الميمر 160 على شمشون

الميمر 160

 

        اشراق اسرارك ابان نفسه من القراءات يا ابن الله اكشف لي عينيّ لارى جماله، اسفار النبؤة حاملة صورتك العظمى وتزيحك، ليرى العالم كم انك جميل، من الامثال ومن الاحاجي الموجودة في الكتب، صوّرك العادلون في ايحاءاتهم في اماكن مختلفة، كانوا يزيحونك مع ازمنتهم واجيالهم، وكان ينقلك هذا الى ذلك لينتصر بواسطتك.

        ماذا اقول عن شمشون المنتصر ايضا، الذي كان غنيا بالامثال والاسرار لمن ينظر اليه،؟ ها انه يطالبني ايضا بميمر مع المنتصرين لاكتب سيرته مع الجبابرة المشهورين، محل صورته فارغ ويحتقرني ويذمني لانني لم اصوّر له صورة ميمر مع الجميلين، ربنا ساعدني لاوفي دَيني للنذير ايضا، لاصوّر له ايضا صورة جميلة ومليئة عجبا، لا (يجوز لي) ان احتقر واهمل رجلا مسجلا مع المنتصرين ولو توجد له قضايا تافهة في بعض المواضع، بولس المختار زمّر هكذا لمن يفهم: وقتي قصير لاتكلم عن شمشون، انا ايضا وقتي قصير لاتكلم عن النذير وعن الامثال الموجودة فيه.

        سرد لقصة شمشون: لنتعجب الآن بعادلي تلك الازمان كم انهم كانوا انقياء وبسطاء وودعاء،! وكانوا يتكلمون وجها لوجه مع الملائكة، وكانوا اثرياء بايحاءات اللاهوت، تكلم المستيقظ مثل ابن البلد ومثل ابن الجنس ومثل القريب مع منوح وامرأته بخصوص شمشون.

        زواج شمشون رمز للمسيح الذي خطب البيعة: من كان يشبه الا ربَنا الذي اتى ليخطب بيعة الشعوب وصادفه الموت مثل الجبار، تنازل الى بنت القلف التي اخذها شمشون، وصوّر ربَنا الذي خطب بنت الوثنيين ببشارته.

        شمشون يقتل الاسد، المسيح يقتل الموت: لنرَ الآن ماذا حلّ بالموت وبالاسد من قبل ربنا ومن قبل شمشون نذيره،؟ قتّال الناس وضع اسدا ضد شمشون لانه راى فيه صورة بهية مليئة جمالا، اشرق سرّ الابن على النذير واعطاه قوة ليصور صورة مليئة عجبا، حينئذ لبسه روح الرب بجبروت، ومسك شبل الاسد وقطّعه كجديٍ، ابن الله انحدر من موضعه واتى الى ارضنا ليخطب له بيعة الشعوب كما قلنا، وصادفه الموت-الاسد الذي اكل كل الاجيال، وقتل الموتَ كما قتل شمشون الاسد، وكمّل دربه وخطب واخذ بصلبه تلك التي نزل لاجلها عند الارضيين.

        لغز الحلو والمر: خرج الحلو من المر، والخبر الذي طرحه لا يُفسر الا بربنا، صنع مثلا وطالب التفسير من الفلسطينيين، وكان السر محفوظا لئلا يُفسر الا في وقته، حتى شمشون لم يكن يعرف المثل الذي صنعه، لانه لم يحِن بعد وقت وصف السر بجلاء، الموت مرّ وربنا هو العسل الحلو، واتضح وتاكد بان الحلو خرج من المر، الآكل هو الموت الذي اكل كل الاجيال، وخرج منه المسيح خبزا للعالم لياكله.

        شمشون جميل وبغيض: في خبر شمشون يوجد جمال ويوجد ادناس ومرتفعات واعماق ويلزم وصفه كله، حيث زيح اسرار ربه كان جميلا، وحيث سقط من البهاء كان بغيضا ومدنسا، كان جميلا لما قتل شبل الاسد، وكان بغيضا لما كان يهان بيدَي امرأة، كان بهيا ايضا لما اخرج الحلو من المر، ولم يكن لائقا لما كشف سرّه للمرأة، لنتكلم اذاً عن كل خبره حرفيا، ولا نمل بسبب تواجد الامور البغيضة والامور الجميلة فيه.

        السروجي يتعجب من شمشون: ماذا اقول عن شمشون،؟ لا اعرف لان خبره يقلقني ويجعلني اعثر، اسمعه يصلي فنبع الماء وشرب، وبعد قليل اجده عند الزانية،! خرج واباد الف رجل مثل شخص واحد، وسلّم نفسه وحلقته امرأة وصار اضحوكة، نذير الرب لماذا دخل عند الزانية،؟ لقد اقلقني خبره ولا اعرف.

        لا نتشكك من قصة شمشون: الرب متواضع ويتحمل البشر كثيرا، وحيث يقعون لا يريد هو ان يُسقِطهم، العظائم التي صنعها شمشون كانت (من) الله، والقضايا الاخرى غير الحسنة كانت منه، الله لم يقل له ان يدخل عند الزانية، هو اراد ان يدخل ولم يغصبه الرب لانه كان ابن الاحرار، كيف يدين الرب الدينونة في النهاية،؟ هذا لا يخصك، انت لا تتعب بالامور البعيدة، ولعل نزول شمشون عند الزانية تركه التدبير ان يحدث لاجلك،! ليكون لك كمرآة تفحص الادناس، لترى نفسَك ولا تقع انت كما وقع هو.

        الزانية رمز للشيول: لم تقف امامه الابواب المغلقة وهو يهرب لان سرَ الابن كان يدبر ذلك العبراني، الشيول الزانية كل الاجيال هي رِجالها وقد اغلقت في وجه ربنا ليبقى عندها مثل الكثيرين، ودخل ونام وأُغلق باب القبر في وجهه، وقاموا ليحرسوه بجنونهم مثل شمشون، وهذا السر ادخل شمشونَ عند الزانية لانها شيول الهلاك لمن يقترب منها، وهذا النمط المصور في شمشون اعطاه القوة ليحمل الابواب والامخال ويخرج وهو يغادر، دخل كثيرون عند زانية فلسطين، ولم يستاصل ابواب مدينتها احد غير شمشون، كل الاجيال دخلت الى الشيول مفسدة كل واحد، ولم يستاصل اسوارها ويحيي موتاها غير ربنا، بجبروته اخزى الفلسطينيين وصوّر صورة لهولاء الذين حرسوا قبر الابن.

        الاسرار تترك شمشون لتجربه دليلة: حافظ على نفسه من الزانية لوقت قصير، وكان يقول لها شيئا بدل شيء آخر، مكرُ النساء تعلمته كل الارض بواسطة شمشون وتحققت الكلمة: احفظ كلمات فمكَ من امرأتك، قال لها: انا نذير من بطن امي ولم يصعد ابدا الموسى على راسي منذ ان وُجدتُ، ولو احلقُ ولو أُزيلُ شعرَ راسي تهرب قوة التزهد واضعف، انامته وحلقته واحتقرته ولما ايقظته قام ضعيفا مثل الوهن.

        دليلة رمز لحواء، وشمشون رمز لآدم: دليلة هي حواء الثانية لآدم الثاني الذي هو شمشون اسقطته ووقع من العظمة التي كان قائما فيها، حواء اخرجت آدمَ من الفردوس، ودليلة اخذت من شمشون زهده.

        شمشون يصلي: علّم هنا انه حتى لما يكون احد ساقطا من الله، ويدعو الرب بالم يسمعه، والرب لا يحجب ابدا مراحمه عن السائلين حتى لما يسقطون في شهوات غير حسنة، حالما يدخل الالم الى النفس وينفض عنها عكر الشهوات المضطربة به، تثير الصلاة الى الله بتمييز ويسمعها حتى وإن كانت مليئة بربوات الادناس، صلى شمشون بعد ان فقد تزهده، وبعد ان ابتعدت وفارقته قوة الله، وبعد كل هذه الامور التي جرت، صلى شمشون ولما صلى بالم سمعه وعطاه اسئلته.

        لما جرب شمشون سقط لانه صار مجردا من عون الرب: هرب منه روح الرب الذي كان حالاّ عليه، ولما جُرب لم ينتصر في المعركة بنفسه.

 

– المخطوطتان: روما 117 ورقة 403؛ اوكسفورد 135 ورقة 200

– يرد في البداية اسم مار يعقوب. الميمر فلسفي ولاهوتي. يشدد على اهمية حرية الانسان وعلاقتها مع الرب الذي يختار ويسمح ان يسقط المختارون بحريتهم وبعد ان يفارقهم وقتيا العون الالهي. السروجي يذم نفسه لانه لم يؤلف ميمرا لقصة شمشون مثل بقية العادلين ولهذا صمم ان يكتب قصته في هذا الميمر. هذه اشارة واضحة الى ان السروجي كان يكتب ميامره، طبعا لو لم تكن هذه العبارة عبارة بلاغة ادبية فقط. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى حوالي سنة 485-490م.

 

– الدراسات:

Traduction anglaise, in, HTM, TV 11 (1992), pp.50-70

 

 

 

ايضا

الميمر 160

على شمشون لمار يعقوب

 

المقدمة

 

1 اشراق اسرارك ابان نفسه من القراءات يا ابن الله اكشف لي عينيّ لارى جماله،

2 اسفار النبؤة حاملة صورتك العظمى وتزيحك، ليرى العالم كم انك جميل،

3 من جيل الى جيل [ طلع سرّك[1] كالنيّر، وباشراقه ابهج من رآك وتعجب بك،

4 من الامثال ومن الاحاجي الموجودة في الكتب، صوّرك العادلون في ايحاءاتهم في اماكن مختلفة،

5 كانوا يزيحونك مع ازمنتهم واجيالهم، وكان ينقلك هذا الى ذلك لينتصر بواسطتك.

 

الآباء يقبلون اسرار الابن ويسلمونها من واحد الى آخر

6 نوح البار قبلك من شيت الجميل، وبانحداره الى العالم وضعك عند ابراهيم،[2]

7 قبلك اسحق واقام ايقونتك على الجلجلة، وسرق يعقوب صورتك وانهزم الى ارض آرام،[3]

8 وضعتَ شهادتَك في يوسف بين المصريين، ورآك موسى على جبل سيناء مع والدك،[4]

9 /332/ صوّرك هارون بدم الذبائح [ والقرابين،[5] ورش بالدم كل درب قتلك العظيم،

10 يشوع ابن نون الذي لبس اسمك الجميل، اوقف النهار لئلا يمشي كما شاء،[6]

11 جدعون رسمك بالندى الذي انزله لما صلى، وبك ايها الظافر انتصر على المديانيين،[7]

12 يفتاح مهّد درب آلامك بقتل ابنته واهرق [ ايضا دم البتول لاجلك.[8]

 

 

يعقوب يتكلم

13 وماذا اقول عن شمشون المنتصر ايضا، الذي [ كان غنيا بالامثال[9] والاسرار لمن ينظر اليه،؟

14 وها نه يطالبني ايضا بميمر مع [ المنتصرين[10] لاكتب سيرته مع الجبابرة المشهورين،

15 محل صورته فارغ ويحتقرني ويذمني لانني لم اصوّر [ له[11] صورة ميمر مع الجميلين،

16 ربنا ساعدني لاوفي دَيني للنذير ايضا، لاصوّر له ايضا صورة جميلة ومليئة عجبا،

17 لا (يجوز لي) ان احتقر واهمل رجلا مسجلا مع المنتصرين ولو له قضايا تافهة في بعض المواضع،

18 بولس المختار زمّر هكذا لمن يفهم: وقتي قصير لاتكلم عن شمشون،[12]

19 انا ايضا وقتي قصير لاتكلم عن النذير وعن الامثال الموجودة فيه.

 

طفولة شمشون (قضاة 13)

20 وصلت القرعة الى هذا من قبل الله، ليصير في وقته من مخلّصي [ اسرائيل،[13]

21 انه من بين المعروفين بالايمان في الله، [ وكان ذكيا[14] بين القضاة في عهده،

22 امّ هذا رات الملاك يتكلم معها، وبشّرها بانها تحبل وتلد نذيرا ومخلّصا،[15]

23 [ حينئذ[16] تكلمت المرأة الذكية مع بعلها عن الوحي الذي صار لها من قبل الله،

24 وظهر ايضا رجل الرب لها ولبعلها، وكرر كلماته للمرأة: انها تحبل وتلد شمشون،

25 وامر المرأة بالا تشرب الخمر والمسكر، ولا تاكل من مادة ابن الجفنة،[17]

26 الطفل يكون نذيرا للرب كل ايام حياته ولتربّه امه بالتزهد بدون دنس،

27 رجل المرأة صنع وليمة ووضعها على حجر، ونار الذبائح ابانت نفسها على القربان.[18]

 

العادلون الاولون كانوا يتكلمون ببساطة مع الملائكة

28 لنتعجب الآن بعادلي تلك الازمان: كم انهم كانوا انقياء وبسطاء وودعاء،!

29 وكانوا يتكلمون وجها لوجه مع الملائكة، /334/ وكانوا اثرياء بايحاءات اللاهوت،

 

30 وكانوا متواضعين وبسطاء ومستقيمين: لا كبرياء ولا تباهي في ايحاءاتهم،

31 تكلم المستيقظ مثل ابن البلد، ومثل ابن الجنس، ومثل القريب مع منوح وامرأته بخصوص شمشون،

32 وقبلا منه ما قال لهما وتكلما معه ببساطة بدون اضطراب،

33 وبسذاجتهما صنعا له مأدبة ايضا، واكل لهيب الذبائح تلك الوليمة،

34 وصعدت النار، وذاك الملاك لكونه ناريا صعد في النار التي اكلت قربان منوح،[19]

35 رجل النار واللهيب صعد الى السماء، وصار عجب في ذلك الوحي الذي حدث هناك،

36 اعطى الله ابنا [ للعقر[20] كما وعد، وصار شمشون مخلص الشعب الذي كان مستعبدا،

37 اعطاه الرب القوة والبأس والجبروت ليؤسس جبهة ويخلص شعبا مستضعفا.

 

زواج شمشون (قضاة 14)

38 اختاره الرب وارسله ليحارب الفلسطينيين، واعطاه البأس ليزرع الدمار بنشاط،

39 [ وبدأ[21] شمشون يتفقد قرى الفلسطينيين لان قوة الله كانت قد بدأت تنتصر فيه،

40 /335/ نزل الى البلد بحجة المرأة التي شاء ان ياخذها، [ وصادفه[22] سرّ جلي كالنيّر،

41 نزل الى بلد الفلسطينيين ليخطب امرأة، وزأر شبل الاسد عليه مثل القوي.[23]

 

شمشون يخطب بنت القلف، المسيح يخطب بنت الشعوب

42 من كان يشبه الا ربَنا الذي اتى ليخطب بيعة الشعوب وصادفه الموت مثل الجبار،؟

43 تنازل الى بنت القلف التي اخذها شمشون، وصوّر ربَنا الذي خطب بنت الوثنيين ببشارته،

44 هلم وانظر هنا لو تعرف وترى جيدا، وخذ وصوّر صورة للبتولات ولخطيبيهن.

 

شمشون يقتل الاسد، المسيح يقتل الموت

45 خرج شبل الاسد على شمشون الذي خرج الى ارض الفلسطينيين وهدده وسخر منه،

46 تجاسر الموت على ربنا الذي اتى ليخطب بنت الآراميين ليدخل الى عشه ويتسلط عليه،

47 لنرَ الآن ماذا حلّ بالموت وبالاسد من قبل ربنا ومن قبل شمشون نذيره،؟

48 قتّال الناس وضع الاسد ضد شمشون لانه راى فيه صورة [ بهية[24] مليئة جمالا،

 

49 واراد ان يفسد جمال ذلك العبراني باسد خرج وصادف شمشونَ الصبي،

50 حينئذ اشرق [ سرّ[25] الابن على النذير /336/ واعطاه القوة ليصور صورة مليئة عجبا،

51 حينئذ لبسه روح الرب بجبروت، ومسك شبل الاسد وقطّعه كالجديٍ،[26]

52 اسرار ربنا كانت تضيء فيه [ كالنيرات، واعطته[27] القوة والبأس ليقتل الاسد،

53 وبيدَيه قطّعه بدون سلاح وسيف، لان الصبي كان يحمل سلاح الاسرار في طريقه،

54 كان شمشون مسافرا ليخطب امرأة تصوّر نمطَ بيعة النور ولهذا قتل شبلَ الاسد،

55 كانت تُرسم بنت القلف ببنت الوثنيين لان ابن الله قتل الموتَ لما [ خلصها،[28]

56 وانتصبت صورة لربنا في ارض الفلسطينيين، لما بلغت القرعة الى شمشون ليقيمها هناك،

57 ابن الله انحدر من موضعه واتى الى ارضنا ليخطب له بيعة الشعوب كما قلنا،

58 وصادفه الموت-الاسد الذي [ اكل[29] كل الاجيال، وقتل الموتَ كما قتل شمشون الاسد،

59 وكمّل دربه وخطب واخذ بصلبه تلك التي نزل لاجلها عند الارضيين،

60 الاسد لم يقدر ان يعطل درب شمشون الذي خطب واخذ كما شاء ثم غادر،

61 /337/ كذلك طريق ابن الله لم تتعطل بالموت، لانه اخذ البيعة وجعلها خاصته ثم صعد،

62 كانت تضيء هذه الاسرار في ذلك العبراني، ولهذا تشدد وقتل الاسد كما سمعتم،

63 قطّع الاسدَ وذهب وخطب كما شاء وعاد لياتي وقد رتب [ فيه[30] السرَ بوضوح.

 

شهد العسل في جثة الاسد (قضاة 14/8-20)

64 كان يُرى شهد العسل في الاسد: انه مثل عظيم لا يُفسر الا من قبل ربنا،

65 واخذ شمشون عسلا من الجثة واكل: عمل جديد لانه خرج من الآكل اكلٌ،

66 انحدر الوحي على النذير واعطاه النور ومشت طريقه بالامثال والاسرار الخفية.

 

شمشون لا يعرف ماذا تعني امثلته لان السرّ محفوظ ليفسره المسيح

67 ولغز لغزا: خرج الحلو من المر، والخبر الذي طرحه لا يُفسر الا بربنا،

68 صنع مثلا وطالب التفسير من الفلسطينيين، وكان السر محفوظا لئلا يُفسر الا في [وقته،[31]

 

69 [ احجية[32] الاسرارِ كانت غامضة ومحفوظة الى ان اشرق ابن الله وفسرها،

70 حتى شمشون لم يكن يعرف المثل الذي صنعه، لانه لم يحِن بعد وقت وصف السر بجلاء،

71 يعرف بانه قتل اسدا ووجد عسلا، /338/ ولم يكن يعرف ما هو سرّ الاسد والعسل،

72 وما جرى صنعه مثلا للفلسطينيين لكي يُفسر الفعل كما حدث،

73 سرّ ربنا الذي هو غاية كل دربه كان مخفيا ومحفوظا في [ ايحاءات[33] النبؤة،

74 واتى ربنا كالنهار في الظلمات، فاشرق نور السرّ واعتلن في العالم كله،

75 واللغز الذي لغزه ذاك العبراني للفلسطينيين لم [ يُفسر[34] الى ان اتى المسيح الى العالم.

 

الموت مرّ والمسيح عسل حلو

76 الموت مرّ وربنا هو العسل الحلو، واتضح وتاكد بان الحلو خرج من المر،

77 الآكل هو الموت الذي اكل كل الاجيال، وخرج منه المسيح خبزا للعالم لياكله،

78 وهنا تحققك ان الاكل خرج من الآكل، ومن كان يعرف ان يفسر هذه الامور في ذلك الزمان،؟

79 حتى شمشون الذي صنع المثل بالاسد الذي قتله، لم يكن يعرف السرّ الخفي الذي تمّ،

80 الى ان اشرق ربنا النور على البرايا لم ينجلِ كنز الاسرار الذي كان خفيا.

 

الوحي يكرم شمشون لانه يحمل اسرار الابن

81 لو لم توجد في شمشون اسرار الابن، لما كانت ولادته تُنطق من قبل الملاك،

82 /339/ نمط الابن [ كان يُبشّر من قبل الملاك،[35] وصارت لاجله ايحاءات في بعض الامكنة،

83 وكل من وصل ليزيّح درب ابن الله كان يُكرم من قبل الايحاءات ومن قبل الملائكة،

84 شمشون جميل حيثما صوّر نمطَ المسيح وصنع مثلا: خرج الحلو من المر،

85 ربنا الكلمة احلى من العسل، وهو لذيذ للفم، وهو طعم حلو حلّى مرارة كل العالم.[36]

 

 

في قصة شمشون جمال وعيوب

86 في خبر شمشون يوجد جمال ويوجد ادناس واعال واعماق ويلزم وصفه كله،

87 حيث زيح اسرار ربه كان جميلا، وحيث سقط من البهاء كان بغيضا ومدنسا،

88 كان جميلا لما قتل شبل الاسد، وكان بغيضا لما كان يهان بيدَي امرأة،

89 [ كان بهيا ايضا[37] لما اخرج الحلو من المر، ولم يكن لائقا لما كشف سرّه للمرأة،

90 لنتكلم اذاً عن كل خبره حرفيا، ولا نمل لوجود فيه امور بغيضة وامور جميلة.

 

شمشون يلغز للفلسطينين مثل الاسد والعسل ثم يثأر منهم

(قضاة 14/11-20)

91 صنع وليمة واخذ امرأة كما هو مكتوب، وصنع مثل العسل والاسد للفلسطينيين،[38]

92 ووعد [ زوج[39] ثياب لو فُسر /340/ المثل الذي صنعه شمشون للفلسطينيين،

93 قام حالا [ مكر[40] المرأة على الجميل، وتعلّم سرَه وجعله يخسر للفلسطينيين،

94 وغار الجبار والقى الخراب بغضب عظيم، وبدأ يثير خصاما لمحاربة الفلسطينيين،

95 القى القتلى ونهب الجثث وجلب الثياب ليعطي لهم ما وعده منهم واليهم،[41]

96 كان قد [ تجبر[42] وسكر سيفه من قتلاهم، وارعبهم والقى الفزع في جبابرتهم،

97 بحجة المثل تجلى جبروته، وعُرف بان شمشون قتل شبلَ الاسد،

98 وتقوى وقتل وجلب الثياب، وانتشر خبر جبروته في كل البلد،

99 وغضب وخرج بسبب المكر الذي صادفه، لتصير النقمة من الفلسطينيين في كل مناسبة،

100 ولكي تشتد المصيبة عليهم من قبل الجبار، اعطوا [ امرأته[43] لرجل آخر وازداد الغضب.

 

شمشون ينتقم: يُشعل الحقول بثلاثماية ثعلب (قضاة 15)

101 ذهب شمشون ومسك ثلاثماية ثعلب، وحاول ان يُشعل بها كل لارض،[44]

102 ربطها زوجين زوجين لاجل هذا الفعل، وربط مشعل النار في ثعلبين واضرمهما،[45]

 

103 مئة وخمسون زوجا من [ الحيوانات طارت[46] في البلد والنار مشتعلة فيها من الخلف،

104 مشهد جديد ارعب الفلسطينيين، لان النار ركضت في كل البلد كالمصابيح،

105 [ تهرب الثعالب لئلا تحترق بالمشاعل،] وتركض النار المربوطة [ على[47] الحيوانات،

106 ومن كان يقدر ان يصيد الحيوانات ويشعل النار،؟ او من كان يستطيع ان يطفيء اللهيب،؟

107 كانت [تركض النار [48] في كل البلد، ومن كان يقدر ان يطفيء حريق كل الارض،؟

108 كانت تشتعل في الاكداس والكوم، وكان دغل الارض يحترق على وجه الارض،

109 سبَح الحريق في الكروم والزيتون وابادها، وفنيت كل الغابات باللهيب،

110 او من كان يصيد الحيوانات ليمنع النار،؟ او من كان يقدر ان يُطفيء النار،؟

111 بروق النار تركض بسرعة على الارض، مشهد مخيف للهيب مستمر الركض،

112 من [ كان يرى،؟ ومن كان ينظر،؟[49] ومن كان يحصي،؟ ومن كان يعرف كيف يركض اللهيب،؟

113 /342/ سكان الارض الذين راوا النار تسبح في البلد ماذا كانوا يقولون عن حدوث الحريق العظيم.؟

 

شمشون يقتل الآلالف بفكّ الحمار (قضاة 15/9-16)

114 انتشر خبر شمشون الذي حرق كل لارض، وكانت ايضا [ تنتظم[50] اعجوبة مع رفيقاتها،

115 صفّق الفلسطينيون بسبب الحادث ليصيدوا شمشون الذي حرق البلد ويسخروا منه،

116 صعد الفلسطينيون مهددين العبرانيين، ومسك بنو شعبه شمشونَ بسبب خوفهم،[51]

117 وربطوه بشدة بسلاسل جديدة، وقدموه الى الفلسطينيين [ ليلعبوا به،[52]

118 حينئذ تطلعت قوة الله على النذير وقطع السلاسل والقاها عنه بجبروت،[53]

119 وجد فك الحمار كما هو مكتوب، واخذ عظما بدل السلاح غير الموجود لديه،[54]

120 الرجل المجرد من السلاح وقع على [ صفوف[55] الفلسطينيين واباد وكدس اتلالا اتلالا من جثثهم،

121 هو وحده قتل الف رجل بالفك لان روح الرب استولى عليه في تلك المعركة،[56]

 

122 استحى السلاح اذ لم يرده شمشون، وفشل السيف لان العظم قام مقامه لينتصر،

123 فشلت اقواس واوتار وسهام الفلسطينيين، /343/ لما اباد بفك واحد فوجا نشيطا،

124 في تلك المعركة [ انفضح] صاغة السلاح، ولم ينفع السلاح المصاغ [اصحابَه شيئا،[57]

125 المناجيق والتروس لم تنفع المحاربين لان شمشون اخذ عظما فقط وقتل الالف،[58]

126 كل سلاح المحاربين صار اضحوكة، لان ذلك العظم اليابس نال الظفر في المعركة،

127 شمشون طرح [ الفَ رجل[59] مثل رجل واحد، وعلّم الارض بان الرب مسلط على النصر.

 

عطشُ شمشون وشرب الماء من العظم (قضاة 15/17-19)

128 عطش الى الماء وهو يحارب وفتش عن الماء، والرب فتح في العظم عينا ليشرب شمشون،

129 من اعجوبة صدرت اعجوبة اخرى ليُسبّح بكلتيهما ربُ شمشون،

130 بالعظم اليابس قتل [ الالف] وهو يتعارك، وعطش الى الماء [ فنبع له الماء[60] من العظم،

131 [ كان[61] قد فجّر ذلك العظم الخرب واعطى له الماء، لتكون الآية التي صنعها عظيمة ومليئة عجبا،

132 كانت الاعجوبة لان شمشون غلب بدون سلاح، ثم اعجوبة الماء الذي وُجد في العظم،

133 جرى ينبوع من ذلك العظم لشمشون، /344/ واندهش كانما اعطاه العجب ليشرب،!

134 كان العجب عظيما كالعجب الذي صار على يدَي موسى: هناك الحجر، وهنا العظم [صار[62] ينبوعا،

135 تحير البلد بالمذهلات التي صارت على يدَي شمشون جبار قوة بيت الله.

 

شمشون عند الزانية (قضاة 16/1-3)

136 بعدما صنع شمشون تلك الاعجوبة العظيمة، دخل الى المدينة عند الزانية كما هو مكتوب.[63]

 

يعقوب يتكلم

137 وماذا اقول عن شمشون،؟ لا اعرف لان خبره يقلقني ويجعلني اعثر،

138 اسمعه يصلي وقد نبع الماء وشرب، وبعد قليل اجده عند الزانية،!

 

139 خرج واباد الف رجل مثل شخص واحد، وسلّم نفسه [ وحلقته امرأة[64] وصار اضحوكة،

140 نذير الرب [ لماذا[65] دخل عند الزانية،؟ لقد اقلقني خبره ولا اعرف ان اصفه.

 

الرب يحترم حرية البشر

141 [ الرب متواضع ويتحمل[66] البشر كثيرا، وحيث يقعون لا يريد هو ان يُسقِطهم،

142 العظائم التي صنعها شمشون كانت (من) الله، والقضايا الاخرى غير الحسنة كانت منه،

143 الله لم يقل له ان يدخل عند الزانية، /345/ هو اراد ان يدخل ولم يغصبه الرب لانه كان ابن الاحرار،

144 لما عطش وطلب الماء، [ الرب اعطاه الماء[67] وشرب، ولما اراد ان يدخل عند الزانية دخل لانه هو اراد،

145 كيف يدين الرب الدينونة في النهاية،؟ هذا لا يخصك، انت لا تتعب بامور بعيدة،

146 ولعل نزول شمشون عند الزانية سمح التدبير به ليحدث لاجلك،!

147 ليكون لك كمرآة تفحص الادناس، لترى نفسَك ولا تقع انت كما وقع هو.

 

دخول شمشون عند الزانية رمز لدخول المسيح الى الشيول وتدميرها

148 دخل شمشون الى المدينة عند الزانية، وتجمّع ابناء البلد واقبلوا ليصطادوه،

149 نهض شمشون في منتصف الليل للعمل، وايقظ نفسه بجبروت لاجل الاعجوبة،

150 اقترب ووصل الى الابواب الموصدة، فحركها [ وحملها] على كتفَيه [ وهو يخرج،[68]

151 [حمل قواعد الابواب[69] والامخال والابواب، وخرج واحتقر الجبار حراسَها ورذلهم،

152 حصلت اعجوبة لم تُر الا في شمشون لما [ حمل[70] القواعد والابواب والامخال على كتفه،

153 لم يشأ ان يفتح الباب ويخرج مثل الهارب /346/ لكنه حملها حملا مثل الجبار،

154 لم تقف امامه الابواب المغلقة وهو يهرب لان سرّ الابن كان يدبر ذلك العبراني،

155 الشيول الزانية كل الاجيال هي رِجالها اغلقت في وجه ربنا ليبقى عندها مثل الكثيرين،

156 ودخل ونام وأُغلق باب القبر في وجهه، وقاموا ليحرسوه بجنونهم مثل شمشون،[71]

 

157 [ وقام المخلص من] القبر واستأصل كل اسوار الشيول وهو يخرج [ ولم تثبت امامه،[72]

158 وهذا السرّ ادخل شمشونَ عند الزانية لانها شيول الهلاك لمن يقترب منها،

159 وهذا النمط المصور في شمشون اعطاه القوة ليحمل الابواب والامخال ويخرج ويغادر،

160 دخل كثيرون عند زانية فلسطين، [ ولم يستاصل ابواب مدينتها احد غير شمشون،[73]

161 كل الاجيال دخلت الى الشيول مفسدة كل واحد، ولم يستاصل اسوارها ويحيي موتاها غير ربنا،

162 هذا السرّ كان يلتهب في ذلك العبراني، واستاصل ابواب السور لما دخل عند الزانية،

163 بجبروته اخزى الفلسطينيين وصوّر صورة لهولاء الذين حرسوا قبر الابن،[74]

164 شمشون النذير [ انتصر[75] في ارض الفلسطينيين، وباسرار ربه تجبر على العمل،

165 وضع ذاك الجبار على كتفه الابواب والامخال وصعد ووضعها على جبل حبرون كما هو مكتوب.[76]

 

الاسرار تترك شمشون لترى هل ينتصر ام لا بدون العون الالهي؟

166 وبعد هذه الاحداث تركته الاسرار ليُجرّب: (لترى) هل ينتصر بنفسه بدون العون.؟[77]

 

شمشون يُربط بسبعة اوتار جديدة ويقطعها (قضاة 16/4-9)

167 واحب امرأة ايضا زانية ودخل عندها، وبدأت هذه تقيم جبهة لاسقاطه،[78]

168 صاغت المكر، ونصبت [ الفخاخ،] وطمرت الشراك ليعثر الايل الشاب [ ويصبح سخرية،[79]

169 وبحيلتها بدأت تغريه وتحرضّه ليبين لها ما هو سبب قوته العظيمة،

170 وكانت تتكلم معه بمكر وبلباقة وبالالفة التي تقتنيها النساء مع ازواجهن،[80]

171 مرة تقول ليبين لها قوته العظيمة، ومرة تسكت لئلا يشعر بوجود دسيسة هناك،

 

172 ومرة تتزاحم مسرورة وتتوسل اليه ليعلن لها اسرار [ قلبه[81] لتستهزيء به،

173 /348/ حافظ على نفسه من الزانية لوقت قصير، فكان يقول لها شيئا بدل شيء آخر:

174 لو يربطونني بسبعة اوتار رطبة ساضعف، وصنعت هكذا كما قال لها،

175 لما ايقظته لترى هل ضعف بالحقيقة، الاوتار التي ربطته لم تقف امامه كالدخان،

176 [ فقطّعها[82] كخيوط الصوف والكتان الناعمة لما يهبّ عليها اللهيب.

 

شمشون يُربط بسلاسل ويقطعها (قضاة 16/10-12)

177 توسلت الزانية ايضا لانجاز العمل، ولم تمل لكون الفخ الاول لم يصد،

178 اغرته ايضا وقال للمدنسة: لو يربطونني بالسلاسل ساضعف،

179 وصنعت هكذا وربطته بسلاسل قوية اثناء نومه ولما ايقظته [ قطّعها،[83]

180 قوة تزهده العظيمة كانت تغلي فيه، وبها كان يغلب كل القوات وينتصر،

181 قطع الربطَ كما لو اكلتها النار ولم تقاوم امامه السلاسل ولا الاوتار.

 

يُربط شعر شمشون بنول ويقطعه (قضاة 16/13-14)

182 الزانية حافظت ايضا بدهاء [ وباستمرار[84] على الفخ ولم تغادر الا واصطادت،

183 /349/ اغرته ايضا وردّ عليها بشيء آخر، لان اغراءاتها كانت جسورة ومستمرة،

184 لو ربطوا شعر راسي بالنول تنهزم القوة حالا كالنسيج واضعف،

185 تلك التي كانت [ مستمرة[85] على صنع الشراك لم تمل بل شدت شعره بعناية كما قال لها،

186 ولما ايقظته حمل النولَ بشعره وارعب الفلسطينيين بعجب عظيم.

 

دليلة تتعرف على سرّ قوة شمشون الكامنة في شعره فحلقته

(قضاة 16/15-20)

187 تلك التي تغري وتطمر الفخاخ لتقتل لم تسأم، بل كانت يقظة على انجاز المهمة،

188 اغرته ايضا متوسلة اليه وهي متضايقة وتبكي وتضحك وتتوسل وتخاصم وتعاتبه،

 

189 اقلقت شمشونَ [ بكل الفرص] وبكل الاغراءات وبكل الاشكال فكشف سرّه وصار [ضعيفا،[86]

190 ابان لها ما هو سبب جبروته، ومن اين توجد فيه القوة [ ولا يضعف،[87]

191 قال لها: انا نذير من بطن امي ولم يصعد ابدا الموسى على راسي منذ ان وُجدتُ،

192 ولو احلقُ ولو أُزيلُ شعرَ راسي تهرب قوة التزهد واضعف،

193 /350/ وحالما صادت المليئة مكرا السرَّ منه، ارسلت ودعت الفلسطينيين لانجاز المهمة،

194 انامته وحلقته واحتقرته ولما ايقظته قام ضعيفا مثل الوهن،

195 وقع الجبار بيدَي امرأة ولم تشفق عليه لتستاصل وتلقي الارزة العالية والمليئة جمالا،

196 حفرت جبّا واوقعت [ الاسد[88] فسقط وضعف وصار اضحوكة اذ غلبت ذلك القويَ امراةٌ.

 

احفظ كلمات فمك من امرأتك

197 مكرُ النساء تعلمته كل الارض بواسطة شمشون وتحققت الكلمة: احفظ كلمات فمكَ من امرأتك.[89]

 

شمشون رمز آدم ودليلة رمز حواء

198 حواء الثانية لآدم الثاني الذي هو شمشون اسقطته ووقع من العظمة التي كان قائما فيها،

199 سرقت منه كلَ قوة زهده، وصار ضعيفا وسخرية عظيمة للفلسطينيين،

200 حواء اخرجت آدمَ من الفردوس، [ ودليلة[90] اخذت من شمشون زهده،

201 وُضع لك آدم مرآة، الواحدة في بداية العالم، ووُضع شمشون (مرآة) اخرى لو تنظر،

202 وها تُرى دليلة وحواء بوضوح لمن يحفظ نفسه من السقوط،

203 /351/ بهاتين الاثنتين [ فُسر[91] لك مكر النساء وقد صرخ النبي: احفظ كلمات فمك من امرأتك،

204 [ الويل للجبار[92] شمشون النذير الذي صار سخرية واضحوكة عظمى واسما نتنا للاجيال القادمة،

205 الجبار القوي الذي غلب في المعركة شبل الاسد، [ ضعف[93] بواسطة الامرأة وصار اهانة عظمى،

206 ضربت النذير كالافعى فتناثر شعره، وصار ضعيفا [ وشقيا[94] ووهنا ومليئا مخاوف.

 

فُقعت عينا شمشون وسُجن وكان يطحن في السجن (قضاة 16/21)

207 تجمع الفلسطينيون الذين اصطادوا الاسد، ليسخروا من الرجل الذي كثّر قتلاهم،

208 فقعوا عينيه، وبجنونهم افسدوا جماله [ واطفأوا[95] السراج الذي كان يرى بواسطته،

209 جعلوا ذلك الجميلَ دنسا بغيضا، ونزل وقام ذاك الجبار في ضعف عظيم،

210 ادخلوه السجن وكان يدير الرحى ليطحن في السجن وصار للفلسطينيين عيد عظيم.

 

كلمات الكتب المقدسة هي للفائدة العامة

211 هذه الكلمات الموجودة في الكتب الالهية وضعها الباري لاجل فائدة العموم كله،

212 ليقرأ ويستفيد من يريد ان يقتني حياته من الكنوز المطمورة في القراءات.

 

شمشون مرآة للمتميزين

213 /352/ شمشون يطحن، مَن لا [ يهرب[96] من الزانية ويسرع خطاه لئلا يصل اليه دخانها،؟

214 الرجل النذير حلقته لانه استسلم لها، فمن لا يخاف من سماع الكلمات البذيئة،؟

215 ذاك الجبار الذي قتل الاسد ربطته في الرحى، مَن يستمع اليها الا الجاهل الشرير مثلها،؟

216 ليكن شمشون كمرآة بين [ المتميزين] ليبغضوا كلمات واغراءات [ العاهرات الفاسدة،[97]

217 سقط الرجل في ايدي اناس قتلاهم وجثثهم [ كانت متراكمة[98] كل يوم في تخومهم.

 

شمشون قتل في موته اكثر مما قتل في حياته (قضاة 16/23-31)

218 وبفرحهم صنعوا عيدا عظيما للاصنام كما لو كان داجون قد ربط شمشون الذي [ضايقهم،[99]

219 وتجمع الفلسطينيون رجالا ونساء الى ذلك العيد العظيم الذي صنعوه لاجل شمشون،

220 وبفرحهم جنّوا بالخمرة (وطلبوا) ان ياتي [ ذاك العبراني[100] ويرقص ويبهجهم،

221 لياتِ شمشون وليرَ كل الشعب اهانته، وليفرح كل من راى وهنه ويستهزيء به،[101]

222 أتى شمشون العظيم الذي وقع من عظمته، /353/ السامي الذي نزل من العلى الذي كان قائما فيه،

 

223 المختار الذي ضل واراد وصار رفيقا للزانية، والنذير الذي أُخذ منه جمال تزهده،

224 المحلوق والاعمى والسخرية للفلسطينيين الذين يستهزئون به ليرقص ويبهجهم،

225 حل الرعب على الشقي بالم عظيم وبكآبة لينتقم من الفلسطينيين.

 

شمشون يصلي والرب يستجيبه (قضاة 16/28)

226 توسل اليهم ليقترب من اعمدة البيت [ كانه متعب[102] اراد ان يستريح من تعبه،

227 واقترب ومسك عمودَي البيت العظيم ودعا الربَ ليعطي القوة لضعفه،

228 علّم هنا بانه [ حتى لما يكون احد ساقطا[103] من الله، ويدعو الرب بالم يسمعه،

229 والرب لا يحجب مراحمه عن [ السائلين] ابدا حتى لما [ يسقطون[104] في شهوات غير حسنة،

230 حالما يدخل الالم الى النفس وينفض عنها عكر الشهوات المضطربة به،

231 تثير الصلاة الى الله بتمييز ويسمعها حتى وإن كانت مليئة بربوات الادناس.

 

شمشون لا ينتصر بذاته بل بروح الرب

232 صلى شمشون بعد ان فقد تزهده، وبعد ان ابتعدت وفارقته قوة الله،

233 /354/ وبعد ان فقد كل ذكائه عند الزانية، وبعد ان اسلم نفسه بارادته للسخرية،

234 وبعد ان استسلم اعطاه الرب للفلسطينيين، ولم يعضده لما كانت تُفقع (عيناه) بايديهم،

235 وبعد كل هذه الامور التي جرت، صلى شمشون ولما صلى بالم سمعه واعطاه اسئلته،

236 نظر الى نفسه وقد خسر جمال تزهده، وجُرّد من قوة جبروته،

237 وهرب منه روح الرب الذي كان حالاّ عليه، ولما جُرب لم ينتصر في المعركة بنفسه،[105]

238 ودخل الالم واقلق نفسه بهذه الامور، فتحرك الرجل للطلبة بقلب منكسر،[106]

239 الرب [ الذي يريد ايضا] ان يضمد منكسري القلوب سمع شمشونَ وقدّم واعطاه [الجبروت.[107]

 

 

شمشون يحرك اعمدة البيت فيسقط وينقلب عيد الفلسطينيين الى حِداد

240 حرك بقوة اعمدةَ البيت فسقط وقلب عيد الوثنيين الى حِداد بالفاجعة التي صنعها،

241 هدم الاعمدة وسقط بيت الفلسطينيين، وافسد العلويين والسفليين بغضب،

242 ملأ الموضع من كوم جثثهم وانتنت الارض بركام الموتى الذي كدسه هناك.

 

الخاتمة

243 /355/ الضربة [ الاخيرة[108] التي تمت على يدَي شمشون فاقت (الضربات) الأُوَل، مبارك من يستجيب مَن يدعوه.

 

كمل [ الميمر[109] على شمشون

 

 

[1] – و: تطلعت اسرارك

[2] – تكوين 6-9؛ تكوين 4-5؛ تكوين 12-20

[3] – تكوين 20-26، خاصة 22؛ تكوين 26-36، خاصة 28

[4] – مزمور 81/5، تكوين 37-50؛ خروج 3

[5] – ر: وفي القرابين. خروج 29

[6] – يشوع 10

[7] – قضاة 6-8، خاصة 6/33-40

[8] – ر: فيها..كانما لاكرامك. قضاة 11-12 خاصة 11. انظر ميمره 159 على بنت يفتاح

[9] – ر: وبالامثال

[10] – و: انتصارات. هذه اشارة واضحة الى ان السروجي كان يدون ويكتب ميامره

[11] – و: لها

[12] – عبرانيون 11/32

[13] – ر: الاسرائليين

[14] – نص: كان الاذكياء

[15] – قضاة 13/2-5

[16] – اما هي. قضاة 13/6

[17] – قضاة 13/7

[18] – و: القرابين. قضاة 13/19-20

[19] – قضاة 13/20

[20] – ر: للعاقر. قضاة 13/24

[21] – و: وارسل

[22] – ر: وكان قد صادفه

[23] – قضاة 14/5

[24] – و: عالية. يوحنا 8/44

[25] – و: سرّ

[26] – قضاة 14/6

[27] – و: النيّر وهي اعطى

[28] – ر: خلصه

[29] – ر: ياكل

[30] – و: فيها

[31] – ر: لزابنيه، نص: بزابنيه

[32] – و: احجيتي

[33] – ر: وحي

[34] – و: فصلت. ملفاننا يعطي اهمية قصوى لتفسير اسرار ربنا “لما يحين وقت تفسيرها” ومن قبل ربنا فقط، ولهذا يقول ان الانبياء وغيرهم مثل شمشون هنا لم يعرفوا ما رمزوا اليه، انهم قاموا بصنع السر بدون معرفتهم او عرفوا ما قاموا به بصورة حرفية فقط دون ان يشعروا بوجود سر خفي يتكلم عن ابن الله. الاسباب التي يعطيها ملفاننا لهذا “الجهل” هي الخوف من السقوط في الوثنية اولا، والسبب الثاني هو كون الانبياء والابرار غير كفؤ لتفسيرها ولهذا يلزم انتظار مجيء الابن الالهي ليفسر ويحقق ما قاله انبياء ابيه. في نصوص اخرى يقبل ملفاننا ان يعرف الانبياء والابرار ويفهموا ما قاموا به من صور ورموز ولكنهم اخفوها عن الشعب خوفا من سقوطه في الوثنية ولان وقت اظهارها لم يكن قد حان بعد

[35] – ر: كان يُزيح من قبل الملائكة

[36] – يوحنا 1/1

[37] – ر: لائقا كان به. السروجي يذكر بانه يفسر قصة شمشون “حرفيا” اي دون ان يترك جانبا رذائل شمشون

[38] – قضاة 14/10، 12

[39] – نص: ازواج

[40] – و: زواج، امرأة؟

[41] – قضاة 14/19

[42] – نص: اثكنبار، بيجان صوب: اثكابار

[43] – و: امرأة. قضاة 14/20

[44] – قضاة 15/4-5

[45] – قضاة 15/4-5

[46] – و: اخرون طاروا

[47] – ر: يهمل. ر: مع

[48] – ر: ركضت النار بحدة وسقطت النار لتحرق..

[49] – ر: كان ينظر من يرى

[50] – ر: تخاف

[51] – قضاة 15/9-13

[52] – و: يقصون، ر: يجنون

[53] – قضاة 15/14

[54] – قضاة 15/15

[55] – ر: صف

[56] – قضاة 15/15-16

[57] – ر: وُبخوا. ر: شيء لاصحابه

[58] – قضاة 15/15-16

[59] – ر: لالف كابرين، نص: لالفو دغابري. قضاة 15/15-16

[60] – و: الوف. و: نبع له وشرب. قضاة 15/15-16؛ 15/17-19

[61] – ر: فجّر

[62] – ر: تقيأ. خروج 17/1-7

[63] – قضاة 16/1

[64] – و: امرأة قتلته. قضاة 16/19

[65] – و: مون، نص: لمُن

[66] – نص: متواضع وحامل الرب

[67] – ر: من الرب اعطاه ماء

[68] – ر: واستاصلها وحملها. ر: يهمل

[69] – و: حامل. و: (قاعدة) فورستذو، ر: فرسطذو

[70] – و: حامل

[71] – متى 27/62-66

[72] – ر: في منتصف الليل من. ر: يهمل

[73] – ر: المدينة لم يستاصل احد غير شمشون

[74] – متى 27/62-66

[75] – و: وانتصر

[76] – قضاة 16/3

[77] – قضية انتصار الانسان بدون العون الالهي شائكة بالنسبة الى الانسان المؤمن. مرة يقبل ملفاننا ان ينتصر البار: ايوب، ايليا، داؤد، ولو كانت الحالة نادرة، بدون العون الالهي الذي يترك الانسان “وقتيا”، ومرة اخرى يؤكد بانه لا يوجد نصر الا بفضل العون الالهي. انظر، ميمره 157 على ايوب، وميمره 10 على ابانا الذي، وميمره 112 على ايليا، وميمره 162 على داؤد واوريا. هذه تعددية نظريات ملفاننا !

[78] – كيف عرف يعقوب بان دليلة هي زانية؟ لا توجد عبارة الزانية في النص الكتابي. هل يخلط نص قضاة 16/1 في قصة دليلة؟

[79] – و: الفخ. و: دخل عندها

[80] – ملفاننا يعرف كيف يحلل نفسية النساء مع ازواجهن بفضل “الالفة” عليهم وكيف يتحايلن عليهم باساليب ملتوية ومدغدغة لينلن مرامهن !

[81] – و: ربه

[82] – نص: قطعهم

[83] – نص: قطعهم

[84] – و: وباتفاق

[85] – و: امينو، نص: دامينو

[86] – ر: يهمل. ر: ذاك الجبار

[87] – و: والجبروت

[88] – و: الارزة. امثال 28/10؟

[89] – ميخا 7/5

[90] – دَليلُا، نص: دليلُا. قضاة 16/4

[91] – و: اثفاشقاث، نص: اثفاشاق. ميخا 7/5

[92] – و: والجبار

[93] – ر: يضعف

[94] – ر: شقي

[95] – و: واطفأ. متى 6/26؛ قضاة16/21

[96] -و: يخاف

[97] – و: لجميع المتميزين، نص: للمتميزين، و: والمكائد الباطلة

[98] – و: متراكمة. ملفاننا يحرض مستمعيه لكي يكونوا حذرين من النساء لئلا يسقطوا في حبائلهن كما سقط شمشون

[99] – و: ارجفهم

[100] – و: انه لشك لنا

[101] – ر: العالم اهانته ضايق كل احد ليفرح من يرى ضعفه

[102] – نص: مثل من هو. قضاة 16/26

[103] – و: دمو دنافيلو، نص: داوف مو دانفيل

[104] – و: شوالي، نص: شاولي. نص: سقط، سوني يصوب: يسقطون

[105] – بعد ان هرب روح الرب منه سقط شمشون ولم يقدر ان ينتصر وحده

[106] – مزمور 51/19

[107] – نص: التي تطلب وايضا. نص: وجبروته

[108] – و: اخرى

[109] – و: يهمل