الميمر 82 على معركة ربنا مع الشيطان

الميمر 82

 

        يا ابن الله الذي يشبه اباه افتح لي بابك لادخل واراك واخرج واصفك في الجماعات، ساعد العقل ليبحث موضوعك وهو يندهش بك، لا ليفحص لانه بالفحص لا تُدرك.

        المرآة تحبل بصورة الناظر اليها: انظر الى النفس لتحبل بمنظرك كمرآة تحبل وتمتليء وتحمل الناظر اليها، انظر اليها الى الابد واستمر ناظرا اليها هكذا لانه لو ابتعدتَ تفرغ من عِشرتك، يا رائي الكل انظر اليّ واملأني عجب جبروتك، لاثير ميمرك باعجوبة وباسهاب.

        الحق اجمل من كل جمال موجود في البرية، ولا يوجد جمال آخر يشبهه في العالم، حق الابن هو جماله ومجده، وجماله يفوق جمال الاصدقاء والاعداء، زمّر له الانبياء المجد بنور ايحاءاتهم وبما انهم كانوا اصدقاء فقد وصفوا اسراره في كتبهم.

        اليهود لا يقبلون تفاسير الكتب التي فسرها الشيطان احسن منهم: الشيطان الذي يجربه كان يردّ اليه اسراره وتفاسيرها بالرغم من بغضه له، هوذا الشيطان يفسر اسراره بوضوح، الشعب فقط اغلق اذنيه عن الفهم، هلم ايها اليهودي واسمع من مبغضه ما يقول له وهو يجربه كان يذكر اسراره بوضوح.

        المسيح بتجسده اخذ جسد آدم قبل الخطيئة فهو اذاً “اللامائت” وقد جرب ومات لانه “اراد”. يسوع حارب الشيطان بناسوته وليس الهيا لينصر طبيعتنا الضعيفة. لم يعرفه الشيطان الها، ولهذا جربه بعد ان اضله ربنا بناسوته ولم يعرفه العدو الا بعد موته:

التجربة الاولى: قهر محبة البطن بكلمة الله التي تحيي الانسان

التجربة الثانية عدم تجربة الرب الاله

التجربة الثالثة السجود لله وحده

– المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 95؛ روما 118 ورقة 91

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. السروجي يتكلم عن الابن في الجماعات اي في البيع. الميمر قطعة شعرية رائعة فيه يسخر من اليهودي الذي لا يفسر الكتب مثل الشيطان الذي يعتبره ابن سرّه. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة الشباب لعله قبل غلق مدرسة الرها اي حوالي سنة 480-488م.

 

– الدراسات:

الميمر الحادي والثلاثون، على تجربة ربنا مع الشيطان، قبطي، 370-380

 

 

[ الميمر 82

على معركة[1] ربنا مع الشيطان

(متى 4/1-11، مرقس 1/12، لوقا 2/1-3، يوحنا 3/1-7)

 

المقدمة

 

1 يا ابن الله الذي يشبه اباه افتح لي بابك لادخل واراك واخرج واصفك في الجماعات،

2 ساعد العقل ليبحث موضوعك وهو يندهش بك، لا ليفحص لانه [ بالفحص[2] انت لا تُدرك.

 

النفس تطلب من يسوع ان ينظر اليها دائما

3 انظر الى النفس [ لتحبل] بمنظرك كالمرآة التي [ تحبل وتمتليء وتحمل[3] الناظر اليها،

4 انظر اليها الى الابد واستمر ناظرا اليها هكذا لانه لو ابتعدتَ ستفرغ من عِشرتك.

 

المرآة تحبل بالناظر اليها

5 المرآة ايضا كلما نظر اليها الناظر تحبل بصورته في باطنها ويحتفل فيها،

6 ولو ابتعد ستفرغ ولن يمكث فيها، ولما [ ينظر اليها[4] تغتني برؤيته،

7 انها كلها فارغة من الاشباه ومن الصور كلما كان الناظر بعيدا عنها ولا ينظر اليها،

8 وتُترك في العوز والفقر /336/ [وحضنها خرب] ولا توجد صورة [ لتحتفل[5] فيها،

9 واذ هي نيّرة فانها غير جميلة بدون الناظر، ولا يوجد فيها شيء ما لم ينظر اليها من يقتنيها،

10 لما ينظر اليها [حالا تبطن وتحمل منه] ويدخل ويحل في [ حضنها الطاهر[6] وتغتني منه،

11 وترعد بالجمال وبالصور وبالاشباه لان صاحبها نظر اليها فلبست وقامت صورة عظيمة.

 

 

النفس تمتليء من اشباه وصور المسيح لما ينظر اليها

12 يا ابن الله انظر الى النفس فتمتليء من جمالك، وامكث عندها لئلا تفرغ من عِشرتك،

13 ربي، لا تبتعد فلو ابتعدتَ ستضيع منك، برؤيتك تحمل وتمتليء وتشبع من جمالك.

 

يعقوب يتكلم

14 يا رائي الكل انظر اليّ واملأني عجب جبروتك، لاثير ميمرك باعجوبة وباسهاب،

15 اعط من عندك كلمة مليئة تمييزا، وفما يزمر المجد النقي بدون اضطراب،

16 وعقلا [ يندهش[7] من دربك الذي يفوق الفاحصين، وصوتا يوقظ الناس لتمجيدك بنشاط،

17 تعجبتُ من معركتك وانت تحارب مع الشيطان، وبسبب العجب ثار فيّ الميمر لاصفك،

18 هوذا العقل ينظر الى معركتك وقد امتلأ منها /337/ عجبا وحيرة ولا اعرف كيف اصفك.؟

 

الرب اضل الشيطانَ بجسده فحاربه بناسوته

19 انت الاله كيف لم يخف منك الشرير ليحارب معك فيما لو عرف من انت،؟

20 انت ابن الانسان خفي وظاهر [ ووحيد،[8] وكان العدو يقلق بسبب جسدك،

21 تعجبتُ من صومك الذي اضل الشيطانَ لكي يجربك ويعرف من انت يا ابن الله،

22 وبين هذه الامور استولى عليّ العجب بسبب تواضعك اذ قمت بجهاد مثل ضعيف وانت جبار،

23 [ بضعفك] اخفيتَ قوتك وانت تحارب، وعظمتك [ استترت[9] بصغرك،

24 وبناسوتك (استتر) لاهوتك بحكمة، وضل الشرير وصنع معركة عجيبة معك،

25 هوذا امواج ميمرك تفزعني [ بعجبها[10] الكثير اعطني الكلمة لتتكلم عن خبرك بدون جدال،

26 ابن الله كان قد اراد ان يوفي الدَّين العمومي ولهذا احتمل تجربة العدو،[11]

27 آدم كان قد سقط في المعركة لما جُرب، ولهذا تجددت المعركة ليتقهقر العدو،

28 وبما ان آدم كان قد تقهقر وعلم بنيه التقهقر، فقد علّمهم ابن الله كيف ينتصرون،

29 /338/ ولهذا كان قد نزل الى المعركة غالب الكل ليصير شبها لكل من يهتم بالغلبة،

30 وابان للناس كيف ينتصرون على العدو ولهذا صنع الجهاد بجسد الانسان،

31 تجسد من جنس البشر وصار انسانا ليصنع الحرب مثل انسان،

 

32 معركة ربنا مع الشيطان كانت بشرية، لا يقولنّ احد انه كان قد تعارك الهيا،

33 لو حارب بلاهوته كما كان يمكنه، اية برية من براياه كانت تشنّ الحرب [ ضده،؟[12]

34 جسد الابن اضل الشرير ولم يكن يعرفه لانه لو عرفه لما كان يصنع المعركة معه،

35 ربنا ايضا تواضع للعدو واراد ان يتعارك مع المارد بضعف،

36 واذ رآه الشيطان مثل انسان ظن بانه ليس الها لكن انسانا ندّا لآدم،

37 ابن الله كان قد صفّ جسده [ في المعركة[13] وستر عنه قوة لاهوته العظمى،

38 وحارب معه لانه لم يعرف من هو،؟ وابن من هو،؟ فلو عرفه لهرب ولما كان يحارب،

39 /339/ لكن ما دام الكلمة قد اتى وصار جسدا، فالجسد الذي اخذه اضل الشرير الذي حارب معه.[14]

 

صام ربنا لان آدم سقط باكل الثمرة

40 اراد ابن الله ان ينصر الجنس الذي كان قد تقهقر، ولهذا كان يحارب جسديا،

41 وبدأ بالصوم في مستهل معركة ذلك الجهاد، واذ راى بان آدم تقهقر بالطعام،

42 نزل الجبار ولبس كل التواضع، وتنازل الى اقصى [ حدّ[15] التنازل،

43 وشن حربا مع حارس الليل وغلبه، ليس بالغصب ولا بسلطة لاهوته،

44 لكن لما كان يحارب نزل الى مقياس الانسان لانه تجسد من بنت الانسان ثم قام بالجهاد،

45 وبدأ بالصوم لكي يحتقر بصومه الطمع والشراهة وشهوة بطن البشر،

46 ويبين لنا باي سلاح يقدر الانسان ان يغلب الشهوات التي تلد الموت لآل آدم،

47 صفّ التنسكَ ضد شهوة [ ذلك] الطعام الذي تناوله آدم [ ليكبحها[16] بالبرارة،

48 بطعام الثمرة تقهقرت حواء وآدم ولهذا شرع ابن الله بالصوم،

49 صام اربعين يوما مثل موسى وايليا /340/ ليسير في طريق [مهّداها[17] له نبيا ابيه،

50 سبقا وشاهداه بالنبؤة رائية الاسرار، وباصوامهما كانا قد صورا صومه ليتشبها به،

51 بدأ [ بالصوم[18] وخاف منه ركن العالم وشن معركة ليقابل الخطر بجبروت.

 

 

الشيطان يجرب الرب حتى يعرف من هو

52 كان قلقا ولم يكن يعرف من هو،؟ [ وابن من[19] هو،؟ فظن بانه ابن الله وابن الانسان،

53 واذ كان لابن الله لمسٌ وجسم، فقد تشجع للمعركة حتى يحارب معه،

54 واذ لم تكن توجد خطيئة البشر في جسده، كان يخاف (ويقول): لعله ابن الله،؟[20]

55 واذ كان يعرف ولا يعرف فقد اقترب ليتعارك حتى [ يتعلم ويرى بوضوح بفضل التجربة،[21]

56 جلس العدو ينتظر اربعين يوما (ليرى) هل يجوع او لا [ يجوع[22] ابن الله،؟

57 كان يفكر بانه لو لم يجع فانه روحي، ولو يجوع اغلبه لانه من الجسديين،

58 وكان يحترق بافكار باطلة ويتذمر ويقلق ويخمّن (قائلا):

59 هل هو ارضي،؟ وهل هو سماوي،؟ وعمن يفتش،؟ /341/ ولماذا يصوم،؟ وكيف يصوم؟ وبدل من (يصوم)،؟

60 على جسده لا [ تتسلط[23] خطيئة انسان، وهانذ اظن بانه يريد ان يصوم بدل آدم،

61 اظن بانه يريد ان يقيم الرِجل التي سقطت، ويود ان يجدد معركة آدم ليستهزيء بي،[24]

62 لا يقبل افكارا شريرة مثل الانسان، ولا يسهل اغراؤه بافكار الشهوات،

63 الخطيئة التي تفتح بابا للموت لا توجد في جسده، فكيف ادخل، ولو قرعت لن يفتح لي.؟[25]

 

الشرير يحارب المسيح بجميع عساكره

64 ربنا كان هادئا ومليئا بكل تواضع وصائما وماشيا في درب البرارة،

65 الشرير كان محترقا ومليئا بكل تمرد وقلقا ومضطربا ومصمما كثيرا على الغلبة،

66 المسيح كان يتنعم بصومه بتواضع، وابن الهلاك يثير المحاربة بقوة،[26]

67 [ ويدعو[27] الابالسة رفاقه ليساعدوه واجواقه ليقيم النصر بواسطة الكثيرين،

68 واذ كانت تقال هذه الامور من قبل الشيطان للقوات بني الظلمة التابعين له:[28]

 

69 هوذا واحد هو ارضي وسماوي يحارب معي، اله وانسان وهو روحي وايضا جسدي،

70 /342/ ولا اعرف هل هو علوي او سفلي،؟ ها هو هادئ يقوم ضدي في الجهاد ويحتقرني،

71 هلموا يا عساكري من كل جهة ومن كل ناحية، فالمعركة ليست سهلة، لنجتهد جميعنا بها،

72 لو يغلب سيربطنا ويسجنناجميعنا وسيحتقرنا، فلنستيقظ جميعنا على الجهاد،

73 في هذه الايام ابطلوا من المخاصمات، ومن المناقشات، ومن الشرور، ومن فتن العالم كله،

74 واتركوا الفخاخ المطمورة والمصائد، ولننصبها لواحد، فلو اصطيد فهذا جبروت،

75 المعركة قاسية لانه لا يريد ان ينتصر هو فقط بل يريد ان ينهض آدم الذي اسقطتُه،[29]

76 ولو يقوم آدم الذي سقط، (سيكون) لنا السقوط، هلموا نجتهد لئلا [ تلحق[30] بنا الخسارة.

 

الشياطين يحاربون الرب بحروب خفية

77 جميع الابالسة خافوا في حرب ابن الله، وقد ارعب كل اليسار لما حارب،[31]

78 خافوا منه بسبب عجب تواضعه، ولانهم شاهدوا امانه العظيم وهدوءه،

79 ولانه اضلهم واقلقهم بجسده البار، فانهم لم يعرفوا هل هو سفلي ام هل هو علوي،؟[32]

80 العدو صفّ [ تجاربه[33] اربعين يوما، /343/ وكان يثير حروبا خفية ضد المخلص،

81 اراد ان يحارب معه بالاحلام وبمخاوف الليالي، ولم تكن توجد فرصة لكذبه.

 

المسيح بتجسده اخذ طبيعة آدم قبل الخطيئة

82 كان قد حاول ان يلقيه بافكار شريرة، ولم يكن يقبل لقطه الدنس لانه كان القدوس،

83 لم يقدر ان يغريه بضلالة الشهوات، لانه لم توجد فيه الخطيئة التي تشتهي [الزوائد،[34]

84 مهما زاد ابن الله في تنازله فانه لم يتنازل الا الى (قمة) سمو آدم،

85 نزل ابن الحي الى درجة آدم قبل ان ياكل من الشجرة، [ ليحيي آدم الذي اخطأ وهلك،[35]

 

86 واقترب منه العدو ليشنّ المعركة ولم تكن توجد الخطيئة التي صارت سبب [ سقوط[36] آدم،

87 الوحيد لما تشبه بنا من مريم، لم تقترب الخطيئة منه نهائيا لانه الوحيد،

88 لما تشبه تشبه بنا ما عدا الخطيئة، ولم يتشبه بآل آدم في الخطيئة،[37]

89 الشيطان حارب معه بدون وسيط، وبما انه لم توجد حواء فلم تات الحية كالاولى،[38]

90 خرج المارد ليحارب وجها لوجه مع الملك لان الحرب كانت اقسى منه،

91 /344/ لم يرسل الحية اليه اذ لم تكن حواء موجودة، فجرّب الابنَ بشخصه بدون وسيط،

92 وحاول اربعين يوما ولم يجد حجة تسمح له بان يمكر بالمخلص،

93 لا باغراءات، ولا بمخاوف، ولا بارهاب، ولا بافكار، ولا بمناظر الكذب،

94 ولا حينما كان يصفّ اغراءاته في الليالي، ولا في الايام لما كان يستعمل الارهاب،

95 الشرير كان مضطربا وكان عدوه الماسا حجر [ لا يوجد شيء يؤذي متانته،[39]

96 حارب معه روحيا اربعين يوما، وفي كل المحاولات كانت النكسة تعود اليه.

 

التجربة الاولى: المسيح يجوع ولا يصنع الخبز من الحجارة (متى 4/3-5)

97 وفي نهاية الاربعين يوما كان قد جاع ربنا، فصارت فرصة للعدو حتى يجرب،

98 كان قد جاع المسيح تدبيريا وطبيعيا، ولكلا الامرين كان (يوجد) سبب في الوحيد،

99 تدبيريا لانه اله مع والده، وطبيعيا لانه تجسد من [ بنت[40] آدم،

100 جاع كما جاع في الطريق وهذا يفوق التفسير، فصارت حجة للمجرب ليشن الجهاد،[41]

101 /345/ فاقترب منه مثل مهتم [ وجاسوس ومستشار[42] ومساعد لمن هو كامل،

102 بدأ يقول: لو انت ابن الله، قل ليصير الخبز من الحجارة واطعم نفسك،[43]

103 راى الشيطان بان من هو جائع [ يطلب[44] الخبز، وبتلك الحجة المقنعة كان يجربه،

104 ولم يبين نفسه مثل مبغض وعدو، لكن مثل صديق يهتم بالحسنات،

105 ابان نفسه مثل ملائكة لما يُرسلون الى القديسين ليسدوا احتياجاتهم،[45]

 

106 وقد اعطى النصيحة: [ لو انت[46] ابن الله، قل كلمة ويصير الخبز حالا حتى تاكله،

107 ايها الشيطان من اقامك على [ الافعال،[47] ومن طالبك لتقول من هو ابن الله،؟

108 هل تريد ان تعرف او تود ان تصير ملفانا، لتعود وتعرّف ما [ تعلمته[48] لمن لا يعرف،؟

109 لم يطالبوك بان تقول من هو، فلماذا تحترق وها انك تسأل فيما لو هو ابن الله،؟

110 لماذا تهتم بان يصير الخبز لمن جاع، /346/ لانه لم يُرَ فيك منذ الازل صلاح العين،؟

111 في اي زمن وُجدت فيك الرحمة حتى تهتم كثيرا بجوع يسوع،؟

112 ايها المارد لا يعود اليك جوع ربك، لماذا تامر بان يصير الخبز لانه لا يسمعك.؟

 

لو صنع ربنا من الحجارة خبزا لتعطلت مسيرة تواضعه؟

113 لنسمع ميمر ابن الله بعقل عظيم، اذ تحتار النفس بمعركة تواضعه،

114 بقدر ما كان العدو قد تكبر هو تواضع حتى يُسقط الكبرياءَ بتواضعه،

115 لنقل الآن ماذا كان يستفيد العدز لو كان ربنا قد صنع خبزا كما قال له،؟

116 لو كان يامر الحجارة وصارت هناك خبزا، لكان يظهر بان المسيح هو ابن الله،

117 وحصول هذا الامر كان نصرا للمجرب لانه كان سيعطّل درب تواضعه،

118 لو كان يامر ويصير الخبز كما جُرب، لكان افتخارا لانه بيّن نفسه: كم انه قادر،

119 والتواضع الذي تنازل اليه كان يتعطل، وكان الشرير يفرح لانه عرقل درب الوحيد،

120 وكان يُحسب هذا كنصر للعدو لان ابن الله لم يصمد في ذلك التواضع،

121 نزل ليتواضع وبما انه جُرب /347/ فتغلب عليه الغضب [ ولم يمكث في[49] تواضعه،

122 قال وصارت الحجارة خبزا واظهر نفسه بروح متكبرة غير قريبة من التواضع،

123 كانت ستتعطل [ طريق تواضع ابن الله العظمى[50] الذي تواضع ليحيي آدم،

124 وكان يستكبر العدو لانه مكر به كثيرا حتى انه حاد عن التواضع الذي كان قد بدأه،

125 ولهذا لم يشأ ان يقول ليصير خبز، لئلا يبين نفسه بالمجد وينتصر الشرير،

126 لكنه مكث في حد ذلك التواضع القائم فيه، واحتقر المجرب بشدة تواضعه،

127 ولم يبين بانه يقدر ان يصنع الخبز حينئذ، ولا ان يعرفه العدو وهو [ يخدعه،[51]

 

128 احنى سموه للتواضع وللتجربة، ومكث في الجوع والضعف الذي انحدر اليه،

129 واذ [ كان[52] يعرف العدوَ منذ الازل، لم يشأ ان يبين بانه يعرفه هناك في المعركة،

130 واذ كان يقدر ان يصنع الخبز كما قال له لم يصنع الخبز لئلا يبين نفسه بعجب.

 

موسى لم يجع في صومه والمسيح جاع في صومه

131 واذ كان من السهل بالا يجوع لو شاء، لم يرد ان يطرد الجوع عنه بالصوم الذي بدأه،

132 /348/ موسى صام اربعين يوما وليس مكتوبا بانه جاع، وابن الله جاع في صومه وهو يُجرب،[53]

133 موسى لم يجع لانه رأى الآب رؤية، والابن الموجود كله في الآب لماذا جاع،؟

134 جاع حتى يبرهن بانه اخذ جسدا وصار منا وتشبه بنا وجاع معنا ولاجلنا،

135 جسد الكلمة الذي صار جسدا لم يكن يجوع الا لكونه اراد ان يجوع ويتواضع،[54]

136 لم يقترب الجوع من صوم موسى الذي كان انسانا، وابن الله جاع في صومه وكان الها،

137 لو لم يجع لما كان يتواضع كما تواضع، ولما تاكد بانه قد [ تواضع[55] وصار منا،

138 لو قال ليصير خبز كما جُرب، لما كان متواضعا كما دعاه اشعيا بالمتواضع،[56]

139 كان العدو [ يقول[57] له: لو انت ابن الله اصنع من الحجارة خبزا وكلْ.

 

ليس بالخبز والماء فقط يحيا الانسان

140 اجاب ربنا على كبرياء المجرب وتكلم معه بتواضع قائلا:

141 ليس بالخبز والماء فقط يحيا الانسان لكن بكل كلمة فم الرب يحيا كل انسان[58]

142 كلمة الرب [ هي[59] حياة للبشر /349/ ولا يحيا بالخبز والماء كما تقول،

143 الابن الحكيم اخرج سلاحا من بيت ابيه ليلاقي به العدو الذي حاربه،

144 احتقر الجوعَ ولم يشأ ان يصنع هناك [ آية،[60] واحتقر الكبرياء ولم يرد ان يبين بانه ابن الله،

 

145 واحتقر المعرفة كانما لم يعرف العدو، وكان يتكلم بالتواضع اثناء تجربته،

146 ويكرر كتاب موسى ضده: ان كلمة الرب تعطي الحياة والانسان يقدر ان يحيا بدون خبز.[61]

 

التجربة الثانية: لو كنت ابن الله القِ بنفسك وسيوصي ملائكته ليحرسوك لئلا تصطدم بحجر رِجلك (متى 4/5-7)

147 وطُعن الشرير بالسهم الذي خرج من مخزن سلاح الآب الخفي بتواضع الوحيد،

148 وتذمر ايضا ليكرر المعركة بتجربة، وبجسارته كان يتوق الى النصر،

149 قاد ربَنا واقامه على كنف الهيكل المقدس، حتى يصنع هناك المعركة الثانية،

150 هنا تطلب النفس سمعا اسمى من السمع الاعتيادي وبعدئذ تفهم ما سيقال،

151 لو تنصت انصت روحيا داخلك، ولا يتوجه [ بصرك[62] الى الخارج لما تسمع،

152 انه مكتوب هكذا: قاد العدو يسوعَ واقامه فوق كنف الهيكل المقدس،

153 /350/ هنا تلزم المفاهيم الروحية وفكر الايمان المليء عجبا،

154حتى يستفسر العقل كيف قدر العدو ان يقود ويجلب ابنَ الله الى الهيكل المقدس،؟

155 هل قاده مثل جبار يقود ضعيفا، حاشا ان يُوصف ابن الله بالضعف نهائيا،

156 هل قاده دون ان يرغب بالذهاب معه، حاشا ان [ يخطر[63] هذا الامر على البال نهائيا،؟

157 كيف قاد ربَنا ذاك الجبار مدبر العالمين وادخله واقامه فوق كنف الهيكل المقدس،؟

158 كان العدو قد شنّ المعركة الاولى وخسر في المعركة، وكان يتوق ان يتعارك ايضا،

159 واضطر ان يشنّ عليه معركة ثانية، وبدون سبب لا توجد فرصة لتصير معركة،

160 للمعركة الاولى صار الجوع سببها حتى تصير، فجرب الشرير ابنَ الله [ بسبب[64] جوعه،

161 وشنّ حربا وزال السبب، فكان يلزم سبب آخر للمعركة الثانية،

162 وكان يُجرب ابن الله هناك في القفر حيث لا يوجد سبب يسمح بمعركة،

163 كان العدو يتذمر ويفكر /351/ (قائلا): من يعطني هنا عمقا او حفرة،؟

164 وكنتُ [ ساغريه[65] واتحايل ليلقي بنفسه، وكنت اعرف بانه روحي اذا تخاصم،

165ولو كان جسديا كنت اجعله سخرية عظمى بعد ان ارعبتُه واوقعته بالشهوة حتى [يسقط،[66]

 

166 انه يعرف[ الكتاب وقد اخذ[67] سلاحا من التوراة، افتش عن كتاب يغريه وسيسقط في الحال،

167 لو كان يقوم الآن في العلى لنصبتُ له الفخ في العمق ولدهورته حتى يقع.

 

ربنا يقف على جناح الهيكل

168 واذ ظن العدو بانه لو وجد سببا يسمح له بمعركة لكان ينتصر،

169 تحرك ربنا ليقوم بالفعل روحيا وعاد من القفر ووقف على كنف الهيكل المقدس،

170 العدو لم يكن يعلم لماذا بدّل ابن الله المكان في ذلك الوقت،

171 فرح الشرير لانه وجد حجة ليشنّ المعركة وقد صنع له ابن الله حجة ليخزي ايضا،

172 ولهذا كان ربنا قد وقف في محل عال حسب ارادة العدو ورغبته،

173 ولهذا انه مكتوب: قاده العدو، لان ابن الله فسح له المجال حسب رغبته،[68]

174 /352/ الدخان لم يكن يقدر ابدا ان يقود الريح، ولا الهشيم ان يلقي اليد على العاصفة،

175 ربنا اراد حسب ارادة العدو ان يقود ذاته الى مكان يسمح بشنّ المعركة،

176 ولهذا كان قد كُتب بان العدو قاده، قام ابن الحي فوق كنف الهيكل المقدس،

177 اقترب حالا ذاك المجرب وقال له: لو انت ابن الله القِ بنفسك،

178 راى الشيطان موضعا عاليا وعمقا عظيما، وكان يشتهي ان يبصر السقوط هناك،

179 وشرع يسرد لابن الله من المزمور لانه سمعه (يذكر) الكتاب في المعركة الاولى،

180 تكلم معه حسب فكره كما [ ظن[69] لانه وجده يحب ذكر الكتب وتفاسيرها،

181 ربنا تكلم من التوراة وتجاسر الشرير ليتكلم من المزمور في المعركة الثانية،

182 ابن الله ذكر من موسى ضد الشرير، وشرع يذكر من داؤد مثل عارف،

183 انه مكتوب هكذا: يوصي الملائكة عليك ليحملوك على اذرعهم ولن تتاذى،

184 رجلك لن تعثر بحجر لو كنتَ /353/ ابن الله [ القِ اذاً[70] بنفسك فلن تتاذى،

185 قال ربنا ايضا انه مكتوب بالنبي: انت لا تجرب الرب ربك والهك،[71]

186 انا لا اجرب ولا اسقط كما تقول، انت لا تجرب لانني لن اسمع تجربتك.

 

 

الشيطان يفسر الكتب واليهودي وحده يسد اذنيه لئلا يفهمها

187 الحق اجمل من كل جمال موجود في البرية، ولا يوجد جمال آخر يشبهه في العالم،[72]

188 حق الابن هو جماله ومجده، وجماله يفوق جمال الاصدقاء والاعداء،

189 زمّر له الانبياء المجد بنور ايحاءاتهم واذ كانوا اصدقاء فقد وصفوا اسراره في كتبهم،

190 الشيطان الذي يجربه كان يردّ اليه اسراره وتفاسيرها بالرغم من بغضه له،

191 هوذا من الاصدقاء ومن الاعداء كل التفاسير وكل القراءات وكل التراجم عن المخلص،[73]

192 هوذا الشيطان يفسر اسراره بوضوح، الشعب فقط اغلق اذنيه عن الفهم،

193 هلم يها اليهودي واسمع من مبغضه ما يقول له وهو يجربه: كان يذكر اسراره بجلاء،

194 او [ اسمع الانبياء يتكلمون] عن تجليه، /354/ او اقرأ [ الكتاب[74] فتجده هناك،

195 او هلم واقبل التعليم من الشيطان [فهو[75] ابن سرّك وتسمعه بمحبة،

196 انه لعجب بان يذكر العدو للمسيح من المزمور وهو يتحايل عليه ويجربه،

197 ايها المارد اين قرأت سِفر آشير ومن كتب لك المزمور لتتعلمه مثل تلميذ،؟

198 في اي وقت هدأت عن صنع الشرور حتى تقرأ وتتعلم ذلك المزمور الذي تفسره،؟

199 ها انك لست اهلا للقراءة ولا للكتابة لكن للفخاخ وللمصائد التي تطمرها،

200 كيف تذكر الآن للابن مثل معلم الحقائق المزمور مع تفسيره،؟

201 لماذا تعلم وتجرب وتمكر فالتعليم الذي فيه المكر لا يُسمع،

202 لا احد يسمع الحيال حتى لما يتكلم الحقائق، اترك اذاً [ الترجمة،[76]

203 انه مكتوب: لا تجرب الرب ربك والهك، فالكتاب صادق ومنه [ نتعلم[77] الحقائق.

 

بعد الخسارة في المعركتين يستعد الشيطان للمعركة الثالثة

204 خزي الشيطان من مخلصنا في المعركة الثانية، /355/ وتزاحم ليحارب ايضا [ليخجل منه،[78]

205 كرر السقوطَ ولم تكفه الخسارة، فاهتم ليلحق به السقوط الثالث،

206 كان قد سقط في المعركة الاولى ولم يكتف وخجل في الثانية وكان يهدد ايضا،

 

207 كان يشتهي معركة اخرى هي الثالثة، فقاد الابن الى جبل عال كما هو مكتوب،[79]

208 هو اعطى نفسه ليذهب معه كما شاء، ولم يكن يقوده بالاكراه لو لم يكن يشاء،

209 الابن الجبار تواضع لذلك المارد وسمح له بان يحارب معه كما طلب،

210 حتى ينصب الشرير كل فخاخه وشهواته، ويجلب للمخلص كل الكمائن الموجودة لديه،

211 ويرميه ويطلق عليه كل السهام الموجودة لديه وينهي كل مسيرة حِرفته،

212 ويستنفذ كل فرص مكره، [ ولا يترك فخا واحدا دون ان ينصبه له،[80]

213 ولا مصيدة واحدة من شراكه ولا يطمرها له،[81]

214 ولهذا كان ابن الله يطيل اناته عليه لما كان يُجرب حتى يخجل في كل الفرص،

215 في كل الانتصارات وفي كل المعارك كان المسيح يتواضع /356/ حتى يغلب ويجعل الكلَ ينتصر بتواضعه.[82]

 

التجربة الثالثة: اعطيك كل ممالك الارض لو خررت لي ساجدا (متى 4/8-9)

216 لما اندحر قتّال الناس في المعركة الثانية، تجاسر ليشنّ معركة ثالثة على جبل عال،[83]

217 افاض على [ الارض ظلالا] كاذبة، وملأ [ الجبل[84] اوهامه الكاذبة،

218 وصوّر اشباهَ المدن والمدن المحصنة واجلس الملوكَ واقام رؤساءَ العساكر،

219 وصفّ واقام شعوبا مختلفة في بلدان مختلفة وهناك ابان مجد الملوك ومنظرا عظيما،

220 وكدس غنى السلاطين على درجاتهم، وملأ البلد كراسي وسادات،

221 وشعوبا يسجدون لآلهتهم في تخومهم، وكل الامم التي تصفق لاصنامها،

222 وجموعا يسجدون للاباطيل في البلدان، واحبار الشعوب الذين يصعدون الذبائح للآلهات،

223 وذهبا بلا حد وفضة مكدسة بدون وزن، البسة مجيدة واختاما واحجارا كريمة،

224 وكل الممالك مع مجدها [ وثرواتها[85] في بلدانها وفي سلطاتها وفي شعوبها،

225 ابان للابن [ الثروات[86] والكنوز وكل الذخائر، /357/ وقبل ربنا ان يرى هذه الامور وهو يتواضع،

226 لو لم يرد لما كان ينظر عندما ابانها له، لكنه راى هذه الامور بتواضعه،

 

227 راى ربنا كما اراد ان يُبين الشرير له ليبرهن له بانه لا يشتهي استعاراته،

228 وقف الشيطان على جبل عال عند مخلصنا، وابان له شعوبا وملوكا وولاياتهم،

229 وقال له: هذه كلها اعطيها لك لانها مُلكي، قع واسجد لي وخذها كلها لو شئتَ،[87]

230 انه تمردٌ واستهتار لا حد له، واثم (تمّ) بجسارة لا تقاس،

231 لانه تجاسر ان [ يقول[88] لابن الله: قع واسجد لي في المعركة المليئة خوفا وعجبا عظيما،

232 ولانه تواضع ليصنع معركة مع القوي، فقد ظن المارد بانه ينتصر لو يحارب،

233 والقى بنفسه في المعركة الثالثة العظمى بكل طاقته ليتجاسر على الظافر،

234 وشعر بان الابن يريد ان يعيد سجود الشعوب الى بيت ابيه فيما لو كان ابنا كما يُظن،

235 وفكّر بانه لو كان ابنا سياخذ السجود، وماذا افعل فهو لا يتخلى عما يخصه ويفتش عنه،؟

236 / 358/ اسبق واعطي وابيع سجود الشعوب بثمن، انني ساخسره لذا آخذ ثمنه لو يُعطونه لي،

237 لو يسجد لي مرة واحدة بعدما اقلقه، اعتبره (سجودا) معادلا لسجود جميع الشعب.

 

المسيح الوارث زجر الشيطان الذي خطف وسبى مُلك ابيه

238 قال الشرير: ان السلاطين هم مُلكه، وهنا اظهر ربنا غيرة وهو يزجره،

239 تضايق الوارث بسبب مقتنى ابيه المسلوب، فتقوى ليعيد السبي من السالب،

240 سمعه [ يقول[89] ان السلاطين هم مُلكه، فحزن لانهم كانوا مسبيين من بيت ابيه،

241 ايها المارد لم [ يكونوا مُلكك،[90] فلا تتكبر، لقد نهبتهم نهبا وسيُعاد السبي منك،

242 لو لم يريدوا ان يصيروا مُلكك لما صاروا، لانهم مُلك الآب وبارادتهم استُعبدوا لك،

243 لماذا تتجاسر وتقول الآن انهم مُلكك، فلن يُتركوا ان يصيروا مُلكك من الآن وصاعدا،

244 اذهب الى الخلف ايها الشيطان لانك استعليت على الله، واترك مقتنياته وانتقل لانها مُلكه.[91]

 

سقوط الشيطان كالبرق

245 هنا سقط الشرير بسرعة كالبرق وتحرك الملائكة ليسبّحوا ابن الله،[92]

246 /359/ هنا يكمن السقوط الذي تكلم عنه ربنا: كنتُ ارى الشيطان يسقط بشبه البرق،[93]

 

247 صوّر ذلك السقوطَ بسرعة البرق لما سقط الشرير [ في المعركة الثالثة العجيبة،[94]

248 حالما [ سمع ربَنا يدعوه[95] اذهب يا شيطان، سقط كالبرق لما يرميه السحاب،

249 سقط الشيطان بسرعة وبعجلة وبخوف [ لان[96] ابن الله صرخ به.

 

خاف الشيطان لما شعر بان المسيح عرفه

250 ظن بان المسيح لا يعرف من هو، ولما راى بانه يعرفه خاف وسقط مثل مذنب،

251 حالما دعاه ربنا باسمه: اذهب يا شيطان، سقطت حالا روح كذبه المتباهية،

252 منذ [البداية لم يكن يظن[97] بانه يعرفه، ووجد بانه عرفه فاحتضن حالا السقوط بخوفه،

253 في المعركة الاولى كان قد اقترب منه مثل مهتم، وفي الثانية كان يحثه كانما ليمجده،

254 وفي الثالثة ليعطي له ثروة عظمى، وفي ثلاثتها[ كان يظن[98] بانه يُضل ربَنا.

 

الشيطان يظهر للمسيح مثل ملاك النور حتى يغشه ويضله

255 صادف المسيحَ مثل ملاك النور المجيد، ولم يكن يريد ان يظهر نفسه بانه شيطان،[99]

256 /360/ ابن الله الذي كان يعرفه منذ الازل، لم [ يبين[100] بانه كان يعرفه منذ البداية،

257 لكن التقاه بالتواضع وبالبساطة، وظن الشرير بانه [ يُضله ولا يعرفه،[101]

258 ولم يشعر بانه كان يعرف بانه شيطان الا بعدما قال له ربنا: اذهب يا شيطان،[102]

259 خاف منه حالما راى بانه كان يعرفه: [ تعجب[103] كم انه تواضع لماكان يتعارك،؟

260 وكم انه لم يرد ان يبين نفسه بانه العارف، وكم احتمل دون ان يمل لما كان يُجرب.؟

 

 

اقترب الملائكة ليخدموا المسيح

261 حالما وقع العدو اقترب الملائكة وكانوا يخدمون ابن الله كما هو مكتوب،[104]

262 بعد معارك الوحيد تمت خدمته من قبل الملائكة كما يقول متى المعلم،[105]

263 لما كان يتعارك بتواضعه مع الاثيم، كانت القوات الخفية العلوية متفرجة،

264 رمزُ الآب لم يكن يسمح للعساكر بان يساعدوا الابن في المعركة القائم فيها،

265 الابن لم يكن يحارب ايضا بقوة لاهوته، لانه اخلى نفسه ثم تنازل ليشنّ المعركة،[106]

266 /361/ قام في الجهاد بتواضع بشبه العبد الذي اخذه من البطن لانه حسن لديه،[107]

267 لم يترك الملائكة يقومون لخدمته، ولم يبين [ ما هي قوته[108] لما كان يُجرب،

268 وقف عبيد ابيه بعيدا لينظروا اليه: العساكر ورؤساء العساكر وهم مندهشون،

269 وهم غيورون وخائفون ومرتجفون واعزاء غير انهم لم يؤمروا بان يخدموا،

270 حالما انهى ربنا معاركه بتواضع، اقترب الملائكة [ وكانوا يخدمونه[109] بعجب عظيم،

271 ليس لانه انتصر لكن لانه تواضع، وهو الظافر وقد جُرب في الجهاد،

272 تحير الملائكة بذلك المنظر العظيم الذي شاهدوه، وتحركت الجموع بتسابيح مدائحهم المتميزة،

273 [ وصرخوا ورتلوا] هذا الى ذلك بكل البركات وكل [ الانغام[110] وكل المدائح وكل التهاليل،

274 الشيطان الذي كان يجرب هرب، وظل الملائكة لخدمة ابن الله كما هم مكوّنون.

 

دعوة المؤمنين لتسبيح الرب مع الملائكة

275 ونحن الآن لنقترب مع ابناء النور ونصعد التسبيح للابن الذي شاء ان يُجرب،

276 /362/ ربنا سلك دربه في العالم لاجلنا، ونحن علينا ان نشكر اكثر من الملائكة،

277 كان يتاجر بالنصر للبشر، ولهذا فقد صار انسانا ليعلّمهم،

278 [ باي[111] سلاح يلاقون العدو، وباية قوة يطفئون الاهواء الهمجية.؟

 

 

ثلاث معارك لمحاربة ثلاثة اهواء: الشراهة، الكبرياء، الغنى

279 ولهذاشنّ ثلاث معارك [ ليعلمك[112] حتى تنتصر على الاهواء الثلاثة المليئة موتا،

280 في بداية المعركة الصوم الكبير، والتقشف، لكي تُكبح محبة البطن والشراهة،

281 في المعركة الثانية: محبة المجد محتقرة، اذ تلتصق النفس بالتراب بواسطة التواضع،

282 في المعركة الثالثة تسقط محبة الغنى والسلطة [ وتداس[113] من قبل من يحب البرارة،

283 اهرب الآن من فعل الشراهة ومن الكبرياء متى ما اقتنيتَ البرارة،

284 [ ومن كل شيء يصنع راحة للعدو، لتصير مختلطا في فوج ابناء النور المحبوب،[114]

285 وبالتواضع نقِّ نفسك من المقتنى: وهلم لتُسبّح من قبل الملائكة: كم انت جميل.!

 

الخاتمة

286 /363/ ابن الله تنازل لك [ ليعلّم[115] المعركة، مبارك المنتصر الذي بمعركته جعل المغلوبين ينتصرون.

 

كمل الميمر على محاربة ربنا مع الشيطان[116]

 

 

 

[1] – ر: للقديس مار يعقوب ميمر على محاربة. متى 4/10

[2] – نص: بفحصك

[3] – و: وثبطان، نص: دثبطان. و: يحبل ويحمل ويمتليء

[4] – و: تراه

[5] – ر: وخرب باطنها. ر: دمزداياح، نص: دنزداياح

[6] – و: تحمل جمالها في حضنها. و: ويحتفل فيها

[7] – ر: مندهش

[8] – ر: وحيد. متى 19/6، 1بطرس 5/8

[9] – ر: بضعف. ر: كانت قد استترت

[10] – نص: اعاجيب

[11] – هنا يقصد بالدَين العمومي: حاوباث كاوو، خطيئة آدم وتجاوزه على الوصية

[12] – ر: معه

[13] – و: في العالم

[14] – يوحنا 1/14

[15] – نص: لحدّها

[16] – ر: بهوي، نص: هوي. نص: يكبحه. تكوين 2/16، تكوين 3

[17] – و: مهد (مفرد). خروج 34/28، 1ملوك 19/8، متى 4/2. ملفاننا يعتبر المسيح يسير على خطوات الانبياء، في نصوص اخرى يقول ان الانبياء ساروا على خطوات المسيح. تعددية نظريات السروجي!

[18] – نص: بصومه. يوحنا 21/31، 16/11. انظر، ميامره 23-25 على الصوم

[19] – ر: ربنا

[20] – عبرانيون 4/15

[21] – ر: بواسطة التجربة يعرف من هو

[22] – و: يكفر

[23] – نص: تُلمس

[24] – بالرِجل يعني بها قدم آدم، او آدم نفسه وحواء او خاصة حواء وحدها لكونها تاتي بعد آدم-الرأس وتحل في المرتبة الثانية. انظر، ميمره 71. نرساي يسمي حواء بالرِجل. يسميها ملفاننا ايضا “بالقدم” او بالعضو”

[25] – رومية 5/12، 8/10، 2قورنثية 5/21. انظر، ميمره 81

[26] – يوحنا 17/12، 2تسالونيقي 2/3

[27] – نص: ودعا. متى 9/33، لوقا 8/30

[28] – لوقا 2/32

[29] – تكوين 3

[30] – و: تصفوح، نص: تصفاح

[31] – متى 25/33، 41

[32] – ر: او عيلوياو، نص: واين علويو

[33] – و: نسنَوهي، نص: نسيونَوهي

[34] – ر: لياتيروثو، نص: ياتيروثو

[35] – ر: اذ تجسد احيا آدم. المسيح اخذ جسدا من مريم لم يتلطخ بخطيئة آدم وحواء، اي اخذ جسدا مثل جسد آدم قبل خطيئته. المنبجي وغيرهم لا يقبلون بنظرية يعقوب لانهم لا يفهمون كيف يموت المسيح بجسد لم يعرف الخطيئة. يعقوب يردّ عليهم بقوله: المسيح “اراد” ان يموت فمات. فعلا لو لم يرد ان يموت لما اقترب منه الموت كما يقترب من البشر. انظر، ميمره 81

[36] – ر: دنوفيل، نص: دنيفيل

[37] – عبرانيون 4/15

[38] – تكوين 3

[39] – ر: لا تؤذى ابدا متانته. يعقوب يتلاعب على كلمة آداموس (الماس) وآدم الاول، وآدم الثاني

[40] – ر: آل آدم

[41] – متى 21/18

[42] – ر: مستشار ومثل ملاك

[43] – متى 4/3

[44] – ر: دبوعيو هو، نص: دبوعي

[45] – 2قورنثية 11/14، 1ملوك 19/5-8

[46] – ر: داين آت هو لام، نص: داينهو دآت هو

[47] – ر: فعل

[48] – ر: عرفته

[49] – ر: كان يمكث

[50] – ر: التدبير

[51] – و: يهز

[52] -، نص: يعرفه

[53] – خروج 34/28، متى 4/2

[54] – يوحنا 1/14

[55] – ر: اخلى ذاته. اشعيا 57/15، فيليبي 2/7

[56] – اشعيا 57/15

[57] – ر: قال. متى 4/3

[58] – متى 4/4 ، تثنية 8/3. يقول يعقوب ليس “بالخبز والماء” فقط يحيا الانسان. من اين اتى بالماء، فالنص الكتابي في الانجيل خال من كلمة الماء؟. انظر، ميامره 23-25

[59] – ر: اينون، نص: ايثيه. يوحنا 6/63

[60] – ر: خبزا

[61] – تثنية 8/3

[62] – ر: سمعك

[63] – ر: تصعد

[64] – ر: دميطول، نص: ميطول

[65] – ر: وكنت ابعد

[66] – ر: ونيفيل، نص: نيفيل

[67] – ر: كتب. نص: ماخوذ

[68] – متى 4/5

[69] – ر: كان يظن

[70] – ر: ارمو، نص: شذي لام. مزمور 91/11، متى 4/6

[71] – تثنية 6/16، متى 4/7

[72] – الحق اجمل من كل جمال. عبارة رائعة فلسفية ولاهوتية المسيح هو الحق. يوحنا 14/6

[73] – ر: خلاص

[74] – ر: اسمع النبي يتكلم. ر: الكتب

[75] – و: انت

[76] – ر: التراجم

[77] – ر: تعلم

[78] – ر: ايضا كان يخجل

[79] – متى 4/8

[80] – ر: يهمل عجز هذا البيت

[81] – ر: بمصائده. يعوز صدر البيت

[82] –  ر: وهو يتواضع ينتصر المسيح بالتواضع وينصر الكل

[83] – متى 4/8، يوحنا 8/44

[84] – ر: الهواء ظلاله. ر: لطورو، نص: طورو

[85] – ر: معثرواتها

[86] – ر: ثروة

[87] – متى 4/9

[88] – ر: وقال. متى 4/9

[89] – نص: قال

[90] – و: مُلكك هو

[91] – متى 4/10

[92] – لوقا 10/18

[93] – لوقا 10/18

[94] – ر: واسقط في المعركة

[95] – ر: دعاه ربنا باسمه. لوقا 10/18

[96] – ر: كما

[97] – نص: بدايته. ر: يعرف

[98] – ر: يظن

[99] – 2قورنثية 11/14

[100] – و: يعرف

[101] – و: ضل وراءه ولم يعرف

[102] – متى 4/10

[103] – ر: تاهير، نص: توهار

[104] – متى 4/11

[105] – متى 4/11

[106] – فيليبي 2/7

[107] – ر: بالتواضع الحسن لديه

[108] – نص: قوة مَن هي

[109] – نص: ويخدمون

[110] – ر: ودعوا وابتهجوا “نقلوا”. نص: الازهار

[111] – ر: دباينو، نص: باينو

[112] – و: ليوقعك

[113] – و: والقوا

[114] – ر: يهمل هذا البيت. يوحنا 12/36

[115] – و: لنا

[116] – حسب المخطوطة: ر