Skip to content Skip to footer

2008– الأصوام

ܒܫܡ ܐܝܬܝܐ ܡܬܘܡܝܐ ܐܠܨܝ ܐܝܬܘܬܐ ܕܟܠ ܐܚܝܕ ܐܝܓܢܐܛܝܘܤ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܟܘܪܣܝܐ ܫܠܝܚܝܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܕܟܠܗ̇ ܡܕܢܚܐ ܘܪܝܫܐ ܓܘܢܝܐ ܕܥܕܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ ܐܪܬܕܘܟܣܝܬܐ ܕܒܟܠܗ̇ ܬܒܝܠ ܕܗܘ ܙܟܝ ܩܕܡܝܐ ܡ̄

بعد تفقّد خواطركم العزيزة، يسرّنا أن نعلمكم إنّنا عقدنا اجتماعاً لمجمعنا المقدّس في دير مار أفرام السرياني – معرة صيدنايا، دمشق ما بين 10 إلى 12 أيلول 2008 حضره معظم الأعضاء.

وبعد استلهام الروح القدس وطلب معونة الربّ يسوع وإقرار جدول الأعمال بحسب الأصول ودستور كنيستنا والصلاة من أجل تسهيل مهمتنا في رسالتنا المسيحيّة السريانية الأرثوذكسية المقدّسة، أعلنّا أنّ شعار هذه الدورة لمجمعنا المقدّس هو «المسامحة والغفران» وأكّدنا في كلمتنا إنّنا ندعو أبناء الكنيسة الذين خرجوا عن الطاعة وعصوا قوانين الكنيسة ليعودوا بندامة حقيقية وتوبة كاملة إلى الكنيسة وأن يُصلحوا ما سبّبوه من أضرار متعهّدين بألاّ يرجعوا إلى التمرّد والعصيان ثانيةً فتسامحهم الكنيسة وترفع عنهم الحرومات فيشعروا أنّ الكنيسة هي أمّ رؤوم تعطف على أولادها وترحّب بعودتهم جميعًا كالابن الضال الذي قبله والده عند عودته وأعطاه حلّةً جديدةً وألبسه الخاتم. وبهذا تفتح صفحة جديدة أمام الجميع كي يعودوا إلى أحضان الكنيسة نادمين تائبين والكنيسة تغفر لهم ذنوبهم ونقائصهم. وتطرّق مجمعنا المقدّس إلى مواضيع مهمّة في كنيستنا في تنظيم دور العلمانيين في خدمة الكنيسة على الصعد كافة.

وكذلك بحثنا موضوع أبرشيّة ألمانيا العزيزة على قلوبنا جميعاً التي تمرّ بظروف إداريّة صعبة وبالتعاون والتفاهم مع الوفود التي قصدت دير مار أفرام السرياني في معرة صيدنايا من الإكليروس والعلمانيين، وبعد التعمق في دراسة أسباب هذه الأزمة هناك، قرّرنا أن تبقى الأمور على حالها حتى انعقاد المجمع المقدّس المقبل في أيلول 2009. إذ يبقى نيافة أخينا الحبر الجليل مار يوليوس يوحنا أيدين نائباً بطريركيًّا لهذه الأبرشية يرعاها ويدبّرها بشكل آنيّ إلى انعقاد المجمع المقدّس المقبل. أمّا الكنائس التي لم توافق على وحدة أبرشية ألمانيا فتتبع البطريركية مباشرةً، حيث سنوفد نيافة أخينا مار فيلكسينوس ماتياس نايش المعاون البطريركي ليقوم بالخدمات الروحية والمهام الإدارية حتى يُتَّخذ القرار المناسب في المجمع المقدّس المقبل. وهذه الإجراءات هي آنيّة تناسب الوضع والواقع الذي تمرّ به أبرشيّة ألمانيا.

وبناءً على التقارير التي وردتنا من رئاسة دير مار كبرئيل في طورعبدين وأديرتنا وكنائسنا هناك، إنّ بعض الجيران يسعون إلى الإساءة والتعدّي على أوقافنا، لنبذل الجهود مع المسؤولين في الجمهوريّة التركيّة وسائر المؤسسات الكنسيّة والإداريّة في الشرق والغرب لرفع حال الغبن عن أوقافنا وممتلكات كنائسنا ونحن آملون أن يتجاوب معنا المسؤولون في تركيا حفاظاً على هذا التراث الديني والتاريخي والوطني.

ودرسنا أوضاع أبنائنا السريان الناطقين بلغات أخرى والذين ليست السريانيّة لغتهم الأم أن يحافظوا على إيمانهم ويلتزموا بتقاليد الكنيسة إذ يوفّر لهم أصحاب النيافة والإكليروس والمجالس المليّة والمؤسسات الكنسيّة ظروف فهم هذه الطقوس بلغاتهم مع المحافظة على اللغة السريانيّة التي هي لغة كنيستنا الرسميّة بالإضافة إلى لغات البلاد التي نحن منها أو نعيش فيها.

أمّا كنيستنا في الهند فدرسنا أمورها وشرحنا لآباء المجمع المقدّس الواقع المفرح لنجاح الكنيسة وتقدّمها في الهند والخطوات الإيجابيّة التي يبذلها بالتعاون معنا غبطة أخينا مار باسيليوس توماس الأوّل مفريان الهند ومجمعه المقدّس والإكليروس والمؤسسات الكنسيّة هناك ممّا أبهج أعضاء المجمع المقدّس ويسرنا إعلان ذلك لكم أيضاً.

ودرسنا اقتراحات أصحاب النيافة وملاحظاتهم وآراءهم في تعديل بعض المواد من الدستور وتأكيد كثير من العادات والتقاليد التي تتبعها الكنيسة. ويسرّنا أن نعلن لكم بعضها في منشورنا هذا الرسولي.

عن الأصوام: نؤكّد لكم جميعاً إنّ فريضة الصوم والصلاة هي من أهم فرائض العبادة في الكنيسة عامة وفي كنيستنا السريانية الأرثوذكسيّة المقدّسة وهذه الصلوات والأصوام نظمها آباؤنا القديسون الملافنة بإلهام من الروح القدس بطقوس بديعة مؤكدين على المؤمنين أن يكون لديهم الالتزام الكامل بما تفرضه الكنيسة المقدّسة مذكرين الجميع إنّنا نصوم على مدار السنة وبحسب التقويم والكلندار السرياني الأرثوذكسي أن يسبق الصوم كلّ عيد سيّدي. فنحن نصوم صوم الميلاد لمدة عشرة أيام اعتبارًا من الخامس عشر من كانون الأول وصوم نينوى الذي يسبق الصيام الأربعيني بثلاثة أسابيع لمدة ثلاثة أيام. والمؤمنون يُقبلون على هذا الصوم بإيمان وطيد ورجاء أكيد ومحبة عارمة ولا سيما الشباب من الجنسين إذ يطوي كثيرون منهم هذا الصوم لمدة ثلاثة أيام انقطاعًا عن الطعام والشراب اقتداءً بأهل نينوى الذين صاموا في العهد القديم وصام السريان منذ القرون الأولى وحتى اليوم. واللّه يستجيب إلى هذه النيّات الحسنة برأفة ومحبّة أبويّة. ونصوم الصيام الأربعيني المقدّس ملتزمين بالأسبوع الأوّل والأسبوع الأخير الذي هو أسبوع الآلام وأيّام الأربعاء والجمعة كما قرّر مجمعنا المقدّس عام 1965 ونشكر اللّه إنّ كثيرين من المؤمنين يصومون هذا الصوم كاملاً منقطعين عن الزفرين. والإكليروس ملتزمون بالصيام الأربعيني طيلة أيّام الصوم قدوة للمؤمنين. ونصوم صوم الرسل لمدّة ثلاثة أيّام اعتباراً من 26 حزيران وصوم السيدة العذراء لمدّة خمسة أيّام اعتباراً من 10 آب ونحن نفرح أن نرى كثيرين من المؤمنين ينذرون ويصومون لأيّام أطول تتجاوز الأيام المخصصة للصوم كما حدّدتها مجامعنا المقدّسة عبر السنين إذ أفسحت الكنيسة للمؤمنين بتقليص مدّة الصيام لظروف الحياة. بالإضافة إلى صوم يومي الأربعاء والجمعة على مدار السنة ما عدا الأيّام الخمسين التي تلي عيد القيامة حتى العنصرة وما بين عيد الميلاد والظهور الإلهي (الدنح – الغطاس) وأيّام الجمعة والأربعاء التي تلي صوم نينوى حتى الصيام الأربعيني المقدّس.

واستجابة إلى أسئلة أبنائنا الإكليروس والمؤمنين نؤكّد في منشورنا هذا إنّه إن بدأ صوم الرسل أو صوم العذراء أو صوم الميلاد يوم الأحد فإكراماً ليوم الأحد لا نصوم اليوم الأوّل ونسمح للمؤمنين أن تُعقد لهم الأكاليل في هذا اليوم.

وكما تعلمون إنّنا لا نبارك الأكاليل أيّام الصيام المقدّس وقد تركت مجامعنا المقدّسة ودستور كنيستنا القرار لأصحاب النيافة مطارنة الأبرشيّات أن يسمحوا للمؤمنين بمباركة أكاليلهم وعقد زواجاتهم في صومي الرسل والعذراء للضرورة القصوى فقط. وتطرقنا إلى الحركة المسكونيّة ودور كنيستنا فيها فنحن من رواد الحركة المسكونية في العالم ونتعاون مع الكنائس الشقيقة شرقاً وغرباً في حوارات لاهوتيّة وإيمانيّة لنشر كلمة الربّ يسوع عالياً.

وفي هذا المنشور نحث أولادنا المؤمنين في كلّ الأبرشيات أن يلتزموا بهذه الفضائل السامية بحياتهم الخاصة وضمن عائلاتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم ملتزمين بكلّ المبادئ التي تخدم اللّه والإنسانيّة ولا سيما أصحاب الحاجات فنرى فيهم ربنا يسوع المسيح الذي جاء ليخدم لا ليُخدم وليبذل نفسه فداءً عن كثيرين.

نسأل اللّـه أن يوفقكم ويعمّر نفوسكم وقلوبكم ببركاته السماويّة والنعمة معكم. ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ

صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق ـ سوريا

في الخامس عشر من شهر أيلول سنة ألفين وثمانٍ للميلاد

وهي السنة التاسعة والعشرون لبطريركيتنا

جميع الحقوق محفوظة لموقع دائرة الدراسات السريانية ©