أهـل الكهف في المصادر السريانية

أهـل الكهف في المصادر السريانية

 

تمهيد:

لا بدعة إذا قلنا إن الأدب السرياني المسيحي زاخر بالقصص المشوّقة سواء أكانت موضوعة بالسريانية أم منقولة إليها، ليجتني القراء من مطالعتها فوائد روحية جليلة. فتناقلتها الألسن، وتوارثتها الأجيال، ودوّن جزء كبير منها في عصر أبطالها، أو بعدهم بمدة قصيرة أو طويلة. وهي تتناول سير بعض الآباء الأولين، ورجالات الكنيسة الميامين، والشهداء، والمعترفين[1] والقديسين، والنسّاك الفضلاء، والنسوة الفواضل.

ولا يُنكر ما طرأ على بعض من هذه القصص من زيادة أو نقصان أتياها عن طريق بعض الكتّاب والنسّاخ الذين أرخوا لمخيلتهم العنان، فسبحت في أجواء الخيال، وأضافت إلى الحوادث أخباراً هي أقرب إلى الأساطير منها إلى الواقع التاريخي، ومع كل ذلك فبإمكان المؤرّخ المدقق الذي يهمه تحرّي الحقيقة، أن يقع عليها مجردة فيقبلها وحدها ويرفض سواها.

ومن القصص السريانية الرائعة، قصة أهل الكهف، التي نتناول ههنا بحثها ودراستها بإمعان لما لها من أهمية تاريخية.

 

القصة في النص السرياني

عندما ملك DECIUS داقيوس الأثيم (249 ـ 251م) على المملكة الرومانية، وزار مدينة أفسس، أصدر أمره إلى نبلائها بنحر الذبائح للأصنام، وأمر بقتل المسيحيين الذين لم يخضعوا لأمره، فقُتل عدد كبير منهم وأُلقيت جثثهم للغربان والنسور والعقبان وسائر الجوارح. وحاول بالوعد والوعيد إقناع سبعة[2] شبّان من أبناء النبلاء، وشي بهم إليه، أن ينكروا دينهم المسيحي، الذي تمسّكوا به بعروة وثقى، ويقدّموا الذبائح للأوثان، فرفضوا. فنزع عن أكتافهم شارات الحرير، وأخرجهم من أمامه، واستمهلهم أياماً علّهم يعدلون عن رأيهم ويخضعون لأمره.

وانطلق داقيوس الملك إلى زيارة مدن أخرى مجاورة لأفسس على أن يعود إليها ثانية للغاية المذكورة أعلاه.

وكانت الفرصة سانحة ومؤاتية للفتيان السبعة ليقرنوا إيمانهم بأعمال الرحمة، فأخذوا من دور آبائهم ذهباً، ومالاً كثيراً، وتصدّقوا به على الفقراء، سراً وعلناً، والتجأوا إلى كهف كبير، في جبل أنكيلوس (Ocholon) مواظبين على الصلاة.

وكان (يمليخا) أحدهم يتّشح بأسمال متسوّل متخفياً، ويدخل المدينة ليبتاع لهم الطعام، ويتسقط الأخبار مستطلعاً مجريات الأمور في قصر الملك، ويعود إلى رفاقه فيخبرهم عما في المدينة، وما يقع من أحداث. وذات يوم عاد داقيوس الملك إلى أفسس، وطلب الفتيان السبعة فلم يجدهم. وكان يمليخا آنذاك في المدينة فخرج منها هلعاً ناجياً بنفسه من الموت، لا يلوي على شيء، ومعه قليل من الطعام، وصعد إلى الكهف حيث رفاقه، وأخبرهم عن دخول الملك إلى المدينة، وبحثه عنهم، فتملّكهم الخوف وركعوا على الأرض ممرغين وجوههم بالتراب متضرعين إلى اللّـه بحزنٍ وكآبة، ثم أكلوا ما جلبه لهم يمليخا من الطعام. وبينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث، استولى عليهم النعاس، وغشاهم سبات هنيء، فرقدوا بهدوء رقاد الموت، ولم يشعروا بموتهم.

وحيث أنَّ الملك لم يعثر عليهم في المدينة استقدم ذويهم، فأخبروه بأنَّ الفتية قد هربوا إلى كهف في جبل (انكيلوس) فأمر الملك بسدّ باب الكهف بالحجارة ليموتوا، فيصير الكهف قبراً لهم، غير عالم أنَّ اللّـه قد فصل أرواحهم عن أجسادهم لقصد ربّاني أعلن بعد سنين بأعجوبة باهرة.

وكان (انتودورس) و (آربوس) خادما الملك مسيحيين، وقد أخفيا عقيدتهما خوفاً منه، فتشاورا معاً وكتبا صورة إيمان هؤلاء المعترفين بصحائف من رصاص، وضعت داخل صندوق من نحاس، وختمت، ودُسّت في البنيان عند مدخل الكهف.

وهلك داقيوس، وخلفه على العرش الروماني ملوك كثيرون، حتى جلس في دست الحكم الملك المؤمن ثيودوسيوس الصغير (450 +)، وظهرت على عهده بدع عديدة حتى أنَّ بعضهم أنكر قيامة الموتى، وتبلبلت أفكار الملك، وشفه الحزن، فاتّشح بالمسوح، وافترش الرماد، وطلب من الرب أن يضيء أمامه سبيل الإيمان.

وألقى اللّـه في نفس (ادوليس) صاحب المرعى الذي يقع فيه الكهف، حيث رقد المعترفون، أن يشيّد هناك حظيرة للماشية، فنزع العمال الحجارة عن باب الكهف، ولمّا انفتح، أمر الإله أن يُبعث الفتية الراقدون أحياء، فعادت أرواحهم إلى أجسادهم، واستيقظوا، وسلّم بعضهم على بعض كعادتهم صباح كل يوم، ولم تظهر عليهم علامة الموت، ولم تتغير هيئتهم ولا ألبستهم التي كانوا متّشحين بها منذ رقادهم، فظنّوا وكأنما قد ناموا مساءً واستيقظوا صباحاً.

ونهض يمليخا كعادته صباح كل يوم، وأخذ فضّة وخرج من الكهف متجهاً نحو المدينة ليشتري طعاماً. وعندما اقترب من بابها دهش حين رأى علامة الصليب منحوتة في أعلاه، فتحول إلى باب آخر من أبوابها فرأى المنظر ذاته، ودخل المدينة فلم يعرفها إذ شاهد فيها أبنية جديدة تنكرت له، وسمع الناس يقسمون باسم السيد المسيح، فسأل أحد المارين عن اسم المدينة، فأجابه اسمها أفسس، فزاد يمليخا حيرة وقال في نفسه: لعمري لا أعلم ما جرى لي، ألعلي فقدتُ عقلي وغاب عني صوابي؟ الأفضل أن أسرع بالخروج من هذه المدينة قبل أن يمسّني الجنون فأهلك.

وإذ كان يمليخا مسرعاً ليترك المدينة، تقدّم بزيّ شحاذ، إلى أحد الخبّازين ليشتري خبزاً، وأخرج دراهم من جيبه وأعطاه إياها فأخذ هذا يتأملها فرآها كبيرة الحجم، ويختلف ضرب طابعها عن طابع الدراهم المتداولة في عصرهم، فتعجّب جداً وناولها لزملائه، فتطلعوا إلى يمليخا وقالوا: إنه قد عثر على كنز خبيء من زمن طويل. فألقوا عليه القبض وأخذوا يسألونه قائلين: من أين أنت يا هذا؟ لقد أصبت كنزاً من كنوز الملوك الأولين، وتألب الناس حوله، واتهمه بعضهم بالجنون، وأخيراً جاءوا إلى أسقف المدينة، وكان يزوره وقتئذٍ والي أفسس فقد شاءت العناية الربانية أن تجمعهما في تلك الساعة معاً ليظهر على أيديهما للشعوب كلها كنز بعث الموتى، فأقرَّ يمليخا أمامهما بأنه رجل من أهل أفسس، وأنه لم يعثر على كنز، وأن الدراهم التي معه هي من نفس عملة تلك المدينة، وقد اشترى بمثلها، قبل يوم واحد فقط خبزاً، فقال له الوالي: إنَّ صورة الدراهم تشير إلى أنها قد ضربت قبل عهد داقيوس الملك بسنين، فهل وُجدتَ يا هذا قبل أجيال عديدة، وأنت لا تزال شاباً. فعندما سمع يمليخا ذلك سجد أمامهم وقال: أجيبوني أيها السادة عن سؤال، وأنا أكشف لكم مكنون قلبي، أنبئوني عن الملك داقيوس الذي كان عشية أمس في هذه المدينة، أين هو الآن؟ أجابه الأسقف قائلاً: إنَّ الملك داقيوس مات قبل أجيال، فقال يمليخا: إنَّ خبري أصعب من أن يصدّقه أحدٌ من الناس، هلمّ معي إلى الكهف في جبل (انكيلوس) لأريكم أصحابي، وسنعرف منهم جميعاً الأمر الأكيد، أما أنا فأعرف أمراً واحداً هو أننا هربنا منذ أيام من الملك داقيوس، وعشية أمس رأيت داقيوس يدخل مدينة أفسس، ولا أعلم الآن إذا كانت هذه المدينة أم لا.

فانشغل بال الأسقف عند سماعه قول يمليخا، وبعد تفكير عميق قال: إنها لرؤيا يظهرها اللّـه لنا اليوم على يد هذا الشاب، فهلمّ بنا ننطلق معه لنرى واقع الأمر. قال هذا ونهض، ونهض معه الوالي وجمهور من الناس، وعندما بلغوا الكهف عثروا في الجهة اليمنى من بابه على صندوق من نحاس عليه ختمان من فضة، فتناوله الأسقف، ووقف أمام مدخل الكهف، ودعا رجال المدينة وفي مقدمتهم الوالي، ورفع أمامهم الأختام، وفتح الصندوق، فوجد لوحين من رصاص، وقرأ ما كُتب عليهما: «لقد هرب إلى هذا الكهف من أمام وجه داقيوس الملك، المعترفون مكسيمليانوس ابن الوالي ويمليخا،  ومرتينيانوس، وديونيسيوس، ويؤانس، وسرافيون، وقسطنطنوس، وانطونينوس. وقد سدّ الكهف عليهم بحجارة» وكتب أيضاً في سطور اللوحين الأخيرة صورة إيمان المعترفين، وعندما قُرئت هذه الكتابة، تعجّب السامعون، ودخلوا الكهف فشاهدوا المعترفين جالسين بجلال ووجوههم مشرقة كالورد النضر. فكلّموهم، وسمعوا منهم أخبار الحوادث التي جرت على عهد داقيوس.

وأُرسل فوراً إلى الملك ثيودوسيوس كتاب، مضمونه: (لتسرع جلالتك وتأتِ فترى ما أظهره اللّـه تعالى على عهدك الميمون من العجائب الباهرات، فقد أشرق من التراب نور موعد الحياة وسطعت من ظلمات القبور أشعة قيامة الموتى بانبعاث أجساد القديسين الطاهرة.).

ولما بلغ ثيودوسيوس الملك هذا النبأ، وهو في القسطنطينية، نهض عن الرماد الذي كان قد افترشه، وشكر اللـه، وجاء والأساقفة وعظماء الشعب، إلى أفسس، وصعدوا جميعاً إلى الكهف الذي ضمّ المعترفين في جبل انكيلوس فرآهم، وعانقهم الملك، وجلس معهم على التراب، وحدّثهم. ثم ودَّع المعترفون الملك، والأساقفة، والشعب، وأسلموا أرواحهم بيد اللـه. فأمر الملك أن تُصنع لهم توابيت من ذهب، ولكن الفتية ظهروا له في حلم في الليل، وقالوا له أنَّ أجسادنا انبعثت من تراب لا من ذهب، فاتركنا في كهفنا على التراب.

وأقرَّ مجمع الأساقفة عيداً لهؤلاء المعترفين. ووزع الملك صدقات جزيلة على الفقراء، وأطلق سراح الأساقفة المأسورين في المنفى، وعاد ومعه الأساقفة إلى القسطنطينية مغمورين بفرحة إيمان الملك ممجدين اللّـه تعالى على كل ما جرى.

 

أقدم مَنْ كَتَبَ القصة بالسريانية

وصلت إلينا هذه القصة بلغة سريانية أصيلة، نثراً ونظماً. أما النثر فقد كتبه لنا زكريا الفصيح (536 +) ويوحنا الأفسسي (587 +) وكلاهما من المؤرخين الثقات، وهما قريبا العهد من زمن الحادثة. وحيث أن المؤرخ شاهد للحدث التاريخي، لذلك لا بدَّ لنا أن نعرف شيئاً عن حياة كل منهما، لنثمّن شهادتهما هذه.

أما زكريا الفصيح، فقد ولد في غزة، ودرس النحو، والبيان، والفقه، والفلسفة في مدرستي الاسكندرية وبيروت، ومارس المحاماة في القسطنطينية، ثم رسم أسقفاً على جزيرة مدللي بعد سنة 527 م. وأهم مصنفاته تاريخ ديني مدني كتبه باليونانية تناول فيه بالتفصيل أحداث الفترة الواقعة ما بين سنتي 450 و 491 نقل إلى السريانية ملخصاً، وفُقد أصله اليوناني ثم نقله برمته الراهب صاحب الكتاب المنحول تاريخ زكريا إلى مجموعته التاريخية القيمة التي ألّفها بالسريانية سنة 569 م، ولعل هذا المؤلف هو الذي ترجم تاريخ زكريا الفصيح إلى السريانية. وقد نشر هذا الكتاب (لاند)، ثم (بروكس) في مجلدين منقولاً إلى اللاتينية سنة 1919 وتوفي زكريا سنة 563 م[3] على ما أسلفناه.

أما يوحنا الأفسسي فقد ولد حوالي سنة 507 في بلدة (أكل) من أعمال ولاية (آمد)، وترهّب في ميعة صباه، وتبحر في علوم الكتاب المقدس، وأتقن اللغتين السريانية واليونانية، ورسم مطراناً لأفسس عام 558 م فنسب إليها  وإلى آسيا الصغرى، وتوفي في حدود سنة 586 م أو 587 م. ومن جملة النعوت التي اطلقت عليه «مؤلف تواريخ البيعة».

قال فيه البطريرك أفرام الاول برصوم[4]: «وصنّف يوحنا تاريخاً كنسياً في ثلاثة مجلدات يشتمل كل منها على ستة أسفار أو أبواب، الاول والثاني من عهد يوليوس قيصر حتى سنة 571 والثالث وضمنه أخبار الكنيسة والعالم من سنة 571 حتى 585 ويقع في 418 صفحة. المجلد الاول مفقود، والثاني نقل برمته تقريباً إلى التاريخ الذي ألّفه الراهب الزوقنيني عام 775م[5]. وأما الثالث فوصل إلينا، وقد سقطت منه بضعة فصول… وكان يوحنا مؤرخاً، صادقاً، محققاً، مجتهداً، يقدر الحوادث قدرها من الوجهة الأرثوذكسية ولكنه نزيه».

أما النص الشعري السرياني لقصة أهل الكهف، فهو للشاعر السرياني الملهم مار يعقوب السروجي (521 +) الذي نظم قصيدة عصماء على الوزن الاثني عشري، تقع في أربعة وسبعين بيتاً، وهو ولئن سمح لفكره أن يسبح في الخيال، ولكنه احتفظ بعناصر القصة الرئيسية[6].

ولد يعقوب السروجي في قرية (قورتم) على ضفة الفرات عام 451 م ودرس اللاهوت، والفلسفة، والعلوم اللغوية، في مدرسة الرها، وترهب، وتنسك، ورسم كاهناً، ثم قلد رتبة (البريودوط)[7] أي الزائر، لبلدة حورا، وعام 519 رسم أسقفاً على (بطنان سروج) وانتقل إلى جوار ربه عام 521 م، وعيّدت له الكنيسة.

نظم على البحر الاثني عشري، الذي استنبطه وعُرف بالبحر السروجي نسبة إليه. وقد جمعت قصائده فبلغت سبعمائة وستين، قد تبلغ أبيات بعضها الألفين أو الثلاثة أو تزيد. وتناولت أهم أحداث الكتاب المقدس، والإيمان، والفضائل، والبعث، والتوبة، والتزهيد بالدنيا، وتقريظ القديسين. أما مصنّفاته النثرية فهي رسائل وخطب للأعياد. وله تفاسير، وكلها بإنشاء جزل متين[8].

 

متى رقد أهل الكهف؟

أجمع المؤرخون السريان، على أن رقاد أهل الكهف كان على عهد الملك داقيوس (249 ـ 251 م) أما استيقاظهم فكان على عهد الملك ثيودوسيوس الصغير (450)[9] ويقول مار يعقوب السروجي (521 +) في قصيدته الآنفة الذكر عن زمن رقادهم ما تعريبه: «عندما خرج داقيوس إلى زيارة قرى مملكته ومدنها، دخل أفسس، وألقى فيها رعباً عظيماً، وأقام احتفالاً لزوس وأبولون وأرطاميس… كان هناك فتية من النبلاء رفضوا الاذعان لأمره ولم يخضعوا له كسائر رفاقهم وتجلببوا بالإيمان وهم الخراف الوديعة، وأصرّوا على ألاّ يبخّروا أمام الآلهة.»

ويقول عن زمن استيقاظهم: «مرت عهود الملوك الوثنيين وزال سلطانهم، وساد السلام في الكنيسة المقدسة في العالم. وشاء الرب أن يوقظهم لمجد (اسمه القدوس) ويظهرهم للمؤمنين ليكرموهم.» ويردف قائلاً: «تناولوا لَوْحَيْ الرصاص وقرأوهما ومنهما علموا أسماءهم وعملهم، فأخبروا حالاً الملك العظيم ثيودوسيوس ليأتي حالاً ويراهم».

ولا بد لنا أن نوجز للقارئ الكريم دقائق حياة الملكين داقيوس الأثيم (249 ـ 251) وثيودوسيوس المؤمن (408 ـ 450) لما لهما من صلة تاريخية متينة بأهل الكهف، ونلمّ في الوقت نفسه بتاريخ العصرين اللذين عاش فيهما هذان الملكان، ورقد في اولهما أهل الكهف واستيقظوا في الثاني، وبذلك تتضح معالم القصة متكاملة في ذهننا.

داقيوس:

تولى داقيوس مملكة الرومان سنة 249 م وقد أثار اضطهاداً عنيفاً ضد المسيحيين لبغضه سلفه القيصر فيلبس العربي المحسن إليهم. فأصدر سنة 250 مرسوماً يأمر فيه باستئصال شأفة المسيحية، وجعل السلطة المركزية في الدولة تأخذ على عاتقها إرغام المسيحيين على ترك دينهم وتقديم البخور والخمور للآلهة، وقضى المرسوم، الذي وصف بالمخيف المرعب، بتعذيب المسيحيين إن لم يعبدوا الاوثان. فاستشهد العديد من رؤساء الكنيسة منهم فابيانوس أسقف اورشليم. وهرب ديونيسيوس أسقف الاسكندرية إلى البرية. كما استشهد آلاف مؤلفة من المؤمنين وشرد الآخرون من أمام وجه الطاغية ولم تطل هذه الشدة إذ قتل داقيوس سنة 251 م وهو يحارب الغوط والبلقان عند مصب الدانوب، وبهلاكه خمدت شوكة الاضطهاد[10].

 

ثيودوسيوس الصغير:

أما ثيودوسيوس الصغير وهو ثيودوسيوس الثاني ابن أرقاديوس، فقد ملك سنة 408 ـ 450م وفي زمانه توطدت أركان المسيحية. وكان يكثر من الصوم، ولا سيما يومي الأربعاء والجمعة، ويواظب على مطالعة أسفار الكتاب المقدس حتى حفظها على ظهر قلبه. وقيل له يوماً «لماذا لا تقتل أحداً» فأجاب: «ليتني أستطيع أن أحيي الموتى» ولتمسكه بأهداب الفضيلة، نهى الشعب عن حضور الملاعب والملاهي أيام الآحاد والأعياد قائلاً: «للعبادة وقت وللهو وقت» وجمع مشاهير الفقهاء فوضعوا سنة 435 مجموعة الشرائع المنسوبة إليه أذاعها سنة 438 وكان كثير الاجلال لرفات القديسين، فقد أمر بنقل رفات يوحنا الذهبي الفم إلى القسطنطينية بإجلال وإكرام، وبكى حين شاهدها طالباً إلى اللّـه أن يغفر لوالديه اللذين اضطهدا يوحنا. ونقل أيضاً رفات الأربعين شهيداً من سبسطية إلى ضواحي القسطنطينية. كما أن رفات القديس إغناطيوس النوراني نقلت على عهده من رومية إلى أنطاكية. وتوفي ثيودوسيوس في 28 تموز سنة 450 م[11].

 

مدة رقاد أهل الكهف:

جاء في تاريخ زكريا الفصيح (536 +) ما يأتي: «سنة 38 لملك ثيودوسيوس الملك حدث جدال بموضوع قيامة الموتى،… وألهم اللّـه (ادليس) صاحب المنطقة التي فيها الكهف ليبني حظيرة للماشية والخ…»[12].

وحيث أن ثيودوسيوس ملك سنة 408 م كما مرَّ بنا، يضاف إليها 38 سنة فيكون المجموع 446 سنة يطرح منها 250 سنة وهي سنة اضطهاد داقيوس المسيحيين وهروب الفتية إلى الكهف ورقادهم، فيبقى 196 سنة وهي المدة التقريبية لرقاد الفتية في الكهف حتى بعثهم.

وزكريا الفصيح نفسه يحدد مدة الرقاد بعددين متباعدين، فمرّة يقول: «ما يقارب (190) سنة» ومرّة أخرى يقول (120) سنة ويصحح ناشر تاريخه هذه السنة فيجعلها (190) كالسابقة. وفي سرد القصة يقول زكريا: «إنَّ الوالي أجاب ديونيسيوس (أحد فتية الكهف) قائلاً: كيف نصدّق كلامك، وكتابة هذه العملة وختمها يعودان إلى ما قبل مئتي سنة»[13].

ويقول ابن العبري (1286 +): «وبعد مئة وثمانٍ وثمانين سنة من رقاد الفتية، في السنة الثامنة والثلاثين لملك الملك ثيودوسيوس الصغير في أيامه اشتدّت المجادلة بموضوع قيامة الموتى وشكوك الملك… نفح اللّـه بالراقدين حياة، فاستيقظوا وكأنهم يستيقظون من نومهم»[14].

أما الرهاوي المجهول (1234 +) فيقول في تاريخه: «إنّ مدة رقاد الفتية كان 370 سنة»[15] وتحدد بعض النصوص السريانية مدة الرقاد بـ (372)[16].

ويقول الزوقنيني (775 م) في تاريخه: «وأخذ (يمليخا) من عملة ذلك الزمن، الموضوعة في الكيس من فئة اثنتين وستين وأربع وأربعين، التي سكّت على عهد الملك الذي كان قبل أيام المعترفين وهي قبل ثلاثمائة وسبعين سنة»[17].

أما مار يعقوب السروجي (521 +) فيقول في قصيدته: «كان لأحد الفتية قطع قليلة من العملة، لتكون برهاناً على إثبات الأعجوبة. فبعد مرور الزمن تبقى العملة ثابتة ومنها يعرف التاريخ الذي سكّت فيه هذه العملة» ويقول في الأبيات الختامية للقصيدة: «منذ البدء وحتى الآن لأي إنسان جرى ما جرى لكم (أيها الفتية) فقد بعثتم (أحياء) بعد ثلاثمائة وسبعين سنة من زمن رقادكم».

نستنتج من هذا كله أن النصوص السريانية لم تتفق فيما بينها على تحديد المدة التى رقد فيها أهل الكهف، ولكنها ذكرت أن رقادهم كان على عهد داقيوس (249 ـ 251) وأن استيقاظهم كان على عهد ثيودوسيوس الصغير (408 ـ 450) فاختلاف السنين نتج عن اختلاف تاريخ سكّ قطع العملة التي وجدت مع الفتية في الكهف بفئاتها المتفرقة ليس إلا.

 

أين رقد أهل الكهف؟

تؤيد المصادر السريانية كافة أن أهل الكهف قد رقدوا في كهف يقع على مرتفع يدعى جبل (انكيلوس) في ضواحي مدينة أفسس.

قال مار يعقوب السروجي (521 +) في مطلع قصيدته عن أهل الكهف ما ترجمته: «أود أن أقص على السامعين خبر الفتية أبناء الرؤساء الذين من أفسس.» وقال على لسان أحد الفتية يخاطب رفاقه: «يوجد ههنا في قمة الجبل كهف صخري، لنصعد أيها الأخوة ونختفِ فيه مدة من الزمن» وقال على لسان يمليخا وهو يخاطب أسقف المدينة: «انني من مدينة أفسس وأنا ابن دروفورس أحد رؤسائها» وقال أيضاً عن لوح الرصاص «كتبوا فيه: هؤلاء الفتية من أفسس هربوا من أمام وجه داقيوس».

وقال زكريا الفصيح (536 +): «تاريخ الشهداء السبعة الذين بعثوا في مغارة جبل (انكيلوس) في مدينة أفسس»[18].

وأفسس هذه، هي المدينة الاغريقية القديمة التي تقع على الشاطئ الغربي من آسيا الصغرى. اشتهرت قبل الميلاد بمينائها وتجارتها الرابحة وبهيكل أرطاميس، بشّرها بالدين المسيحي الرسول بولس سنة 54 م وتلمذ أهلها، وكتب إليها رسالة سنة 61 م وأصبحت المدينة فيما بعد أحد مراكز المسيحية المهمة، عقد فيها المجمع المسكوني الثالث سنة 431 م. انحسر عنها البحر فزال مجدها الاقتصادي ولم يبقَ فيها سوى الأنقاض، بقربها بلدة تركية أيضاً اسمها (ايا سلوق)[19] يقصدها السياح لمشاهدة ما شخص من آثارها الوثنية والمسيحية، خاصة شوارع مدينة أفسس القديمة، وهيكل أرطاميس وكاتدرائية مار يوحنا اللاهوتي، ومدافن أهل الكهف. وقد قمت سنة 1962 و 1968 بزيارتين لأنقاض مدينة أفسس ورسومها ورأيت بأمّ عيني مدافن أهل الكهف وكهفهم.

مما هو جدير بالذكر أن السيد F. Miltner المسؤول عن الاكتشافات التي أجراها في أفسس المعهد النمساوي للآثار قبل الحرب العالمية الثانية، وقد نشر نتيجة أبحاثه باختصار، صرح قائلاً: إن آثار الكنيسة التي اكتشفها في المكان المعروف تقليدياً أنه الموضع الذي حدثت فيه الأعجوبة (بعث أهل الكهف) قرب كهف بانايرداغ panayir Dagh تدل على أن تشييد هذه الكنيسة يعود إلى القرن الخامس للميلاد[20]. وهذا القول يقيم الحجة على أن مدينة أفسس كانت موطن أهل الكهف ومسرح أدوار أعجوبة رقادهم وبعثهم. فالقصة بالسريانية تذكر بأن الملك ثيودوسيوس الصغير قد شيّد كنيسة بقرب كهفهم، ولا بدّ أن تكون آثار هذه الكنيسة التي اكتشفتها البعثة النمساوية المذكورة أعلاه.

عدد أهل الكهف وأسماؤهم:

لم يتفق المؤرخون السريان على عدد فتية الكهف وأسمائهم. فقد جاء في تاريخ زكريا الفصيح (536 +) ما يلي: «وهذه أسماء الفتية السبعة الذين هربوا (من أمام وجه داقيوس) : اكليديس وديمدس، واوكنيس، واسطيفانس، وفريطيس، وسبطيس وقرياقوس[21] ولكنه يقول بعدئذ «وقد أقاموا صديقهم ديونيسيوس الشاب الحكيم السريع الجريء وكيلاً عنهم»[22] بينما كان زكريا قد أهمل اسم ديونيسيوس في الجدول السابق ويعود فيذكره ضمن لوحة الرصاص التي وجدت على باب الكهف حيث يعدد الأسماء كالتالي: «اكليديس وديونيسيوس واوكنيس واسطيفانس وفريطيس وسبطيس وقرياقس»[23] ومن الواضح هنا أنَّ اسم ديونيسيوس حلَّ محل اسم ديمديس ولعل الأسمين لشخص واحد.

أما الراهب الزوقنيني (775 م) الذي ضمَّ تاريخه كتاب يوحنا الأفسسي (587 +) برمته كما سبقت الإشارة إليه فيبدأ القصة بقوله: «فصل من قصة الفتية الثمانية من أفسس وهم: مكسيمليانس، ويمليخا، ومرطلوس، وديونيسيوس، ويؤانس، وسرافيون، واكسوسطدينوس، وانطونينوس الشهداء أبناء نبلاء أفسس»[24].

أما مار يعقوب السروجي (521 +) فلا يذكر في قصيدته المذكورة آنفاً عددهم ولا أسماءهم سوى اسمين وهما، اولاً: يمليخا حيث يقول على لسانه «أجاب أحدهم واسمه يمليخا وهو فتى شجاع، وقال: أنا أنزل إلى أفسس وأسترق الخبر، فأجابه رفاقه إذن اشترِ لنا خبزاً لنأكل» ثانياً: اسم مرطولوس حيث يقول: «أجاب أحدهم واسمه مرطولوس وقال لأخوته: لديَّ عملة (دراهم) أخذتها معي عندما خرجت إلى ههنا، فيأخذ منها يمليخا ويشتري لنا طعاماً. وفي استجواب الوالي ليمليخا يقول: وسأله حالاً عن أسماء رفاقه فسرد الفتى أمامه أسماء سائر أخوته وعددهم، وكيفية هروبهم ومكان اختفائهم».

أما ابن العبري (1286 +) فيقول: «في أيام داقيوس الملك هرب الفتية السبعة من أفسس واختفوا في كهف…[25]. ويقول في موضع آخر: «وفي هذا الزمن.. بُعث من بين الأموات الفتية السبعة من أفسس الذين كانوا قد هربوا في اضطهاد داقيوس واختفوا بكهف بأحد الجبال»[26] وهنا يسرد ابن العبري قصتهم بالتفصيل ويسمي وكيلهم الذي نزل إلى المدينة باسم (ديونوس) فعدد أهل الكهف إذن بحسب الروايات السريانية سبعة أو ثمانية، وأسماؤهم مختلف فيها كذلك. ولعل هذا الإختلاف الطفيف جاء بسبب البيئة اليونانية، وأسمائهم اليونانية، فسردها النساخ السريان وحرفوا بعضها، وكان الأجدر بالمؤرخين والنساخ أن يكونوا أكثر تدقيقاً في سرد أسماء الفتية وعددهم. ويميل المؤرخون اليوم إلى الأخذ برأي القائلين أنهم كانوا سبعة، كما ثبتت الروايات اللاتينية واليونانية.

 

أسقف أفسس وأهل الكهف:

تذكر القصة اسم موريس أسقفاً لأفسس، وقد استجوب أحد الفتية ثم ذهب مع والي المدينة إلى الكهف. بينما يذكر التاريخ أن أسقف أفسس الذي حضر مجمع أفسس المسكوني عام (431 م) وهو ممنون[27]. أما أسقفها الذي عاصر عهد بعث فتية الكهف فهو اسطيفانس وهو الذي حضر مجمع أفسس الثاني عام 449 م وحضر مجمع خلقيدونية سنة 451[28].

ويذكر الراهب الزوقنيني (775 م) في تاريخه أيضاً اسم موريس أسقف أفسس، أما زكريا الفصيح (536 +) فلم يسمِّه.

وبما أن التاريخ يثبت بأن اسم أسقف المدينة في تلك الفترة الزمنية هو اسطيفانس، فيرى بعضهم أن اسم موريس جاء من (مور. اس) فإن لفظة (مور) تعني السيد وتسبق دائماً أسماء كبار رجال الدين المسيحي لدى السريان، و (اس) الحرفان اللذان يبدأ بهما اسم (اسطيفانس) فلعل الاسم قد اختصره بعض النسّاخ بحسب العادة المتبعة لدى النسّاخ السريان عندما تقع الكلمة أو الاسم في آخر السطر يختصر بحرفين أو أكثر ويوضع فوقه خط صغير ومع الزمن فقد أخذ النسّاخ بعضهم عن بعض كما اقتبس المؤرخون الخلف عن السلف. وحوِّرَ الاسم وصار (موريس) بدلاً من (مور اسطيفانس).

 

أهل الكهف في الكلندار السرياني:

في خاتمة القصة السريانية نقرأ ما يلي: «وأقرَّ مجمع من الأساقفة عيداً عظيماً لهؤلاء المعترفين» لعلَّ هذا المجمع كان خاصاً محلياً لا عاماً، ولكننا نرى الكنائس الشرقية على اختلاف مذاهبها تحتفل بعيدهم.

فقد ورد عيدهم في الكلندار السرياني القديم في 24 تشرين الاول. ولدى الكلدان في 4 تشرين الاول عيد الفتيان الثمانية الذين من أفسس[29] كما ورد تذكارهم لدى الروم الأرثوذكس في 4 آب وفي 22 تشرين الاول تذكار الفتيان القديسين السبعة الذين كانوا في أفسس[30].

ولدى الموارنة في 7 آذار عيد الفتية السبعة من أفسس[31].

وحيث أن الكنيسة السريانية جَرَت على أن تخصص طقساً[32] خاصاً بمناسبة أعياد قديسيها تحتفل به في أعيادهم، لذلك عثرنا على طقس عيد أهل الكهف[33] ودرسناه فرأينا أنه يسرد تفاصيل القصة كما وردت في التقليد السرياني، مظهراً تمسك الفتيان السبعة بإيمانهم، وكيفية هروبهم خوفاً من داقيوس في شهر آذار، إلى كهف في جبل بقرب أفسس، ورقادهم مدة (350 سنة) واستيقاظهم، ويدعوهم الطقس بالشهداء.

 

الهوامش

———————————————-

([1])ـ المعترف هو من اضطهد في سبيل الدين ولم يستشهد.

([2])ـ بعض المصادر تذكر ثمانية بدلاً من سبعة.

([3])ـ اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية للبطريرك أفرام الاول برصوم ط حلب 1956. ص 315 ـ 316 و 320 ـ 321

([4])ـ اللؤلؤ المنثور ص 331 ـ 332.

([5])ـ ألف راهب فاضل من دير زوقنين القريب من آمد تاريخاً كبيراً في مجلدين من الخلقة حتى زمانه. ونقل عن المؤرخين القدماء إلى يوحنا الآسيوي سنة 587 + وبعد ذلك وقف على نتف من الأخبار دونها ولم يدقق ضبط السنين. ولما قارب زمانه سنة 720 بسط القول بما كان فيه من الأحداث الدينية والدنيوية والكوائن الطبيعية، فاورد وقائع مفصلة تتعلق باواخر أيام الدولة الأموية وصدر الدولة العباسية إلى زمان المهدي. وتفرد بكثير منها، فلا تجده في أي تاريخ سرياني أو يوناني أو عربي. له نسخة في الفاتيكان عدد 162 كتبت قبل سنة 932 م (اللؤلؤ المنثور ص 399 ـ 400).

([6])ـ للقصيدة مخطوطة نفيسة في مكتبة الفاتيكان تحت رقم (115) Siriaco لا يعرف ناسخها ولا تاريخ كتابتها، يقدر السمعاني تاريخها بالقرن السابع أو الثامن، نشرها المستشرق الإيطالي غويدي، ونسخة ثانية تخص ديرنا المرقسي في القدس نسخها حبيس دير القيامة سنة 1898 ي = 1587 م وعنها كتبت نسخة دير الزعفران، وعنها كتبت نسخة المؤلف بيد الأبدياقون ابراهيم جوشقان العرناسي. ونسخة أخرى تخص مكتبة الفاتيكان أيضاً يقدر تاريخ نسخها بالقرن السادس عشر أو السابع عشر للميلاد.

([7])ـ البريودوط كلمة يونانية معناها نائب الأسقف أو كبير الخوارنة، وقد يسمّى بالسريانية الساعور وهو الراهب القسيس الذي يوفده الأسقف في بعض مهام الرعية ج بريودوطية ( اللؤلؤ المنثور).

([8])ـ اللؤلؤ المنثور ص 273 ـ 280.

الراهب (المطران) بولس بهنام، خمائل الريحان أو أرثوذكسية مار يعقوب السروجي الملفان، الموصل 1949. وهبة الإيمان أو الملفان مار يعقوب السروجي أسقف بطنان للبطريرك يعقوب الثالث. دمشق 1971.

([9])ـ تاريخ زكريا الفصيح ـ طبعة لوفان 1953 ج1 ص107 ـ 114. وتاريخ الراهب الزوقنيني عام (775 م) طبعة لوفان 1953 ص195 ـ 206. وتاريخ الرهاوي المجهول (أحد رهبان دير قرتمين سنة 1234 م، طبعة لوفان 1953 مجلد1 ص179. وتاريخ البطريرك ميخائيل الكبير (1199 +) طبعة باريس ص183 نقلاً عن زكريا الفصيح. وتاريخ البطاركة لابن العبري (1286 +) في ترجمة البطريركين فبيوس وثيودوطوس.

([10])ـ تاريخ البطاركة ـ للمفريان غريغوريوس يوحنا ابن العبري ـ في ترجمة بابولا وفبيوس. والدرر النفيسة في مختصر تاريخ الكنيسة للبطريرك أفرام الاول برصوم حمص 1940 ص 272 وتاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية للبطريرك يعقوب الثالث ـ بيروت 1953 ج1 ص 138 ـ 140 والطرفة النقية من تاريخ الكنيسة المسيحية للخوري عيسى أسعد حمص 1924 ص 24 و 25. وكنيسة مدينة اللّـه أنطاكية للدكتور أسد رستم ـ بيروت 1950 ج1 ص 98 ـ 103.

([11])ـ الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة الأسقف ايسيدوروس ـ مصر 1915 ج1 ص 576 ـ 577. وتاريخ سورية للمطران يوسف الياس الدبس ـ بيروت 1899 ج2 مجلد 4 ص 276 ـ 269 عن «المؤرخ سقراط ك 7 ف 18 ـ 23 والمؤرخ زوزومين ك 9 ف 1».

([12])ـ تاريخ زكريا الفصيح ـ طبعة لوفان 1953 مجلد1 ص 114 و 115

([13])ـ فيه ص 119

([14])ـ تاريخ البطاركة ـ لابن العبري في ترجمة ثاودوطوس.

([15])ـ طبعة لوفان 19 ص 179.

(4)ـ Patristic Studies By Ernest Honigmann Vatican 1953 PP 136 – 137

([17])ـ طبعة شابو في لوفان 1953 ص 189.

([18])ـ تاريخ زكريا الفصيح ص 106

([19])ـ Ayassoluk بلدة صغيرة تقع إلى الشمال الشرقي من اطلال افسس على مسافة ميل منها وكلمة ايا سلوق تحريف لكنيسة فيها Ayos Yohannes Theologos أي القديس يوحنا اللاهوتي وهذا كان اسم الكاتدرائية العظيمة التي بُنيت في مطلع القرن السادس للميلاد في أيام يوستنيان الاول. (مجلة الأبحاث البيروتية 1948 السنة 1 ج 3 ص 69 قصة أهل الكهف في التاريخ للأستاذ أنيس فريحة) وقد ذكرها ابن بطوطة في رحلته ومما قاله فيها: «… وسرنا إلى مدينة أيا سلوق، مدينة كبيرة قديمة معظمة عند الروم، وفيها كنيسة كبيرة مبنية بالحجارة الفخمة، ويكون طول الحجر منها عشرة أذرع فيما دونها، منحوتة أبدع نحت..؟» رحلة ابن بطوطة، طبعة صادر في بيروت سنة 1964 ص 303.

([20])ـ Patristis Studies P. 128

([21])ـ تاريخ زكريا الفصيح ـ لوفان 1953 مج 1 ص 109.

([22])ـ فيه ص 111.

([23])ـ فيه ص 120.

([24])ـ تاريخ الزوقنيني ـ طبعة شابو في لوفان سنة 1953 مج 1 ص 165. ويكرر الأسماء ذاتها في ص 204.

([25])ـ تاريخ البطاركة، لابن العبري، في ترجمة فوبيوس.

([26])ـ فيه في ترجمة ثاودوطيوس.

([27])ـ تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية ج 2 ص 55، وتاريخ مدينة اللّـه أنطاكية ج 1 ص 315، والطرفة النقية ج 1 ص 111، والخريدة النفيسة ج 2 ص 492، وذخيرة الأذهان للقس بطرس نصري طبعة الموصل 1905 مج 1 ص 135.

([28])ـ تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية ج 2 ص 116 و 157.

([29])ـ شهداء المشرق طبعة الموصل 1906 مج 2 ص 420 عن قائمة الأعياد والتذكارات حسب الطقس الكلداني المأخوذ من كلندار قديم محفوظ في مكتبة دير مار يعقوب الحبيس بجانب سعرد. ومن كلندار آخر مدرج في أنجيل قديم العهد محفوظ في القلاية البطريركية الكلدانية في العراق.

([30])ـ مجلة النعمة الدمشقية العدد 55 كانون الثاني 1966 ص 35 و 37.

([31])ـ الكلندار الماروني المطبوع في الإشحيم في رومية سنة 1624.

([32])ـ الطقس في العرف الكنسي يطلق على شعائر الديانة.

([33])ـ مكتبة الطائفة المارونية بحلب، المخطوطة المرقمة 686 التي كتبها شمعون ابن القس هارون ابن الخوري يوحنا المعروف بابن كعبوش من قرية حدشيت من جبة بشري من جبل لبنان وذلك سنة 1853 ي ـ 1542 م.

 

للأعلى