Skip to content Skip to footer

الاتفاقية الرعائية في أنطاكية-1991

منشور بطريركي

البيان المشترك بين كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية وكنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس

 

ܒܫܡ ܐܝܬܝܐ ܡܬܘܡܝܐ ܐܠܨܝ ܐܝܬܘܬܐ ܕܟܠ ܐܚܝܕ

ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܟܘܪܣܝܐ ܫܠܝܚܝܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܕܟܠܗ̇ ܡܕܢܚܐ

ܘܪܝܫܐ ܓܘܢܝܐ ܕܥܕܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ ܐܪܬܕܘܟܣܝܬܐ ܕܒܟܠܗ̇ ܬܒܝܠ

ܕܗܘ ܙܟܝ ܩܕܡܝܐ ܕܒܝܬ ܥܝܘܐܨ ܡ̄

 

نهدي البركة الرسولية والدعاء والسلام بالرب إلى إخوتنا المطارنة الأجلاء، وأبنائنا نواب الأبرشيات، والكهنة، والرهبان، والراهبات، والشمامسة والشمّاسات الموقّرين، ولفيف أفراد شعبنا السرياني الأرثوذكسي، وجميع الأبرشيات الخاضعة لكرسينا الرسولي الأنطاكي المكرّمين، شملتهم العناية الربانية بشفاعة السيدة العذراء مريم والقديس مار بطرس هامة الرسل وسائر الرسل، والشهداء والقديسين آمين.

بعد تفقد خواطركم العزيزة، نقول:

لا بدّ أنه تناهى إلى مسامعكم المساعي الحثيثة التي تقوم بها الكنيستان الشقيقتان: السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس، في الكرسي الرسولي الأنطاكي الواحد منذ سنوات عدة، من أجل تعارف أفضل وتفاهم أعمق على الصعيدين العقائدي والرعوي. وهذه المساعي ليست سوى مؤشر طبيعي إلى أن الكنائس الأرثوذكسية بخاصة في الكرسي الأنطاكي المقدس، مدعوة إلى التعبير عن إرادة السيد له المجد في أن يكون الجميع واحداً كما أنه هو واحد مع الآب السماوي (يوحنا 10: 30). هذا إضافة إلى أنه علينا وعلى إخوتنا في كنيسة الروم الأرثوذكس، تقع تبعة الشهادة للمسيح يسوع ربّنا في منطقتنا الشرقية حيث ولد له المجد وبشّر وتألّم وقبر وقام من بين الأموات وصعد إلى السماء وأرسل روحه القدوس المحيي إلى رسله القديسين.

ولقد أكّدت الاجتماعات واللقاءات والبيانات والتصريحات الشفوية والخطية، على أننا ننتمي إلى إيمان واحد، وإن كان التاريخ قد أبرز وجه انقسامنا أكثر من وجوه وحدتنا.

هذا ما دعا المجمع الأنطاكي المقدّس إلى إقرار تسريع التعبير عن تقدّم كنيستَينا في سبيل الاتّحاد الذي يحفظ لكل من الكنيستَين تراثها الشرقي الأصيل، إذ تنتفع الكنيسة الأنطاكية الواحدة من أختها، وتفيد من غنى تقليدها الشريف وآدابها وطقوسها المقدسة.

ثم إنه بعد الاطلاع على كل ما تمّ من سعي وجهد في اتجاه التقارب بين الكنيستين، وبعد اليقين بأن هذا الاتجاه هو من الروح الكلّي قدسه، وأنه يعطي الوجه المسيحي الشرقي نصاعة وتألقاً طالما افتقر إليهما في القرون الخوالي، ارتأى مجمعنا الأنطاكي المقدس، ترجمة العلاقة الأخوية التقاربية بين الكنيستَين: السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس، إلى ما فيه خير الأبناء المؤمنين في الكنيستين حيثما وجدوا.

لذلك قرّرنا الأمور التالية:

1 ـ الاحترام الكامل المتبادل لكل من الكنيستين في روحانيتها وتراثها وآبائها القديسين، والحفاظ على الطقسين السرياني والبيزنطي محافظة تامة.

2 ـ إدخال آباء الكنيستين وتراثهما بوجه عام في منهج التربية المسيحية والتعليم اللاهوتي في كل منهما وتبادل الأساتذة والطلبة واللاهوتيين.

3 ـ الامتناع عن قبول أبناء كنيسة في عضوية الكنيسة الأخرى مهما كانت الأسباب.

4 ـ تنظيم اجتماعات في مستوى المجمعين لدى رغبة الفريقين، وكلما دعت الحاجة.

5 ـ إبقاء كل كنيسة مرجعاً لأبنائها في كل قضايا الأحوال الشخصية على تنوعها.

6 ـ في خدمة العماد المقدّس، أو الدفن وسواهما، يكون التقدّم لرئيس كهنة صاحب العلاقة، فإذا كانت الخدمة سر الزواج المقدّس، كان رئيس كهنة كنيسة العريس هو المتقدّم.

7 ـ ما قيل آنفاً، لا ينطبق على المشاركة بين الإكليروس في القداس الإلهي.

8 ـ المذكور في الرقم /6/ ينطبق على الكهنة من الكنيستين كلتيهما.

9 ـ إذا وجد في مكان ما كاهن واحد فقط من إحدى الكنيستين، فإنه يتولى إقامة الأسرار الإلهية والرتب والخدمات الروحية لأبناء الكنيستين كلتيهما في المكان المذكور بما في ذلك القدّاس الإلهي، وسرّ الزواج المقدّس. وفي هذه الحال، يحتفظ الكاهن ذاته بسجل مستقل لكل من الطائفتين، ويتولّى إيصال سجل أبناء الكنيسة الشقيقة إلى رئاستها الروحية.

10 ـ إذا وجد كاهنان، واحد من كل كنيسة في مكان، حيث كنيسة واحدة، فإنهما يقيمان الخدمة بالتناوب.

11 ـ إذا وجد رئيس كهنة من كنيسة وكاهن من الكنيسة الشقيقة، فالتقدم بالطبع يكون لرئيس الكهنة ولو كان ذلك في رعية الكاهن.

12 ـ الرسامات الكهنوتية، تقوم بها الرئاسات الروحية في كل كنيسة على المرشحين منها، ويستحسن أن يدعى إليها الأخوة من الكنيسة الشقيقة.

13 ـ الإشبين والعرّاب يجوز اتخاذهما من أبناء أي من الكنيستين دونما تفريق.

14 ـ يتمّ التعاون وتبادل الزيارات والمشاركة بين سائر الهيئات في الكنيستين وفي كل المجالات الخيرية والثقافية والتربوية، مما يغذي روح الأخوّة والقربى بينهما.

وفي هذه المناسبة، أيها الأحباء، نسأل اللّه أن يعيننا لنواصل السعي إلى تمتين علاقاتنا بهذه الكنيسة الشقيقة وبسائر الكنائس، لكي يمسي الجميع بالفعل رعية واحدة لراع واحد. النعمة تشملكم جميعاً دائماً أبداً آمين وآبون دبشميا وشركا.

صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق ـ سورية

في 17 تشرين الثاني سنة 1991م

وهي السنة الثانية عشرة لبطريركيتنا

جميع الحقوق محفوظة لموقع دائرة الدراسات السريانية ©