نهدي البركة الرسولية والادعية الخيرية الى اصحاب النيافة الاخوة المطارنة الجزيل وقارهم,
وحضرات ابنائنا الوحيين نواب الابراشيات والخوارنة والرهبان والقسوس والشمامسة الموقرين,
ولفيف افراد شعبنا السرياني الارثوذكسي المكرمين.
شملتهم العناية الربانية بشفاعة السيدة العذراء والدة الآله وسائر الشهداء والقديسين آمين
بعد تقفد خواطركم العزيزة نقول: في الدورة التي عقدها مجمع الكنيسة القبطية الاسكندرية المقدس من 8 حتى 13 شباط سنة 1965 والتي ترأسها قداسة الانبا كيرلس السادس وبطريرك الكرازة المرقسية, اتخذ قراراً بذكر اسم البطريرك الانطاكي في اثناء القداس الالهي, في جميع الكنائس القبطية باعتبار أن كنيستنا السريانية الانطاكية والكنيسة القبطية الاسكندرية هما كنيسة واحدة تشملها وحدة الايمان والعقيدة والمذهب. وتجاوباً مع قرار هذا المجمع كتبنا نستشير اخوتنا المطارنة الاجلاء اعضاء مجمعنا الانطاكي المقدس, لذكر اسم البطريرك القبطي الاسكندري في أثناء القداس في الكنائس الخاضعة لكرسينا الرسولي. وفي 14 نيسان المنصرم عقدنا في دار البطريركية في دمشق جلسة مجمعية حضرها خمسة من المطارنة الاجلاء, تدراسنا فيها قرار المجمع الاسكندري الآنف الذكر والرسائل الواردة بهذا الصدد من الاخوة المطارنة الغائبين, فرأينا اجماعاً على هذه النقطة الجوهرية التي تبين وحدة الرأي في الكنيستين الشقيقتين, فاتخذنا من ثم قراراً بذكر اسم البطريرك الاسكندري بعد اسم البطريرك الانطاكي في دبتخا الآباء الاحياء.
لقد كانت الكنيسة في العصور القديمة تذكر اأسماء بطاركة الكراسي الأربعة أي أنطاكية والاسكندرية والروماني والقسطنطيني ثم اقتصر على اسمي بطريركي انطاكية والاسكندرية, على أثر انقسام المسيحية المرير. وقد اخبرن التاريخ الكنسي بأن هذين البطريركين كانا يتبادلان رسائل الايمان عند تنصيبهما, برهاناً على وحدة الايمان بين كرسييهما حتى نجم خلاف بينهما في القرن الثالث عشر, إذ أقدم البطريرك الاسكندري المعروف بكيرلس لقلق, على رسامة مطران قبطي للقدس خلاف لتحديات المجامع المسكونية بشأن حدود الكرسيين الانطاكي والاسكندري متعللا بأنه اضطر الى ذلك بواسطة موظفي الدولة الاقباط الذين تكاثر عددهم هناك ولا يفهمون السريانية. فقابله الانطاكي بالمثل برسامته مطراناً للحبشة الخاضعة لولاية الاسكندري.
وقد ظلت العلاقات شبه متوترة بين الكرسيين المشار اليهما حتى اليوم. أما اليوم ونحن بعصر النور والسلام والحركات المسكونية, فقد رأينا وجوب استئناف تلك الروابط الاخوية كي تظهر وحدة الكنيسة, فبحثنا هذه القضية الهامة في كانون الثاني سنة 1965 في أديس ابابا مع قداسة البابا كيرلس السادس, بحضور وفدي الكنيستين الشقيقتين, على أن يعرضها كل منا على مجمعه المقدس ليتخذ بها القرار النهائي, فكان القراران المشار اليهما. ومع اننا بلغنا قرارنا في حينه الى جميع الابرشيات السريانية, فقد رأينا الآن ان نؤكد ذلك باصدار هذا المنشور الرسولي, مهيبين بالكنائس كلها الى ذكر اسم البطريرك الاسكندري بعد اسم البطريرك الانطاكي في الدبتخا الأولى بالعبارة التالية:
ܦܛܪܝܪ̈ܟܘ ܕܝܠܢ ܐܒܘܢ ܡܪܝ̱ ܐܝܓ̥ܢܐܛܝܘܤ ܕܗܽܘ ܝܥܩܽܘܒ ܬܠܺܝܬ̥ܝܳܐ ܘܐܒܘܢ ܡܪܝ̱ ܩܘܪܝܠܘܣ ܫܬ̊ܺܝܬ̥ܳܝܳܐ ܘܚܰܣܝܳܐ ܕܝܠܰܢ ܐܒܘܢ ܡܳܪܝ̱ ܦܠܳܢ.
اي “لنصلِّ ونبتهل …من أجل بطريركينا مار اغناطيوس يعقوب الثالث ومار كيرلس السادس وطراننا مار فلان…”.
وبهذه المناسبة يجمل بنا أن نخبركم أيها الأعزاء. بأن كنيستنا المقدسة ما زالت تذكر سراً بواسطة الكاهن المقدس, وفي الدبتخا الثالثة الخاصة بالملوك المسيحيين, اسم ملك الحبشة الارثوذكسي وفقاً لما أورده الملافنة مفسّرو القداس, ولا سيما مار سويريوس موسى ابن كيفا مطران الموصل في القرن التاسع ومار ديونيسيوس يعقوب يعقوب ابن صليبي مطران آمد في القرن الثاني عشر. فيتوجب على الكهنة الموقرين أن ينتبهوا الى هذه النقطة الهامة ويذكروا سراً اسم امبراطور الحبشة حين يتلو الشماس دبتخا الملوك المسيحيين. وإذ نوصي الجميع بالتقيد بما ورد في منشورنا هذا الرسولي’ نسأل الله أن يؤتي بيعته النصر المؤزر والوحدة الشاملة التي تجمع الاعضاء المبعثرة في جسم المسيح الواحد. حفظكم الله وبارككم ووفقكم لما فيه خير نفوسكم بنعمته تعالى آمين.
صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق في الخامس عشر من تموز سنة خمس وستين وتسعمائة وألف وهي السنة الثامنة لبطريركيتنا