الميمر 171
من قراءات اللاهوت تقتني النفس غنى عظيما فيما لو صادفتها بمحبة، انها موضوعة كالينبوع لعطش العالم، وكل من هو عطشان يشرب منها الحياة كل يوم، الكتب الالهية هي جداول مباركة، يا جميع العطاش هلموا واذهبوا واشربوا ماء الحياة، الانهار لشرب الاجساد والحيوانات، وهوذا قراءات اللاهوت للنفوس، ايها المتميز اعطِ الجسدَ الماءَ ليشرب، واعطِ النفسَ الكتابَ لتقرأ وتتلذذ به.
تفسير مثل الملك الذي صنع وليمة لابنه: ملك العالم هو الله، الوليمة هي البشارة، العبيد هم الرسل، المدعوون هم الشعب، والعميان والمشلولون هم الشعوب، الالبسة تعني كل الفضائل، والالبسة الوسخة تعني كل الرذائل. لا يدخل احد الى الوليمة التي صنعها الملك لوحيده الا من باب المعموذية، وهوذا باب المعموذية مفتوح لكل من ياتي.
مجيء الملك في نهاية العالم: هوذا المتكأ مليء بصالحي وطالحي كل العالم، لقد كُتب بان الملك خرج ليرى المدعويين، وهذا الواقع لا يتم الا في النهاية، الآن الصالحون والطالحون متكئون في الوليمة ويتنعمون جميعهم كما دُعيوا الى الوليمة، الى الآن كان الشعب يلام لانه لم يشأ ان يدخل الى الوليمة، لقد دخل جميع الشعوب و لم يرد هو ان يدخل، من الآن وصاعدا بكاء عظيم وصريف الاسنان على ذلك اللابس الالبسة الوسخة في الوليمة، الويل للشعب الذي صار غريبا عن الوليمة، الويل ايضا لمن البسته هي وسخة في الوليمة.
اليهودي والآرامي يذمان ما لم يدخلا الى الوليمة بثياب نظيفة: اليهودي ملام لانه لم يشأ ان ياتي كما دُعي، وملام الآرامي لو لم يلبس الالبسة الجيدة، ايها الشعوب لقد اتيتم فهلموا الى العرس كما يليق به بقداسة وبسِيَر البرارة.
الرجل الذي طرد من الوليمة ليس يهوديا بل هو من الشعوب: هذا الشقي الذي خرج ليس يهوديا لكن معتمذا دخل الى العرس وهو من الآراميين، اليهودي لم يدخل دخولا الى العرس، لانه لم يرِد ان ياتي ولم يرَ تلك الوليمة.
التوبة ممكنة في هذا العالم فقط: هناك لا يقبلون التوبة ولا الطلبة ولا التوسل لان كلمة الملك لا تُعاكس، هنا يمكن عكس كل الافعال، ومن سقط يسهل عليه القيام لو شاء، ومن هو لابس الالبسة الوسخة يغسلها بالدموع التي تنظف اكثر من النار التي تطهر الوسخ.
دعوة المؤمن الى ارتداء الالبسة الجيدة: خَف ايها السامع وافزع لعلك انت هو اللابس البسة وسخة في الوليمة، خَف ايها القوّال وانظر هل ان البستك هي جميلة،؟ ولو ليست جميلة اغسلها بالتوبة. مثل ابن الله العظيم كان يقصدك، وكان يقول لك حتى يفزعك من الشرور، الكلمة عمومية ليستفد كل واحد لما تقال، لان ابن الله يقول لكل واحد حتى يحيا معه، لليهود وللآراميين ولليونان ولجميع الشعوب ولكل من له اذنان ليسمع، احزن كثيرا لاجل اليهودي الذي لم يرِد ان يدخل، واطلب المراحم من الملك لئلا تخرج انت.
المخطوطتان: روما 118 ورقة 137 (ناقص)؛ روما 117 ورقة 329
– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. السروجي لا يستعمل في المقدمة الاسلوب الشخصي. يستعمل عبارة يا احبائي. يطلب من الرب ان يغسل ثيابه الوسخة بدمه ويجعل جسده لباس المجد له في الوليمة. في هذا الميمر نجد السروجي يحزن على اليهودي الذي لم يشأ ان يدخل الى الوليمة، ويقول بصريح العبارة من أُخرج من الوليمة كان آراميا معمذا لا يهوديا. مثل هذه العبارة نادرة، لا بل غير موجودة، في ميامره، لانه عادة يتكلم بقسوة على اليهود الذين ينعتهم بالمسمومين اكثر من الحية السامة. قد تكون هذه العبارة اشارة الى فترة تاليف الميمر إبان شيخوخته ونضوجه اللاهوتي المتسامح اي في حوالي سنة 515-519م.
للقديس مار يعقوب
الميمر 171
على ذلك المثل الذي قاله ربنا: يشبه ملكوت السماء رجلا ملكا صنع وليمة لابنه
(متى 22/1-14؛ لوقا 14/15-22)
الكتب الالهية جداول مباركة لارواء البشر
1 من قراءات اللاهوت تقتني النفس غنى عظيما فيما لو صادفتها بمحبة،
2 انها موضوعة كالينبوع لعطش العالم، وكل من هو عطشان يشرب منها الحياة كل يوم،
3 الكتب الالهية هي جداول مباركة ، يا جميع العطاش هلموا واذهبوا واشربوا ماء الحياة،
4 الانهار لشرب الاجساد والحيوانات، وهوذا قراءات اللاهوت (لشرب) النفوس،
5 ايها المتميز اعطِ الجسدَ الماءَ ليشرب، /552/ واعطِ النفسَ الكتابَ لتقرأ وتتلذذ به،
6 النفس عطشانة الى الينبوع الموجود في الكتب، وتضع فمها وتشرب منها الحياة كل يوم،
7 النفس معذبة من مؤانسات العالم الشرير، وهي مليئة بالحواس والشهوات غير الجميلة،
8 الضلالة العظمى تقف في وجهها كالدخان وتعميها ولا تسمح لها ان ترى جيدا،
9 ومحبة العالم تتحايل على النفس لتُظلم، وتصير عمياء لما ترتبط بالشهوات،
10 لكن لو تفتح الكتاب وتقرأ بمحبة عظيمة، تستنير حالا وترى الجمال الذي لا يُدرك،
11 ويدخل النور من القراءة الى الفكر كالشعاع من القرص الى بؤبؤ العين،
12 وتهبّ ريح الكتاب من بين الاسطر، وترفع دخان الضلالة عن الفكر،
13 وكلما كانت المحبة مرتبطة بالقراءة، كلما (كانت) النفس نقية ومليئة نورا ولا تضطرب،
14 يحسد الشرير ويطرق (الباب) حالا مثل الحاكم حتى يبطل الكتابُ بافكار العالم المقلقة،
15 ولو كانت محبة النفس مرتبطة بالقراءة، ستحتقر وترذل كل النشاطات لاجله،
16 ولو ازدادت محبة العالم بطلت القراءة، /553/ فتدخل افعال لا تنتهي وينتهي العالم،
17 ايتها النفس التي تريدين ان تعيشي حسنا مع الله، اربطي محبتكِ بقراءة اللاهوت،
18 وأسكِتي منادمات العالم المضطربة وابطليها وازيليها عن فكركِ،
19 وانصتي الى الكتاب الذي يكوي الجرح، ويشفي المرض، ويعتني ويضمد ويصلح النفس بالشفاء.
ابن الله تكلم بالامثال والالغاز والاحجيات
20 ابن الله تكلم بالامثال والالغاز واخفى كلماته في القراءات لاجل المساعدة،
21 طمر كنوزَه مثل الغني بين الاسفار حتى يحفر مَن يحب ويُصعد وياخذ ويغتني،
22 تكلم بالامثال والالغاز والاحجيات، ومن له اذنان ليسمع يفهم.[1]
مثل الملك الذي صنع وليمة لابنه: المدعوون يعتذرون
(لوقا 14/18-20)
23 قال: يشبه الملكوت السماوي رجلا ملكا صنع لابنه عرسا عظيما،[2]
24 وارسل عبيدَه ودعوا المدعويين ليجلبوهم ليسعدهم في الوليمة العظمى التي صنعها،
25 وخرج وذهب عبيدُ الملك ودعوا المدعويين، وبدأ هولاء يعتذرون عن الوليمة،
26 اجاب واحد لعبيد الملك قائلا: اشتريتُ ثيرانا وانا ذاهب لاجربها،[3]
27 وقال آخر: اخذتُ امرأة وانا مهتم بامور /554/ البيت، فلا اذهب الى الوليمة،[4]
28 وقال آخر: اشتريتُ قرية وانا منشغل لكي اتفقدها، فلا اذهب الى الوليمة،[5]
29 كل واحد منهم كان يعتذر لاسباب مختلفة، ولم يريدوا ان ياتوا الى عرس الملك الذي دُعيوا اليه.
دعوة العميان والمشلولين والفقراء الى الوليمة (لوقا 14/21-24)
30 وخرب الاتقان وبطل الاستعداد كله، فحزن الملك لان المدعويين لم يريدوا ان ياتوا،
31 وامر عبيدَه حالا لكي يخرجوا الى الطرقات والاسواق والشوارع والى كل الابواب،
32 (اجلبوا كل احد) من بين السياج ومن بين الاسترة ومن كل المواضع: العميان والمشلولين وجميع فقراء العالم كله،
33 اجلبوا كل احد ولتمتليء الوليمة التي كانت مُعدة، فصنع عبيد الملك هكذا كما أُمروا،
34 ودخلت كل الطغمات: الصالحون والطالحون من كل المواضع وامتلأ البيت وكثرت جموع الوليمة.
الرجل اللابس الثياب الوسخة في الوليمة (متى 22/11-14)
35 وخرج الملك ليرى هولاء المدعويين الذين اتوا فراى هناك رجلا متشحا بالبسة وسخة،
36 وقال له: قل لي ايها الصاحب مَن أدخلَكَ وانت غير متشح بالبسة الوليمة المجيدة،؟
37 لماذا تاتي بهذه الالبسة الوسخة الى هنا،؟ ان هذه الالبسة لا تُلبس في الوليمة،
38 وامر الملك الخدامَ وربطوا يدَيه /555/ وكتفوا رِجلَيه والقوه في الظلمة المخيفة،
39 حيث البكاء العظيم وصريف الاسنان على ذلك المتشح بالبسة وسخة في الوليمة.
لكل امثلة ابن الله غاية واحدة هي فائدة البشر
40 خافوا ايها السامعون وافزعوا وارتعبوا من تفسير المثل المخيف المليء رعبا للمتميزين،
41 ابن الله نطق الحقيقة في الجماعات وهو يعلّم ليستفيد كل واحد من تعليمه،
42 كان يتاجر بكل المعونات للعالم كله بكل الاشكال وبكل المواضيع وبكل الامثلة،
43 لكل امثلته قوة واحدة لمن يفهمون، ويهتم بها كلها ليفيد من يسمعه،
44 تحدث بها لاجل حياة البشر، ليحيا العالم وياتي عنده في كل الفرص،
45 ومن يسمع تعليمه ويحبه، يستنير ويغتني ويحيا الى الابد مع الله.
الله صنع وليمة لابنه الوحيد، والرسل دعوا الشعب والشعوب الى البشارة
46 الله ملك العوالم صنع وليمة لوحيده لتتكل البرية كلها على اسمه،
47 خرج المبشرون الى العالم ليجلبوا البشر الى تلك الوليمة المليئة تطويبات،
48 الوليمة هي بشارة ابن الله واليها دُعي الشعب والشعوب ليفرحوا بها،
49 وهرب الشعب من الوليمة لاسباب مختلفة /556/ ولم يشأ ان ياتي كما دُعي من قبل الله،
50 خرج كراريز الايمان الى كل العالم ودعَوا ولم يشأ الشعب ان يسمعهم،
51 محبة العالم وشهوة الاموال والمقتنيات صنعت ضلالة عظمى في درب الكرازة،
52 دُعي الشعب لياتي الى بيت الله ولانه كان متمسكا بالارضيات احتقر البشارة،
53 ولم يسمع المبشرين الذين اتوا وراءه، ولم يشأ ان يدخل الى الوليمة التي هي البشارة،
54 عبيد الملك اي الرسل دعوه وطردهم ولم يرِد الشعب ان ياتي معهم الى الوليمة.
العرس هو ذبيحة الجلجلة حيث دُعي جميع الشعوب
55 ذبح الآب الذبيحة العظمى على الجلجلة، ولم يرد بنو الشعب ان ياتوا كما دُعيوا،
56 بطلت بشارة الابن عندهم، وفتح الباب ولم يريدوا ان يدخلوا كما دُعيوا،
57 وبما ان عرس الصلب العظيم كان معدا فقد ارسل وراء جميع الشعوب ليجلبهم،
58 بدل ذلك الشعب الذي كان قد دُعي ولم يشأ ان ياتي ارسلهم ليبشروا كل البرية،
59 العميان والمشلولون هم شعوب الارض، لانهم كانوا عميان من التعليم الناموسي،
60 لم يعلموا ان يسيروا في درب الحق، /557/ ولهذا اراد ان يسميهم مشلولين،
61 خرج الرسل الى الطرقات والى الجهات والى المعابر والى ابواب البلدان،
62 والى الجزر البعيدة والى كل الاقاصي والى كل الاسواق والى كل مخارج العالم باسره،
63 وجمعوا وجلبوا جميع شعوب كل القبائل وكل الامم وكل اجناس العالم كله،
64 وجميع الوثنيين وجميع الضالين وجميع الهالكين وفعلة الاثم والساجدين للاصنام الباطلة،
65 والصالحين والطالحين من كل الجهات ومن كل المواعيد ومن كل الاقاصي ومن زوايا العالم باسره،
66 واتوا الى العرس الذي صنعه الملك لوحيده، وامتلأ بيت الوليمة بشعوب الارض،
67 البشارة فتحت ابوابها العالية ودخل جميع الشعوب وكل الالسنة وكل البرايا بلا احصاء،
68 دخلوا واصطفوا في الوليمة العظمى التي حدثت واتكأوا وتنعموا من اتقان الملك العظيم.
يلام اليهودي لانه لم يرد ان يلبّي الدعوة ويلام الآرامي لو لم يلبس ثياب العرس
69 الى هنا تمّت ونفذت كل الامور التي كُتبت، وسمعناها ورايناها مثلما صارت،
70 وتحقق عمليا مثل ربنا كما وُصف، فهوذا كل البرية تنظر اليه بوضوح،
71 غضب الشعب ولم يشأ ان ياتي الى الوليمة، /558/ وهوذا الشعوب قد دخلوا عند الله من كل الاصقاع،
72 وهوذا باب المعموذية مفتوح لكل من ياتي، وهوذا المتكأ مليء بصالحي وطالحي كل العالم.
الملك ياتي في نهاية العالم ليرى المدعويين (متى 22/11)
73 لقد كُتب بان الملك خرج ليرى المدعويين، وهذا الواقع لا يتم الا في النهاية،
74 الآن الصالحون والطالحون متكئون في الوليمة ويتنعمون جميعهم كما دُعيوا الى الوليمة،
75 ولم يدخل الملك ليرى المدعويين كما قيل، انه لا يدخل الا في النهاية المحتومة،
76 الى الآن كان الشعب يلام لانه لم يشأ ان يدخل الى الوليمة، ودخل جميع الشعوب و لم يرد ان يدخل،
77 من الآن وصاعدا بكاء عظيم وصريف الاسنان على ذلك اللابس البسة وسخة في الوليمة،
78 الويل للشعب الذي صار غريبا عن الوليمة، الويل ايضا لمن البسته هي وسخة في الوليمة،
79 اليهودي ملام لانه لم يشأ ان ياتي كما دُعي، وملام الآرامي لو لم يلبس البسة جيدة،
80 ايها الشعوب لقد اتيتم فهلموا الى العرس كما يليق به بقداسة وبسِيَر البرارة،
81 وبقلب نقي وبتوبة مليئة جمالا وبالصوم الذي يحتقر الشراهة والشهوات،
82 وبالتجرد الذي يبغض الذهب والمقتنيات، /559/ وبالمحبة التي تتحمل الاصدقاء والاعداء بلا تذمر،
83 وبالجسد المقدس من الزنى ومن الارتخاء، وبالنفس النقية من الافكار غير الحسنة،
84 وبالروح الطاهرة والمليئة جمالا الهيا، وبالفكر الذي يتفق كل يوم مع الله.
السقوط بين يدي الختن الملك مخيف جدا (عبرانيون 10/31)
85 يا ابناء البشارة، ان العرس الذي قدمتم اليه عظيم فلا تجلبوا له البسة وسخة وغير جميلة،
86 ياتي الختن ليرى المدعويين في الوليمة، الويل لمن يلبس البسة وسخة لما ياتي،
87 ما دام المجال بيّضوا وهيأوا ملابسكم، لانه لما ياتي الملك بالمجد تبطل الاتقانات،
88 هوذا الشعب محتقر ومرذول لانه هرب من الوليمة، ولم يشأ ان ياتي كما دُعي منذ البداية،
89 ليرَ نفسَه من ياتي ويدخل الى المتكأ، لئلا يكون محتقرا لكونه متشحا بالبسة وسخة،
90 انه لخوف عظيم الوقوع في يدَي الختن الملك، لما يصمم ان يرى مدعوي الوليمة.[6]
الويل لمن يلبس الثياب الوسخة (متى 22/11-13)
91 لما ينظر الى كل المتكأ مثل العزيز، ويكون مليئا غضبا ضد لابس الالبسة الوسخة،
92 لما يفحص كل المدعوين واحدا واحدا، وينظر الى ملابسهم [ وثيابهم،[7]
93 /560/ لما يغضب على ذلك اللابس البسة وسخة، ويهينه ويوبخه امام المدعويين،
94 لما يربط الملائكةُ يدَيه ويشدون ايضا رِجلَيه، ليخرج، ويلقونه في الظلمة كما هم مأمورون،[8]
95 لما لا يقدر الاصدقاء ولا الاحباء ان يتوسلوا حتى [يُرخوا[9] ربط الشقي في ذلك الحين،
96 لما يُعذب من قبل خدام اللهيب، ويخرج ليرث تلك الظلمة التي لا ضوء لها،
97 لما يربطه عبيد الملك بسيور النار، ولا يوجد من يتكلم او يتوسل لاجله،
98 لما ينظر اليه الاحباء والرفاق وبنو العشيرة، ولا احد يجرؤ ليتوسل لاجله لما يُطرح،
99 لما ينظر اليه كل المتكأ، وكل واحد صامت، وبسببه الرعب مستول على المشاهدين،
100 لما يخرجونه من الوليمة المليئة تطويبات، ويذهب الشقي ليرث الويلات في الظلمة،
101 لما يهجم عليه الخجل امام المتكئين، وكل المتكأ يحتقره ويذمه كثيرا،
102 لما تكون نار الختن عزيزة حواليه، وصوته مخيف وترتجف منه كل البرية،[10]
103 في ذلك الوقت ليفكر كل واحد ويهيء له /561/ البسة جيدة للوليمة المليئة جمالا،
104 في تلك الوليمة لا تُقبل الالبسة الوسخة، فليقتنِ لها كل واحد لباسا جميلا.
ما هي الالبسة الوسخة؟
105 التفسير مخيف والفعل مليء رعبا، خافوا ايها السامعون ولا يلبس احد البسة وسخة،
106 يا من يفسر ما هي الالبسة الوسخة،؟ اكشف لنا لنرى لئلا يضل احد ويلبسها،
107 كل واحد يعرف ما هي الالبسة الوسخة، ويعلم بانها لا تنفع للوليمة المليئة نورا،
108 الالبسة الوسخة هي: الزنى، والسرقة، والكذب، والظلم، ومحبة المال،
109 والروح المتكبرة، والقلب الذي يصوغ كل الشرور، والحسد، والمكر، والإفك، والغيرة والغضب العظيم،
110 والجسد الزاني، والنفس الميالة الى الشرور، والشراهة، وشهوة العالم الباطلة،
111 بهذا اللباس لا يدخل احد الى الوليمة، وهذه هي الالبسة الوسخة غير الجميلة،
112 الاجساد المرتخية التي تتوسخ كل يوم بالشهوات لا تنفع لوليمة بيت الله،
113 وذاك الذي كان لابسا البسة وسخة كان زانيا وفاجرا وشرها وغير قديس،
114 ولهذا اخرجوه من الوليمة المليئة نورا، /562/ لانه احب عمل الظلمة لا النيّر،[11]
115 لا يقدر احد ان يذهب ويتكيء بين القديسين وبين الصائمين لما يتمرغ في الشهوات.
ما هي البسة المجد؟
116 البسة الوليمة المجيدة هي هذه: القداسة، والبتولية، والتزهد،
117 والجسد الطاهر، والنفس المُحِبة للاهوت، والفم المليء كل تسبيح الرب في كل يوم،
118 واليد المليئة كل الصدقات لمن هو محتاج، والتواضع والروح التي تحب الفقر،
119 والصوم الكبير، والصلوات المقدسة، والتوبة القارعة على باب الملك كل يوم،
120 ومحبة البشر، وصلاح العين، ونقاء القلب، والبساطة التي لا[12] تميل الى الخديعة،
121 وكل السِيَر الروحية والالهية، وكل افكار اللطف والعفاف،
122 وكل الآراء التي [ تنبع[13] منها كل الخيرات، وكل الفرص الجميلة على اختلاف اشكالها،
123 هذه هي البسة الوليمة المجيدة ومن ليس لابسا لهذه لا [ يتركونه هناك.[14]
المعموذية باب للدخول الى الوليمة
124 باب المعموذية مفتوح لكل من ياتي، ويدخل اليها الصالحون والطالحون بدون مانع،
125 لا يدخل احد الى الوليمة التي صنعها الملك لوحيده الا من باب المعموذية،
126 وهوذا جميع الشعوب وكل القبائل وكل الالسنة تنزل الى المعموذية كما دُعيوا،
127 ويصيرون اناسا جددا من الميلاد، ويلزم ان يقتنوا ايضا سِيَر البرارة،
128 ولانهم صاروا بنين للآب بالولادة الثانية، فالآب يريد ان يرى جمالا ساميا في بنيه،
129 وباعمالهم وباتعابهم يهيئون له البسة المجد (كالبسة) عرس الملك العظيم،
130 من ليس لابسا جمال البرارة، هذا يصير محتقرا ويخرج خارج الوليمة،
131 وهذا هو ذاك اللابس الالبسة الوسخة وقد امر الملك واخرجوه والقوه في الظلمة.
اللابس الالبسة الوسخة كان آراميا معمذا لا يهوديا
132 هذا الشقي الذي خرج ليس يهوديا لكن معمذا دخل الى العرس وهو من الآراميين.
اليهودي لم يدخل قط الى الوليمة
133 اليهودي لم يدخل دخولا الى العرس، لانه لم يرِد ان ياتي ولم يرَ تلك الوليمة،
134 كان غاضبا منها ولم يدخل ويرى المتكأ العظيم ولم يكن هناك لما تفقد الختن المدعويين.
مكان الآرامي المطرود ظَلّ فارغا ولم يحزن احد عليه
135 /564/ ذاك الذي كان لابسا الالبسة الوسخة كان من الشعوب من النازلين الى المعموذية السماوية،
136 كان مسجلا في البنين وفي الاحباء وفي الورثة وفي المدعويين وفي المتكئين في الملكوت،
137 وبما ان الختن رآه لابسا البسة وسخة، فقد خرق المتكأ ولم يحابِه وهو يُخرجه،
138 وخرّب صفّ المدعويين بسببه، وظلّ مكانه فارغا وخاليا ومليئا آلاما،
139 ووقع الفزع على بني الوليمة الجميلين، ولم يجرؤ احد ليدافع عنه،
140 ولم يقدر احد ان يحزن لاجل المرذول، لانه لا مجال ليدخل الحزن الى ذلك الموضع،
141 مَن يحزن فانه يشرب الحزن وحده من افعاله، ولا احد يذوق الالم معه،
142 ومَن يفرح من سِيَره فكل افراحه هي خاصته ولا يقدر ان يقترب منه الالم،
143 مَن يستحق الحزن لا يتركونه هناك بل يخرجونه لانه لا يسمحون له ان يحزن هناك،
144 انه الموضع المليء بكل الافراح والخيرات والسعادات والملذات للداخل اليه،
145 ولا احد يجرؤ ان يحزن على قريبه لما يخرجونه لو كان لابسا البسة وسخة،
146 /565/ لكن جميع ابناء الملكوت يغضبون عليه حسب ارادة الختن الذي اخرجه من الوليمة.
التوبة ممكنة على الارض وليس في العالم الآخر
147 لنحزن هنا على ذلك الذي خرج من الوليمة، لانه هناك لا احد يقدر ان يحزن على قريبه،
148 ليخَف كل واحد لعله هو ذاك اللابس الالبسة الوسخة، وهو الخارج من الوليمة،
149 ليرَ كل واحد البسته لو كانت جميلة ومقدسة، وليبيّضها لو كانت وسخة بالشهوات،
150 ولو توسخت لينظفها بالتوبة قبل ان يخرج الختن ليرى المدعويين في موضعه،
151 ليغسل كل واحد البسته هنا في موضعنا لانه يوجد المجال لننظفها لو توسخت،
152 في ذلك الموضع لما يدخل المرء الى المتكأ لا يسمحون له ان يبدّل البسته في الوليمة،
153 ولو وُجد هناك رجل لابس البسة وسخة، سيلقونه هو والبسته ليخرج من الوليمة،
154 هناك لا يقبلون التوبة ولا الطلبة ولا التوسل لان كلمة الملك لا تُعاكس،
155 هنا يمكن عكس كل الافعال، ومن سقط يسهل عليه القيام لو شاء،
156 ومن هو زانٍ يتقدس بالتوبة، ومن هو مدين يقدر ان يوفي ديونه،
157 /566/ ومن هو لابس البسة وسخة يغسلها بالدموع فتنظف اكثر من النار التي تطهر الوسخ.
كلمة الرب هي عمومية وهي لفائدة جميع البشر
158 خَف ايها السامع وافزع لعلك انت هو اللابس البسة وسخة في الوليمة،
159 خَف ايها القوّال وانظر هل هي جميلة البستك،؟ ولو ليست جميلة اغسلها بالتوبة،
160 مثل ابن الله العظيم كان يقصدك، وكان يقول لك حتى يفزعك من الشرور،
161 الكلمة عمومية ليستفد كل واحد لما تقال، لان ابن الله يتكلم مع كل واحد لكي يحيا معه،
162 (مع) اليهود والآراميين واليونان وجميع الشعوب وكل من له اذنان ليسمع،[15]
163 الملك العظيم يريد ان يدنو جميع البشر، ويدخلوا معه الى [ الوليمة،[16]
164 ولهذا صنع وليمة لوحيده لتجتمع كل البرية وتفرح معه،
165 ابن الله الذي يريد ان يحيا كل العالم، هيأ مثلا ليستفيد كل واحد لما يسمعه،
166 والقى الرعب على اليهود وعلى الآراميين لانه يريد ان ياتي كل واحد ويفرح في ملكوته،
167 /567/ وابان في مثله ويلا عظيما لليهودي الذي لم يشأ ان ياتي ويصير وارثا في الملكوت،
168 وافزع ايضا الشعوبَ وجعلهم يرتجفون لكي يجلبهم الى سِيَر البرارة،
169 ومن اتى ودخل الى بشارة ابن الله لا يتكبر على اليهودي الذي لم يشأ ان ياتي،
170 والويل العظيم لليهودي لو لم يدخل، وللآرامي لو لم يلبس البسة جيدة.
بيت الآب يسع جميع الناس بدون استثناء
171 هوذا ربنا قد القى الفزع في كلتا الجهتين، لانه يريد ان تحيا كلتاهما بالبرارة،
172 بيت ابيه العظيم يسع جميع الشعوب، وارسل وراء جميعهم لياتوا من كل البلدان،
173 وابان بانه ارسل وراء الشعب ولم يشأ ان ياتي، فعاد وارسل وراء الشعوب وجمعهم،
174 لما دخل الشعوب علّمهم وحذرهم وافزعهم لئلا يُطردوا عند الخارجيين.
ليطلب المعمذ المراحم لئلا يخرج وليحزن على اليهودي الذي لم يدخل اليها
175 خَف ايها السامع لانه لو لم تلبس البسة جيدة ستخرج من الوليمة المليئة تطويبات،
176 احزن كثيرا لاجل اليهودي الذي لم يرِد ان يدخل، واطلب المراحم من الملك لئلا تخرج انت.
الظلمة الخارجية (متى 22/13)
177 /568/ الظلمة مخيفة واللهيب مفجع ايضا، والبكاء وصريف الاسنان الذي يصير هناك هو مرعب،
178 انه لخوف عظيم: النار تشتعل بدون ضياء لانه لا نور لجهنم بالنسبة الى الساقط فيها،
179 الظلمة الخارجية هي في جهنم-الظلمة وفيها جهنم لجميع الخطأة،!
180 نار الدينونة تعرف ان تحرق لا ان تنير، ويوجد حريق ولا يوجد نور للنار هناك.
دعوة الى التوبة
181 خرج الشقي اللابس البسة وسخة، وهوذا نحن هادئون وغارقون في الشهوات،
182 ولا نهتم بلباسنا ليكون جميلا، وهوذا مثل ربنا يُذكر كالقصة،
183 ولما نسمعه لا نخاف من تفسيره، وها انه يرشدنا ويخيفنا ويرعبنا،
184 ويعلّمنا وتعليمه نعتبره بسيطا، يا احبائي خافوا من المثل الذي قاله ربنا،
185 يا ابن الله الذي يود حياة البشر ساعدنا لنريد [ ونستفيد[17] كل يوم من تعليمك،
186 ثيابي هي وسخة اغسلها بدمك الغافر، لانك مبيّض كل ارجاس جميع الخطأة.
الخاتمة
187 /569/ ليكن جسدك لي لباس المجد في الوليمة، واتركني هناك مع المدعويين، لك التسبيح.
كمل ميمر الرجل الملك الذي صنع وليمة لابنه
[1] – متى 11/15
[2] – متى 22/1-3
[3] – لوقا 14/19
[4] – لوقا 14/20
[5] – لوقا 14/18
[6] – عبرانيون 10/31
[7] – نص: وبزيناتهم
[8] – متى 13/41-42
[9] – نص: يتراخون، بيجان يصوب: يرخون
[10] – بلاغة يعقوب استعمل 12 مرة (لما) في البيوت: 91-102
[11] – يوحنا 3/19
[12] – نقص في المخطوطة ر 118. البقية من المخطوطة: ر 117
[13] – نص: ينبعون، بيجان يصوب: تنبع
[14] – نص: هناك لا، بيجان يصوب: البسة لا
[15] – متى 11/15
[16] – في الحاشية: الملكوت
[17] – نص: ونرث، بيجان يصوب: ونستفيد. حزقيال 33/11