الميمر 30
نفس الانسان هي وحدها من دون سائر البرايا صورة اللاهوت وهي اسمى من كل البرايا. لقد سقطت بارادتها، اقمها يا رب بثلاثية مراحمك: كما بريتها من البداية من لا شيء وكما جلبتها من عبادة الاصنام لما سُبيت، أحِطْها واعطها الآن يد المراحم (بعد) ان اخطأت، وخذ النصر ثلاثيا بمجد عظيم، ربي، يليق بك لانك بريت، ويجمل بك لانك خلصتها، ويليق بك ايضا ان تتحنن على المدنسة. النفس ثمينة والابن يعرف قيمتها لما قال: ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم باسره وخسر نفسه.؟
قوى النفس: اعطاها الرب جمالا لتكون اسمى من البرايا، وبالحرية صفّ فيها زركشات كما في الذهب، وملأها عقلا وحكمة واستنارة وفكرا ساميا وحواسا مليئة تمييزا، وكلمة وصوتا وافكارا روحية، وجملت واستنارت مثل الله الذي جعلها صورته. يزول جمال النفس الجميلة بخطيئة واحدة كما تغطي سحابة واحدة الشمسَ.
السروجي يكرر فكرة ترك العالم الشرير الذي ليس بشيء ويحرض على اقتناء النفس التي هي “شيء” ولا تنحل مع العالم.
– المخطوطات: باريس 196 ورقة 147؛ روما 117 ورقة 196؛ روما 118 ورقة 98
– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب، وفي النهاية يرد اسم الطوباوي مار يعقوب الملفان. في المقدمة لا يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي. الميمر راعوي وتفسيري. بحث فيه عن النفس وقواها: انها صورة اللاهوت. يدعوها لتنجو من العالم الشرير لان طبيعتها جميلة منذ البداية وقد عضتها الحية بينما كانت “ناطورة الكرم” ثم طردت. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى عهد الشيخوخة أي الى حوالي سنة 515م.
– الدراسات:
الميمر الثالث، من اجل نفس الانسان، لاجل يوم الثلاثاء من الجمعة الثانية من الصوم المقدس، قبطي، 53-59
للقديس مار يعقوب
الميمر 30
على ما قاله ربنا: ماذا ينفع الانسان لو اقتنى العالم كله وخسر نفسه؟
(متى 16/26؛ مرقس 8/36-37؛ لوقا 9/25؛ يوحنا 12/25)
النفس صورة الله
1 نفس الانسان هي صورة اللاهوت العظمى، يا ابن الله بك تطهر وتقتني [ جمالها،[1]
2 بريتها اسمى من البرايا الجميلة، لقد سقطت بالاثم اقمها انت ايها الوارث الصالح،
3 خُطبت لك من مياه المعموذية، احفظها في الاتحاد معك من الغريب الذي يدنسها،
4 العالم الشرير وشهواته المليئة اضرارا افسدا النفس، انت يا متقن الكل احفظ لها جمالها،
5 تجلس باسمك صورة الملك المخطوبة لك، احفظها باسمك لئلا يسخر منها المارد،[2]
6 المسكونة مليئة عراقيل وحفرا وفخاخا، ربنا اسحب النفس وراءك لتكون معك،
7 سقطت وبما انه لا يسهل عليها القيام أنهضها انت الجبار وخذ الضعيفة المخطوبة لك،
8 /684/ عثرت وسقطت مُدّ لها اليد بالتوبة وخذ النعجة على كتفيك: لقد عذبتها الذئاب،[3]
9 ربي، محبوبة هي اليك نفس الانسان، وهي مفتخرة بك، [ ولما تسقط[4] فهي متكلة عليك لتقيمها،
10 انها غنيمتك ولن تؤخذ منك لانك جبار، وهي مختلطة معك وبك تنجو من السالب،[5]
11 صليبك خلصها من السجود للاصنام الميتة، وبه تنجو من [ زلات الاهواء[6] الشريرة،
12 انها ساقطة في الاثم وهي متعلقة برجاء جبروتك وتنتظرك، فهلم الى عونها يا ابن الله.
ثلاثية مراحم الله: الخلق الخلاص والغفران
13 ربي، مُلكك هي [ في البداية[7] وفي النهاية، لا يقلقها الشرير في الوسط من عِشرتك،
14 ابوك اعطى صورته للنفس لما براها، [ وانت احييتها ايضا بشبهك[8] مع والدك،
15 وبعـد ان سُبيت ارسلك وراءها من مساكنه، وفي الطريق صادفتك المسامير والرمح ولم تتركها،[9]
16 من اجلها كنتَ تُجلد بالسياط، ربي لا تتركها تهلك باغراءات الشهوات،[10]
17 واذ هي مرتخية هوذا القوة [ والجبروت] فيك ويسهل عليك ان تصنع من الحجارة مياه،[11]
18 /685/ كما بريتها من البداية من لا شيء وكما جلبتها من الاصنام لما سُبيت،
19 أحِطْها واعطها الآن يد المراحم (بعد) ان اخطأت، وخذ النصر ثلاثيا بمجد عظيم،
20 ربي، يليق بك لانك بريت، ويجمل بك لانك خلصتها، ويليق بك ايضا ان تتحنن على المدنسة،
21 لم تتوسل اليك النفس لتبريها من البداية، ولم تطلب منك ان تتحمل الآلام لاجلها،
22 الآن بعد ان وقعت في المرتين، ها انها تتضرع اليك لتكون المرة الثالثة ايضا مُلكك واعطها المراحم،
23 اظهرت محبتك لها واقتنينتها، وهي لم تشعر في المرتين السابقتين،
24 ظلت (مرة) واحدة، اجعلها تكون هي ايضا مُلكك لانه يجمل بك ان تحقق ثلاثتها،
25 بما انك بريتَ وخلصت تحنن وتمجد في ثلاثتها، فمَن يستحق التسبيح ما عداك انت.؟
النفس فقيرة لا تملك سوى الدموع
26 النفس ضعيفة حتى لما تقترب من التوبة، ولانها ذليلة لا تلذ لها حتى الصلاة ايضا،
27 تحنن على الذليلة المسدود فمها باثم يديها، واحسب الدموع القليلة كشيء كثير واعط الغفران،
28 ربي، لا تملك النفس التي اخطأت شيئا عظيما لتقربه لك لان خزينتها فارغة من الخيرات،
29 /686/ خذ دمعتين كفلسي تلك الارملة التي لم تكن تملك الا هذين (الفلسين)،[12]
30 النفس التي اخطأت هي معوزة اكثر من الارملة وتفكر كم ان ديونها كثيرة،
31 صاحب الدَّين اعطِ الغفران واعطِ الشجاعة فلو لم يدرك غفرانك النفس فانها ميتة.
على الخاطيء ان يشفق على نفسه
32 وانت ايها الخاطي اشفق على نفسك المليئة جمالا لانك اخضعتها بارادتك للشهوات،
33 لا السالبون ولا اللصوص نزعوا جمالها، انها تشتكي عليك لانك دنستها باثم يديك،
34 الراحات الزمنية والشهوات غير الحسنة انزلت النفس من على الروحانية،
35 وبلا شيء سقط شيء عظيم من علوه لانك ارتخيت ايها الخاطيء بالاثم الذي فعلته،
36 انتبه الى ما فقدت وقم [ وفتش[13] عليها لعلها توجد، لئلا تهلك النفس الصالحة المشتراة باثمان،
37 انها برية سامية وممجدة ومليئة جمالا، ولا توجد في البرايا (برية) اخرى اسمى منها.
النفس وحدها صورة الله من دون البرايا
38 انها صورة الملك وصورة اللاهوت العظيمة وكل جمال كل البرايا (يأتي) بعدها،
39 انظر كم هو جميل النور الذي صار في اليوم الاول: لم تُصور فيه صورة اللاهوت العظمى،[14]
40 انظر الى الرقيع الخيمة [ المثبتة] على كل الجهات: لم يكفِ ليصير صورة للملك بعلوه العظيم،[15]
41 البحور المحبوسة وكل المسكونة مع جهاتها كانت اصغر من صورة الملك في حدودها،[16]
42 ولما (كانت) الشمس والقمر واشعتهما واشراقاتهما جميلة، لم تُصور فيهما الايقونة العظمى،[17]
43 لا الفردوس ولا اثماره الروحية صار صورة للكائن العظيم يوم براه،[18]
44 لم يصور صورته على مركبة السماويين ولا على الاجنحة ولا على العجلات الناطقة،[19]
45 شبهه ليس مصورا على الكواريب ولا على السواريف ولا في الجموع ولا في صفوف اللهيب،[20]
46 لم يشأ ان يصور علىلهيب آل جبرائيل ولا على روح آل ميخائيل المليء عجبا،
47 ترك في الاعالي كل [ الاركان[21] العالية وجعل له نفس الانسان شبها وصوّر عليها صورته.
قوى النفس
48 واعطاها جمالا لتكون اسمى من البرايا، وبالحرية صفّ [ فيها[22] زركشات كما في الذهب،
49 وملأها عقلا وحكمة واستنارة وفكرا ساميا وحواسا مليئة تمييزا،
50 /688/ وكلمة وصوتا وافكارا روحية، وجملت واستنارت مثل الله الذي جعلها صورته،
51 وفاق جمالها كل البرايا الصامتة [ والناطقة[23] والجسدية والخفية،
52 ولا تشبهها [ النيرات ولا الملائكة[24] ولا العلويون ولا الوسطيون في طبائعهم،
53 انها عروس الملك وحاملة [ شبه الكائن ربها،[25] (ليست؟) المركبة رفيقة المستيقظين وجارة القوات،
54 [ والشابة (؟) البهية ورسم الضوء وصورة النور ومحسودة الابالسة[26] ومليئة بجمال اللاهوت.
جمال النفس
55 ها انها جميلة وها انها اثمن من كل البرايا، ولا يوجد شيء يدنسها ما عدا الخطيئة،
56 ها انها نيرة ولو تعمل الاثم اظلمت، وهي مليئة جمالا ولو زاغت تصير بغيضة،
57 ليهتم كل العالم ويحافظ على هذه التي تلزم، وليس على المقتنيات بالنسبة للمتميزين،
58 [ انها] [ لؤلؤة لم تخلص الا بدم ابن الله] لما سُبيت من قبل [ المضطهدين،[27]
59 وها انها محتقرة وبسيطة ومتروكة ومطروحة في الزبل من قبلنا ولم نرفعها من المزبلة،
60 /689/ آذتها الخطيئة ومن السهل اتقانها بالتوبة، ونتكاسل لنتعب ونجد الجمال الذي ضاع،
61 الذهب كم انه محتقر والمقتنى مرذول والغنى ومنبوذ لو وُجدت النفس الجميلة التي ضاعت،؟
62 لقد احتقرناها واهملناها ولم نهتم بها، ولم يكن ضروريا الا اقتناؤها هي (وحدها) فقط،
63 وها اننا مسرعون لجمع المقتنيات ونحسب مَلكة النور كلا شيء،
64 لم نحترمها [ ولم[28] نخدمها ولم نتباه بها ولم ننقذها من الشرور التي تخيفها،
65 تبغض [ الخطيئة[29] ولم نهتم بحجبها عنها لانها لما تدخل اليها توقعها وتضعفها وتذللها.
خطيئة واحدة تزيل جمال النفس كما تغطي سحابة واحدة نور الشمس
66 هوذا الخطايا تحيط بالنفس من كل الجهات ولم نطردها بالتوبة التي تحل العقد،
67 شاهد اشعة الشمس العظيمة كم انها قوية، ان غيمة واحدة تغطيها كلها عن المشاهدين،
68 شاهد ايضا وانظر الى حلل النفس كم انها عديدة، ونقصُ واحد يجعلها كلها بغيضة لما يدخل اليها،
69 تامل ايضا: ان التوبة هي مجانية، وبها تخلص النفس التي تسمو على البرايا،
70 /690/ ابن الله اشتراها باثمان لما خلصها ونحن لم نهتم لنشفي جرحها مجانا.[30]
النفس والمقتنيات
71 ايها المقتني المربوطة محبته بمقتنياته لا تحتقر المقتنى العظيم الذي تملكه،
72 لك نفس هي اعظم من المقتنى، فلو تحب احببها كانها هي الافضل،
73 لا تحب المقتنى الصغير كالابله وتبغض وتترك ذلك (المقتنى) العظيم كلا شيء،
74 احبب الذهب كالذهب حسب معياره، والفضة ايضا هي معروفة كالفضة،
75 ولو وجدتَ الاموال احببها حسب اثمانها واحبب كل مقتنى كما هو،
76 ولاحظ ما هي اثمان النفس واحسبها عظيمة واحببها بحسب اثمانها،
77 ومَن يعرف كم ان بنت النيرات هي افضل، ومَن يمسكها، ومَن يفحصها، [ ومَن[31] يزنها،؟
78 [ ومَن[32] يعرف اثمان النفس ليأتِ وليتكلم وليحبها اصحابها حسب اثمانها.
ابن الله يعرف ما هي النفس
79 ابن الله الذي اعطاها صورته لما كان يبريها ولبس صورتها من البطن لما خلصها،[33]
80 يقول لنا ما هي اثمانها وكم انها حسنة، /691/ لا يعرف (احد) ما هي النفس ما عداه،
81 هو كان [ يقول[34] لما كان يعلم في الجماعات: كم ان نفس الانسان افضل من المقتنيات.!
ماذا يستفيد الانسان لو خسر نفسه..؟
82 وعلّم هكذا: ماذا يستفيد الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه،؟
83 او ماذا يعطي الانسان بدل وعوض نفسه لانه لا تشبهها كل مقتنيات العالم.؟[35]
الله يقارن النفس بالجبال والآكام التي وزنها (اشعيا 40/12)
84 وزنها وزنا لما براها وعرف اثمانها، وقد وزن ايضا الجبال والآكام،
85 ذاك الجبار الذي رمى الآكام في الميزان، وزن النفس مع الجبال وهو يعرفها،[36]
86 لما وزنها وضعها ازاء كل العالم، يخفّ (كف ميزان) العالم ويرجح (كف ميزان) النفس اكثر من البرايا،
87 بقلم تلك [ المعرفة[37] المليئة اسرارا به وُزن العالم ونفس الانسان لما بُريت،
88 وضع الباري كل العالم في كفّ واحد، والنفس في (كف) واحد، (وكف) النفس ارجح من البرايا،
89 هو يعرف كم ان اللؤلؤة هي افضل، ولا احد يقدر ان يصف اثمانها ما عداه،
90 وضعها ازاء كل العالم، ووضع لها الاثمان لانها افضل من كل العالم ولا يشبهها،
91 /692/ النفس ليست افضل من كل العالم فقط، لكن العالم هو لا شيء والنفس هي شيء،
92 العالم سيسقط والنفس لن تنحل معه، العالم عشب والنفس [ هي صورة[38] اللاهوت،
93 كل العالم يزول كظل المغيب، والنفس لا تزول لانها صورة الكائن العظيم،[39]
94 ولو يقتني الانسان العالم كله [ ويخسر[40] نفسه، ماذا يملك لو نفسه ليست مُلكه،؟
95 ها قد اقتنى العالم وكدس الذهب وضاعف الثروة، ولو النفس هي مقتولة بالاثم فما هي الفائدة،؟
96 لماذا الاموال لو صاحبة الاموال [ هي[41] هالكة،؟ لماذا المقتنيات لو القانية غير موجودة،؟
97 هوذا العالم تجمّع وصار مُلكك مع مقتناه ومع كرامته ومع [ سلطته،[42]
98 ودرجاته السامية، والعروش المصفوفة فيه، والالبسة المجيدة، والدرجات الاسمى من السلطات،
99 وكل كنوزه، وكل خيراته، وكل غناه، وبكلمة واحدة كل العالم هو مُلكك فانك ناقص،
100 خُسرت النفس ورُبح العالم: انه [ لجرم[43] عظيم ان تقتني النفس العالم كله وهي خاسرة،
101 /693/ ربطتها الخطايا وقتلها العالم، وها انها مطروحة في جهنم وماذا يفيدها العالم الذي اقتنته،؟
102 لما يحل الرب العالمَ هي لن يحلها، [ ويزول العالم كله[44] وتظل هي قائمة،
103 وتدخل الى المحكمة وتجيب عن [ جرائمها،[45] ويكون بعيدا العالم والغنى من المحكمة،
104 كل ما اقتنته يصير غير موجود، لما [ تتعذب،[46] وماذا تستفيد لو اقتنت العالم كله،؟
105 اشتهت وركضت بنشاط وراء العالم واهتمت واقتنت الغنى الكثير والوفير،
106 وصعدت ووقفت على العظمة في درجة سامية وكانت عزيزة في السلطة والعظمة.
مقاضاة النفس في المحكمة
107 ولما كسبت كل العالم، فقد اخذوه منها وادخلوها الى المحكمة والعالم لم ينفعها بشيء،
108 ها انها تُقرف وها انها تؤدب وها انها تُضايق ولا يسمحون لمقتناها ان يأتي عندها،
109 تدخل الندامة وتعذب النفس كثيرا، فتذم ذاتها لكونها اقتنت ما ليس حقيقيا،
110 وضمير النفس يجلدها مثل الحاكم لانها ضلت وراء العالم ولم يخلصها،
111 ولما يقاصصها الحاكم لا تلومه /694/ بل تصرخ: عادل حكمك وانت مستقيم،[47]
112 سيؤخذ غطاء الشهوات من النفوس في المحكمة [ الكبرى[48] امام العدالة،
113 تقف النفس في المحكمة وعنقها مكشوف ولا يسمحون لها ان تغطي شيئا من خفاياها،[49]
114 انها عارية ومكشوفة امام الحاكم ومصورة عليها كل ادناسها وكل جروحها وافعالها،
115 لا يقدر الحبشي ان يغطي لونه ولا النفس ان تتستر هناك على [ كل[50] شرورها،
116 الافكار مكشوفة امام العدالة كالاعضاء والحكم مستقيم والحاكم عادل والموضع مخيف،
117 وكل امرء اقتنى العالم وخسر نفسه سيخجل هناك مع المقتنى الذي لا يفيده،
118 محبة العالم ستُنزع كالدخان بريح الحكم التي تهبّ هناك بشدة،
119 وتبغض النفس وتخجل من الغنى الذي اقتنته لانها تتعلم هناك بانه ليس بشيء لقانيه،
120 مَن يريد ان يسمع كلمة ابن الله، من هنا يبغض الغنى الذي ليس بشيء،
121 ويتعلم بان يقتني النفس فقط من بين المقتنيات، لان كل غنى العالم باسره لا يضاهيها.
دعوة الى سماع قول ربنا
122 /695/ قال ربنا: ماذا ينفع الانسان لو يقتني العالم كله ويخسر نفسه،؟[51]
123 ولو [ كان[52] يوجد اذن تسمع روحيا لما كانت المقتنيات محبوبة اكثر من النفس،
124 من المعلم العظيم الذي يريد ان يحيا كل انسان، تعلمنا ما هي النفس وما هي المقتنيات،؟[53]
125 ونعتبر كلمة المعلم بسيطة ولا نريد ان نحب النفس ونبغض الغني الذي لا يفيدنا،
126 محبة العالم تغطي نفسنا كالدخان ولا تسمح لها ان ترى ذاتها كم هي جميلة،
127 وكم هي نيّرة، وكم هي حكيمة، وكم هي محبوبة، وكم نحن ابغضناها لاننا انزلناها الى الشهوات.
ايتها النفس من اضلك؟
128 ايتها النفس يا محبوبة ربها، مَن اضلكِ؟ مَن سخر منكِ؟ مَن اغواكِ [ بالشهوات،؟[54]
129 مَن انزلك من على الروحانية الى دناءة وحقارة العبيد الساقطة فيه،؟
130 انتِ بنت الاحرار، انت بنت الملك، انت [ بنت النور،[55] لماذا انت لابسة لون الليل وانت مظلمة.؟
النفس تقول: الثعبان لدغني وعراني
131 تقول البهية: ذلك الثعبان الذي كان قد سخر مني بين الاشجار عراني واذلني وها انه يعضني،[56]
132 [ مكر بي] هناك وسرق ثيابي التي كنت متشحة بها /696/ وهنا [يضلني[57] بمحبة العالم،
133 كل يوم يلقي امامي [ ثمرة[58] من شجرة المعرفة لآكل واموت بشهواتها،
134 جعلوني هناك ناطورة الكرم بين الاشجار، ولم احافظ على يدي من تلك الثمرة التي قتلتني،[59]
135 وضعوني مثل ناطورة عند شجرة الحياة وقطفت الثمرة من شجرة المعرفة،[60]
136 وبمكره البغيض جرني الثعبان وانزلني من العلى العظيم وهانذا ساقطة في العالم الشرير.[61]
النفس تلتجيء الى المسيح
137 ولما اشفق عليّ شجرة الحياة واعطاني ثيابي جاءت الحية لتجدد عريي وتستهزيء بي،[62]
138يا ابن البتول لقد رضضتَ رأسها بصلبك، انقذني منها لانها تنفخ الشهوة وتضعفني،
139 الحية مبعوجة بالرمح الذي رُمي على الجلجلة، فلا تحيا بمحبة العالم القريبة مني،[63]
140 عدوي هو صفيق الوجه، انتصر بي لانتصر عليه فهو يعذبني لانني لا انتصر بما املكه سانتصر بما تملكه انت،[64]
141 لو اسقط ربوات المرات انت اقمني، لقد اخذتك رفيقا فاذهب معك عند والدك،
142 انا الضعيفة انتصرُ عليه بمعركتك، انتَ اغلب عدوي لئلا تحزن لو غلبني،
143 /697/ خلصتني من السالب باثمان باهضة، لا [ يسلبني[65] سالبي ايضا منك يا ابن الله،
144 دمك الثمين مسكوب لاجلي على الجلجلة، لا اهلك بعدما اشتُريتُ لاصير مُلكك،[66]
145 لاجل نفس الانسان ضُرب ربنا كفّا لتتحرر هي من العبودية وتعود الى موضعها،[67]
146 القى نفسه في هوة الموتى لاجلها ونزل واصعدها من تجاويف الشيول العميقة،
147 ادخلوه الى المحكمة وربطوه على عمود الجلد وبصقوا في وجهه ولم يشأ ان يعدل عن الخلاص،[68]
148 كان قد غطس في بحر الآلام واصعد اللؤلؤة اكراما للصورة العظمى المصورة فيها لئلا تهلك،
149 لم يملّ لما كان يتألم لاجلها لانه كان يعرف كم هي حسنة وقد اشتراها بدمه،[69]
150 ولئلا يترك صورة ابيه في الهلاك نزل وجسّ الشيول واصعد اللؤلؤة معه،
151 وبما انه كان يعرف بانها افضل من البرايا كشف في البشارة بان العالم كله لا يضاهيها،
152 ولهذا (قال) ماذا يستفيد الانسان لو وجد العالم باسره وخسر نفسه،؟
153 ولهذا لنضمد بالدموع النفس التي طُعنت بالشهوات، [ فيهدأ[70] وجعها وتصبح جميلة.
الخاتمة
154 يا ابن الله الذي خلصها بدمه، لتطهر بك وتقتنِ جمالها الاول ولتعدْ الى موضعها.
كمل الميمر على ما قاله ربنا: ماذا ينفع الانسان لو يقتني العالم كله ويخسر نفسه الذي الّفه الطوباوي مار يعقوب الملفان[71]
[1] – ب: الجمال. الميمر دراسة وتحليل معمق في النفس البشرية. انظر، ميمره 28
[2] – يوحنا 17/11
[3] – لوقا 10/3، 15/1-7، خاصة 15/5
[4] – ر: لان حتى سقطت
[5] – ر: السالبين
[6] – ر: عثرات الازمنة
[7] – ب: من البداية
[8] – ر: بشبهه ايضا اقامها. النفس هي صورة الآب وشبه الابن. لماذا لا يذكر الروح القدس ؟ في البيت 38 يقول يعقوب: ان النفس هي صورة اللاهوت أي صورة الآب والابن والروح القدس!
[9] – يوحنا 20/25، 19/34
[10] – يوحنا 19/1
[11] – ب: الجبروت. نص: من المياه تصنع الحجارة، سوني يصوب: من الحجارة تصنع المياه. خروج 17/1-7، 1قورنثية 10/4
[12] – مرقس 12/41-44، لوقا 21/1-4
[13] – ر: وبعييه، نص: وبعوايه. 1قورنثية 6/10، 7/23
[14] – تكوين 1/3-5. انظر، ميمره 71
[15] – ب: الممدودة. تكوين 1/6-8
[16] – تكوين 1/9-13
[17] – تكوين 1/14-19
[18] – تكوين 2/8-17
[19] – حزقيال 1، 10
[20] – تكوين 3/24، اشعيا 6، حزقيال 1، 10
[21] – ب: اركَس، نص: اركاس
[22] – ر: لها
[23] – ر: ومليلوثو، نص: ومالولوثو. يعدد يعقوب قوى النفس الخمس: عقل (هاونو)، حكمة (حاكيموثو)، استنارة (ناهيروثو) فكر (مادعو)، حواس مليئة تمييزا (زاوعي دملين فوروشوثو). هل يضيف ثلاث قوى اخرى: كلمة (ملثو)، صوت (قولو)، افكار روحية (حوشوبي)؟. انظر، ميمره 35 على اليشاع الذي احيا الميت بعظامه. ينسب نفس الحواس الخمس الى النحلة. انظر، ميمره 142 على التسبيح على المائدة
[24] – ب: لا الملاكئة ولا النيرات
[25] – ربها شبه الكائن، بيجان يصوب: شبه الكائن ربها
[26] – ر: البهيات الاشعة الانوار ابليس. لماذا يستعمل يعقوب: (عولماث) بمعنى الشابة (علايمثو، علايمو) و (صالماث، صوراث) بمعنى الصورة (صورتو صالمو)؟. هذا اسلوب جديد لم يرد في ميامره الاخرى
[27] – ب: مركنيثو، نص: مركنيثوي. اللؤلؤة او المرجانة يطلقها على: الكلمة والبيعة والكتاب المقدس والمسيح وبنت العهد الخ.. ر: مضطهد. 1بطرس 1/18-19، رؤيا 5/9؟
[28] – ب: ولو، نص: لو
[29] – ب: الخطايا
[30] – 1قورنثية 6/20، 7/23
[31] – ر: مَن
[32] – ب: مانو، نص: ومانو
[33] – تلاعب على الصورة. الابن يعطي صورته (صلمو) للنفس، والابن بتجسده يلبس صورة (صورتو) النفس اي صار انسانا له نفس مثل الانسان
[34] – نص: قال
[35] – متى 16/26، مرقس 8/36-37
[36] – اشعيا 40/12
[37] – ب: معرفته. يبدل يعقوب نص اشعيا ويستعمل كلمة قلم (قانيو) بدل قبّان او ميزان. اشعيا 40/12 لعله يقارن قلم المعرفة الالهية بقلم لسان الكاتب الماهر. مزمور 45/1؟
[38] – ر: صلموه، نص: صلموي. العالم عشب ييبس ويزول لوقا 12/28؟. النفس صورة اللاهوت لا تذبل ولا تزول مثله
[39] – مزمور 102/11؟
[40] – ر: نحسار، نص: حوسار
[41] – نص: ابيذوي، ر: ابيذو
[42] – ب: سلطاته
[43] – ب: اضحوكة
[44] – ب: زائل كل الغنى
[45] – ب: اعمالها
[46] – ب: دمشتاحقو، نص: دمشتانقو
[47] – تثنية 16/18، رومية 2/5؛ مزمور 25/8
[48] – ب: العليا
[49] – ر: رذائلها. يتكلم يعقوب عن: العنق (صاورو) المكشوف ويعني به: الوجه او العورة. لاويون 10/6؟، حزقيال 16/37، عبرانيون 4/13
[50] – ر: من
[51] – متى 16/26
[52] – ب: لنا
[53] – حزقيال 33/11
[54] – ر: للشهوات
[55] – ر: نيّر
[56] – تكوين 3
[57] – ر: لدغتني، ر: مطعي لي، نص: مطعي بي
[58] – ر: ثمرات. تكوين 2/9، 3/1-24
[59] – نشيد 1/6، تكوين 2/15
[60] – تكوين 3/1-6
[61] – تكوين 3/23
[62] – تكوين 3/9. مقارنة بين خشب الصليب وبين خشب شجرة الحياة اي المسيح ذاته
[63] – يوحنا 19/34
[64] – تعترف النفس بانها لا تنتصر على عدوها بطاقتها الخاصة انما بالرب الذي ينتصر فيها وبه تنتصر على العدو. له نظرية ثانية تقول يمكن ان ينتصر المرء وحده بدون العون الالهي ولو كان مثل هذا الانتصار نادرا. انظر، ميمره 10 على الصلاة الربية، وميمره 157 على ايوب
[65] – 1قورنثية 6/20، 7/23. ب: نشبني، ر: نيشبيني، نص: نيشبيني
[66] – 1بطرس 1/18-19، رؤيا 5/9؟
[67] – متى 26/51
[68] – متى 26-27؛ يوحنا 19/1؛ 26/67
[69] – 1بطرس 1/18-19، رؤيا 5/9؟
[70] – نص: ويبلى. (كذا)، بيجان يصوب: ويهدأ
[71] – في المخطوطة: ر 117