اللقاء الخامس

لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية

فى الشرق الأوسط

البيان المشترك

اللقاء الخامس لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية

دير مار أفرام السرياني ـ معرة صيدنايا

دمشق / سوريا 7 ـ 9 آذار (مارس) سنة 2002م

البـيــان الـمـشـترك

­­باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين

نحن البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والبطريرك إغناطيوس زكا الأول بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، ومعنا أعضاء اللجنة الدائمة أصحاب النيافة الأنبا بيشوي، والأنبا موسى، والمطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم، والمطران ثاوفيلوس جورج صليبا، والأسقف سيبوه سركيسيان، والأرشمندريت ناريك أليمازيان.

نشكر الرب الذي جمعنا مرة أخرى في هذا اللقاء الخامس لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط 7 ـ 9 آذار (مارس) سنة 2002م في دير مار أفرام السرياني للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في معرة صيدنايا/ دمشق/سوريا.

إن كنائسنا الثلاث منذ فجر المسيحية يجمعها التراث الرسولي الروحي المشترك، والإيمان الواحد وقد أصدرنا في اجتماعاتنا الأربعة السابقة (10 و11 آذار/مارس 1998، في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، بمصر، و13 ـ 14 شباط/فبراير 1999، في دير مار أفرام السرياني، معرة صيدنايا، سوريا، و4 ـ 9 أيار/ مايو 2000 بكاثوليكوسية الأرمن، بيت كيليكيا، أنطلياس، لبنان، و15 ـ 17 آذار/مارس بمركز مار مرقس، القاهرة، مصر 2001،  بيانات تؤكد تمسكنا الراسخ بتراثنا الروحي المشترك، ووحدتنا في الإيمان المعبر عنه في المجامع المسكونية الثلاثة الأولى: نيقية (325م)، القسطنطينية (381م)، وأفسس(431م) وتعاليم آبائنا القديسين، وما رفضته كنائسنا من هرطقات على مدى تاريخها. كما ندعم أيضاً مسيرة  كنائسنا بالقرارات والتوجهات التي نصدرها في سياق خدمتنا المشتركة لكنائسنا في العالم، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث الشهادة المسيحية بثقلها منذ العصر الرسولي، وما تسلمناه من آبائنا وقديسينا وشهدائنا، ونحافظ عليه بكل حرص كوديعة مقدسة لجميع الأجيال.

ولقد تناولنا بالبحث والدراسة المواضيع  ذات الاهتمام المشترك والتي برزت منذ لقائنا السابق،واستمعنا إلى تقرير اللجنة الدائمة لكنائسنا، واتخذنا القرارات التالية:

أولاً: العلاقات مع الكنائس الأخرى:

1 ـ بين عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وعائلة الكنائس الأرثوذكسية:

أ  ـ  بناء على اقتراح لجنة الحوار الرسمي المشتركة بين العائلتين نشجع نشر شروحات عن الاتفاقات اللاهوتية التي تم توقيعها بين العائلتين في مصر عام 1989، وفي سويسرا في العامين 1990، 1993 وذلك باللغات المحلية لشعوب كنائس العائلتين، لتعريفهم بنتائج هذا الحوار، وتشجيع قبوله في كنائسهم، سعياً إلى الوحدة في الإيمان، وعودة الشركة الكاملة بين العائلتين الأرثوذكسيتين.

ب ـ رحبنا باللقاءات التي تمت مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في اجتماع اللجنة التحضيرية 19 ـ 21 مارس/آذار 2001في موسكو، ولجنة العلاقات بين الكنيسة الروسية الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط 3 ـ 5 أيلول/سبتمبر2001 في موسكو، بهدف تعميق روابط التعاون مع الكنيسة الروسية، والعمل على إزالة العوائق أمام قبول الإتفاقات اللاهوتية الرسمية التي تم توقيعها بين العائلتين الأرثوذكسيتين، خاصة وأن قداسة أليكسي الثاني بطريرك موسكو وكل روسيا، قد استقبل هذه اللجنة المشتركة للعلاقات، وحثها على العمل بقوة من أجل تحقيق الهدف من تكوينها.

ج ـ رحب البطريرك اغناطيوس زكا الأول، والكاثوليكوس آرام الأول بالزيارة التي قام بها البابا شنودة الثالث إلى قداسة البطريرك المسكوني  برثلماوس في القسطنطينية “استانبول” 13 ـ 16 (أيلول)  سبتمبر2001، حيث جرى تعميق للروابط الكنسية، وشرح أسباب اللقاءات مع الكنيسة الروسية. وقد عبّر قداسة البطريرك برثلماوس عن استحسانه لهذه الجهود في مساعي الوحدة الأرثوذكسية، وتعميق الروابط بين العائلتين، وطلب من نيافة الأنبا بيشوي باعتباره الرئيس المشارك للجنة المشتركة للحوار اللاهوتي الرسمي بين العائلتين القيام بإنجاز ما تم تدبيره لزيارة جبل آثوس، في إطار شرح نتائج الاتفاقات اللاهوتية الرسمية هناك، وقد استحسن ذلك البابا شنودة الثالث.

د ـ إن كنائسنا ترى أنه من المفيد إقامة علاقات وثيقة مع كل الكنائس الأرثوذكسية على غرار ما حصل بين كنائسنا والكنيسة الروسية الأرثوذكسية

2 ـ الحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأنكليكانية:

اطلعنا على التقرير التحضيري الصادر لهذا الحوار والذي تم في 27 تموز/ يوليوـ آب / أغسطس 2001، وقد تضمن هذا التقرير جدول الأعمال (Agenda) والعضوية (Membership) والإجراءات (Procedures) وقائمة الحضور، حيث حضر ستة ممثلين عن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية. وكان من دواعي سرورنا أن ممثلي هذه الكنائس قد حملوا موافقة كنائسهم على رفع الحوار من منتدى  Forumإلى لجنة رسمية Commission، وذلك استجابة لطلب الكنائس الأنكليكانية الأمر الذي عبرنا عنه في بياننا السابق. وكنا قد قمنا بتعيين مندوب يمثل كل كنيسة من كنائسنا الثلاث إلى اللجنة التحضيرية، وأيضاً سوف نقوم بتعيين عضو آخر عن كل كنيسة من كنائسنا الثلاث إلى اجتماعات لجنة الحوار المقبلة التي، سوف تتناول كل الخلافات اللاهوتية بين عائلتنا وبين الكنائس الانكليكانية.

3 ـ الحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وكنيسة روما الكاثوليكية:

نظراً لأنه قد وصلتنا دعوة من الفاتيكان لإقامة الحوار الرسمي مع كنائسنا. فقد إلتقى نيافة الأنبا بيشوي في مكتب اللجنة البابوية لتعزيز الوحدة المسيحية حاضرة الفاتيكان  بنيافة الكاردينال والتر كاسبر  Walter Kaspar بتاريخ 1/ 2 آذار ( مارس) 2002، واقترح نيافة الكاردينال أن يتم عقد لقاء تحضيري لهذا الحوار في الخريف المقبل بالفاتيكان. وقد طلب نيافة الأنبا بيشوي من نيافة الكاردينال أن يكون توجيه الدعوة من الفاتيكان إلى جميع رؤساء كنائس العائلة الأرثوذكسية الشرقية وذلك في حال موافقتنا في هذا الاجتماع الحالي على بدء التحضير لهذا الحوار.

وبناءً عليه فقد وافقنا على توجيه الدعوة من الفاتيكان بأمل أن يضم هذا الحوار جميع ممثلي كنائس العائلة الأرثوذكسية الشرقية ويتحدد موعد هذا الاجتماع التحضيري بالاتصال بالفاتيكان، وفي ضوء ردود رؤساء كنائس هذه العائلة.

4 ـ الحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والاتحاد العالمي للكنائس المصلحة (WARC):

إن التقرير المرحلي الشامل الخاص بهذا الحوار قد أرسل إلى مجامعنا المقدسة وكذلك إلى اللجنة التنفيذية للكنائس المصلحة (WARC) لدراسته ومناقشته واتخاذ ما يلزم بشأنه.

ثانياً: العلاقات المسكونية:

1 ـ مجلس الكنائس العالمي:

أ ـ تسلمنا البيان الصادر من اجتماع اللجنة الخاصة بمشاركة الأرثوذكس في مجلس الكنائس العالمي التي اجتمعت مؤخراً في المجر 15 ـ 20 تشرين الثاني (نوفمبر)2001 في  ( Berekfurdo )،  وكذلك التقرير قبل النهائي الخاص بقسم اتخاذ القرار بالإجماع، الذي تم إقراره في نفس الاجتماع، متضمناً تشكيل لجنة دائمة نصف عدد أعضائها من الأرثوذكس والنصف الآخر من باقي أعضاء المجلس، تباشر كل اهتمامات مشاركة الأرثوذكس في مجلس الكنائس العالمي. وأُحطنا علماً بأن الاجتماع المقبل للّجنة الخاصة بمشاركة الأرثوذكس سيكون في هيلسنكي/ فنلندا من 27 أيار(مايو) ـ 2 حزيران (يونيو) 2002، حيث ستتم صياغة التقرير العام في وضعه النهائي لتقديمه إلى اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي.

وإننا نؤكد فكرة الاتجاه نحو اتخاذ القرارات بالإجماع في عمل مجلس الكنائس العالمي (Consensus) وعدم اللجوء إلى التصويت إلا في حالات الضرورة القصوى ودائماً بصورة تضمن موافقة الأرثوذكس في المجلس على جميع المجريات. كما أننا نؤيد فكرة إنشاء اللجنة الدائمة المذكورة التي تباشر اهتمامات الأرثوذكس في مشاركتهم الفعالة في حياة المجلس.

ب ـ لقد رحبنا بالمشاركة الفعالة لممثلي كنائسنا في المداولة الأرثوذكسية (Inter-Orthodox Consultation) حول: «الاعتراف بالإيمان الواحد (Confessing the one Faith) والتي قام بتنظيمها «لجنة الإيمان والنظام» لمجلس الكنائس العالمي في موسكو، روسيا 5 ـ 11 سبتمبر(أيلول) 2001، مسلطة الضوء على الدور المهم الذي تلعبه «لجنة الإيمان والنظام» في المجلس. ونحن نشجع تعديل عنوان «الاعتراف بالإيمان الواحد» إلى «الاعتراف بالإيمان       الرسولي معبراً عنه في قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني 381م» وهذا الاقتراح قد أُرسل من البابا شنودة الثالث إلى لجنة الإيمان والنظام.

ونحن نوصي أنه ينبغي لـ «لجنة الإيمان والنظام» ينبغي أن تواصل مهمتها الحيوية وأن تأخذ المبادرة في مناقشة المسائل المتعلقة بالكنسيات (Ecclesiology) وكذلك المسائل الخلافية اللاهوتية.

ج ـ بالنسبة للدراسة الجارية التي يمثل عائلتنا فيها المطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم بشأن إنشاء «منتدى Forum» عالمي تشترك فيه الكنائس والمؤسسات المسيحية وتلك التي لم تشترك في مجلس الكنائس العالمي. فنحن نرحب بهذا الأمر على أن يراعى ما قررته الجمعية العامة الثامنة في هراري / كانون الأول(ديسمبر) 1998، حول شروط العضوية في هذا المنتدى بالاعتراف بألوهة السيد المسيح وبالثالوث القدوس الإله الواحد.

2 ـ مجلس كنائس الشرق الأوسط:

أ  ـ  ورد إلينا خطاب من الأمين العام للمجلس القس الدكتور رياض جرجور يحمل أطيب التمنيات لنجاح هذا اللقاء، ونحن نشكر له مبادرته المستمرة نحو عائلة كنائسنا.

ب ـ نشجع القرار الخاص باللجنة المختصة بمعالجة مشكلة الاقتـنـاص التي شكلتها اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في اجتماعها مؤخراً بالمقر البابوي بالقاهرة 18 ـ 20 شباط / فبراير2002 في ضيافة البابا شنودة الثالث، وذلك لأن هذه المشكلة تؤثر تأثيراً سلبياً على النشاط المسكوني في المنطقة.

ج ـ وبناء على ما دار في اجتماع اللجنة التنفيذية المذكور في مناقشة تقرير «قسم الإيمان والوحدة» لفت البابا شنودة الثالث أنظار الحضور إلى    ضرورة اهتمام هذا القسم بتعاون الكنائس الأعضاء في المجلس في شؤون الإيمان والعقيدة ذات الاهتمام المشترك، ومنها التصدي لبدعة شهود يهوه، والسبتيين، والمورمون، وتيارات النقد المسيء إلى الكتاب المقدس (BibleCriticism) وسواها… وقد أوصت اللجنة بتفعيل ذلك ونحن نرى أهمية تنشيط دور هذا القسم في هذا المنحى الذي يؤدي إلى تعميق روابط التعاون بين كنائس المنطقة، وصرف الجهود في حماية شعوبنا من المخاطر العقائدية المحيطة بهم.

د ـ إننا نرى أن المجلس بهيكليته الحالية يؤدي دوراً فعالاً في حياة الكنائس في الشرق الأوسط. وهو بحاجة إلى مزيد من دعم كنائسنا في تفعيل دوره واستمرار برامجه.

هـ ـ أما من جهة منصب الأمين العام للمجلس فقد رأينا أن عائلة كنائسنا في الشرق الأوسط، يهمها أن ترشح من أبنائها أمينا عاماً، من ذوي الكفاءة ومناسباً للمجلس  عند انتهاء مدة عمل الأمين العام الحالي. وذلك نظراً إلى تاريخ شغل هذا المنصب في المجلس ومشاركة عائلتنا فيه.

ثالثاً: اللجان الفرعية:

استمعنا إلى تقارير اللجان وهي: لجنة الكليات اللاهوتية، ولجنة الشباب، ولجنة الطباعة والنشر، وكلفنا أعضاء لجنة الكليات اللاهوتية بمتابعة إنشاء قسم الدراسات الشرقية في كنائسنا وقمنا بتعيين منسّق ومقرر لكل لجنة كما يلي:

1 ـ لجنة الكليات اللاهوتية:

المنسّق: نيافة الأنبا بيشوي.

المقرر: الشماس جرجس إبراهيم صالح.

2 ـ لجنة الشباب:

المنسّق: الأرشمندريت ناريك أليمازيان.

المقرر: الشماس رازق سرياني.

3 ـ لجنة الطباعة والنشر:

المنسّق: نيافة المطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم.

المقرر: الأرشمندريت نوراير أشكيان.

أما من جهة التوصية الواردة في التقارير بعمل كتاب مشترك باللغة العربية ثم اللغات الأخرى يضم 50 صفحة عن تاريخ كل كنيسة من كنائسنا الثلاث، فإننا نرى أهمية إصدار هذا الكتاب وطبعه وتوزيعه على كنائسنا للتعارف على بعضنا البعض وتعميق روابطنا التاريخية.

ونحن نشجع اللجنة الدائمة على مباشرة الإشراف على هذه اللجان الفرعية ودعم عملها وتنشيطه ومنحهم الصلاحيات للانطلاق في نشاطاتهم.

رابعاً: العلاقات المسيحية الإسلامية:

بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)2001 عُقدت مؤتمرات عالمية وإقليمية ومحلية شاركت فيها كنائس عائلتنا وساهمت في النقاشات التي دارت حول الأحداث، وأكدت كنائسنا على تواصل العلاقات المميزة بين المسيحيين والمسلمين في منطقتنا بصورة خاصة.

خامساً: السلام والعدالة:

لم يَغِب عن بالنا الواقع الصعب الذي يمر به العالم بعامة، ومنطقتنا بخاصة، نؤكّد على أننا باقون في هذا الشرق العزيز في تعايش ومحبة مع أخوتنا المسلمين نعمل  يداً بيد من أجل خير الإنسان، ونؤمن بحوار الثقافات والحضارات، ونكافح معاً تيارات الإلحاد والمادية والانحراف ، لأجل خير الإنسان وسعادته في كل مكان.

وإذ نهيب بالمجتمع الدولي، حكومات ومؤسسات، أن يعمل جاهداً من أجل أن يعم السلام والعدالة في أنحاء العالم حتى ينتهي الإرهاب، ويزول الظلم والفقر،وهما من الأسباب في تفاقم المعاناة البشرية، وصولاً إلى أن ينتشر الخير، والتنمية الشاملة، والتعاون الإنساني البنّاء، ضماناً لحقوق الإنسان.

إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في الضفة الغربية، وغزة، والقدس، والجولان، ومزارع شبعا، وتجاهل إسرائيل قرارات الشرعية الدولية، والتعدي على المسجد الأقصى، ومحاولات تهويد القدس، وزرع المستوطنات، ومصادرة وتجريف الأراضي، وهدم المباني، والعدوان المسلح المتصاعد على الشعب الفلسطيني، ورفض حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، والحصار الخانق على المدن والقرى… هذه كلها أمور أسهمت ـ كما توقعنا في بياننا السابق ـ في ازدياد العنف، مما يتسبب في الكثير من المآسي وسفك الدماء، ويهدد السلام والعدالة والاستقرار في المنطقة.

لذلك فنحن ندعم كل الجهود والمبادرات، التي ترمي إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقتنا، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

ونحث المجتمع الدولي للعمل على رفع الحصار الظالم والعقوبات القاسية المفروضة على الشعب العراقي الشقيق والتي سببت له المعاناة والألم خلال السنوات الماضية.

*        *        *

وفي نهاية لقائنا، نشكر الرب لقيادتنا في مناقشاتنا وقراراتنا. ونسأله أن يمنحنا من نعمه الغزيرة ما يؤهلنا على الدوام لنعمل من أجل الحفاظ على الإيمان الرسولي، ووحدة كنيسته المقدسة، كما اننا نصلي إلى الله ليحقق لشعوبنا والعالم أجمع ما نتمناه من سلام وعدالة وخير يعم البشرية.

ونشكر كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية لحسن استقبالها وكرم ضيافتها وكذلك كل من عملوا وصلوا وساعدونا في سبيل نجاح هذا اللقاء.

 

والمجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

9 مارس (آذار) 2002

دير مار أفرام السرياني ـ دمشق ـ سوريا

الكاثوليكوس آرام الأول       البطريرك إغناطيوس زكا الأول       البابا شنودة الثالث

 

THE FIFTH MEETING

OF THE HEADS OF THE ORIENTAL ORTHODOX CHURCHES

IN THE MIDDLE EAST

ST. EPHREM MANASTERY, MA’ARRAT SEYDNAYA

DAMASCUS, SYRIA, MARCH 7-9, 2002

COMMON DECLARATION

In the name of the Father, the Son, and the Holy Spirit. Amen.

We, Pope Shenouda III, Pope of Alexandria and Patriarch of the See of St. Mark of the Coptic Orthodox Church, Patriarch Ignatius Zakka I, Patriarch of Antioch and all the East of the Syrian Orthodox Church, and Catholicos Aram I, Catholicos of the Great House of Cilicia of the Armenian Orthodox Church, and the members of the Standing Committee: H.E. Metropolitan Bishoy, H.G. Bishop Moussa, H.E. Metropolitan Gregorios Yohanna Ibrahim, H.E. Metropolitan Theophilus George Saliba, H.G. Bishop Sebouh Sarkissian, and Archimandrite Nareg Alemezian, who are with us, give thanks to God for bringing us together once again in the context of this Fifth Meeting of the Heads of the Oriental Orthodox Churches in the Middle East, March 7-9, 2002, at the St. Ephrem Monastery of the Syrian Orthodox Church, Maa’rat Sadnaya, Damascus, Syria.

From the dawn of Christianity our three Churches have shared the same apostolic heritage and the one faith. In our Common Declarations of our four previous meetings (St. Bishoy Monastery-Wadi Natroun, Egypt, March 10-11, 1998; St. Ephrem Monastery-Maa’rat Sadnaya, Damascus, Syria, February 13-14, 1999; Armenian Catholicosate of Cilicia, Antelias-Lebanon, May 4-9, 2000; St. Mark Center, Cairo Egypt, March 15-17, 2001), we have affirmed our strong attachment to our common spiritual heritage and unity of faith expressed in the first three Ecumenical Councils of Nicea (325), Constantinople (381) and Ephesus (431), and through the teachings of our holy fathers. We have also affirmed our holy fathers’ rejection of all kinds of heresies in the course of our respective histories. We have recommitted ourselves to the decisions taken by our Churches in the context of our common witness and service to our faithful in the world and particularly in the Middle East, where the Christian witness have been faithfully carried on by our fathers since the apostolic era. We must preserve what we have inherited from our fathers, saints and martyrs as a sacred treasure to be cherished by all generations.

We have studied issues of common concern that have emerged since our last meeting. We have received a report from the Standing Committee, and taken the following actions:

I. Inter-Church Relations and Bilateral Dialogue

A. Oriental Orthodox Churches-Eastern Orthodox Churches

1. Based on the proposal of the Joint Commission of Theological Dialogue between the two Orthodox families, we encourage the publication in local languages of studies dealing with the Christological agreements signed by the two families (1989, in Egypt, and 1990 and 1993, in Switzerland). We believe that such publications will significantly help our faithful to understand more fully the findings and the results of this dialogue, aimed at the restoration of full communion between the two families.

2. We welcome the initiation of ecumenical collaboration with the Russian Orthodox Church. The Coordinating Committee met in March 19-21, 2001, and the Joint Commission for the Relations between the Russian Orthodox Church and Oriental Orthodox Churches in the Middle East met in September 3-5, 2001, in Moscow-Russia. The purpose of these meetings was to deepen the collaboration with the Church of Russia and to clarify the existing difficulties concerning the reception of the agreed Christological statements signed by the two Orthodox families.

3. Patriarch Ignatius Zakka I and Catholicos Aram I welcomed the visit made by Pope Shenouda III to His Holiness Bartholomew, the Ecumenical Patriarch in Constantinople (Istanbul), September 13-16, 2001. This meeting was an occasion to discuss issues related to inter-Orthodox relations and participation of our Churches in the ecumenical movement. The two Heads of Churches also discussed ways of advancing the theological dialogue between the two Orthodox families, and in this context they asked H.E. Metropolitan Bishoy to continue his contacts with the Orthodox Churches as Co-chairman of the Theological Commission.

B. Official Theological Dialogue Between the Oriental  Orthodox Churches and the Anglican Communion

We received the report of the meeting of the Preparatory Committee for the Theological Dialogue between the family of the Oriental Orthodox Churches and the World Anglican Communion, in Midhurst, England, July 17-August 1, 2001. This report includes the agenda, membership and procedures and working plan. Six representatives of the Oriental Orthodox Churches participated in this meeting. The aim of the meeting was to upgrade the dialogue from a Forum to a Commission in response to the request of the Anglican Communion and to set the agenda and methodology for the future work of this Commission. We participated in the work of the Preparatory Committee with three delegates representing each of our three Churches and we will continue our active participation in this theological dialogue.

C. Official Theological Dialogue Between the Oriental Orthodox Churches and the Roman Catholic Church

We have received an invitation from the Vatican to start an official theological dialogue with the Roman Catholic Church. Catholicos Aram I and H. E. Cardinal Walter Kasper discussed this project and they emphasized the importance of bilateral theological dialogue between the Oriental Orthodox Churches and the Roman Catholic Church. Following this discussion, the initiative was further discussed by H. E. Metropolitan Bishoy and Cardinal Kasper. Cardinal Kasper proposed that the Preparatory Committee meet next autumn in the Vatican. An invitation will be sent from the Vatican to all the Heads of the Oriental Orthodox Churches. On the basis of their responses, a formal theological dialogue will be initiated with the Roman Catholic Church.

D. Official Theological Dialogue Between the Oriental Orthodox Churches and the World Alliance of Reformed Churches (WARC)

The full report of the first phase of this dialogue had already been sent to our Holy Synods and the Executive Committee of the World Alliance of Reformed Churches (WARC) for study, discussion and action.

We consider theological dialogues of decisive importance for the visible unity of the Church. Pope Shenouda III and Patriarch Zakka I express their great appreciation to Catholicos Aram I who has been following the initiatives and the developments in this important area of our ecumenical witness closely.

II. Ecumenical Collaboration

A. World Council of Churches

1. We have received the Communique of the last meeting of the Special Commission for the Orthodox Participation in the World Council of Churches, in Berekfurdo, Hungary, November 15-20, 2001. We discussed with particular attention the report of the section on Consensus Decision Making. The report includes a proposal to form a ‘Standing Committee’ (Parity Committee) with half of its members Orthodox and the other half from the other members of the Council, to address ‘Orthodox concerns’. We were informed that the next meeting of the Special Commission will be in Helsinki, Finland, May 27-June 2, 2002, where the full report of the Commission will be finalized to be presented to the Central Committee of the WCC in September 2002. We fully support the idea of ‘consensus decision making’ and the idea of establishing a Standing Committee in order to ensure more active Orthodox participation in the life and witness of the Council.

2. We express our appreciation for the important role that the Faith and Order Commission is playing in the World Council of Churches and the ecumenical movement at large. We welcome the participation of the Oriental Orthodox participants in the Inter-Orthodox Consultation organized by the Faith and Order in Moscow, Russia, September 5-11, 2001, on “Confessing the One Faith”. We propose the revision of the title of “Confessing the One Faith” to “Confessing the Apostolic Faith as expressed in the Nicene-Constantinopolitan Creed (381)” which was suggested by Pope Shenouda III to the Faith and Order Commission. The Faith and Order Commission should continue its vital task by initiating reflection processes on questions related to ecclesiology and controversial theological and ethical matters.

3. As to the ongoing discussion on Ecumenical Forum, where our family is represented by H. E. Gregorios Yohanna Ibrahim, we believe that the Ecumenical Forum may promote wider participation of all Churches and ecumenical organizations in the ecumenical movement. We welcome this project, however it needs further clarification. In the same time we urge that the participation in such Forum must be based on the confession of the divinity of our Lord and Savior Jesus Christ and of the one Triune God, Father, Son and Holy Spirit.

B. Middle East Council of Churches

1. We received a letter from the General Secretary, Rev. Dr. Riad Jarjour, expressing his best wishes for the success of this meeting. We appreciate his continuous support to our family of Churches.

2. We encourage the decision taken by the Executive Committee of the MECC at its recent meeting in Cairo, February 18-20, 2002, concerning the formation of a committee with the mandate of dealing with proselytism. In fact, proselytism has negative effects on the ecumenical activities in the region. We urge therefore that all churches and ecumenical organizations look at this issue with utmost responsibility and in an ecumenical spirit.

3. Based on our discussions at the same meeting of the Executive Committee, regarding the report of the Unit on Faith and Unity, we believe that the MECC should make great efforts to promote discussion and dialogue on issues of faith and dogma among the member Churches. Such collaboration, as Pope Shenouda III pointed out in the Executive Committee, will help our faithful to challenge all heretical movements such as Jehovah Witnesses, Seventh-Day Adventists and Mormons, as well as negative Bible criticism, etc.

4. We find that the Council is performing an important role in the life of the Churches in the Middle East and that it needs more support from our Churches to re-activate its tasks, implement its programs and achieve its aims. We believe that re-assessing the work of the Council is of vital importance in order to make the Council’s ecumenical witness more relevant and efficient.

5. With regard to the post of General Secretary, we believe that our family of Churches in the Middle East should nominate one of its members as a candidate for the post of General Secretary upon the termination of the period of the current General Secretary.

III. Sub-Committees

We listened to the reports of the Sub-Committees and we mandated the Sub-committee for Theological Seminaries to pursue the establishment of a Department of Oriental Studies in our seminaries. We have appointed a coordinator and a moderator for each Sub-Committee as follows:

A. Sub-Committee for Theological Seminaries

E. Metropolitan Bishoy, Coordinator;

Sub-deacon Jerjes Ibrahim Saleh, Moderator.

 B. Sub-Committee for Youth

Rev. Archimandrite Nareg Alemezian, Coordinator;

Sub-deacon Razek Syriani, Moderator.

C. Sub-Committee for Publications

E. Metropolitan Gregorios Yohanna Ibrahim, Coordinator;

Rev. Archimandrite Norayr Ashekian, Moderator.

We find both helpful and necessary the recommendation of the Sub-Committee for Publications that a common book (which will include the history of each of our three Churches) be published in Arabic, Armenian and other languages. Such a publication will certainly help our faithful to know each other better and to deepen their historical bonds and common faith in Christ.

We appreciate the work of the Standing Committee and encourage it to continue supervising the activities of the Sub-Committees.

IV. Christian-Muslim Relations

After the tragic events of September 11, 2001, international, regional and local conferences were held, in which the Churches of our family actively participated and significantly contributed. We support all initiatives aimed at dialogue and collaboration between Christian and Muslim communities. We re-emphasize the importance of collaboration and peaceful co-existence between Christians and Muslims, especially in our region.

V. Justice and Peace

We are deeply concerned about the present critical situation in the whole world and especially in our region. We re-affirm our commitment to stay in the Middle East, to co-exist with our Muslim neighbors in the spirit of mutual love, respect and trust, working together for justice, peace and reconciliation. We believe in the dialogue of religions and cultures; we resist atheistic and secularist trends, and we work for the promotion of spiritual and moral values.

We call upon the international community, governments and players of civil society to work together in order that justice and peace prevail all over the world, and terrorism, injustice and poverty, which are among the main causes of human suffering be eradicated. We commit ourselves to work together in order that goodness, progress and mutual understanding and respect may become the guiding principles of all societies.

The continuation of the Israeli occupation of the Arab territories in the West Bank, Gaza, Jerusalem, Golan Heights and Shebaa Farms, the continuous disregard by Israel of international law and the decisions taken by the United Nations, the aggressions against the Aqsa Mosque, the attempts aiming at the Judiazation of Jerusalem, the building of more settlements, the confiscation of lands, the destruction of buildings, the continuing military attacks on the Palestinian people, the refusal to honor the rights of refugees to return back home, and similar illegal and violent measures have contributed to the increase of violence. This situation will threaten peace and justice, and cause more pain and shedding of blood.

Therefore, we support all efforts and initiatives that aim at achieving a comprehensive and permanent peace with justice in our region and the creation of an independent Palestinian state.

We urge the international community to lift the unjust sanctions imposed on Iraq, which have caused much suffering and pain to the Iraqi people.

* * *

At the end of our meeting, we thank the Lord for leading our deliberations and decisions. We ask Him to grant us His abundant grace and wisdom to enable us to work for the preservation of the apostolic faith and the unity of His holy Church. We also pray that God may grant our faithful and all of humanity the hope that peace, justice and goodness will prevail in the whole world.

We thank the Syrian Orthodox Church of Antioch for its brotherly love and warm hospitality. We also thank all who worked, prayed and assisted us for the success of this meeting.

Glory be to God the Father, Son and Holy Spirit. Amen.

March 9, 2002

St. Ephrem Monastery of the Syrian Orthodox Church,

Ma’arrat Seydnaya, Damascus, Syria

Pope Shenouda III   Mar Igantius Zakka I   Catholicos Aram I