الميمر 91 على بنت يوآرش رئيس المجمع

الميمر 91

 

        انت انبعاث يا ابن الله الذي اتى الى موضعنا، ليُبعث بك الفم المتزاحم على تسبيحك، الميت القريب من انبعاثك كانه غير ميت، يا ابن الله انت الانبعاث رِد فاعيش بك، انا موضوع في جوار الحياة وانا ميت، بك اهمس فاحيِ الميتَ حتى يصفك، انا كنتُ ميتا فلو القوني على اليشع وانا ندّه، لكان يبعثني ولو كان نبيا، هانذا استند على جسدك وانت الاله، يا رب النبي احيِ الميتَ الذي يطلب منك، ساعد الميتَ الخفي لينطق بتسبيحك العلني لاجل قطيعك القادم ليشرب من ينبوعك، لا يصمت الفم عن التسبيح بسبب اثم يديّ.

        شفاء النازفة في طريقه الى بيت يوآرش: الحِداد على الوحيد يفوق التعزية، كل البيت انقلب واضطرب بموت الوارث وعدم وجود وارث آخر ليعزيهم، الصبية كانت كعمود لكل البيت، وكان مستندا عليها ولما ماتت  سقط وتهدم، ذهب الموت وفعل ما هو خاصته كما أُمر، واخذ النفس وحفظها لربه الى حين مجيئه.

        المسيح لم يرجع الى الوراء لانه مستقيم، وليس مثل البشر غير المستقيمين: ربنا لم يرجع من الطريق التي كان يمشي فيها، لانها كانت مستقيمة وسبيله تسير باستقامة، الولد المستقيم لم يبين العودة حتى لما خرج من بطن البتولية التي دخل اليها، جميع المحبولين بهم يعودون وياتون من البطون، والمحبول يخرج من ذلك الباب الذي دخل منه، الجنين يصنع العودة لما يدخل الى البطن، لان البشر ليسوا مستقيمين في سبلهم، ابن الله دخل من الاذن الى بطن امه، وكمل دربه باستقامة لكونه الها.

– المخطوطتان: اوكسفورد ورقة 164، روما 118 ورقة 177

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر قصيدة بديعة تبين عظمة ابن الباري الذي صرف حياته في عمل الخير والاحسان على الانسانية. السروجي يعترف بذنوبه، لكنه يستند الى جسد الرب ليحييه. لقد كتب قصيدته هذه لفائدة القطيع قد تكون هذه العبارة اشارة الى تاريخ تاليف الميمر في شيخوخته يوم كان برذيوطا. انظر، رسالة/15، او يوم كان اسقفا، اي في حوالي سنة 515-519م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 91

على بنت يوآرش[1] رئيس المجمع

(متى 9/18-26، مرقس 5/21-43، لوقا 9/40-56)

 

المقدمة

 

1 انت انبعاث يا ابن الله الذي اتى الى موضعنا، ليُبعث بك الفم المتزاحم على تسبيحك،

2 ربي، ان الخاطيء ميت خفي لا يستحق ان يسبّحك ولا ان يتكلم عنك،

3 معك يا ربنا، من السهل للميت ان يتكلم مثل الحي ولو تامره يطيعك،

4 الميت القريب من انبعاثك كانه غير ميت، يا ابن الله انت الانبعاث رِد فاعيش بواسطتك،

5 انا موضوع في جوار الحياة وانا ميت، بك اهمس فاحيِ الميتَ حتى يصفك،

6 انا كنتُ ميتا فلو القوني على اليشع وانا ندّه، لكان يبعثني ولو كان نبيا،[2]

7 هانذا استند على جسدك وانت الاله، يا رب [ النبي[3] احيِ الميتَ الذي يطلب منك،

8 جثة الميت نالت الحياة دون ان تسألها من اليشع، انا الذي اسأل: انت كم ستعطيني،؟

9 /531/ ربي انت الانبعاث، وانت التسلية، في جوارك لا اجلس في ظلال الموت،[4]

10 ساعد الميتَ الخفي لينطق بتسبيحك العلني لاجل قطيعك القادم ليشرب من ينبوعك،

11 لا يصمت الفم عن التسبيح باثم يديّ، ليكثر تسبيحك حتى من قبل الموتى في العالم كله،

12 تكلم ايها الخاطيء تكلم ولو انت غير مستحق، ربك يستحق ان يسبّحه حتى الصوان،

13 الصخور، والناس المتميزون وغير المتميزين والحجارة، والموتى يسبّحون معك، انت لا تصمت،

14 ربي، بك يليق ان [ يصعد التسبيح] من براياك، لان العوالم مدينة [لك[5] بالتسبيح على اختلاف اشكالها،

15 من يستحق ومن لا يستحق ليشِد بتسبيحك وتقبله وانت غير محتاج الى المدائح.

 

 

التدبير الالهي في الجسد: المسيح يحسن الى البشرية

16 نزل الانبعاث ليمشي على ارض [ الموتى[6] مثل انسان تنبع منه الحياة كل يوم،

17 معين الحياة فُتح في ارض اليهودية، وشرب منه الموتى وعادوا الى الانبعاث،

18 ابن الله كان قد زرع الحياة بين المائتين ليبدد الموت الذي رعانا راسا بعد راس،

19 نزل النور ليسير بين المظلمين، /532/ وطرد الليلَ المخنوق به العالم كله،

20 صعد ينبوع عدن المبارك في ارض يابسة، وصنع بحيرات بين العطاش في العالم كله،

21 النور-المسيح اشرق وهو يعلّم في الجماعات، وصادفه العميان وابصروا حتى يسبّحوا،

22 الشمس العظيم مهّد دربه بين الظلال واغرق الارض بالنور البهي فامسكت بالنور،

23 الآسي الصالح [ نزل من منازل ابيه السامية الى البرية ليتقن العالم بمعوناته،[7]

24 يحمل الشفاءات ويضمد المرضى مجانا، ويشفي الامراض ولم يكن يطالب باخذ الاجرة،

25 هربت الامراض كالظلال من النهار، لان يسوع الآسي اشرق كالشمس وطردها،

26 في تعليمه الحياة والنور والسعادة، وفي افعاله فرح القلب وكل الملذات،

27 طرف ثوبه كان ينبوعا مليئا رجاء، وكلمة فمه كنزا مليئا غنى عظيما،[8]

28 في خطواته كانت تُمهد طريق الحياة، وبمشيه كانت تُمد اميال الامان،

29 لو كان بصاق فمه يصل الى الاعمى فتحه، ولو جبل الطين لاشرق له منه النور،[9]

30 /533/ لو مسك المريض بيده انهزم وجعه، ولو صادفه اجرب في [ السوق طهر،[10]

31 لو امر الاطرش بالكلام سمعه، ولو اشار الى الاعمى اجابه جوابا،

32 لو دعا الميت النتن ليخرج عنده ركض وخرج حتى قبل حله لانه امره،[11]

33 لو اشار الى الماء صار حالا خمرا، ولو امر الخبز القليل كثر في [ الوليمة،[12]

34 لو كان يقول لامواج البحر (اسكتي) هدأت من الهيجان، ولو امر الريح بالا تهب استجابته،[13]

35 من الآب سال جيحون مليء حنانا عظيما، وبه [ غرق[14] بلادا الجليل واليهودية،

36 كان قد شفى المفلوجين الذين صادفوه، [ واعطى العافية لمرضى البلدان،[15]

 

37 هزّم الابالسةَ والشياطين الموجودين في البلد، وفتح العميان الذين اقتربوا منه،

38 لم ير محتاجا ولم يسدّ له احتياجه، ولا فقيرا الا واخذ منه غنى عظيما،

39 صار كنيسان الذي يُلبس الجذور الوانا، وبه تزين المرضى واقتنوا كل الشفاءات.

 

يسوع-الشمس مع رسله الاثني عشر نيّرا يتوجهون الى بيت يوآرش

40 يوآرش دعاه لاجل بنته المريضة وذهب معه ليثبتهم بالاعجوبة،

41 تعجبتُ كثيرا من تواضع ابن الله لانه لم يكن يريد ان يحجب نفسه عن السائلين،

42 لكل من طلب اعطاه حسب طلبه، ولم يكن يرفض احتياجات السائلين،

43 الاعمى الذي طلب منه ان يرى النور اعطاه النور، والاجرب الذي ساله اعطاه الطهر،[16]

44 والمرأة النازفة التي ارادت ان تسرق سمح لها ان [ تسرق،[17] وطرد ابليس الكنعانية كما توسلت اليه،

45 سمع [ يوآرش[18] الذي دعاه ليذهب معه الى بيته، واستجابه وذهب كما توسل لاجل ابنته،

46 خرجت الحياة وراء الموت لتصطاده، فخاف الهلاك من خطوات ابن الله،

47 ربنا-النور خرج الى البلد كالنهار، وهربت الامراض كالظلال خوفا منه،

48 دعاه الرجل الذي [ شفى[19] بنته المريضة، وذهب معه لاجل جمال ايمانه،

49 ذهب معه، ومعه الاثنا عشر جميعا: ساعات النهار الاثنتي عشرة النيّرة،

50 الرسل الاثنا عشر كاشعة [ النور] العظيم /535/ يتبعونه وطرد [ الليل[20] من الانسانية،

51 اراد ربنا ان يشفي ليس المريضة وحسب، بل ان يحيي بعجب [ الميتة[21] في موضع كان يذهب اليه،

52 ايمان ذلك الركن كان كبيرا، فاراد المسيح ان يصنع آية عظمى في بيته،

53 اشار الى مرض الصبية ان يمكث فيها، وارسل الموت ليذهب امامه الى حين مجيئه.

 

 

شفاء النازفة

(متى 9/20-22، مرقس 5/25-34، لوقا 8/43-48)

54 قوته خرجت الى الطرقات [ وتفقدت[22] المرضى لتلهيه قليلا حتى يسبقه الموتُ،

55 في نفس الطريق التي كان يمشي عليها بتؤدة اقتربت منه امرأة نازفة لتسرق منه القوة،[23]

56 وقف الكنز ولم يمش في وسط الطريق، ومكث هناك الى حين يسرقوه وبعدئذ يذهب،

57 ومدّ كنفه للسارقة [ كانما[24] لا يعرف حتى تسرق منه غناه كما طلبت،

58 القوة المسروقة منه صنعت اعجوبة، وشفى المرض الذي استعصى على المضمدين،

59 وقف ربنا هناك في الطريق ليسأل من اقترب منه كانما لم يكن يشعر لما سُلب،

60 كان يتانى في الطريق لاسباب مختلفة حتى يقوم الموت وينفذ ما هو خاصته كما أُرسل،

61 /536/ ليس ليطرد المرض فقط كما [ طلبوا[25] منه، لكن ليبعث الميت هناك كما يليق به،

62 وليس مثل الطبيب ليشفي [ المريض[26] كما دعوه، لكن ليبعث الميت بعجب مثل الله،

63 كان قد صمم ان يطرد الموت بدل المرض، ولهذا كان يتاخر في الطريق التي سلكها،

64 اطال اناته حتى يُسلب من قبل اللصوص ويعقّب عمن سرقه كانما لا يعرف،

65 ويسمح للموت ان [ يلقي] جثة هناك الى ان [ ياتي مثل الجبار[27] لينفذ عمله،

66 وكمّل دربه بحكمة كما شاء، وذهب الموت واخذ الصبية التي كانت مريضة،

67 وحلّ العمل الذي سيصنعه ربنا لما يجيء مثل الله وليس مثل طبيب يشفي الامراض.

 

موت الوحيد فاجعة لا تقبل التعزية

68 ذهب الموت وفعل ما هو خاصته كما أُمر، واخذ النفس وحفظها لربه الى حين مجيئه،

69 سقطت الجثة، واظهر قطعُ الرجاء نفسه وما حدث لم يتوقعوا ان يتمّ هناك،

70 واشتد الحِداد بندب [ وتنهدات[28] كثيرة، ولم يكونوا يقتربون من التعزية،

71 /537/ كانت تُسمع اصوات البكاء من كل الجهات، وتُسكب دموع الالم من كل الوجوه،

72 وكان يُزمر كل الرثاء في كل الافواه، وكانت تُسمع كل الحسرات في كل الآذان،

 

73 [ اصوات الالم[29] من البعيدين ومن القريبين، التزمير والضجة من الداخليين ومن الخارجيين،

74 الحِداد على الوحيد يفوق التعزية ووجع الموت الظالم يصعب على المضمدين،

75 كل البيت انقلب واضطرب بسبب موت الوارث وعدم وجود وارث آخر ليعزيهم،

76 الصبية كانت كعمود لكل البيت، وكان مستندا عليها ولما ماتت [ سقط وتهدم.[30]

 

في النساء الحنان والبكاء والمراحم لاجل تربية الاطفال

77 كان البيت مضطربا بتنهدات كثيرة وصاحب البيت لم يكن هناك اثناء حلول المصيبة،

78 صاحبة البيت هي امرأة ونساء كثيرات وكل من يثير ويقوي ليكثر [ الحِداد،[31]

79 الامّ [ تجيش[32] مراحم بطنها على بنت نذورها، والرجل غير موجود ليزجر البكاء ويهدأ قليلا،

80 اشتد الحزن من احشاء النساء المليئة مراحم اللواتي يعرفن البكاء على احبائهن،

81 /538/ وضع الباري فيهن المراحم والدموع الكثيرة، لتكون في الزوجات لتربية الاطفال،

82 لو لم تكن توجد المراحم الكثيرة في الام، لما كانت تحمل [ ثقل[33] الطفل لما يتربى،

83 من كان يحمل مخاض الوالدات ما عدا المراحم والمحبة الموجودة في الامهات،؟

84 واذ وضع الباري المراحم في احشائهن فانهن يثرن الندب على الموتى بسبب المراحم،

85 بسبب كثرة المراحم فيهن يدخل الالم ويغليهن ليبكين على الميت اكثر من الرجال،

86 خاصة لما يكون الحِداد على الوحيد فانهن يثرن البكاء الذي يشق الارض بصوت عال،

87 في بيت يوآرش صار البكاء هناك لانه كان بعيدا والمرأة والنساء صنعن الندب،

88 وبقطع الرجاء ارسلوا وراء يوآرش حتى ياتي من عند الطبيب الذي دعوه ليجيء ويشفيها.

 

الرب يعطي للبشر سواء طلبوا او لم يطلبوا منه

89 بنتك ماتت، لماذا تكلّف الطبيب،؟ هلم وادفن ميتك ولا ياتي ليتعذب معك،[34]

90 ربي، المجد لك لانك تعطي للبشر كل موهبة عظمى دون طلبها،

91 ربي مُلكك هي العظائم لتعطيها، /559/ بدون التوسل وبدون طلب البشر،

92 افكار البشر هي صغيرة فيطلبون منك لتعطيهم الامور الصغيرة،

 

93 انت عظيم كعظمتك وكمعرفتك، ولما تعطي فان موهبتك ايضا عظيمة مثلك،

94 لما تعطي لا تنتظر ان يتوسلوا اليك، لانك تعطي سواء طلبوا او لم يطلبوا،

95 كان اليهود يطلبون منك ان تشفي المريضة، ولما ماتت [ ارسلوا[35] وراءك بالا تاتي،

96 طلبوا منك موهبة صغرى وحجبتها عنهم، ولم يطلبوا تلك الموهبة الاعظم،

97 واذ لم يطلبوا فقد اعطيتَ مثل الصالح [ عينه[36] والواسعة موهبة لم يطلبوها لكونها عظيمة.

 

لماذا تُتعب المعلم حتى ياتي، لقد ماتت الصبية؟

98 لما ماتت ارسلوا اليه (قائلين): لا تأتِ، ولو لم تات كما ارسلوا اليك لكنتَ انسانا،[37]

99 لكن بما انك اله مع والدك، فقد اغنيتهم من موهبتك دون ان يطلبوا منك،

100 حسبوك ضعيفا لما ارسلوا اليك (قائلين): ربي لا تات، لكنك اتيت وابنت جبروتك واحتقرتهم،[38]

101 لو كان يزور مريضا [ كان[39] يشفيه، /540/ ولكن لو مات ماذا يفيده مجيئه،؟

102 لو عرفوك الها لكانوا يرسلون اليك (قائلين): ربي يسهل عليك ان [ تبعثها لانها قد ماتت،[40]

103 ارسلوا الى ذلك المتميز (قائلين): ماتت بنتك، ماذا يفيدها لو تفقدها، فلا تتعبه.؟[41]

 

لم يؤمن اليهود بان المسيح هو الله

104 ايها الاشقياء، لماذا لا ياتي، لو لم يكن بالحقيقة ضعيفا حسب كلمتكم،؟

105 بدأ الدرب ووصل الى منتصفها مع ذلك الذي دعاه، ولو عاد ماذا كان يقول ذاك الذي دعاه،؟

106 هل كان يسبّح ويؤمن ولا يتشكك ولا يحسب ربنا ضعيفا بسبب عودته،؟

107 او هل كان يهجم عليه ريب وشك عظيم لان ابن الله بدأ دربا ولم [ يكمله،؟[42]

108 او ماذا كان يقول [ ابن الله[43] لرسله، لو كان يعود كما ارسلوا اليه بالا ياتي.؟

 

 

المسيح بارٍ وابن الباري

109 لقد ماتت لنعد اذاً لماذا نتعبه،؟ اخذها الموت [ ولا[44] توجد فرصة لتنبعث،

110 هذه الكلمات كانت تقال من قبل الانسان، لكنها لم تكن جميلة ليقولها المسيح،

111 كان يليق به ان يكمل السبيل التي بدأها /541/ لان شفاء المرضى [ وإحياء[45] الموتى هو سواسية لديه،

112 بالنسبة اليه يتساوى العمل صغيرا كان او كبيرا، لان قوته اعظم من البرايا واتقاناتها،

113 برمز قدرته البارية ينبت العشب الصغير، وهكذا ينمي ارزات لبنان، وهذان الامران هما [ متساويان[46] لديه،

114 رمزه ينبت الارزات التي وصلت بظلها الى الغيوم، كما (ينبت) [ السعتر[47] الذي ينبت في القعر،

115 وكما هي محبوسة المياه في كاس الزجاج، هي محبوسة اللجة والبحر العظيم من قبله في الصهريج،

116 وذاك العمل العظيم جدا بالنسبة اليك ليس عظيما بالنسبة اليه، وذاك (العمل) الصغير بالنسبة اليك ليس صغيرا بالنسبة اليه لانه بريته،

117 [ الجبال العالية والحصيات الصغيرة هي بالنسبة اليه (شيء) واحد،] لان قوته اعظم من كل البرايا [ ولا تُحدد،[48]

118 ابن الله جاء الى العالم وصنع القوات، ولم يفعلها في الجموع كما كان يطيق،

119 لكن صنعها حسب نهج التواضع لما كان يمشي، حتى يكمل دربه ويعود الى موضعه عند ابيه،

120 في كل مكان شفى المرضى لما كان يشفي، ولو طلبوا منه ان يبعث ميتا [كان[49] سهلا عليه (بعثه)،

121 /542/ واذ لم يطلبوا منه، فقد ابان بانه يقدر ان يحيي الموتى، فاحيا ثلاثة ليكونوا شهودا لكونه ابن الله.[50]

 

ربنا لم يعد الى الوراء لانه مستقيم

122 كان قد اشتد الحِداد في بيت يوآرش كما قلنا، فارسلوا اليه بالا ياتي كما سمعتم،

123 ربنا لم يرجع من الطريق التي كان يمشي فيها، لانها كانت مستقيمة ودربه يسير باستقامة،[51]

124 الولد المستقيم لم يبين العودة حتى لما خرج من بطن البتولية التي دخل اليها،

125 جميع المحبولين بهم يعودون وياتون من البطون، والمحبول يخرج من ذلك الباب الذي دخل منه،

 

126 الجنين يصنع العودة لما يدخل الى البطن، لان البشر [ ليسوا مستقيمين[52] في سبلهم،

127 ابن الله دخل من الاذن الى بطن امه، وكمل [ دربه[53] باستقامة لكونه الها،

128 لم يعد في درب الولادة لما كان يسير، لان دربه كان مستقيما ويفوق الدروب،[54]

129 لما ارسل اليهود اليه [ لياتي ويعود من دربه[55] لم يشأ ان يعود لانه مستقيم ويمشي في دربه،

130 من يقدر ان يمسك مركبة الشمس ليعيدها الى الوراء ويعكس دربها لئلا تسير عليه،؟

131 /543/ ومن يسهل عليه ان يغير مسيرة القوات، ويضع ناموسا لتسير المجرة الى الوراء،؟

132 من يقدر ان يعكس مسيرة جيحون ويعيد سيوله الى الارض العالية التي ياتي منها،؟

133 واذا كانت البرايا لا تُغير من مسالكها، مَن [ كان يغير[56] مسيرة ابن الباري.؟

 

المسيح ابن داؤد غلب الموت كما غلب داؤد الذئب والاسد

134 لم يكن ضعيفا كانما العمل يصعب عليه حتى يخاف منه ولا يذهب لينفذه،

135 ذئب الشيول خطف نعجة من الرعية، والراعي الصالح لم يعد الا واسترجعها،

136 انه ابن داؤد الذي قتل الذئب بدل الخروف، وطارد الاسد وانقذ الحمل من بين اسنانه،[57]

137 [ خرج الانبعاث[58] ليسير وراء الموت، وكانوا يقولون له ان يعود، اما هو فلم يعد،

138 ابو [ الصبية[59] توسل الى ابن الله ليتوقف ولم يتوقف لان الموت لم يكن اقوى منه.

 

الصبية لم تمت لكنها نائمة

139 كان ابن الله يقول له: آمن فقط والصبية ستحيا، هوذا نفسها موضوعة بين يديّ،[60]

140 لن اتوقف الا بعد تكميل الدرب التي سلكتها، لنمشِ ونذهب ونطرد الموت من قصرك،

141 /544/ ربنا سار مع يوآرش وبلغ الى بيته، ووجد الضجة والعويل والاضطراب والحِداد القاسي،

142 برز الانبعاث، فارتجف [ واتى الموت الذي سرق،[61] ووصلت التسلية واغلقت ينبوع البكاء،

 

143 النور-المسيح طرد تلك الظلمة التي رآها، وطرد باعث الموتى حِداد الوحيدة،

144 شجعهم (قائلا): لا تبكوا انها لم تمت، فضحك ابناء [الاثم] وسخروا مما قاله،[62]

145 ضحك اليهود ولحقهم العار، لانهم بضحكهم صاروا شهودا بانها كانت ميتة،

146 كان يقول: لم تمت لكنها نائمة، فضحكوا ليصيروا شهودا على انها غير [ حية،[63]

147 ابن الله اخرجهم لانهم لم يستحقوا ان يروا العجب لما تستيقظ هناك الجثة،[64]

148 ضحك الموتى على الانبعاث الذي تفقدهم وطردهم لانه وجدهم غير مستحقين.

 

ايتها الصبية قومي: طليثا قومي

149 اخذ معه ثلاثة شهود من التلاميذ واباها وامها الذين كانوا مستحقين لهذه الآية،[65]

150 وصرخ بصوته ايتها الصبية قومي، فاستجابته وقامت حالا كما دعاها ابن الله،[66]

151 /545/ تكلم معها الهيا وسمعت هكذا، فعرفت من هو، وعادت لتاتي من الهلاك،

152 ذاك المصور الماهر الذي صوّرها في بطن امها [ دعاها،[67] فعرفت صوته وقامت حالا،

153 ذاك الذي كان ماسكا خيط الحياة وقطعه الموت، جلبه وعقده واتقنت الحياة في موضعها،

154 شبل الاسد زأر في بيت يوآرش، فسمع الموت وخاف من صوته وترك الصبية وهرب،

155 الايل الشاب دخل الى حجر الحية وصرخ، فخافت منه ويبس سمها واستفرغ طعامها،

156 الموت سبى عروس البيت ليدخلها الى الشيول، [ فصادفه باعث الموتى[68] واخذها منه.

 

الخاتمة

157 ابهج اباها، وسُرّت امها من موهبة ابن الله [ الذي تفقدهما، له التسبيح.[69]

 

[ كمل (الميمر) على بنت يوآرش[70]

 

[1] – و: بَرث يوارش، نص: برثيه ديوارش

[2] – 2ملوك 13/21. انظر، ميمره 35 لما عاش الميت على عظام اليشع

[3] – ر: الانبياء

[4] – يوحنا 11/25، لوقا 1/79

[5] – و: لنصعد تسبيحك. و: لوخ، نص: دلوخ

[6] – و: الميت

[7] – نص: راته البرية وبمعوناته تفقدها واحتيت

[8] – متى 9/21-21؛ 14/36

[9] – يوحنا 9، خاصة 9/6

[10] – و: بالبصاق. و: كان قد طهر

[11] – يوحنا 4

[12] – ر: في الولائم. يوحنا 2/1-12، متى 14/13-21، 15/29-39، مرقس 6/30-40، لوقا 9/10-17، يوحنا 6/1-13

[13] – متى 14/22-32. بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (لو) في صدر وعجز البيوت: 29-34

[14] – و: وطُف، نص: وطُفو. تكوين 2/13

[15] – و: يهمل

[16] – يوحنا 9، متى 8/1-4

[17] – و: تكنوب، دثكنوب. متى 9/18-26، مرقس 5/21-43، لوقا 8/40-56، متى 15/21-28

[18] – و: ويوراش، نص: ويوارش

[19] – ر: ليشفي

[20] – ر: الشمس. ر: الظلمة

[21] – و: الميت

[22] – ر: دعا

[23] – متى 9/20-22، مرقس 5/25-34، لوقا 8/43-48

[24] – و: اذ

[25] – ر: كان يجيء

[26] – و: مرضى

[27] – و: دنارمي، نص: نارمي. و: هو مثل اللص

[28] – ر: وبرثاء

[29] – و: صوت الآلام

[30] – ر: اسقطته ووقع

[31] – و: للاب

[32] – ر: تكشف

[33] – ر: ثقله

[34] – مرقس 5/35

[35] – ر: يشلحون، يرسلون. مرقس 5/35

[36] – و: قطيعه. متى 20/15

[37] – مرقس 5/35

[38] – مرقس 5/35

[39] – ر: هو

[40] – ر: ماتت هلم ابعثها

[41] – مرقس 5/35

[42] – و: يخرج

[43] – ر: مخلصنا

[44] – ر: ولو، نص: ولاو

[45] – و: ماحي، نص: وناحي

[46] – نص: واحد

[47] – نص: حشيش

[48] – و: يهمل صدر البيت. نص: في تحومها

[49] – نص: هو

[50] – متى 9/18-26، لوقا 7/11-17، يوحنا 11

[51] – مزمور 25/8

[52] – و: كير، نص: وو. امثال 2/15

[53] – و: الدرب

[54] – هوشع 4/9

[55] – ر: ان يعود من بيت يوآرش

[56] – يقدم ملفاننا هذه الصورة الاصيلة ليبرهن بان طريق المسيح هي مستقيمة: دخل الكلمة من اذن مريم وخرج من بطنها. بالنسبة الى البشر فانهم يخرجون من نفس الباب الذي دخلوا منه أي يعودون ويرجعون ويبدلون وجهتم في طريقهم لان سبيلهم معوج وملتو

[57] – 1صموئيل 17/35-37. فشيطتو: الذئب والاسد، السبعينية: الاسد والدب

[58] – و: كانت قد خرجت الحياة

[59] – نص: هذه

[60] – مرقس 5/36

[61] – ر: الموت مثل السارق

[62] – نص: الجرم. ر: يقول. متى 9/24-25

[63] – و: تحيا. متى 9/24

[64] – متى 9/25

[65] – لوقا 8/51

[66] – مرقس 5/41-42

[67] – ر: هو كان قد دعاها

[68] – و: الميت صادفها

[69] – ر: له التسبيح الى الابد آمين

[70] – فقط في المخطوطة: ر

%d مدونون معجبون بهذه: