منشور بطريركي بعد جلسة استشارية

 

نهدي البركة الرسولية والأدعية الخيرية إلى إخوتنا الأجلاء صاحب الغبطة مار باسيليوس توماس الأول مفريان الهند، وأصحاب النيافة المطارنة الجزيل وقارهم، وحضرات أبنائنا الروحيين نواب الأبرشيات والخوارنة والرهبان والقسوس والراهبات والشمامسة الموقرين والشماسات الفاضلات، ولفيف أفراد شعبنا السرياني الأرثوذكسي المكرمين، شملتهم العناية الربانية بشفاعة السيدة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقديسين آمين.

أيها الأحباء، بعد تفقد خواطركم العزيزة، وإهدائكم البركة الرسولية والأدعية الخيرية، نقول:

نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، ووفاءاً لرسالتنا المقدسة كرعاة ومسؤولين عن أبناء كنيستنا في مختلف أنحاء العالم، وبصفتنا الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، واستناداً إلى دستور كنيستنا، وإذ لم نتمكن من عقد مجمعنا المقدس في المواعيد التي كنا قد حددناها سابقاً، وانطلاقاً من مسؤوليتنا ورعايتنا الأبوية تشاورنا مع آباء المجمع المقدس وعقدنا برئاستنا اجتماعاً في دير مار أفرام السرياني ـ معرة صيدنايا يومي 28 و29 شباط 2012، حضره كل من أصحاب النيافة المطارنة الأجلاء: مار سويريوس حاوا مطران بغداد والبصرة، مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب وتوابعها، مار ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وسكرتير المجمع المقدس، مار يوسطينوس بولس سفر النائب البطريركي في زحلة والبقاع، مار فيلكسينوس متياس نايش المعاون البطريركي ومدير كلية مار أفرام السرياني اللاهوتية، مار إقليميس دانيال كورية مطران بيروت، مار خريسوستموس ميخائيل شمعون مدير المؤسسات البطريركية الخيرية في العطشانة، ومار تيطس بولس توزا القاصد الرسولي لكنائس الكرازة التبشيرية في البرازيل، في حين لم يتمكن آخرون من الحضور.

وفي هذا الاجتماع بحثنا شؤون الكنيسة من مختلف الجوانب والنواحي وتناولنا المواضيع المهمة في حياتنا الكنسية وأوضاع أبنائنا في العالم أجمع ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط، ورأينا إن هذه الظروف قاسية جداً على المؤمنين وعلى المواطنين في مختلف البلدان، وقد عز علينا غياب كثيرين من أبنائنا ولجوؤهم إلى طرق أبواب الهجرة مما يفرغ المنطقة من شهادة حية لربنا يسوع المسيح وتراثنا السرياني العريق.

وخلال هذا الاجتماع بحثنا شؤون الكنيسة ولاسيما بعض الأبرشيات خصوصاً أبرشية ماردين والنيابة البطريركية في ألمانيا وبلجيكا والأرجنتين وكندا، ودرسنا معالجين أوضاعهم الروحية والاجتماعية.

كما وبحثنا شؤون الرهبنة السريانية والرهبان، وقد تبادلنا الآراء والاقتراحات التي نسعى إلى تحقيقها فتعود بالخير إلى هذه المؤسسة المثلى في كنيستنا السريانية بل وفي الكنيسة المسيحية عامة، وإن شاء الرب وعشنا سنتابع اهتمامنا ودراستنا بهذا الخصوص.

وبحثنا في شؤون أبناء الكنيسة من العلمانيين وخدمتهم في كل الأبرشيات وما هو مطلوب منا القيام به معهم إضافة إلى ما هم عليه من مسؤوليات.

وبروح أبوية ومسؤولية مسيحية صادقة تمت جلسات هذا الاجتماع فبذلنا كل الجهود للوصول إلى الغاية المقدسة التي نحن مدعوون إليها.

إننا نستلهم الثالث الأقدس ونطلب شفاعة أمنا العذراء مريم والدة الله وصلوات الشهداء والآباء والقديسين ليكونوا معنا في تحقيق أمنيات الكنيسة المقدسة وإكليروسها ومؤمنيها.
هذا ما أقتضى والنعمة معكم ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ

صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق ـ سورية

في الأول من شهر آذار سنة ألفين واثنا عشر

وهي السنة الثانية والثلاثون لبطريركيتنا