قوانين مار يوحنا ابن قوروسوس التلي

توطئة

ولد مار يوحنا عام ٤٨٣ في مدينة الرقة على الفرات من اسرة ثرية. ونال منذ صغره حظا وافرا من الثقافتين السريانية واليونانية، وتقلد أولا وظيفة مدنية، ثم آثر حياة الزهد في الدنيا، فترهب في دير مار زكا المجاور للرقة حوالي سنة ٠٥٠٦ وفي سنة ٥١٩ رسم اسقفا لبلدة تلا. واذ كان شديد الاعتصام بالارثوذكسية، نفاه القيصر يوسطينس، فتنقل من مكان إلى آخر حتى انتهى به الامر الى جبل سنجار – العراق، وهناك عكف على اعمال الزهد والتنسك، وتحمل ضيقات شديدة بصبر عجيب من اجل الايمان حتى فاضت روحه الطاهرة في سجن الخلقيدونيين في انطاكية سنة ٥٣٨ م.

وضع مجموعة صالحة من القوانين، أخصها اربعون وضعها لرهبان ديره، وسبعة وعشرون وضعها للكهنة وهي التي نقدم خلاصتها هنا للقراء الكرام. وله ايضا ثمانية واربعون قانونا آخر، هي عبارة عن فتاوى بمثابة اجوبة لاسئلة وجهها اليه تلميذه القس سرجيس.

قوانين للاكليروس

1- تعهدوا امام الله وامامنا ان شئتم، بانكم ستحافظون على الايمان الذي وضعه وحدده بالروح القدس، مجمع الآباء الـ ۳۱۸ في نيقية، وانكم ستحرمون جميع الهرطقات التي شجبتها الكنيسة منذ أيام الرسل وحتى عهد آبائنا مار سويريوس بطريرك انطاكية ومار فيلوكسينوس اسقف منبج، وبخاصة المجمع الخلقيدوني وطومس لاون و هر طقة يوليان الخيالي. وتعهدوا كذلك بان تتحملوا بصبر من اجل الحق، الضيقات حتى الموت، مقتدين بالسيد المسيح رئيس ايماننا الذي تحمل الصليب حبا بنا.

2- لا تأكلوا مع الهراطقة، ولا تتبر كوا منهم، لان يمينهم هي يمين اثم. ولا تمنحوهم بركة، لأنه مكتوب. ان الأثيم يتبارك ويغضب الله.

3- لا يحرم الكاهن أحدا ما خلا الهراطقة، كما علمنا الرسول (بولس) بقوله. اذا بشركم احد خلاف ما بشر ناكم به فليكن محروما (انانيما).

4- لا تمنعوا أحدا (من الكنيسة) بسبب أمور دنيوية، انما يمنع الذين يذنبون في الأمور الروحية ويزدرون وصايا الله، وذلك من اجل خلاصهم، كما قال الرسول، أسلموا مثل هذا الى الشيطان من أجل هلاك جسده، ولا يجوز المنع الا بعد ارشاد وطول أناة.

5- لقد قضى قانون الآباء بحرم كل من يقبل الكهنوت بالرشوة، راشيا كان أم مرتشيا، وكذلك من يتوسط في أمر الرشوة. وليكن حكمهم ما قضى به مار بطرس هامة الرسل بقوله (لسيمون الساحر). ” لتذهب فضتك معك الى الهلاك”. فاحذروا اذن من ان يقع أحد منكم تحت احكام هذا القانون.

6- تأمر وصية الله بان لا نحلف باسم الرب باطلا، وقد اكمل المسيح هذه الوصية بقوله. ” لا تحلفوا البتة “. فلا تحلفوا اذن باطلا اذا ما اضطررتم الى الحلف، بل، ” ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير “.

7- يقضي قانون الآباء بان لا ينتقل الكاهن من كنيسة الى أخرى، بل ليخدم كل واحد في الكنيسة التي انتدب اليها. فلا يجوز ان يخالف أحد هذا القانون.

8- لا يجوز أن يقدم خبز القربان اكثر من حاجة المؤمنين (المتناولين)، كما اعتاد بعضهم ان يفعلوا، وكذلك الخمر يجب ان لا تقدم اكثر مما هو ضروري ولتكن ممزوجة بالماء. واذا فضلت بعض الاجزاء من القربان، فلتحفظ لتتناول في اليوم التالي.

9- تساموا باعمالكم عن الأمور الدنيوية، واعملوا ما هو البنيان، ولا تكونوا مصدر شك لاحد بسبب أكلة، أو شرب خمر أكثر مما تحتاجون اليه من اجل صحتكم كما جاء في وصية مار بولس التلميذه تيموثاوس.

10- لا يتقاض أحد منكم من الآن فصاعدا رباً، لا بطريقة مباشرة ولا عن طريق وسيط لئلا يستوجب العقاب الذي نص عليه قانون الآباء بخصوص الكاهن الذي يتقاضى الربا.

11- يجب على الذين نذروا الترهب ان ينصرفوا الى العمل بمتطلبات نذرهم فيتشبهوا بالملائكة طهرا ونقاء، ويتحلوا بالفضائل الظاهرة والباطنة، ويلبسوا المسوح دلالة حزنهم على آلام المسيح، اقتداء ببعض القديسين. ويقبلوا الغرباء بترحاب عملا بقول الرسول ” لا تنسوا محبة الغرباء “.

12- ليجتهد كهنة القرى من الآن فصاعدا، ان يقيموا دارا في الكنيسة لاستقبال الغرباء والفقراء كما هي الحال في كنائس المدن، ويؤثثوها بما يحتاج اليه هؤلاء الغرباء، وليخصصوا شيئا من مالهم ومن مال ابناء الرعية من اجل نفقاتهم.
13- لا يتجاسر أحد على ان يقدم الذبيحة الآلهية ما لم يكن قد أتقن طقس القداس بأكمله، فيتلوه أولا أمام من يتقنه جيدا، ومن ثم يقدم الذبيحة.

14- لتبطل العادة التي تجعل قبول الكهنوت مرهونا بهدية تقام بها مأدبة لابناء الرعية، لان هذا بعيد عن روح الله، ولانه يحرم من قبول الكهنوت الفقراء الذين لا يتمكنون من تقديم هذه الهدية.

15- لا يشترك الكهنة مع العلمانيين في شرب الخمر اذا ما دعوا لتبريك حفلة ما، بل ليوصوهم بعدم السكر والتفوه بكلام باطل واثارة الخصومات، ويذكروهم بقول الرسول بولس ” فان أكلتم او شربتم او عملتم اي عمل آخر، فاعملوا كل شيء لمجد الله ” وبعد ان يباركوا الحفلة ليغادروا المكان دون ان يذوقوا شيئا.

16- يجب ان يتلى دستور الايمان في جميع ايام الأحاد والاعياد، قبيل صعود الكهنة إلى المذبح لتقديم الذبيحة، لان ذلك حسن جدا في الوقت الذي يذكر فيه موت المخلص وقيامته المجيدة.

17- اوصوا الشعب كله بان يحضروا الكنيسة في اثناء القداس. لانه اذا كانت قوات الملائكة تحضر الكنيسة اكراما للملك السماوي الذي يقدم على المذبح فكم بالاحرى يقتضي حضور أولئك الذين من اجلهم تقديم الذبيحة، لكي ينالوا مغفرة الخطايا والصفح عن الزلات؟

18- يجب ان تتلى التقديسات الثلاث اي ” قدوس انت الله، قدوس انت القوي، قدوس انت غير المائت، يا من صلبت من اجلنا، ارحمنا” مساء وصباحاً بصورة دائمية، لأنها تسبحة السرافيم.

19- يجب ان يتلى كل من مزمور ” طوبى للذين..”[1] وتسبحة موسى النبي بصورة دائمية، خلافا لما يحتج به بعضهم من انهم لم يعتادوا على تلاوتهما. فليعلم هؤلاء ان هذه انما هي من روح الله وهي تقود الى الفضيلة.

20- يجب ان تفتح ابواب الكنائس ظهرا وتقام فيها الصلوات، عملا بما جاء في المزامير، ” اما انا فأدعو الله، والله يخلص نفسي مساء وصباحاً وظهراً  “.

21- لتفتح المعمودية في الاسبوع السابق للسبت العظيم (سبت النور)، وذلك بعد صلاة الصبح، فيذهبون (الاكليروس) الى هناك ويتلون الصلوات والمزامير، ذلك انه من الواجب تكريم ام الحياة هذه قبل مجيء، يومها الروحي[2].

22- ان اسبوع الآلام هو اسبوع خلاص الناس. اذ فيه وُطئ اركون هذا العالم وبطلت الخطيئة، وزال سلطان الموت بربنا يسوع المسيح. فوجب علينا اذن ان نحفظ كرامة ايام هذا الاسبوع بالصلوات المتواصلة ليل نهار، وبتلاوة ميامر الآباء والمداريش الخاصة بآلام مخلصنا.

23- وكذلك الأمر بالنسبة الى الاسبوع الذي يعقب القيامة، فيجب الا تنقطع الصلوات وقراءة الاسفار المقدسة وتقديم الذبيحة الآلهية طيلة ايام هذا الاسبوع.

24- يجب ان تتلى كل يوم أحد قراءات من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، واذا لا يوجد بين الاخوة من يتقن القراءة، فليقرأها الكاهن بنفسه.

25- ليحترم كل واحد من هو أعلى منه درجة كما تقضي شريعة الله.وليسلك ذوو الدرجات العليا سلوكا حميدا كي يكونوا قدوة حسنة لمن هم أقل منهم درجه.

26- اهتموا بالاناقة دائما. وارتدوا الثياب المحتشمة وسيروا بتؤدة ورصانة، والزموا جانب الفضيلة بتصرفاتكم.

27- انصحوا العلمانيين ليربوا اولادهم تربية حسنة، ولا سيما الأولاد المنذورين للرهبنة، اذ يجب ان يوجهوهم توجيها سليما، ويرسلوهم إلى الأديرة ليدرسوا ويتروضوا على مخافة الله. فاذا كان الكثيرون يرسلون اولادهم الى أماكن بعيدة ليتلقفوا بالعلوم المدنية، فكم بالأحرى يجب على أولئك الذين نذروا اولادهم ان يرسلوهم الى الأديرة ليتثقفوا بالحكمة الروحية: واخيرا نوصيكم بان تتحلوا بالايمان والرجاء والمحبة، الفضائل التي هي أركان الكمال.

قوانين مار يوحنا ابن قوروسوس التلي

هذه دفعة ثانية من قوانين مار يوحنا التلي، وهي ليست قوانين اصلا، انها فتاوی اجاب بها على الاسئلة التي وجهها اليه تلميذه القس سرجيس. وكلها تدور حول قدسية القربان المقدس والمذبح ومائدة الحياة والآنية والامتعة المقدسة التي توضع عليها او تستعمل في تقديم الذبيحة الآلهية.

1س: اذا اريد تغيير أحد أمتعة القداس بسبب صغره، ما الذي يجب ان يصنع به؟

ج: اذا كان سبب التغيير ان يعمل منه متاع اكبر واوسع، يفتق ويخيط ثانية، وليس في ذلك لوم.

2- اذا تحطم أحد آنية القداس. فما الذي يجب ان يصنع باجزائه؟

ج: توضع في مكان معتبر او تدفن في الارض.

3- اذا غسل متاع من امتعة القداس، فاين يجب ان يسكب الماء الذي غسل به؟

ج: يجب ان يسكب في مكان شريف وفي حفرة عميقة وتغطى (بالتراب).

4- اذا سقطت ذرة من اجزاء الجسد الاقدس على الأرض سهوا ولم يعر عليها، فهل هنالك ذنب في ذلك؟

ج: يجب ان يبحث عنها باهتمام بالغ، فان لم يعثر عليها فيترك الأمر المعرفة الله التي هي اسمى من الكل. إما الذنب فيقع على من يستهتر بخدمة الاسرار الألهية، وليس على من يخدم بخشوع ورهبة اذا ما حدث له شيء من هذا القبيل دون معرفته او ارادته.

5- اذا بلي منديل لمسه القدس (الشوشيف) فما الذي يجب ان يصنع به؟

ج: اذا بلي المنديل او احد امتعة القدس الأخرى، اما ان يترك كما هو، او ان يستعمل لغرض آخر ذات كرامة، أو لشفاء قروح المرض.

6-  اذا سقط شيء من الدم الاقدس على الأرض، فما الذي يصنع بذلك المكان؟

ج: اذا كان سقوطه بسبب اهمال من يتناول الكأس، يجب ان تطبق بحقه احكام القانون. اما المكان الذي سقط عليه فيوضع عليه جمر نار.

7- اذا نوول القربان سهوا الممسوس او ذي البلغم، وحاول تناوله، اما بفعل الشرير او من شدة المرض، عيق الجزء ولم يدخل من الفم إلى المبلع، او سقط من الفم على الأرض. فما العمل؟

ج: في هذه الحالة. اما ان يتناوله الكاهن المناول او يحفظه ليناوله لذي البلغم في اليوم التالي.

8-  هل يجوز لاحد ان يرسل جزء القربان ضمن قرصة سميكة إلى المريض؟ واذا جاز ذلك هل ممكن ان يتم بواسطة علماني، واذا جاز هذا هل ممكن ان يكون بواسطة امرأة؟

ج: اذا ارسل جزء القربان ضمن فرصة سميكة ربما يتفتت هو أو القرصة نفسها فيتشكك الضمير. وعليه فالافضل ارساله اما ضمن قطعة من الكتان او في ورقة تحرق فيما بعد. ويجوز ارسال الاسرار بواسطة علماني او امرأة وبخاصة في اثناء الاضطهاد.

9- هل يجوز لمن يشرب ماء في أي وقت كان قبل الفجر ان يتناول القربان في ذلك اليوم؟

ج: اذا شرب أحد ماء قبل الفجر وكان صوم، أرى وجوب تقدمه وتناوله القربان اذا كان ضميره لا يتشكك.

10- هل يجوز ان يتناول الجزء الذي رسمت به الكأس، غير الذي رسمها؟

ج: لقد تناول هذا الجزء مرات عديدة الشماس الذي يشرب الكأس. ولم تعثر على قانون في هذا الأمر.

11- هل يجوز ان يخرج الكاهن الجزء من المذبح المقدس ويناوله لمن يقف خارج المذبح؟

ج: من اجل جلالة الاسرار، يجب ان يخرج الجزء بالصينية. اما اذا كان مستعجلا ومضطرا ان يخرج بيده مع الكاس ويناول، وذلك لضيق الوقت ولانه وحده، فلا ملامة في ذلك.

12 – اذا قدم متاع ما للمائدة المقدسة أو وضع عليها سهوا او لسبب آخر دون ان يكون لواضعه استعداد ارادي ان يقدمه للمذبح، فهل يجوز استعمال ذلك المتاع لغرض آخر؟

ج: اذا قدمت عليه الاسرار الألهية فلا يجوز استعماله لغرض آخر. ذلك ان بلشاصر الذي استعمل آنية القدس نال جزاء جسارته. اما اذا قدم المتاع للمذبح بأية طريقة كانت ولم تقدم عليه الاسرار الألهية، فعند ذاك يجوز رفعه من المذبح واستعماله لغرض آخر ولا تكون في ذلك ملامة.

13 – هل من اللائق ان توضع ذخائر الشهداء على مائدة التقديس؟

ج: ان ذخائر الشهداء مقدسة ومكرمة وتصنع عجائب وتشفي امراضا. ومع ذلك فلا يجوز وضعها على موائد التقديس بصورة دائمية.

14- هل يجوز رسم الكأس من دون الطبليت عند الضرورة القصوى؟

ج: اذا لا توجد مائدة التقديس واقتضت الحاجة الى تقديس (رسم) الكأس، فانها ترسم بلا شك من دون مائدة ايضا.

15- اذا بليت الاسفنجة المستعملة لمسح الكأس. ما الذي ينبغي ان يصنع بها؟

ج: اما ان تحفظ او تحرق خشية احتقارها وطرحها.

16 – هل يجوز ان تغسل المائدة المقدسة أو تدهن بعطر بمناسبة عيد ما؟

ج: لم نتسلم ان تغسل المائدة المقدسة او ان تعطر الا في عيد الفصح حيث ترفع عنها جميع الأغطية وتنظف. وهنا يأخذ الكاهن اسفنجة مبلولة بالماء المعطر ويمسح بها المائدة كلها ما عدا الطبليت.

17- هل هنالك من ضرورة تلجىء المرء الى تناول القربان وقد أكل بضرورة العلاج؟

ج: بضرورة العلاج ولئن أكل المريض، من الضرورة ان يناول القربان اذ لا يجوز ان يمنع بهذا السبب من تناول الاسرار الالهية.

18- هل يجوز للمرء ان يتناول الاسرار يوم سبت البشارة (النور) او خميس الفصح، اذا تسرب ماء الى بلعومه عفوا في اثناء تغسيله فمه؟ او اذا وضع دواء في فمه لمرض فيه، او اذا تغرغر ولم يتسرب شيء الى بلعومه؟

ج: لا يجب ان يحرم المرء من موهبة الحياة اذا تسرب ماء الى بلعومه وهو يضل فمه في مثل هذه الايام عفوا. اما اذا وجعه فمه فليؤمن بالله بانه سيشفيه بدون دواء او غرغرة اذا بقي دون غرغرة اكراما للاسرار.

19 – هل هنالك انتقاص (من كرامة الاسرار) اذا ما عمل متاع للمذبح من أمتعة الوثنيين؟

ج: لا يجوز ذلك البتة، لانه أمر منكر ان يذكر امام الله أولئك الذين هم هالكون عنه.

20 – اذا تناول كاهن القربان وشرب الكأس من غير اضطرار، هل يجوز له ان يرسم الكأس؟

ج: اذا شرب الكأس فقط، واضطر بعدئذ الى ان يرسم الكأس، لي أمل بالله بانه بدون ملامة، نظرا الى ندرة حدوث ذلك.

21- اذا تسرب دم الى حنجرة شخص من أنفه وهو نائم، فهل يجوز له ان يتناول؟

ج: اذا شعر بنزول الدم الى حنجرته وهو نائم، فاذا كان هذا الأمر قد حدث له مثل هذا منذ فترة طويلة، فالأفضل ان يمتنع عن التناول في ذلك اليوم. اما اذا كان يحدث له بصورة دائمية فلا يمنع من تناول الاسرار.

22 – هل يجوز لمن تتراءى له الخيالات الجسدية في اثناء نومه ان يتناول الاسرار المقدسة؟

ج: انك لتجد جواب هذا السؤال في اجوبة مار باسيليوس وفي القوانين. اما انا فأقول ان الله هو كثير الرحمة.

23 – هل هنالك ما يبرر العلماني الذي يدخل الى قدس الأقداس هربا من ذنب اقترفه، او يدخله بسبب مرض ما بدون اذن؟
ج: اذا التجأ العلماني فدخل الى قدس الأقداس الذنب اقترفه، ارى ان لا لوم عليه في ذلك. الا ان ذلك لا يحرره من الذنب.

24- هل يجوز للاكليريكي ان يتناول الطعام مع الهراطقة في اثناء مرافقته اياهم في الطريق، اذا صلى هو على الطعام؟
ج: لا يأذن له القانون في ذلك، سواء أصلى هو عليه ام لم يصل، حتى ولو دعت الضرورة الى ذلك.

25- وهل يلام اذا اخذ منهم شيئا يسد به حاجته؟

ج: من مقتضيات الكمال ألا يأخذ منهم شيئا، ولكن بما ان بعضهم يأخذون ليس فقط من هؤلاء بل من الوثنيين ايضا، فأرى ان السكوت أفضل.

26 – هل هنالك حرج من السلام الذي يعطيه الهراطقة للمؤمنين بداعي المحبة الطبيعية، علما بان رأيهم (الهراطقة) لا يتفق قط ورأي المؤمنين؟

ج: اذا كان الهراطقة يودون ان يعطونا السلام عن محبة مقبلين الرأس او اليدين فقط، دون ان تعطيهم قبلة الفم، أرى انه لا حرج من ذلك، على أمل ان يكون ذلك لخيرهم.

27 – هل هنالك انتقاص، اذا توفي أحد اكليروسنا، ان يجنزه الهراطقة نظرا الى ضيق هذا الزمان، علما بانه لم تكن له رغبة في هذا مطلقا؟

ج: في هذا الزمان، كثيرون من اكليروسنا الذين يرقدون في المدن او القرى يتولى الهراطقة دفنهم والصلاة عليهم، ولا يسمحون لنا بالصلاة امام النعش، بل في البيت فقط. وفي هذا الصدد أرى انه لا لوم علينا.

28- هل يجوز ان يدفن المؤمن في مقبرة الهراطقة؟

ج: لا يجوز ذلك ان لم توجد هنالك ضرورة وهي عدم وجود مقبرة للمؤمنين.

29- اذا صادف وتوفي احد المؤمنين في بلد الهراطقة، وكان قد اقسم على اقاربه بألا يقوم الهراطقة بمراسيم دفنه في موته، فهل يجوز دفن جثمانه من دون صلاة هؤلاء المضادين في حالة عدم وجود (كهنة) مؤمنين هناك؟

ج: في مثل هذه الظروف ينبغي على اقرباء المتوفى ان يهتموا جهد الامكان بان يشيع ويجنز من (كهنة) مؤمنين، واذا تعذر هذا فالافضل ان يدفن من دون صلاة.

30 – هل تتم المعمودية من دون الميرون المقدس او التي تتم بمسحة الصلاة فقط؟

ج: لا تتم المعمودية قط من دون مسحة القدس أي الميرون.

31 – هل يمكن اختتام المعمودية من دون صلاة، او اعتبار الماء الذي يغسل به الكاهن يديه كافيا لاختتامها؟

ج: ان الامور التي تخضع للعادة والتي لا لوم فيها، ولو ان القوانين لم تنص عليها فلا تحتاج الى بحث.

32 – هل يجوز للفتاة التي لها عادة النساء ان تدخل الكنيسة للصلاة؟

ج: يجوز لها ذلك، ولكن لا يأذن لها القانون في تناول الاسرار الالهية لا لكونها نجسة بل تكريما للاسرار.

33- هل يجوز للشماسة ان تناول الذكور ممن سنهم ثلاث سنوات وما فوق؟

ج: لا يجوز لها ان تناول الصبي الذي يبلغ عمره خمس سنوات وما فوق.

34 – هل يجوز لها ان تقوم باحدى خدمات المذبح، غير التي بينها وبين الاخوات التي معها؟

ج: لا يأذن لها القانون قط في دخول المذبح في حالة وجود قسيس او شماس، ولكن يجوز لها ذلك اذا وجد قسيس في اديرتهن من دون شماس.

35- هل يجوز لها ان تضع البخور (في المبخرة) وترفع صوتها، او ان تتعلم صلاة البخور بالاضافة الى صلاة التوبة؟
ج: ان ما يمنعها من رفع صوتها حين تضع البخور، هو بعينه يمنعها من ان تتعلم صلاة البخور. اما صلاة التوبة فتقدم الله بقلب منسحق وبصمت.

36 – هل يجوز لها ان تغسل امتعة القدس؟

ج: يجوز لها ذلك.

37 – هل يجوز لها ان تناول او تتناول الكأس في حالة الضرورة، وهي في عادة النساء؟

ج: لا يجوز لها في هذه الحالة ان تدخل وتدنو من القدس.

38 – هل يجوز لها ان تسكب خمرا او ماء في الكأس؟

ج: يجوز لها ذلك باذن الاسقف فقط.

39- هل يجوز لها ان تأذن الاخت، بسبب ضرورة المرض، في الدنو من آنية القدس؟

ج: لا يجوز ذلك الا عند ضرورة المرض القصوى او لأمر اضطراري.

40 – هل يجوز لها بسبب مرض – ان تأذن الاخت في ان تهيء القناديل او ان تدخل الى المذبح لتنظف. فاذا كان لا يجوز لها ذلك. أفهل يجوز للقسيس ان يأذن فيه من دون اذن الاسقف.

ج: يجوز لها ذلك، اذا كانت لا تقوى – بسبب المرض – على تهيئة القناديل او الدخول الى المذبح للقيام ببعض الخدم الضرورية، لان زمن الشدة يسمح بان تدبر مثل هذه الأمور اداريا بدون النظر الى دقة القانون.

41 – هل يجوز للشماسة الدخول بدون اذن الى المذبح اذا اتفق ووجدت في كنيسة غير كنيسة ديرها سواء أكاد للرجال ام للنساء؟

ج: لا يجوز لها الدخول الى مذبح الكنيسة الخاصة بدير الرجال، حتى ولا الخاصة بدير النساء غير ديرها، اذا لم تقض الضرورة ذلك.

42- هل يجوز لها ان تتلو الانجيل كالعادة. وهل يجوز للاخوات قراءة الاسفار القدسية كالعادة في اجتماعاتهن العامة ام لا؟

ج: يجوز لهن ذلك.

43- اذا وجدت مائدة الهراطقة عندنا، ما الذي يجب ان يصنع بها؟ واذا احتاج الأمر فهل يمكن وضعها في المذبح لاستعمالها في امور بسيطة؟

ج: لا يجوز وضع مائدة الهراطقة النساطرة في المذبح. ولكن يمكن وضعها في بيت الشمامة واستعمالها في أمور بسيطة.

44- واذا صادف ووجد قربانهم (الهراطقة) ما الذي ينبغي ان يصنع به؟

ج: اهربوا من قربانهم مثلما تهربون من السم القاتل.

45- ما العمل بالنسبة الى قرن مسحتهم (اناء الميرون)؟

ج: اذا كان هذا القرن من الفضة او القصدير، يذوب ويصنع ثانية ليستعمل لمسحة المرضى.

46 – ان صادف وجيء من بلاد الفرس والروم بمائدة او طبليت او قرن المسحة او القربان نفسه، ولم يعرف من اين جيء به الينا. ما الذي يجب ان يصنع به؟

ج: من جهة الموائد التي جيء بها من بلاد الفرس، فقد سبق فأمر عنها السعيد الذكر القديس مار أبس ألا يقدم عليها القربان في بلاد الروم. اما القربان الذي يوجد عليها فيجب ان يوضع في مكان شريف او يدفن في الارض او في الجدار، اذ لا يمكن ان يكون قد قدمه الارثوذكسيون.

47- اذا صادف ووجدت طبليث، وهنالك من يقول نقلا عن آخرين، انها تكرست من قبل الارثوذكسين. ما الذي يجب ان يصنع بها. فهل يجوز تصديق القائلين نقلا عن الآخرين انها للارثوذكسيين، مع العلم انهم اناس صادقون، او تترك بدون استعمال كطبليث الهراطقة؟

ج: اذا كان القائلون انهم سمعوا من آخرين انها تكرست من قبل الارثوذكسين، اناساً صادقين، فلتكن لاستعمال المذبح دون ان يقترب عليها البتة.

48 – هل يمكن تكريس طبليث مؤلف من قطعتين؟

ج: لا يجوز اطلاقا تكريس مثل هذه الطبليث.

[1]  ان المرجح ان المقصود بهذا المزمور هو مزمور ال ۱۱۸.

[2]  لم يكن يسمح بالعماد خلال الصيام الاربعيني، حتى الوقت المشار اليه في هذا القانون.

Scroll to Top