الميمر 121
اخذتني الحيرة لاتكلم عن اليشع وبما انني لم افه حقه لما وصفتُه فقد لزمتُ الصمت، وبما انني سكتُ فقد حثني عجب جبروته لتذكر كلمتي جماله بقدر ما فيها من قوة، انا لم ادّع ان احدد جماله بين المتميزين، من يبحر في البحر ايضا لا يجس عمقه، ولا السباح يحصي الامواج بين العواصف، القوات التي صُنعت من قبل اليشع تشهد بانه اسمى من القوّالين ومن السامعين، صممتُ الآن ان اتكلم عن انتصاره في حصار السامرة، لنسكت اذاً عن امور كثيرة صنعها ولنتكلم عن هذا الامر الواحد العجيب للمتميزين.
يا ابن الله ليرتفع تسبيحك في جماعاتك، وليستيقظ العالم لتسبيحك باسهاب، لتستنر الارض من تعليمك المليء حياة، وليبطل منها صخب الاباطيل المؤذي، يا ربنا لتلتهب نار محبتك في العالم وليحترق كل هشيم الضلالة من الاراضي، حرّك قلبنا على التامل فيك وفي تعليمك لاننا نعسنا عن مؤانسة لطفك، ازجر الطمع والظلم ليهرب منا لانه رابض ويعضّنا كاللبؤة، من بيننا رُضَّ الحسد والخصام-الحية الشريرة التي تلدغنا بمرارة، اعطنا محبة بها نعانق اندادنا، لاننا اصبحثنا اعداء بسبب الغضب العظيم، ازجر لتهدأ ريح الزنى من اراضينا، لان القداسة قلّت كثيرا في الوقت السيء، ربي اجلب لنا اوقات البرارة الصالحة، وازل الزمان المضطرب بالخطايا كالعاصفة، ولتكن كلمتك فقط ترعد في جماعاتنا، اجعل ان يصير الايمان بك تنفسا لنفسنا، ولا تهبّ علينا رياح العالم بمخاصماتها.
الرب يغصب الارادة كما يغصب المعلم تلميذه، والاب ابنه: ربنا اغصبنا وبدّل ارادتنا الشريرة، لتهرب من الشرور التي تستسمجها انتَ، المعلم يغصب الصبي ليتعلم ولو انه لا يريد، كذلك الاب (يغصب) ابنه لما يعطيه ويحثه.
من الله تاتينا الخيرات، ومنا تاتينا شرورنا: ايها الابن النيّر اعطنا محبتك لنتكلم بها واقتنص السامعين ليقبلونا بمحبة، من قبل الله تُعطى لنا كل الخيرات، اما الشرور فلو تُقترف فهي شرورنا، طريق الملك هي بلا عثرات لمن يمشي عليها.
في الكتب الالهية الجواهر: هوذا المواعيد والاميال والمراحل موجودة في الكتب، منها يسافر وفيها يحل جميع الجيملين، في الكتب كنوز الذهب واللآليء والاحجار الكريمة، ومن هو فقير فانه من البطالين.
السروجي يطيل الشرح والتعليق على مآسي حصار السامرة ويخبر كيف اكلت النساء اولادهن…،ويصف كيف هدده الملك ابن ايزابل ويتنبأ برفع الحصار وبالرخص الذي بشر به البرص السامرة، ويقول ان الملك شاهد الرخص لكنه لم يذق من الشبع ولم ينعم بنعمة تحرير السامرة.
- المخطوطتان: لندن 14590 ورقة 68؛ لندن 17184 ورقة 46 (ناقص)
– في المخطوطة اللندنية 14590 يرد في بداية الميمر اسم مار يعقوب الملفان. في المقدمة لا يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي. هل يذكر السروجي العداء اللاهوتي بين الاخوة السريان وعن الانفلات الخلقي الذي انتشر خاصة بعد مجمع برصوما سنة 486م.؟ قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة شبابه اي الى حوالي سنة 490م كبقية ميامره على اليشع.
الميمر 121
السادس لاليشع:
على حصار السامرة[1]
المقدمة
1 يا ابن الله ليرتفع تسبيحك في جماعاتك، وليستيقظ العالم لتسبيحك باسهاب،
2 لتستنر الارض من تعليمك المليء حياة، وليبطل منها صخب الاباطيل المؤذي،
3 /350/ يا ربنا، لتلتهب نار محبتك في العالم وليحترق كل هشيم الضلالة من الاراضي،
4 يا ربي ليحبك كل العالم [ اكثر من[2] المقتنيات، لانك الغنى والكنز العظيم لمن يحبك،
5 حرّك قلبنا على التامل فيك وفي تعليمك لاننا نعسنا عن مؤانسة لطفك،
6 ازجر الطمع والظلم ليهرب منا لانه رابض ويعضّنا كاللبؤة،
7 من بيننا رُضَّ الحسد والخصام-الحية الشريرة التي تلدغنا بمرارة،
8 اخمد محبة المال المضطرمة فينا لاننا احترقنا بكثرة اهتمامنا بما هو [ زائد،[3]
9 ربي اجعلنا نذوق الفقر وما احلاه لان الغنى قد سبانا لنسكر بمحبته وها انه يحرقنا،
10 ضع على عنقنا نير التواضع المحبوب، فهوذا نفسنا [ منتفخة ومتباهية[4] ومطروحة في الكبرياء،
11 يا ربولي [ حثنا[5] لنستيقظ على خدمتك لاننا نمنا في شهوات غير حسنة،
12 اعطنا محبة بها نعانق اندادنا، لاننا اصبحنا اعداء بسبب الغضب العظيم،
13 ازجر ريح الزنى لتهدأ من اراضينا، /351/ لان القداسة قلّت كثيرا في الوقت [السيء،[6]
14 ربي اجلب لنا اوقات البرارة الصالحة، وازل الزمان المضطرب بالخطايا كالعاصفة،
15 أسكِت عنا [ الصخب[7] والكلام غير الحسن، ولتكن كلمتك فقط ترعد في جماعاتنا،
16 اجعل ان يصير الايمان بك تنفّسا لنفسنا، ولا تهبّ علينا رياح العالم بمخاصماتها،
17 اعطنا كلمتك لنتنعم بها كثيرا، لئلا يكون [ باب اذننا مفتوحا للامور الباطلة،[8]
18 [ كل هذه الامور] اعطيتها لنا [ كما شئنا[9]، ربي، لا تهمل لو اهملنا من فائدتنا.
الرب يغصب الارادة كما يغصب المعلمُ التلميذ
19 ربنا اغصبنا وبدّل ارادتنا الشريرة، لتهرب من الشرور التي تستسمجها انتَ،
20 المعلم يغصب الصبي ليتعلم ولو انه لا يريد، كذلك الاب (يغصب) ابنه لما يعطيه ويحثه،
21 لا توجد محبة تشبه محبتك لما تعطي، لا (محبة) المعلمين ولا الاساتذة ولا الآباء،
22 يسهل عليك ان تحتمل بسبب المراحم التي فيك، فلو تغصب لما تعطي: فهذا يجمل بك.
من الله تاتينا الخيرات ومنا تصدر شرورنا
23 افتح اذننا لتسمع خبرك بمحبة، /352/ لانها مائلة كثيرا الى سماع فساد الاباطيل،
24 لقد اعدت السبي فلا تتركه يتمرد عليك لاسباب مختلفة بميله الى الشهوات،
25 ايها الابن النيّر اعطنا محبتك لنتكلم بها [ واقتنص[10] السامعين ليقبلونا بمحبة،
26 كلمة الحياة جلية وقائمة كالنيّر وتعطي الغنى والكنوز الخفية لمن يسمعها،
27 من قبل الله [ تُعطى لنا[11] كل الخيرات، اما الشرور فلو تُقترف فهي شرورنا،
28 طريق الملك هي بلا عثرات لمن يمشي عليها، ومن يريد ان يحيد عنها يلقى التيه.
في الكتب يوجد كل ما يلزم للخلاص
29 هوذا المواعيد والاميال والمراحل موجودة في الكتب، منها يسافر وفيها يحل جميع الجيملين،
30 في الكتب كنوز الذهب واللآليء والاحجار الكريمة، ومن هو فقير فانه من البطالين،
31 اخبار العادلين التي في الكتب تشبه البحر، ومن يقدر ان يجس البحر ويحصي امواجه.؟
يعقوب يتكلم
32 اخذتني الحيرة لاتكلم عن اليشع وبما انني لم افه حقه لما [ وصفتُه[12] فقد لزمتُ السكوت،
33 وبما انني سكتُ عنه فقد حثني عجب جبروته لتذكر كلمتي جماله بقدر ما فيها من قوة،
34 /353/ وبما ان انتصاراته اسمى من اللسان فانا لم ادّع بان احدد جماله بين المتميزين،
35 من يبحر في البحر ايضا لا يجس عمقه، ولا السباح يحصي الامواج بين العواصف،
36 القوات [ والعظائم[13] التي صُنعت من قبل اليشع تشهد بانه اسمى من القوّالين ومن السامعين،
37 كان قد صنع نصرا واحدا في السامرة لما حوصرت، وعنه صممتُ الآن ان اتكلم،
38 لنسكت اذاً عن امور كثيرة صنعها ولنتكلم عن امر واحد عجيب ايضا بالنسبة للمتميزين.
حصار السامرة والمجاعة (2ملوك 6/24-33)
39 جيش الآدوميين العظيم كان قد احاط بالسامرة، وضايقها كثيرا وبشدة من كل جهاتها،
40 مدينة [ الاسوار[14] وصاحبة السلاح صارت في ضيق بسبب الخطر المخيف الذي استولى عليها وضايقها من قبل المحاصرين،
41 احاطت بها قوات كثيرة جدا وخافت وارتجفت من الافواج العزيزة،
42 مدينة الملوك اغلقت [ ابوابها وسيجت اسوارها،[15] وخاف الشعب المحتمي فيها،
43 فرغت طرقها من الداخلين ومن الخارجين ونقصت (مؤن) الحياة، والمجاعة اقلقت الممجدة،
44 نفذت المؤونة واشتدت المجاعة على الشعب المحاصر، /354/ نفذت قوتها وساءت احوالها بمرارة،
45 من يهتم بقراءة النبؤة سيفهم ذلك الضيق الذي حدث هناك،
46 اللحم النجس كان يُباع باثمان [ جيدة،[16] وفضلات الحمام كانت تُعطى باثمان باهضة.
وصف مجاعة السامرة: النساء تاكل بنيها
47 وماذا اقول عن تلك المجاعة التي حدثت هناك، حتى ان النساء اكلت بنيها بسبب الضيق،؟
48 انه خبر مخيف تتجنبه الاذن، وخوف عظيم ان تاكل النساء احباءهن،
49 الجوع افسد مراحم النساء الوالدات لئلا يشفقن على اولادهن لما يُقتلون،
50 بدل الامهات صرن حيوانات مفترسة، وبسبب الضيق اكلن لحم احبائهن،
51 الجوع طرد شفقة الام وهزّمها لئلا تغلي على الولد الذي كان يُباد،
52 سهم الجوع طعن المرضع وركعت وسقطت وشرعت تاكل من حبيبها حتى تحيا،
53 انه لخوف عظيم: كانت تمسك بالوارث لتقتله ومحبة الامهات هاربة بسبب المجاعة التي حدثت،
54 لم تخف لما صرخ الطفل امام السكين، ولم ترتعب لما سبحت يداها في دمه،
55 /355/ لما كانت تقطّع وتلتهم لحما من ولدها، لم ترتعب ولم يفزع قلبها بالمصيبة حتى تبطل عن الاكل،
56 كانت مطعونة ومقتولة بسيف الجوع، وكانت تهتم في إحياء نفسها بكل فرص،
57 لم تكن توجد فيها مراحم الوالدات ولا محبة الامهات لاولادهن،
58 ولعل تلك الشقية قالت لذلك الولد وهي تقتله [ لتاكل[17] منه وهي مضطرة:
59 [المجاعة تريد ان تقتلك وتقتلني، ماذا[18] اصنع لك انه لخطر سيء ولا توجد فرصة لنحيا كلانا،؟
60 لو اموت بالمجاعة التي حدثت من سيعيلك، هلم وصر لي طعام الخوف لعلني اعيش،؟
61 يا ابني لقد عصرتُ جسم ثدييّ وربيتُك، ومن صدري اطعمتُك لتصير رجلا،
62 انقلبت العجلة واتت ازمنة سيئة حتى انا آكل منك لانني مضطرة،
63 مرةً انا اعطيتك لتاكل من اعضائي، وهذه المرة هوذا الزمان يطالبني لآكل منك،
64 لو آكل منك ايها الطفل [ او لا] آكل، انه خطر سيء، لا [ توجد فيه[19] حياة للناس،
65 /356/ هوذا الشر قد اشتد لاموت انا وانتَ، ماذا تستفيد لو اموت انا [ فانت[20] لن تحيا،؟
66 هوذا المجاعة تقتلنا وتفنينا، فلو آكل منك واحيا فان واحدا (منا) سينجو،
67 لو اتركك انا، المجاعة سوف لن تتركك تحيا، مُت اذاً واحيا بك بعد ان آكلك،
68 بهذه الاصوات المليئة [ رعبا تكلمت الام[21] مع ابنها وقتلت وطبخت واكلت: انها لجريمة عظمى.
امرأتان تشترطان على اكل ابنيهما الواحد بعد الآخر
(2ملوك 6/26-29)
69 امرأتان اشترطتا على ولدَيهما لتاكلاهما [ بسبب الجوع الذي ادركهما،[22]
70 اعترضهما جوع قاس وعرقلهما [ وفكّرتا] كيف تاكلان [ حبيبيهما،[23]
71 صممت الكئيبتان ان تاكلا واحدا في يوم واحد، وقتلتا [ ولد الواحدة[24] واكلتاه كما قالتا،
72 بلغ الشرط حتى يُقتل الولد الثاني، ويموت ليصير طعاما لكلتيهما مثل الولد الاول،
73 امّ هذا اخبأته لئلا يهلك[25] لان مراحمها ثارت فيها بعد اكل الولد الاول،
74 حينئذ امّ الولد الاول الذي أُكل /357/ قامت لتطالب بتنفيذ شرط أُبرم بين كلتيهما،
75 اشتد الغضب وحدث الصراخ بينهما حتى بلغ وعُرض امام الملك،
76 تقدمت تلك الشقية المليئة احزانا الى الملك وتحدثت مع الملك عن تلك الصفقة كما تمت،
77 كانت تشتكي عليها ليس حزنا على ولدها، انما كانت حزينة بسبب اخفاء ابن رفيقتها،
78 اقتربت لتشتكي لانها كانت مسلوبة ومظلومة ومغشوشة لكي يعاد اليها الطفل لتاكله،
79 تفوهت بكلماتها: ليظهر الطفل المخفى، كانما كانت تشتكي عن قضية بسيطة،
80 صرخت الى الملك (قائلة): انقذني سيدي لانني مظلومة، وقام الملك ليعرف ما هو ظلمها،[26]
81 لينقذك الرب، كيف انقذ انا، لانه لا يوجد بيدر ولا معصرة للشعب المحاصر،؟[27]
82 ما لك ايتها المرأة،؟ وبدأت تذكر الصفقة الشريرة وتصفها كانها عمل افتخار،[28]
83 قالت له: انها قتلت ابنها واكلته اليوم هي [ ورفيقتها،[29] واليوم تطالب بابنها لتجلبه،
84 ها انها قد اخبأته والطفل ليس موجودا ليحضر اليوم حتى ناكله كما اكلنا ذلك البارحة.[30]
الملك ابن ايزابل يمزق ثيابه ويقسم بقطع راس اليشع
(2ملوك 6/30-31)
85 /358/ خاف الملك من الخبر المخيف الذي ذُكر، ومزق ثوبه وولول وصرخ بسبب الخبر الذي سمعه،
86 قسم وهدد اليشع الالهي بقطع راسه بسبب الخبر المريع الذي سمعه،[31]
87 ايها الملك بماذا اذنب ضدك نبي الرب، انه صامت في بيته وهو محاصر مثلك في المدينة،؟
88 لو اكلت النساء ابناءهن، هو ما شأنه وبنات السامرة اللواتي قتلن واكلن احباءهن،؟
89 لو يضايقك الآدوميون، هو ما شأنه لانه ليس رئيس فوج ولا قائد جيش، ماذا يصنع لك،؟
90 بماذا اخطأ ضدك الرجل النبي لانك تهدد حتى تقطع راسه كانه آدومي،؟
91 لك السلاح ولك قادة الجيوش، فإما اخرج وحارب، وإما لا تهدد اليشع،
92 ماذا يصنع لهولاء اللواتي اكلن احباءهن،؟ او ماذا يصنع للآدوميين المحيطين به،؟
93 بيّن بماذا تلوم اليشع لانك تهدد بقطع راسه بسبب هذه الامور كلها،؟
94 ملك السامرة كان يعرف من هو الرجل، وكان واثقا من انه لو يريد يصنع النجدة،
95 كان يفهم بان المدينة متضايقة وهو متضايق معها لانه اهمل الطلبَ ولا ينقذها،
96 /359/ كان يفكر بانه لو صلى حتى على راس لسانه لخرجت صلاته وخربت آلاف الآدوميين،
97 لو يدعو النار سنزل على الخارجيين، ولو يامر الارض بالرمز لابتلعتهم،
98 لو ارسل كلمته لخرجت على صفوفهم، ولكان يهزمهم بلا معركة ويبيدهم،
99 الملك محاصَر في المدينة وهو ساكت عن الضيق ولا يحزن لان النساء اكلت احباءهن،
100 هذا الملك كان ابن ايزابل المتعطشة الى الدم وقد تهيأ ليجدد عمل امه،
101 كان يعرف بان في اليشع القوة، فلماذا لم يتوسل قبل ان يهدده ليقوم بعمل ما،؟
102 المدينة محاصَرة بسبب خطايا بني الشعب، والجاهل يهدد بقطع راس ذلك القديس.
اليشع يعرف بان الملك صمم بان يقطع راسه
103 اليشع احس وهو جالس في بيته بان الملك يهدد وبانه ارسل لقطع راسه،[32]
104 بهذه العيون الروحية التي كانت لديه راى المرسل الذي خرج لياتي للتنفيذ،
105 واذ كان بعيدا فقد راى العمل البغيض عن قرب، وكشف للشيوخ الجالسين عنده عن المرسل،[33]
106 كانوا يطالبون ان يصنع الامان مثل الحاكم وان يزجر الآدوميين ويهزّمهم،
107 /360/ وان يصنع الرخاء في السامرة المتضايقة، ويعطي كل الخيرات للشعب المحاصَر،
108 كانوا يعلمون بان فيه القوة ليصنع هذه الامور، وبغضب عظيم كانوا يهددونه بقطع راسه،!
109 هزّمِ الآدوميين او ستموت، وطالبوه بالامان والشبع العظيم وهم لا يعرفون.
اليشع يتنبأ بالرخاء للسامرة (2ملوك 7/1)
110 هذا الرجل المليء روح الله احتمل التعيير ولم يغضب على الجسورين،
111 لم يقلقوه لما كانوا يهددونه بالموت لكنه احتمل واستجابهم واراحهم،
112 حرك نفسه بجبروت (ليصنع) الاعجوبة، ورفع صوته بالنبؤة بعجب عظيم،
113 غدا سيحل الامان والشبع والعجب العظيم، غدا ستفتح المدينة ابوابها باسفرار الوجه،[34]
114 غدا سيخرج محاصرو المدينة من الضيق، وسيشبع الجياع وينسون المجاعة التي عذبتهم،
115 غدا سيجد كل الشعب على ابواب السامرة كيلا عظيما يباع باثمان قليلة،[35]
116 النبي تكلم الهيا وحسب الوحي، وحاشية الملك احتقروا الكلمة بسبب اهميتها،
117 كانوا يهددونه بقطع راسه بسبب المجاعة، ولما وعد بالرخاء لم يصدّقوه.
الملك يشك من نبؤة اليشع
118 /361/ بدأ رئيس الجبابرة يتكلم بروح عالية وغير قريبة من الايمان،
119 لو لم تنفتح الكوات فوقُ في السماء لا يمكن ان يحدث الشيء الذي تتكلم عنه.[36]
اليشع يتنبأ ضد الملك: سترى الرخاء ولن تذوق منه
120 قال المختار: سترى رؤية كما قلتُ، لكن لن تاكل من ذلك الشبع لما تراه،[37]
121 كان النبي قادرا ان يصنع كما قال: الكلمة مُلكه، والتنفيذ العظيم مُلك الله،
122 كان روح الرب يتكلم فيه حسب الوحي، وكان الله يكمّل الكلمات وكل ما يقوله،
123 الامان والحرب كانا موضوعين على راس شفتيه، بحيث يقول كلمة ويتنفذ العمل بسرعة،
124 كان قد وعد ان يصير الامان ويصير الشبع ويصير الاحتفال المليء بالخيرات والرخاء.
الرب يهزّم الآدوميين باعجوبة (2ملوك 7/6)
125 اراد الله ان يؤكد كلمته كما وعد، فهزّم الآدوميين باعجوبة،
126 رمز الرب الى القوات بشدة فركضت وهزّزت اصواتا مخيفة وارعبتهم،
127 الحصان يصهل، والسلاح يرنّ، والشعب يضج، والجيش العظيم يهدد ويسرع الى المعركة،
128 كانت تُسمع اصوات مخيفة من العاصفة: الخيول والناس يهددون كثيرا للمعركة،
129 /362/ ضجة مرعبة وصوت الجبابرة وتواعدهم وتهديداتهم ليبيدوا الآدوميين،
130اصوات ترنّ في آذانهم من ورائهم، وصدرت كمائن من كل الجهات على المعسكر،
131 الصفوف التي تركض لاصطياد الآدوميين، وضجة القوات العظمى كصوت البحر،
132 أسمَعَ الربُ آذانهم اصواتا مخيفة والقى الرعبَ والفزع في افكارهم،
133 صوت السلاح وصوت الفرسان القوية، وصرير الاسنان وصخب المحاربين،
134 ارعبهم واحتقرهم وهزّمهم بالاصوات التي سمعوها من الافواج العزيزة،
135 قوات بيت الله رفعت الاصوات بكل اشكالها كاصوات الحرب بفزع عظيم،
136 كان المعسكر الموجود عادة عند اليشع، وحيثما ذهب كان يحرسه من الاذى،
137 هذه هي الخيول والفرسان الموجودة معه لما كان يريد الآدوميون ان يصطادوه،
138 جوق النار المليء الجبل منه والذي رآه ذاك التلميذ هو طرد الآدوميين،
139 القوة التي جلبت الاوهام واضلتهم هي التي اسمعت الاصوات وهزّمتهم،
140 /363/ النبي مرة اعمى عيونَ الآدوميين، ومرة اخرى جعل ترن في آذانهم اصوات مقلقة،[38]
141 خرج معسكر بيت الله الموجود معه وصنع الاصوات وطردهم،
142 سمع الآدوميون وخافوا وارتعبوا من صوت جيش المحاربين الذي افزعهم،
143 [ قالوا[39] هكذا: ارسل ملك السامرة واستاجر قوات وملوك الشعوب وجلبهم معه،
144 وعبيدا صناديد ومحاربين ليخرب بلدنا..،[40]
145 هوذا المصريون وهوذا الحثيون مع العبرانيين اتوا راكبين، فمن يقدر ان يلاقيهم،؟[41]
146 اناس مرعبون وشجعان وابطال في المعركة ومستعدون للخصام ولا يتنازلون لاخذ السبي،
147 وياكلون الناس وهم متعطشون الى دم الآدوميين، هلموا ننجو لانهم غير بعيدين عن المعسكر.
الآدوميون يتركون مؤنهم في المعسكر ويهربون: الحياة اثمن من الاموال
148 الخوف من الموت طرد الآدوميين، ففزعوا وقلقوا وتركوا مقتنياتهم،
149 ترك الاشقياء الخيم المنصوبة وكل الغنى لان الحياة محبوبة في العالم اكثر من كل غنى،
150 /364/ المقتنى محبوب الى حين ظهور الموت عنده، فاذا ابان الموت نفسه خجلت المقتنيات،
151 ساعة الحياة احبُّ اكثر من الكنوز، ولا احد يبدل الحياة بذهب كل الارض،
152 كل ما اقتناه الآدوميون تركوه وهربوا لانهم ظنوا بان الموت هاجمهم،
153 خطفوا حياتهم وتركوا اموالهم لانه لا توجد فرصة ليحل الغنى محل الحياة،
154 كل من اخذ معه [ شيئا[42] كانت الاصوات المرعبة تخيفه ليلقيه اثناء هزيمتهم،
155 اسرع فقط لينقذ نفسه ولم يتاسف على القاء الذهب لو تمكن من عدم القاء نفسه،
156 اثناء هربهم القوا ثيابهم في مرابعهم لان الاصوات التي كانت تُسمع لم تكن تصمت،
157 طردهم رعد اصوات القوات المخيفة السريع وهزّمهم من المعسكر،
158 لم تكن هذه الاصوات تصمت نهائيا لياخذوا شيئا من المعسكر الذي كان محروسا،
159 حُفظ على كل ما كان موجودا ومحروسا في المعسكر للحفلة العظمى التي صنعها اليشع،
160 لم يكن يجوز للآدومي ان ياخذ شيئا /365/ من كل ما اقتناه لانه حُفظ للعبرانيين،
161 النبي حدد كيف وبكم يباع كل قوت الآدوميين الموجود في المعسكر،؟
162 لم يكن يجوز للآدومي ان يحمل شيئا من كل ما كان مجمّعا في المعسكر،
163 محاصرو السامرة الذين دعيوا الى قوت الآدوميين، لم يقدروا ان ينسوا شيئا منه،
164 بل تركوه وهربوا ومن تشجع وحمل شيئا القاه في الطريق ليصير لهولاء المحاصرين.
الرب يصنع النصر بدون معركة
165 الرب يقدر ان يصنع قوات جبارة، وفي يديه موضوعة كل انتصارات المنتصرين،
166 حيثما يريد ان ينصر شعبا يوجه رمزا، وينصر شعبا برمز فقط بدون معركة،
167 هزّم الآدوميين من المعسكر، ودعا الشعبَ المحاصر ليقوم على النصر.
التدبير الالهي جعل البرصَ يبشرون برفع الحصار عن السامرة
168 تدبير الله صنع عجبا لتاتي البشرى للشعب بواسطة البرص،
169 ذهبوا وجلبوا الرجاء الصالح للشعب المحاصر وكانت تُسمع اخبار سارة من كل الافواه،
170 المدينة المحاصرة فتحت ابوابها واستنارت اسواقها، /366/ وسُرّت لانها رات امانا وشبعا وفرحة القلب،
171 اغتنى الاغنياء ونهب الفقراء وشبع الجياع وهشّت وبشّت وجوه كل الشعب المظلمة،
172 انفرج قلب النساء اللواتي اكلن احباءهن، ونست الجوعَ بالشبع العظيم الذي وجدنه،
173 الشعب المحاصر كان يتنعم بالسلب الذي وجده وكان يتمتع باطعمة الآدوميين،
174 المعذبون الذين خرجوا من ضيق الجوع العظيم تنعموا بخبز وخمر وزيت وعسل،
175 معسكر الآدوميين صار كوليمة وتنعم عليها صغار النفس بالشبع الذي وجدوه،
176 كل المؤونة التي جمعها الآدوميون، ادخلها محتاجو السامرة وجمعوها مثل النشيطين،
177 اكلوا وشبعوا وما فضل بدأوا يبيعونه واقاموا الاحتفال الذي دعا اليه اليشع.
الرخص
178 انفتح السوق وحُددت الاسعار التي ثبتها النبي قبل يوم لجميع المشترين،
179 كان يباع مُدّ القمح النقي بدرهم كما حدد النبي سعر بيعه،[43]
180 تحققت كلمة ذلك الجبار المليء انتصارات وصار الامان والشبع العظيم كما وعد،
181 اشبع الجياع وهزّم الخارجيين بالخوف، /367/ لان جبروته كان يشرق الهيا،
182 استنارت كلمته وحافظت النبؤة على ماء وجهها لان الرب انجز كل ما قاله،
183 الجبار الذي تشكك من القديس ولم يصدّق ان يصير شبع كما وعد،
184 راى بعينيه كما قال له النبي العظيم ولم يذق من الشبع الذي رآه كما قال له،[44]
185 ضايقته الجموع وداسته وسقط وصار سخرية، وراى ولم ياكل كما امر ذاك القديس،[45]
186 كم من ضعيف، وكم من شيخ ومن عجوز خرجوا الى هناك ليجلبوا السبي من المعسكر،
187 لم يمت احد بذلك القصاص الذي اعطاه النبي الا ذاك الجبار الذي تشكك.
الخاتمة
188 النبي العجيب كان قد [ ظفر] بكل الانتصارات، مبارك من اعطاه كنوز وثروات النبؤة.[46]
[1] – ل 14590: ايضا ميمر على المجاعة التي صارت في ايام اليشع النبي الذي قاله مار يعقوب الملفان
[2] – نص: بدل
[3] – 4: فوائد
[4] – 4: متباهية ومنتفخة
[5] – 4: يهمل: لنا
[6] – نص: راخٍ
[7] – 4: الضجات
[8] – 4: بابها..للباطل
[9] – 4: كل هذه. 4: ارادتك
[10] – 4: وعند؟
[11] – 4: لنا تعطى
[12] – 4: وصفت به. الّف يعقوب ستة ميامر 35، 116-120 على اليشع ويقول انه لم يفه حقه، كما يقول انه يترك مما فعله اليشع ويكتفي بموضوع حصار السامرة. انها مبالغة ادبية!
[13] – 7: وغنبارووثو، نص: وغبارووثو
[14] – 4: اسوارها
[15] – نص: الابواب وسدت الاسوار
[16] – نص: جيد. في النص: خرى، عربنا من باب اللياقة: فضلات. 2ملوك 6/25
[17] – 4: دثِاخول، نص: تِاخول
[18] – 4: يقتل الجوع ماذا
[19] – 4: والو، نص: وان لو. 4: موجودة
[20] – 4: دآت، نص: وآت
[21] – نص: فزع قالت
[22] – 4: نص: هما بسبب الضيق الذي اقلقهما
[23] – 4: وافاراسي، نص: واثفاراس. 4: لرحومايهين، نص: حابيبايهين
[24] – نص: وثبت على الواحدة
[25] – نقص في المخطوطة: ل 17184
[26] – 2ملوك 6/26
[27] – 2ملوك 6/27
[28] – 2ملوك 6/28
[29] – 4: ورفيقاتها، بيجان يصوب: ورفيقتها. 2ملوك 6/28
[30] – 2ملوك 6/29
[31] – 2ملوك 6/30-31
[32] – 2ملوك 6/32
[33] – 2ملوك 6/32
[34] – 2ملوك 7/1
[35] – 2ملوك 7/1
[36] – 2ملوك 7/2
[37] – 2ملوك 7/2
[38] – 2ملوك 6/18، 7/6
[39] – نص: وقال، بيجان يصوب: وقالوا
[40] – هنا ينقص عجز البيت
[41] – 2ملوك 7/6
[42] – (ميديم؟): الكلمة ممحية
[43] – 2ملوك 7/1، 16
[44] – 2ملوك 7/2، 20
[45] – 2ملوك 7/2، 20
[46] – نص: محي الفعل. انظر ميمره 35 على اليشع لما عاش ميت على عظامه