سلسلة
التهذيب المسيحي
«الجزء الأول»
بقلم
مار سويريوس زكا عيواز
مطران الموصل وتوابعها للسريان الأرثوذكس
1967
طبع في المطبعة العصرية ـ الموصل
المقدمة
أعزائي معلمي ومعلمات دروس الدين:
بين أيديكم الجزء الأول من «سلسلة التهذيب المسيحي» التي وضعتها مبنية على أساس نظريات صحيحة في علم التربية الحديث، فالأمل بأن تلقى قبولاً لديكم وتسد جزءاً من حاجة الكنيسة الماسة إلى كتب دينية تعليمية ذات أسلوب تهذيبي جديد.
ففي هذا الجزء من السلسلة تقرأون قصصاً دينية كتبتها بلغة بسيطة سهلة الفهم تناسب مدارك الأحداث، وتستسيغها عقولهم. بل تساعد على توسيع خيالهم وإثارة إعجابهم بأبطالها فيحاولون الاقتداء بهم.
وبما أن الأحداث في الصف الأول الابتدائي لا يتمكنون من القراءة، لذلك ولئن كان هذا الكتاب كتابهم فهو كتابكم في الدرجة الأولى، فمهمتكم الأولى والأخيرة هي أن تقرأوا القصة أمام الأحداث أو تقصوها عليهم كما هي مكتوبة في الكتاب، وقد سهلت المهمة عليكم فاسهبت بالقصة وعرضتها بأسلوب واضح مفهوم. وقد عقبت كل فصل بأسئلة يعين الجواب عليها استيعاب حوادثه. وفي كل قصة عبرة أو أكثر يقتبسها الأحداث تلقائياً ويتعلمون منها التمسك بالفضائل والابتعاد عن الرذائل.
ولما للصلاة من أهمية كبرى في الدين إذ قد قيل (لا دين بدون صلاة) ولما للأحداث من قابلية على حفظ ما يراد منهم حفظه على ظهر قلب من الصلوات. وإمكانية بدء رسوخ العادات الصالحة في نفوسهم، وهل من عادة أجمل من العبادة؟ لذلك انتخبت بعض الصلوات الضرورية ليستظهرها الأحداث ويمارسوها، وبهذه المناسبة أرغب إليكم أن تدربوهم على طريقة رسم إشارة الصليب بصورة صحيحة وتفهموهم ما لهذه الإشارة من قوة روحية، وإن تعلموهم كيفية تلاوة الصلوات بخشوع في دورهم وفي الكنيسة.
والمتوقع منكم أن تكونوا لهم قدوة صالحة ومثالاً حسناً في تكريم بيت اللّه أثناء حضوركم في الكينسة لينسجوا على منوالكم ويطبعوا على غراركم.
أما الصور وهي وسائل إيضاح ضرورية جداً، فالأمل بأن تلفتوا انتباه الاحداث إلى الاستعانة بها لفهم مواضيع الكتاب.
ولا بد أن أوضح لكم أن أهم ما قصدته في فصول الكتاب كلها هو توثيق علاقة الأحداث باللّه تعالى خالقهم والمعتني بهم لكي يحبوه من كل قلوبهم ومن كل نفوسهم ومن كل إرادتهم. وكذلك ليتعقوا بمحبة كنيستهم ووطنهم وأهلهم ومعلميهم وأصدقائهم. فأرغب إليكم في أن تهتموا لتبلغ هذه الدروس الهدف الذي وضعت لأجله.
أسأله تعالى أن يجعل هذا الكتاب خير وسيلة لخلاص وتهذيب نفوس الأحداث أحباء الرب يسوع.
الموصل 7/7/1967
سويريوس
الفصل الأول
رسم إشارة الصليب
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
لوقا صبي مؤدب في الصف الأول، يصلي كل يوم قبل النوم مساء وعند الاستيقاظ من النوم صباحاً، علّمه أبوه أن يرسم إشارة الصليب المقدس على وجهه قبل أن يبدأ بالصلاة وعندما ينتهي منها وقبل أن يبدأ بأي عمل.
سأل لوقا أباه قائلاً: يا بابا، ما هي إشارة الصليب المقدس؟ أجابه أبوه: إنها علامة المسيحي يا ابني. بها يتميز عن غيره، ويعرف أنه أحد المؤمنين بسيدنا يسوع المسيح الذي هو ابن اللّه، وقد جاء من السماء وتجسد، وصلب على الصليب، ومات بالجسد، ودفن، وقام في اليوم الثالث، وبواسطة صلبه نلنا النصر على أعدائنا الثلاثة: الشيطان والموت والخطيئة.
ولذلك يا لوقا نحن نفتخر بالصليب أمام الغريب والقريب. ونؤمن بأن فيه قوة آلهية، لأنه علامة نصرنا على أعدائنا الروحيين.
ولذلك أيضاً يا ابني لوقا نحن لا نخاف أبداً، لا في الليل، ولا في النهار، لأننا عندما نرسم علامة الصليب على جباهنا، يهرب الشيطان عدونا الروحي.
فرح لوقا جداً وقال لأبيه: إنني يا بابا افتخر بالصليب وأرسمه على جبهتي بهدوء واحترام وإيمان، لأنه علامة المسيحي وراية الخلاص.
الأسئلة:
ـ ماذا يعمل لوقا في الصباح والمساء؟
ـ ماذا سأل لوقا أباه؟
ـ ما هي علامة المسيحي؟
ـ لماذا لا نخاف لا بالليل ولا بالنهار؟
ـ كيف يجب أن نرسم علامة الصليب؟
الفصل الثاني
الصلاة الربانية
كانت مريم في كل صباح وكل مساء تركع في البيت وتصلي، وكان أولادها يوسف وجورج وسارة يركعون معها ويصلون، ومرة طلبت منها سارة قائلة: يا ماما علمينا الصلاة التي يسمونها الربانية.
فقالت مريم: اسمعي يا سارة وأنت أيضاً يا يوسف، جاء مرة تلاميذ ربنا يسوع المسيح إليه وقالوا له علمنا أن نصلي فقال لهم: أما أنتم فإذا صليتم قولوا:
آبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض أعطنا خبزنا كفافنا اليوم، واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن أيضاً نغفر لمن أخطأ إلينا، ولا تدخلنا في التجربة، لكن نجنا من الشرير لأن لك الملك والقوة والتسبحة إلى أبد الأبدين آمين.
فشكر الأولاد أمهم لأنها علمتهم هذه الصلاة، وسألوها قائلين لماذا يسمونها الصلاة الربانية يا ماما؟ فأجابتهم: يا أولادي نسميها الصلاة الربانية لأن ربنا يسوع المسيح علمنا أن نصليها، ولذكل فهي أفضل صلاة للمسيحي ويجب أن نحفظها جيداً ونصليها دائماً.
الأسئلة:
1ـ ماذا كانت تعمل مريم في الصباح والمساء؟
2ـ ماذا سألت سارة أمها؟
3ـ اتل الصلاة الربانية؟
4ـ لماذا نسميها الصلاة الربانية؟
الفصل الثالث
الملاك الحارس
في أحد الأيام خرج سالم مع والديه للنزهة على ضفة النهر وأخذ يلعب مع سهام بالكرة التي أهداه إياه أبوه في عبد ميلاده، فتدحرجت الكرة نحو النهر، وتبعها سالم وتبعته سهام وكادا يسقطان في النهر ويغرقان ،ولكن يداً أمسكت بهما فوقفا فجأة، والتفتا فلم يجدا أحداً، فاندهشا وعادا إلى أهلهما وقصا عليهم ما حدث لهما، فقال أبو سالم: أتعلمان من أمسك بكما، قالا لا، قال أبو سالم: إنه الملاك الحارس، قال سالم: ومن هو الملاك الحارس يا بابا؟ قال أبو سالم: اسمع يا سالم وأنت يا سهام: إن اللّه تعالى الذي خلقنا يحبنا كثيراً ولذلك قد جعل لكل واحد منا ملاكاً حارساً يرافقه أينما يذهب، ويحرسه ويحافظ عليه إذا كان سائراً في الطريق، أو إذا كان يدرس في المدرسة، أو إذا كان يلعب مع رفاقه كما كنتما تلعبان، ويحرسه في كل مكان.
ويفرح الملاك الحارس عندما يرانا نساعد الفقراء، والمساكين، والشيوخ الكبار، ويفرح كذلك عندما يرانا نحب رفاقنا، وأخوتنا، وأهلنا، وأصدقاءنا، ونجتهد في دروسنا، ونعتني بنظافة ملابسنا وكتبنا، قالت سهام: إذن أنا أحب ملاكي الحارس، وقال سالم وأنا أيضاً أحبه.
قال أبو سالم: إن من يحب ملاكه الحارس، يجب أن يكون مؤدباً، لكي يبقى الملاك الحارس معه، ولا يهرب منه، لأن الملاك الحارس يهرب من الناس الأشرار.
فوعد سالم ووعدت سهام أن يكونا مؤدبين ليحبهما الملاك الحارس ويرافقهما دائماً.
أسئلة:
1ـ إلى أين خرج سالم مع والديه؟
2ـ من كان يلعب مع سالم بالكرة؟
3ـ أين سقطت الكرة؟
4ـ من أمسك سالم وسهام عندما كادا يسقطان بالنهر؟
5ـ من هو الملاك الحارس؟
6ـ من يرسل الملاك الحارس إلينا ولماذا؟
7ـ متى يهرب الملاك الحارس منا؟
الفصل الرابع
الملاك يبشر سيدتنا مريم العذراء
دعت حنة ذات يوم أخاها حنا، وقالت له إذا درست دروسك جيداً وكتبت واجبك البيتي اليوم سأقص عليك حكاية عن سيدتنا مريم العذراء، ففرح حنا وأكمل واجباته وجاء إلى حنة، وقال لها يا أختي الكبرى قصي لي الحكاية عن سيدتنا العذراء كما وعدتني، فقالت حنة:
كان يوجد في مدينة اسمها ناصرة فتاة مؤدبة ومتواضعة اسمها مريم كانت تحب اللّه كثيراً وتصلي دائماً، ولما كان عمرها ثلاث سنوات أخذها أبوها وأمها إلى الهيكل لتعيش فيه لأنها كانت منذورة.
مرة بينما كانت مريم تصلي وكان عمرها ثلاث عشرة سنة جاءها الملاك جبرائيل في هيئة إنسان وقال لها: السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء، إنك تلدين ابناً وتسمينه يسوع وهو قدوس ويدعى ابن اللّه. فآمنت مريم بقول الملاك. وقالت ها أنا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك، وبعد تسعة أشهر ولدت ابناً سمته يسوع وهو المسيح ابن اللّه. ولذلك صارت مريم والدة الإله وأم جميع المسيحيين.
أسئلة:
1ـ أين كانت تسكن الفتاة مريم؟
2ـ ماذا كانت تعمل؟
3ـ كم كان عمرها عندما أخذها والداها إلى الهيكل؟
4ـ كم كان عمرها عندما بشرها الملاك؟
5ـ ما اسم الملاك الذي بشرها؟
6ـ كيف ظهر لها الملاك؟
7ـ ماذا قال لها الملاك؟
8ـ ماذا قالت هي للملاك؟
9ـ لماذا نسمي مريم العذراء والدة الإله؟
للحفظ غيباً
السلام الملائكي
السلام لك يا مريم العذراء، الممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء، ومبارك ثمرة بطنك يسوع، يا مريم القديسة، يا والدة الإله، صلي من أجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا آمين.
الفصل الخامس
ميلاد الرب يسوع
صباح عيد الميلاد، ذهب بولس مع أبيه وأمه وإخوته إلى الكنيسة، وحضروا القداس، وسمعوا قصة ميلاد ربنا يسوع المسيح، وعندما عاوا إلى البيت، أخذ بولس وإخوته هداياهم، وقبلوا يد أبيهم وأمهم، وعيدوا بعضهم بعضاً.
وطلب بولس من أبيه أن يعيد عليه قصة ميلاد سيدنا يسوع المسيح التي سمعها من أبينا الكاهن في الكنيسة، فقال الأب، اسمعوا يا أولادي:
كانت سيدتنا مريم العذراء أم يسوع قد جاءت مع خطيبها القديس مار يوسف إلى قرية بيت لحم، لأن ملك ذلك الزمان أمر أن يذهب كل إنسان إلى البلد الذي ولد فيه ويسجل اسمه بسجلات المملكة، ولما جاءت مريم إلى بيت لحم، لم يكن لها أقارب ولا أحد يعرفها، ففتش لها مار يوسف عن فندق فلم يجد مكاناً، وأخيراً نزلا في مغارة كانت تستعمل للحيوانات، هناك ولدت ابنها يسوع ولفته بالأقمطة ووضعته في مذود الحيوانات، ويسوع هو ابن اللّه وهو هدية اللّه لنا، لذلك في عيد الميلاد نتذكر هدية اللّه تعالى ونقدم هدايا بعضنا لبعض، ونساعد الفقراء والمساكين والمحتاجين، وغداً يا بولس أكمل لك قصة الميلاد.
أسئلة:
1ـ ماذا عمل بولس صباح عيد الميلاد؟
2ـ ماذا عمل بولس وإخوته بعد عودتهم من الكنيسة؟
3ـ أين ذهبت مريم أم يسوع مع خطيبها يوسف؟
4ـ لماا ذهبوا إلى بيت لحم؟
5ـ أين ولدت مريم ابنها يسوع؟
6ـ لماذا لم تلد في الفندق أو أحد البيوت؟
7ـ لماذ نقدم بعضنا لبعض هدايا في عيد الميلاد؟
8ـ ماذا يجب أن نعمل في عيد الميلاد؟
الفصل السادس
الرعاة والمجوس يسجدون ليسوع الطفل
في اليوم الثاني لعيد الميلاد، جلس أبو بولس وأفراد عائلته، وابتدأ أبو بولس بكلامه مكملاً قصة الميلاد قائلاً:
في تلك الليلة التي ولد فيها سيدنا يسوع المسيح في بيت لحم، كان رعاة يحرسون أغنامهم قرب بيت لحم، فرأوا نوراً، وسمعوا ملاكاً يتكلم من داخل النور، فخافوا جداً. فقال لهم الملاك: لا تخافوا، إني أبشركم، لقد ولد لكم اليوم في بيت لحم مخلص هو المسيح الرب. وجاء ملائكة آخرون وكانوا ينشدون: «المجد للّه في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة». فجاء الرعاة إلى بيت لحم وسجدوا للطفل وقدموا له هدايا.
وكذلك ظهر نجم في المشرق (بلاد العراق) رآه مجوس وهم حكماء وفلكيون فتبعوه وجاءوا إلى بيت لحم وسجدوا للرب يسوع وقدموا له هدايا.
عندما سمع بولس وإخوته قصة الميلاد شكروا أباهم كثيراً وقالوا له: كل عيد وأنت بخير يا بابا، فقال وأنتم أيضاً بخير يا أولادي.
أسئلة:
1ـ أين ولد سيدنا يسوع المسيح؟
2ـ لمن ظهر الملاك في ليلة ميلاد الرب؟
3ـ ماذا قال الملاك للرعاة؟
4ـ ماذا رأى الرعاة؟
5ـ ماذا كان الملائكة ينشدون؟
6ـ أين ذهب الرعاة بعدئذ؟
7ـ ماذا ظهر في المشرق؟
8ـ ماذا فعل المجوس بعد أن رأوا النجم؟
9ـ إلى أين جاءوا وماذا فعلوا؟
الفصل السابع
يسوع الصبي المطيع
جاء مرقس إلى أمه مرة وسألها: يا ماما، هل كان ربنا يسوع عندما كان صبياً صغيراً يدرس مثلنا ويشتغل ويلعب؟ فقالت له أمه: اسمع يا مرقس، عندما كان ربنا يسوع المسيح صبياً مثلك، كان مؤدباً، يطيع والديه، ويحبهما، ويصلي دائماً، وكانت أمه مريم تعلمه القراءة والكتابة.
وكان يذهب إلى دكان النجارة ليساعد القديس يوسف، وكان يلعب مع رفاقه في بلدة الناصرة، وكان لطيفاً معهم ويحبهم كثيراً، فلم يكذب أبداً، ولم يتعد على أحد، بل كان يساعد المحتاج، ويعتني حتى بالطيور الصغيرة والحيوانات الأليفة.
فرح مرقس كثيراً وقال لأمه إنني أحب يسوع كثيراً وأعدك يا ماما أن أكون مثله مؤدباً، وأن أدرس دروسي، وأصلي كل يوم، ولا أكذب أبداً، ولا اعتدي على أحد وأحب إخوتي وأخواتي وأصدقائي، وأطيع ماما وبابا.
أسئلة:
1ـ ماذا سأل مرقس أمه؟
2ـ ماذا قالت أم مرقس له؟
3ـ كيف كان يسوع عندما كان صبياً صغيراً؟
4ـ كيف يجب أن نكون نحن الصغار؟
الفصل الثامن
الذهاب إلى الكنيسة
جورج ولد مؤدب، يرسم علامة الصليب عل وجهه حالما يستيقظ من النوم صباحاً، ثم يغسل وجهه ويلبس ثيابه ويوقظ إخوته وأخواته ويصلون جميعاً صلاة الصبح، وفي المساء يصلون صلاة المساء، ويصلون قبل أن يأكلوا ويصلون بعدما يأكلون.
وفي كل يوم أحد يذهب جورج وإخوته وأخواته إلى الكنيسة، وعندما يدخل جورج الكنيسة يسجد أمام المذبح المقدس ويقول: «أدخل بيتك يا رب وأسجد قدام هيكل قدسك».
وفي الكنيسة يصلي جورج ويطلب من اللّه أن يحفظ والديه وإخوته وأخواته وأصدقاءه، ويقف جورج مكتف اليدين بأدب وخشوع ويحترم الكنيسة لأنها بيت اللّه، ولذلك لا يتكلم جورج مع أحد في الكنيسة.
مرة رأى أبونا القس الصبي جورج خارجاً من الكنيسة بعد الانتهاء من الصلاة، فناداه، فتقدم جورج وقبل يده باحترام وقال له «بارخمور» أبانا القس. فرد عليه أبونا وقال: ليباركك ربنا يسوع يا ابني العزيز جورج لأنك صبي مؤدب تواظب على حضور القداس الإلهي وتقف في الكنيسة باحترام وتصلي بهدوء، ففرح جورج كثيراً وقال إنني سأكون دائماً مؤدباً وأقف في الكنيسة باحترام وهدوء.
أسئلة:
1ـ ماذا يعمل جورج عندما يستيقظ من النوم؟
2ـ أين يذهب جورج وإخوته وأخواته يوم الأحد؟
3ـ ماذا يقول جورج عندما يدخل الكنيسة؟
4ـ كيف يقف جورج في الكنيسة؟
5ـ ماذا يعمل جورج في الكنيسة؟
6ـ من أجل من يصلي جورج؟
7ـ من رأى أبونا القس عند انتهاء الصلاة؟
8ـ ماذا قال جورج لأبينا القس؟
9ـ ماذا أجابه أبونا القس؟
10ـ ماذا وعد جورج أن يعمل؟
الفصل التاسع
الابن الضال
جلست جدة أفرام مساء قرب النار، وجلس أفرام بجانبها، وقبل يدها قائلاً لها أحكي لي يا جدتي العزيزة حكاية عن ربنا يسوع. فقالت له الجدة سأقص لك هذه الليلة يا أفرام، حكاية حكاها لنا يسوع عن الابن الضال، وقد قرأتها في الإنجيل المقدس. فقال أفرام ومن هو هذا الابن الضال؟ قالت الجدة: اسمع يا أفرام، قال ربنا يسوع المسيح: كان لرجل غني ابنان يحبهما كثيراً، مرة قال الابن الأصغر لأبيه يا أبتي اعطني حصتي من الأموال، فأعطاه، فأخذ الابن الصغير أمواله وسافر إلى بلاد بعيدة جداً، وهناك صرفها كلها بأعمال الخطية وأصبح فقيراً. وحدث جوع شديد في تلك البلاد، فذهب الابن الصغير إلى أحد الناس، واشتغل في حقله فكان يرعى الخنازير، والخنازير يا أفرام حيوانات وسخة قذرة كثيراً، تأكل الخرنوب، وكان هذا المسكين يشتهي أن يأكل من الخرنوب الذي تأكله الخنازير ولكن لم يسمح له أحد أن يأكل وكاد يموت من الجوع.
ثم ندم على أعماله الشريرة وجلس يفكر في نفسه ويبكي ويقول: أقوم الآن وأرجع إلى أبي وأقول له يا أبتي أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقاً أن أدعى لك ابناً اجعلني كأحد عبيدك، فقام ورجع إلى أبيه، وقبل أن يصل إلى باب البيت رآه أبوه، وعرفه.
وتعرف يا أفرام ماذا عمل أبوه؟ أجاب أفرام فوراً: أخذ العصا وضربه وطرده. قالت الجدة: لا يا أفرام، الأب دائماً يكون رحوماً ويغفر لابنه. لذلك فهذا الأب أيضاً نزل حالاً إلى الطريق واحتضن ابنه الصغير وقبله وفرح به وقال لخدامه هاتوا البدلة الفاخرة وألبسوه وهاتوا الخاتم وضعوه في اصبعه وهاتوا الخروف السمين واذبحوه لنأكل ونفرح كلنا لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد.
فهذه هي قصة هذا الابن الذي نسميه ضالاً لأنه ضل عن طريق أبيه وطريق الصلاح، وأصبح شريراً، ونسميه أيضاً الابن الشاطر لأنه كان شاطراً إذ لم يبق ضالاً بل ندم على خطيئته ورجع إلى أبيه.
ففرح أفرام بهذه القصة الجميلة، وشكر جدته كثيراً.
أسئلة:
1ـ أين قرأت جدة أفرام حكاية الابن الضال؟
2ـ من قص لنا هذه الحكاية؟
3ـ ماذا قال الابن الصغير لأبيه؟
4ـ أين ذهب الابن الصغير وماذا فعل بالأموال؟
5ـ ماذا حدث في البلاد البعيدة؟
6ـ ماذا فعل الابن الصغير بعد أن جاع وماذا قال في نفسه؟
7ـ هل عاد إلى بيت أبيه؟
8ـ ماذا عمل الأب عندما رأى ابنه الصغير قادماً إلى البيت؟
9ـ ماذا قال الأب لخدامه؟
الفصل العاشر
يسوع يحب الأطفال ويحبه الأطفال
قال توما لأخيه متى: من قال لك أن يسوع يحبنا نحن الصغار؟ أجاب متى، المعلم البارحة قال لنا: إن يسوع يحب الأطفال الصغار كثيراً، ومرة منعهم تلاميذه من المجيء إليه، فقال يسوع لتلاميذه: «دعوا الأطفال يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات».
وقال المعلم أيضاً إن الأطفال الصغار يحبون يسوع كثيراً، وفي يوم السعانين عندما دخل يسوع إلى أورشليم راكباً على جحش، اجتمع الأطفال الصغار حوله وهم حاملون أغصان الزيتون وكانوا يصرخون «أوشعنا أوشعنا أوشعنا لابن داؤد مبارك الآتي باسم الرب».
ونحن الأطفال الصغار، يا أخي توما، يحبنا يسوع كثيراً، ونحن لا نغضبه أبداً، لأننا نطيع والدينا ونحب إخوتنا وأخواتنا، ورفاقنا في المدرسة، وجيراننا، وندرس دروسنا، ونعتني بنظافة ألبستنا وكتبنا ودفاترنا. ونحن نحب يسوع كثيراً جداً. ويوم السعانين نصرخ مع الأطفال أوشعنا أوشعنا مبارك الآتي باسم الرب.
أسئلة:
1ـ ماذا قال المعلم لمتى عن يسوع؟
2ـ هل يحب يسوع الأطفال الصغار؟
3ـ ماذا قال يسوع لتلاميذه عن الأطفال الصغار؟
4ـ ماذا كان يسوع راكباً يوم السعانين؟
5ـ ماذا كان في أيدي الأطفال الصغار يوم السعانين؟
6ـ ماذا كانوا يصرخون؟
7ـ هل يحب الأطفال الصغار يسوع؟
8ـ متى يحبنا يسوع ولا يغضب علينا؟
صلوات مختارة
(للحفظ غيباً)
صلاة عند الاستيقاظ من النوم
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
أيها الرب الذي لا ينام، أيقظني من نزم الخطيئة لأسبحك، أيها الحي الذي لا يموت، أقمني من سنة الموت لأشكر رأفتك، وأهلني لأسبحك وأباركك مع مسبحيك الأبرار أيها الآب والابن والروح القدس تعظمت إلى الأبد آمين.
صلاة الصبح
امنحنا ربنا في هذا النهار رفاقاً صالحين وأخبار السلام، وأفكاراً نقية وأعمالاً مرضية، خالية من الأمور العالمية، واعطنا عفة في أفكارنا، وقداسة في شفاهنا، وعدلاً في أحكامنا، وهب لنا ربنا جسماً صحيحاً، وخبزاً كافياً وعقلاً نيراً وفهماً ثاقباً، ونجّنا من الأهواء الردية ومن الشرير وكل ظالم ومارد، وقدّسنا بحبك وخشيتك قولاً وفعلاً لكي نصير بني النور آمين.
دستور الإيمان
يتلى دستور الإيمان عند ختام الصلوات صباحاً ومساء وقبل النوم وفي القداس.
نؤمن بإله واحد الآب الضابط الكل خالق السماء والأرض وكل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع المسيح ابن اللّه الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به صار كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء والدة الإله، وصار إنساناً وصلب عوضاً عنا في عهد بيلاطس البنطي، تألم ومات ودفن وقام في اليوم الثالث كما شاء، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب، وأيضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات، ذلك الذي ليس لملكه انقضاء، ونؤمن بالروح القدس الرب المحيي الكل الذي من الآب ينبثق ومع الآب والابن يسجد له ويمجد، الذي نطق بالأنبياء والرسل، وبكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ونترجى قيامة الموتى والحياة الجديدة في العالم الآتي آمين.
صلاة النوم
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
أيها الرب الذي لا ينام، في يديك استودع روحي، في هذه الليلة، فاحفظني من آفات الأعداء المنظورة وغير المنظورة، وارسل ملاك الأمن والسلام ليحرسين من أهوال الليل ومخاوفه، وابعد عني الأحلام الباطلة، والتخيلات الردية، والأشباح المخيفة، وليشرق في ذهني نورك البهي، بينما قد أدركتني الظلمات الطبيعية، وأهلني لأسبحك في جنح الليل مع زمرة ملائكتك الذين لا يفترون عن تسبيحك إلى أبد الآبدين. أمين.
صلاة قبل الأكل
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
بارك يا رب بنعمتك، على هذه المائدة التي أعددتها لعبيدك من فضل جودك، أفض عليها بركاتك وخيراتك التي لا تزول ولا تحول، وأهلني لتلك المائدة السموية في المجد الأبدي آمين.
صلاة بعد الأكل
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
الحمد للّه على خيراته، الحمد للّه على بركاته، الحمد للّه على أفضاله، الحمد للّه الذي نحيا من فضله، سبحانه إلى الأبد آمين.