الميمر 193
استأجرني العالم لاصير عاملا لاباطيله، ربي اعطني عملا يكرز امورا مهمة، جذبني الزمان الى اعمال ليست خاصتي يا رب الازمان اتكلم بك في كل الاعمال، انه بحر هائج على التجار ليغرقهم، وبعواصفه يقذف المياه الى الغيوم، انا اختبرته بنفسي لما نزلت اليه لاتاجر فيه، اعطاني اجرة هي فقط رذاذ مجاديفه.
الشجرة رمز الآخرة: تفهم من الشجرة بان الصيف قد بلغ، ومن الآيات الموجودة في الكتب: انها الآخرة، قم ايها التعليم واجبل الالوان بوضوح، وببهاء ارسمْ ايقونة الآخرة على صحيفة الميمر.
الشيخ رمز لعتق العالم: كلمة الرب تحلّ العالم الشيخ لانه قد تهرم وتجدد عتقَه لئلا يبلى بعدُ، بكلمتك تقوم العوالم والاقاصي بقوة، وهي ستتجلى لتحلّها بشدة، لقد شاخ العالم وها انه يترنح بضعفه. من شاخ فقد بلغ الى الموت، العالم يشبه رجلا شيخا احناه العمر.
الانسان عالم صغير والعالم عالم كبير: علي ان اتكلم عن الانسان وعن العالم الكبير، موضوعنا يتطلب معنيَين، فاصغوا اليّ، الميمر الذي ابحثه يسير في طريقَين والكلمة التي تثور فيّ تتطلب سمعَين، اخذت اتكلم عن الانسان وعن العالم لان الانسان ايضا هو فعلاً عالم ثان، هوذا العالم والعالم يحركانني بشبهَيهما لاتكلم عنهما بالتساوي حسب مقدرتي.
سمعان الشيخ رمز العالم العتيق: الرب ربط العالم ليثبت منذ الازل، والآن بعد ان شاخ ها انه يطلقه كما اطلق سمعان، الانسان ايضا هو عالم صغير كما قلنا، وفيه يُرى شبه العالم الكبير العظيم، كان سمعان موضوعا كمرآة لآية الآخرة، ليفهم كل العالم بواسطته من سيطلقه، المسيح بيّن جبروته بذلك الشيخ، وكما اطلقه سيحل العالم في آخرة الازمان.
هجوم المخاض في الآخرة: صورة رب الانبياء هي اعجب من (صورة) الانبياء، اذ رسم ماذا يشبه يوم الآخرة، ياتي الضيق فجأة كالمخاض على الوالدة التي لا تقدر ان تفلت منه، هذه الصورة التي رسمها المخلص لليوم العظيم هي اوضح من صورة الانبياء في كل الوانها، يتغلب المرء الاسد والدب بالقفز، ويسحر الحية بالانغام ولا تعضّه، البيت المظلم يُضاء بمصباح النور الواحد، ويُضعف المرء الحيوانات بالشجاعة، وجع الحبلى بالحقيقة اعظم من هذه، لان مخاضها هو منها وحيثما هربت مخاضها معها.
الطفل رمز للعالم الجديد: تسكت البرية وتبطل مسيرة قلقها، ويبدأ العالم الجديد يلمع بامجاده، المخاوف تهدم هذا العتيقَ ويزول خبره ليفسح المجال للعالم الجديد ولورثته، يموت الشيخ وبموته تزول اوجاعه، ويقوم الطفل على ميراثه ليفرح به، الارض تفرح بالجنين الجديد الذي ولدته، وتنسى الاوجاع التي عذبتها لماكانت حبلى به، تتعزى به مثل حواء بشيت الجميل، مبارك انبعاثك الذي ابهج الارض التي كانت متضايقة.
– المخطوطة: لندن 17155 ورقة 46
– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. (ميامر على الآخرة). يعترف ملفاننا بانه تبع العالم ولم يصبه منه سوى الرذاذ لانه كان قد ترك مهمة التعليم ويقول: جذبني الزمان الى اعمال ليست خاصتي يا رب الازمان اتكلم بك في كل الاعمال. قد يرقى تاريخ تاليف ميامر الآخرة الى حوالي سنة 495-500م.
– الدراسات:
الميمر التاسع، على الآخرة ويوم الدين، لاجل يوم الاربعاء من الجمعة الثالثة من الصوم المقدس، قبطي،
105-111
الميمر 193
الثاني: على الدينونة الاخيرة
المقدمة
1 استأجرني العالم لاصير عاملا لاباطيله، ربي اعطني عملا يكرز امورا مهمة،[1]
2 جذبني الزمان الى اعمال ليست خاصتي يا رب الازمان اتكلم بك في كل الاعمال،
3 العالم ظالم ومن يعمل فيه يفقد اجرته، وهو حيال وماكر وشرير ومتعب لمن يعمل فيه،
4 يعرف ان يعطي الاهانة فقط لمن يتعب فيه، وهذا ما يملكه ويُكثره لمن يشتغل فيه،
5 /857/ لا يلتقطون العنبات من الاشواك كما هو مكتوب، ولا يتاجر احد بالبرارة من العالم،[2]
6 انه بحر هائج على التجار ليغرقهم، وبعواصفه يقذف المياه الى الغيوم،
7 انا اختبرته بنفسي لما نزلت اليه لاتاجر فيه، اعطاني اجرة هي فقط رذاذ مجاديفه،
8 انه يعذب بامواجه من يعمل فيه، ولا توجد فيه الفوائد لمن ينزل اليه،
9 يا كوكب النور انا اسير الى ميعادك بين العواصف لئلا يستولي عليّ التيه في البحر الذي انا ضائع فيه،
10 ضع خفية نور كلمتك ازاء وجهي، وستقوّم لي السبل للسير في البحر،[3]
11 الكوكب يسحب السفن لتصعد من الامواج اذ يصير علامة للملاحين ويتوجهون اليه،
12 النيّر مثبت فوقُ في السماء من قبل امرك، وبه يُغلب تيه البحر ويطمئنه.[4]
بكلمة الله صُنعت العوالم وبها تزول وتتجدد
13 العالم بحر، وكلمتك نور ضعها امامي واذ تسحبني الى ميعادها العالي بها اجدُ الميناء،
14 بكلمتك هي معلقة السماء والارض وكل ما فيهما، وبها توجد وتتحرك القوات،[5]
15 بها قام العالم ليصير من اللاشيء، وبها ايضا سيبطل عن مسيرة اضطرابه،
16 /858/ هي تحلّ العالم الشيخ لانه قد تهرم وتجدد عتقَه لئلا يبلى ايضا،
17 بها تجمعت المياه منذ البداية الى البحور، وهي ايضا ستصرخ وتزيل البحر العظيم،[6]
18 بكلمتك تقوم العوالم والاقاصي بالقوة، وهي ستتجلى لتحلّها بشدة،
19 هي اقامت كل ما هو قائم وما وُجد، وهي ستطرح العالم ليقع صوب النهاية،
20 انها رباط العوالم ولما تحلّها، هي لن تنحل، انها مستندة عليها وبحركة صغيرة تدمرها.[7]
يعقوب يتكلم
21 هوذا حلّ العالم يرمز اليّ لاتحدث عنه بكلمة اخذتها من النعمة لاتكلم بواسطتها،
22 موضوع الآخرة يثور فيّ لاصفه، وسيفسح لي الزمن مجالا ولو انه وقت النهاية،
23 تفهم من الشجرة بان الصيف قد بلغ، ومن الآيات الموجودة في الكتب: انها الآخرة،
24 هوذا المعرفة قد اخذت الالوان من النعمة لتصور بذكائها صورة للنهاية،
25 قم ايها التعليم واجبل الالوان بوضوح، وارسمْ ايقونة الآخرة على صحيفة الميمر ببهاء.[8]
الشيخ رمز للعالم الشيخ: وصف رائع للشيخوخة
26 لقد شاخ العالم وها انه يترنح بضعفه، /859/ ومن شاخ فقد بلغ الى الموت،
27 العالم يشبه رجلا شيخا احناه العمر، يرتجف ويرتعب ويسكر ويهذي وقد فقد الحس وارتخى،
28 بردت محبته، وفقد ذوقه، ونفذت قوته، وها يبين لي بانه متوجه الى الموت،[9]
29 كلما استند الشيخ ليقف يقع، لان شيخوخته تطرق باب الموت كل يوم،
30 مهما زِدتَ عليه الحسنات فلن يتقوى لان مدة الزمان تعطي الرجفة بسبب طولها،
31 في طعامه تذمره، وفي شرابه اللعاب، وفي حياته العذاب، وفي نومه القنوط، وفي يقظته رجفة اليدَين،
32 لا يوجد في تصرفاته التمييز لانه قد خرف، ولا يوجد في كلماته النظام لانه تبلبل،
33 يتكلم بتهور ويهذي بكل ما يقوله، وقد فقد عقله ولهذا ليست كلماته حسنة،
34 لا توجد في محبته الثقة لانها غير حقيقية، ولا تخف منه لو ابغض لانه بغير رأيه،
35 الشيخ الهرم الذي فقد ذكاءه يرفس الهواء، لانه لا يوجد تمييز لكرامته ولا لاهانته،
36 لا يعرف ان يحب المتميزين باستقامة، ولا يقدر ان يبغض بعدالة من ليس حسنا،
37 بكبره عاد الى الطفولة وضاع فهمه، /860/ فلو يحب او يبغض فقد خرف،
38 الامراض اخذت عقل الشيخ وثقلت كلماته، فاتركوه يهذي لان الشيخوخة سبت ذكاءه،
39 المجاعات والمخاوف والاخبار والانباء السيئة والحياة القلقة والعذابات المتكررة من كل الجوانب،
40 مع الشيخوخة تنبع الامراض في كل الجسد: الدموع في العينين، والرجفة في الرِجلين والارتعاب في كل جهة.
الانسان هو عالم صغير، الكون هو عالم كبير
41 علي ان اتكلم عن الانسان وعن العالم الكبير، موضوعنا يتطلب معنيَين، فاصغوا اليّ،
42 الميمر الذي ابحثه يسير في طريقَين والكلمة التي تثور فيّ تتطلب سمعَين،
43 اخذت اتكلم عن الانسان وعن العالم لان الانسان ايضا هو فعلياً عالم ثان،[10]
44 هوذا العالم والعالم يحركانني بشبهَيهما لاتكلم عنهما بالتساوي حسب مقدرتي،
45 العالم الشاب صار شيخا بطول عمره، واحاطت به اوجاع القدم لتهزه،
46 فات وقت شبابه الذي كان يتمتع به، وها انه يتعذب في الشيخوخة الى ان ينتهي،
47 الشيخ الذي فسد يقترب من الموت في كل الفرص، لان اجله على الباب وهو في حالة الموت، وماذا بعدُ،؟
48 هوذا الشقي واقف على حافة قبره ليقع فيه /861/ وينقاد الى النهاية وها قد بلغها،
49 ينتظر موته لان حياته قد طفطفت والآخرة ضغطت عليه، وها هو يصرخ لان زمانه قد وصل،
50 الاجل يخيفه وها انه يفزع من النهاية، شاخ ليموت وقد كثرت امراضه،
51 محبته ايضا لا تشبه تلك المحبة الحقيقية، لقد ابتلي بالشيخوخة ليبغض بلا داع،
52 نظر المخلص الى وقت الآخرة لما كان يقول: تبرد المحبة من الكثيرين لكثرة الاثم،[11]
53 هوذا محبة كل واحد باردة كما قيل، لان وقت الآخرة يطلب ما يخصه وقد وصل،
54 نسيج الازمنة كمل وانتهى، وينقص الخيط للسدية التي هيأها الزمن،
55 النول العظيم انتهى واقترب من النزول، لان الثوب لا يريد ان يطول بعدُ،
56 الجسد الذي يشيخ لا ينقصه سوى الانحلال اذ لا يعود ايضا الى حالة الشباب بعد فساده،
57 تفوح رائحة الموت من الشقي، وصوت الموت يطرق اذنيه ليعود الى موضعه،
58 رائحة الشيخوخة تدل بالحقيقة على الموت، ومعها القنوط والاجل جارها والقبر بيتها.
سمعان الشيخ رمز العالم الشيخ
59 /862/ المخلص الذي اطلق سمعان من الشيخوخة سيطلق العالم الذي شاخ مثل سمعان،[12]
60 الشيخ صوّر ايضا العالم بقدمه، وبه بانت آية العالم لمن ينظر،
61 هو برهن بان يسوع ياتي ويحل الارض، وبه تستريح عجوز الاجيال عند النهاية،
62 هو ربط العالم ليثبت منذ الازل، والآن بعد ان شاخ ها انه يطلقه كما اطلق سمعان،[13]
63 الانسان ايضا هو عالم صغير كما قلنا، وفيه يُرى شبه العالم الكبير العظيم،[14]
64 كان سمعان موضوعا كمرآة لآية الآخرة، ليفهم كل العالم بواسطته من سيطلقه،
65 المسيح بيّن جبروته بذلك الشيخ، وكما اطلقه سيحل العالم في آخرة الازمان،
66 ابن الاقماط اطلق الرجل الشيخ وصوّر برهانا به تُحل كل البرايا،[15]
67 اذاً وصل حلّ العالم الذي شاخ وبلي، ايها المتميزون اسرعوا خطى البرارة،
68ارتجف بسبب طول العمر واقترب من السقوط بسبب الشيخوخة يا عارفي الاسرار تجنبوه لئلا يقبض عليكم،
69 لقد طنطن ولا توجد قوة في شرائينه، يا شباب الروح سيروا على درب سيَركم.
ما دام لكم الوقت اقتربوا من التوبة
70 /863/ صوت القرن يحير الكل عن قريب، يا ابناء اليمين اهربوا من العالم عند ابيكم،[16]
71 ما دام لكم المجال لتهربوا طيروا ايها المسرعون لئلا تكونوا اخيرين لما تشتد المصائب في العالم،
72 قبل ان يُغلق باب التوبة العظيم ولا يفتح عبيد الملك لمن يقرع،[17]
73 قبل ان تهبّ ريح المخاوف على الاقاصي، وبها يترنح العالم لينزل ويتدهور،
74 قبل ان ترتج الجبال برمز القدرة البارية، ويعرّق وجع المجازاة حتى الكهوف،
75 قبل ان تظلم عين الشمس من الاشعة، ويعثر العالم في الظلام بعد نفوذ نوره،
76 قبل ان يُكسر محور العالم ويسقط ختمه، وتنكسر العجلة تحت الاوقات لئلا تتناوب،[18]
77 قبل ان يهجم المخاض على الارض وتركع لتلد، ومن ليس كاملا يصبح لحسن حظه سِقطا،
78 قبل ان تشتد المصائب في العالم وتدفع الشقي ليسقط في النهاية،
79 قبل ان يطنطن الفزع العظيم الرقيعَ وينثر منه نيراته ويذبل جماله،[19]
80 قبل ان تخرج الطغمات المسجورة من بيت الملك /864/ ويحترق العالم بالنيران التي تلقيها فيه،
81 قبل ان تصير هوة عظمى بين الجهتين، ومن يصرخ لا يجيبه ابناء اليمين،[20]
82 قبل ان يرعد الرعد العظيم ويفزع الارض لتقع، وبه تنحل اسس العالم لتهوى،
83 قبل ان تضرب لهزات الجبال بحركة قوية، وبها تُكسر اقفال المسكونة الهادئة،
84 قبل ان تتحرك كل القصور القوية وترتجف رُكَب سكانها من الضيق،
85 قبل ان يتفجر نهر النار بحرارة، وبلهيبه يفحص بالحق الصالحين والطالحين،[21]
86 قبل ان يقع الرعب على الشعوب والقبائل، وتكثر المصائب والاخبار من كل الجهات،
87 قبل ان يركع العالم ليُقتل في النهاية، وتنتحب الارض قبائل قبائل بحزن عظيم،
88 قبل ان يرعد البار بقوة في موضعه، وصوته العالي يحل ويدمّر كل الاتقانات،
89 قبل ان تنكسر عجلات الشمس السريعة، ويغطي الظلام مركبتها لئلا تسير بعدُ،
90 قبل ان يجف بحر كل النيرات العظيم، وتجف اشعته وتخرب لجته بالظلام،
91 قبل ان يخرج صوت يدمر كل البنايات /865/ ويعطل العالمَ القلق من كل عمله،
92 قبل ان يصير السبت الذي تبطل فيه الاعمال، ولا يوجد مجال للقيام فيه بعمل،[22]
93 قبل ان يصير شتاء عظيم وبرد قارس، ومن يهرب يلقى العثرات والحفر،[23]
94 قبل ان تتوقف طريق التوبة العظيمة، وكل الطلبات تُلقى خارج بيت الملك،
95 قبل ان يُغلق باب المراحم امام السائلين، واذ يصرخون لا يُستجاب لهم في ضيقهم،
96 قبل ان يصير انتقام الدينونة الحقيقي، ومن يتوسل بعدها يُتعب نفسَه،
97 قبل ان ينتهي القضاء امام العدالة، وتبطل الكلمات ويصير العمل جليا بالحقيقة،[24]
98 ما دام النهار اسرعوا الخطى يا ابناء اليمين، سياتي الليل [ ويغلق[25] الطريق لئلا يعبر احد،
99 ما دامت لكم طريق ممهدة امشوا ايها التائبون لئلا تسيروا لما يبطل امان الارض،
100 قبل ان ينطفيء نور العالم وتبطل مسيرته وتستريح البرية من العمل ويتلاشى خبرها،
101وتفرغ الاقاصي من السكان ومن المشاة، وتخرب الارض من كل طغمات البشر،
102 /866/ ويخرج الغضب ليفني الاثمة، وتقوم النقمة على الاثمة لتبيدهم،
103 وتزأر النار على الاشرار لتفنيهم، ويستيقظ السيف على المتمردين ليعذبهم،
104 ويضرب الخوف المدن ليدمرها، وتحل الرجفة في المدن ذات الاسوار العالية لتوقعها،
105 ويصطدم الرمز بالاسوار القوية ليثلمها، ويصل الاجل الى القصور ليدمّرها،
106 ويحل الخوف في كل اذهان البشر، ويتذكر كل واحد ما صنعه منذ البداية،
107 ويتندم الاشرار وقد ادركتهم اعمالهم، ويفرح الصالحون بمجازاتهم التي وجدوها.
الآخرة يوم رهيب ومظلم (عاموص 5/19-20)
108 الميمر الذي يكرز النهاية يتطلب اصغاء، فاسمعوني بمحبة ايها المتميزون بدون قطع الرجاء،
109 موضوع الآخرة يتطلب الالم ليوصف به يوم المجازاة بفزع عظيم،
110 انه بحر مسجور يضرم ناره بابناء الاثم، انه مهدد وساخن ليقاضي بعذاب اليم،
111 انه يوم مليء كله بكاء وصرير الاسنان وندامة ودموعا مع تنهدات وضرب الكفَّين،[26]
112 رآه النبي وسبق ورسمه في نبؤته: يوم الرب مظلم وغير نيّر،[27]
113 /867/ انه مظلم وقاس وليس فيه ضوء في احدى الجهات، انه مخيف ومرير وحقود كثيرا وغضبه ساخن،
114 انه قوي للانتقام وسريع للمجازاة، ولا يوجد فيه موضع ليستر الاشرار من النقمات،
115 كما يهرب الرجل من الاسد ويلاقيه دب مفترس ويهجم عليه،[28]
116 في الخارج ضيق الاسد والدب الغاضبين، ولو دخل الى داخل البيت عضّته الحية،
117 صورت صورة للآخرة بالوان سيئة: الاسد والدبّ والظلام والحية والانكسار السيء،
118 النبي خلط سمّ الحية في بطش الاسد وصوّر الضيق بوقاحة الدب مع الظلمة،
119 مزج كل الالوان المسببة للموت ليرسم صورة مليئة الما لمن يشاهدها،
120 الاسد يكسر، والدب يفترس، والحية سامة، والظلمة بغيضة: ويوم النهاية هو مصور بها.
رب الانبياء صوّر الآخرة بهجوم المخاض على الحبلى (1تسالونيقي 5/3)
121 صورة رب الانبياء هي اعجب من (صورة) الانبياء، لانه صور [ماذا[29] يشبه يوم الآخرة،
122 ياتي الضيق فجأة كالمخاض على الوالدة التي لا تقدر ان تفلت منه،
123 /868/ هذه الصورة التي رسمها المخلص لليوم العظيم هي اوضح من صورة الانبياء في كل الوانها،
124 يغلب المرء الاسد والدب بالقفز، ويسحر الحية ولا تعضّه،[30]
125 البيت المظلم يُضاء بمصباح نور واحد، ويُضعف المرء الحيوانات بالشجاعة،
126 وجع الحبلى بالحقيقة اعظم من هذه، لان مخاضها هو منها وحيثما هربت مخاضها معها،
127 سيفها فيها وجنينها قد جُعل جلادها، وموتها يصدر من بطنها والى اين تهرب،؟
128 ليس اسدا لتسرع الركض وتنجو منه، ولا دبّا لتحتقره بالحيلة،
129 ولا حية لتدعو عليه وشوشات السحر، انه ابن بطنها: تحمل موتها وماذا تفعل،؟
130 حيثما هربت يطاردها من تحمله، وهو كامن فيها ويلقي السهام لاماتتها،
131 لو تدخل الى الداخل وجعها فيها ولا تستريح، ولو خرجت خارجا مخاضهاالقاسي معها،
132 جنين الشقية يتحرك فيها وينطحها، ولا توجد امكانية لتهرب منه الى احدى الجهات،
133 يسيل منها معين الاوجاع ويعذبها، وتقوم في داخلها صفوف الآلام وتؤذيها،
134 /869/ امعاؤها تتلوى واين تهرب من اعضائها، في داخلها الاوجاع وحيثما ذهب هي معها،؟
135 من حضنها يظهر المطارد ويعذبها، وكلما ركضت يتحرك فيها ويؤلمها،
136 ربنا مثّل هذا الوجع بوجع النهاية، هذا ما سيحدث للارض في يوم المجيء،
137 هذه الصورة عجيبة جدا لمن ينظر اليها، ويشبه وجع الحبلى مع نمط النهاية،
138 الارض ايضا تحبل بالاجنّة بدون احصاء، وفي النهاية تركع لتلد عالما جديدا،
139 وجع الولادة يفزعها لتركع بسبب الالم وبالمها تسقط لتلد ما كانت حبلى به،
140 لما تكتمل كل صور الجنين في امه يبدأ يحركها لياتي الى الولادة لان وقته قد حان،
141 ابنها يُركعها ليخرج من الظلمة الى النور وتحتمل آلاما ثم تلده وتستريح،[31]
142 المتزوجة تقبر رَجلها بحزن وندب، وتلد جنينها بمخاض وضيق.
في الآخرة يهجم المخاض على الارض-الامّ لتلد وتندب لتدفن
143 تجد الارض تجد وجعَين في يوم النهاية، سيتضاعف عليها وجع الولادة ووجع الموت ويضنيانها
144 ستندب على موت العالم الشيخ، وستركع لتلد عالما جديدا بمخاض،
145 /870/ تندب لتقبر ويهجم عليها المخاض بالم شديد، ولهذا ان ضيقها اعظم من ان يصفه احد،
146 تندب الارض قبائل قبائل بسبب فراغها، وتلبس الحِداد كل الامم وشعوبها،
147 تصنع الارض حِدادا عظيما على العالم العظيم وتبكي عليه لان زمان سقوطه قد حان،
148 ثم يدركها الم عظيم وضيق اذ يضعها الزمان في درجة الولادة ثم يكتمل،
149 انه مكتوب بان الارض تنوح كلها قبائل قبائل، وقد صُور المها بمخاض الحبلى من قبل مخلصنا،[32]
150 يحيط بها ضيقان كما قلنا، ثم تستريح وتفرح بالولد الذي كان يضايقها،[33]
151 على الارض ان تنوح قبائل قبائل بسبب الضيقات التي ستُصنع فيها لما تنحل،
152 بسبب المخاوف التي تحيط بها من كل الجهات واوجاع الآخرة التي تنطحها لتوقعها،
153 الاجل وصل واسقطها دون شعورها ودخل الموت ووقف على بابها واستقبلته،
154 رات الغضب قائما فيها مثل العاصر وقد عصر الشعوبَ المتجمعين فيها كالعنبات،[34]
155 الشمس التي انارتها اظلمت، فتلمست في الظلمة لتنتحب لان نورها قد زال،
156 /871/ لقد [ تعبت[35] في المدن وشيدتها، وترى الرمز يصنعها اتلالا اتلالا،
157 المدن تُهدم فيها وتقع، والقرى التى تسقط تصير قبورا لسكانها،[36]
158 الاجل اتى ليحل كل الاتقانات، ويحير العالم بمخاوفه وبمصائبه،
159الغضب خرج ليخرب جميع الشعوب، فتنتحب الارض قبائل قبائل كما هو مكتوب.[37]
الطفل رمز العالم الجديد
160 حينئذ تبطل كل البرية من العمل، ويستريح العالم لئلا يهتم ايضا بالاتقان،
161 تسكت البرية وتبطل مسيرة قلقها، ويبدأ العالم الجديد يلمع بامجاده،
162 المخاوف تهدم هذا العتيقَ ويزول خبره ليفسح المجال للعالم الجديد ولورثته،
163 يموت الشيخ وبموته تزول اوجاعه، ويقوم الطفل على ميراثه ليفرح به،
164 تحبل وتلد الارض برمز القدرة البارية، ومن بين الآلام يظهر الوارث في بيت ابيه،
165 يخرج الجنين من الظلمة من باب الاوجاع، ثم يصل ليرى النور الذي يتربى فيه،
166 /872/ الارض تفرح بالجنين الجديد الذي ولدته، وتنسى الاوجاع التي عذبتها لماكانت حبلى به.[38]
الخاتمة
167 تتعزى به مثل حواء بشيت الجميل، مبارك انبعاثك الذي ابهج الارض التي كانت متضايقة.[39]
كمل الميمر الثاني[40]
[1] – الميمر يبدأ بحرف: ع
[2] – متى 7/16
[3] – مزمور 118/105
[4] – يعقوب ينوه عن النجمة القطبية الشمالية التي بواسطتها تقاد السفن. المسيح هو كوكب النور أي الكوكب القطبي وبنوره يسير ملفاننا بين عواصف العالم
[5] – مزمور 33/6
[6] – تكوين 1/9-10
[7] – آدم هو رباط العالمين بمعنى يحتوي المادة والروح. انظر، ميمره 71 على الايام الستة. آدم هو رمز ونمط للكلمة اي الابن الالهي الذي هو رباط العالمين الحقيقي وآدم هو شبهه وصورته لما يكنى برباط العالم. الكلمة يعطي الوجود للعوالم ويحفظها في الوجود ومتى ما شاء يزيلها عن الوجود وفي النهاية يجددها بعد فسادها. متى 5/8
[8] – ملفاننا يتكلم وياخذ كلمته من النعمة وتستمد المعرفة الوانها من النعمة ويرسم التعليم ايقونة او صورة الآخرة على دفة الميمر. لعل هذا برهان لوحيه !
[9] – توهم الناشر في تقسيم صدر البيت وعجزه
[10] – انظر، ميمره 72، 178
[11] – متى 24/12
[12] – لوقا 2/25-35، خاصة /29
[13] – لوقا 2/29. انظر ، ميمريه 165، 166 على سمعان الشيخ
[14] – انظر ميمر 72، 178
[15] – لوقا 2/7
[16] – 1قورنثية 15/52؛ متى 25/33
[17] – متى 25/10
[18] – جامعة 12/7؟
[19] – اشعيا 34/4
[20] – لوقا 16/26؛ متى 25/33
[21] – دانيال 7/10
[22] – متى 24/20
[23] – متى 24/20
[24] – بلاغة يعقوب استعمل 21 مرة (قبل ان) في البيوت: 72-97
[25] – ر: يوبخ، بيجان يصوب: ويغلق
[26] – لوقا 21/25
[27] – صفنيا 1/14-16
[28] – عاموص 5/19
[29] – نص: دلمَن، بيجان يصوب: دلمُن
[30] – يعقوب يستعمل فعل “اشف أُشِف” اعني سحر الحية لئلا تعض وتلدغ الانسان. الصورة تذكرنا بصفير الحية في اذن حواء وتذكرنا ايضا بموسيقى مزمار الساحر التي تطرب الحية، وبالتمتمات التي تؤثر عليها وتسحرها لئلا تلدغ او لتقوم بفعاليات سحرية امام المشاهدين
[31] – يوحنا 16/21
[32] – اشعيا 24/1-6؟؛ 1تسالونيقي 5/3
[33] – يوحنا 16/21
[34] – عاموص 9/13
[35] – نص: دلاُث، بيجان يصوب: دلايَث
[36] – اشعيا 6/11
[37] – اشعيا 24/1-6؟
[38] – يحيرنا ملفاننا لانه يقول ان العالم سينتهي بشيوخه وشبابه ثم يقول ان الشيوخ سيتركون العالم للورثة الجدد أي للاطفال حتى يقوم عالم جديد آخر.! تعددية نظريات ملفاننا !
[39] – تكوين 4/25
[40] – بيجان يذكر بانه نشر الميمر الثالث على نهاية العالم في الجزء الثاني 858-872. انظر الميمر 68 الذي مطلعه: العالم صادفني وهو حامل الويلات ليوزعها لي