بنعمة الله
إغناطيوس زكا الأول عيواص
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع
رقيم بطريركي
نهدي البركة الرسولية والأدعية الخيرية إلى أبنائنا الروحيين الأفاضل الرهبان السريان الأرثوذكسيين في كل مكان، شملتهم العناية الربانية بشفاعة السيدة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل ومار أفرام وسائر الشهداء والقديسين، آمين.
أمّا بعد،
لقد سُرّ قلبنا الأبوي سرورًا عميمًا بالمؤتمر السرياني الأول الذي انعقد في دير مار يعقوب البرادعي – العطشانة وبيت السريان مار كبريال – عجلتون – لبنان، من 26 إلى 30 آب 2013، تحت شعار: “هلّم فنبني سور أورشليم ولا نكون بعد عارًا” (نح 2/ 17) بحضور ومشاركة اللجنة الأسقفيّة التي كلّفناها مرافقة المؤتمر والمؤلَّفة من نيافة المطرانين مار غريغوريوس صليبا شمعون المستشار البطريركي ومار ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وسكرتير المجمع المقدس.
وبعد الاستماع إلى التقرير المرفوع إلينا من لجنة متابعة المؤتمر في 31/8/2013 وبعد دراسة الاقتراحات المقدَّمة وعرضها على المجمع المقدّس، قرّرنا تثبيت ما يلي:
1- في البداية والتنشئة في الرهبنة: قرّرنا أن يقضي طالب الرهبنة سنةً اختبارية إعدادية في أحد الأديرة تحت إشراف ومتابعة أب روحي، قبل اتّشاحه بالإسكيم الرهباني، وأن يوافق جمع الرهبان على انتساب الراهب الجديد إلى ديرهم. كما وشجّعنا على تقدّم الشباب من غير الحائزين على شهادة البكالوريا إلى الحياة الرهبانية وأعطينا توجيهاتنا بتسهيل قبولهم في الأديار.
2- في الرهبان والدراسات اللاهوتية وإكليريكية مار أفرام السرياني اللاهوتية في معرة صيدنايا: أثنينا على الخطوات التي يقوم بها مدير الإكليريكية ابننا الروحي الفاضل الربان جرجس كورية لجهة استمرار الإكليريكية بالقيام بدورها في ظل الأوضاع الراهنة في سوريا، لا سيما من خلال قيام نظام التعليم الإفتراضي المستحدَث في الإكليريكية. وأعطينا توجيهاتنا لتشكيل مجلس إداري للإكليريكيّة للمساهمة في تطويرها وأداء رسالتها بالشكل الأفضل.
3- الرهبان والخدمة في الأبرشيات: باركنا الدعوة إلى تهيئة مراكز رهبانية سواءٌ في أميركا وكندا أم في أوروبا، لإقامة رياضات روحية منظمة ودورية والوقوف على احتياجات الرهبان الروحية. وأكّدنا على أهمية متابعة هذا الموضوع مع أصحاب النيافة المعنيين.
كما قرّرنا أن يقضي الراهب المرسَل إلى خدمة إحدى الكنائس في الاغتراب، فترة اختبارية لمدّة سنتين في الأبرشيّة التي يُرسَل إليها، إمّا برفقة مطران الأبرشيّة أو بمرافقة كاهن ذي خبرة.
وأعدنا التأكيد على ضرورة الالتزام بما قرّره المجمع المقدّس لجهة تحديد مدّة خدمة الرهبان في الأبرشيات بثلاث سنوات قابلة للتجديد مرّة واحدة فقط.
4- التواصل بين الرهبان: قرّرنا أن يتمّ إنشاء مجلس رهباني لتمتين التواصل مع الرهبان ومؤازرتنا في تدبير شؤونهم. وأعطينا توجيهاتنا للإسراع في وضع القانون المناسب له ودراسته مع اللجنة الأسقفية المولجة مرافقة لجنة متابعة المؤتمر الرهباني، لإقراره والعمل به بدءًا من الاجتماع الرهباني القادم.
هذا ما اقتضى والنعمة معكم. ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ.
صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق – سورية
في السابع من شهر تشرين الثاني سنة ألفين وثلاثة عشر
وهي السنة الرابعة والثلاثون لبطريركيتنا