الميمر 84
يا ابن الله آتي اليك بنور كلمتك، واحرك الحاني بتمييز لتسبيحك، ليشرق نورك من موهبتك على افكاري، وليوصف من قبلي خبرك بعجب وباسهاب، اعطني الكلمة، وخذ المجد بصوت عالٍ، مُلكك هو الصوت والكلمة والمجد العظيم، انت لستَ محتاجا على تسبيح الارضيين، وليس لكونك محتاجا تُسبّح من قبل السفليين.
نقد للحلف: يا من يكذب اين هو عقلك لما تحلف،؟ اين هي صورة الله الموجودة على ذاتك،؟ اين هي حواس الانسان والحرية والضمير الذي يزجر ويدينك لما تكذب.؟
موسى سمح ان يحلف الشعب ليذكروا اسم الله ولا ينسوه. جاء المسيح وامر بعدم الكذب والحلف: لا تحلف بالسماء ولا بالارض ولا براسك: ليكن كلامك نعن نعم ولا لا.
– المخطوطتان: لندن 14588 ورقة 90، روما 117 ورقة 179
– يرد في البداية وفي النهاية اسم القديس مار يعقوب. الميمر تفسير كتابي لتحريم الكذب وازالة القسم: ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا. ينقد الكهنة الذين يعلّمون على المنبر بالا تكذبوا وتحلفوا بينما هم يحلفون ويكذبون. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى حوالي سنة 500-510م.
للقديس مار يعقوب
الميمر 84
على قول ربنا: لا تحلفوا البتة (متى 5/34)
المقدمة
1 يا ابن الله آتي اليك بنور كلمتك، واحرك الحاني [ بتمييز[1] لتسبيحك،
2 ليشرق نورك من موهبتك على افكاري، وليوصف من قبلي خبرك بعجب [وباسهاب،[2]
3 ليحركني عجب جبروتك لاجلك، ولتوصف من قبلي كلمة الحياة لتذكر جمالك،
4 اعطني الكلمة، وخذ المجد بصوت عالٍ، مُلكك هو الصوت والكلمة والمجد العظيم،
5 انت لستَ محتاجا على تسبيح الارضيين، وليس لكونك محتاجا تُسبّح من قبل السفليين.
الملائكة يسبحون الله
6 لك جموع اللهيب المسجورة الذين يسبحونك باسهاب في موضعك العالي،
7 صفوف النار وافواج الروح في تراتيلهم، المستيقظون الذين يصرخون من اللهيب بسعانينهم،
8 آلاف الآلوف يسبحونك بتهاليلهم، وربوة الربوات يقفون امامك بتمييزاتهم،[3]
9 /376/ صوت بركاتك بين العجلات الناطقة، وقدسك يرعد داخل [ صفوف[4] اللهيب،
10 الكواريب يباركون بالحان [ الخوف[5] وهم مرتعبون، ويقدس السواريف بالتسبيح وهم مرتجفون،
11 كل الرئاسات العلوية [ تحرك] تسبيحك، وكل طغمة [ تقوم[6] لتسبيحك في موضعها،
12 وهي غير هادئة ومستنيرة، وتقدس ولا تفهمك لان [ موضعك[7] اسمىمن جموعها،
13 [ الكاروب[8] لا يريد ان يتبجح لانه لا يقدر ان يعرفك وليس هو الذي يحملك لان موضعك خفي عنه،
14 الساروف يغطي وجه بجناحيه لما يقدس، لان [ النار[9] الحية تخيفه ولا ينظر اليها،
15 من هو كفؤ لك،؟ ومن يفهمك لما يسبّح لان النار هي خائفة ومتزاحمة ومرتعبة منك.؟
الله لا يحتاج الى تسبيح البشر لكنه يقبله حتى يعظّمهم
16 ماذا يفعل الطين المجبول ابن التراب، لو ظن بانه يفهمك لما يسبّح،؟
17 مقارنة بتسبيح لهيب السماويين، ما هو تسبيح الطين المجبول من الغبار،؟
18 او اذا صمتَ ماذا ينقص من تسبيحك،؟ او فيما لو يزمر التسبيح كثيرا ماذا يضيف،؟
19 /377/ لان تسبيح الكائن هو خفي في موضعه السامي، وموضعه لا يحتاج ابدا الى اضافة التسبيح فيه،
20 واذ لا يحدد تسبيحُ السماويين مجدَه لما يُسبّح من قبل الارضيين،
21 فانه يقبل التسبيح من السفليين بسبب محبته ليخلطهم بالنعمة مع العلويين،
22 ولو يسبّح التراب بدافع المحبة فانه يقبله لانه يحب الجنس البشري لكونه صورته،
23 لا يرذل تسبيح الارضيين، ليس لانه يحتاج اليه لكن لانه يريد ان يعظمهم،
24 وبهذا يعرّف على العظمة وعلى النعمة الموجودة في الطبيعة اذ يريد ان يعظّم لا ان يصغّر،
25 لو كان عظيما ولم يعظّم من كانوا [ صغارا[10] لكان (يُظن) بان الشر مختلط في تلك العظمة،
26 لكن بما انه عظّم التراب وجعله صورته، فهوذا نعمته تُرى مع عظمته،
27 ها قد تنازل ليعظّم الصغار، ويجعل السفليين من العلويين،
28 ويقيم البائس من المزبلة المليئة غبارا، ويُجلسه ويمجده مع العظماء في [ الشعب،[11]
29 ومن عظّم ابان عظمته بواسطة من عظّمه، /378/ اذ يقدر ان يجعل [ الصغير[12] كبيرا،
30 اراد الله ان يتنازل لاجل [ البشر] ليرفعهم [ ويعظّمهم[13] بالعظمة.
الناموس يقي البشر من المضرات
31 ولهذا وضع الناموس واعطى الوصية ليقيهم من المضرات بالفرائض،
32 ولما تحفظ الحرية ذاتها بالبرارة، يرفع الترابَ الى قمة العلى لانه قد تبرر،
33 ولهذا انزل موسى اللوحين من جبل سيناء ليحيا العالم بالناموس الروحي،
34 وبما ان حياة البشر هي عزيزة عليه، فقد علّمهم كيف يحييون ببرارة،
35 وبما انه احبهم كثيرا فقد ارسل ابنه ليقيمهم من السقوط الذي كانوا مدهورين فيه.
الله يعلّم البشرية
36 ولم يتعلموا من ناموس جبل سيناء، فصار الله ذاته معلما ليساعدهم،
37 وبما ان موسى كان ضعيفا حتى يعلّم مثل الله، فقد نزل هو شخصيا من العلى عند الارضيين،
38 تعب في العالم ليحيا معه بواسطة موسى وبالنواميس وبالوصايا وبالفرائض،
39 وبما انه احب العالمَ هكذا فقد ثبتت محبته في نهاية الازمنة حتى انه اسلم ابنه لاجل خلاصه،[14]
40 /379/ بهذه المحبة وضع الله النواميس ليبين للعالم باسره درب الحياة،
41 علّم المعلم المليء حكما بالا نقتل وبالا نسرق وبالا نزني وبالا نكذب،[15]
42 وبسبب الضلالة المستولية على البشر، فان الناموس محتقر، والوصايا لا تُطاع.
الكذب مرادف الوثنية
43 اوصى موسى بالا يكذب احد بالأيمان، ولما دخلت محبة الفضة تلاشى الحق،[16]
44 الكذب ليس بعيدا عن الوثنية، ولعل مرض الوثني اسهل من مرض الكذاب،؟
45 الوثني لا يعرف الرب ولا وجوده، [ اما[17] الكذاب فيعرف بانه موجود ويكذب عليه،
46 من يعرف بان الله موجود [ ويكذب عليه،] كان من الافضل الا يعرفه ولا [يكذب عليه،[18]
47 لو يكذب عليه ماذا استفاد من معرفته اياه، لانه باعه باثمان لما يحدث ويكذب عليه،
48 باع ربَّ كل البرايا بشيء قليل، واخذ اثمانه لما يحلف به بالكذب،
49 من يكذب، فالذهب اعظم من الله بالنسبة اليه لانه حلف ونكر وافترى واغتنى وفرح قلبه،
50 لو كان الرب عظيما في عينيه كما هو، /380/ لما كان يكذب لو أُعطي له كل العالم،
51 هوذا الناس يبيعون الربَّ بالكذب، وها انه يُصرّف بين الكذابين في [ الحسابات.[19]
الحلف سبب موت البشر
52 يبيعون ويشترون ويَضلون ويُضلون في اعمالهم: اذا نقص الحساب اتى [القسم[20] والكذب،
53 او احلف او تعالَ واقبل قسمي، او اكذب او يسهل الكذب عليّ،
54 يباع اسم الله من قبلي او من قبلك، وهوذا الحساب يكتمل ويثبت بوضوح،
55 الأيمانات صارت سبب موت البشر، وها انهم مخنوقون ومقتولون وهالكون بها،
56 الجاهل يطلب من صديقه ان يحلف، وهو يعرف بان هذا سيكذب كذبا لو حلف،
57 ليحلف انا اقبل، ولو [ حدث[21] ومات بعد ان حلف، سيفضح نفسه لانه رمى جثة بارادته،
58 ايها الجاهل لو يحلف ويجحف بحقك، اتركه يظلمك دون ان يحلف، ماذا ستخسر،؟
59 او لو حلف وخسر نفسه، هل هذا يفيدك، انها لخسارة بان تقتل نفسا بالكذب،؟
60 انظر الى الله الذي القى ابنه في الشيول محبة بالبشر لينزل وينشلهم من الهلاك،
61 /381/ وانت، لو نكروا عليك فلسا واحدا، تسرع لتقتل النفس بالكذب ولا تشفق،
62 لو تعرف ان اخاك يكذب كذبا فلا يحلف لك، ولا تكن سببا لموته،
63 من يظلم يُهلك نفسَه [ دون] ان يحلف، [ فلو حلف يجعلك تخسر لانك حملته على الحلف.[22]
الكذاب الذي يحلف باسم الله يعرض نفسه للموت
64 يا من يكذب اين هو عقلك لما تحلف،؟ اين هي صورة الله الموجودة على ذاتك،؟
65 اين هي حواس الانسان والحرية والضمير الذي يزجر ويدينك لما تكذب،؟
66 احتقر كل شيء واهرب من الكذب لانه شر عظيم مليء بالموت لمن يقترب منه،
67 الحية بدأت تتكلم بالكذب، لا تكن صديقا للحية لانك ابن الاحرار،
68 الكذب ادخل الموتَ على الاجيال بفم الحية المليء [ موتا[23] وكل الشرور،
69 الكذب اخرج آدمَ من الفردوس، فنزل وورث ارض الاشواك واللعنات،[24]
70 بالكذب قدر الشرير ان يُدخل الموتَ من شجرة المعرفة التي قتلت آدم،[25]
71 /382/ الشيطان [ اذاً[26] هو ابو الكذب: هو ولده ومنه ينبع الكذب.
الشيطان يكذب ولا يحلف باسم الرب
72 هو من نفسه شرع يكذب دون ان يحلف [ بالرب، ولو طالبته بان يحلف لما كان يحلف،[27]
73 لو قلتَ باسم الرب لا تكذب عليّ، لكان يخاف من الاسم ولما كان يكذب،
74 ولو [ طالبته[28] بان يحلف بالرب لما حلف، ابليس نفسه لم يكن يستعمل الأيمانات،
75 واذ لم يحلف بالرب فقد كذب على آل آدم، ودهوره الكذب بدون الأيمانات فوقع،
76 لنرَ الآن اين يصل الكذب بدون الأيمانات: حتى الشرير ليس بغيضا مثلها.؟
لا تحلف باسم الرب
77 من يحلف باسم الرب ويكذب عليه، كفر بالرب وكذب واخذ الاثمان التي لقيها،
78 الكذب هو كفر بالنسبة الى المتميزين، ومن يكذب فان نفسه موضوعة مع الكفرة،
79 من يحلف بدون ضيقات وبدون عذابات وبدون مصائب كفر بالله وكذب عليه،
80 اسم الله يهزّم الابالسة ويجرف الشياطين ويفزع الارض، خفْ انت منه ولا تحلف به.
اسم الرب مخيف ورهيب
81 اسم الله حتى البرايا الصامتة /383/ ترتجف منه، والجاهل يحلف ويكذب عليه،
82 اسمه ارعب البحر العظيم بواسطة موسى، وصنع سورا مائيا للعساكر في اللجج،[29]
83 اسمه كان قد طالب الحجر فاعطى الانهار، ومن الصوان اجرى ودفّق كل الامواج،[30]
84 خف يا من يحلف والجم لسانك عن اللهيب، لماذا تجرؤ وتضع الجمرات بين شفتيك،؟
85 ساروف النور لما يتذكر الاسم العظيم لا يذكره الا بعد ان يقدس ويتنقى به،[31]
86 ينقي فمه ثلاث مرات بالقداسة وبعدئذ يدعو اسم الرب بمخافة،
87 في صفوف العلى لا يوصف اسم الله في افواههم النارية الا[ بالتقديس،[32]
88 ها انه يوصف بيننا، ها انه يُذكر، ها انه يتردد للقيام بخدمة انجاز كل الاعمال،
89 نذكره في كل المواضيع بدون خوف لنحلف به ونحلّف به ونكذب به،
90 انه محتقر ومشتوم بين الباعة والمشترين ويرددونه كامر بخس الثمن،
91 الجاهل لما يبيع يذكر اسم الله، ويغش كثيرا حتى يربح قليلا ولا يتاسف.
الكذب والحلف يجعلان الانسان يفقد الله
92 يا من يحلف خف وارتعب من اللهيب الذي يرهبه افواج اللهيب،
93 يا من يكذب اعلم بان الكفر يتم فيك، فاحفظ فمك من سلبيات الكفر،
94 امر موسى بالا تحلف باسم الرب بالكذب، انه لخوف عظيم ان يكذب الانسان،
95 ربنا لا ينصر من يحلف باسمه ويكذب عليه لانه اسم مخيف على البرايا،
96 امر موسى لما كانت الارض مليئة اصناما بالا يكذب احد لان الكذب كالوثنية،
97 باللوحين اللذين بهما تعلّم ان يحيا العالم، بالوصية التي نزلت من الجبل بالا يكذب احد،
98 لما فضحت اصنام الارض بواسطة موسى، فُضح ايضا جرح الكذب،
99 موسى حارب مع الوثنية والكذب لانه وجد كليهما ضد الرب،
100 من اضحى وثنيا ابان له طريق الايمان، ومن يكذب نهره عن الكذب،
101 الوثني الذي لا يعرف الله فتش عنه، ومن يعرفه حذّره من الكذب عليه،
102 من عرف بان الله موجود وجد لقية عظيمة جدا، وليحترس عليها لئلا يفقدها،
103 /385/ لا تكذب عليه لئلا تفقده بعد ان وجدته، احفظ لسانك من الأيمانات وها انك اكتسبته،
104 اسم الله هو غنى عظيم لمن يفتش عنه، انتبه ايها الرجل فلا تكذب عليه، وها انه قد اصبح مُلكك،
105 الجاهل يعرف بانه لو يحلف ويكذب عليه، يبدّل الربَّ بما حلف به لاجله،
106 لاجل امر صغير، ولنفرض بانه امر عظيم جدا، فليعلم بانه يكذب على الرب بسببه،
107 بدّل الربَّ تبديلا واختار واخذ بدله امرا ما لانه وجده غير مفيد له،
108 كذب على الرب بسبب ما احبه بدله، وترك الرب وتمسك بالشيء الذي حلف لاجله،
109 ايها الجاهل الذي غيّر الرب بالمصنوعات، الويل لك بسبب ما فقدته، الويل لك ايها الشقي ماذا وجدت،؟
110 اقتنِ الله، ولاجله ابغض كل شيء لان كل ما تقتنيه خارجا عنه ليس بمقتنى،
111 بالكذب تهلك النفس من الله لانك لما تبدله بالأيمانات فهو غير موجود بالنسبة لك،
112 يا من يكذب على اسم الرب اشفق على نفسك، لان جرحك لا تشفيه الادوية والمضمدون،
113 ان يكذب احد ليس نقيصة صغرى، الكذب وجع عظيم يصعب على التوبة شفاؤه،
114 /386/ لو يخطيء رجل ضد رجل يتوسل الى الرب، ولو يخطيء رجل ضد الرب، بمن يتوسل،؟
115 لو كذبتَ عليه [ الى من تتوسل، ايها الجاهل لقد تركته فبمن تتمسك.؟[33]
الكذب هو كشجرة الموت في العالم
116 الكذب هو كشجرة مليئة موتا نبتت في العالم بالماء الذي صدر من الثعبان،
117 موسى يقف مثل البستاني الروحي ويطرد الناس من شجرة الكذب،
118 اوصى موسى كل الشعب على جبل سيناء بالا تحلف باسم الرب بالكذب،
119 موسى يحذّر رويدا رويدا من شجرة الكذب كلَ الاجيال مثل الحارس،
120 يهتم ويقف ويمسك ويعبّر اجيالا بعد اجيال لئلا ياكل احد اثمار الكذب الشريرة،
121 يصرخ ويعلّم ويرفع صوته على القبائل، لئلا يحلف احد باسم الرب بالكذب،
122 واحد يسمعه وآخر يهمله ولا يطيعه، وآخر يستهزيء ويحتقره ويكذّبه،
123 موسى يتعب ويصرخ في الجموع بشدة، لئلا يحلف احد باسم الرب بالكذب.
ابن الله يحذر من الكذب
124 ابن الله رب موسى اشفق على عمله، /387/ ووضع ناموسا يستأصل كل الكذب:
125 لا تحلفوا البتة، وها قد استُئصل الكذب لانه بالأيمانات يكذب الانسان،[34]
126 ايها البستاني استأصل الأيمانات من بستانك، والبستان لن يعطي اثمار الكذب،
127 لو لم تحلف لا يوجد مجال للكذب، ويليق كثيرا بالا تحلف لو انت صادق،
128 ابن الله وضع في الناموس:لا يكذب احد، واغلق الباب الذي يدخل منه الكذب،[35]
129 ولم يكن ممكنا ان يسمح للناس ان يحلفوا لئلا يحدث الكذب في بعض الاماكن،
130 ولهذا اغلق الباب قدام الكذابين: لا تحلفوا البتة، وهوذا فم الكذب مسدود،
131 امر موسى بالا يكذب احد بالأيمانات، ولانه سمح بان يحلف العالم فقد كثر الكذابون،
132 بالأيمانات الباب مفتوح للكذب، ولهذا اغلقه ابن الله واوصده،
133 لما يستاصل الأيمانات من العالم: بالا يحلف احد، يُستاصل الكذب ولن يكذب احد.
لماذا سمح موسى للناس ان يحلفوا؟
134 يا موسى لماذا تقف بطالا عند الكذابين،؟ اغلق في وجههم الباب واتركهم لئلا يحلفوا ابدا،
135 ارفع الأيمانات، وهوذا الكذب قد انتفى، /388/ ولهذا علّمهم: بالا يحلفوا البتة،
136 ابن الله اصعد البشر درجة بعد درجة الى قمة الكمال العظيم،
137 الآب وضع في سيناء بالا يكذب احد، وفي ذلك الزمان كان هذا الامر مهما جدا،
138 وفي الناموس قطع دابر وثنية الكذب، وسمح ان يحلفوا ليتعودوا على اسم الله،[36]
139 ليعرفوا في كل الفرص بان الله موجود، وهو الرب الذي به يليق كل السجود،
140 امرهم بالا يكذبوا عليه كذبا، ولم يحن الوقت ليعلمهم بالا يحلفوا،
141 وثنيون الارض لم يكونوا يعلمون بانه الرب، درّسهم في كل الفرص بانه الرب،
142 ولما يسجدون له ويذبحون له ويحلفون به ويستحلفون به يعرفون بان الرب موجود،
143 وقد تمسكوا بتلك الوصية من سيناء الى وقت الجلجلة الى ان استنارت كل [البرية[37] بابن الله،
144 تعلّم العالم بان الرب موجود، وهو واحد وحده، وصارت اوثان الارض سخرية لئلا يُسجد لها،
145 لما تدرب وعرف العالم بان الله موجود، اشرق تعليم يكرز على الارض: لا تحلفوا ابدا،[38]
146 /389/ كل البرية تعلمت بان الله موجود، فمن الآن وصاعدا لا تحلفوا ولا تحلّفوا به.
يسوع وموسى علّما العالم بالا يحلف ولا يكذب
147 ابن الله الذي هو حكمة الآب الخفية وضع ناموسا مليئا حياة: الا يكذب احد،[39]
148 بالناموس الاول الذي ارسله الآب، وبالتعليم الجديد الذي كرزه ساعد موسى،
149موسى اوصى بالا يكذب احد، واتى ربنا وعلّم كيف يتصرف العالم لئلا يكذب،
150 لا تحلف البتة، ومتى لا تحلف لن تكذب، وها قد حُفظ الناموس: لا يكذب احد.
الرسل لم يحلفوا ابدا
151 كلمة الابن مليئة نورا لمن ينظر اليها، وحياة مباركة وتطويبات موعودة لمن ينفّذها،
152 كان قد علّم بني سرّه بالا تحلفوا بمحبة تعطي حركات للنفس التي تسمع كلماته،
153 كان الرسل قد استناروا من التعليم المليء حياة، ولم يكونوا يحلفون بالله ابدا،
154 اصعدهم ابن الله درجة اخرى لئلا يحلفوا بشيء لاجل شيء:
155 لا في السماء التي هي كرسي الملك العظيم، ولا بالارض التي هي موطيء تحت قدميه،[40]
156 ولا بالهيكل، ولا بمدينة الملك العظيم، ولا براسك لانك لست مسلطا حتى ولا على شعره،[41]
157 /390/ ابن الله امر براياه بالا تحلف البتة بامر واحد من هذه الامور،
158 لم يكونوا يحلفون ولا يحلّفون بالله، ولم يكن يخطر هذا ابدا على قلوبهم،
159 لكنه استاصل الكذب من البرايا لئلا يحلفوا بشيء لاجل شيء.
الصادق لا يتنازل ليحلف ابدا
160 الكل في الله ولا يوجد شيء خارجه ولا داخله: كل البرايا قائمة به،
161 السماء كرسيه والارض موطيء (قدميه)، والكل مُلكه ولستَ مسلطا بان تحلف به ولا ببراياه،
162 لا تلزم ان تحدث الأيمانات به، فالصادق لا يخضع نهائيا للحلف،
163 لو لم يرد احد ان يظلم لماذا يحلف،؟ وذاك الذي يقبل ان يُظلم لماذا يحلّف،؟
164 لو رُفع الطمع نهائيا عن الفكر، لماذا يحتاج المتميز على الأيمانات،؟
165 واذا احتاج الى الأيمانات: فالناموس موضوع، فلماذا يحلف ويتجاوز على الناموس.؟
لا تحلف بالسماء
166 السماء مُلكه ويامرك بالا تحلف بها، احفظ ما هو مُلكه لا تقترب وتتدخل فيه،
167 لما براها لم يبرها ليحلف الناس بها، بل لتكون خيمة لسكنى العالم كله،
168 /391/ انظر الى صناعتها وعظمتها وبهائها وسموها والى النيرات المصفوفة فيها،
169 واعطِ التسبيح لذلك الذي كثّر فيها هذا الجمال، ولا تحلف بها لانها موضوعة لخدمة الرب.
لا تحلف بالارض
170 انظر الى الارض [ اللبنة[42] الموضوعة على الامواج، وترابها مبسوط فوق الامواج العاتية،
171 والبحور متجمعة على اكنافها من كل الجهات، وفوقها ثقل الجبال والآكام،
172 وهي معلقة وواقفة برمز ربها على اللاشيء وها انها تحملك فلا تحلف بها لانها ليست مُلكك.[43]
لا تحلف براسك
173 راسك ايضا الذي هو مُلكك ليس مُلكك، وله رب وكل شعيراته هي معدودة،[44]
174 ولستَ مسلطا على شعرة صغيرة من شعره، ولا تقدر ان تجعل فيه (شعرة) سوداء او بيضاء.[45]
الراس مقصورة الملك فيه سبع فتحات، وعلى قمته العقل مثل الله
175 لكن فكّر بان راسك هو مقصورة الملك، ومفتوحة فيه سبعة ابواب كانما لمجده،
176 وحالّ في قمته العقل مثل الله، ويُخرج الكلمات ويُدخل الاصوات الى الفكر،
177 وبالروائح يخدم كل العقل وبالاذواق يميز الحلو من المر،
178 ومفتوحة فيه كوات النور الجميلة /392/ ومنها يراقب ويرى جمال كل البرايا،
179 لستَ مسلطا لتحلف به ولا لتحلّف به، لكن لتشكر بسبب الجمال المنظوم فيه.
التعوّد على عدم القسم
180 بمن تحلف لانه لا يُسمح لك ان تحلف بالباري ولا بالبرايا، لو تحلف فهذه جسارة،؟
181 لا تحلف البتة، وها قد نجوت من اللوم، ولو تحلف فجسارتك قد نقضت الناموس،
182 من يحلف ويكذب على اسم الله، يُعتبر مذنبا من قبل ناموس جبل سيناء،
183 وبموجب هذا الناموس الجديد والروحي اذا حلف احد حتى لو لم يكذب يُعتبر مذنبا،
184 هناك قيل في الناموس: لا يكذب احد، وهنا امر رب موسى بالا يحلف احد،[46]
185 اليوم، من يحلف على امر صادق، هو مثل كذاب ذلك الزمان،
186 ابن الله اوصانا بالا تحلفوا البتة، لانه حالما يحلف احد يضل بالكذب،
187 العادات تنتشر بين البشر، ولما يتراخى احد بالعادة يغرق في الخطيئة،
188 خذ لك عادة من وصية: لا تحلف ابدا، وهي تعرّفك بانك صادق دون ان تحلف،
189 بقسمه لا يُصدّق من يحلف /393/ لانه معتاد ان يحلف ولا يصدقونه لانه غير صادق،
190 وأيماناته هي شاهد على كذبه، فيصير ملاما مرتين لكونه حلف ولكونه غير صادق،
191 لو تعوّد احد بالا يحلف ابدا، يصدّق حالا كل العالم بانه ليس كذابا،
192 وكل واحد يعطي شهادة بحقه لما لا يحلف لانه صادق جدا ولهذا يخاف من الأيمانات.
ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا
193 ابن الله يامر هكذا من يسمعه: لا تحلفوا البتة، والحقيقة تقوم “بنَعم” [ “وبلا”،[47]
194 لا تضف شيئا آخر على “نَعَمك”، فاذا كان “النَعم” “نَعم” فهذا صادق ولا يُكذّب،
195 ولو تقول له: “لا” ليس هكذا، يكون غير صادق، ويكون “لاؤك” صادقا كما قيل،
196 كل البرايا واتقاناتها تقوم بالكلمة، والكلمة واحدة، والحقيقة واحدة، والله واحد،
197 ايها المتميز احفظ الوصية ولا تحلف ابدا، فكل الحرية اعظم من الأيمانات،
198 يحلف المضطرب ومن هو قلق بافعاله، المتميز صادق وهاديء دون ان يحلف،
199 ايها المتميز انصت الى الصوت الذي يعلن الأيمانات لئلا نحلف ابدا لان الحقيقة تقوم “بـ نَعم” “وبـ”لا”،
200 /394/ الجرم عظيم لاننا لا نحلف بالسماء فقط ولا بالارض ولا بمدينة الملك العظيم،
201 جسارتنا تخطّت كل البرايا، فلا نحلف بواحدة منها لاننا نستصغرها،
202 الكرسي والموطيء صغير بالنسبة الينا لنحلف ونكذب عليه، فها اننا بجسارتنا نحلف بالخفايا،
203 قديم الايام الذي كرسيه نار، وعجلاته نار، ونهر النار يجري امامه لا يخيفنا،[48]
204 نذكره على اعمال صغرى وكبرى، لنحلف باسمه ولا تخيفنا عزته.
نقد للكهنة الذين يحلفون
205 بشارة الابن التي منها تنبع الحياة للعالم يحملها الكاهن وينزل ويحلف لاجل لا شيء،
206 ايها الكاهن سواء حلّل الحُكم او لم يحلل، انت لا تكذّب ذلك الناموس: لا تحلفوا البتة،
207 تقرأ على المنبر للعالم كله: لا تحلفوا البتة، وتطالب بان يحلفوا عمليا وبقوة،[49]
208 لا تحلف او لا تحلّف بل اجعل كلماتك صادقة واتعب مع الضعفاء وصدّقهم دون ان يحلفوا،
209 وبرهن لهم من القراءة واقنعهم بانهم ليسوا مسلطين ليحلّوا وصية الرب،
210 لتثبت كلمة الابن كالنيّر ولا تقترب منها الظلمات ولا الظلال،
211 لا احد يحلف بعدُ ولا [ يحلّف،[50] فلو شئنا يسهل علينا ان نحافظ على وصايا الحياة.
الخاتمة
212 كل وصايا الوحيد هي حياة، يا ربنا ساعدنا لنحفظها ونحيا بها.
كمل الميمر على قول ربنا: لا تحلفوا البتة للقديس مار يعقوب
[1] – ر: باسهاب
[2] – ر: بتمييز
[3] – دانيال 7/10
[4] – ر: اجنحة. حزقيال 1
[5] – ر: المخاوف. حزقيال 1، اشعيا 6
[6] – ر: مزُعُن، نص: مزيعُن. نص: يقومون
[7] – ل: لانك
[8] – ل: الكواريب. حزقيال 10، 3/12
[9] – ر: نارك. اشعيا 6/1-4
[10] – ل: لذعورين ؟، نص: لذازعورين
[11] – ر: في العلى. مزمور 113/6
[12] – ل: الصغار
[13] – ل: لبنينوشو، نص: لبني نوشو. ل: ويجلس
[14] – يوحنا 3/6، غلاطية 4/4
[15] – خروج 20/13، متى 5/21-26، خروج 20/15، خروج 20/14، متى 5/27، خروج 20/16
[16] – خروج 20/7؟
[17] – ل: كير، نص: دين
[18] – ل: نذاكيل بيه، نص: مذاكيل بيه، ومذاكيل بيه
[19] – نص: وبالحساب
[20] – نص الآيمانات، نص: بيجان يصوب: القسم
[21] – ل: يهمل
[22] – ل: كاذ لو، نص: بذالو. ل: لو يحلف وهو لا يحلف يهلك نفسه ولو
[23] – ل: سم
[24] – تكوين 3
[25] – تكوين 2/9، تكوين 3
[26] – ل: دين، نص: كير. يوحنا 8/44
[27] – ل: يهمل
[28] – ل: طالبت
[29] – خروج 14
[30] – خروج 17/1-7
[31] – اشعيا 6
[32] – ر: بقودوشي، بقوذشي
[33] – ل: يهمل العبارة
[34] – متى 5/34
[35] – لاويون 19/11
[36] – لاويون 19/12، تثنية 6/13
[37] – نص: في البرية، بيجان يصوب: برية
[38] – متى 5/34
[39] – 1قورنثية 1/24
[40] – متى 5/34-35
[41] – متى 5/35-37
[42] – ل: لبِاتو، نص: لبِتو. خروج 20/4، مزمور 135/6
[43] – ايوب 26/7
[44] – متى 10/36
[45] – متى 5/36
[46] – لاويون 19/11-12
[47] – ل: ولو، نص: وبلو. متى 5/37
[48] – دانيال 7/9-10
[49] – كانت قراءة الكتب المقدسة تتم على المنبر أي “البيم” في البيعة
[50] – نص: يحلف، بيجان يصوب: يحلّف