الميمر 53
المقطع الرابع
المسيح يموت بارادته هذا مبدأ سروجي لا يفارق شفتيه: مخلصنا توجه الى الموت لان الموت لم يكن بوسعه ان يصطاده لو لم يشأ، لم يكن ممكنا ان يدخل الموت في باب غير مفتوح، وبارادته الصالحة فتح له المسيح ليدخل.
يهوذا يسلم بقبلة: بالاسم هي قبلة، ولما تُفحص كانت سكينا، سلام في الظاهر اما في الخفية فسيف مسلول، لا يقبّل احد كما قبّل ذاك القاتل، ولا يخفِ احد المكر في كلمات لطيفة، ولا ينصب احد فخا في الخفية لمن يعرفه، الحية بدأت بهذا العمل، ويهوذا انهاه، لا يقترب احد من تعليمهما والا سيموت، كلمة المكر لا تُرى في النور الجلي لانها تنصب الفخاخ والشراك في الظلمة، كلمة الحق صوتها عال، ووجهها مسفر، ولا تُغطى لانها لابسة النور للسامعين.
يهوذا لم يعد تلميذا ليسوع: السلام يا معلمي وقبّل الابن، في صوت الكلمة وُجد السلام ولكنها لم تكن كلمة السلام، السلام لك يا معلمي بكذب لا حدود له، واجابه ربنا مثل عارف الكل وهو يحتقره، وقال له: لهذا جئتَ يا صديقي وهو يعرّفه بانه يعرفه ولا يخفى عنه عمله البغيض،؟ لماذا دعوتني الآن يا معلمي ولست تلميذي،؟ لو كنتُ معلمك فانا لم اعلمك المكر.
قطع اذن العبد: هذا المالك لهولاء العبيد الذين يطيعونه لم يرد ان يساعده سمعان عند الصالبين، لم يطلب المساعدة، انما سمعان ابان محبته لانه لم يقدر ان يسكت وقت اهانة ابن الله. جابل الجسد حزن لانه وجد بان الجسد الذي جبله ينقصه عضو، اخذ الاذن ووضعها في الجسم الذي سقطت منه فاضحت جميلة وشُفيت وكانها لم تسقط، زجر سمعانَ فاعاد السيفَ الى غمده والذي مسكه شفاه بمحبة عظمى، اذهب يا سمعان واعد السيف ولا تحارب، جئتُ لاتقن لا لافسد، لماذا ترفع السيف على الصورة التي أُتقنت من قبلي وقد ارسلني الآب لاجلها لتكتمل بي.؟
رمزية قطع الاذن: ان تدبير الله حكيم فقد طُعنت الاذن التي سمعت واحتقرت كل ما هو مكتوب، الشعب الاطرش طُعن في اذنه لان كل رعود الانبياء صرخت فيها ولم تسمعها، او لعله قطعها لانه كان يبغض الحرية ليصير الخادم عبدا الى الابد كما امر موسى ان يُحرر العبيد في السنة السابعة، سنة الاسرار والالغاز، لو لم يرد العبد شخصيا ان يتحرر ويبغض الحرية ويختار ان يخدم ويُستعبد، ليقربه سيده وينقب اذنه بدون شفقة، والخادم يصير عبدا الى الابد في بيوت الاسياد.
الشعوب والشعب: آل بيلاطس الذين مسكوا الابن كانوا من الشعوب، ولم يُطعن احد من هولاء الذين كانوا قد حُرروا، تاقت الشعوب الى حرية ابن الله فحررهم وخلصهم وهم فرحون به.
الباري هو مثل امّ ذات المراحم لبنيها: كان يجمل بابن الله ان يتقن الجسم مثل والده ويبرهن بانه بريته، مَن تلد تقتني المراحم لاجل الولد، والباري يهتم ببراياه بدافع محبته، من سحقتها اوجاع الولادة والتربية تعرف ان تحبب وتلاطف ابناءها بمحبة، الطبيعة تغلي ازاء الطفل في صدر امه، وتجري له الحليب ليحيا ويتربى، مراحم بطنها تقوم عليها مثل حكام لتعطي الحليب لذلك الذي ولدته بمحبة، تقبل ان يصير الوجع في جسمها ولا يتاذى، وبمحبة الطفل تحمل ثقله ولا تجده ثقيلا، تتعذب في ولادته وتتعب في تربيته كثيرا، ومحبة بابنها لا تحسب اوجاعها اوجاعا، انها مربوطة بالمراحم كما لو كان بالاكبال حتى تربي وبدون اكراه تحتمل الآلالم وتحبها.
ابن الله هو مثل امّ تداوي اطفالها: الطفل ايضا لو ضمدته امه يولول، ولو كان له جرح يهرب من المضمد، يجرح وجهها ولا تبغضه لانه ابنها، ويهرب منها وهي تمسكه لتشفي جرحه، هلم وانظر الى الابن الذي يشبه الام الحنون، لقد شفى اوجاع المرضى ويُجدف عليه. لم يكن نفس فكر ربنا لسمعان، لان الانسان ليس مثل الله مليئا بالحسنات، العاقر لا تشبه الوالدات بالمراحم، ولو طُلب منها لتعطي الحليب فلا تقدر البتة.
– الدراسات:
الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي
الفصل. د. لليل الخميس[217]
المسيح يموت بارادته (متى 26/45)
593 صلى للآب [ وتوجه] خروف الذبح الى القتل [ لياتي[218] برِجليه الى السكين،
594 قال بالم: هوذا رئيس العالم ياتي وليس له فيّ اي شيء من سلطانه،[219]
595 ياتي الموت ولن يجد فيّ بابا مفتوحا، لانه لا يفتح (شيء) ليدخل الموت الا الخطيئة،[220]
596 الآن هوذا حكم العدو يُكرر بينه وبين آدم، والآب باستقامته يسمعه،
597 الآن الحكم العادل ينقلب على الاثيم، وبعدالة يلقونه خارجا حتى يدخل آدم،
598 ناموا ايها التلاميذ واستريحوا اذً كما نمتم، لقد صدر الحكم: انا اموت ويحيا آدم،
599 ها قد بلغت الساعة ليدخل ابن الانسان الى المحكمة، قوموا لنذهب هوذا الماكر قد وصل ليسلمني،[221]
600 مخلصنا توجه الى الموت لان الموت لم يكن بوسعه ان يصطاده ما لم يشأ،
601 لم يكن ممكنا ان يدخل الموت في باب غير مفتوح، وبارادته الصالحة فتح له المسيح ليدخل،
602 لو خرج الموت وراءه لما اصطاده، /506/ هو التقاه واعطاه نفسه ليستهزيء به،
603 هو اراد ان ياتي الى يهوذا الذي سيسلمه، فلو اراد لما كان الحيال يصطاده،
604 ثعلب حقير ما كان يقبض على شبل الاسد ما لم يرد ان يخفف ذاك القوي من حرارته.
يهوذا يسلّم يسوع (متى 26/45-50)
605 اتى يهوذا رئيس فوج اليسار وهو يقود معه جمعا عديدا متعطشا الى الدم،[222]
606 جوق مؤذ لسانه طلق بالشتائم، اناس اشرار ابغضوا ابن الصالح بينما هو يصنع الخير،
607 آل بيلاطس المراؤون والمحابون وآل هيرودس المتعطشون الى دم جميع الابرار،
608 آل قيافا رفاق كل الكذب، وآل حنان حاملو السيف على مخلصنا،
609 يهوذا في المقدمة مثل قائد المصيبة العظمى ومعه حلقة متعطشة الى الدم بغضب عظيم،
610 المرضى الذين جنّوا حملوا السيوف والعصيّ على الطبيب ليضربوه بعد ان ضمدهم وشفاهم،
611 تهديد وحقد وصخب وكلمات زائدة واهانة وسخرية وصرف الاسنان على المنتصر،
612 جنّ الترابيون وهددوا وخرجوا ضد الموج، الاشواك والهباء لكي تصطاد اللهيب،
613 ركض القش ليحارب مع اللهيب، /507/ والتراب والهباء ليصطادا الريح التي تستأصل الجبال،
614 الغيوم والسحب خرجت مهددة النهار، والظلال كانت تجنّ لتربط الشمس،
615 سالهم من تطلبون،؟ اما هم فسقطوا لانه لا توجد قوة في الرمل ليلاقي الريح،[223]
616 منظر الشمس سقط على الظلال بخوف وبددتها ولم تجد موضعا لتهرب اليه،
617 لما قال: انا هو، سقط الاشقياء لان العالم كله لا يقدر ان يقف قدام قوته،[224]
618 كان بحر [ ناره[225] يلتهب ليحرقهم، وبمراحمه كان يخمد ناره ليحفظهم،
619 قوته كانت تخيف وتسقطهم لما [ يرونه،[226] وبما انه كان صالحا فقد سندهم ليقيمهم.
يهوذا يسلّم ابن الانسان بقبلة (متى 26/48-50)
620 اقترب الظلام ووضع شفتيه على النيّر، الليل البغيض قبّل النهار بمكره العظيم،
621 اقترب يهوذا ابو كل الكذب واعطى سلاما به يُسكب الدم البريء،
622 بالاسم هي قبلة، ولما تُفحص كانت سكينا، سلام في الظاهر اما في الخفية فسيف [مسلول،[227]
623 من الخارج كان يشبه حمامة وديعة، ومن الداخل كان حية تلسع وتتحايل،
624 /508/ كان يمد له بجسارة السم في العسل، وكان يعطيه بالاثم السيف في الامان،
625 لا يقبّل احد كما كان قد قبل ذاك القاتل، ولا يخفِ احد المكر في كلمات لطيفة،
626 لا يوجه احد ابدا كلمة ماكرة الى رفيقه، ولا ينصب احد فخا في الخفية لمن يعرفه،
627 يهوذا علّم فعلا بغيضا في كل العالم، لا يتعلّم احد ذلك التعليم المليء موتا،
628 ايها المسرور من رفيقه ويقبله ليكن فكرك ايضا مسرورا وليحبه،
629 لا تلبس المحبة ظاهريا لقريبك وتصوغ سر الشر في الخفية ولا يشعر بك،
630 لا تكن تلميذا للمعلم المليء مكرا لئلا تكون شريكا له في المشنقة ايضا.[228]
يهوذا والحية
631 ايها المتميزون خافوا من القبلات غير الصادقة لان واحدة منها علقت ابن الله على الخشب،
632 خافوا من المكر لانه تعليم الحية العظمى، ومن الضلالة التي طمرت الفخ للمستقيمين،[229]
633 لا يسكب احد على وجهه الامان بالحيلة، وفي قلبه يثير الشر على قريبه،
634 الحية بدأت بهذا العمل، ويهوذا انهاه، لا يقترب احد من تعليمهما والا سيموت،
635 /509/ هوذا يهوذا مخنوق، والحية مرضوضة بواسطة ابن الله، اشرق الصليب وطرد المكر من الصادقين،
636 يا من خطب نفسه للمصلوب كن صادقا لانه بجروحه فضح وهتك الكذب،
637 وبما ان يهوذا قد قبّل، لا يقبّل احد ما لم يكن صادقا ولطيفا ومتواضعا لحبيبه،
638 كلمة المكر هي ضد ابن الله، وهي كلمة تسري كل يوم في الظلمة،[230]
639 كلمة المكر لا تُرى في النور الجلي لانها تنصب الفخاخ والشراك في الظلمة،
640 كلمة الحق صوتها عال، ووجهها مسفر، ولا تُغطى لانها لابسة النور للسامعين،
641 المكر مغطى ويوشوش ويلسع وهو مسموم وحلو ويقبّل ويضل وهو محتقر ولابس الكذب.
يهوذا يقول للمسيح السلام يا معلم ويقبّله (متى 26/49)
642 قال يهوذا: السلام يا معلمي وقبّل الابن، في صوت الكلمة وُجد السلام ولكنها لم تكن كلمة السلام،
643 السلام لك يا معلمي بكذب لا حدود له، واجابه ربنا مثل عارف الكل وهو يحتقره،
644 قال له: لهذا جئتَ يا صديقي وهو يعرّفه بانه يعرفه ولا يخفى عنه عمله البغيض،؟
645 لماذا دعوتني الآن يا معلمي ولست تلميذي، لو كنتُ معلمك فانا لم اعلمك المكر،؟
646 /510/ الآن لك معلم آخر، وهو يعلمك ان تمكر [ وتقبّل وتسلم وتقتل[231] باثم،
647 الآن انت صديق لا تلميذي من الآن وصاعدا، وتشهد السيوف والعصيّ والجموع التي تقودها،
648 الظلمة ليست تلميذ النور لكن صديقه ولا تتفق معه لتتشبه به،
649 لماذا يا يهوذا لماذا تنسى الحسنات وافضالي الصالحة ومحبة الاخوة التي كنت تراها فيّ،؟
650 ايها التلميذ لماذا تنسى كل احساناتي لتجازي الحسنات الكثيرة بالشر،؟
651 لماذا تسلمني بغضب عظيم بينما انا أُكِنّ لك المحبة الصافية،؟
652 من حسدك وطردك وفصلك من تلاميذي،؟ ومن نصب لك الفخ واصطادك من بين [الجميلين،؟[232]
653 من برهن لك بان حنّان محبوب اكثر من معلمك،؟ او باي جمال سباك قيافا من عندي،؟
654 إن ابغضتني، من هو صديقك او حبيبك،؟ من هو احسن مني بالنسبة اليك لانني اعلنت واعطيت لك التطويبات،؟
655 كنت تاكل خبزي على مائدتي وكنت تتلذذ، كنت تسير معي وكنت تتامل في [مساعداتي،[233]
656 /511/ رايت معالجتي وكنت تفتخر بجبروتي، البستك قوتي وباسمي كنت تخرج الابالسة،
657 اعطيتك روحي ووعدتك بكرسي عال، فلاجل اية حسنة من حسناتي تسلمني،؟[234]
658 مبغض الناس حسد الشقي وطرحه وسقط من سمو مصف الرسل الذي كان قائما فيه،
659 ونفخ وملأه روح الزور والكذب، وهربت منه بشارة الابن ومصف رسالته،
660 وخرج الحمل وصار ذئبا بين اللصوص وقادهم وجاء لينبح على صاحب القطيع،
661 دنا الشوك وقبّل اللهيب ولم يحرقه، [ والحشائش[235] مسكت اللهيب ولم تشتعل به.
سمعان يقطع اذن العبد (يوحنا 18/10)
662 [ [236]]حينئذ سمعان مثل صادق مليء محبة استل السيف ليحارب مع الصالبين،
663 يجمل بالمحبة الصادقة ان تظهر نفسها لحبيبها وقت الخطر والامتحان،[237]
664 ابن الله لم يكن محتاجا الى المعونة لكن ليبين بان [ الصديق صديق[238] وقت الضيق،
665 غار سمعان واستل السيف مثل نشيط وضرب وقطع اذن العبد الذي تجاسر،
666 /512/ رئيس التلاميذ ابان غيرته بالسيف الذي امتشقه ليضرب ويُطعن ويموت معه لو كان يموت.
المسيح لو اراد لجعل الملائكة يحرقون الارض (متى 26/53)
667 يقف آلاف الالوف امامه في موضعه السامي فلو رمز لكانوا يملأون الارض نارا،[239]
668 له ربوات ربوات افواج اللهيب، فلو امر من كان يقدر ان يواجههم،؟
669 صفوف ابناء اللهيب الممدودة بلا عدد التي تستنشق الجمرات، من كان يقدر ان يقابلهم،؟
670 طغمات مسجورة بلا عدد محيطة به لو تركها تنزل الى الارض لكان يفنى كل شيء،
671 سواريف النار الذين يصفقون القدس بجناحهم، وكواريب مخيفة يباركونه برفرفاتهم،[240]
672 جموع واجواق يرتلون له بسعانينهم، ورؤساء قوات وقوات على اختلاف اشكالهم،
673 مخلوقون مصنوعون براهم واقامهم برمزه، من كان يجرؤ على اهانة ربهم لو لم [يشأ،؟[241]
674 لو امر عبيد ابيه لاطاعوه ولرشوا الارض بنارهم لتفنى كلها،
675 هذا المالك لهولاء العبيد الذين يطيعونه ما كان يريد ان يساعده سمعان عند الصالبين،
676 لم يطلب (العون)، انما سمعان ابان محبته /513/ لانه لم يقدر ان يسكت وقت اهانة ابن الله،
677 المخلص الذي جاء ليموت بسبب اثمنا لم يحارب ضد هولاء القابضين عليه،
678 مسكوه ليموت واتى حتى يموت، وكان من الزائد ان ينازلهم.
غيرة سمعان وكذب يهوذا
679 كان يجمل بسمعان الصفا ان [ يتعارك،[242] فلم تكن تلزم هناك حرب للمسيح،
680 غار التلميذ لانه راى معلمه يهان وكان يجمل به ان يبين غيرته بشجاعته،
681 يهوذا قبّل وابان مكره بكذبه، وسمعان ابان صدق محبته بالسيف الذي استله،
682 مكر يهوذا لم يؤذِ ابن الله، ولا محبة سمعان ساعدته لما كان يغار،
683 هناك قامت ارادتان الواحدة ضد الاخرى، وكل واحدة منهما ابانت خصوصيتها [كما هي،[243]
684 المحبة والمكر تحاربا هذه مع ذلك ليرى العالم من كان يحب ومن كان يبغض،
685 الواحد كان يقبّل ويتحايل ويسلم باثم، والآخر استل السيف وحارب بمحبة،
686 كل ارادة ابانت فعلها كما هي، /514/ والرب يدين الارادات حسب اعمالها،[244]
687 غيرة سمعان اعلنت عن ارادته الصالحة لان الخطر لم يكن محدقا به حتى يتعارك،
688 بانت ارادته مع سيفه بجبروت، واصاب اولَ من [ مسك[245] الابن وادماه،
689 ضرب الاولَ وقطع اذنه مثل غيور لانه لم يكن يقدر ان يسكت عن اهانة ابن الله.
المسيح يشفي اذن عبد رئيس الكهنة (لوقا 22/52)
690 ربنا راى الاذن تقع فزجر سمعان لان العمل الذي صدر من التلميذ لم يعجبه،
691 جابل الجسد حزن لانه وجد بان الجسد الذي جبله ينقصه عضو،
692 شاتل عدن العظيم اشفق على الشجرة لانه رآها مقطوعة واتقنها وضمدها لتصير جميلة،
693 اخذ الاذن ووضعها في الجسم الذي سقطت منه فاضحت جميلة وشُفيت وكانها لم تسقط،
694 لم يترك جرحا على الجسد الذي عالجه مثل الطبيب، انما شفى [ الجسد[246] الذي عالجه مثل الاله،
695 اي طبيب له ضمادات وعقاقير ليشفي الاعضاء المبتورة ما عدا ربنا،؟
696 الغصن الذي نثر من الشجرة وضعه في موضعه وابان بانه رب الجنة وشاتلها،
697 /515/ كلل الجسم بذلك العضو الذي سقط منه، وبرهن للعالم بانه برى الجسم والاعضاء،
698 صنع من الطين عينين للاعمى وراى النور، فتعلمت الارض بانه يبري برية مثل والده،[247]
699 اعطى النطق للاخرس والاطرش الذي لم يكن يتكلم، ليعلموا بان الابن [ هو الكلمة[248] الذي تجسد،
700 منع نزيف الدم بقوة خرجت منه، وبرهن بانه المسيح قوة وحكمة الآب،[249]
701 [ قوّى[250] اعضاء كل الجسم المشلول، فمن لا يصدق بانه هو الذي صوّرها في البطن،؟
702 صوته دخل واخرج الموتى من الهلاك ليرى كل واحد بانه يقدر ان يتفقد اعماق الشيول،[251]
703 مسك الاذن التي قطعها السيف وشُفيت في موضعها فاتضح علنا بانه متقن الكل مع والده،
704 هذا هو الصالح الذي لم يحجب [ المعونات[252] عن الاشرار، ولم يحرم الاعداء والكفرة من المراحم،
705 هم مسكوه لياتي الى القتل والصلب، وهو كان يشفيهم مثل اصدقاء بدون تذمر،
706 مسكه العبد وغار التلميذ وقطع العضو، والشفوق اعطى الشفاء للعبد الذي مسكه،
707 /516/ كانوا يهينونه ويجرجرونه لياتي حتى يموت، وهو لم يكن يترك الشفاء مثل الصالح،
708 النقي برهن بانه لا يضطرب وقت الخصام ولم يتخلّ عن خاصته حتى وقت المصيبة العظمى،
709 سحبوه لياتي ويدخل ويشرب الآلام، وبدخوله ضمد وشفى واحدا كان قد طُعن،
710 انه يشبه اباه الذي يشرق شمسه على الكفرة، وينزل مطره على الاشرار الذين لا يعترفون به.[253]
سمعان يعيد السيف الى غمده (متى 26/52)
711 زجر سمعانَ فاعاد السيفَ الى غمده والذي مسكه شفاه بمحبة عظمى،
712 اذهب يا سمعان واعد السيف ولا تحارب، لقد جئتُ لاتقن لا لافسد، فلماذا تحارب،؟
713 لا ترفع السيف على الاعضاء التي صنعتها يداي، لقد صورتُ وركّبت انت لا تفسد جمال بريتي،
714 الجسم هو مُلكي، لماذا افسدته بتهديدك،؟ انا اهتم بالاتقان، انت لماذا تريد ان تفسد،؟
715 بواسطتي ابي صوّر الصورة البهية في بطن امها وكللها باعضاء بهية وجميلة،
716 لماذا ترفع السيف على الصورة التي أُتقنت من قبلي، وقد ارسلني الآب لاجلها لتكتمل بي،؟
717 انا مخلص لا سالب ولا خاطف، ولا يفيدني السيف للمعركة، فاحجب سيفك،
718 /517/ ارسلتني المراحم من بيت الآب لاموت واخلص، ولهذا جئت فانت لا تحارب مع صالبيّ.
ابن الباري يعتني بالبرية كما تعتني الام بطفلها والطبيب بمريضه
719 كان يجمل بابن الله ان يتقن الجسم مثل والده ويبرهن بانه بريته،
720 مَن تلد تقتني المراحم لاجل الولد، والباري يهتم ببراياه بدافع محبته،
721 من سحقتها اوجاع الولادة والتربية تعرف ان تحبب وتلاطف ابناءها بمحبة،
722 الطبيعة تغلي ازاء الطفل في صدر امه، وتُجري له الحليب ليحيا ويتربى،
723 مراحم بطنها تقوم عليها مثل الحكام لتعطي الحليب لذلك الذي ولدته بمحبة،
724 تقبل ان يصير الوجع في جسمها ولا يتاذى، وبمحبة الطفل تحمل ثقله ولا تجده ثقيلا،
725 تتعذب في ولادته وتتعب في تربيته كثيرا، ومحبة بابنها لا تحسب اوجاعها اوجاعا،
726 انها مربوطة بالمراحم كما لو كان [بالاكبال[254] حتى تربي وبدون اكراه تحتمل الآلالم وتحبها،
727 ابن الباري اتى الى البرية ليحمل اثمها، ولانها بريته فهو يحبها بينما هو يهان،
728 كان يحمل ثقل كل العالم ولم يجده ثقيلا،/518/ مَن يبغض مقتناه الذي هو مُلكه،؟
729 شفى امراضه وعالج جروحه وهو [ يهينه[255] صنع حسنات وكان يُقرف بالشرور،
730 الطفل ايضا لو ضمدته امه يولول، ولو كان له جرح يهرب من المضمد،
731 يجرح وجهها ولا تبغضه لانه ابنها، ويهرب منها وهي تمسكه لتشفي جرحه،
732 هلم وانظر الى الابن الذي يشبه الام الحنون، لقد شفى اوجاع المرضى ويُجدف عليه،
733 اعطى المعونات ونال الشتائم بدون تذمر، وشفى الامراض وسمع التجاديف ولم يتقمقم،
734 قبضوا عليه ليدخل ويدان بدون ذنب، وبعد ان طُعن واحد فقد اهتم به وضمده ثم انتقل،
735 سمعان قطع اذن هذا فحزن الابن ووضعها في محلها لئلا يفسد عمل يديه.[256]
الانسان ليس مليئا بالحسنات مثل الله
736 لم يكن لسمعان نفس فكر ربنا، لان الانسان ليس مثل الله مليئا بالحسنات،
737 العاقر لا تشبه الوالدات بالمراحم، ولو طُلب منها لتعطي الحليب فانها لا تقدر نهائيا،
738 البرية لم يبرها سمعان حتى يحمل ثقلها، ولم يكن يقدر ان ان يقتني المراحم مثل الباري،
739 /519/ قطع العضو، وبما انه لم يبره فلم يتاسف، اما ذاك الذي براه فتاسف وشفاه بمحبة،
740 سمعان لم يكن يقتني مراحم القدرة البارية ليبعد السيف عن ذلك الذي مسك ابن الله،
741 كانت فيه محبة التلمذة العظمى حتى انه استعمل السيف ضد الشتامين الذين هجموا على معلمه.
لا يقترب احد من اخبار الابن بدون محبة
742 رئيس التلاميذ قطع اذن ذاك العبراني، والخبر ليس بسيطا لو يوصف بتمييز،
743 لا يقترب احد من التعليم الا بالمحبة لان من يسمع ولا يحب لن يستفيد،
744 كذلك على المتكلم إما ان يحب وإما لا يتكلم، لو لم يحرك كلماته بمحبة يتعب عبثا،
745 يليق بالمحبة ان تصف [ ميامر[257] الابن ويجمل بها ان تسمع اخبار الوحيد،
746 من احب ابن الله بقلب صالح لا يشبع [ ابدا[258] من سماع ميمره بدون انقطاع.
قطع الاذن: تحرير العبيد (خروج 21/1-6)
747 حينئذ غلي سمعان الصفا بمحبة معلمه واستل السيف ليحارب مع [ الصالبين،[259]
748 ولان تدبير الله حكيم فقد طُعنت الاذن التي سمعت واحتقرت كل ما هو مكتوب،
749 الشعب الاطرش طُعن في اذنه لان /520/ كل رعود الانبياء صرخت فيها ولم تسمعها،[260]
750 او لعله قطعها لانه كان يبغض الحرية ليصير الخادم عبدا الى الابد كما هو مكتوب،[261]
751 كان موسى قد امر بان يُحرر العبيد في السنة السابعة، سنة الاسرار والالغاز،[262]
752 [ العبد شخصيا لو لم يرد ان يتحرر[263] ويبغض الحرية ويختار ان يخدم ويُستعبد،
753 ليقربه سيده وينقب اذنه بدون شفقة، والخادم يصير عبدا الى الابد في بيوت الاسياد،[264]
754 لا يُحرر لو ابغض الحرية التي اتت، ويظل شقيا في العبودية المليئة عارا،
755 اتى ابن الله ليحرر عبيد ابيه، ودعا البعيدين والقريبين الى الحرية،
756 والشعب الذي هو عبد شيخ لبيت آدوناي هرب من الحرية لما كان يتحررالعبيد،
757 وابغض الابنَ واحتقره واهانه لانه جسور ولم يرد ان يقبل منه الحرية التي جلبها،
758 وقد طُعن في اذنه بسيف رئيس التلاميذ ليظل عبدا كما شاء ولا يتحرر،
759 ليكن موسى شاهدا للابن الذي لم يجرّمه لانه دانه بناموس ابيه ليكون عبدا،
760 /521/ الآن هلم وشاهد كم ان التدبير حكيم لانه وجّه سيف سمعان ليضرب الاذن،
761 طُعنت الاذن وظل الجسم سليما، لانه حسب الناموس يصنعون هكذا باذن العبد الذي لا يتحرر،
762 آل بيلاطس الذين مسكوا الابن كانوا من الشعوب، ولم يُطعن احد من هولاء الذين كانوا قد حُرروا،
763 تاق الشعوب الى حرية ابن الله فحررهم وخلصهم وهم فرحون به،
764 ولهذا لم يؤذ سيف سمعان الا عبد رئيس الكهنة لانه كان عبرانيا،
765 ولم يقترب من عضو آخر باستثناء الاذن لان ناموس الله هكذا يامر،
766 اذاً كان قد طُعن ذاك العبراني، وتناثرت اذنه فوضعها ابن الله في محلها كما سمعتم،
767 وكان هذا اعجوبة لمن كان قريبا لانه راى جسما مقطوعا التصق واتقن وصار جميلا،
768 ولما كان هذا عجبا، لم يتعجب به ابناء اليسار لان قلبهم كان مسيعا من قبل الشيطان لئلا يفهموا،[265]
769 حتى ذاك المجرم الذي شفي لم يتعجب من شفائه واحتقر الآية التي صارت في جسمه واهملها،
770 هم (ثبتوا على خصوصيتهم) والمسيح ايضا ثبت على خصوصيته، له الشفاء، ولهم التجديف والكلام البذيء.
[217] – في حاشية المخطوطة: ل 14585 (بيجان يضيف: بشابو) ليل الخميس
[218] – ر: الذي وضع ، نص: ووضع، ر: اتى
[219] – يوحنا 14/30
[220] – رومية 5/23
[221] – يوحنا 14/31
[222] – متى 25/33
[223] – يوحنا 18/6
[224] – يوحنا 18/6
[225] – ب، ر: النار. دانيال 7/10
[226] – ر: يراهم
[227] – نص: محدد
[228] – متى 27/5
[229] – تكوين 3/1
[230] – مزمور 91/3
[231] – ر، ب، و، ل 14: تقتل وتقبل وتسلم
[232] – ر: جميليّ
[233] – ر: وباعمالي
[234] – يوحنا 20/22؛ لوقا 22/30
[235] – ر، ل 12: موج، حشيش؟
[236] – ر: قومة ليل الخميس
[237] – ملفاننا يردد المقولة: الصديق عند الضيق !
[238] – ر، ب: صديق الصديق
[239] – دانيال 7/9
[240] – اشعيا 6/1-6؛ حزقيال 1، 3، 10
[241] – نص: الذي طلب
[242] – ر، ب: دمثكاتاش، نص: دنثكاتاش
[243] – و: دايكان ايثاو، ر: ايكان ايثاو، نص: ايكان دليثاو
[244] – رومية 2/6
[245] – و: دلبخيه، نص: داحديه
[246] – في حاشية: ر، ل 14: لغوشمو، نص: لفغرو
[247] – يوحنا 9/6
[248] – ب، و: ملثو، نص: هو ملثو. متى 9/32
[249] – متى 9/20، 1قورنثية 1/24
[250] – و: حَص، نص: حُص. متى 8/6
[251] – متى 11/5
[252] – و، ب: مساعدته، ل 14: مساعدة
[253] – متى 5/45
[254] – و: بالحليب؟، سوني يصوب: بالحبل، ر، ل 12: بالحبال
[255] – و: تهمل
[256] – مزمور 19/1
[257] – ب، ل، و: ميمره
[258] – نص: الى متى؟
[259] – نص: صالبوه
[260] – مرقس 8/18
[261] – خروج 21/6
[262] – خروج 21/2
[263] – و: يهمل صدر البيت
[264] – خروج 21/5-6
[265] – متى 25/33؛ 13/13