Skip to content Skip to footer

2000– إعلان قداسة غريغوريوس عبد الجليل وأسطاثاوس صليبا

إعلان قداسة الطوباويين مار غريغوريوس عبد الجليل ومار أوسطاثيوس صليبا

 نهدي البركة الرسولية لعزيزنا الروحي نيافة المتروبوليت بار ريغيش مار ديونوسيوس توما رئيس مجمعنا الأسقفي المكاني المقدس في الهند، وأصحاب النيافة سائر مطارنتنا الآخرين، وأبنائنا الروحيين الأعزاء، الخورانة الموقرين، والرهبان المكرسين، والكهنة الاعزاء وحضرات الشمامسة، والراهبات المتفانيات، وكل المؤمنين في كنيستنا السريانية الأرثوذكسية في الهند.

يملؤنا سرور غامر ونحن نرسل إليكم هذا المنشور الرسولي. فها هو الرسول بولس يقول في رسالته إلى العبرانيين:

«اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم».(عبرانيين 7:13)، طالما قبلت كنيستنا الرسولية المقدسة وتذكرت رسل المسيح الحقيقيين وقد تم الاعتراف في البدء بكل القديسين وقبولهم في المجتمعات المحلية التي عاشوا وعملوا فيها وانتقلوا إلى الخدور العلوية. وبعد ذلك ومع انتشار أخبار حياتهم الطاهرة وأعمالهم المقدسة إلى الخارج وبدء المزيد من الناس في السعي طلباً لشفاعتهم امام اللّه فقد أُدرجت اسماؤهم في صلوات كنيستنا وقداديسها. وها نحن نستعيد إلى الذاكرة منشورنا الرسولي الذي أصدرناه في 20 تشرين الأول 1987 الذي سمحنا لكم فيه أن يدرج اسم القديس مار توما الرسول في الشملاية الرابعة في القداس الإلهي وكذلك اسم البطريرك القديس مار الياس الثالث واسم المفريان القديس مار باسيليوس يلدو والمتروبوليت القديس غريغوريوس مطران بارومالا في الشملاية الخامسة التي تتلى ضمن القداس الإلهي. نمجد اللّه لأنه منحنا نعمة القيام بذلك.

والآن قام مجمعنا المكاني المقدس في الهند من خلال رئيسه عزيزنا الروحي نيافة المتروبوليت بار ريغيش مار ديونسيوس توما بالتماس توجيه عنايتنا إلى حياة واعمال المطرانين الراحلين مار غريغوريوس عبد الجليل ومار أسطاثيوس صليبا.

ولد مار غريغوريوس عبد الجليل في الموصل العراق. وكان في البدء متروبوليتاً لدياربكر ثم نقل بعد ذلك إلى القدس وبعد ذلك أرسله بطريرك إنطاكية في ذلك الحين عبد المسيح الأول إلى الهند بناء على طلب كنيستنا هناك. فوصل مالانكارا في عام 1665 م. في ذلك الحين كان شعبنا هناك يعاني من الإضطهاد على يد الإرساليات الرومانية اللاتينية وبعض الحكام المحليين. وكان العديد من الممارسات الطقسية الغريبة عن الإيمان الرسولي المقدس لكنيستنا قد تسلل إليها.

وبمحبةٍ وأناةٍ وعبر سبل سلمية قام مار غريغوريوس بتعليم الشعب الإيمان الرسولي الحق. كان عليه أن يواجه العديد من التهديدات حتى تلك التي استهدفت حياته إلا أنه تحدى كل الإحتمالات الصعبة بوضع ثقته بالله العلي القدير، وبصلواته وتقواه استقطب النفوس إلى ربنا يسوع المسيح. كما قام مار غريغوريوس ايضاً برسامة مطرانين لكنيستنا في مالانكرا وقد قضى أيامه الأخيرة في كنيسة القديس توما في بارا فور الشمالية في أبرشية انكامالي، وانتقل إلى الخدور العلوية في 27 نيسان عام 1681 ودفن في تلك الكنيسة، «لقد جاهد الجهاد الحسن وأكمل السّعي وحفظ الإيمان واخيراً قد وضع له إكليل البر الذي يهبه له في ذلك اليوم الرب الديان العادل». (2تي 4: 7 ـ 8)

أما مار أوسطاثيوس صليبا فقد رسم متروبوليتاً على أبرشية القدس وأرسل إلى الهند موفداً بطريركياً في عام 1908 من قِبل البطريرك مار إغناطيوس عبد اللّه الثاني. كان أصلاً من أهالي قرية كفرسو قرب دياربكر في تركيا. وقبل ذلك الحين أقام في مالانكارا عدة سنوات كشماس وخلال تلك الفترة كان يقوم بالتبشير بإنجيل ربنا بشكل منتظم ضمن كنيستنا وخارجها. وخلال شَغلِه منصب الموفد البطريركي كان عليه أن يواجه العديد من التحديات، منذ عام 1911 فصاعداً قام بعض الضالين والمضلين من داخل كنيستنا وبدؤوا يعلّمون تعاليم زائفة، كما أن بعض المجموعات المهرطقة الموجودة خارج كنيستنا كانت أيضاً تحاول إبعاد المؤمنين عن كنيستنا. تصدى لهم جميعاً مار أوسطاثيوس ولم يبق متفرجاً صامتاً فقد دافع بحماس عن إيمان كنيستنا الرسولي المقدس وبالتعاون مع مطارنة كنيستنا في مالانكارا أرشد المؤمنين إلى طريق الحق. كان رائداً من رواد حركة التعليم الديني (مدارس الأحد) في مالانكالا، وقد أسس في أرثاث في أبرشية ( كونا مكولام ) الكنيسة الشهيرة (كنائس الكرسي الرسولي الانطاكي باسم القديسة مريم العذراء). كما تم أيضاً في عهده تأسيس دير (ملاكورش) الذي ترجع ملكيته لكرسي أنطاكية المقدس، كتب مار أسطاثيوس صليبا كتابين، دفاعاً عن إيماننا. وبالرغم من منصبه السامي كموفد بطريركي فقد عاش حياة بسيطة. كان دأبه إلى الصلاة مضرب المثل وانتشرت أخبار تقواه في طول البلاد وعرضها، سعى الناس طالبين صلواته الشفاعية الخاصة حتى وهو على قيد الحياة. فصلواته أبرأت العديد من المرضى وحلت على من لا ينجبون بركة إنجاب الأطفال وقد دعاه اللّه إلى الراحة الأبدية في 19 آذار 1930 . ودفن جسده الطاهر في كنيسة (سيمها سانا). أي كنيسة الكرسي الرسولي في أرثاث. لقد برهن على أنه الراعي الصالح للقطيع الذي أُودِع في عهدته.

إننا إذ نستعرض حياة وأعمال مار غريغوريوس عبد الجليل ومار أسطاثيوس صليبا ومع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الآلاف من المؤمنين يزورون ضريحيهما باستمرار طالبين شفاعتهما، لعلى قناعة تامة بقداستهما لذا وانطلاقاً من السلطة الرسولية المخولة لنا من الرب يسوع وبموجبها نطّوب مار غريغوريوس عبد الجليل ومار أسطاثيوس صليبا قديسين ونسمح لكما بتلاوة (القوقليون) أي التشمشت الخاص بالقديسين الذي يتلى خلال صلوات المساء والقداس الإلهي أن يتلى (zadeeko) عند ضريحيهما وكلما ورد ذكرهما وأن تطلبوا شفاعتهما. في هذه المناسبة المهيبة نحثكم على الحذو حذوهما في إيمانهما وعلى تكريس أنفسكم للّه من جديد. ولتكن شفاعتهما بركة لكم ولنا جميعاً، ونهدي بركتنا الرسولية.

ولتكن نعمة اللّه معكم بشفاعة القديسة العذراء مريم والدة الإله والقديس مار بطرس هامة الرسل والقديس مار توما رسول الهند والقديس مار غريغوريوس عبد الجليل والقديس مار أسطاثيوس صليبا وجميع القديسين آمين.

جميع الحقوق محفوظة لموقع دائرة الدراسات السريانية ©