ذلك حاد عن درب بيت الله، كل المسؤوليات التي صارت هناك تقع عليه،
194 ايليا مثل حكيم ومحب البشر كان يحاول ان يحييهم في كل ما صنعه،
195 الرب بار، وايليا اسمى من اللوم ويبغض الاصنام، والوثني مسموم في افعاله.
الخاتمة
196 /226/ في كل المناسبات وفي الخفايا والظواهر يريد الرب ان يحيي الناس، مباركة محبته.
[1] – العنوان من اضافة الناشر. النص ناقص في المخطوطة
[2] – بداية الميمر ناقصة
[3] – 2ملوك 1/2
[4] – 2ملوك 1/3
[5] – خروج 7-13، 14، 20، 17
[6] – خروج 20، قضاة 3-4، 6
[7] – 2ملوك 1/6
[8] – تثنية 32/39، مزمور 41/2
[9] – نص: ابليسه، بيجان يصوب: ابليسها. 2ملوك 1/6
[10] – مُحيت
[11] – 1ملوك 21/19، 2ملوك 4، 6
[12] – 1ملوك 21/19، 2ملوك 4، 6
[13] – نص: مرورو، بيجان يصوب: مروري
[14] – 2ملوك 1/7
[15] – 2ملوك 1/9-10
[16] – 1ملوك 17/1
[17] – 1ملوك 18/20-40
[18] – 1ملوك 19/2
[19] – 2ملوك 1/9
[20] – 1ملوك 17/1
[21] – 2ملوك 1/9
[22] – 2ملوك 1/10
[23] – 2ملوك 1/10
[24] – نص: دايزبيل، بيجان يصوب: دايزبل
[25] – 2ملوك 1/11-12
[26] – نص: يهمل، بيجان يضيف: نِالاف
[27] – 1ملوك 18/20-40
[28] – نص: كانت قد خضعت له
[29] – يوحنا 3/8؟
[30] – 1ملوك 17/8، 18/20-40
[31] – 2ملوك 1/13-14
[32] – 2ملوك 1/15
[33] – 2ملوك 1/16
[34] – 1صموئيل 5
[35] – نص: (الكلمة محيت)، من اضافة بيجان: من