درجت الكنيسة منذ فجر وجودها وحتى اليوم على عقد المجامع وسن القوانين والشرائع، حفاظا على الايمان وتقويما لسلوك المؤمنين. واول مجمع مسيحي، عقده الرسل في اورشليم سنة ٥٠م وسنوا فيه قوانين تتعلق بالامتناع عن بعض المحرمات. وفي القرن الثالث عرفت (الديدسقالية) وهي مجموعة من القوانين والشرائع المنسوبة إلى الرسل. ثم كانت المجامع المسكونية وما سنته من قوانين وانظمة. ولما انقسمت الكنيسة، واصبح لكل كنيسة كيان خاص وظروف ومشاكل خاصة، كان من الطبيعي أن تدرس كل منها ظروفها وتحل مشاكلها على حدة، فبرزت من هنا المجامع الخاصة التي كانت تعقد كلما اقتضت الحاجة.
وقد عقدت الكنيسة السريانية عبر اجيالها مجامع عديدة سنت فيها قوانين في شتى مجالات الحياة، الروحية منها والاجتماعية، منها ما اختص بفئة معينة کالاكليروس والنساك، ومنها ما عم سائر ابناء الكنيسة.
وبالرغم مما لهذه القوانين من أهمية وقيمة تاريخية واجتماعية وروحية وثقافية، فقد ظلت منحصرة داخل الكنيسة السريانية، حيث لم يُعنَ بترجمتها الى اللغات الأخرى، حتى القرن الماضي حين نشطت حركة الاستشراق، اذ عكف بعض المستشرقين على دراستها وتحقيقها وترجمة ونشر ما تيسر لهم منها، ولاسيما ما يختص بالحياة الرهبانية السريانية التي استهوتهم فأولوها اهتماما بالغا، وقد اشاد بها الكثيرون، ومنهم الدكتور فوبوس حيث جاء في مطلع مقدمته لكتابه، الوثائق السريانية والعربية. قوله: ” ان مجالا مهما وواسعا للبحث كان قد أهمل، وهو تاريخ الحياة الرهبانية السريانية التي تتجسم في حياة الأديرة. ان هذه الظاهرة لا تعتبر فصلا مهما من تاريخ المسيحية السريانية فحسب، بل ان اهميتها ابعد من ان تستقصى، وهي باعث روحي يعمل ليس فقط ضمن نطاق السريان الشرقيين، بل انه اثر كذلك في نواحي عديدة من تاريخ الحضارة، وفي ميدان الثقافة السامية واللاسامية في الشرق الأوسط وفي آسيا الوسطى والشرقية وحتى في افريقيا”.
ونظرا إلى هذه الأهمية فقد عزمنا على نقل هذه القوانين إلى العربية لاسيما وان هذه اللغة العريقة لم تحظ منها الا بنزر يسير، وما نقل منها اليها فبلغة ركيكة غير مهذبة اقرب الى العامية منها إلى الفصحى.
وتحتفظ الخزانة البطريركية في دمشق بنسخة فريدة من القوانين كتبت عام ١٢٠٤ م تتضمن الى جانب قوانين المجامع الاقليمية والمسكونية، مجموعة ممتازة من قوانين المجامع السريانية التي لم يتم نقلها حتى الآن إلى أية لغة. وعليه فقد عمدنا على نشر هذه القوانين بصورة خاصة. فالقوانين التي سنقدمها للقراء الكرام هي سريانيه بحتة، ذلك اننا ضربنا صفحا عن قوانين المجامع الملتئمة في انطاكية وما جاورها بالرغم من أن معظم اعضائها كانوا سريانا، كما وان ما سنقدمه سوف لن يقتصر على قوانين المجامع، بل سيشمل كذلك القوانين التي وضعها بعض أئمة الكنيسة ولاسيما في ما يختص بالحياة الرهبانية.
وسنبدأ هنا بعرض قوانين القديس مار را بولا مطران الرها الخاصة بالحياة الرهبانية، بعد ان نقول كلمة موجزة عن حياته.
القديس مار رابولا الرهاوي
من مشاهير السريان علما وزهدا وفضيلة. ولد في قنسرين في أواسط القرن الرابع، من اسرة وثنية عريقة في الثراء. وبالرغم من ان والدته كانت مسيحية، فقد نشأ وثنيا. غير ان نعمة الله غمرته وهو في غرة شبابه، فقادته ذات يوم الى دير مار ابراهيم الحبيس المجاور لقنسرين، فأخذ بمجامع قلبه ما سمعه من كلام الانجيل. ولم يبرح الدير حتى كان الايمان قد عمر قلبه، ثم رافق مار اوسابيوس اسقف سميساط الى مار اقاق اسقف حلب حيث تمرس باعمال الفضيلة و رسخت في نفسه اصول الإيمان القويم. ولدى عودته باع كل امواله ووزعها على الفقراء والمحتاجين، وهجر زوجته وانصرف الى عبادة الله موغلا في الزهد والتعبد، فعطر عبير سيرته الطاهرة الارجاء وطارت له بذلك شهرة مستفيضة. ومن أجل اعماله ذهابه مع اخيه الى بعلبك حيث ناديا بالانجيل صابرين على صنوف الاضطهادات[1].
ولما توفي مار ديوجين اسقف الرها، اجمع الاساقفة على اختياره خلفا له. فقصدوا دير مار ابراهيم حيث كان يتردد للمتعبد، وارغموه على الرضوخ لمشيئة الله وقبول الاسقفية. فرسم عام ٤١١ م، فساس رعيته نحو ٢٤ سنة ثم جاور ربه عام ٤٣٥ م.
لقد احاط رعيته برعاية منقطعة النظير، فكان شديد الحرص على القطيع، وأبا رئيفا لكل فرد، يحدب على الفقراء ويعنى بالأرامل والايتام. وقد خص اكليروسه بعناية بالغة، فهذبهم وثقفهم، ووجههم إلى ما فيه خير المؤمنين وخلاص النفوس، وجعل لهم نفسه مثالا يحتذى. فكان يقول لهم” انظروا أيها الأخوة: لقد سمت بنا درجة الكهنوت الى العلاء حتى أخذ الشعب يشرأب بأعناقه الينا ليقتدي بنا، فلا يكونن احدنا حجرة عثرة”.
والی جانب ما امتاز به من مجالي التقى والفضيلة، فقد نال من الآداب السريانية واليونانية قسطاً وافراً. فنقل بعض المؤلفات اليونانية إلى السريانية، وصنّف بضع عشرات من الأناشيد الدينية للاعياد السيدية، ودبج نيفا واربعين رسالة وانفذها إلى بعض الأساقفة وذوي النسك والزهادة، ووضع /89/[2] قانونًا لسلوك القسوس والرهبان والراهبات[3]، وهي القوانين التي نحن بصددها، وهي تعكس علينا سيرته الحميدة. ومنها تستطيع الوقوف على حقيقة شخصيته الانسانية التقوية الغيورة على الإيمان، فمنها مثلا تبدو غيرته الوقادة على المعتقد القويم وشدة تمسكه باهدابه، وذلك بأمره الرهبان باحراق جميع كتب الهراطقة. واليكم هذه القوانين:
قوانين للرهبان
1ـ ليحذر الرهبان، قبل كل شيء، من دخول النساء أديارهم على الاطلاق.
2ـ لا يتردد رهبان الدير الى القرى ما خلا زائر[4] الدير وحده الذي يجب ان يحافظ بدوره على فضيلة العفة.
3- على الزائر الذي يدخل أية مدينة أو قرية الا يتجول في البيوت، ولا يبيت بين العلمانيين، بل في الكنيسة، أو في دير إن كان قريبًا.
4- لا يشرب الرهبان خمرا لئلا يجدفوا، وليحذروا بالازيد من ان يبتاعوا ويشربوا.
5- لا يرخ الرهبان شعرهم، ولا يرتدوا أو يعلقوا الحديد، ما عدا الحبساء الذين لا يغادرون امكنتهم.
6- لا يرتد الزائرون المسوح لدى مغادرتهم الدير في عمل ما، كما ولا يرتديها أحد من الرهبان خارج الدير خشية أن تهتك حرمة الاسكيم.
7- لا يمنح الرهبان زيتا لاحد، ولا سيما للنساء، ولكن ان وُجد بينهم مَن خصه الله بنعمة ظاهرة (للشفاء) فليمنح زيتا للرجال، واذا وجدت نساء مدنفات فليرسل اليهن بواسطة أقاربهن.
8- لا يحتفل بالذكرانات بحضور علمانيين، بل لتقتصر على أخوة الدير فقط.
9- لا يقتن الرهبان غنما او معزا او خيولا او بغالا وما اليها من البهائم، سوى حمار واحد للذين يحتاجونه، أو فدان ثيران واحد للذين يزرعون.
10- لا ينبغي ان تحفظ في الاديار كتب تتنافى وايمان الكنيسة، وكذلك لا يجوز ان توجد فيها (الأديار) تجارة البيع والشراء، الا ما يسد حاجتهم، بدون نهم.
11- لا يقتن أحد من رهبان الدير شيئا خاصا به، غير ما هو مشاع لجميع الاخوة وتحت اشراف رئيس الدير.
12- لا يسمح رؤساء الدير للاخوة الرهبان بمواجهة ذويهم أو بالتردد اليهم لئلا تضعف عزائمهم.
13- لا يترك الاخوة أديارهم بحجة المرض ويطوفوا في المدن او القرى، بل عليهم ان يتحملوا آلامهم في أديارهم حبا بالله.
14- لا يترك الرهبان مساكنهم ويعنوا بالدعاوى بالنيابة عن الغير، أو يذهبوا الى المدن أو عند القضاة.
15- لا يعطل الرهبان الاوقات المفروضة للخدمة (الصلاة) ليل نهار، بحجة عمل أو انشغال.
16- ليستقبلوا (الرهبان) الغرباء بعطف ومحبة، ولا يغلقوا الباب في وجه أحد من الاخوة.
17- لا يُقم أحد من الاخوة منفردا، الا الذي اختبرت اعماله بمرور الزمن.
18- لا يحل لراهب أن يكتب لأحد آية من الكتاب ” المقدس ” كتعويذة.
19- لا يتجرأ أحد الاخوة من غير القسوس والشمامسة، على مناولة القربان.
20- ان الذين رسموا كهنة أو شمامسة في الاديار، ثم سلمت اليهم خدمة كنائس في القرى، فليعين رؤساء الاديار في اديارهم بدلا منهم من اجتازوا مرحلة الاختبار، وبامكانهم ان يديروا الاخوة، اما هم فليواظبوا على خدمة كنائسهم.
21- لا ينبغي ان تبقى عظام الشهداء في الاديار. فمن حاز منها شيئا فليأت به الينا، حتى اذا كانت ثابتة حفظت باكرام في بيت الشهداء (القديسين)، والا وضعت في المقابر.
22- من اراد من الرهبان ان يصنع له تابوتا فليوار تحت الأرض بحيث لا يرى البتة.
23- اذا انتقل من العالم راهب او رئيس أحد الاديار، فليدفنه رهبان ذلك الدير وحدهم بهدوء وسكينة، واذا كانوا لا يفون بالحاجة، فليدعوا لمشاركتهم رهبان أقرب دير اليهم، ولا يجمعوا أهل القرى والعلمانيين للاحتفال.
24- اذا اشترى أحد قمحا لحاجة الدير، فلا يتقاضَ ربحا عليه اذا ما باع منه، بل فليبعه بالسعر الذي كان يباع به في اثناء البيدر، من دون ان يطمع باسم الدير.
25- لا يقبل احد في الدير راهبا ينتقل اليه من دير آخر، ما لم يكن يحمل توصية من رئيس الدير الذي كان مقيما عنده.
قوانين وتنبيهات للكهنة والرهبان للقديس مار رابولا الرهاوي
1- قبل كل شيء يتوجب على ابناء الكنيسة ان يفقهوا ايمان الكنيسة المبين لئلا يضلهم الهراطقة.
2- لا يقم مع النساء أحد من الزائرين او القسوس او الشمامسة او الرهبان الا من كانت أمه او اخته أو ابنته. وكذلك لا يجوز اسكانهن خارجا عنهم والتردد اليهن.
3- لا يلزم القسوس والشمامسة والرهبان، الراهبات لينسجن لهم ثيابا بالقوة.
4- لا يجوز ان تخدم القسوس والشمامسة، نساء ولا سيما الراهبات.
5- لا يأخذ القسوس والشمامسة والزائرون رشوة من أحد ولاسيما ممن لهم دعوى جارية.
6- لا يفرض القسوس والشمامسة ضرائب على الرهبان والعلمانيين، حتى ولو أمرهم بذلك الذين هم في المدن، بل فلتسد حاجات الكنيسة من الذين يعطون بمحض ارادتهم.
7- عندما يزور الاسقف قرية ما، لا ينبغى ان تجبى باسمه ضرائب من العلمانيين، بل فلينفقوا في الكنيسة ومن الكنيسة ما يكفيه، وان لم يوجد في الكنيسة ما ينفق، فلا يعط له شيء.
8- لا يجوز ان يطلب الكهنة هدايا الاعياد او حسنات عن الجنازات باسم الفقراء بالقوة، بل فليتركوها لارادة من يعطي.
9- لا يتقاض القسوس والشمامسة والرهبان والراهبات رباً أو فائدة، ولا يلجأوا الى جميع حيل المكاسب الخسيسة.
10- لا يسمح الكهنة لرهبانهم وراهباتهم بالسكني مع العلمانيين الا مع ذويهم أو مع بعضهم البعض.
11- ليواظب جميع ابناء الكنيسة على الصوم وليعكفوا على الصلاة، وليهتموا بالفقراء وينتصروا للمظلومين بلا رياء.
12- ليهتم كهنة القرى جميعا بالفقراء الذين يلجأون اليهم، وليعملوا على راحتهم، وبخاصة الرهبان منهم.
13- لا يرشح الزائرون الى درجة الكهنوت رجلا فيه لوم، ولا من لا يزال تحت نير العبودية، بل ليتقيدوا بما يأمر به الرسول (بولس).
14- لا يجوز ان يكل الزائرون الى أي كان سماع الدعاوى، بل الى الذين عرفوا بالخبرة بانهم لا يحابون.
15- ليعتن القسوس والشمامسة بالرهبان الذين ضمن مقاطعتهم، وليهتموا بهم اهتمامهم بأعضائهم، وليحثوا العلمانيين ايضا ليسهموا معهم في الأمور المادية. ولا تلج النساء ابواب اديارهم.
16- حينما توجد كنيسة، يجب ان يخصص فيها دار لراحة الفقراء الذين يفدون الى هناك.
17- اطردوا من كل مكان السحرة والمشعوذين ومن يرقون رقية ويمسحون الرجال والنساء باسم التطبيب، وخذوا منهم كفلاء بانهم لن يدخلوا منطقتكم بعد.
18- لا يسمح للراهبات أن يذهبن الى الكنيسة او يعدن منها في الليل فرادی، وان امكن فليقمن سوية، وكذلك الأمر بالنسبة الى الرهبان.
19- اذا وجد محتاجاً أحد الرهبان او احدى الراهبات، فلیعتن به قسوس او شمامسة قريته، وان لم يتمكنوا فليخبرونا لتكفف حاجتهم، لثلا بسبب الحاجة يلجأون الى عمل ما لا يليق.
20- ليتعلم الرهبان المزامير، اما الراهبات فالمداريش (أناشيد دينية) أيضا.
21- لا يهن القسوس والشمامسة والرهبان والراهبات اسم الله، فيحلفوا به كذبًا كان أم صدقًا، بل (ليتصرفوا) بحسب الوصية.
22- لا ينزل الزائرون والقسوس والشمامسة في النزل او الفنادق عندما يزورون المدينة، بل في دار الضيافة الخاصة بالكنيسة، أو في الاديار التي في الخارج.
23- ليمتنع القسوس والشمامسة والرهبان والراهبات عن الخمر واللحم. وان وُجد بينهم من كان نحيف الجسم، فليستعمل قليلا كما هو مكتوب. اما السكيرون الذين يترددون الى الخمارات فليطرحوا خارج الكنيسة.
24- لا يطمع الذين تتلمذوا للمسيح في اقتناء ما يزيد عن حاجتهم، بل ليوزعوه على الفقراء.
25- لا يعمل القسوس والشمامة والرهبان حراساً للبيادر او الكروم، أو اجراء عند العلمانيين.
26- لا يصر القسوس والشمامسة والرهبان وكلاء او رؤساء لدى العلمانيين، ولا يكفلوا دعوى اقربائهم ولا يعنوا بدعاوى أحد كائنا من كان، ويترددون إلى القاضي باستمرار.
27- ليواظب القسوس والشمامسة والرهبان والراهبات على خدمة الكنيسة ولا يهملوا أوقات الصلاة وقراءة المزامير ليلا ونهاراً.
28- احرموا العلماني الذي يتجاسر ويتزوج راهبة وكبلوه وارسلوه الى القاضي في المدينة، وان كانت الراهبة قد فسدت بارادتها فلتقدم هي الأخرى (الى القاضي).
29- اذا سقط الرهبان او الراهبات من رتبتهم، ابعثوهم الى الاديار للتوبة وان رفضوا البقاء في الدير، لا يقبلوا في الكنيسة بل ليمنعوا وأباؤهم فترة مناسبة من الزمن.
30- لا تقبل في التلمذة (الرهبنة) امرأة متزوجة من دون ارادة زوجها، ولا رجل متزوج دون ارادة شريكته، لئلا يجدف على اسم الله.
31- لا يناول الكهنة قربانا، بدون اذن منا، للذين يسقطون في الزنا.
32- لا يتجاسر أحد من القسوس او الشمامسة او ابناء الكنيسة فيضع أواني عادية الى جانب آنية القدس في صندوق أو خزانة.
33- لا يتجاسر أحد فيقدم على مناولة القربان ما لم يكن قسيسا او شماساً.
34- عاملوا جميع ابناء القرى بالاكرام اللائق بهم، ولا تحابوا او تظلموا الفقراء.
35- لا تعاقبوا (تجلدوا) أحدا، واذا كان هنالك داع إلى المعاقبة، فاما اجلدوا الى حد التخويف، او اسلموا المذنبين الى القضاة المدنيين.
36- اخصموا الخلافات ولا تدعوا المتخاصمين ان يأتوا ويعنَّوا في المدينة. اما الذين لا يسمعون منكم فقدموهم أمامنا.
37- لا يؤذن للرهبان في حضور اجتماعات او أماكن اخرى بدون مرافقة القسوس اياهم، ولا للراهبات بدون شماسات.
38- لا يتوجه أحد من القسوس او الشمامسة او الرهبان الى دار الولاية أو يسافر الى مكان ناء تاركا كنيسته من دون أمرنا، حتى ولو كان سفره لمصلحة قریته او كنيسته.
39- ليهتم جميع الكهنة بخدمة بيت الله، وليعملوا كل ما يتطلب لتنظيمه، ولا يطعموا المواشي في الكنيسة، لئلا تهدر كرامة بيت الله.
40- البريودوط (الزائر) او القسيس او الشماس الذي ينتقل من هذا العالم، ليترك كل ما له للكنيسة.
41- لا يكفل القسوس او الشمامسة او الرهبان احداً، لا كفالة خطية ولا غير خطية.
42- ليقم القسوس والشمامسة في الكنيسة، وان امكن فالرهبان ايضا.
43- ليهتم القسوس والشمامسة بايجاد وتلاوة الاناجيل المنفصلة[5] في جميع الكنائس.
44- ليتل الانجيل، القسوس لا الشمامسة حيث يوجد قسوس، وكذلك ان وجد قسوس، هم ينبغي ان يعطوا البركة (الرسم).
45- لا يعين علمانيون وكلاء للكنيسة، الا حيث لا يوجد رهبان اكفاء لذلك.
46- لا يشرب الرهبان او الراهبات خمرا في وليمة الموتى.
47- لا تقبلوا وثيقة ما مزورة، وتأتوا بسببها اعمالا تتنافى والعدالة.
48- لا يشترك ابناء الكنيسة مع الهراطقة قولا وفعلا.
49- لا يسمح لاحد من الهراطقة ان يقيم في الدير، ولا يناول الاسرار أحد من الهراطقة الذين يحضرون الكنيسة والشك يخامرهم.
50- ابحثوا عن كتب الهراطقة وأنيتهم البيعية في كل مكان، وحيثما وجدتم منها، فاما ان تأتوا به الينا او تحرقوه بالنار.
51- لا يقدموا الهراطقة الى المعمودية بدون تمييز، بل يجب ان يختبر هؤلاء اولا ومن ثم يقبلون.
52- لا يناول الكهنة القربان، للممسوسين لئلا يدنس القربان بشركة الأبالسة.
53- اقطعوا الاشجار المكرسة للشيطان ولينفق ثمنها على كنائس المنطقة، واذا وجدت في مكان ما بقايا هيكل الاصنام، لتنقض بهدوء ومن دون ضوضاء.
54- شيدوا كنائس حيث لا توجد، وجددوا الموجودة منها، وليكن لها امكنة للمرتلين، وباحات ثابتة.
55- لا يتجاسر أحد ابناء الكنيسة ممن اطلق عليهم اسم المسيح، فيجبَّ نفسه.
56- لا يطلق رجل امرأته ما لم يمسكها بالفجور، وكذلك المرأة لا تطلق بعلها لاسباب تافهة.
57- لا يجوز لاحد ان يتزوج ابنة اخته او ابنة اخيه، ولا خالته أو عمته.
58- لا يصعد الرهبان الى قسطروم[6] المذبح، ولا يدخل بطعام الى مكان المرتلين، ولا يجوز ان يأكل هناك الكهنة، ولا أن يأكل احد في الهيكل، ولا ان يوضع شيء ما خلا آنية القدس (القربان).
59- لا يأخذ القسوس والشمامسة حسنات ممن يتناولون القربان، في اثناء مناولتهم إياهم.
[1] تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية لقداسة سيدنا البطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثالث من ٦٦.
[2] اللؤلؤ المنثور للطيب الذكر البطريرك افرام الأول برصوم ص ۲۰۸.
[3] لقد دمجنا بعض هذه القوانين اكمالا للمعنى لذا جات هنا / ٨٤/ قانونا.
[4] هو كاهن يعين لزيارة المدن والقرى وتفقد شؤون الكنائس فيها.
[5] اي بحسب البشائر الاربع كل منها على حدة، ذلك من العادة في معظم كنائس الشرق كانت قد جرت على استعمال الانجيل الموحد (الدياطسرون).
[6] هو المكان المخصص لجوقتي الترتيل في الكنيسة، ويقع ما بين الهيكل والمذبح.