عرس قانا الجليل
“وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك. ودُعي أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العرس. ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امرآة. لم تأت ساعتي بعد. قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه. وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة. قال لهم يسوع املأوا الأجران ماء. فملأوها إلى فوق. ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ … فقدموا. فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمراً ولم يكن يعلم من أين هي. لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا. دعا رئيس المتكأ العريس وقال له. كل إنسان إنما يضع الخمر الجيد أولا ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن. هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذ.”(يو 2: 1-11).
إن من يفتح نافذة عقله على اتساع الكتاب الملهم به من الله ولاسيما الأناجيل المقدسة، يجد طرقاً كثيرة للحياة الفضلى، وسوف يجد أنها جميعها تؤدي إلى الله، وأنها مليئة بالقداسة، تعد من أجل المستقبل، وتدعو إلى الحياة الأبدية؛ لأن الحياة الفضلى هي ألا يترك جانب الله. وسوف يعتقد أنه يسمعه يتكلم بفم أرميا النبي موجهاً كلامه إلى كل الذين يريدون ان يسمعوا:
” قفوا على الطريق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم” (أر 6: 15).
إن كلمة الله الأب الذي تكلم قديماً بفم أنبيائه، “الله بعد ما كلم الأباء بالأنبياء قديماُ بأنواع وطرق كثيرة”( عب1:1). تجد في آخر الزمان وتأنس بطريقة لا ينطق بها، حقيقية وبدون استحالة، من الروح القدس ومن جوهر القديسة والدة الإله دائمة البتولية، وبذلك افتتح طريق البتولية، وهو الطريق الذي يحوي هذا العالم من جانب في الزمن الحاضر الذي يكمل بانسحاب الأولاد بالوصية الإلهية القائلة: ” اثمروا واكثروا (تك1: 28). “ومن جانب آخر يتعداه إلى العالم الأتي الذي سوف تظهره القيامة جديداً، لأن الذين سيقومون يجب أن يكون كملائكة في السماء” (مز12: 25) ولا يلزم أن يكونوا محتاجين إلى معونة الزواج، لأنهم يبقون دائماً دون أن يعودوا إلى الوجود الدنيوي مرة أخرى ودون أن يموتوا.
بين الزواج البتولية
أن كلمة الله، إذ علم أن فخر العزوبة عسير الامتياز به حالة إخضاعه لقاعدة، وإذ أنه الإله حتم بقانون ما يلائم طاقة طبيعتنا، ولم يحدد بقوانين مكتوبة أنه يلزمنا أن نجتهد لنبقى متبتلين؛ حتى تكون البتولية موضوع غيرة أرادية، فهي الحالة الجميلة جداً المتناهية في البهاء التي تقود إلى كرامة تعدل كرمة الملائكة. رغب الرب في وجودها دون أن يطلب منا ذلك. وبالأحرى يحملنا إليها بالمحبة، وليس يدفعنا إليها باضطرار القانون. فان ما يتضمنه القانون يلزمنا ضرورة أن نفعله، لكن ما لا يحكمه القانون فهو خاص بمن يختارونه طوعاً.
لذلك بولس الرسول يطيع إلهه وطبيعته، يكتب منذراً، وما كان جائراً ففيما يتعلق بذلك يعلم في نصيحة هكذا:
“وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أميناً” (1كو 7: 25).
(1كو7: 1).
(1كو7: 26-28).
لقد دعا “ضيقاً في الجسد” ما يضاف إلى هموم ومتاعب الزواج الدنيوية. ويقول فعلاً:
(1كو 7:32-34).
وهو لا يقول ذلك لكي يكرهنا في الزواج كأنه دنس غير طاهر. فهو يعرف أنه طاهر حتى أنه يقول بخصوص زواج غير المؤمن بالزوجة المؤمنة، أو العكس:
(1كو7: 14).
وفي مكان آخر يكتب: (عب13: 4).
حيثما يريد أن يعرفنا بالأحداث ذاتنا ويعلمنا بطريقة واضحة أن الزواج طاهر وأنه لا يفصل أبداً عن الله، فان ربنا وإلهنا يسوع المسيح أيضاً، الذي ولد من العذراء بالجسد، الذي حافظ على بتولية والدته وذلك بعد الولادة أيضاً، الذي أظهر اتساع طريق البتولية لحياة العالم، قد أبهج وليمة العرس التي أقيمت في قانا الجليل، في حضور العذراء أمه وتلاميذه، إذ أنهم كانوا مدعوين بسبب بعض الصدقة البشرية وبسبب بعض الأقرباء إذ كانوا معروفين.
وأن ذلك الذي يصنع كل شيء بحكمة_ “ما أعظم أعمالك يا رب_كلها بحكمة صنعت ملآنة الأرض من غناك”(مز 103: 34). _ قد بارك طبقاً للتدبير الإلهي وليمة العرس، وصنع كذلك أول معجزة، وهذا قد رواه يوحنا الإنجيلي وحده غير الإنجيليين الأخريين، وهو الذي أحتفظ ببتوليته وقضى حياته كلها دون أن يعرف علاقة وزواج الجسدية، وكان عزيزاً بصفة خاصة لدى المسيح يسوع ربنا. ومع ذلك ؟؟؟؟؟؟ كان الزواج مكروهاً، الزم ألا يذكر هذه المعجزة بسبب الذين يهربون من علاقة الزواج الجسدية ويبحثون عن محاكاة الملائكة. ولننظر ما هي العلاقة التي صنعها الرب يسوع حينما كرم وليمة العرس.
العذراء تعلم بالمعجزة سلفاً
يقول يوحنا: ” ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر (يو 2: 3). من ذلك نتأكد أن الذين دعوه إلى وليمة العرس لم تكن عندهم أفكار عالية بخصوصه أي أفكار تليق بالله. فانه كان يلزمهم لو كانت عندهم الأفكار اللائقة أن يرجوه أن يعالج إشكال فراغ الخمر؛ لأن المحتاج يطلب لكي ينال ما يحتاج إليه. وقد قلت أنهم دعوه إلى وليمة العرس لمعرفتهم له بطريقة بشرية، دون أن يعتبروا إطلاقاً رفعة ألوهيته. وبينما مريم العذراء تترأف في فكرها قد ؟؟؟؟ على هؤلاء الأشخاص في حاجتهم وطلبت، فأن يسوع تمهل في هذا الطلب حتى لا يظهر أنه يبحث عن المجد الباطل، كأن يفكر لأجل نفسه في هذا المجد مع دقة، فتبدو أنها طلبت ذلك ظاهرياً، وأنه يجيب صوب ظهور العلامات.
فبينما كان يجعل السامعين بعيدين عن هذا الرأي الخاطئ، موضحاً أنه لا يصنع شيئاً من أجل المجد الباطل، بل أنه يصنع كل شيء بعناية المنفعة، رد عليها رداً قوياً معلماً سامعيه، كما قلت، ومعداُ الحق، وليس مريداً الإنقاص من طلب والدته، فقال:” ما لي ولك يا إمرآة لم تأت ساعتي بعد”(يو2: 4).
وقد عرفتنا العذراء مريم والدة الإله فعلاً أن هذا الكلمات لم تكن تأنيباً، بل على سبيل التعليم بسبب الغرباء. إذ أنها لم تنسحب وتبتعد كمن وجه إليها تأنيباً، ولم تصمت وتندم على جسارتها كأنها اختصت باللوم. لكنها إذ كانت تعلم في روحها بما يحدث، قالت للخدام وكأن يسوع لم يقل شيئاً على الإطلاق: “مهما قال لكم فافعلوه” (يو2: 5)، وهي تريد أن تبين أيضاً شيئاً أعظم يليق بالله أكثر.
قال يسوع موافقاً فكرة أمه وإنما كانت تفكر فيما هو أعظم جداً: “لم تأتي ساعتي بعد” (يو3: 4) كأنه يقول.
“تعتقدين أنني فجأة ابحث عن تحقيق علاقات عظيمة لكن أعلمي أن هذه تحكمها مواقيت لائقة، حتى أنه ولا جزء صغير من الساعة يفوته توجيهي وترتيبي. فأني بالفعل أظهر قليلاً قليلاً ألوهيتي بالنسبة إلى نمو القامة الجسدية، ومع تقدم القامة الحقيقي أظهر كأني أنمو في الحكمة وفي النعمة1 بالمعجزات والعجائب، لأني آتي هذه العجائب بطريقة يليق بالله ولأني أكتشف عنها مع ذلك على التوالي كما يتطلب ذلك أسلوب التدبير الإلهي، حتى إلى لحظة من الزمان صغيرة جداً؛ إذ أن ما يتعلق بالأعمال الإلهية يحدث أيضاً للشيء الصغير بل الأصغر من كل شيء، حق لو كنا نجهل ذلك تماماً ويصعب علينا فهمه.
بهذا المعنى يوجد في موضع آخر من الإنجيل أيضاً ما يتعلق باليهود: “ولم يلق أحد يداً عليه لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد” (يو7: 30) وفي موضع آخر: “ولم يمسكه أحد لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد” (يو8: 20).
وكذلك: “قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان” (يو 12: 33) وأنه إلى تمام التدبير الإلهي حتى النهاية، حينما لم يتبق شيء مما كان معلوماً ومقرراً مقدماً بالنسبة له، بحكمة الله، كان الرب يسوع منبعاً تماماً بالنسبة لجميع الناس. كان يجوز في وسطهم أيضاً حينما كانوا يرمونه بالحجارة. “فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه” (يو10: 31). ” فطلبوا أيضاً أن يمسكوه فخرج من أيديهم”(يو10: 39). ولما وصل كل شيء إلى نهايته، مكملاً تماماً ومنتهياً للغاية حسب مسرة الله ورضائه، حينئذ بالحقيقة سلم ذاته طوعاً ذلك الذي كان يقول : ليس أحد يأخذها متى بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان ان أضعها ولي سلطان أن أخذها أيضاً”(يو10: 18).
ما كان يقول ذلك لو كان خاضعاً لضرورات الساعات حسب أكاذيب الخرافات الوثنية. لذلك، حتى بعد ان قال لوالدته، من أجل السبب الذي ذكرته، “لم تأت ساعتي بعد” (يو2: 4). فأنه في الحال صنع علامة لا يمتلكها أبداً من يكون خاضعاً للزمن. وفي نفس الوقت يعلمنا إذا كنا مرة لا نطيع أمهاتنا اللواتي ؟؟؟؟؟ بعمل شيء في وقت غير مناسب، فيبدو الرفض كأنه يتضمن ما يليق وما يرضي كثيراُ.
يعلمنا أن نرضيهن في كل الحال بما يجب، سواء بصنعنا ما أمرن به، أو بطريق آخر بالا نتركهن إطلاقاً في حزنهن. يقول فعلاً: “أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك” (خر 20: 12).
“أكرم أباك وأمك كما أوصاك الرب إلهك لكي تطول أيامك ولكي يكون لك خير على الأرض التي يعطيك الرب إلهك” (تث5: 16).
وبفحصنا الكلمة بأكثر عناية، نجد ان والدة الإله، بعد ميلادها ومنذ أن خدمت سر التدبير الإلهي، كانت ممتلئة من الروح القدس وتعرف مقدماً ما سوف يحدث. وكانت حقاً نبية. لأنه أن لم يكن الأمر هكذا فكيف تفكر العذراء أن الرب يسوع يستطيع أيضاً أن يصنع خمراً أمام أعين الجميع، تلقائياً، من لا شيء من المرئيات؛ لكن لأنها كانت تعلم مقدماً ما سيحدث وأن يسوع كان مزمعاً أن يأمر الخدم بأن يصبوا الماء لكي يحوله خمراً، فهي أيضاً قد أعطتهم أمراً مقدماً قائلة:” مهما قال لكم فافعلوه”(يو:2: 5).
في هذا سبق العلم بشأن ما سوف يحدث مشتركاً بين يسوع وبين مريم العذراء؛ المسيح لأنه الله، والقديسة مريم العذراء لأنها تتصرف كنبية.
أعداد الحاضرين للمعجزة
وقد أراد فعلاً أن يبعد عن المعجزة كل شبهة خيال وقد شاء أن يصنع ذلك. لأنه لو كان تلقائياً جعل الخمر ينبع ويظهر بطريقة عجيبة وسط الذين كانوا يأكلون، لكانوا ينظرون إليه كأنه كاذب، دون أن يؤمنوا، ولكان الأمر يبدو كأنه خدعة للعيون والتذوق، من أعمال الشياطين، مثلما يحاول أولئك المشعوذين بطريقة خادعة، يعملون عملهم في؟؟؟؟؟ إذ ؟؟؟؟؟؟ عملية صنع المعجزات.
لذلك فأن الرب يسوع يجعل خلو الخمر يبقى طويلاً، حتى يشعر من كانوا يأكلون بأنه ينقصهم الخمر، يبقى طويلاً، حتى لا يتركون المعجزة تمر أيضاً، بل ؟؟؟؟؟ بها بوضوح. ولم يكن ينتظر الساعة، ليس لهذا تأخر. وكيف يهتم ملك الدهور ؟؟؟؟؟الساعة، وينتظر ويراقب الفراغ في ذلك؟.
تمام المعجزة
فبتحويله الماء خمراً قد جنبنا أيضاً أن تتخيل في ذلك دعوى، وبذلك أظهر أنه خالق كل الأشياء كما لو كان قد خلق النبيذ من عدم. إذ هو أيضاً يحول كذلك قطرات الندى ويصنع تفاحاً في شجر التفاح وتيناً في شجر التين وكل نوع من الأشجار.
تأملوا كيف أن البشير يفصل المعجزة في ظروف مختلفة، محققا صحتها من كل جانب، ورافعاً عنها شبهة الخيال. يقول: “وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل مطرين[1] أو ثلاثة. قال لهم يسوع املأوا الأجران ماء. فملأوها إلى فوق”(يو 2:6- 7).
كان ناموس موسى يقضي بأن من لمس شيئاً نجساً يغسل ملابسه ويغتسل بالماء. وبسبب كثرة مثل هذه التطهيرات ولأن بلاد فلسطين جافة جداً ولا ترويها الينابيع أو الأنهار بل تأخذ الماء من الآبار أو الخزانات، كانت الأجران المذكورة تملأ ماء ويعدها اليهود لهذا الغرض، حتى يتطهروا في الحال. فتلك الأجران التي تصادف أن كانت فارغة، أمر الرب يسوع أن يملأها الخدم ماء، وكانت تستعمل الماء من مدة طويلة ولم يكن بها على الإطلاق أي رائحة أو شيء مما له علاقة بالخمر. فلو كان قد أمرهم بأن يستعملوا أية أوعية أخرى، لكان يمكن أن يقال أنه يسبب بقاء بعض الثمالة فيها قد تأخذ بعض الشيء من صفة الخمر حينما يسكب الماء على بقيا الخمر، وأن الذين كانوا يأكلون قد يشربون الماء على أنه خمر، إذ كانوا قد سكروا فصارت حاسة التذوق عندهم معدومة.
تأمل إذا كيف أنه بذلك تستعبد كل شبهة للتخيل. فليس التلاميذ هم الذين أمروا أن يملأوا الأجران، لكنهم الخدم، وهم الشهود الغرباء الذين لا يجلبون من أي مكان قسطاً في الشهادة؛ وكان الأمر لهم ان يملأوا تلك الأجران المخصصة من مدة طويلة وليس أي أجران تصادفهم. يقول الكتاب: “فملأوها إلى فوق”(يو 2: 7) حتى لم يكن ثمة مكان لأي مزيج من الخمر. وحينئذ قال المسيح للخدم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ فقدموا” (يو2: 8).
أن رئيس المتكأ ليس أحد هؤلاء الذين يأخذون مكانهم على المائدة، لكنه رئيس صالة الوليمة ومستلزماتها، ويكون شغله الشاغل هو المرور وكأنه ؟؟؟؟؟ يضع الطباخين والخدم والسقاة في أمكانهم. ويرتب كل شيء في خدمة من يأكلون. إذا يكون هو الشخص الذي أمر الرب يسوع بأن يعطيه الخدم باكورة الماء المتحول خمراً، وهو السهر الذي يحفظ بنقاوة الخمر وتمييز تذوقها، حتى شهد أن المشروب لم يكن نبيذاً فحسب، بل أن هذا النبيذ كان جيداً جداً وممتازاً، إذ قال العريس: “كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن”(يو2: 10).
معنى عميق من معاني المعجزة
في هذا بهاء الكلمة الإنجيلية ومظهرها الخارجي حسب شرح المعجزة البسيط السهل المعروض أمامنا. ولكن لأولئك الذين يستطيعون أن ينزلوا باعتدال نحو عمق الأفكار _ (وليس أحد يستطيع أن يصل إلى درجة التأمل الكامل) _ ليس الغنى الموجود هنا غنى عادياً فأن وليمة العرس تبين أن المسيح جاء بحلوله بالجسد بين سكان الارض كما في فرح ووليمة عرس. لأنه لم يأت ليدين العالم، بل ليخلص العالم، كما يقول البشير: “لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم”( يو3: 18) وحتى يخطب الكنيسة مثل عذراء طاهرة كما يقول بولس الرسول لأهل كورنثوس: “لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح” (2كو 11: 2) وكان يقول عنه يوحنا المعمدان أيضاً: “من له العروس فهو العريس” (يو 2: 29). وكان المسيح يقول أيضاً عن تلاميذه: “هل يستطيع بنو العريس أن ينوحوا مادام العريس معهم” (مت9: 15).
إن وليمة العرس كانت إذا صورة الخطوبة والزواج العقلي الذي صنعه المسيح، صورة اتحاده بأرواحنا، وهو عريس الكنيسة الطاهرة.
إن والدة يسوع العذراء القديسة والدة الإله إذ كانت تريد أن ؟؟؟؟؟؟ الرحمة من المسيح، وكأنها تدعوه أن يهب خمر التعاليم، حينما كانت حاضرة في وليمة العرس وكانت ترى أن النبيذ، ويشير إلى
كلمة التعليم التي كانت قد أعطيت لمجمع اليهود، قد فرع؛ لأن هؤلاء المعلمين رؤساء الكهنة والفريسيين كانوا على مثال أصحاب المحلات يخلطون تعاليم الخاصة الضعيفة البشرية بماء الرياء والكبرياء؛ وهم الذين قال عنهم أيضاً اشعياء النبي: “صارت فضتك زغلا وخمرك مغشوشة بماء” (اش1: 22) وكانوا يتخذون وصايا الناس مواضيع لتعاليمهم حتى أن كل شيء كان يصير مشوباً. فقالت العذراء والدة الإله باسم الكنيسة: “ليس لهم خمر” (يو 2: 3).
لذلك رد يسوع قائلاً: “مالي ولك ياامرآة لم تأت ساعتي بعد” (يو 3: 4).
تفسير
“لم يأت بعد الوقت الذي فيه الخمر الكامل السري قبل أحمل الصليب وأسقك دمي ويأتي البارقليط على الذين على الأرض. في الوقت الحاضر سوف أغير التعليم الذي يشابه
الماء، التعليم البشري الذي سوف أحوله إلى حرارة ونشاط وقوة ولذة مشروب روحاني، إذ أن النبيذ هو نموذج لذلك.
1 “وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس ” (لو2: 52)
[1] المطر، كما يقول ابيفانيوس، مقياس يسع اثنين وسبعين ” ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟