نهدي البركة الرسولية والدعاء والسلام بالرب إلى إخوتنا المطارنة الأجلاء وأبنائنا الروحيين الموقّرين الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة والشماسات، ولفيف أفراد شعبنا السرياني الأرثوذكسي المكرّمين. شملتهم العناية الربانية بشفاعة السيدة العذراء مريم ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقديسين آمين.

التوبة النصوح

«من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات»(مت 4: 17)

لا يقوى الإنسان مهما وُهب من ذكاء خارق على سبر غور محبة الله للبشر، وإدراك سرّها. فقد أحبّهم تعالى حتى الموت موت الصليب الأمر الذي أعلنه الإنجيل المقدس بقوله: «لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية»(يو 3: 16). فالمحبة كانت الدافع الأول لإرسال الله ابنه الوحيد إلى عالمنا، فتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وصُلب عوضاً عنا، ومات ودفن وقام في اليوم الثالث كما شاء، على حد تعبير دستور الإيمان النيقاوي. وهكذا فدانا نحن المؤمنين به، وغفر لنا الخطية الجدية التي ورثناها عن أبوينا الأولين، والخطايا الشخصية التي اقترفناها قبل أن اعتمدنا باسمه ونلنا به الخلاص إتماماً لوعده الإلهي القائل: «من آمن واعتمد خَلَص، ومن لم يؤمن يُدَنْ»(مر 16: 16). وباعتمادنا باسمه ولدنا من الماء والروح ميلاداً ثانياً، من السماء، فتبرّرنا وتقدسنا وصرنا أولاداً للّه بالنعمة وورثة لملكوته السماوي، وهذه هي الغاية القصوى من سرّي التجسّد والفداء. وبهذا الصدد يقول الرسول بولس: «صادقة هي الكلمة أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أوّلهم أنا»(1تي 1: 15). فلا غرو من ابتداء الرب يسوع تدبيره الإلهي العلني في الجسد بإعلان رسالته السماوية السامية، رسالة التوبة، قائلاً: «توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات»(مت 4: 17) ويقول أيضاً: «قد كَمَل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل»(مر 1: 15). ويقول الرسول بطرس للذين نخسوا في قلوبهم على أثر خطابه يوم الخمسين وقالوا له ولسائر الرسل: ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟ قال لهم: «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس»(أع 2: 37و38). فرسالة الفداء التي جاء بها المسيح يسوع ربنا هي إعداد الإنسان للحياة الأبدية، بتوبته الخالصة، وإيمانه القويم بالرب يسوع المسيح، وقبوله إيّاه مخلّصاً له وللعالم، واعتماده باسمه وخضوعه لشرائعه الإلهية. وبهذا الصدد يقول الرب يسوع لأبيه السماوي: «وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته»(يو 17: 3).

أجل إن الله تعالى يعرف أننا بشر ضعفاء، معرّضون دائماً للدخول في التجارب الصعبة والسقوط في وهدة الآثام، طالما نحن لابسون هذا الجسد البشري. ولئن اعتمدنا باسم الرب القدوس، وحلّ علينا الروح القدس، لذلك نهج لنا اللّه سبيل التوبة والعودة إليه تعالى بعد أن نعترف بخطايانا، نادمين على ما اقترفته أيدينا من الآثام. وقبيل صعود الرب يسوع إلى السماء منح رسله الأطهار وتلاميذه الأبرار سلطان ربط الخطايا وحلّها قائلاً لهم: «خذوا الروح القدس، من غفرتم خطاياهم تغفر لهم، ومن أمسكتم خطاياهم تمسك لهم»(يو 20: 22و23). بهذا السلطان السماوي ينعم الرب بمغفرة الخطايا على المؤمنين الذين قد قدّموا لله توبة خالصة، لأن الخطية هي التمرد عليه تعالى ومعصيته والابتعاد عنه وبهذا الشأن يقول النبي اشعيا: «آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع»(اش 59: 2). ويصف الرسول يوحنا الخطية بأنها التعدي بقوله: «من يفعل الخطية يفعل التعدي»(1يو 3: 4) وهذا التعدي هو عدم توافق أفكار الإنسان وأقواله وأعماله مع ناموس الله، فهو بذلك يتعدى الناموس ويتمرّد على الله ويطيع إبليس عدو الله والإنسان في آن واحد، وهو المجرّب الذي يحاول اصطياد الإنسان في فخه، وإسقاطه في شرك المعاصي. وأياً كان نوع الخطية فهي تعتبر تعديّاً على وصايا الله وأوامره ونواهيه، وكأنها وُجّهت إليه تعالى مباشرة. هذا ما حدا بالنبي داود الذي سقط في خطيته الشنيعة أن يناجي الله قائلاً: «إليك وحدك أخطأت والشرّ قدام عينيك صنعت»(مز 51: 8) ولكي يوضح أن تلك الخطية كانت شخصية، وأنه بالإضافة إليها قد ورث الخطية الجدية، يقول: «ها أنذا بالإثم صُوّرتُ وبالخطية حبلت بي أمي»(مز 51: 5).

أجل! إن الخطية خطيرة جداً وتؤدي إلى الهلاك الأبدي، حتى قيل عنها: «والخطية إذا كَملت تنتج موتاً»(يع 1: 15) «لأن أُجرة الخطية هي موت»(رو 5: 23) لذلك إذا ما تملّكت الخطية إنساناً هيمن عليه القلق والاضطراب وتأنيب الضمير، وعدم الاستقرار، وهو يتوقّع بخوف وفزع شديدين، العقاب الصارم، جزاء ما جنت يداه. شكراً لله الذي أرسل ابنه الوحيد فصار كفّارة عنا بموته على الصليب حيث أمات الخطية، وقيامته من بين الأموات، وهكذا صالحنا مع أبيه السماوي ويريدنا أن نبقى بسلام مع السماء، لنستحق أن نرث ملكوت الله. فقد تبررنا من الخطية الجدية ودفنا مع المسيح بالمعمودية للموت، وقمنا معه في الحياة الجديدة. وحيث أننا بشر معرّضون دائماً للسقوط في الخطية، فلن يسألنا الرب يوم الدين لماذا أخطأتم، بل لماذا لم تتوبوا؟ أما التوبة فهي العودة إلى الله والخضوع لأوامره الإلهية، بعد رجوع الخاطئ إلى نفسه متأملاً ملياً وبعمق وإيمان وصدق، حالته الحاضرة التعيسة البائسة حالة الخطية، وحالته السعيدة التي سبقت سقوطه في الخطايا والآثام، وما كان عليه في بيت أبيه من راحة بال وطمأنينة. ويعترف بخطاياه بانسحاق قلب نادماً على اقترافه الذنوب وتعديه ناموس الرب، وتائقاً إلى الرجوع إلى الله بالتوبة وعازماً على ذلك، ولا يكتفي بالعزم فقط بل يقتدي بالابن الشاطر الذي قال: «أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقاً بعد أن أدعى لك ابناً. اجعلني كأحد أجراك. فقام وجاء إلى أبيه»(لو 15: 18و19). أجل قام حالاً وجاء إلى أبيه بأسماله البالية ولباسه المزري وخطاياه الكثيرة، فوجد أباه ينتظره بفارغ الصبر ليعود إليه، فقال الابن لأبيه: «يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن أدعى لك ابناً. فقال الأب لعبيده أخرجوا الحُلَّة الأولى وألبسوه واجعلوا خاتماً في يده وحذاءً في رجليه وقدّموا العجل المسمّن واذبحوه فنأكل ونشرب. لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد…»(لو 15: 11 ـ 32). كل هذا يرمز إلى محبة الله للخاطئ وانتظاره إياه ليعود إلى بيته سالماً، وليس هذا فقط بل إن الرب الذي هو الراعي الصالح الذي يخرج دائماً ليفتش عن الخروف الضال وعندما يجده يحمله على منكبيه ويأتي به إلى حظيرة الخراف. وهكذا أعاد الأب إلى ابنه الشاطر رتبته، ومكانته، وألبسه الحُلَّة الجديدة، ليصير إنساناً جديداً، في حياة جديدة. ووضع خاتم العهد بيده وبذلك جدد العهد معه والثقة به، وأقام مأدبة فاخرة لأهل تلك المنطقة ليفرحوا معه، ويقبلوا بفرح عودة الابن الشاطر إلى مجتمعهم. أما غضب الابن الكبير وحزنه لأن أخاه قد عاد، فيمثّل مراءاة الكتبة والفريسيين وعدم رغبتهم في خلاص العشارين والخطاة. فهم لا يدخلون ملكوت الله ولا يدعون الداخلين أن يدخلوا. وقد اعترض هؤلاء الكتبة والفريسيون على الرب يسوع لأنه عاشر العشارين والخطاة وجالسهم وفتح أمامهم باب التوبة ليخلصوا، فقال لهم الرب: «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، فاذهبوا وتعلّموا ما هو. إني أريد رحمة لا ذبيحة. لأني لم آتِ لأدعوَ أبراراً بل خطاة إلى التوبة»(مت 9: 13). وبرهن الرب على ذلك بقبوله التائبين العائدين إليه بإيمان متين، وغفر لهم خطاياهم. هكذا غفر الرب لزكا العشار ومتى العشار ومريم المجدلية والمرأة الزانية، والسامرية على بئر يعقوب والرسول بطرس، واللص التائب وغيرهم، ولا يزال الرب يسوع يغفر لكل التائبين توبة صادقة خالصة. وبهذا الصدد يقول الرسول يوحنا: «يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عن الآب يسوع المسيح البار وهو كفّارة لخطايانا وليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً»(1يو 2: 1و2).

ما أعظم محبة الله للعالم ورحمته للخطاة ورغبته بعودتهم إليه تائبين ليقبلهم كما قبل الأب ابنه الشاطر. وما أشقى الخاطئ الذي لا يشعر بشقائه وهو في حال الخطية ولا يعزم على العودة إلى الله تائباً.

إن إصرار الخاطئ على خطيته، وخلق الأعذار الواهية لتبرير نفسه، هما إهانة لطول أناة الله وقدرته تعالى. أما التوبة النصوح، فتثمر فرحاً روحياً، حيث يمتلئ قلب الإنسان التائب بهجة بخلاصه، وبإقامة الصلح والسلام مع الرب الإله. وتشارك السماء التائب بهذا السرور فقد قال الرب يسوع: «أقول لكم إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة»(لو 15: 7). وهذا الفرح يدل على الإيمان الذي يعمر القلب والفكر وهذه هي الديانة الحقيقية.

أجل! على التائب الذي نال مغفرة خطاياه من الرب بوساطة الكاهن الشرعي الذي وهب له الرب يسوع سلطان مغفرة الخطايا، على ذلك التائب أن يواصل علاقته البنوية مع الآب السماوي بممارسته الفضائل السامية التي هي الثمار اليانعة التي تليق بالتوبة (مت 3: 8) هكذا أوصى يوحنا المعمدان الذين جاءوا إليه معترفين بخطاياهم، فعمَّدهم معمودية التوبة، وبشّرهم بقرب مجيء المخلص وقال لهم: أثمروا ثماراً تليق بالتوبة…

ويجب ألا يكتفي التائب بمغفرة خطاياه بل أيضاً عليه أن يطلب من الله ما طلبه داود النبي الذي أخطأ وتاب وناجى الرب متضرعاً قائلاً: «ارحمني يا الله حسب رحمتك حسب كثرة رأفتك امحُ معاصيّ…، قلباً نقياً اخلق فيّ يا الله وروحاً مستقيماً جدّد في داخلي لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني. ردّ لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة اعضدني فأعلّم الأثمة طرقك والخطاة إليك يرجعون» (مز 51: 1و10 ـ 13). فالتائب بحاجة إلى التجديد، تجديد القلب الذي هو الضمير أيضاً، وهو يصلي إلى الله لئلا ينزع منه روحه القدوس لأن الروح الصالح إذا غادر الإنسان حلّ محله روح إبليس كما جرى لشاول. وقد خبر داود ذلك، وهو يطلب ألاّ ينزع منه الروح القدس الذي يرشده إلى سواء السبيل ليبقى ثابتاً في حالة البر والتقوى، الحالة التي عادت إليه بعد عودته إلى الله بالتوبة الصادقة.

أجل لقد استشرى الشرّ في جيلنا هذا الخبيث، وتمرّغنا في الآثام، وأصبحنا بحاجة ماسة إلى أن نتوب توبة حقيقية التي هي الحزن والندامة على ما اقترفناه من الخطايا ونعزم على تجنبها وعدم السقوط فيها. فلنقتدِ بداود النبي في طلب المغفرة من الله والتوبة إليه تعالى، وبالابن الشاطر بالندامة والعودة إلى بيت الأب. ولنعترف بخطايانا أمام الكاهن الشرعي ليزودنا بإرشاداته الروحية كأدوية شافية وواقية، ثم يتلو علينا صلاة الحلة والغفران بسلطان الكهنوت الذي وهب له من السماء. وهكذا نستحق أن نعود إلى ما كنا عليه من حالة النعمة التي نلناها بالمسيح يسوع فادينا ومخلصنا.

أيها الأحباء:

في جيلنا هذا الشرير ونحن على وشك توديع القرن العشرين واستقبال القرن الحادي والعشرين، نرى الإنسان يخبط خبط عشواء في الليلة الظلماء، وقد تاه في دروب هذا العالم الملتوية، وأخضعته الخطية لنيرها الثقيل، وشابه الابن الضال في تركه بيت أبيه وتبذيره أمواله في عيش مسرف، فليت المؤمن الخاطئ يقتدي به بتوبته الصادقة وعودته الصالحة إلى بيت الأب ليقبله الأب بفرح. إن الكنيسة المقدسة بحاجة ماسة اليوم إلى نخبة من الشباب الناهض من الجنسين ممن يخاف اللّه ويعمل بوصاياه. وممن يثمرون ثماراً تليق بالتوبة، الذين قد تنقّت قلوبهم، وتجددت نفوسهم، وأقاموا من ذواتهم مثالاُ صالحاً للناس بالالتزام بشرائع الله وفروضه، وهم يعيرون آذانهم معنا إلى الرب يسوع فيسمعون صوته الإلهي ينادينا اليوم كما نادى الناس قبل عشرين قرناً وخلال العشرين قرناً على ألسنة كهنته قائلاً: «قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل»(مر 1: 15) فإذا كان زمان مجيء فادينا يسوع المسيح قبل عشرين قرناً، قد كمل وتمت النبوات وتم الفداء، فإن زمان مجيئه الثاني آت حسب وعده الإلهي الصادق. وقد عيّنه من البدء فلنتب ونؤمن بالإنجيل المقدس كما أوصانا الرب. ولننصت أيضاً إلى صوت الروح القدس وهو يقول لنا منذراً ومحذّراً: «اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم»(مز 95: 8 وعب 3: 8) ولنتب حالاً لأننا لا نعرف متى يأتي الرب ثانية لدينونة العالمين، أو متى نغادر نحن هذه الحياة الدنيا إلى الآخرة. وما لم نكن في حالة التوبة سنندم ولات ساعة مندم. فلنكن مستعدين ساهرين منتظرين لقاءنا بالرب يسوع ليؤهّلنا إن كنا تائبين أن نكون مع اللص التائب في فردوس النعيم.

تقبّل الله توبتكم وصومكم وصلواتكم وصدقاتكم، ورحم موتاكم المؤمنين، وأهّلكم لتحتفلوا بعيد قيامته المجيدة ببهجة روحية وسرور، وأن تستحقوا بعد العمر الطويل أن تتنعّموا معه في ملكوته السماوي صحبة المؤمنين التائبين  والأبرار والصالحين. آمين ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ

صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق ـ سوريا

في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني سنة ألف وتسعمائة وسبع وتسعين

وهي السنة السابعة عشرة لبطريركيتنا

True Repentance

 

“From that time on Jesus began to preach: ‘Repent, for the kingdom of heaven is near’.” (Matt. 4:17)

Man, with all his intelligence, can not fathom the depth of God’s love to mankind or to comprehend its essence. For He (God) has loved them even to death, the death on the Cross. The Holy Gospel declares: For God so loved the world that He gave His one and only Son, that whoever believes in Him shall not perish but have eternal life. (Jn. 3:16). Love was the main reason why God sent His Only-begotten Son into our world. He was incarnate by the Holy Spirit and of the Virgin Mary, and was crucified for us, and died and was buried and rose on the third day according to His will, as stated in the Nicene Creed of Faith. Thus He redeemed us who believe in Him, and forgave the original sin we inherited from our first parents, along with our personal sins committed before we were baptized in His Name and received salvation, thus fulfilling His divine promise: Whoever believes and is baptized will be saved, but whoever does not believe will be condemned (Mk.16:16). Because we were baptized in His name, we were born through the water and Spirit a second birth from heaven, and we were justified and sanctified to be children of God by grace, and heirs to His heavenly kingdom. This is the ultimate motive behind the mystery of incarnation and redemption. Concerning this, the Apostle Paul says: Here is a trustworthy saying that deserves full acceptance: Christ Jesus came into the world to save sinners— of whom I am the worst. (1 Tim.1:15). Therefore, when the Lord Jesus publicly began His divine mission in the flesh, by announcing His noble heavenly message, the Gospel of Repentance, He said: Repent, for the kingdom of heaven is near (Matt.4:17). he also said: The time has come and The kingdom of God is near. Repent and believe the good news (Mk. 1:15). The Apostle Peter also told those who were troubled in their hearts, after hearing his sermon on the fiftieth day, and asked him and the other apostles: Brothers, what shall we do? Peter replied, “Repent and be baptized, every one of you, in the name of Jesus Christ for the forgiveness of your sins. And you will receive the gift of the Holy Spirit (Acts 2:37-38). Hence, the message of redemption, brought by our Lord Jesus Christ, is to prepare man for eternal life, by true repentance and true faith in the Lord Jesus Christ, by accepting Him as the Savior of the world, by being baptized in His Name and by obeying His divine laws. In this regard, our Lord Jesus says to His heavenly Father: Now this is eternal life: that they may know You, the only true God, and Jesus Christ, Whom You have sent (Jn. 17:3).

Yes, God Almighty knows that we are weak humans, always prone to enter into hard temptations, and eventually fall into the pit of sins so long as we are in this human body. Yet, since we have been baptized in our Lord’s Holy Name, and the Holy Spirit dwells in us, God has prepared for us a way of repentance in order to return to Him after we confess our sins and are sorry for the trespasses which we have committed. Before the ascension of our Lord Jesus into heaven, He gave His pure apostles, and just disciples, the authority to bind and loose sins by saying: Receive the Holy Spirit. If you forgive anyone his sins, they are forgiven; if you do not forgive them, they are not forgiven (Jn. 20:22-23). Through this divine power, the Lord grants graciously the forgiveness of sins to the believers who present to God a pure repentance, because sin is a rebellion and a transgression against the Almighty, and an alienation from Him. The Prophet Isaiah says: But your iniquities have separated you from your God; your sins have hidden His face from you, so that he will not hear (Isa. 59:2). The Apostle John, describes sin also as a transgression: Everyone who sins breaks the law (I Jn. 3:4). This law-breaking is the lack of harmony between the thoughts, words and deeds of man; and the commandments of God. By sinning, he breaks the law, rebels against God and obeys Satan, the enemy of God and man at the same time. For Satan is the tempter who tries to entrap man and snare him into disobedience. Moreover, any kind of sin is deemed as breaking the law of God, His commandments and all He forbids, as if it were committed directly against the Almighty. This is what prompted the Prophet David, who committed a terrible sin, to plead with God saying: Against You, You only, have I sinned and done what is evil in Your sight (Ps. 51:4). Yet, to explain that this sin was personal, and that he also inherited the original sin, he adds: Surely I was sinful at birth, sinful from the time my mother conceived me (Ps.51:5).

Sin is very awful indeed and leads to eternal death. The Apostle James said: and sin, when it is full-grown, gives birth to death (Jas. 1:15). For the wages of sin is death (Rom. 6:23). Therefore when sin overtakes a person, he becomes overwhelmed with apprehension, anxiety, guilt and instability. In fear and trepidation, He expects severe punishment as a consequence for what he has committed. But thanks be to God for sending His Son, Who became an atonement for us by His death on the Cross, thus abolishing sin by His resurrection from among the dead. In so doing, He reconciled us with His heavenly Father, Who wants us to be at peace with heaven in order to be worthy to inherit the kingdom of God. For we have been justified from the original sin when we were buried with Christ in Baptism, even to death, and rose with Him to a new life. Yet, we are humans, and are always susceptible to sin, but on Judgment Day the Lord shall not ask: why did you sin? but rather: why didn’t you repent?

Repentance is a return to God and an obedience to His divine laws. When a sinner searches his soul entirely, deeply, faithfully and honestly, and compares his wretched and sad state of sin, with the happy state which preceded his fall into sin and iniquity, when he was in his Father’s abode with a clear conscience and at peace; he will confess his sins, and feel sorry for his wrongdoing and transgression against God’s laws, and anxiously determine to return to God through repentance. He should not be content with simply doing so, but should also emulate the Prodigal Son who said: I will set out and go back to my father and say to him: Father, I have sinned against heaven and against you. I am no longer worthy to be called your son; make me like one of your hired men (Lk. 15:18-19). Sure enough, he (the Prodigal Son) wearing his worn-out and soiled clothes and with his many sins, went to his father, and lo, he found him impatiently waiting for his return. So, The son said to him, Father, I have sinned against heaven and against you. I am no longer worthy to be called your son. But the father said to his servants, ‘Quick! Bring the best robe and put it on him. Put a ring on his finger and sandals on his feet. Bring the fattened calf and kill it. Let’s have a feast and celebrate. For this son of mine was dead and is alive again; he was lost and is found’. (Lk. 15:21-24).

All this signifies God’s love for the sinner and His anticipation for him to return safely to his home. Furthermore the Lord, Who is the Good Shepherd, always searches for the lost sheep. And when He finds him, He carries him upon His shoulders and brings him to the sheep’s fold. Likewise, the father restored to his prodigal son his rank and stature, and dressed him with a new robe, to become a new man with a new life. He placed on his finger the ring of the Covenant, thus renewing with him the Covenant and his trust in him. He also hosted a fancy feast for the local people that they could rejoice with him, and joyfully welcome the return of the prodigal son into their society.

The anger and sadness of the eldest son on his brother’s return, represents the hypocrisy of the Scribes and Pharisees and their lack of desire to save the tax collectors and sinners. They do not enter the kingdom of God and they do not let anybody else enter either. Those Scribes and Pharisees even objected to the Lord Jesus for He befriended tax collectors and sinners and sat with them and opened for them the door of repentance to attain salvation by saying: It is not the healthy who need a doctor, but the sick. But go and learn what this means: ‘I desire mercy, not sacrifice.’ For I have not come to call the righteous, but sinners (Matt. 9:12-13). The Lord confirmed this when He accepted the penitents who came back to Him with solid faith, by forgiving their sins. In this manner, the Lord forgave Zacchaeus and Matthew, the tax collectors, Mary Magdalene, the adulterous woman, the Samaritan woman at the well of Jacob, the apostle Peter, the remorseful thief and others. Moreover, the Lord Jesus still forgives all penitents who come to Him with a true and complete repentance. Concerning this, the apostle John says: My dear children, I write this to you so that you will not sin. But if anybody does sin, we have an advocate with the Father, Jesus Christ, the Righteous One. He is the atonement for our sins, and not only for ours but also for the sins of the whole world (I Jn. 2:1-2).

Oh, how great is God’s love for the world, His mercy to the sinners and His desire for their return to Him in repentance! He will surely receive them just as the father welcomed his prodigal son. And how wretched is the sinner, who is ignorant of his misery while he is in a sinful state and has no desire to return to God in repentance. The persistence of the sinner in his sin, and his creation of phony excuses to justify himself, are but an insult to the long-suffering patience of Almighty God. Whereas true repentance produces spiritual happiness which fills the heart of the penitent with joy for his salvation, by making peace and reconciliation with the Lord God. Even heaven rejoices with the penitent. The Lord Jesus says: I tell you that in the same way there will be more rejoicing in heaven over one sinner who repents than over ninety-nine righteous persons who do not need to repent (Lk. 15:7). This joy points to the true and ultimate faith which fills the heart and the mind.

Surely, the penitent who receives forgiveness for his sins from the Lord by means of a valid priest, (authorized by the Lord Jesus to loosen sins) must continue his relationship as a son with the Heavenly Father by living virtuously, thus producing fruit in keeping with repentance. (Matt. 3:8). Likewise, John the Baptist commanded those who came to him to confess their sins, and then he baptized them with the baptism of repentance, and gave them the good news of the eminent coming of the Savior, saying: “Produce fruit befitting repentance…”.

A penitent should not simply be content with the forgiveness of his sins, but he should ask God like the Prophet David, who sinned and repented, cried and begged the Lord saying: Have mercy on me, O God, according to Your unfailing love; according to Your great compassion blot out my transgressions…. Create in me a pure heart, O God, and renew a steadfast spirit within me. Do not cast me from Your presence or take Your Holy Spirit from me. Restore to me the joy of Your salvation and grant me a willing spirit, to sustain me. Then I will teach transgressors Your ways, and sinners will turn back to You (Ps. 51:1,10-13). A penitent is in need of renewal, renewal of the heart as well as of the conscience. He must pray to God that the Holy Spirit not be taken from him, because if the Good Spirit leaves a person, the evil spirit will replace it as in the case of Saul. David himself experienced this and prayed that the Holy Spirit not depart from him, but rather lead him into the proper paths, that he might remain firm in a state of justification and righteousness: the state which was restored to him after he came back to God through true repentance.

Truly, evil has spread wildly in this corrupt generation. We are drowning in iniquity, and are in desperate need of true repentance, reflected by sorrow and regret over the sins which we committed and are determined to avoid. Again, let us emulate the Prophet David in asking forgiveness from God and doing penance to Him. And, just like the Prodigal Son, may we return to the Father’s home, with sorrow and repentance. Moreover, let us confess our sins to a lawful priest, that he might enrich us with his spiritual advice, as a healing and protecting medicine. And by the authority of the Sacred Priesthood ascribed to him by God, he will recite the prayer of absolution. Through this, we earn the right to return to our previous state of grace, which we received from our Savior and Redeemer Jesus Christ. Dearly beloved,

In this evil generation, as we prepare to bid farewell to the twentieth century and usher in the twenty-first, we observe humanity marching in darkness, lost in the crooked ways of this world, enslaved by the heavy yoke of sin, and resembling the Prodigal Son in leaving his father’s house and squandering his money on a wasteful life. May the sinning believer also emulate the Prodigal Son in his true repentance and righteous return to the home of his father, that the Father may receive him joyfully. The Holy Church is in need of a goodly number of our budding youth, of both genders, who fear God and heed His commandments, produce good fruits worthy of repentance, and whose hearts are purified and souls renewed. People who make themselves good examples to others by keeping God’s laws and regulations. Who, along with us, listen to the Lord Jesus and hear His divine voice calling us today, just as He called the people twenty centuries ago and until now, through the mouths of His priests: The time has come,” He said. “The kingdom of God is near. Repent and believe the good news (Mk. 1:15). If the time of our Lord Jesus Christ’s coming, twenty centuries ago, has been fulfilled, and all prophecies have come true and salvation completed, then, the time for His second coming approaches according to His true and divine promises. He also Had appointed it since the beginning. Therefore, let us repent and believe in the Holy Gospel as the Lord commands us. May we also heed the call of the Holy Spirit as He warns and cautions us saying: Today, if you hear His voice, do not harden your hearts (Ps. 95:7-8). Also, let us repent immediately because we do not know when the Lord will come again to judge the world, or when we are going to depart from this temporal life to eternity. If we are not in a repentant state, it will be too late for sorrow. Therefore, let us be ready, awake and anxious for our meeting with the Lord Jesus, so that He may make us worthy to be with the Good Thief in the paradise of joy.

May God accept your repentance, your fasting, your prayers and offerings. May He also be merciful to your faithful departed, and prepare you to celebrate His Glorious Resurrection with spiritual joy and happiness. After a full life, may He also make you worthy to enjoy the grace of His heavenly kingdom in the company of the repentant faithful, the just and the righteous. Amen. Our Father Who art in heaven…etc.