الميمر 86
يا خمير الحياة الذي أُرسل لنا من قبل العليّ، اعجن فيّ نفسك لاقتني ذوق طيبك، يا ابن الله الذي اختلط بنا وصار منا، اصير منك ليتكلم فمي عنك، ايها العظيم الذي نزل ووصل الى اقصى حد الصغر، لتعظم كلمتك بي لانني صغير بسبب اثم يديّ، اضطرمت نارك فيّ ايضا لاغلي واتكلم، فانفخ فيّ لاستنير واضيء بك واصفك، ليتحرك العقل بنار محبتك ليبحث عن اخبارك لانها حيثما تسقط تصنع الامان بطيبها.
يشبه الكتاب صوان الاحجار الثمينة وهو مليء ثروات وكنوزا خفية لا تُدرك، لا يغتني منه كل من فتح وقرأ، لانه يوجد من يقرأ وهو لا يحب ان يقتني حياته، ويوجد من يقرأ وعقله يتيه في العالم، ويفكر بالغنى وبالمقتنيات وبالابنية، ويوجد من يغلي بالله لما يفتح ليقرأ، ويصير شبيها بذلك الذي يحفر في جبل الذهب، البشارة فتحت اسفارها السامية امام البرايا، وبتعليمها الجديد استنارت كل المسكونة.
تفسير المثل: الخمير هو ربنا الكلمة ابن الله، والذي اخذه هو اللاهوت صاحب البيت، والقمح هو كل الجنس البشري، والاكيال الثلاثة هي القبائل الثلاث التي خرجت من نوح، اولاد نوح الثلاثة هم ثلاثة اكيال والعجين واحد، بدأ الثلاثة يعمرون الارض، والجنس هو واحد، اللاهوت طمر ابنه في البشر في هذه الشعوب الثلاثة التي خرجت من الفلك، وبما انه كان يوجد في الدقيق الموت لمن يذوق منه، فقد لزم ان ياتي خمير الحياة من العليّ، اللاهوت، بشبه المرأة العاقلة التي تفتش عن الخمير اللذيذ، طمر ابنه في العجين.
المسيح ينحدر الى الشيول ويظل فيها ثلاثة ايام ويقوم ويقيم الموتى ويرد المسلوبين.
– المخطوطتان: لندن 12165 ورقة 158؛ روما 118 ورقة 144
– يرد في البداية وفي النهاية اسم القديس مار يعقوب. الميمر تفسيري فيه الرمزية لمواضيع العهد القديم: اللاهوت يشبه امرأة حكيمة والخمير هو ابن الله والاكيال هي البشرية لخ.. السروجي يعترف بذنوبه ويطلب من نار الرب ان تحرقها. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى عهد شباب يعقوب يوم كان يعلم في منطقة الرها اي الى حوالي سنة 480-490م.
– الدراسات:
Traduction anglaise, in, HTM, TV 3 (1989), pp. 44-57
للقديس مار يعقوب
الميمر 86
على قول ربنا في الانجيل :
يشبه ملكوت السماء الخمير الذي اخذته امرأة
وطمرته في ثلاثة اكيال القمح الى ان اختمر كله
(متى 13/33)
المقدمة
1 يا خمير الحياة الذي أُرسل لنا من قبل العليّ، اعجن فيّ نفسك لاقتني ذوق طيبك،
2 يا ابن الله الذي اختلط بنا وصار منا، /412/ اصير منك ليتكلم فمي عنك،
3 ايها العظيم الذي نزل ووصل الى اقصى حد الصغر، لتعظم كلمتك بي لانني صغير بسبب اثم يديّ،[1]
4 يا رب الاعالي الذي اراد ونزل الى العمق، اعطني في العمق كلمة تصل الى سمو موضعك،
5 ايها النار الحية الذي القى ناره في العالم كله، لتضطرم فيّ النار المطهرة لكل الذنوب،[2]
6 اضرمني بنارك التي تطهر من الاثم حتى اطهر، لئلا [ احترق[3] بنار الآخرة التي ترعبني،
7 اتيتَ لتلقي النار في العالم، وها انها قد سقطت على البشر الذين يسمعون كلمتك التي هي ايضا نار،[4]
8 اضطرمت نارك فيّ ايضا لاغلي واتكلم، فانفخ فيّ لاستنير واضيء بك واصفك،
9 ليتحرك العقل بنار محبتك ليبحث عن اخبارك لانه حيثما تسقط تصنع الامان بطيبها،
10 كل العالم كان مليئا بهشيم الكفر، فسقطت النار واكلت الاعشاب واستصلحت الارض،
11 نبت [ جذر[5] (سِعْد) الاثم بخطيئة كل المسكونة، فحرثها الصليب وهوذا زروع صالحة تنبت فيها،
12 نظّفها بالمسامير والرمح وحررها من الزؤان، واخذ منها كل العقاقير المرة،
13/ 413/ فتح وحرث كل الحصيات [ المستعصية،[6] وهوذا كل الارض حاملة كل غلات المجد،
14 استأصل منها الزعتر والحاج الشائك اي الزرع الشرير، وهوذا الشربين والآس ذي الرائحة الذكية يبتهج فيها،
15 الابن النشيط استاصل والقى هياكل الابالسة، وها قد نصب البيع في تخوم العالم باسره،
16 استاصل عوسج الوثنية من الجهات، وشتل الارزات لتكون لظل العالم،
17 بنى البرية بالذهب والاحجار الثمينة، وجلب التسبيح من الاراضي الخربة،
18 جعل العالمَ مقصورة الملك المليئة جمالا، ووضع فيها [ الصليب] كعمود [ اللآليء،[7]
19 افاح البخورات لتطيّب الارض برائحة زكية من عقار الارض البتول التي وهبته للعالم،[8]
20 زال عن العالم دخان المحرقات الذي كانت كل البرية مختنقة برائحته الكريهة،[9]
21 استنار وتنقى الهواء وطاب لانه كان معكّرا بعطر الذبائح المرتفعة الى الابالسة المدنسين،
22 ارتفع راس ابن الله على الجلجلة، فرآه العالم كله وصلح لانه كان فاسدا،
23 /414/ نظر اليه الشعوب كما لو كان الى حية النحاس، وهرب منهم سم الافعى التي سحقتهم،[10]
24 به قام الساقطون، وبه استراح الاموات، وبه شبع الجياع، واتى [ المفقودون، وعاد البعيدون،[11] وفرح القريبون،
25 وجلب المطرودين، وجمع المبددين، وطهّر [ المدنسين،[12] وصار خميرا صالحا في العالم الذي كان فطيرا.
ملكوت السماء خمير (متى 13/33)
26 لما كان يعلّم شبّه نفسَه بالخمير، وبكلمته ابان بانه يصلّح الارض بطعمه،
27 قيل: يشبه ملكوت الله خميرا اخذته امرأة وطمرته،
28 في ثلاثة اكيال القمح، واختمر كل العجين، لنطلب الآن لماذا شبّه نفسَه بالخمير،؟[13]
29 ولنتعلم ايضا من هي المرأة التي طمرته،؟ وما هو القمح،؟ وكيف عُجن،؟ وفي اي وقت،؟
30 ولماذا يصير القمح في ثلاثة اكيال، لان كل كلمات ابن الله مليئة نورا.؟
الكتاب المقدس ينير العالم
31 يشبه الكتاب صوان الاحجار الثمينة وهو مليء ثروات وكنوزا خفية لا تُدرك،
32 لا يغتني منه كل من فتح وقرأ، لانه يوجد من يقرأ وهو لا يحب ان يقتني حياته،
33 ويوجد من يقرأ وعقله يتيه في العالم، /415/ ويفكر بالغنى وبالمقتنيات وبالابنية،
34 ويوجد من يغلي بالله لما يفتح يقرأ ويصير شبيها بذلك الذي يحفر في جبل الذهب،
35 ويجد هناك غنى عظيما وبلا مقياس، ويغرف في نفسه كنزا فائضا من القراءة،
36 [ وبقدر ما فيه[14] القوة ليحمل يسهل عليه ان ياخذ، لان الكنز متروك بلا حراس لمن يحبه،
37 البشارة فتحت اسفارها السامية امام البرايا، وبتعليمها الجديد استنارت كل المسكونة.
اللاهوت طمر ابنه في البشرية لتختمر
38 لنرَ الآن لماذا الخمير،؟ وما هو القمح،؟ وما هو العجين الذي عجنته المرأة،؟
39 ولماذا ثلاثة اكيال كما قيل:؟ ان الكنز مفتوح فلا نتكاسل من اقتناء الغنى،
40 الخمير هو ربنا الكلمة ابن الله، والذي اخذه هو اللاهوت صاحب البيت،
41 والقمح هو كل الجنس البشري، والاكيال الثلاثة هي القبائل الثلاث التي خرجت من نوح،[15]
42 اولاد نوح الثلاثة هم ثلاثة اكيال، والعجين واحد، بدأ الثلاثة يعمّرون الارض، والجنس هو واحد،[16]
43 اللاهوت طمر ابنه في البشر في هذه الشعوب الثلاثة التي خرجت من الفُلك،[17]
44 /416/ وبما انه كان يوجد في الدقيق الموت لمن يذوق منه، فقد لزم ان ياتي خمير الحياة من قبل العليّ،
45 واللاهوت بشبه المرأة العاقلة التي تفتش عن الخمير اللذيذ طعمه حتى تصلح العجين،
46 [ خلط[18] ابنه في عجين الناس كالخمير، وبابن الله طاب ولذّ كل الجنس،
47 نزل العلي واختلط بذلك السفلي، ليصير كل السفلي مثل العلي.
مياه الحية ومياه المعموذية
48 لا يسهل على القمح [ ان يصبح[19] عجينا الا اذا عجنوه، ومياه العالم لم تكن تصلح للعجين حينذاك،
49 الحية كانت قد تقيأت في راس النبع، ووضعت فيه الموت، واذ لم يكن معجونا فقد ظل قمحا لانه لم توجد المياه،[20]
50 اللاهوت صاحب العين الصالحة على البرايا اعطى الخمير واعطى المياه وصار العجين،[21]
51 واخذ القمح ووضعه في [ جرن[22] المعموذية، واخذ الزيت والماء وعجنه جيدا،
52 طمر خميره واعطى المياه المباركة للعجين، واختمر كله واقتنى ذوقا لانه كان فطيرا،
53 ولئلا يُعجن بمياه الحية ويقتل الناسَ، جبله بمياه المعموذية وصار حسنا،
54 واتى هولاء الاكيال الثلاثة: الشعوب الثلاثة، /417/ رؤساء الارض الذين خرجوا من الفُلك،
55 وكانوا قد انتشروا وامتلأت منهم كل الارض، وتوزعوا على العبادات الباطلة،
56 وصارت الاجناس قمحا مبذورا في كل الارض، ليس فيه فائدة للارض ولا للخبز،
57 واخذ حكيم الحكماء الخمير وجمع كل القمح المبذور الى واحد،[23]
58 ومن جميع شعوب الارض صنع عجينا واحدا، فصار شبع عظيم في العالم بالخبز الجديد،
59 ولولا ذلك الحكيم والمليء مراحم الذي عجن القمح لكان مبذورا على كل العبادات،
60 [ ولولا[24] نزول ربنا واختلاطه بالبشر، لكان الشعوب مشتتين في هياكل الوثنية،
61 تجمّع القمح المبذور وصار عجينا بالمياه الهادئة وبخمير الحياة اللذين [اختلطا[25] فيه.
الخمير يذوب في العجين ويصير منه
62 شكل الخمير هو هذا: لما يخلطونه ليصلح العجين يتلاشى تلاشيا،
63 يعفن ويصغر ويتلاشى ويصير كانه غير موجود وكانما قد بطل وكانما باد ويمسي غير موجود،
64 لما يُعجن لا يُعرف شبهه ولا رائحته ولا طعمه ويزول خبره،
65 ويغطونه ويطيلون الصبر عليه، فيدخل ويكمن في الجبلة وهو غير معروف،
66 ويحلّل نفسه وينتشر فيها ويصير منها ويفقد طعمه حتى تصلح كلها وهو يضيع،
67 وبعد قليل كل الجبلة تشتم رائحته، وتبتلع طعمه وتختمر كلها وتصير منه،
68 ولانه ذهب وباد [ معها، وجد كلها،[26] ولانه نزل عندها وصار منها صارت منه.
الرب الخميرة خلط نفسه في عجين البشر ومات واعاد السبي
69 هكذا ربنا الذي صار خميرا من العليّ صغر وتنازل وخلط نفسه في البشر،
70 وجاء الى الولادة، والمذود الحقير، والاقماط، والتربية، واطوار المراحل الانسانية،[27]
71 وجاع وعطش وتعب وجلس وسأل الماء ودخل الى المحكمة وضُرب كفا لما سُئل،[28]
72 وكان قد تواضع وعُيّر ولُطم وغُطي وبصقوا في وجهه وهو يهان،[29]
73 سُخر منه ولبس ثياب القرمز واحتضن العمود وقبل الجلد من الجسورين،[30]
74 وبلغه الصليب من قبل الاثمة بامر المحكمة، وصلبوه في الوسط [ مع[31] لصين على الجلجلة،
75 وصرخوا ضده كثيرا اصوات التعيير والسخرية، /419/ وصوت تجديف الشتامين الذي يرعب الارض،[32]
76 هذا يعضّ شفته ويضحك وهو يحتقره، وآخر يهزّ راسه ويجتاز ويسخر منه،[33]
77 وُجد من يقول: لو انت طبيب اشفِ نفسك، وآخر يقول انزل من الخشب واؤمن بك،[34]
78 نُسي خبر [ العظائم[35] والشفاءات والآيات والقوات التي صنعها وكانها غير موجودة،
79 وفتح فمه وشرب [ كاس] الموت ونام، وحلوه وانزلوه واخذوه وحنطوه وادخلوه ودفنوه،[36]
80 واغلقوا في وجهه وانتهى خبره كانه غير موجود، وهرب الاصدقاء وكأنما كل ما حدث لم يحدث،[37]
81 كما يُخفى الخمير اخفوه ايضا، واذ اطالوا الاناة عليه ثلاثة ايام اظهر نفسه،[38]
82 قام من القبر وتبعه الجبروت، وصعد من القتال والقى سهمه على النصر،
83 بالموت نزل الى الهوة المليئة امواتا، وهناك كرز حياة الموتى وعاد الى موضعه،[39]
84 استاصل ونقض كل اسوار الشيول العالية، واخرج منها سبي الاجيال المحبوسة،[40]
85 حطم اقفال وامخال وابواب الشيول وافرغ القلعة من الجلاء المحبوس فيها،
86 /420/ ببأسه ربط الجبارَين الشهيرَين: الشرير والموت القويَين على الانسانية،
87 وربطهما وجرجرهما واضعفهما وخيّبهما واخجلهما وسحقهما،
88 واوقع تاجيهما ونزع منهما سلطتهما وفضحهما واخرج منهما غزوهما،
89 الرجاء للموتى وللمتوفين فرح القلب، القيام للساقطين والنور العظيم للظلمات،
90 القبور استنارت بالاشراق العظيم الذي تفقدها، ونبت الموتى كالعقاقير بالمطر العظيم،[41]
91 احتفل الملائكة لاكرام الختن الذي عاد الى موضعه، ونزل العساكر واستقبلوه على [باب[42] الشيول.
صعود المسيح الى السماء
92 عبيد الملك ابناء النور لبسوا البياض، ونزلوا لملاقاته ليزيحوه لما كان يصعد،[43]
93 القبر استنار بالميت الجديد المتكيء فيه، وارتعب الحراس من العجب لعظيم الذي ادهشهم،[44]
94 تجمّع جميع الاصدقاء الذين كانوا هاربين، وابهج التلاميذ الذين كانوا [حزانى،[45]
95 ارتفع الى سماواته العالية بمجد عظيم، وقبلته [ الطغمات[46] ساجدة له في تخومها،
96 صعد وارتفع وسحب البشر /421/ من ضلالة الاصنام الميتة لياتوا عنده،
97 جمع الشعوب كالقمح الذي كان مبعثرا واصلحهم في جبلة واحدة مليئة عجبا،
98 الخمير ابان قوته في البشر واكسبهم طعما وفكرا وتمييزا،
99 ابغضوا الاصنام والقوا المنحوتات وكسروا التماثيل واحتقروا المصنوعات وسحقوا المصبوبات وضحكوا على المصوَّرات،
100 وتركوا ذبائح كل الآلهة الباطلة لان طعم العالم كان قد صلح بابن الله.
المسيح-الخميرة جعل البشر اخوته
101 الخمير الحي كان قد عجن نفسه في البشر، واصلحهم واكتسبوا طعمه وصاروا منه،
102 جلب جميعهم وجعلهم ابناء لابيه، لانهم صاروا اخوته من ولادة المعموذية،
103 اتى بهم من اصنام الوثنية، وخلطهم معه في المجد ليصيروا اخوته،
104 دخل الضالون وبدأوا يدعون اباه: ابانا، واختلطوا به وصاروا اخوة [ لوحيده،[47]
105 اختمر وصلح كل الجنس البشري لان المسيح صار خميرا واصلحهم،
106 عُجن معهم حتى انه صار خميرا في الشيول، وعاشوا به الى ان [ صاروا[48] جميعهم اخوته،
107 /422/ لو لم ينزل العلي الى الارض ليمشي عليها، لما صعد الناس الى سمو بيت الله،
108 لو لم يشأ العظيم ويصغر بين الارضيين، لما كان الصغار يعظمون به بين العلويين،
109 لو لم ينزل الحي الى [ حضن[49] الشيول، لما كان الموتى ينجون من الهلاك،
110 ذهب وراء البشر الذين كانوا هالكين الى ان وجدهم فاتى بهم عند والده،
111 دخل الى بيت الهلاك وراءهم ثلاثة ايام، ونام على فراش الموتى وايقظهم،
112 مات مع الموتى ومعه احيا جميع الموتى، لانه صار منهم وصاروا منه وها انهم احياء به،
113 الخمير اتى بكل الجبلة [ وجعلها[50] منه، لانه نزل واختلط بها وصار منها،
114 [ كان قد ذهب ومات، ولما اتى[51] جلب معه جميع الموتى ليصيروا جميعا احياء معه،
115 اتكأ معهم على فراشهم في صفوفهم، وشرب معهم كأس الموت واحياهم.
الآب جعل ابنه رهينة في الشيول ليخلص صورته
116 الآب الرحمن اعطى صورته للتراب فعظم، وسباه الشرير [ وعاد[52] وجعله ترابا في الشيول،
117 /423/ وادخله ووضعه في شقوق اسفل الارض المجوفة، واغلق في وجهه ليفسد هناك في الظلمات،
118 [ وبمراحم[53] الآب الموجودة فيه طبيعيا اشفق على صورته المهانة بين السالبين،
119 وبما ان الصورة العظمى كانت ثمينة بالنسبة الى باريها، وضع ابنه الحبيب رهينة لما خلصها،
120 رهن ابنَه وخلّص صورته من السالبين، ووجد صورته، وابنُه لم يضع منه،
121 وضع اللؤلؤة في القبر ثلاثة ايام كرهينة عوض آدم الذي [ فسد في الشيول،[54]
122 ولما انتشرت الحياة للجنس بغنى الآب، اعيدت اليه صورته وابنه الحبيب بمجد عظيم،
123 ارسل ابنه الى الهلاك وراء صورته، فوجد الصورة التي فسدت [ وعاد بمجد،[55]
124 نزل الى بحيرة الموتى [ ليغطس[56] مثل السباح، فاصعد منها اللؤلؤة المصورة عليها صورته،
125 ظل ثلاثة ايام في الهوة وهناك وجد الصورة التي سرقتها الحية [ واخفتها[57] في است الشيول،
126 [جسّها] في الاسفل في حمأة الموتى [ واخذها] وصعد وفرح [ بلقيتها[58] وهو لم يتلطخ بالحمأة،
127 /424/ [ بالقيامة[59] سحب كل الجنس البشري واصعدهم من الدوامة المليئة بالموتى،
128 واذ صار ميتا معهم فقد احياهم [ وكان قد نزل[60] الى العمق واصعدهم الى العلى،
129 انه الخمير الحلو الذي خلطه ابوه في عجين البشر وبه حلا جميع المرّين،
130 اعطاهم طعما واصلحهم وحكّمهم وجمعهم واتى بهم وادخلهم،
131 واورثهم وجعلهم ابناء ابيه واكتسبوا طعمه، وها انهم مختلطون فيه روحيا،
132 ولانه اراد وصار ابن الانسان من مريم، فقد جعل كل الجنس البشري ابناء الله،
133 وها انهم قد جُعلوا اخوة للابن، وورثة للآب، لانه صار ايضا اخا لعبيد ابيه،
134 خمير الحياة جعل كل الجبلة خميرا، ولهذا خلط نفسه فيها لتكتسب طعمه.
الخاتمة
135 مبارك الذي نزل وصار خميرا لجنس آدم، وصلح العالم كله بطعمه، له التسبيح.
كمل (ميمر) القديس مار يعقوب[61]
[1] – ملفاننا يعترف بذنوبه ويطلب من الرب ان يحرقها بناره لئلا يتعذب في الجحيم!
[2] – لوقا 12/49. هل يفكر يعقوب بالنار المطهرة لكل العناصر حسب نظرية الرواقيين التجديدية؟ ملفاننا، ولو انه يستغل النظرية الرواقية، ينقدها لانه يؤمن بنار ابن الله التي تضرم قلوب البشر وبحرارة الروح التي “تجدد” وجه الارض!
[3] – ل: ايقذ، نص: اقذ
[4] – لوقا 12/49
[5] – ل، ر: سعِدو، بيجان يصوب: سِعدو
[6] – ل: المرة
[7] – ر: زقيفو، نص: صليبو. ر: لؤلؤة
[8] – بالارض البتول يعني العذراء مريم!
[9] – نص: البرية كلها برائحته البغيضة
[10] – عدد21/4-9، يوحنا 3/14
[11] – ر: البعيدون عادوا المفقودون
[12] – ر: لطامإي، نص: طمإي
[13] – متى 13/33
[14] – نصوبقدر ما هو
[15] – تكوين 5/32
[16] – تكوين 9/18-19
[17] – تكوين 9/18-19
[18] – ل: خلطتها
[19] – ر: يصير خبزا
[20] – فكرة الحية تتقيأ في راس النبع أي في (مياه آدم) يستغلها ملفاننا ليشرح كيف فسد كل الجنس البشري بسبب آدم راس النبع البشري
[21] – متى 20/15؟
[22] – ل: باوزنو، ر: بزونو، بيجان يصوب: بوَزنو. يعقوب يذكر الماء، بالزيت يقصد “الميرون” او “دهن الموعوظين”؟
[23] – قد يتطرق يعقوب ولو من بعيد الى رسالة اغناطيوس النوراني الى اهل رومية!
[24] – ل: ايلو، نص: وايلو
[25] – ل: اختلط
[26] – ل: معه كل انسان. اروع تشبيه لمبدأ القديس ايريناوس الذي يتبناه ملفاننا: صار ابن الله منا لنصير منه!
[27] – لوقا 2/7. مراحل عمر الانسان: مرة يعدد خمسا ومرة اربعا او اقل. تعددية نظريات ملفاننا !
[28] – متى 4/2، يوحنا 19/28، يوحنا 4/6، 10، منى 26/67
[29] – متى 26/67، لوقا 22/64
[30] – متى 27/28، 27/26
[31] – ر: بين. يوحنا 19/18
[32] – متى 27/39-44
[33] – متى 27/39
[34] – لوقا 4/23، متى 27/40-42
[35] – ل: دغنبارووثو، ر: دغبارووثيه، بيجان يصوب: دغبارووثو
[36] – ر: كأسه. متى 26/39، 42، يوحنا 19/38-42
[37] – متى 26/56
[38] – متى 16/21
[39] – 1بطرس 3/19
[40] – ر: التي كانت متجمعة
[41] – المسيح هو المطر الذي ينبت العقاقير أي البشر-الجذور ويبعثها بالقيامة!
[42] – ر: ابواب
[43] – مرقس 16/5، لوقا 24/5-53
[44] – متى 27/62-66، 28/11-15
[45] – ر: دآبيلين، نص: دخميرين
[46] – ر: الاعالي
[47] – ر: للوحيد. متى 6/9
[48] – ر: ليصيروا
[49] – ر: عمق
[50] – ل: وجعله
[51] – ر: مات الحي ولما كان ياتي
[52] – ر: واحاط. اعطى الآب صورته “للتراب” أي لآدم. مثل هذا البيت ينكر يعقوب الرهاوي صحة نسبته اليه!
[53] – ر: راحمي، نص: راحماو
[54] – ر: الذي كان قد فسد. المسيح هو اللؤلؤة التي ظلت في القبر ثلاثة ايام
[55] – ر: لم يفقد
[56] – ر: نعماذ، نص: دنعماذ. رؤيا 20/13؟. آدم ايضا هو اللؤلؤة التي اخرجها السباح المسيح-اللؤلؤة من الشيول !
[57] – ر: واخفى
[58] – نص: جسه واخذه. نص: بلقيته
[59] – ر: بقيامته
[60] – ر: تنازل
[61] – ر: كمل (الميمر) على ثلاثة اكيال القمح