بشــارة زكـــريا الكـــاهن (1)
بشــارة زكـــريا الكـــاهن (2)
بشــارة زكـــريا الكـــاهن (3)
بشــارة زكـــريا الكـــاهن (4)
بشــارة زكـــريا الكـــاهن (5)
زيارة العذراء إلى اليصابات (1)
زيارة العذراء إلى اليصابات (2)
زيارة العذراء إلى اليصابات (3)
زيارة العذراء إلى اليصابات (4)
الميلاد المقدس والأسرة المثالية (4)
المجوس يجدون الملك المولود ويسجدون له (6)
المسيح قد جاء مولوداً من عذراء (7)
تجسد الإله الكلمة في ملء الزمان (8)
عمــــاد الـــــرب يـســــــوع (1)
الأحــد الأول بعـــد الدنــح (1)
الأحــد الأول بعـــد الدنــح (2)
الأحــد الأول بعـــد الدنــح (3)
الأحــد الأول بعـــد الدنــح (4)
تذكار العذراء مريم لبركة الزرع (1)
تذكار العذراء مريم لبركة الزرع (2)
عيـد دخول المسيح إلى الهيكل (1)
عيـد دخول المسيح إلى الهيكل (2)
عيـد دخول المسيح إلى الهيكل (3)
عيـد دخول المسيح إلى الهيكل (4)
عيـد دخول المسيح إلى الهيكل (5)
مقدمة المؤلف
مقدمة المؤلف†
بعد حمد الله تعالى، أقول:
شاء الرب يسوع فاختارني أنا الضعيف الضئيل، ودعاني لخدمته، فلبيت الدعوة، وأرسلني منذ شرخ شبابي لأعطي عبيده الطعام في حينه (مت 24: 45)، وأبسط أمامهم مائدة الكلمة الحية، وأرويهم من ماء الحياة. ومن جملة المسؤوليات الروحية التي وضعها الرب على عاتقي أن أعظ المؤمنين به. ففي عام 1954 وهي السنة الأخيرة من مرحلة دراستي في مدرسة مار أفرام الإكليريكية في مدينة الموصل بالعراق مسقط رأسي، ابتدأت أعظ في كنيسة العذراء الداخلية التي كانت تدعى كنيسة (الطاهرة) أو كنيسة (القلعة) إحدى كنائسنا الخمس في مدينة الموصل يومئذ، وهي كنيسة آبائي التي كان بينها وبين دارنا قاب قوسين أو أدنى في محلة (حوش الخان) وقد نلتُ سر العماد المقدس فيها، وخدمت مذابحها المقدسة في صباي كشماس صغير، وقد ابتدأت فيها خدمة الوعظ بإيعاز من أستاذي الجليل مطرانها المثلث الرحمة الملفان مار غريغوريوس بولس بهنام الخطيب المصقع والواعظ المفوّه. وقد اشتهر شعبنا السرياني الموصلي بإيمانه وتقواه وشغفه بسماع المواعظ. وإنني لمدين لهذا الشعب المبارك بتشجيعه إياي على الوعظ وبذلك نمت موهبة الوعظ فيَّ في سن مبكرة، وابتدأت أعير اهتماماً كبيراً بتهيئة مواعظي احتراماً للسامعين، وتقديراً لهم، وسعياً للوصول بهم إلى الهدف الأسمى الذي نتوخاه من رسالة الوعظ وهو خلاص النفوس، وقد تعودت على الصلاة إلى اللّه ليعضدني تعالى ويُمدني بقوة منه وحكمة، ولينير روحه القدوس ذهني لأبذل قصارى جهدي بدراسة موضوع الموعظة جيداً، وأقوم بتقسيمه إلى أجزاء وأختار الآيات المناسبة من الأسفار المقدسة، أستشهد بها لدعم الحقائق الإيمانية والعقائد السمحة، وأستعين بتعاليم آبائي السريان الميامين وشروحهم النفيسة للكتاب المقدس. ويشغل موضوع العظة ذهني بل يحيا معي فترة كافية من الزمن وتسرع نبضات قلبي عندما أكون على أهبة إلقاء العظة على ظهر قلبي. ولغتي في الوعظ سهلة سلسة وأتوخى دائماً البساطة والوضوح، وأتجنب التعقيد والألفاظ الغريبة غير المتداولة وغير المستساغة، محاولاً توصيل الحقائق الإيمانية والمبادئ الروحية إلى أذهان السامعين بسهولة قدر الإمكان.
وقد تعوّدت أن أسأل اللّه تعالى بصلاة حارة كي يضع في قلبي وعلى لساني الكلمات المناسبة المؤثرة في النفوس لتدخل هذه الكلمات الروحية إلى القلوب فتتطهر وتتوب إليه تعالى، وبذلك أكون قد بلغت الغاية المنشودة من الوعظ، ألا وهي خلاص النفوس. وفي هذا المضمار أسعى لخلاص نفسي أولاً لئلا ينطبق عليَّ القول: «أعلّم الناس ولا أتعلّم وأعظ ولا أتعظ» فكنت ولا أزال أعظ نفسي قبل أن أعظ الناس، وأطلب إلى الرب أن يملأ قلبي محبة للّه وللقريب وإيماناً به تعالى وثقة بالرب يسوع الذي وعد سائر خدامه الأمناء بأن يرسل إليهم روحه القدوس ليذكرهم بتعاليمه ويصون أفكارهم وألسنتهم من الخطل والزلل، فكنت أطلب إليه أن ينعم عليَّ بإصلاح نفسي قبل أن أسعى إلى إصلاح نفوس السامعين.
وبما أن أسلوبي في الوعظ هو غالباً عدم كتابة نص الموعظة بكامله مسبقاً، والاكتفاء بكتابة عناوين أقسامها الرئيسة، لذلك فقد فقدتُ أغلبَ عظاتي في عهد رهبنتي ومطرنتي، ولم يبقَ منها سوى ما سجله بعض الهواة لأنفسهم، وبخاصة مواعظ الجمعة العظيمة وبعض الأعياد الكبيرة. أما بعد أن تبوأتُ الكرسي البطريركي الأنطاكي بالنعمة لا بالاستحقاق عام 1980 فقد كان بعض أبنائي الروحيين، يسجلون مواعظي على أشرطة تسجيل (كاسيتات) في المناسبات ثم يفرغونها على الورق وهكذا نشرت قسماً منها على صفحات المجلة البطريركية الغراء وبخاصة تلك التي كانت تذاع عبر إذاعة دمشق، كما نشرتُ بعضها في كتاب بجزئين طبع الجزء الأول منهما عام 1984 والجزء الثاني عام 1988 تحت عنوان (حصاد المواعظ).
وبعدما أسستُ عام 1990 رهبانية العذارى باسم (راهبات مار يعقوب البرادعي) اهتمت بناتي الروحيات الراهبات الفاضلات بإشراف رئيستهن الأم حنينة هابيل بتسجيل أهم مواعظي على أشرطة تسجيل (كاسيتات) أثناء إلقائي إياها على ظهر قلب، وتفريغها على الورق، فتجمع لديَّ عدد وافر من العظات والخطب التي ألقيتها في عدة مناسبات رأيتُ أن أنشر نخبة منها باسم (من بيدر المواعظ) في سلسلة أنوي إصدارها تباعاً، ويتضمن الجزء الأول منها وهو الذي بين يديك أيها القارئ الكريم مقدمة لاهوتية ضافية بموضوع الأعياد المسيحية ومواعظ مختارة لمناسبات الأعياد المارانية (السيدية) أي أعياد الرب الكبيرة، ولبعض هذه الأعياد أكثر من موعظة، خاصة لعيدي الميلاد والقيامة، وسيتبع هذا الجزء إن شاء اللّه أجزاء أخرى متتالية تتضمن مواعظ الأعياد المارانية (السيدية) الصغيرة، وأعياد السيدة العذراء مريم، والشهداء والقديسين، وآحاد الصوم الكبير وشتى المناسبات الروحية على مدار السنة الطقسية السريانية وكلها معدّة وجاهزة وتنتظر دورها في الطبع وذلك لفائدة الإكليروس السرياني وخدام مراكز التربية الدينية والشعب المؤمن. نسأل اللّه تعالى أن تؤول هذه المواعظ إلى خلاص النفوس وأن تكون سبب بركة للقارئ الكريم آمين.
إغناطيوس زكا الأول عيواص
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق