الميمر 36 على دانيال وعلى آل حنانيا

الميمر 36

 

        ايها المخزن العظيم الموجودة فيه كل الكنوز، اعطني كل يوم غنى كلمتك لاتاجر بها، يا مخزن الكنوز الذي يعطي الغنى لمن يصادفه، صادفك المحتاج ليغتن منك دون ان يستحق، ربي، لا تمنع الشمس والمطر عن الكفرة، انا الذي لم اكفر اعطني كلمتك ولو انكر (الجميل).

        السروجي ينفي القوانين الطبيعية: غطس يونان في لجة البحور ولم تخنقه، وفي النار آل حنانيا ولم يحترقوا، لم تقدر المياه ان تخنق بدون الامر، وبدون الرمز لم تقدر النار ان تحرق.

        عن آية بابل العجيبة اتكلم الآن لمن يسمع بتمييز. هذه غاية الميمر الذي بدأتُ الكلام عنه، من يحب لا يمل من (الامور) البسيطة. الفتيان يقفون في النار فكيف اقترب من جمالهم، رفيقهم هو مستيقظ فكيف اقترب من اخبارهم،؟ مدائحهم دخلت واستترت في امواج النور، وظل الميمر واقفا في الخارج مثل ضعيف، على الكلمة ان تتكلم عما هو معروف، ويحسن السكوت عما هو خفي عن القصة، تركتني المحبة ودخلتْ الى النار لانها لا تحترق لكي تتحير وتشبع وتتلذذ هناك من النورانيين، اذاً لنسمع بالمحبة ايها المتميزون وليتكلم لسان المحبة عن الجميلين، الكلمة التي تمردت على القوال وعلى السامعين تنطقها المحبة ولو تصغّر فهي لا تُلام.

        الرب صنع عجائب في مصر في البحر الاحمر وفي بابل في النار ليبين للشعوب بانه يدبر الكون بتلك المعرفة ربة الازمان المالكة على الكل.

        السروجي يسخر من الوثنية وتمثال نبوخذنصر ويتهكم على الضلالة زوجة الشيطان. الفتيان لا يحترقون والملك يتعجب ويؤمن بالاله الحقيقي. يقول السروجي: الحق غصب الملك ليؤمن دون ان يريد. ملّح الفتيان بابل وخميرهم خمّر عجين بنت الكلدانيين.

– المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 359؛ روما 115 ورقة 188

– يرد في البداية اسم مار يعقوب. الميمر تفسير للفصل الثالث من سفر دانيال. يؤكد فيه بان الرب مدبر للطبيعة والطبيعة هي عبد لا تصنع شيئا من ذاتها. في الميمر وردت عبارة سروجية: “انا الذي لم اكفر اعطني كلمتك ولو انكر الجميل” اي انه لم يشترك بالديوفيسية نهائيا كما ادعى الديوفيسيتيون ولم يغير ايمانه بعد مرسوم الوحدة (482م) ولا بعد مجيء البطريرك ساويرا سنة 512م. هذه العبارة تذكرنا بما ورد في رسالته السابعة عشرة. قد يرقى تاريخ تحبير الميمر الى سنة 513م

 

 
لمار يعقوب
الميمر 36
على دانيال وعلى آل حنانيا (دانيال 1-3)
 

المقدمة

1 ايها المخزن العظيم الموجودة فيه كل الكنوز، اعطني كل يوم غنى كلمتك لاتاجر بها،

2يا مخزن الكنوز الذي يعطي الغنى لمن يصادفه، صادفك المحتاج ليغتن منك دون ان يستحق،

3 يا هري التطويبات الذي ملأ الفقراء خيرات، افتح لي لادخل واغرف منك الغنى العظيم،

4 ايها الغني الذي يوزع كنوزه على المعوزين، انا معوز فاملأني كثيرا من تعليمك،

5 يا ربنا، شمسك تشرق على الكفرة بالنعمة، ومطرك ينزل على الاثمة وهم غير مستحقين،[1]

6 بتلك النعمة التي تشفق على الاشرار والخطأة، /95/ بها مُدّ لي غنى كلمتك لاتاجر بها،

7 ربي، لا تمنع الشمس والمطر عن الكفرة، انا الذي لم اكفر اعطني كلمتك ولو انكر (الجميل)،

8 الكافر شخصيا لا يستحق المراحم، [ ربي[2] انت تستحق ان تعطي مجانا للمعوزين،

9 لاجلك انت ساعدنى لاتكلم، ليتعاظم تسبيحك بتراتيلك في كل الافواه،

10 يتكلم الصالحون والطالحون عن خبرك كثيرا، واذ توصف بكل الافواه انت لا تُدرك،

11 لو نطقت الحجارة والاخشاب والعالم كله لما كان يسعه ان [ يرتل[3] تسبيحك كما هو،

12 لو [ سبّحت[4] السماء والارض بدل الشفتين فان عجب خبرك اسمى من ان تصفاه،

13 لو زمر لك البحر والهواء بسعانينهم، فانه كالصمت مقارنة بعظمة مجدك،

14 لو وصفت كثيرا كل الطبائع، فميمرك اسمى من (الكائنات) الناطقة ومن الجامدة،

15 لو ضجّت البرية كلها للتسبيح فهي تنكر نكورا لانها لم تقدر ان تفي ما هو [واجب عليها،[5]

16 [ لو صفقت العناصر للتسبيح، /96/ فهي تفتري عليك افتراء لانها لا تقدر ان تهلل لك،[6]

17 الف آلاف السماويين في تراتيلهم، وربوات ربوات ابناء النور بتهاليلهم،

18 جموع آل جبرائيل المسجورة بمدائحها، وطغمات آل ميخائيل المتوقدة بعباراتها،

 

19 اجواق النور، وصفوف الروح باشكالها، وقوات اللهيب حسب مراتبها،

20 الكواريب [ المربوطة] بحركة تغييراتهم العظمى، والسواريف المخيفة بالحان تقاديسهم [الشهية،[7]

21 جميع هولاء لا يهدأون من التسبيح: تسبيح جميعهم لا يفيدك كما انت (مسبح)،

22 وماذا يفعل من يريد ان يسبّح لانه لا يطال عظمة تسبيحك بسبب صغره،؟

23 ما الاليق ان يسبّح المرء وهو غير كفؤ،؟ او ان يسكت لانه تيقن بانه لا يقدر،؟

24 يليق بالمحبة ان تصفك بتمييز، واذ هي غير كفؤ فهي لا [ تبطل[8] من تسبيحك،

25 عندما تسبّح المحبة لا تود ان تحدد، لكنها تريد ان تتأمل كثيرا في ما احبته.

 

الله لا يُدرك وهو الذي يدبر الطبيعة العبد-المطيع

26 من يفهم القوة العظمى القابضة على العوالم، ومن يستوعب ذلك الجبار الحامل البرايا،؟

27 /97/ الارض هي شبره، والبحر حفنته، والسماء هي رمزه، وبه تتعلق العوالم، ولو لا يرمز لاهتزت الاتقانات،[9]

28 الجبار القوي يحمل الارض التي تحملك، ليست هي الحاملة، هو الذي يحملها بقوته العظمى،

29 لو اراد حتى الشمس لا تملك النور: هو ينيرها، ولو تركها لاضمحلت اشعتها،

30 لو لا يأمر حتى النار لا تقدر ان تحرق، ولا المياه ان تخنق من يغطس فيها،

31 يعطي الحرارة للنار مثل باري الكل، والنور للشمس، واعطى للمياه الرطوبة،

32 المياه لا تخنق نهائيا ما لم يرد، ولو لا يرمز ليس للهيب احتراق،

33 هو ايضا اعطى للعناصر بعض الشيء: للبحر ان [ يخنق،[10] للنار ان تحرق، للارض ان تحمل،

34 وحيثما اراد تترك العناصر عاداتها ليعرف كل واحد بان قوته مسلطة على البرايا،[11]

35 كان يونان قد غطس في لجة البحور ولم تخنقه، وفي النار آل حنانيا ولم يحترقوا،

36 لم تقدر المياه ان تخنق بدون الامر، وبدون الرمز لم تقدر النار ان تحرق،

37/ /98/ ابان قوته في الاتون كم انه مسلط حتى اللهيب لا يتجاوز على امره.

 

تفصيل مواضيع الميمر

38 عن آية بابل العجيبة اتكلم الآن لمن يسمع بتمييز،

39 وعن ذلك التمثال الذي صنعه الملك المجنون، وعن العيد الذي شعرت به كل البرية،

40 وعن الابطال الذين صمدوا ضد الضلالة، وعن الاتون الذي سجره الاثمة بزيادة،

41 وعن تلك النار التي سجدت بمحبة للصائمين، وعن نزول الرابع الى اللهيب،

42 وعن الغلبة التي احرزها الحق من الكذبة، وعن العدالة كم انها حكيمة في افعالها،

43 هذه غاية الميمر الذي بدأتُ الكلام عنه، من يحب لا [ يمل[12] من (الامور) البسيطة.

 

مدح الاطفال الثلاثة

44 الاطفال المحبوبون طالبوني لاتكلم عن مدحهم، وكلمتي قصيرة لتبلغ الى قمة سيرتهم،

45 طالبتني المحبة وانا غير كفؤ لاتكلم عن حنانيا وعزريا وميشائيل،

46 كيف توجد قوة في لساني الضعيف ليتكلم الآن عن جهادهم واكاليلهم،؟

47 /99/ انهم يقفون في النار فكيف اقترب من جمالهم، رفيقهم هو مستيقظ فكيف اقترب من اخبارهم،؟

48 الشموس الثلاثة التي اشرقت من الاتون، واستضاءت بهم ارض بابل المظلمة،

49 المباخر الثلاثة التي منها فاحت رائحتهم الذكية في البرية، وطاب الهواء بعطر روائحم الشهي،

50 الارزات الثلاث التي نمت في غابة اللهيب، وفي ظلهم جلس شعبهم المعوز،

51 الحصون الثلاثة التي شيدها الحق بين السالبين، وبهم تمرد كل سبي بيت ابراهيم،

52 الاسوار الثلاثة الذين انقذوا كل السبي من ضلالة السالبين المتمردة،

53 الينابيع الثلاثة التي نبعت في بلد العطشانين، وشرب العالم وشبع منها شرابا حلوا،

54 الانهار الثلاثة التي سالت بين الكلدانيين، وفاض تعليمهم بين الضالين بدل المياه،

55 اللآليء الثلاثة المختارة، وقد غطس الرابع في النار واصعدها وهي جميلة،[13]

56 الاختام الجيدة الثلاثة التي نحتها اللهيب وها انها موضوعة في اكليل الملك منتصرة،

57 قادة الجيوش الثلاثة الذين خرجوا وحدهم ضد ربوات الآثوريين وافنوهم،

58 /100/ الفتيان الثلاثة الذين اقاموا جهة الايمان، وقُهرت من قبلهم كل الضلالة الغاضبة،

59 هذا الجمال الذي لا يُدرك في اشكاله كيف اصوره والواني هي غير حسنة،؟

60 هولاء الذين صاروا جيران النار ولم يحترقوا، مَن يقدر ان يرسمهم ولا يُذم،؟

61 هولاء الذين سكنوا مع اللهيب ولم يشتعلوا، وداسوا على جمرات اللهيب ولم يحترقوا،

62 الموضوع الذي اعالجه اتبع نظامه من القراءة لئلا يضطرب نظام كلمتي بالاطالة. [14]

 

 

 

نبوخذنصر يصنع تمثالا عظيما (دانيال 3)

63 كان نبوخذنصر قد صنع تمثالا بجنونه ليجمع به بجبروت سجود الشعوب،

64 كان قد فكر بان يصنع الها عظيما اعلى واسمى من جميع آلهة كل الارض،

65 يليق ان يُصنع اله عظيم لملك مخيف لا يوجد مثله في كل العالم،

66 انها لاهانة ان يسجد ملك عظيم لتمثال صغير، ليُصنع اذاً تمثال عظيم ليُكرم به،

67 امرت الضلالة ان تحل في موضع ليس موضعها وجنّت لتخطف سجود العالم بالتمثال العظيم،

68 صاغت تماثيل صغيرة وملأت بها العالم كله، وبما انها لم تكفها فقد صنعت تمثالا مليئا بالتجاديف،

69 /101/ اهتمت وصاغت الها شهيرا، وكانت جميع الآلهة اقزاما مقارنة بارتفاعه،

70 وزعت التماثيل الصغرى ليخدمها الابالسة، ودعت اللغيون ليحل في ذلك التمثال،

71 اعطت الضلالة للتماثيل الصغيرة الابالسة البسطاء وكان بعلزبوب يجنّ في ذلك التمثال العظيم،

72 وجد الملك بانه استولى على جميع ملوك كل الارض وفكر الشقي بان يتشبه ايضا الهه به،

73 ليكن اعظم من جميع آلهة العالم كله: انفقُ قليلا واعظّم الهي اكثر من (آلهة) الآخرين،

74 لا اشفق على النفقات اللازمة له، وبفضل بضعة [ اذرع[15] سيخطف العلى وينال الشهرة،

75 ليتجاوز امثالَه بالطول والعرض لانه كلما عظم كلما اشتهر في البلدان،

76 صنع الملك تمثال الذهب كما فكر ونصبه على اكمة [ دورا[16] ليسجد له الشعوب،

77 كان قد نسي الحلم الذي ظهر له من قبل الله واعطاء تفسيره من قبل دانيال،[17]

78 لم يخطر على باله بان الله موجود، فصنع له صنما فاسدا ليجنّ به،

79 /102/ [ كم توهمت تلك الحرية السخرية الكبرى] حتى انها اعطت اسم الله للصنم لتزني [ به،[18]

80 الملك الذي خضع لمثله العالم باسره [ صنع له صنما مصاغا[19] وسجد له بدون تفكير،

81 نسي الله الذي اعطاه التاج والجبروت، فاحنى تاجه لعمل يديه واحتقر الله،

82 عمل الكلداني تمثالا علوه ستين ذراعا وعرضع ستة، وصنع عيدا [ لتمثاله الجديد،[20]

83 شُيد برج السخرية من قبل اخصائيه وضجت الارض بالمنظر العظيم الذي صنعته بابل،

84 امر الملك ان يجتمع جميع الشعوب للاحتفال الكبير لذلك الاله العظيم الذي صنعه،

85 صدر الامر واقلق العالم وسكانه وجمع جميع الشعوب وجلبهم للاحتفال به بعجب كبير،

86 دُعيت البلدان والسادة ورؤساء الارض والسلاطين وولاياتهم،

 

87 تجمعت القرى والقصبات والمدن وجموع الشعوب وقوات العالم كله،

88 تجمعوا من كل بلد الى بلد بابل ليفرحوا بذلك الاحتفال الملوكي كما دُعيوا،

89 /103/ ضجت البرايا[ وازدحمت] الطرقات وجاءت الامم وامتلأت بابل بجيوش الارض القادمين [اليها،[21]

90 خرج الشيطان مع امر الملك العظيم وجمع العالم وجلبه ليضعه في الاحتفال النجس،

91 الملك يامر، والشرير يحرض العالم الذي صار طفلا ومن هنا ومن هناك شاع الاحتفال بالتمثال.

 

الشيطان زوج الضلالة وخدام العرس الابالسة

92 كان عرسا ختنه هو الشرير، والعروس هي الضلالة وخدامه جميع ابالسة اليسار،

93 تراقص هناك الابالسة ورفسوا ليفرحوا جميعهم مع الشيطان الذي اصبح الختن،

94 دُعيت كل الارواح الكاذبة لتكرم الضلالة-العروس في زفافها،[22]

95 دعا افواج الابالسة بعضهم بعضا الى الاحتفال الكبير ليفرحوا هناك مع الوثنية القوية،

96 بعلزبوب يفرح واللغيون يرقص والابالسة يبهجون والملك قلق ليخدم الزمرة الدنسة،

97 والضلالة مزينة وتشير الى كل واحد ليزني بها، ووجه العدالة مغطى الى النهاية،

98 صنع الملك تجمعا عظيما للخطيئة [ وجمع[23] كل المسكونة لتتدنس.

 

الملك يامر بالسجود للصنم

99 ولما وصل اليه جميع الشعوب من كل الاقطار /104/ ودخلت كل السلطات الموجودة في كل الجهات وملأته،

100 خرج الكاروز وصرخ بقوة وقال بجنونه: لكم يقولون ايها الشعوب والعوالم والسلاطين،

101 لما تسمعون صوت القرن والصفارة: قعوا [ واسجدوا[24] للتمثال الذهبي الذي اقامه الملك،

102 ومن لا يسجد يقع في اتون النار؛ سمعت الجماعات ووقعوا وسجدوا كما أُمروا،[25]

103 روح الكذب هبّت هناك بشدة واحنت العالم الذي تجمع امام التمثال،[26]

104 اثم الكفر تدفق مثل السيل وجرف الجمع ليختنق [ بفيضه[27] العظيم،

105 خرجت الخطيئة كالعاصفة على شعوب الارض، فسقط جميعهم من الله بينما هم خاصته،

 

106 خرجت الضلالة كالعاصفة بين الجموع، وانحنوا بها لذلك التمثال المليء فسادا،

107 القى الشيطان مصيدة عظمى في العالم كله، وجمعه في الشبكة ليصير اختناقه امام التمثال،

108 المرتفع واسع، والموضع [ دنس،[28] والملك مخيف، وصوت الامر يحث الجموع على الكفر،

109 والشيطان متباه، ووجه الوثنية مسفر، وخبر الحق باطل وصامت وكانه غير موجود،

110 /105/ والايمان بالله مستتر وصامت، والضلالة مسرورة لانها استولت على العالم بالتمثال الجديد،

111 والحق مسلوب، وجبهته مخطوفة من قبل الاثمة، وجبهة الضلالة كانت تتجبر على النصر،

112 خطف التمثال سجود الشعوب وجمعه لديه، وبطلت الارض من الاقرار بالايمان،

113 نبوخذنصر سلب اللهَ الذي اعطاه البأس، ولانه اطال اناته عليه ليتسلط على الارض ظن بانه غلبه،

114 لم يكفه بانه سبى شعبه من الاراضي، لكنه اراد ايضا ان يستحصل منه السجدات،

115 ولما كانت روح الضلالة داخلة في البشر وتحنيهم امام التماثيل ليتوسلوا اليها،

116 وتقف جبهة الوثنية بجبروت، والبرية مسبية بالسجود [ للصنم[29] الصائر مجددا،

117 وكانت افكار البشر مظلمة، ولم يكن يوجد قبس من ضياء الايمان في افكارهم،

118 وترعد بابل بالاحتفال للابالسة الذين [ تجمعوا[30] اليها، والبلد مضطرب بجمع الابالسة الذين دُعيوا اليه،

119 ولا يوجد خبر الايمان في احد البلدان، ولا فم يرتل التسبيح لله،

120 /106/ ولا لسان ليشكر الرب بين شعوب الارض، ولا فكر يعرف بانه موجود بين الضالين.

 

الفتيان الثلاثة اناروا بابل

121 ولما كانت كل بابل مظلمة بالسجود للتمثال، ظهرت فجأة ثلاثة اشعة [ فاضاء[31] البلد،

122 ولما كان ليل الوثنية قد غطى الارض، صادفته ثلاث كريات ضوئية فتلاشى،

123 [ صعدت[32] فجأة ثلاثة كواكب في مساء الوثنية الكئيب وامتد النور وانتشر في البرايا،

124 كان الليل قد مال ليغطي العالم كله، فقامت الايام الثلاثة ضده [ فزالت[33] ظلمته،

125 وُجدت ثلاث حبات ملح بين التفهين، وبما انها كانت مختارة فقد مُلح بها العالم باسره،

126 كل البرية مالت ووقعت لتسجد للاصنام فقامت العواميد الثلاثة وحملتها لئلا تتراخى،

127 بين الساقطين امام التمثال والراكعين له، وقف الصادقون واسسوا جبهة الايمان،

 

128 هناك كشفوا عن وجه الحقيقة لانه كان مغطى [ واعطوه[34] الذريعة ليظهر نفسه لانه كان مستترا،

129 كانت محبة الله قد غليت في ذهونهم، فاحتقروا النار التي جزمها الاثيم،

130 محبة الرب سخرت من اللهيب /107/ لكونها اكثر حرارة منه في [ الصادقين،[35]

131 كان سور الايمان العالي مثلوما وساقطا، فقام الفعلة الثلاثة وشيدوه بنشاط.

 

الوشاية على شدرخ وميشخ وعبدنغو الذين لم يسجدوا للتمثال (دانيال 3/3-13)

132 بين جميع حشود الشعب في بابل ثلاثة فقط لم يخروا ساجدين كما أُمروا،

133 حينئذ سنحت للحسد فرصة ليفعل ما هو خاصته، وللحق [ ان يظهر جماله امام الكثيرين،[36]

134 اقترب الكلدانيون المقرفون الغاضبون على العبرانيين ليتكلموا امام البابليين،

135 شدرخ وميشخ وعبدنغو بنو الجلاء الذين عظمتهم اكثر من الرؤساء احتقروا امرك،

136 العالم كله حافظ على امر عزتك، وهولاء فقط ايها الملك احتقروا امرك وامتهنوا الهك،

137 جميع الشعوب سقطوا وسجدوا للتمثال الجديد، وهولاء وحدهم رذلوا امرك،

138 بقدر [ اغداقك [37] الاكرام عليهم اكثر من رفاقهم بقدر ذلك زادوا اهانتك بين الجموع،

139 العيد عظيم لم يحدث في العالم قط مثله، لولا اهانتك من قبل هولاء امام الكثيرين،

140 بنو العبرانيين صنعوا وصمة في الجمع العظيم،/108/اذ حدث واكتشف كل واحد بانهم لا يطيعون امرك،

141 هولاء الذين عظمتهم اكثر من العديدين، بدل الاكرام الواجب عليهم جازوك بالاهانة،

142 المسبيون الذين صاروا اسياد البلد بارادتك، في عيدك العظيم ردّوا معروفك الصالح بصورة معاكسة،

143 الضعفاء الذين عظموا، ها انهم يسخرون من رئاستك، فجعلوك اضحوكة امام الجموع المليئة بابل منهم.

 

غضب نبوخذنصر (دانيال 3/13)

144 لما سمع الملك غضب كثيرا وتصاعد غضبه كالدخان على الجميلين،

145 سمع بان الهه العظيم قد احتُقر بين الجموع، فغار العزيز ليهلك من احتقروه،

146 كانت محبته مرتبطة بذلك المنظر العجيب الذي صنعه، وبعد اهانته تحرك ليقاصص بمرارة،

147 وامر الملك [ فجلب[38] المقرفون الفتيان الشجعان الذين لم يفزعوا من السلطة،

148 ولانهم كانوا معتمدين على الاتكال الالهي، فقد احتقروا غضب الملك الذي دعاهم،

 

149 كانوا ينظرون الى العلى الى الله الذي لا يتبدل، ولهذا لم يفزعوا من الملك الذي سوف لن يوجد غداً،

150 [ نظروا[39] خفية الى الباري الذي يعطي التاج للمسلطين، ولهذا لم يفزعوا من العزيز،

151 /109/ [بمحبة الرب كانت قد غليت (غيرة؟) افكارهم، ولهذا احتقروا ذلك اللهيب المسجور،[40]

152 كانوا يعرفون بان الزمن هو زمن وسينتقل، وكانوا واثقين من ان رب الازمان لا يتغير،[41]

153 دخل الصادقون ليجيبوا امام الكذاب، وشرع الملك يستجوبهم بقوة،

154 يا شدرخ وميشخ وعبدنغو قولوا لي: هل الخبر الذي سمعته الآن هو صحيح ام غير صحيح،؟

155 هل سجدتم لالهي مثل رفاقكم، او لعلكم لم تسمعوا امري او لم تسمعوا كل الامور،؟ [اجيبوا.[42]

 

الفتيان يجيبون لنبوخذنصر: نحن لا نسجد لاله فاسد (دانيال 3/14-18)

156 قال الفتيان: الخبر صحيح كما سمعته، وذاك الذي اخبرك عنا لم يكذب،

157 نحن لا ندعو الاله [ المصاغ والفارغ[43] لانه صنم فاسد وليس الها فلا تضل به،

158 انه صنعُ اليدين ويشهد معنا صانعوه لانهم صاغوه بهمتك وبامرك،

159 هوذا الصاغة الذين صنعوه فاستفسر منهم: انه بدون قلب وبدون حركات الحواس،

160 اسال منهم: كم مطرقة ضربت على راسه ولم يكن يشعر ليقول شيئا لمن يضربه،؟

161 لا قلب له ولا معرفة ولا فكر، /110/ ولا يحس ولا يرى ولا يسمع،

162 الميت افضل منه كثيرا لانه كان حيا في الماضي، هذا لم يعش ولم يمت قط كما ظننتَ،

163 انه باطل وفارغ [ واخرس[44] ومجرد من كل شيء وماذا يفيد الساجدين له كما تقول.؟

 

جواب نبوخذنصر للفتيان: كيف تهينون الهي امامي؟

164 قال الملك: ايها الاشقياء لقد تجاسرتم كثيرا لانني اسمعكم تهينون الهي وجها لوجه،

165 الم يكن كافيا احتقاركم لامري حتى [ تجاسرتم[45] ايضا امامي لتهينوه،؟

166 الهي عظيم وعلوه يشهد على عظمته، وذهبه المختار يعلن جماله امام الكثيرين،

 

167 تمثال جديد لم يقترب منه الوسخ، اية علة تسمح بعدم سجودنا له،؟

168 أي ملك صنع الها كبيرا مثله،؟ او اين يوجد تمثال آخر يشبهه،؟

169 ماذا يعوزه لتحتقروه وتهينوه،؟ هل يعوزه الارتفاع،؟ او هل صياغته ليست جميلة،؟

170 قامته عالية، وذهبه حسن، ومنظره بهي، فلماذا اهنتموه بجسارة.؟

 

جواب الفتيان لنبوخذنصر: لينتقم الهك منا لو كان حقيقيا

171 قال الفتيان: انك تستحق الاستهزاء ايها الملك العظيم لان التمثال الاخرس هو اعظم منك انت الناطق،

172 /111/ دعه ينتقم من اهانته لو كان الها، وبقصاصه ليسحق من لا يسجد له،

173 دعه يقول ماذا يشتهي ان يحل به، ليُسأل هل يسجد له الانسان او لا يسجد،؟

174 ليجزل شيئا لمن يسجد له ويكرمه، او ليقلل لمن يهينه ويحتقره،

175 اعرف منه ماذا يقول لك عنا، هل يحبنا،؟ او هل يبغضنا لاننا ابغضناه،؟

176 اسكت انت ايها الملك حتى يهددنا هو لو كان حساسا، فلو لا يحس فانت تحبه [عبثا،[46]

177 نحن لا يبغضنا، وانت لا يحبك، فلماذا تتضايق،؟ الاصدقاء والاعداء هم متساوون له لانه بدون عقل،

178 وبما انه هكذا: فارغ [ واخرس[47] كما قلنا، لماذا نعبده او نسجد له كما تقول.؟

 

جواب نبوخذنصر للفتيان: اسجدوا لالهي والا احرقكم

179 قال الملك: كفى ايها الفتيان لقد احتقرتم مملكتي وتكلمتم[48] معي بزيادة وبدون نظام،

180 لو شئتم من الآن وصاعدا اقبلوا امري وتمموا ارادتي واسجدوا لالهي لكي امجدكم،

181 ولو لا تريدون ان تكملوا كل كلماتي، ستحترقون في النار ولن تفلتوا من بين يديّ،

182 هوذا الاتون مهيأ لمن لا يسمعني، /112/ والنار مسجورة وغاضبة على من يحتقرني،

183 لو استعددتم لتسجدوا لالهي كما قلت، والا ساعرف كيف ابيدكم باللهيب،

184 ولو اهين الهي، مَن هو الهكم الذي يقدر ان ينقذكم بقوة من الحريق،؟

185 اذهبوا وادعوه وعينوا له مكانا في الاتون، ولو قدر فليأت وينقذ اشخاصكم،

186 الهي اهين فهانذا ارسلكم الى الاتون، ليأت الهكم وليحارب مع اللهيب،

187 من هو هذا القادر ان ياتي ويساعدكم، ادعوه لياتي الى النار عندكم لو كان حقيقيا.؟

 

 

 

جواب الفتيان لنبوخذنصر: الهنا ينقذنا من النار

188 حينئذ اجاب عبيد الرب بصوت عال: الكلام ليس كلامنا لنجادلك،

189 الى هنا كنا نعرف ماذا نقول لك، ويصعب علينا الكلام لاجابتك،

190 من الآن وصاعدا: الحرب هي حرب الرب، فليحاربك ويبرهن لك قوته في النار كما طالبته،

191 ليس هذا الكلام كلامنا لنجيبك، تجيبك النار والرب بدلنا،

192 الهنا موجود وفيه القوة لينجينا، وعليك ان تتعلم [ من[49] النار متى ما القيتنا فيها،

193 /113/ انه سينقذنا منك ومن النار ايها الملك الذي لم تعرفه وستعرف ما هي قوته،

194 لتعرف ايها الملك بالحقيقة باننا لن نسجد للتمثال الذهبي الذي نصبته،

195 ولا توجد فرصة لنعبد الهك الباطل لان تمثالك باطل، وباطل هو من يلجأ اليه.

 

نبوخذنصر يغضب كالافعى ويامر بالقاء الفتيان في النار (دانيال 3/19-20)

196 حينئذ غليت غيرة الملك بقوة والتهب بغضب عظيم وبمرارة،

197 وامتلأ حقدا كالافعى عندما تثور، وانقلب كالتنين عندما يتعذب،

198 وفاح غضبه، وتبدل لون وجهه، وانطفأ جماله مع افكاره التي اضطربت،

199 سخنته الحقيقة كالظُهر الذي يسخّن الزهرة وذبل، واطفأ الحق بهاءه لانه تخاصم معه،

200 كان متكبرا ومنفوخا وبعد اهانة كلمته تاثر، وفاض الغضب على الصادقين ليهلكهم،

201 كان الملك متكبرا لان امره كان اعظم من امر الله، وبنو السبي احتقروا كلمته فمات قبل اوانه،

202 كان يظن بانه في السماء وبان الناس هم على الارض، وبسلطته كان يتطلع اليهم كانما من العلى،

203 دخل وسخر منه ثلاثة فتيان ابناء الجلاء، /114/ واحتقروه امام كل الجموع وصار اضحوكة،

204 راى الملك واشتد شره في فكره، وتبدل لونه وذبل جماله بالغضب.

 

الفتيان في النار (دانيال 3/20-23)

205 ولما كان يتعذب اكثر من الاسد الذي يترك فريسته امر بسجر الاتون سبعة اضعاف،

206 [ كان قد زاد وقودا[50] للنار بدون قياس ليزداد حريقها لتقتل كل من يقع فيها،

207 كما كان مسجورا بالغضب سجر الاتون، وكما كان مليئا غضبا ملأه لهيبا،

208 [ قام[51] الفتيان وسط اتون الملك المسجور: هذا مليء غضبا وذاك نارا،

209 الغضب في الملك، واللهيب في الاتون، البابلي غاضب، والاتون مسجور، وكيف يكون هذا،؟

 

210 قام الاولاد مثل الحملان في جمع الذئاب، وكان السيف يصل الى النفس من هنا ومن هناك،[52]

211 كان الرب خفيا، والملك ظاهرا ويغضب، والله مستترا، والملك قويا ويُكثر التهديد،

212 الرجاء بعيد، والقصاص واقف على الباب، ودخلت المحبة كوسيط لتبين ما هو خاصتها،

213 الملك مسلط، والموت مخيف، والرب محبوب، /115/ والنار تزأر، والمحبة تصبر لئلا ترتخي،

214 المحبة الحقيقة لا تنتصر الا بالموت، فالصديق معروف وقت التجربة، وليس وقت الراحة،[53]

215 الفتيان المحبوبون وزنوا محبة الرب بالنار، وغليان المحبة غلب اللهيب المسجور،

216 كان الملك قد امر بان يربط الحملان-الفتيان، فسعت الذئاب لتفسد الودعاء،

217 اثناء اصدار الكلداني القصاص كانت المعركة عجيبة بالنسبة للبشر وللملائكة،

218 وقف في الجهاد ثلاثة بين الكثيرين، وكانت جموع الشعوب عزيزة ضد هولاء،

219 لما كان امر الملك يتكرر باستمرار ليربط الفتيان الذي تجاوزوا على امره،

220 لما مُسكوا من قبل البابليين لابادتهم: هذا كان يربط، وذاك كان يكبّل وهذا كان يشدّ،

221 لما كانوا يُلطمون من قبل البعيدين والقريبين، وكل واحد يردع مهيني الملك العظيم،

222 لما كانوا يُسحبون من قبل البرانيين والداخليين ليذهبوا ويصيروا خبزا للنار في الاتون،

223 لما كان يبغضهم اصدقاؤهم لاجل الملك ويوبخهم احباؤهم (قائلين): لماذا احتقروه.؟

 

يعقوب يتكلم

224 فتيان آل حنانيا المحبوبون صنعوا مأدبة /116/ ودعوني الآن لاتنعم روحيا معهم،

225 مبخرة محبتهم تفوح عليّ وتطيبني برائحتهم الزكية التي منها امتلأت كل الارض،

503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.