من
تسابيح الميلاد
للقديس مار افرام السرياني
الطبعة الثالثة
2005
تعريب
القمص تادرس يعقوب ملطي جورج فهمي حنا
كنيسة الشهيد مار جرجس باسبورتنج
بين يومي ميلاد الرب وميلاد هيرودس
v عظيم هو يومك يا رب، دعنا لا نزدري به!
الميلاد والقيامة شاهدان للرب[2]
بين عبادة الغرباء وتذمر الأقرباء
قتل أطفال بيت لحم والهروب إلى مصر
التسبحة الأولى
v هذا هو اليوم الذي أبهج الأنبياء والملوك والكهنة،
ففيه تحققت كلماتهم وكملت نبوتهم،
لأن العذراء قد ولدت اليوم عمانوئيل في بيت لحم!
v ما نطق به إشعياء قديمًا، صار اليوم حقيقة،
إذ ولد من يحصي عدد الأمم (إش 19:10)!
ما تغنى به داود في المزامير، تحقق اليوم!
ما تحدث به ميخا يومًا ما، تم اليوم فعلاً، أنه يخرج من أفراثا راعيًا، عصاه تسوس النفوس (مي 2:5)…
ما تنبأ به بلعام، وجد له تفسيرًا!
لقد أتى إلينا النور السري، وظهر جماله بالجسد! النور الذي تكلم في زكريا أضاء في بيت لحم!…
ما قيل في الخفاء تحقق اليوم في وضوح!…
v من آدم الرجل الذي لم يكن له أن يلد، خرجت أمنا حواء،
فكم بالحري يلزمنا أن نصدق أن ابنة حواء تلد طفلاً بغير رجل!
الأرض البكر حملت آدم الأول الذي كان رأسًا على كل الأرض،
واليوم حملت العذراء البكر آدم الثاني الذي كان رأسًا على كل السماوات!
v عصا هارون أفرخت، والعود اليابس أثمر،
لقد أنكشف اليوم سرّ هذا، لأن رحم البتول يحمل طفلاً!
v فليخجل ذلك الشعب الذي تطلع إلى كلمات الأنبياء كوقائع حدثت (في أيامهم)،
لأنه لولا مجيء المخلص لبطلت أقوالهم!
v مبارك هو الحق الواحد الذي أتى من أبي الحق،
وحقق كلمات الناظرين الحقيقيين!…
v من كنز بيتك، أيها الرب، من خزائن كتابك المقدس أخرج أسماء الأبرار القدامى الذين تطلعوا إلى مجيئك!
v ركزوا أنظارهم على ذلك الذي عوض هابيل سُفك دم الابن كقتيل،
وبموته حطم الحسد الذي جلبه قايين إلى العالم (تك 8:4)!…
الأخوان الاثنان اللذان غطيا نوح (تك 23:9) تطلعا إلى الابن الوحيد الذي يأتي و يغطي عري آدم الذي أسكرته الكبرياء!
v تطلع سام ويافث المباركين إلى الابن المبارك، الذي يأتي ويحرر كنعان من عبودية الخطية!
v توقع ملكي صادق – إذ هو رمز الرب – مجيئه، متطلعًا إلى كهنوت الرب الذي بزوفاه يطهر العالم (لا 52:14)!
v نظر لوط كيف أن أهل سدوم خالفوا الطبيعة، فتطلع إلى الرب الذي يمنح قداسة تفوق الطبيعة!
v إذ رأى هرون إن عصاه أكلت الحيات (خر 12:7)، تطلع كيف يأكل صليب الرب الحية التي أكلت آدم وحواء!
v رأى موسى اللحية المرفوعة قد شفت عضات الأفاعي (عد 9:21)،
فتطلع ليرى الرب الذي يشفي الجراحات التي سببتها الحية القديمة!
موسى رأى نفسه أنه وحده الذي احتفظ بضياء من الله،
فتطلع إلى الرب الذي يجعلنا آلهة (يو34:10) بتعاليمه!
v حمل كالب الجاسوس العنقود على عصاه (عد23:13)، وجاء مشتاقًا أن ينظر “العنقود” (المسيح) الذي خمره يعزي كل العالم!
v اشتاق يشوع بن نون إليه، ليدرك قوة أسمه…
يشوع هذا الذي جمع الثمرة وحملها وأحضرها معه،
كان مشتاقًا إلى “الحياة” ليذوق الثمرة التي تنعش الجميع!
v تطلعت راحاب إليه، لأنه عندما فداها الخيط القرمزي من الغضب (يش18:2) ذاقت الحق في الرمز…
v رآه موسى وإيليا. الرجل الوديع من العمق صعد، والرجل الغيور من العلو نزل، وفي الوسط رأيا الابن.
الاثنان رمز إلى مجيئه (الثاني)،
فموسى يرمز للأموات،
وإيليا يرمز للأحياء الذين سيطيرون لملاقاته في مجيئه (1تس 17:4).
لأن الأموات الذين ذاقوا الموت جعلهم أولاً،
أما الباقون الذين لم يدُفنوا، فسُيرفعون أخيرًا لملاقاته!
v من يستطيع أن يحصي لي الأبرار الذين تطلعوا إلى الابن،
الذين لا تستطيع أفواهنا – نحن المخلوقات الضعيفة- أن تعبر عن عددهم؟!
v من له فصاحة لأن يسبح ابن الحق الذي أشرق لنا، هذا الذي أشتاق إليه الأبرار، أن يروه في جيلهم!
تطلع آدم إليه، إذ هو رب الكاروبيم (حارس الفردوس)،
وفي قدرته أن يوجد مدخلاً وموضعًا للإقامة بواسطة أغصان شجرة الحياة.
اشتاق هابيل أن يراه، لعله يأتي في أيامه،
فيرى حمل الله بدلاً من الحمل الذي قدمه!
وتطلعت إليه وحواء، لأن عريها كان مرًا،
وهو قادر أن يغطيها – لا بأوراق الشجر – بل بنفس المجد الذي فقدته!
كان البرج الذي بناه كثيرون يتطلع في سٌر إلى “الواحد” الذي بمجيئه بنى على الأرض برجًا يصعدنا إلى السماء!
نعم إن الفلك الذي حفظ المخلوقات الحية، كرمزٍ تطلع إلى ربنا الذي يبني الكنيسة المقدسة التي فيها تجد النفوس لها ملجأ…
صرخت الأرض التي غرقت بالطوفان في صمتٍ إلى ربها،
فنزل وفتح المعمودية التي بها ينجذب البشر إلى السماء.
عاش متوشالح أقل من 1000 سنة بقليلٍ، فتطلع إلى الابن الذي يجعل البشر وارثين حياة لا تنتهي!
كانت النعمة ذاتها بسٌر خفي تطلب لصالحهم،
لعل الرب يأتي في زمانهم ويكمل نقائصهم،
لأن الروح القدس يشفع فيهم متأملاً (رو26:8). هو أثارهم، وفيه تطلعوا إلى ذاك المخلص موضوع اشتياقهم (1 بط 11:1).
أدركت نفوس الأبرار في الابن دواء الحياة، لهذا شعرت بحنين أن يأتي في أيامها فتتذوق حلاوته!…
تطلع لامك إليه أن يأتي لكي يمنحه في حب راحة من تعبه وجهاد يديه ومن الأرض التي لعنها الله العادل (تك 29:5)!…
أيضًا تاق نوح أن يراه، لأنه ذاق طعم نعمته المخلصة.
نعم، إن كان الرمز فقط (أي الفلك) حفظ المخلوقات حية، فبالحق كم يمنح هو بذاته حياة للنفوس؟!…
إن كان الرمز قد أنقذ الحياة، فكم بالحري يكون شخصه الإلهي؟!
أدرك إبراهيم بالروح أن ميلاد الابن لا يزال بعيدًا،
لكنه تهلل أن يرى يومه بالروح دون أن يراه في الجسد (يو 56:8).
اشتاق إسحق أن يراه، لأنه ذاق طعم خلاصه (عب 19:11).
اليوم أبتهج الحراس، لأن الساهر جاء لإيقاظنا (دا 13:4).
من يستطيع أن ينام الليلة التي كان العالم كله فيها ساهرًا؟!
لقد جلب آدم النعاس على العالم بالخطية، لكن نزل الساهر لإيقاظنا من نوم الخطية العميق.
فلنسهر إذًا، ولكن ليس كالمرابين الذين يسهرون الليل كله منهمكين قي حساب أموالهم والربا…
واللص أيضًا إذ يخبئ نومه ويدفنه تحت الأرض ويسهر ويقلق، وبقلقه يزعج كثيرين من النائمين.
والإنسان النهم يسهر ويقلق، وسهره يسبب له آلامًا…
والغني (محب المال) يسهر، إذ يطرد بغناه نومه، فيبقى ساهرًا على خزائنه خائفًا من اللصوص بينما كلبه ينام!
والمهموم يسهر، لأن قلق نفسه يبتلع نومه،
ومع إن الموت يتعقبه حتى عند وسادته، لكنه لا ينام حاملاً هموم السنوات المقبلة.
وإبليس أيضًا يعلمنا أيها الاخوة أن نسهر، لكن سهرًا من نوع آخر، هو التراخي في الأعمال الصالحة مع السهر في الشر.
حتى يهوذا الإسخريوطي سهر الليل كله، إذ باع الدم البريء الذي أشترى العالم كله!
ابن الظلام لبس الظلمة وخلع عنه النور!
بالفضة باع اللص خالق الفضة!…
نعم، إن الفريسيين أبناء الظلمة سهروا الليل كله؛
الأشرار سهروا لعلهم يحجبون النور غير المحصور!
أما أنتم فاسهروا هذه الليلة كأنوار في السماء،
والتي بدت خافتة في لمعانها، لكنها مشرقة بفضائلها!
من يشبه ذلك الواحد الجلي الذي يسهر ويصلي في الخفاء،
تحيطه هالة من النور الخفي وسط الظلمة الخارجية.
أما الشرير فكابن للظلمة يسلك،
إنه يقف في ضياء النهار، ومع إن النور يكسوه من الخارج،
لكن الظلمة تكتنفه من الداخل!
v أيها الأحباء ليتنا لا ننخدع بأننا ساهرون،
لأن من لا يسهر بالبرّ، فسهره الذي لا يحسب له!
من لا يسهر بالفرح، فسهره يعد نومًا!
من لا يسهر بطهارة، فسهره يكون عدوًا له!
هذا هو سهر الحاسد، أنه كتلة جامدة، كلها أذى!…
هذا هو سهر الغضوب، أنه يتعكر بالغضب، وتصير يقظته كلها هياجًا ولعنة…
هذا هو سهر الثرثار، به يصير فمه ممرًا مهينًا للإثم،وعائقًا له عن الصلوات.
أما الساهر الحكيم، فله أن يختار بين أمرين:
إما ينام نومًا هادئًا معقولاً، أو يسهر سهرًا مقدسًا!
v الليلة ليلة طاهرة، إذ جاء كلي الطهارة لكي يجعلنا طاهرين.
فلننزع إذًا من سهرنا كل ما يفسد نقاءها:
لتحفظ الأذن نقية (مت 13:5)، والعين طاهرة، وتأملات القلب مقدسة، وكلام الفم مملحًا!
v اليوم خبأت مريم العذراء فينا، الخميرة التي أخذتها عن إبراهيم،
فلنشفق نحن أيضًا على المتسولين مثل إبراهيم.
اليوم نزلت إلينا نغمات من بيت داود الوديع،
فلنصنع نحن أيضًا رحمة مع المضايقين لنا،
كما صنع ابن يسى مع شاول (1 صم 26)!
v اليوم طرح ملح النبي الجيد وسط الأمم (2مل20:2)،
فليتنا نقتني نحن خلاصًا جديدًا بهذا الذي فقد القدماء خلاصهم…
لننطق بكلام الحكمة ولا نتفوه بشيء غريب عنه،
لئلا نصير نحن غرباء عن الحكمة.
v في ليلة المصالحة هذه، ليصرف كل إنسان عنه الغضب والحزن.
في هذه الليلة التي فيها هدأ روع الجميع، ليته لا يكون فيها من يهدد أو يضايق!..
في ليلة الإله الواحد الحلو، ليته لا يكون فيها مرارة أو قسوة.
في ليلة الإله الوديع، لا يكون فيها متشامٍخ أو متعاٍل.
في يوم الغفران، لا نزيد فيه الأخطاء!
في يوم الفرح، لا ننشر فيه أحزان!
في يوم العذوبة، لا نكون قساة!
في يوم الراحة والسلام، لا نكون فيه غضوبين!
في اليوم الذي نزل فيه الله إلى الخطاة، لا ينتفخ فيه الأبرار على الخطاة!
في اليوم الذي نزل فيه سيد كل أحد إلى العبيد، لينزل السادة بلطف إلى عبيدهم!
في اليوم الذي صار فيه الإله الغني فقيرًا من أجلنا،
فليشارك الأغنياء الفقراء في موائدهم!
في اليوم الذي وهبنا فيه عطايا لم نطلبها،
فلنقدم صدقة لمن يصرخون متوسلين إلينا إحسانًا!
في اليوم الذي فيه مُهد لصلواتنا طريق في الأعالي،
لنفتح أبوابنا نحن أمام الذين أساءوا إلينا وطلبوا منا العفو!
اليوم أخذ الله الطبيعة غير التي له،
ليته لا يكون صعبًا علينا أن نغير إرادتنا الشريرة…
اليوم خُتم الطبع البشري باللاهوت، حتى يتزين بنو البشر بطبع اللاهوت!
التسبحة الثانية
v مبارك هو هذا الطفل الذي أفرح بيت لحم اليوم!
مبارك هو هذا الطفل الذي أعاد البشرية إلى الطفولة مرة أخرى!
مبارك هو “الثمرة” الذي تنازل إلينا نحن المائتين جوعًا!
مبارك هو “الصالح” الواحد، الذي أشبع أعوازنا وأمدنا باحتياجاتنا!
مبارك هو هذا الذي برحمته تنازل ليفتقد ضعفنا!…
v السبح لذلك الذي أبطل السبت بتكميله له!
السبح لذلك الذي انتهر البرص فاختفي، ورأته الحمى فولت هاربة!
السبح للمتحنن الذي حمل أتعابنا!
السبح لمجيئك الذي وهب حياة لبني البشر!
v المجد للذي جاءنا بابنه البكر!
المجد للسكون العظيم الذي تكلم بكلمته!
المجد للواحد العالي الذي تراءى لنا في يوم ميلاده!
المجد للسمائي الذي سُرّ أن يأخذ جسدًا حتى نلمس الفضيلة في جسده،
وتظهر الرحمة في جسم بشريته بالجسد!
المجد للواحد الذي لا يُرى، الذي شهد له الابن!
المجد للواحد الحي الذي رسم أن يموت ابنه!
المجد للواحد العظيم الذي تنازل ابنه وصار صغيرًا!…
المجد للواحد الذي المخفي،
الذي لا يدركه العقل حتى إن تفرس فيه، لكن بالنعمة يلمسه الإنسان!…
v مبارك هو الذي بإرادته جاء إلى أحشاء مريم، وولِد، وأتى إلى حضنها،
ونما في القامة.
مبارك هذا الذي بتجسده اشترى لطبيعتنا البشرية حياة!
مبارك هذا الذي ختم نفوسنا وزينها وخطبها لنفسه عروسًا!
مبارك هذا الذي جعل جسدنا (ناسوته) خيمة بطبيعته غير المنظورة!
مبارك هذا الذي فسر بلساننا أسراره!
لنسبح ذاك الصوت الذي تتغنى بمجده أعوزنا، وتنشد بفضائله قيثارتنا!
v اجتمعت الأمم وجاءت لتسمع ضيقاته!
المجد لابن الصالح الوحيد، الذي رذله أبناء الطالح!
المجد لابن البار وحده، الذي صلبه أبناء الشرير!
المجد للذي حلّ رباطاتنا، وربُط من أجل جميعنا!
المجد لذاك الجميل الذي أعادنا إلى صورته!
المجد لذاك الحسن الذي لم ينظر إلي قُبحنا!
المجد لذاك الذي زرع نوره (مز11:97) في الظلمة،
فصار باختفائه موضع تعبير، فكشف أسراره،
ونزع عنا ثوب قذارتنا (زك 3:3)!
المجد لذاك العالي الذي مزج عقولنا بملحه (مت 49:9)، ونفوسنا بخميرته.
جسده صار خبزًا ليحي موتنا!
السبح للغني الذي دفع عنا ما لم يقترضه (مز 4:69 ، لو 6:16)،
وكتب على نفسه صكًا وصار مدينًا!
بحمله نيره كسر عنا قيود ذاك الذي أسرنا!
المجد للديان الذي دين، وجعل تلاميذه الإثنى عشر يدينون الأسباط،
والجهلة يلومون كتبة الأمم!
v المجد لذاك الذي لم نقدر أن نقيسه!
قلبنا صغيرًا جدًا بالنسبة له، وعقلنا ضعيف للغاية!…
المجد لذاك الذي تنازل وسأل (لو46:2)،
كأنه يسمع ويتعلم ما يعرفه،
حتى يكشف بأسئلته خزائن نعمه المخّلصة!
لنتعبد لذاك الذي بتعاليمه أضاء أذهاننا…
لنسبح ذاك الذي طعٌم شجرتنا بثمرته!
لنشكر ذاك الذي أرسل الوارث لكي يجذبنا إليه.
نعم، ويجعلنا شركاء معه في الميراث!
لنشكر ذاك الصالح وحده، مصدر كل الخيرات!
v مبارك هو ذاك الذي لم يُعَنف، لأنه صالح!
مبارك هو ذاك الذي لم يزدرِ بأحدٍ، لأنه عادل أيضًا!
مبارك ذاك الذي كان يصمت وينتهر، وبكليهما يحيينا!
قاس في صمته وتوبيخه!
لطيف في صمته حتى عندما يتهم، فقد أنتهر الخائن وقبل اللص.
v المجد لكرم عقولنا الخفي! بذوره سقطت على أرضنا فأغنت عقولنا!
ثمره جاء بمئة ضعف في كنز نفوسنا!
لنتعبد للذي جلس واستراح ومشى في الطريق،
إذ هو “الطريق” مشى في الطريق،
وهو “الباب” الذي به يُدخل السالكون في الملكوت!
مبارك هو “الراعي” الذي صار حملاً لأجل مصالحتنا!
مبارك هو “الغصن” الذي صار كأسًا لخلاصنا!
مبارك هو “العنقود” الذي هو دواء الحياة!
مبارك هو “الفلاح” الذي صار “قمحا” لكي يُزرع، و”الحزمة” لكي تُقطع
مبارك هو “المهندس” (الأعظم) الذي صار “برجًا” لأجل إنقاذنا!
مبارك هو ذاك الذي هذّب مشاعر تفكيرنا،
حتى نغني بقيثارتنا ما لا تستطيع أفواه المخلوقات الطائرة أن تتغنى به بقدرتها!
المجد لذاك الذي نظر إلينا كيف أننا قبلنا أن نشابه الوحوش في هياجنا وجشعنا،
فنزل إلينا وصار واحدًا منا حتى نصير نحن سمائيين!
المجد لذاك الذي لا يحتاج قط إلى تسبيحنا،
لكنه شعر بالاحتياج رأفة بنا،
وبالعطش حبًا فينا؛
يسألنا لنعطيه، لأنه اشتاق أن يعطينا.
ثمرته اختلطت بنا نحن البشر،
فإذ لا نقدر نحن أن نقترب إليه، نزل هو إلينا، وبثمرة جزعه طّعمنا في شجرته!
v لنسبحه، فهو الذي أحيانا بتقليمه!
لنسبحه، فهو الذي حمل اللعنة عنا بإكليل شوكه!
لنسبحه، فهو الذي أمات الموت بموته!…
لنسبحه، فهو الذي زجر الموت الذي تغلب علينا!…
المجد لذاك الذي اعتمد فأغرق آثامنا في العمق،
وخنق الذي خنقنا!
لنمجد بملء أفواهنا رب كل الخلائق!
مبارك هو “الطبيب” الذي نزل وبتر بغير ألم؛
شفى جراحتنا بداء غير مرير، فقد أظهر ابنه “دواء” يشفي الخطاة!
مبارك ذاك الذي سكن في الأحشاء،
وصنع فيه هيكلاً كاملاً يسكن فيه، وعرشًا يجلس عليه، وحلة يستتر بها،
وسيفًا ينتصر به.
v مبارك هو ذاك الذي يعجز فمنا عن تسبيحه كما ينبغي،
لأن عظمته تفوق قدرة المتكلمين،
بل لا تستطيع القدرات البشرية أن تسبح صلاحه،
لأنه مهما قدمنا له فهو قليل جدًا.
وإذ لا يجدي أن نصمت أو نمنع نفوسنا عن التسبيح،
فإن لضعفنا العذر في مثل هذا التسبيح الذي ننشده!
كم هم مبارك الذي لا يطلب منا أكثر مما نقدر أن نقدم!
كيف يُدان عبدك… ألم يقدم لك ما في استطاعته؟!
هل رفض أن يقدم لك ما تستحقه!
محيط من المجد يليق بك يا من لست بحاجة إلى ترنمنا بعظمتك،
فبصلاحك أقبل هذه القطرة من التسبيح،
إذ بنعمتك وهبت لساني تذوقًا لتمجيدك!!!
التسبحة الثالثة
v مبارك هو ذاك اليوم الأول الذي لك يا رب!…
يومك يشبهك، إذ فيه تظهر الرحمة للبشر،
تتمتع به كل الأجيال، يغدو مع كل جيل، ويأتي مع كل جيل آخر.
هذا هو اليوم الذي ينتهي مع المسنين، لكنه يعود ليتمتع به الحديثون.
فاليوم ينعش نفسه بنفسه بحبه (لكل الأجيال)،
منعشًا إيانا – نحن الخليقة الفاسدة – بقوته!
يومك قد جاء ثم عبر وانتهي،
وبالرحمة عاد ليفتقدنا مرة أخرى،
لأنه يعلم كيف تحتاج البشرية إليه،
إنه مثلك في كل شيء يبحث عنا!
v يا رب… إن العالم محتاج إلى نبع يومك، فهو إليه يعطش كما إليك!
هذا هو اليوم الذي يسود على الفصول!
سلطان يومك يشبهك في أنه يمتد على الأجيال التي أتت والتي ستأتي!…
يومك مثلك يا رب… ليكن شفيعًا عنا وواهبًا السلام لنا.
يومك صالح السماوات والأرض، لأنه فيه نزل العالي إلى السفليين!
يومك كان فيه قدرته أن يصالح العادل وحده، الذي كان متضايقًا بسبب خطايانا!
يومك غفر آلاف الخطايا، فمن أحشائه اندفعت الرحمة على المجرمين!
v عظيم هو يومك يا رب! دعه يظهر الرحمة على معاصينا…
لأنه إن كانت مغفرتك تتدفق علينا يا رب، فكم بالأكثر في هذا اليوم؟!
إن كل الأيام من كنز يومك اللامع هذا تأخذ بركة!
كل الأعياد من مخزن هذا العيد تأخذ بهاءها وزينتها!…
أعطنا أن نميز يومك هذا عن كل الأيام،
لأنه عظيم هو كنز بيتك الذي ليوم ميلادك!
ليكن فدية عن المذنبين!
v عظيم هو هذا اليوم عن كل الأيام، ففيه جاءت الرحمة للخطاة!
مخزن الأدوية هو يومك العظيم، إذ ظهر “دواء الحياة” للجرحى!
كنز النعمة المخلصة هو هذا اليوم، لأن فيه أضاء “النور” لنا نحن العميان!
نعم! لقد قدم لنا “حزمة” (السيد المسيح) مشحونة بغذاء لجوعنا!
هذا هو اليوم الذي اختفي فيه “العنقود” في كأس الخلاص!
هذا اليوم هو بكر الأعياد، إذ وُلد أولاً، وفاق كل الأعياد!
ففي الشتاء حيث لا تكون ثمار في الكرمة… ظهر “الثمرة” (المسيح) فينا!
في البرد تتعرى كل الأشجار، ظهر من أجلنا نبت أخضر من بيت يسى!
في شهر كانون حيث تختفي البذور في الأرض خرج “سنبلة الحياة” من الرحم!
بينما في شهر نيسان حيث تظهر الحبوب على وجه الأرض،
اختفت “الحزمة” (أي المسيح) في الأرض (القبر)!
لقد اُبتلع المحصول في الجحيم،
لكن “دواء الحياة” الذي اختفي في الجحيم كسر أبوابه!…
v عند مجاري المياه حيث يقف الصيادون (خر 10:47 الخ)،
اعتمد الرب وصعد، ذاك الذي شملت شبكته من كل الأصناف…
بالصليب أصطاد اللصوص، إذ أمسك باللص (اليمين) في الحياة (لو 43:23)!
الحيّ بموته أخرج الأموات من الجحيم،
فك رباطات الجحيم، وأعطى للجموع أن تهرب منه!
العشارون والزناة، الذين هم شباك دنسة وفخاخ خادعة، اصطادهم الواحد القدوس!
المرأة الشريرة التي كانت فخًا للرجال، صارت مثلاً للنساء العفيفات!
شجرة التين المجدبة، التي رفضت أن تعطي ثمرًا (لو19)،
حملت زكا كثمرة، لم تقدم ثمرًا من طبعها، لكنها أخرجت ثمرة واحدة فائقة!
عند البئر أعلن الرب عطشه،
واصطاد تلك التي كانت عطشى إلى الماء الذي سألها إياه!
عند البئر اصطاد نفسًا واحدة، ثم عاد فاصطاد بها المدينة كلها (يو 42:4)!
إثنا عشر صيادًا اصطادهم الواحد القدوس، بهم عاد فاصطاد بهم العالم كله!
شبكته المحيية للجميع اصطادت الأحياء (مت47:8)،
لكن من هرب منها إنما هرب من الحياة!
بين يومي ميلاد الرب وميلاد هيرودس
v عظيم هو يومك يا رب، دعنا لا نزدري به!
كل الناس يكرمون ميلادك!
أنت البار وحدك، لتحفظ مجد ميلادك،
لأنه حتى هيرودس كرَّم يوم ميلاده (مت 6:14).
لكن الطاغية أبهجته رقصات (ابنة هيروديا) الشريرة،
أما أننت يا رب فأجعل صوت الطاهرات حلوًا!…
يوم هيرودس كان يشبهه، وأنت يا رب يومك يشبهك!
يوم ذاك المضطرب كان مضطربًا بالخطيئة، ويومك أنت أيها الهادئ كان هادئًا!
في عيد الطاغية قتل المبشر (يوحنا)، وفي عيدك بُشر الكل بمجدك!
ذاك الغبي أخفى في عيده النور حتى تسود الظلمة على الزواني،
أما في عيد القدوس فأشرقت الأضواء (السرج) لكي تهرب الظلمة مع خباياها!
يوم ذلك الثعلب نجس مثله، وأما عيد الحمل الحقيقي فمٌقدس!
يوم العاصي مضى مثله، وأما يومك فباقٍ إلى الأبد مثلك!
يوم ذلك الطاغية هائج مثله، إذ أخمد صوت البار (يوحنا) بقيوده،
أما عيدك أيها الواحد الوديع فهادئ مثلك،
لأن شمسك قد أشرقت على مضطهديك!
كان الطاغية يدرك أنه ليس بملكٍ، لذلك ترك المكان لملك الملوك!
لا يكفيني اليوم كله يا رب للمقارنة بين مجدك وعاره،
لكن لينزع عني خطاياي إذ قارنت يوم ذاك الشرير بيومك الذي لا يمكن أن يُقارن،
ولا لأيامٍ شبه معه.
فيوم الإنسان هو من الأرض، ويوم الله من الله.
يومك أيها الرب أعظم من كل أيام الأنبياء (مت 30:8)،
لكنني قارنته بيوم ذاك الشرير!
أنت تعلم أيها الرب العالم بكل شيء، كيف أقدم المقارنة التي نطق بها لساني!
v ليت يومك يحقق طلبتنا من جهة الحياة،
فإن يوم هيرودس حقق طلبة (ابنة هيروديا) من جهة الموت (قتل يوحنا)!
لقد أقسم الملك المحتاج في عيده أن يعطي نصف مملكته مكافأة عن الرقص،
فليغننا عيدك، إذ برحمة تكسر كسرة خبز من دقيق طاهر!
من الأرض الجافة تدفق “الينبوع” الذي يروي عطش الأمم!
ومن رحم البتول، كما من صخرة قوية، خرجت البذرة كثيرة الثمر!
مخازن لا حصر لها ملأها يوسف (تك 9:41)،
لكنها فرغت وانتهت في سنوات الجوع،
أما “الحزمة” (يسوع) الواحد الحقيقي، فأعطى خبزًا سماويًا لا ينفذ!
الخبز الذي كسره “البكر” في البرية (يو 6) نفد وانتهى رغم كونه خبزًا جيدًا جدًا،
لكنه عاد فكسر “الخبز الجديد” الذي لن تفنيه كل الأجيال والعصور!
الخبزات السبع التي كسرها نفدت (مت 36:15)،
والخبزات الخمس أيضًا التي باركها انتهت،
أما “الخبز” الذي كسره، فقد أشبع احتياجات العالم،
لأنه بقدر ما يكسر يبقى كما هو متزايدًا!
بخمر كثير ملأ الأجران، لكنهم شربوه فنفذ رغم قوته،
أما “الكأس” التي أعطانا، فإنها رغم صغرها لكنها عظيمة في قوتها، لا تنفد قط!…
القمح الذي بذر، في اليوم الثالث قام، وملأ “مخازن الحياة”.
الخبز الروحي، يشبه واهبه، ينعش الروحيين روحيًا،
أما الذي يتقبله جسديًا فبتهوره يأخذه بغير نفع!
خبز النعمة يتقبله الروحي بتمييز لأنه “دواء الحياة”…
إن كان من يأكل ذبائح باسم الشياطين يصير شيطانيًا بدون تكذيب،
فإن من يأكل الخبز السماوي يصير سماويًا بدون شك!
الخمر تعلمنا، أنها تجعل المشهورين مثلها، فهي تمقت بشدة من يشغف بها،
إذ تربكه وتجعله مخبولاً وموضوع سخرية!…
v بسيف المخادع كسا “البكر” نفسه (أي بأطفال بيت لحم المذبوحين)،
وعندما قُتل (بالصليب) عاد فقام مرة أخرى!
بالشجرة التي قتلنا بها (الشيطان)، أنقذنا بها الرب!
بالخمر الذي به صرنا مخبولين، صرنا به (في التناول) طاهرين!
لقد تدفق من الجنب (الإلهي) قوة سرية،
حطمت الشيطان مثل داجون (1 صم 1:5-5)،
لأن في هذا التابوت يختبئ كتابًا يصرخ عنا “المنتصر” (السيد المسيح)!
لقد كان في أمر سقوط داجون في بيته، في داخل حصنه (أمام التابوت)، يكمن سرًا انكشف الآن!
لقد تحقق ما قد حدث في الرمز، إذ سقط الشرير في الموضع الذي وُثق فيه!
مبارك هو ذاك الذي جاء،
وفيه تحققت أسرار الذين عن يمين، والذين عن يسار (مت23:25).
تحقق السٌر الذي يخص “الحمل”، وتحقق ما كان رمزه – داجون!
مبارك هو ذاك الذي كحملٍ حقيقيٍ خلصنا، وأهلك مُهلكنا كما حدث مع داجون!
الذئب القديم (الشيطان) رأى الحمل الرضيع (يسوع) فارتعب منه،
بالرغم من إخفائه لنفسه.
فكما أن الذئب حمل ثوب الحملان، هكذا صار “الراعي” للكل حملاً وسط القطيع،
حتى متى تجاسر الذئب النهم على “الوديع” يرد هذا القدير ذاك المفترس!
v سكن الواحد القدوس جسديًا في الرحم، ويسكن روحيًا في الذهن…
أدركته مريم فتركت أمر خطبتها،
وهو يسكن في عذارى (روحيًا) عفيفات إن أدركن إياه.
لا يدرك الأصم الرعد القاصف، ولا يدرك الإنسان العنيد الوصاياّ
يكون الأصم شاردًا أثناء قصف الرعد،
ويكون الإنسان العنيد شاردًا عند سماعه التعاليم.
فلو أمكن للرعد المرعب أن يخيف الأصم،
لأمكن للغضب (الإلهي) المرعب أن يثير الشرير!
لكن الأصم لا يُلام إذ لا يسمع، أما العنيد فيطأ الوصايا بأقدامه في عناد!
من حين إلى حين يأتي رعد، أما صوت الشريعة فيرعد على الدوام!
ليتنا لا نسد آذننا مادامتا مفتوحتين،
لأن فتحها وعدم وجود ما يغلقهما سيديننا؛
فباب الأذن مفتوح حسب الطبيعة، ولعل هذا يوبخنا لعنادنا ضد إرادتنا!
أما الحنجرة والفم فبابهما يمكن لنا أن نغلقهما ونفتحهما حسب إرادتنا!
لننظر ماذا وهبنا ذاك الصالح، ولننصت إلى “الصوت القدير” ولا نغلق أبواب آذننا!
المجد لذاك الصوت (الكلمة) الذي صار جسدًا…
أيتها الآذان أنصتي إليه!
أيتها العيون تأمليه!
أيتها الأيدي المسيه!
أيتها الأفواه تذوقيه!
مجديه أيتها الأعضاء والحواس، لأنه جاء وأحيا الجسد كله.
v حملت مريم الطفل الصامت الذي فيه تختفي كل الألسن!
حمل يوسف من فيه تختفي الطبيعة وهي أقدم من الزمن!
صار العالي طفلاً، وفيه يختفي كنز الحكمة الذي يغني الكل!
مع أنه “العالي جدًا” إلا أنه رضع اللبن من مريم،
هذا الذي كل الخليقة ترضع من صلاحه!…
عندما كان يرضع اللبن من أمه، كان يُرضع الكل بالحياة!
بينما كان يرتمي على صدر أمه، كانت الخليقة كلها ترتمي في أحضانه.
كرضيعٍ كان صامتًا، لكن كانت الخليقة كلها تنفذ أوامره!
في السنوات الثلاثين (ثلاثة وثلاثين) التي قضاها بالجسد على الأرض، كان يدبر كل الخليقة، فكان يتقبل كل تسابيح السمائيين والسفليين!
هو بكليته في الأعماق، وهو بكليته في الأعالي!
هو بكامله مع كل الأشياء، وهو بكامله مع كل منها على حدة!…
بينما الحمل بالابن يتم في الأحشاء، كان يكَّون الأجناء في الرحم!
مع أن جسده كان ضعيفًا في الأحشاء، إلا أن قوته لم تكن ضعيفة!
وهكذا أيضًا كان جسده ضعيفًا على الصليب،
بينما لم تكن قوته ضعيفة على الصليب، إذ كان يحيي الموتى…
أنظر كيف يحرك الخليقة كلها بقدرته وهو على الصليب:
لأن به أظلمت الشمس، وتزلزلت الأرض، وتفتحت القبور، وخرج الأموات!
أنظر كيف وهو بكليته على الصليب كان بكليته في كل مكان!
هكذا وهو بكليته في الأحشاء، هو بكليته في كل مكان!
وهو يُصلب كان يفتح القبور، وهو في الأحشاء كان يكَّون الأجناء!
تعالوا أيها الأخوة اسمعوا بخصوص ابن الواحد السري،
الذي ظهر في الجسد، بينما قوته كانت مخفاة!
لأن سلطان الابن مطلق. الرحم لا يحده، والجسد لا يقف قدامه…
أحضر له المجوس مرًا (ولبانًا) وذهبًا، بينما تختفي فيه كل كنوز الغنى.
المر واللبان (والذهب) الذي خلقه وأوجده، أحضره له المجوس،
فمما له أحضروه له!
بقوة منه استطاعت مريم أن تحمله في حضنها، هذا الذي يحمل كل الأشياء!…
أرضعته لبنًا هو هيأه فيها، وطعامًا هو صنعه.
كإله أعطى مريم لبنًا، ثم عاد فرضعه منها كابن الإنسان!
يداها كانت تعريانه، إذ أخلى هو نفسه…
ذراعاها احتضنتاه، من حيث كونه قد صار صغيرًا!
قوته عظيمة، من يقدر أن يحدها؟ لكنه أخفى قياسها تحت “الثوب”.
فقد كانت أمه تغزل له وتُلبسه، إذ أخلى نفسه من ثوب المجد…
البحر سكن وهدأ عندما حمله، فكيف استطاع حضن يوسف أن يحمله؟!
أحشاء الجحيم أدركته، فانفجرت أبوابه، فكيف احتوته أحشاء مريم؟!
الحجر الذي على القبر تدحرج بقوة، فكيف اشتملته ذراعا مريم؟!
لقد تنازلت لترفع الكل إلى الحياة…
من يقدر أن يتكلم عن ابن الواحد السري، الذي جاء لابسًا الجسد من الرحم؟
جاء ورضع اللبن كطفلٍ، وبين الأطفال ابن الله كان يزحف.
رأوه كطفلٍ صغيرٍ في الطريق، بينما يسكن فيه حب الجميع!
كان الأطفال المرئيون يحيطون به في الطريق،
وكان الملائكة غير المرئيين يحيطون به في خوف!
كان بشوشًا مع الصغار كطفلٍ، مخوفًا لدى الملائكة كآمرٍ!
كان مخوفًا لدى يوحنا أن ينحني ليحل سيور حذائه،
وكان (الرب) رقيقًا مع الخطاة الذين قبَّلوا قدميه!
الملائكة كملائكة رأوه، وكل إنسان حسب قياس معرفته أدركه…
لكن هو والآب لهما المقياس الكامل للمعرفة،
فالآب وحده هو الذي يعرفه كما هو!…
لأن كل الخليقة علوية أو سفلية تنال قياسها في المعرفة (وإن أدركته كإله لكن لا تدركه كما هو… )
أما رب الكل فهو الذي يهب كل شئ لنا…
التسبحة الرابعة
v هذا هو الشهر الذي جلب كل أنواع البهجة،
فهو تحرير لأسرى، وفخر للمعتوقين…
هذا هو الشهر الذي جلب كل صنوف النصرة،
ففيه تتحرر النفس، ويخضع الجسد، وتوهب الحياة للبشر المائتين،
ففي حبه جعل اللاهوت يسكن في الناسوت…
لقد رأى الإله الصالح ضعف الجنس البشري وفقره،
لذلك آثر أن يجعل من العيد بيتًا للكنوز،
يُظهره للمتراخين لعلهم يتحركون، فيقومون لكي يغتنوا!
آه! لقد كشف الابن البكر عيده كبيت خزائن…
لقد فتح الكنوز لكي نأخذ ونغتني قبلما يغلق الكنز…
إنه من المخزي جدًا أن يرى الشخص جاره يأخذٌُ كنزه ويخرج،
أما هو فيبقى غارقًا في نعاسه داخل بيت الخزائن إلى أن يخرج منه فارغًا!
v ليزين كل إنسان أبواب قلبه في هذا العيد،
فإن الروح القدس يشتاق أن يدخل ويسكن في القلب ويقدسه.
إنه يطوف على كل الأبواب، لكي يرى أين يدخل!
لتبتهج أبواب القلب في هذا العيد مع أبواب الكنائس،
حتى يفرح الإله القدوس في الهيكل المقدس
وتتهلل أفواه الأطفال بالتسبيح، ويبتهج المسيح في عيده كجبار…
v في هذا الشهر الذي فيه تعطي الشمس ضياء أعظم، خرج الابن من الأحشاء!
لقد انهزمت الظلمة لتعلن عن هزيمة الشيطان،
وأضاءت الشمس بالأكثر لتعلن نصرة الابن البكر!
فمع الظلمة انهزم إبليس المظلم، ومع النور العظيم انتصر النور!
v كان يوسف يدَّللَه كطفلٍ، لكنه يقدم له العبادة كإله!
كإله صالح وجد فيه مسرته،
وكإله عادل كان يوسف يرتعب أمامه في دهشٍ عظيمٍ!
من الذي أعطاني هذا، أن يكون ابن الله العظيم ابنًا لي؟!
لقد كنت أغار على أمك حتى صممُت أن أخليها،
ولم أكن أعلم أن في أحشائها قد اختبأ كنز عظيم يغنيني فجأة!
لقد خرج داود الملك من جنسي، ولبس التاج،
أما أنا فقد بلغت إلى حالة بسيطة، فلست ملكًا بل نجار،
لكن هوذا قد جاءني التاج، إذ صار رب التيجان في حضني!
v بمثل تلك الكلمات التهبت أحشاء مريم، وكأنها تداعبه قائلة:
من الذي وهبني أنا البتول أن أحمل في بطني وألد ذاك الواحد الذي يملأ الكل!
إنه طفل صغير، لكنه عظيم!
فهو بكليته معي، وهو بكليته يملأ كل مكان!
في اليوم الذي جاء فيه جبرائيل إلى ضعفي صرت حرة وليس عبدة!
فأنا أمة لألوهيتك، وأم لناسوتيتك، يا إلهي وابني!
يا ابن الملك… لقد صارت بك العبدة فجأة ابنة للملك.
هوذا أحقر من في بيت داود وهي ابنة الأرض، قد دخلت بك يا ابن داود السماء!
كم أنا مندهشة، فإن الطفل الراقد أمامي هو أقدم من كل شئ،
عيناه تحملقان في السماء بغير انقطاع،
وفمه يبدو – حسب ظني – يلهج بسكونه محدثًا الله (الآب)…
أيها الينبوع… كيف أفتح لك ينبوع اللبن؟!
أو كيف أطعمك، وأنت تقوت الكل من مائدتك؟!
كيف أقمتك باللفائف يا من تلتحف بأشعة المجد!؟
يا ابن الواحد… إن فمي لا يعرف كيف يدعوك؟
فغنني أرتعب عندما أتجاسر فأدعوك ابنًا ليوسف،
لأنك لست من زرعه، أخاف أن أنكر اسم ذاك الذي خطبت له.
أأدعوك إذًا ابنًا لكثيرين، وأنت ابن الله الواحد؟!
إن عشرة الآف اسم لا تكفيك، فأنت ابن الله وابن الإنسان أيضًا.
نعم، أنت ابن داود ورب مريم!
من الذي جعل إله كل فم يصمت؟!
فقد قام الناس عليّ بسبب حملي الطاهر بك…
من أجلك يا محب الكل صرت أنا مطّوبة!
هوذا أنا الذي حملت وولدت حصنًا للناس، صرت مضطهدة!
لقد هاج البحر على أمك، كما سبق وهاج على يونان!
هوذا هيرودس – الموجة الغاضبة – سعت لكي تغرق رب البحار!
أأهرب أم لا؟ فأنت هو مرشدي يا إله أمك؟!
سأهرب بك لكي أقتني لي فيك الحياة في كل مكان،
فالسجن معك ليس هو بسجنٍ، إذ بك ينطلق الإنسان إلى السماء.
والقبر معك ليس بقبرٍ، لأنك أنت هو القيامة (يو 25:11)!
v نجم غير طبيعي أشرق فجأة، أقل من الشمس وأعظم منها؛
أقل منها في نوره الظاهري، وأعظم منها في قوته الخفية بسبب السرّ الذي فيه!
كوكب الصبح ألقى أشعته الناصعة على الظلام،
وقاد المجوس كالعميان، فجاءوا وتقبلوا نورًا؛
قدموا تقديمات وأخذوا حياة؛ وسجدوا ورجعوا.
في العلو وعلى الأرض كان هناك مبشران بالابن:
النجم المشرق صاح من أعلى، ويوحنا بشر من أسفل؛
كارزان أحدهما أرضي، والآخر سماوي.
السماوي يعلن لاهوته، والأرضي يكشف عن نسبته إلى الناس.
يا لعظم الأعجوبة! إن لاهوته وناسوته بشر بهما كارزان،
فمن يظن أنه أرضي فقط يقنعه النجم المشرق أنه سماوي. و
من يظن أنه روحي فقط (أي لم يتجسد) يقنعه يوحنا (نسيبه) إنه كان متجسدًا أيضًا!
v سمعان حمله في الهيكل المقدس وكأنه يداعبه قائلاً:
“لقد أظهرت أيها الرحوم رحمة بشيخوختي،
فتهللت عظامي المنحدرة إلى القبر،
ففيك أرتفع من القبر إلى الفردوس!”
عانقته حنة وقبٌلت شفتيه، فسكن الروح القدس في شفتيها.
وكما كان إشعياء صامتًا، ففتح فاه عندما لمست قطعة الجمر شفتيه (إش 6)،
هكذا التهبت حنة بروح من فيه.
نعم داعبته وكأنها تقول:
“يا ابن الملك، يا ابن التواضع…
يا من تسمع وأنت صامت؛
تنظر وأنت مخفي؛
تعرف ولا يعرفك أحد؛
يا الله؛ يا ابن الإنسان، المجد لاسمك”…
v العاقر (أليصابات) صرخت، وكأنها تقول:
أيها الغير منظور، وهبتني أن أرى ابنك!
أيها الواحد المبارك يا من السماوات والأرض مملوءتان بك؛
مبارك هو ثمرك الذي جعل الكرمة المجدبة تحمل عنقودًا (يوحنا)!
جاء زكريا وفتح فاه المكرم، وكأنه يقول:
أين الملك الذي من أجله ولدت الصوت (يوحنا) الذي يكرز أمامه.
السلام لابن الملك الذي يستلم كهنوتنا أيضًا!…
هيرودس أيضًا، الثعلب الحقير، تسلل كالأسد وربض،
كالثعلب عوى عندما سمع زئير “الأسد” (السيد المسيح) الذي جاء ليملك حسب الإنجيل!
سمع الثعلب أن الأسد كان شبلاً رضيعًا،
فسّن أسنانه لينقضْ على الطفل، ويبتلع الأسد قبلما يكبر ويهلكه بنفخة منه.
هوذا كل الخليقة صار أفواهًا تنطق عنه:
المجوس بتقدماتهم، والعاقر بطفلها، والنجم المنير في الهواء.
هوذا ابن الملك، السماوات له انفتحت، والمياه هدأت، والحمامة مجدٌته،
وصوت الآب نادى كالرعد عاليًا: “هذا هو ابني الحبيب”.
الملائكة أعلنت عنه، والأطفال صرخوا إليه: “أوصنا”.
هذه الأصوات جميعها من الأعالي ومن أسفل،
الكل يصرخ شاهدًا له،
أما صهيون النائمة فلم يتبدد نعاسها بصوت الرعود،
لكن إذ قاومها قامت وذبحته (على الصليب) لأنه أيقظها!
التسبحة الخامسة
v عند ميلاد الابن، كان في بيت لحم صياح عظيم؛
الملائكة نزلت وسبحت هناك، كانت أصواتهم كرعدٍ عظيمٍ،
وعند سماع صوت التسبيح، جاء الصامتون يسبحون الابن…
جاء الرعاة حاملين أفضل الهدايا من قطعانهم:
لبنًا لذيذًا ولحمًا طازجًا وتسبيحًا لائقًا…
أعطوا اللحم ليوسف، واللبن لمريم، والتسبيح للابن!
أحضروا حملاً رضيعًا وقدموه لخروف الفصح!
قدموا بكرًا للابن البكر، وضحية للضحية، وحملاً زمنيًا للحمل الحقيقي!
إنه لمنظر جميل أن ترى الحمل يُقدم إليه حمل!
لقد مأمأ الحمل وهو يُقدم للابن البكر،
يسبح ممجدًا الحمل الذي أتى ليحرر القطعان والبقر من الضحايا (إش 3:66)…
اقترب الرعاة منه، وسجدوا له، ومعهم عصيهم.
حَّيوة بالسلام، قائلين:
“السلام يا رئيس الرعاة. هوذا عصا موسى تسبح عصاك يا راعي الجميع.
لأن موسى يسبحك، مع أن خرافه قد صارت ذئابًا،
وقطيعه كما لو أنه قد صار تنينًا!…”
أنت الذي يسحبك الرعاة، إذ صالحت بين الذئاب والحملان في داخل الحظيرة!
آه أيها الطفل، يا من أقدم في الأيام من نوحن وأصغر منه أيضًا،
يا من صالحت الجميع في داخل الفلك وسط الأمواج!
v داود أبوك من أجل حملس قتل أسدًا،
وأنت يا ابن داود قتلت الذائب المخفي
الذي قتل آدم الوديع الذي كان يقتات ويمأمىء، “يسبح” في الفردوس.
عند سماع صوت التسبيح العروسات قمن يطهرن أنفسهن،
وقامت العذارى إلى العفة،
حتى الفتيات الصغيرات قمن جميعهن في جدية وأتين في الحشد وسجدن للابن!
نساء مدينة داود الهرمات أتين إلى ابنة داود وقدمن الشكر، قائلات:
“مباركة هي مدينتنا التي استنارت طرقها بأشعة يسى،
اليوم تأسس عرش داود بك يا ابن داود”.
الرجال المسنون صرخوا قائلين:
“مبارك هو هذا الابن الذي أرجع شباب آدم المتألم، إذ يرى نفسه قد صار هرمًا…
مبارك هو الطفل الذي به رجع آدم وحواء إلى صبوتهما”.
النساء الطاهرات قلن:
“أيها الثمرة المباركة، بارك ثمرة أحشائنا حتى تصير أبكارًا لك”…
العواقر أيضًا عشقن إياه وحملناه، قائلات:
“أيها الثمرة المولود بغير زواج، بارك أحشاءنا نحن المتزوجات،
ولترحم عقمنا يا طفل البتولية العجيب!”.
التسبحة السادسة
مبارك هو هذا “المرسل” الذي حمل أثقالنا…
أحشاء الآب أرسلته إلينا،
فلم يرفع آثامنا إلى العظمة الإلهية، بل بصلاحه قدم له كفارة عنا!
المجد لذاك الحكيم الذي صالحنا، وربط اللاهوت بالناسوت!
مبارك هو ذاك الرحوم
الذي رأى عند الفردوس السلاح الذي أغلق الطريق إلى شجرة الحياة،
فجاء وأخذ جسدًا يتألم، فاتحًا الطريق إلى الفردوس “بالباب” الذي فُتح في جنبه!
مبارك هو ذاك الرحوم، الذي لم يستخدم الغلاظة،
بل بلطف غلب بالحكمة،
معطيًا للبشر مثالاً، أنهم بالفضيلة والحكمة يغلبون بالفطنة!
مبارك هو ذاك الرحوم
الذي رأى عند الفردوس السلاح الذي أغلق الطريق إلى شجرة الحياة،
فجاء وأخذ جسدًا يتألم فاتحًا الطريق إلى الفردوس “بالباب” الذي فتح في جنبه!
مبارك هو قطيعك، فأنت هو باب القطيع، وأنت هي عصاهم.
أنت راعيهم، وأنت شرابهم… أنت ملحهمن وأنت هو مفتقدهم!
السلام لك أيها الابن الوحيد، إذ تحمل بوفرة كل صنوف التعزيات!
v صاحت راحيل في زوجها: “أعطني بنين” (تك1:30).
مباركة هي مريم التي على الرغم من أنها لم تطلب،
حللت قدسيًا في أحشائها أيها “العطية” التي سكبت ذاتها على من قبلوها!
بدموع مرة طلبت حنة طفلاً (1 صم 7:1)،
بنذور وطلبات طلبت سارة ورفقة،
بصلوات طلبت أليصابات،
وبعد ما حزنت نفوسهن أخيرًا نلن العزاء!
مباركة هي مريم التي بغير نذور ولا صلاة حملت في بتوليتها
وولدت رب أبناء جميع رفيقاتها الذين صاروا طاهرين وأبرارًا، كهنة وملوكًا!
من استكان في أحشائها طفلاً كما حدث مع مريم؟!
من تجسر وتدعو ابنها، ابن الخالق، ابن العالي؟!…
التسبحة السابعة
v … صنع الخالق (لنفسه) جسدًا، وألبس به ذاته!
لقد جاء ولبس ضعفنا بمجدٍ، إذ برحمته جاء من عند الآب!
كن لي ملجأ من أجل ذاتك أيها البحر العظيم.
هوذا مزامير داود أبيك، وكلمات الأنبياء أيضًا جاءت إليك كما لو كانت سفنًا!
داود أبوك في المزمور المئة وعشر ضفّر[1] الرقمين معًا (10، 100) كتاجين لك… أيها المنتصر!
بهذين التاجين تتكلل، وإلى العرش تصعد وهناك تجلس!
تاج عظيم هو الذي يكمن في الرقم (مئة)، الذي يعلن عن مجد لاهوتك،
وتاج صغير هو الذي يكمن في الرقم “عشرة” الذي يعلن أنك رأس البشر.
أيها المنتصر الواحد!…
التسبحة الثامنة
الميلاد والقيامة شاهدان للرب[2]
v لكي ما تصبح قامتك مصدقة وسط المخالفين، ختموا قبرك ووضعوا حراسًا،
ولكن من أجلك خُتم القبر، ومن أجلك وُضع الحراس يا ابن الحي الواحد!
فلو أنهم دفنوك وتركوك دون أن يهتموا بأمرك،
لصار لهم مجال للكذب يدعون فيه أن التلاميذ سرقوك يا مٌحي الكل!
لكنهم إذ ختموا قبرك بدهاء، جعلوا مجدك أعظم!
كان دانيال وأيضًا لعازر رمزين لك،
واحد في الجب ختمه الأمميون،
والآخر في القبر فتحه الناس،
هوذا علاماتهم وأختامهم صارت موبخة لهم (عن عدم إيمانهم)!
فلو أنهم تركوا قبرك مفتوحًا، لكان ممكن أن تنفتح أفواههم (بالتكذيب)،
لكن إذ أغلقوا قبرك وختموه، انغلقت أفواههم وتشتتوا!
نعم لقد أغلقوه! فعندما غطوا قبرك، غطى المفترون عقولهم (رؤوسهم)!
v لكن بقيامتك أقنعتهم من جهة ميلادك،
فالرحم كان مختومًا، والقبر كان مغلقًا، كانا متشابهين!
الطاهر في البطن، والحي في القبٌر!
البطن المختوم، والقبر المختوم، شاهدان لك!
البطن والجحيم يعلنان ميلادك وقيامتك!…
كان القبر الذي استودعوك فيه مختومًا،
حتى يبقى الميت في آمان، والبتول أيضًا كانت أحشاؤها لم يعرفها رجل!
فأحشاء البتول والقبر المختوم،
هما كبوقين يدويان صارخين في آذان الشعب الصم!…
لقد افتروا ضد الحَبَلْ على أنه من زرع إنسان،
وعلى القيامة أنها من سرقة إنسان؛
لكن الأختام والعلامات تدينهم، وتؤكد لهم أنهما (أي الحبل والقيامة) سماويان!
وقف الناس بين ميلادك وقيامتك؛
إن افتروا على ميلادك، يدينهم موتك.
وإن قاوموا قيامتك يرد عليهم ميلادك.
إن ميلادك وقيامتك هما كمصارعين يسدان أفواه المفترين!
v من جهة إيليا ذهبوا يبحثون عنه في الجبال (2مل16:2)،
وإذ لم يجدوه على الأرض، أكد لهم بحثهم هذا صعوده.
بحثهم حمل لهم شهادة عن صعوده، إذ لم يجدوه!…
هكذا أيضًا وضعهم حراسًا على القبر يدينهم مؤكدًا قيامتك!
v لا يستطيع أحد أن يعرف أمك أيها الرب؟
هل يسميها عذراء؟ وهوذا ابنها موجود!
هل يسميها متزوجة؟ وهي لم يعرفها رجل!
فإن كان لا يوجد من يفهم أمك، من يكون كفْ لفهمك أنت؟!…
مريم نالت من قبلك أيها الرب كل كرامة المتزوجات.
لقد حبلت بك بغير زوج،
كان في صدرها لبن على غير الطبيعة،
إذ أخرجت من الأرض الظمآنة ينبوع لبن يفيض!…
إن حملتك، فبنظراتك القديرة تخفف حملها،
وإن أطعمتك فلأنك جائع، وإن سقتك فلأنك عطشان،
وإن احتضنتك أنت جمرة المراحم، فإنك تحصن صدرها!
عجيبة هي أمك!
الرب دخلها فاصبح عبدًا!
الكلمة دخلها فصار صامتًا داخلها!
الرعد دخلها فهدأ صوته!
راعي الكل دخلها فصار فيها حملاً!…
بطن أمك غيرت أوضاع الأمور يا منظم الكل!
الغني دخلها فخرج فقيرًا!
العالي دخلها فخرج منها في صورة وضيعة!
الضياء دخلها فأخفى نفسه، وخرج في صورة يمكن أن تُحتقر!
القدير دخلها فأخفى نفسه!
معطي الطعام دخلها فصار جائعًا!
مروي الجميع دخلها وخرج ظمآن!
ساتر الكل خرج منها مكشوفًا وعريانًا!
حواء رفعت عينها من الجميع، وابتهجت في ذلك اليوم،
لأن ابن ابنتها – إذ هو دواء الحياة – نزل ليشفي أم أمه!
مبارك هو هذا الطفل الذي سحق رأس الحية التي لدغتها!
لقد رأت رمزك في صبوة إسحق الجميل؛
فمن أجلك إذا رأت سارة أن رموزك قد استقرت في طفلها دعته قائلة:
“يا ابن النذور، فيك يختبئ رب النذور!
شمشون النذير كان يرمز لعملك؛
لقد مزق الأسد الذي هو صورة الموت الذي أنت تبيده،
وتُخرج من مرارته حلاوة حياة للبشر!
حنة قبلت صموئيل، لأن برّك اختبأ بصورة رمزية فيه.
فقد مزق آجاج، وبكى على شاول، لأن فيه يختبئ صلاحك!
ما ألطف وداعتك!
ما أعظم قدرتك!
حكمك قدير، ومحبتك حلوة!
من يقدر أن يقف ضدك؟!
v أبوك في السماء، وأمك على الأرض، فمن يقدر أن يخبر عنك؟
إن أراد الإنسان أن يبحث عن طبيعتك، يجدها مخفية في السماء، في الحصن الإلهي القدير!
وإن بحث في جسدك المنظور، يراه أمام عينيه في أحضان مريم المتواضعة!
إن العقل يتوه في أجيالك أيها الغني الواحد!
طيات كثيرة تغلف لاهوتك،
من يقدر أن يسبر غور أعماقك أبها البحر العظيم الذي جعل ذاته صغيرًا؟!
يا لك من طفلٍ غير مخوف،
إذ سمحت للكل أن يحملك، وكل من يقابلك تبتسم له،
كل من يراك تبتهج به، حبك يشبه من هو متعطش للبشر!
يا لعظمة حبك،
فإن أنتهرك أحد لا تغضب عليه،
وأن هددك إنسان لا ترتعب!…
التسبحة التاسعة
من يشبهك أيها الطفل؟[3]
v من يشبهك أيها الطفل السعيد،
أيها اللطيف الصغير،
يا من أمك عذراء وأبوك مخفي،
والساروفيم لا يقدرون أن يتطلعوا إليك؟…
من رأى طفلاً يبتهج إليه وهو على الأذرع محمولاً…
هذا الذي جاء إلى أولئك الذين كانوا بعيدين عنه؟
منظر عجيب! إن طفلاً بهتم بكل إنسان يتطلع إليه!
من كان مهمومًا ويأتي إليه، يهرب القلق منه!
من كان قلقًا فعندك ينسى قلقه!
الجائع ينسى جوعه بك!
من كان مهتمًا بأمرٍ ما، إذ يراك ينسى نفسه واهتماماته…
التسبحة العاشرة
أعطني لسانًا يسبحك[4]
v … إني أفتح فمي، وأنت هو الذي تملأه!
أنا هو أرضك، وأنت مفلحها، أزرع في كلامك…
مبارك هو هذا الطفل الذي جعل أمه قيثارة تعزف بكلماته،
وكما أن القيثارة لا تعزف إلا بعازفها، هكذا فمي ينتظر عملك!
فكما أن لسان مريم ينطق بما يبهجك،
هكذا إذ تعلمت أنا أيضًا حَبَلاً من نوع جديد (سكناك في روحيًا)،
ليت لساني يتعلم فيك أيها الابن أن يتغنى مسبحًا إياك تسبيحة جديدة!!…
التسبحة الحادية عشر
v ابني… سوف لا أغار عليك، لأنك وأنت معي، أنت مع جميع الناس!
لتكن إلهًا لمن يعترف لك، وربًا لمن يخدمك،
وأخًا لمن يحبك، حتى تربح الجميع!!…
عندما سكنت فيّ، كنت أيضًا خارجًا!
وعندما ولدتك بالجسد، لم تنزع قوتك الخفية مني!
أنت في داخلي، أنت في خارجي، يا من تجعل أمك في ذهول!…
عندما أرى شكلك الخارجي أمام عينيي، أتذكر شكلك الخفي أيها القدوس!
ففي شكلك الخارجي أرى آدم، وفي شكلك المخفي أنظر أباك المتحد بك!
فهل تظهر جمالك لي أنا وحدي؟!…
اجعل الكنيسة أيضًا تراك كما رأتك أمك…
في الخبز (التناول) والجسد رأيناك!
كيف أدعوك غريبًا عني، وأنت مني؟!…
فإنني أختك، إذ كلينا من بيت داود أبينا!
أنا أمك، من أجلي صار حبلي بك!
أنا عروسك من أجل تقديسك لي!
أنا أمتك وابنتك من أجل الدم الذي اشتريتني به والماء الذي تعمدت به؟!
ابن العلي جاء وسكن فيٌ،
وصرت أنا أمًا له،
فولدت ذاك الذي عاد فولدني بالميلاد الثاني!…
التسبحة الثانية عشر
v “الطفل الذي أحمله، هو يحملني”، هكذا قالت مريم:
“إنه نزل بجناحيه واحتضنني بين ريشه، وصعد بي إلى الجو،
وأعطاني وعدًا أن العلو والعمق لابني!
رأيت جبرائيل الذي دعاه ربًا، والمجوس سجدوا له،
وهيرودس خاف من مجيء الملك!
الشيطان الذي ذبح الأطفال لكي يهلك موسى (خر16:1)،
ذبح الصغار لعله يميت الحيّ…
ابني… أن المرأة الحرة هي أمتك،
فإنها وإن خدمتك في عبودية، لكنها بك صارت حرة، وفيك استراحت…
يا أيتها النسوة المتحررات، اشتقن إلى حبيبي حتى يسكن فيكن.
يا أيتها الدنسات اشتقن إليه حتى يقدسكن.
يا أيتها الكنائس اشتهيه حتى يزينك… فهو الخالق الذي جاء ليجدد كل شيءٍ!
إنه استقبل عبدة الكواكب،
وجدد الأرض من فسادها الذي أوجده آدم المخطئ…
فتعالوا أيها العميان لتنعموا بالبصر مجانًا!
تعالوا أيها العرج لتشفى أرجلكم!
تعالوا أيها البكم فتتكلموا!
تعالوا يا مبتوري الأيدي والأرجل فتنالوا الشفاء!
إن مخازن بيت الابن الخالق مملوءة بالمعونات!
التسبحة الرابعة عشر[5]
متفرقات عن الميلاد[6]
- ليتنا ننطق اليوم في عيد الرب عن ميلاده، حتى يقدم لنا في عيده بركات كثيرة!
لأنه إن كان الملك الشرير قد قدم في عيد ميلاده هدية غضب – الرأس في صحفة- فكم بالأكثر يقدم “المبارك” بركات لمن ينشد له في عيده بالتسابيح؟!
- اليوم نزل الملائكة ورؤساء الملائكة ينشدون أنشودة جديدة على الأرض!… نزلوا وابتهجوا مع (الرعاة) الحراس الساهرين…
- الليلة اتحد الحراس العلويون مع الحراس الساهرين (الأرضيين)، فقد جاء “الحارس” ليخلق حراسًا في وسط الخليقة!!
هوذا فإن الحراس الساهرين قد صاروا زملاء الحراس العلويين. أنشدوا التسبيح مع الساروفيم!
طوبى لمن يصير قيثارة لتسبيحك، فإن نعمتك تكون هي مكافأة!
- نطق الحراس العلويون بالسلام للحراس الساهرين!
لقد جاء الحراس العلويون يعلنون البشائر المفرحة للساهرين!…
- أمتزج “الحراس” بالحراس، وفرح الكل، لأن العالم جاء إلى الحياة!
الشيطان الذي كان ملكًا صار في عارٍ، فنسج لنفسه تيجانًا من الكذب.
قُذف بعرشه، لأن الله في العالم!
“الطفل” جاء في المذود، فطرد الشيطان من مملكته!
الشمس سجدت له (للطفل) بواسطة المجوس، وعبدته بواسطة عابديها!
- رأي الله أن البشرية تتعبد للمخلوقات، فأخذ جسدًا مخلوقًا حتى يأسرنا بعادتنا!
وإذ أخذ شكلنا الذي خلقنا به، بهذا أبرأنا!
وإذ أخذ شكل المخلوق، بهذا قدم لنا الخالق الحياة!
إنه لم يجتذبنا بالقوة!
مبارك هذا الذي جاء في الذي لنا لكي يجعلنا نتحد معه في الذي له!
- الرب في السماء، كان خادمًا على الأرض!
الوارث في الأعالي والأعماق صار غريبًا!
الذي يحكم بالحق، حكم عليه البشر بالكذب!
الذي بصقوا على وجهه، نفخ فيهم روحه!
- … الذي احتقره الكهنة، يصرخ أمامه السيرافيمك “قدوس”!
- بحث المجوس عنه، ولما وجدوه في المذود، بدلاً من عبادة الفحص (والجدل)، بدلاً من المجادلات الباطلة، قدموا له قرابينهم في صمتٍ.
ابحث أنت أيضًا عن البكر، فإن وجدته في الأعالي، بدلاً من الأسئلة المقلقة، افتح أمامك كنوزك وقدم له أعمالك!
التسبحة الخامسة عشر
4- لقد عبدوا المخلوقات بسبب غباوتهم، إذ عبدوا كل شئ إلا “الواحد”،
فنزل الواحد إليهم برحمته، وكسر عنهم نير عبوديتهم!
مبارك ذاك الذي يشفي آلامنا!
13- كرَّمت النار ميلادك، إذ نزعت عنها عابديها!
فالمجوس الذين كانوا يتعبدون لها، جاءوا يتعبدون لك!
لقد تركوا النار وأتوا إليك… استبدلوا النار بـ “نار”.
مبارك هذا الذي عبر بنا في نوره!…
14- عوض النار عديمة الحس التي تأكل حتى جسدها،
عبد المجوس “النار” الذي أعطى جسده ليؤكل!
جمرة الحياة اقتربت، وقدست شفاه غير الطاهرين!
مبارك هذا الذي مزج ناره فينا!
17- عرف الشيطان كيف يؤذينا؛
بالأضواء أفقدنا بصرنا،
وبالممتلكات أضر بنا،
وبالذهب أفقرنا…
لقد جعلنا قلوبًا متحجرة!
مبارك هو الذي جاء لكي يلينها!
19- بسطت الخطية أجنحتها وغطت كل الأشياء،
حتى لا يستطيع أحد أن يميز الحق في نفسه أو في الأعالي…
فنزل الحق إلى الأحشاء، وخرج وأباد سلطان الخطية!
مبارك هو ذاك الذي طرد الخطية بميلاده!
20- لأن الرحمة لا تحتمل أن ترى طريق (الحق) مخفيًا،
جاء (الابن) في الحمل ففتح الطريق وجعله سهلاً،
وإذ جاء في الميلاد هيأه وأوضح ملامحه.
مبارك هو سلام طريقك!…
اختار الأنبياء ليوضحوا للشعب،
وأرسل الرسل ليمهدوا الممرات للأمم،
وهكذا انكشفت شباك الشرير عندما نزعها البشر الضعفاء.
مبارك هو ذاك الذي جعل طرقنا واضحة!…
39- الأمرين اللذين طلبتهما في ميلادك لأجلنا هما:
أن تلبس أنت جسدنا المنظور، ونلبس نحن جسدك السري.
صار جسدنا ملبسًا لك، وروحك رداء لنا.
مبارك هو ذاك الذي تزين، وزيننا نحن!
41- يا أفواه الكل تعالي وتدفقي مثل عيون مياه، وينابيع أصوات!
ليتك أيها الروح القدس تنشد فينا، ممجدًا الآب الذي خلصنا خلال ابنه!
مبارك هو هذا الذي فوق الكل في ميلاده!
التسبحة السادسة عشر
5- نعم أيها الرب إن ميلادك ولد الخليقة…
لأنه تمخض من جديد، وفتح ميلادًا للبشرية التي وُلد منها.
أنت وُلدت من البشرية جسديًا، وهي وُلدت منك روحيًا!
كل ما أتيت من أجله إلى الميلاد هو أن يولد الإنسان على شبهك،
فصار ميلادك علة ميلاد الكل!…
بين عبادة الغرباء وتذمر الأقرباء
10- المجوس مجدوا من بعيد، والكتبة تذمروا من قريب!
النبي أعلن رسالته، وهيرودس أعلن غضبه!
الكتبة أظهروا تعاليمهم، والمجوس أظهروا تقدماتهم!
عجبًا، إن أهل بيت الطفل أسرعوا إليه بسيوفهم،
والغرباء أسرعوا إليه بتقدماتهم!
مبارك هو ميلادك الذي أثار الجميع!…
التسبحة السابعة عشر
قتل أطفال بيت لحم والهروب إلى مصر
1- بسبب ميلادك يا واهب الحياة للكل، ذبُح الأطفال!
فلأنك أيها الملك ربنا رب الملوك ستذبح،
من أجلك في غباوة ذبح الطاغية رهائن!…
3- الحمام في هديره صار يتأوه، لأن الحية (هيرودس) أهلكت صغارها!
الصقر طار إلى مصر، لينزل فيها، وتتحقق المواعيد!
فرحت مصر به أنه جاء، فترد له دينها الذي سقطت فيه مع أبناء يوسف.
لقد عاد لعمل ويسٌد الدين لأبناء يوسف.
مبارك هذا الذي من مصر دُعي!
4- كان الكتبة يقرأون يوميًا أن كوكبًا يشرق من يعقوب،
فكان لهذا الشعب الصوت والقراءة،
أما الأمم فكان لهم ظهور النجم وتفسير النبوة!
كانت لهم الأسفار، أما نحن فصارت لنا الوقائع!
كانت لهم الأغصان، أما نحن فلنا الثمار!
كان الكتبة يقرأون فيما هو مكتوب،
والمجوس رأوا ما قد حدث: استضاءة النجم المقروء عنه!
مبارك هذا الذي سلمنا كتبهم!
6- حملق الطاغية في المجوس عندما سألوا عن ابن الملك،
وبينما كان قلبه متكدرًا تظاهر بالفرح!
أرسل مع الحملان ذئابًا حتى يقتلوا “حمل الله”…
7- أجابه المجوس:
“عندما ترسل معنا خدامك، يخفي النجم عنا لمعانه، وتختفي عنا طرقه”،
دون أن يعلم المباركون أن الملك يريد إرسال أعداء ألداء قتلة،
لهم صورة المتعبدين،
حتى يفسدوا الثمرة الحلوة التي يأكل منها المر فيصير حلوًا!
8- عندما تسلم المجوس وصية منه أن يذهبوا ويبحثوا عن الطفل،
كُتب عنهم أنهم رأوا النجم اللامع وابتهجوا!
وهكذا عُرف أنه كان قد اختفي عنهم، لذلك ابتهجوا برؤيته.
لقد اختفى النجم ومنع القتلة،
ثم ظهر ودعا العابدين.
لقد ألقى بجماعة (المجرمين) وجاء بأخرى!
مبارك هذا الذي أنتصر في كلى الجماعتين!
9- كيف أفلت “الطفل” من الرجل الفظ الذي قتل كل الأطفال؟!
لقد عاقته العدالة عن تنفيذ أفكاره بأن يعود المجوس إليه.
وبينما بقى منتظرًا أن يلقي القبض على المعبود وعابديه،
أفلت الكل من يديه!
هرب العابدون بتقدماتهم من الطاغية إلى ابن الملك.
المجد لذلك الذي يعرف كل المشورات!
10- إذ نام المجوس الذين بلا لوم، تأملوا في فراشهم،
وصار النوم لهم كمرآة، وظهر لهم حلمًا كنورٍ؛
رأوا فيه القاتل فارتعبوا، إذ لمع أمامهم غدره وسيفه.
لقد علم الناس الغدر، وسن سيفه للقطع، أما “الساهر” فعلم نائميه…
مبارك ذاك الذي يهب حكمة للبسطاء!
11- البسطاء الذين يؤمنون يعرفون مجيئين للسيد المسيح،
أما الكتبة الأغبياء فلم يدركوا حتى مجيئًا واحدًا.
الأمم ينالون حياة من مجيئه الأول، ويقومون في المجيء الثاني!
الشعب الذي أعمى ذهنه، تشتتوا بمجيئه الأول، وينزع بالمجيء الثاني!
مبارك الملك الذي جاء وسيجيء!
13- أعلن الأنبياء عن ميلاده، لكنهم لم يوضحوا تمامًا وقت مجيئه!
لقد أرسل المجوس، الذين وأظهروا وقته.
لكن المجوس الذين عرفوا الوقت لم يكونوا يعرفوا من هو هذا الطفل.
فإذا بنجم عظيم في نوره يظهر بمسيره، من هو هذا الطفل؟!
وكم كان نسبه جليلاً؟!
مبارك هذا الذي عُرف بواسطتهم جميعًا!
14- لقد احتقر (اليهود الأشرار) بوق إشعياء الذي تغنى بكهنوته!
لقد أسكتوا قيثارة الروح التي تغنت بملكوته!
وفي صمت عميق أغلقوا على الميلاد العظيم،
فإذا بالأصوات العلوية تصرخ مع الأصوات التي من أسفل.
مبارك هو هذا الذي ظهر في وسط صمت عميق!
19- الكتبة صمتوا في حسدٍ،
والفريسيون سكتوا في غيرة،
ومتحجرو القلب (المجوس) صرخوا مقدمين تسبيحًا!…
أنشدوا في حضرة “حجر الزاوية”، الذي احتقره (اليهود)،
وقد صار رأسًا (للزاوية).
صارت القلوب الحجرية لحمية بواسطة “حجر الزاوية”،
وصارت لها أفواه تسبح،
إذ جاءت الحجارة تنطق أمام “حجر الزاوية”.
مبارك هو ميلادك الذي جعل الحجارة تنطق!…
الهوامش
——————————–
[1] – مز110 يتكلم عن الإله المتجسد “قال الرب لربي…”.
[2] استعنت في الميامر – وخاصة في هذا الميمر بالعبارات الواردة في “ميمر الميلاد المجيد” مطبوعات دير العذراء السريان سنة 1961.
[3] في الميامر الأخيرة حذفت الكثير من العبارات منعًا من الإطالة أو التكرار.
[4] حذفت الكثير من هذا الميمر.
[5] ميمر 13 لم يترجم.
[6] هذا الميمر حتى الميمر 19، في السريانية مقسم إلى فقرات منظمة لغويًا، فقدت قيمتها الأدبية بالترجمة والاختصار.