الميمر 104
السروجي يعترف بخطاياه: احاط بي الاثم كالموج من كل الجهات، يا يسوع ادرك من يدعوك كما انت معتاد، العالم صادفني مثل صبي واوقفني عنده، وعملت معه باجرة سيئة لانه كله ضرر، البرية سبتني مثل الزانية بالاباطيل، وبدغدغات شهواتها نسيتُ تعليمك، ايها المسيح من الآن وصاعدا اعملُ مع تعليمك لان عملك حلو واجرته محبوبة لمن يستحقها.
لماذا تفرح بما ليس مُلكك مثل طفل يقتني ويخسر في ساعة واحدة كما لو كان في الحلم،؟ لماذا تتضايق لتجمع الزوائد لانه لو طال الغنى عندك فانك لن تملكه دائما.؟
في العالم جُعلت كالورد البهي لونه، وفي القبر حمأة كريهة نتنة رائحتها، كلما تستنير فيك النفس انت شهي كوردة، ولما ينفخ فيك الموت وانطفأت صرت بطالا، انت صورة لمدة ساعة مهما كنت عظيما، وجمالك يمكث بعض الوقت لما تهتم به، ايقونة مستعارة مصورة على ترابك كما لو كان بالنعمة، ولما يُرسل الموت وحطمها مكثتَ في حمأتك.
المعرفة ادّبت سليمان الملك مثل المعلمة: واذ كنت اركض على طريق العالم بحرارة وتقودني الشهوة بزخمها القوي، اتت المعرفة ووقفت امامي مثل معلمة وضربتني كانما بقضيب ووبختني على افكاري، وكانت تقال لي هذه الامور من قبلها: عد من التيه ايها الملك الذي ضل وهلم الى التعقل.
– المخطوطة: روما 117 ورقة 313
– لا يرد اسم المؤلف في البداية، في النهاية يرد اسم الطوباوي مار يعقوب الملفان معين الحِكَم. صلاته معنا. اسلوب الميمر متشائم لانه يبحث في موضوع الآخرة. فيه التكرار. الانسان يشبه الزهرة ثم يذبل ويموت. السروجي يتواضع ويعترف بان العالم قد دغدغه كما تدغدغ الزانية عاشقها. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة الشيخوخة اي الى حوالي سنة 513-518م.
– الدراسات:
Deppe Klaus, Kohelet in der syrischen Dichtung, Drei Gedichte über das Kohlet-Buch von Afrem, Jacob von Sarug und Johannes von Mossul, Hersg., Übersetzt und mit einem vollständigen Wortverzeichnis versehen. (Gottinger Orientaforchungen.. an der Georg-August-Universität. Göttingen, I Reihe: Syriaca. Band 6), Wiesbaden, 1975, pp. 68-121
الميمر 104
على قول سليمان:
العالم باطل وباطل الاباطيل
(جامعة 1/2)
المقدمة
1 احاط بي الاثم كالموج من كل الجهات، يا يسوع ادرك من يدعوك كما انت معتاد،[1]
2 العالم صادفني مثل صبي واوقفني عنده، وعملت معه باجرة سيئة لانه كله ضرر،
3 البرية سبتني مثل الزانية بالاباطيل، /859/ وبدغدغات شهواتها نسيتُ تعليمك،
4 ربطني العالم بنيره القاسي بدون شفقة وتعبت معه عبثا بدون فائدة،
5 العالم استاجرني لاعمل كل يوم الاباطيل الغلة البغيضة التي تستحق نار جهنم،
6 صرتُ فلاحا للادغال والاشواك والزؤان وملأتُ يديّ باقة الموت واللعنات،
7 يا ابن الله حلني من نير الموت الشرير، لاحملُ نيرك لانه مريح ومطمئن لمن يخدمه،[2]
8 كفى عملي معه مجانا في اباطيله، ليته كان مجانا ولم اقتن منه الخطايا،!
9 ايها المسيح من الآن وصاعدا اعملُ مع تعليمك لان عملك حلو واجرته محبوبة لمن يستحقها،
10 ادخلُ الى المدرسة واجمع الحقائق، لان النفس تحيا روحيا بمخالطاته،
11 ربنا، اسكنُ مع تعليمك بتمييز وانجو من العالم المؤذي والمضطرب في افعاله،
12 اهربُ واخرج من اسواقه المليئة فخاخا وكل العثرات المُرّة لمن يمشي فيه،
13 أُعيد شهوتي الى تعليمك المليء حياة، لان مأكله طيب وشرابه حلو لمن يذوقه.
يا هذا لماذا تعمل لاجل الاباطيل؟
14 يا محب العالم لماذا تتعب لاجل الاباطيل /860/ سياتي الموت ولن يتركك تدوم،؟
15 لماذا جُعلتَ فاعلا متعبا للاباطيل، فاجرتك الموت والآلام والاوجاع وكل العذابات،؟
16 لماذا تتعب بالاباطيل غير اللازمة سياتي الموت ولن يتركك في المسكن الزمني،؟[3]
17 يا محب الغنى لماذا تتعب بما لا يدوم، لانه لو اقتنيتَ القليل سياخذه الزمان منك،؟
18 لماذا تسعى وراء الغنى الذي هو كله مزح، لانه يفرحك كما في الحلم ثم يهرب منك،؟
19 لماذا تحتضن [ الظل[4] عبثا، واذ تظن بانه عندك يطير منك،؟
20 لماذا تفرح بما ليس مُلكك مثل طفل يقتني ويخسر في ساعة واحدة كما لو كان في الحلم،؟
21 لماذا تتضايق لتجمع الزوائد لانه لو طال الغنى عندك فانك لن تملكه دائما،؟
22 مهما تكثر وتجمع الذهب في خزائنك، الموت يكشف محبته لك: سوف لن ينقذك،
23 وما اقتنيته لا ينزل الى القبر معك، لكن كل مجده (يثبت) حتى باب القبر،
24 لا يقدر ان ينقذك من الموت الى بيت الاحياء /861/ ولايستطيع ان ينجيك من الفساد في بيت الموتى،
25 لا يمسك السيف لما ياتي الموت ليقاتل، ولا يقدر ان يطرد العثة لما تجتمع لتاكل،
26 لا يقاضي الاجلَ ولا يقدر ان يمنع الفساد من الاعضاء،
27 الموت يفتح الباب ويدخل ولا يمنعه، ويخطف وياخذ ويلقي في الشيول ولا يواجهه،
28 يركض وراءك ويفترسك ولا يزجره، ويدوسك ويمزقك ويفسدك ولا يصرخ به،
29 يلقي فساد القصاص وينسحب ويخرج، والذهب ساكت ولا يقول له ماذا تفعل،؟
30 يرمي السهم ويضرب ويقتل مثل القوي، والفضة تحتار ولا تقول له لماذا (تصنع) هكذا،؟
31 يسرع وياخذ ذبيحته ويخرج بسرعة، والغنى محتقر ولا يقدر ان يثنيه ولو قليلا،
32 سحبك الموت مثل السالب من مسكنك، ولا احد يقدر ان يقاومه لما يُخرجك،
33 واذا كانت محبة العالم ومقتنياته هكذا، ايها الشقي لماذا تتنشط في عمله الذي هو كله ضرر،؟
34 الموت المحتوم لا يسمح لك ان تحيا الى الابد، وها انه لا ينفع في القبر بعدما جُمع،
35 انه في العالم تعاسة وفي القبر فساد، /862/ في المسكن تعب، وفي الشيول خراب بلا شفقة،
36 كثر سعيك للجمع في اسواق العالم، وفي موضع الموت انت عارٍ ومطروح مثل المتسول،
37 في حياتك تتيه في البلدان لتكثر الثروة، وفي القبر انت فاسد وملقى وحنكك مغلق،
38 وطئتَ بنشاط دروب البحر واليبس، وداسك الموت بمعصرته فانعدم منظرك.
الانسان الحي بالنسمة يشبه وردة، وهو صورة وقتية ومستعارة
39 في العالم جُعلت كالورد البهي لونه، وفي لقبر حمأة كريهة نتنة رائحتها،
40 كلما تستنير فيك النفس انت شهي كوردة، ولما ينفخ فيك الموت وانطفأت صرت بطالا،
41 كلما وُجدت نسمة في اعضائك فهيئتك محبوبة، (ولو) طردوا نفسك مكثت ترابا كما في الاول،
42 انت صورة لمدة ساعة مهما كنت عظيما، وجمالك يمكث بعض الوقت لما تهتم به،
43 ايقونة مستعارة مصورة على ترابك كما لو كان بالنعمة، ولما يُرسل الموت وحطمها مكثتَ في حمأتك،
44 انت لابس الموت ومليء جمالا وقتيا، ولما يبلغ الاجل واخذها (؟) منك صرتَ لا شيئا،
45 يا ابني لا تضل ان بريتك كلها من تراب، وجمالك العظيم ينقلب الى رماد فلا تتكبر،
46 /863/ منذ البداية لم تكن شيئا سوى تراب، وفي النهاية ستصير ترابا كما في الاول،[5]
47 اخذ الله حفنة التراب لما براك، ومن نعمته اعطاك بهاء وحياة شهية،[6]
48 واذ تظهر بشبه حياة مستعارة، فلماذا تتكبر بما ليس مُلكك مثل الناقص.؟
الانسان يعود الى ترابه عريانا
49 دخلت الى البرية مثل ضيف وعابر سبيل، لماذا انت متضايق وقلق ومسرع بالاباطيل،؟
50 لماذا تتعب بنشاط بما لا يخصك، فلن تتزود ولو بقليل من عملك،؟
51 لماذا تبني القصور الكثيرة والعمارات، فمسكنك هو قبر ثلاثة اذرع فقط،؟
52 لماذ كثّرتَ وشيدت مساكن عالية وواسعة، فلا يعطون لك في القبر الا مساحة قليلة،؟
53 لماذا تتمسك بتشييد مسكن في الهواء، لانه مهما ارتفعت فمقرك في الشيول الخربة،؟
54 تتباهى وقتا قصيرا في الهواء العالي، ويصعد الموت ويشقك ويلقيك على ترابك،
55 اليوم تتباهى مع الطيور في الهواء، وغدا انت ملقى ومحبوس في الشيول مع الكثيرين،
56 لماذا تسرع لجمع المال كل يوم فلن تاخذ منه معك شيئا الى الشيول،؟
57 /864/ لماذا تملك الغنم والبقر والقطعان الكثيرة لانك ستعود عاريا الى ترابك كما اتيت،؟[7]
58 لماذا تطمع بالزائد الذي لا يمكث، لانك تكثّر وتقتني القرى والارياف التي لا تمكث،؟
59 لماذا اسسك هي مطلية بالذهب ببذخ، لان حفرة صغيرة مليئة فراغا تنتظرك.؟
دعوة الغني لزيارة القبر
60 اخرج ايها الغني من مقصوراتك الجميلة، واذهب عند القبر وانظر الى اين ستُرسل،
61 انظر كم ان الشيول بغيضة، وولول هناك على الجميلين وعلى الاثرياء وعلى الحكماء،
62 ادخل الى الفساد وانظر الموضع المظلم والنتن، وابتعد بقوة عن العالم لئلا يتعامل معه احد،
63 اجلب الاحياء عند الموتى ليروا امامهم وبواسطتهم كل فساد اشخاصهم،
64 ايها الضعيف اقرأ على باب الشيول وتعلم [ منها،[8] هل يفيد الذهب والفضة في منازلها،؟
65 هل يُعقل ان تاخذ منك رشوة مستعارة لتبدل الموضع المظلم بموضع نيّر،؟
66 هل يُسمح لك ان تُدخل القليل من مقتناك الى موضع مليء عثة وفسادا كما ترى،؟
67 في اسواق الشيول لا يسمحون لك ان تلبس الكتان /865/ فلا يُرى سوى العنكبوت على سكانها،
68 هناك لا يُسمح للعبيد ان يخدموا لان الموضع كله قفر وفراغ ومليء [ مرارة،[9]
69 انه قبر الآلام والمخاوف وانت ذاهب اليه، وفيه محبوسون الملوك والشعوب والسلاطين،
70 هناك لا يسمحون للملك ان يلبس التاج لانه ايضا ملقى وفاسد مع المتسولين،
71 ولا للحاكم ان يجلس على منبره ويامر، لان الموت ربطه وحبسه مع المذنبين،
72 ولا للحكيم ان يفتح فمه للكلام لان حنكه مليء ترابا وهو ملقى مع الجهال،
73 ولا للجبار ان يبين بأسه بالمعجزات، لانه مطروح وملقى تحت الموت مثل ضعيف،
74 ولا للسريع ان يبين ركضه بين الموتى، لانه مقمط ومربوط باحتراس في الشيول،[10]
75 وليس جميلا ان يتباهى هناك كما في مسكنه، لان الموت طرحه وافسد بهاء محبته.
في العالم الجديد يتساوى البشر ولن توجد المحاباة
76 الغني ليس معروفا ومميزا عن المتسول، لان الطبيعة كلها ساقطة ومتساوية هناك،
77 لا اللذة دهنت جسده كثيرا ولا الجوع جعل ترابه اهزل من تراب الآخرين،
78 /866/ لا كرامة لصاحب الاموال بين الموتى، ولا احتقار للمتسول كما يحدث عندنا،
79 واحد هو المسكن المحبوس فيه العظماء والمتواضعون وبعيدة عنه المحاباة وحكمه عادل،
80 استفسر وتعلم مثل حكيم عن هذه الامور، وارشد نفسك لو تعرف ان تعيش جيدا.
المال لا يرافقك الى القبر
81 لماذا ياخذك زخم محبة الذهب الباطل، اذا كانت هكذا نهاية مسيرتك كما ترى،؟
82 لماذا تركب على الفكر الهمجي الذي يُتعب في الشيول ويفرغك على الغبار،؟
83 لماذا تحمل محبة العالم القاسي ثقلها، بعد كلها موضوع امامك الموت والشيول،؟
84 لماذا نفسك هي مختنقة ايها الجاهل لانك تفكر كيف وكم تكثّر وتغتني حسب فكرك،؟
85 لماذا تسرع وعقلك متعب ليل نهار ليخدم سيدا شريرا هو محبة الذهب،؟
86 لماذا اسلمت نفسك عبدا لمحبة المال، لان نيرها قاس ومليء موتا لمن يحمله،؟
87 لماذا تزيح الغنى على كتفيك بمحبة، ولا يصلك منه سوى الدينونة،؟
88 لماذا تملكك تعب كله مليء مضرات وعمل شرير يقتل ويهلك من يحبه،؟[11]
89 /867/ انت حالّ في موضع لا تملكه بعد وقت قصير، لماذا تقلق مثل وارث لا يموت،؟
90 اتيتَ الى العالم عاريا لتحل فيه وتعبر، فاقضِ حياتك واخرج منه كما اتيت،[12]
91 لن تأت معك المقتنيات ولا الذهب، ولا يعطون لك ايضا شيئا لما تخرج،
92 مهما كثّرتَ لتحمل الغنى حسب تفكيرك، فانه يرافقك فقط الى باب القبر،
93 هناك ينزع الموت عنك كل ما اقتنيته، ويُسلم الجسد العاري فقط الى الشيول.
العالم حلم يغش الناس
94 لما يطردك الموت لتخرج من مسكنك، لا يتركك تاخذ شيئا من اموالك،
95 يقبض وياخذ كل ما اقتنيته ويعطيه لآخر، ويسحبك ويخرجك انت وحدك مثل سالب،
96 يلقي الاختام على خزائنك مثل متسلط ويقرأ امامك رسالة الملك لتعود الى ارضك،
97 يحير قلبك ويجردك من مقتنياتك ويحملك ويخرجك ويلقيك في دوامته،
98 كيف اذاً تكثّر لتقتني الزوائد لانه لن تُزود بشيء من كنوزك،؟
99 في حياتك تريد ان تاكل او لا تنجُ (من الاكل)، ولا يُسمح لك ان تاخذ شيئا الى داخل القبر،
100 /868/ ماذا يصير للزائد الذي في منازلك: خزائنك لم تنفع للمساعدة ولا للحياة،؟
101 ليتك وزعت قليلا منه وقت الضيقات: العالم وكل مجده حلم فلا تضل به،
102 محبته كاذبة وزمانه سريع ولا تشعر بانه منقسم على كل واحد ويضل كل واحد كما لو كان صبيا،
103 وبمكره يعود ويضايق محبيه، وبافعاله يدغدغ ويُتعب من يستمع اليه.
الشيخوخة في العالم
104 يعود ويعطي الآلام والاوجاع لمن يتعب، ان الشيخوخة التي تعبت كثيرا هي مطروحة وفاسدة فيه،
105 تضايقها الاوجاع والامراض والضعف وهي قريبة من نهاية الحياة الزمنية.
الطفولة في العالم
106 الطفولة مقمطة ومربوطة بالشهوات، وتنهش الرذائل جمالها كالحيوانات،
107 فيه الخسارة لجميع من ارتخى ومال صوب شهواته، والدينونة والموت لجميع من اكتمل بخدعته.
سليمان والعالم
108 ايها الشقي اسمع سليمان الحكيم والملك الذي راى العالم وبامثاله صوّره كما هو،
109 سليمان الشقي ايضا وقع في العالم الشرير، واحتقر العالم لكونه باطلا كله مع شهواته،
110 هذا المعلم الذي كان عقله صافيا كالمرآة تفرس ووجد بان العالم ومجده ليس شيئا،
111 /869/ هذا الذي اخذ الحكمة من الله والذي لم يقم مثله بين الاولين ولا بين الاخيرين،
112 هذا الذي اقتنى عين كل المعلومات العظمى، وعرف الاسرار وكل الاعمال بطبائعها،
113 هذا الذي كان قد سأل الاستنارة من الله واعطاه عقلا كمصباح ليرى الكل،[13]
114 هذا الذي جمع في نفسه المعرفة كالبحر، وانهار كل المفاهيم جرت من فمه،
115 هذا الذي جرت منه جداول الحكمة في البرية، ومنها شرب الملوك والشعوب والبلدان،
116 هذا الذي صار كالينبوع في ارض اليهودية، وقدم الكوشيون والمصريون ليشربوا منه،
117 هذا الذي اشتعل كالمصباح في اسرائيل وابان كم ان سبيل بيت الله بهية،
118 هذا الذي ركض الكثيرون ليصغوا الى حكمته، ومنه حملت العقول مثل التجار وذهبت،
119 هذا الذي تلذذ الحكماء ايضا بذكائه، ومنه اكتسب الجهال تاديبا كثيرا،
120 هذا الذي سُمي “بالجامعة” حسب الواجب وتجمع الشعوب وتالبوا وسمعوا تعليمه،[14]
121 هذا الذي طمر تعليمه في الاسفار كما لو كان في الخزائن، واعطى تعليمه للشعب للفائدة،
122 /870/ هذا الذي مُجّد من قبل الحكماء بقدر ما استطاع ومدح الشعوب ورؤساؤهم منطقه،
123 هذا الذي [ مهّد[15] الدرب للشعوب الى الله ولفت نظر الصبيان الى تأديبه المليء حياة،
124 هذا الذي قبلت البيع ايضا تعليمه لانها رات الامثلة والاسرار المجيدة الموجودة في كتبه،[16]
125 هذا الذي صوّر للابن ايقونة بين امثاله، وفرحت البيعة واحبت اسفار حكمته،
126 هذا الحكيم والمنطقي والماهر والافضل من الكل صوّر ايضا صورة للعالم البغيض والسمج.[17]
سليمان لا يذم حكمة الله ولا يضع عيبا في اتقاناته
127 لا يريد ان يرذل عمل الحكمة ولا ان يضع عيبا في البرية وفي اتقاناتها،
128 انه وشى رجاسة الناس: كم انها بغيضة لانهم [ بالغوا[18] في محبة الباطل خارج المقياس،
129 سليمان ذمّ هذه المسيرة الشريرة التي سقطت، وابان للناس بانه لا منفعة لمن يحبها،
130 بتعليمه وبخ الحكيم زخم النفس لانه وجد بان عمله ايضا هو بلا اثمار،
131 اراد ان يطفيء نار محبة الذهب العظمى التي شبت في الارض وانتشرت في النفوس،
132 عشعش هوى محبة المال الشرير في الارض /871/ فالّف عباراته كادوية لشفائه،
133 بمهارته اراد ان يخمد الشهوات التي خنقت النفس كورد فُقد جماله،
134 قصد ان يبطل لهيب الاموال والثروة الذي اشتعل واشتد في البشر بشراسة،
135 وجد بان البرية مسبية من قبل الاثم والمال، وركض ليعيدها من عثرات العالم الشرير،
136 قام على منبر تعليم الملك العظيم وفتح فاه ليترجم الحقائق،
137 دعا اسرائيل وجمعه عنده مثل التلاميذ وشرع يرشد الشعب [ ويعلم الحقائق،[19]
138 فضح العالم وابان بانه كله كذب، ومحبته خدعة وهو بدون ملح لدى احبائه،
139 كرز في الارض بان العالم باطل وباطل الاباطيل، انه منظر ضعيف لا يدوم مشهده حتى ساعة (واحدة)،[20]
140 الباطل كسراب يظهر ويغيب ويتلاشى، وما ان تراه العين حتى يطير ويضمحل كله،
141 مثّل ذاك الحكيم العالم بهذا الشبه، وصوّره بهذا اللون الضعيف وهو يحتقره.
الملك سليمان اختبر محبة العالم (جامعة 1-2)
142 الملك اخذ محبة العالم على شخصه /872/ ليبرهن بانه سقط ايضا وعاد واحتقره،
143 ابان بانه ايضا احب العالم واشتاق اليه وضل بمحبته مثل طفل على مثال الكثيرين،
144 فهم كم ان محبته كاذبة وفارغة، وعاد فذمّه وحذّر بالا يحبه احد،
145 كتب تقريره وملأ اسفاره بحكمة، وجمع شعبه وشرع يتكلم عن شروره،
146 وكانت تقال مثل هذه الامور من قبل الحكيم: اسمع يا اسرائيل وشاهد كم ان العالم كذاب،
147 ها قد صورت عليّ صورة العالم فاقتربوا وتفرسوا [ وشاهدوا:[21] انه كله بطلان عظيم وفراغ،
148 صرتُ ملكا على اسرائيل وعظمت سلطتي واشتدت ولايتي على القريبين والبعيدين،[22]
149 اكتسبتُ حِكَما لم (تكن) لمن (كانوا) قبلي ولا لمن (يصيرون) بعدي ليعرف كل واحد بانني جمعتُ واكتسبت كل المعارف،
150 احببتُ كثيرا العالم وما فيه واقتنيت غنى اكثر من الملوك الذين (كانوا) قبلي،
151 جمعتُ الذهب والفضة وملأت كل خزائني، وملأتُ البيوت والقصور همّا عظيما،
152 اقتنيتُ الاراضي الكثيرة وشتلتها /873/ غابات محتبكة وكل اشجار مثمرة،
153 صارت لي ابقار واغنام وخيول كثيرة، وجماعة من العبيد والجاريات بلا عدد،
154 والسقاة والخبازون [ ليخدموني،[23] والمغنيات والمسبّحون ليطربوني،
155 كثرت الكرامات وهدايا الملوك التي أُرسلت لي، وكانت تردني خيرات الارض من كل الجهات،
156 مدحني الشعوب والسلاطين في البلدان، [ واعطوني[24] الطوبى لانهم شاهدوني انا وخدامي،
157 اقتنيت كل شيء اكثر من ملوك الارض كلها، وامتدت سلطتي كثيرا كما شئتُ،
158 خدمني البحر وملأ مائدتي من غلاته، وخدمني اليبس واعطاني خيراته بكثرة،
159 الهواء ربى الصيد وكدّسه على موائدي، وتنعمتُ [ وعشت[25] بسعادة كما حسن لديّ.
المعرفة ادّبت سليمان
160 واذ كنت اركض على طريق العالم بحرارة وتقودني الشهوة بزخمها القوي،
161 اتت المعرفة ووقفت امامي مثل المعلمة وضربتني كانما بقضيب ووبختني على افكاري،
162 وكانت تقال لي هذه الامور من قبلها: /874/ عد من التيه ايها الملك الذي [ضل[26] وهلم الى التعقل،
163 لماذا انت مربوط بالاباطيل كانما بالاكبال، ونفسك تدوسها الشهوات وانت لا ترى،؟
164 لماذا حِدتَ عن افكار الحكمة، وتسير على الطريق وتعثر كما لوكنت في سبي،؟
165 بدد من عقلك محبة العالم المغطى بها، وسترى بانه كله مليء اهواء واوجاعا للداخلين اليه،
166 انظر الى شكله الدائم ساعة ثم يبطل ويضمحل ولا يوجد اتكال على محبته ولا على غناه،
167 يكثر تعب الاباطيل للبشر، ويُتعب مجانا من يدخل اليه ويحمّله الديون،
168 واذ تاملت في متناقضاته كم انها شريرة، وكم من [ عيوب] هي مصفوفة في دربه لمن يسير [فيه،[27]
169 ومحبته وملذاته ليست حقيقية، لكنه فراغ وحلم كله كذب،
170 ملأ سليمان فمه وصرخ بالم: ان العالم باطل وباطل الاباطيل كل ما فيه،[28]
171 لما صرخ سليمان قائلا: ان العالم باطل كان قد سقط فيه، فلو انت متميز لا تتشبه به،
172 الحكيم صرخ اصواتا مضاعفة ليسمع كل واحد /875/ ويقع الخوف على محبي العالم ويصغوا اليه،
173 يقول الجامعة: العالم باطل وباطل الاباطيل، اصغوا يا احبائي واتركوا محبته الكاذبة جدا،[29]
174 اليوم يظفر التاج للملك ويزيحه، وغدا يدعو الموت ويهجم عليه ويبيده،
175 يسيّر المراتب امام الحاكم بخوف واذ يشرع ليفرح اسقطه في القبر وصار لاشيئا.
الخاتمة
176 مبارك ابن الصالح الذي اتى في الآخرة ليجدد الكل، له التسبيح من كل ما برى لاهوته.
كمل الميمر على على الآخرة وعلى قول سليمان: ان العالم باطل وباطل الاباطيل كل ما فيه الذي الّفه الطوباوي مار يعقوب الملفان معين الحِكَم. صلاته معنا
[1] – متى 8/23-27
[2] – متى 11/29-30
[3] – في ميامر الآخرة ترد بتواتر نظرية المسكن الزمني عومرا دزبنا ويعاكسه المسكن الابدي عومرا دلعلم. النظرية هي ارث من تيودوروس المصيصي وغيره وقد تجذرت في مدرسة الرها
[4] – نص: ظلال، بيجان يصوب: ظِل
[5] – تكوين 3/19
[6] – تكوين 2/7
[7] – تكوين 3/19، ايوب 1/21
[8] – نص: منه، بيجان يصوب: منها
[9] – نص: مرارة، بيجان يصوب: مرارات. عبارة: توه وبوه، او قفر وفراغ، او غير متقن وغير مسكون (صيذيو وشيهو). تكوين 1/1
[10] – بلاغة يعقوب جملة طويلة لفاعل واحد (لا يسمح) في البيوت: 70-74
[11] – بلاغة يعقوب استعمل 8 مرات (لماذا) في البيوت: 81-88
[12] – ايوب 1/21
[13] – 1ملوك 4/29، 2أيام 1/10-12
[14] – جامعة 1/1. تلاعب على كلمة “قوهلاث” العبرانية والسريانية: تجمع تجمهر
[15] – نص: مهدوا، بيجان يصوب: مهّد
[16] – شهادة سروجية جلية على قبول البيعة السريانية لكتب سليمان الحكيم. (الشهادة موجهة ضد الديوفيسيتيين؟)
[17] – بلاغة يعقوب استعمل 17 مرة (هذا، هذا الذي) في البيوت: 110-126
[18] – نص: كثّرَ، بالغ، بيجان يصوب: كثّروا
[19] – نص: يعلم الشيء الحقيقي، بيجان يصوب: ويعلم الحقائق
[20] – جامعة 1/2
[21] – نص: وشاهد، بيجان يصوب: وشاهدوا
[22] – جامعة 1/16
[23] – نص: ليخدمونا، بيجان يصوب: ليخدموني
[24] – نص: واعطى، بيجان يصوب: واعطوا
[25] – نص: وحيِث، بيجان يصوب: وحيِيث
[26] – نص: دثطعي (مشكوك في امره)، بيجان يصوب: دطعو
[27] – مشكوك في كلتا الكلمتين
[28] – جامعة 1/2
[29] – جامعة 1/2