القديس مـار يـعـقـوب الـرهـاوي

القديس مـار يـعـقـوب الـرهـاوي

 

تمهيد:

يُصنَّف يعقوب الرهاوي في مقدمة علماء السريان الفطاحل في علم الإلهيات، وتفسير الكتاب المقدس، والترجمة، والفلسفة، والفقه البيعي، والتاريخ والأدب، واللغة، والنحو وغيرها من العلوم.

قال عنه المستشرق أنطون بومشترك:

«إن ما اشتملت عليه تصانيفه المنثورة من صنوف العلوم كالنحو والفلسفة والعلوم الطبيعية وقد بلغت من الدقة والجودة الغاية، وما انطوت عليه من فنون المقالات، يدع لنا مجالا لنحكم ان السريان كانوا في هذه الابواب أعلى كعباً من الغربيين»[1].

وكان مبرزا في اللغات: السريانية واليونانية والعبرية[2] وكانت له قدرة فائقة على الترجمة، وفضله في ذلك معروف، حيث أن التراجمة السريان الذين سبقوه كانوا يعنون بالترجمة الحرفية، أما معاصروه فقد تعودوا العرف العلمي، وفضلوا المعنى على اللفظ، وذلك بفضل ما استنبطه هو وخدينه البطريرك أثناسيوس البلدي (+686) من اسلوب جديد في الترجمة[3] وما ابتكره معلمهما العلامة مار ساويرا سابوخت من طريقة فضلى في نقل العلوم الفلسفية من اليونانية إلى السريانية[4].

وكان مراسلاً لطلاب كثيرين التمسوا مساعدته بمواضيع دينية وعلمية ولغوية مختلفة، ولذلك ولأهمية أعماله اللغوية في دراسة الأسفار المقدسة قال عنه المستشرق وليم رايت: «يعتبر يعقوب الرهاوي في أدب بلاده كهيرونيموس بين آباء اللاتين[5] ولكثرة أتعابه في خدمة الإنسانية والعلم والمعرفة، أُطلق عليه «محب الأتعاب»[6].

ويجمع بومشترك ودوفال ورايت ونولدكه وغيرهم من المستشرقين الذين كتبوا في الأدب السرياني، أن مار يعقوب الرهاوي هو أشهر مَن نبغ في الدور المعروف في تاريخ الأدب السرياني بالدور العربي، يوم نضج الفكر السرياني، وبلغ عصره الذهبي حيث زهت العلوم والآداب والفنون وظهرت ثمار تلامذة مدرستي الرها ونصيبين يانعة[7].

وكان منفتحاً على العرب المسلمين، قال عنه الأستاذ أحمد أمين ما يلي: «واشتهر من هؤلاء (السريانيين) في العصر الأموي يعقوب الرهاوي (640 ـ708م تقريباً) وقد ترجم كثيراً من كتب الإلهيات اليونانية. وليعقوب هذا أثر كبير الدلالة، فقد أثر عنه أنه أفتى رجال الدين من النصارى بأنه يحل لهم أن يعلّموا أولاد المسلمين التعليم الراقي، وهذه الفتوى تدلّ من غير شك على إقبال بعض المسلمين في ذلك العصر على دراسة الفلسفة عليهم، وتردد النصارى أولاً في تعليمهم»[8].

حياته:

ولد في حدود سنة 633م في قرية عيندابا التابعة لولاية أنطاكية، وتهذّب في صباه في مدرسة القرية، ثم التحق بدير قنسرين[9] ولبس ثوب الرهبانية، ودرس على الفيلسوف الكبير مار ساويرا سابوخت، آداب اللغة اليونانية، وتعمق في الفلسفة واللاهوت ثم رحل إلى الإسكندرية لإتمام دراسته الفلسفية واللغوية، ثم عاد إلى سورية وتنسك في الرها[10] ورسم كاهناً. وفي سنة 684 رسمه رفيقه أثناسيوس الثاني البلدي البطريرك الأنطاكي (684ـ687) مطراناً على الرها فنسب إليها. وأقام فيها أربع سنوات. ولغيرته الوقادة على مراعاة القوانين البيعية، ورغبته الملحّة في إعادة النظام إلى أديرة أبرشيته، قاومه بعض الرهبان والإكليروس فجردهم من رتبهم، مخالفاً بذلك رأي البطريرك يوليانس وغيره من الأساقفة الذين كانوا يريدون التساهل بحفظ القوانين تبعاً لمقتضيات العصر. ويذكر عنه أنه جمع كتب القوانين البيعية أمام باب الدير الذي كان البطريرك حالاً فيه وأحرقها وهو يصرخ ويقول: ها أنذا أحرق القوانين التي تطأونها بأقدامكم ولم توجبوا حفظها وقد صارت لديكم من قبل الزيادة التي لا تجدي نفعاً[11]. وهكذا استقال عن خدمة الأبرشية ومضى فسكن في دير مار يعقوب في كشوم بقرب شميشاط، يرافقه تلميذاه دانيال وقسطنطين. ثم انتقل إلى دير أوسيبونا في كورة أنطاكية حيث أقام إحدى عشرة سنة يدرّس رهبانه اللغة اليونانية، ثم قصد دير تلعدا شمال غربي حلب حيث مكث قرابة تسع سنوات يراجع ترجمة العهد القديم من الكتاب المقدس[12]، وفي تلك الأثناء توفي المطران حبيب، خليفة مار يعقوب في كرسي أبرشية الرها، فالتمس الرهاويون منه ليعود إلى أبرشيته فعاد. وبعد مكثه فيها أربعة أشهر، ذهب إلى دير تلعدا ليأتي بكتبه، فوافته المنية هناك في 5 حزيران سنة 708 ودفن في الدير المذكور[13].

 

مصنفاته:

ترك مار يعقوب الرهاوي ما ينيف على ثلاثين كتاباً من وضعه، أو ترجمته، أو تنقيحه ومراجعته. وفيما يلي أهم تلك التآليف:

أولاً: في الكتاب المقدس وعلومه: قال بومشترك: لقد وجد كتاب اللّـه في يعقوب الرهاوي أكبر لاهوتي في اللغة السريانية يدل على هذا ما حوته مصنفات له شتى[14]. وأشهر دراساته في الكتاب هي:

1 ـ مراجعته منقحاً الترجمة المعروفة بالبسيطة[15]، مقسماً إياها إلى فصول، واضعاً في مقدمة كل فصل ملخصاً لمحتوياته، وفي الهامش شرحاً للكلمات الصعبة، كما ضبط اللفظ الصحيح[16]، وله ضوابط ألفاظ أسفار العهدين ألحق بها ضوابط مصنفات آباء النصرانية المشاهير[17].

2 ـ تفسيره الكتاب المقدس آية آية وفقاً للنص اليوناني[18]، وقد لُقب مار يعقوب «بمفسر الكتب»[19]، واستشهد بتفاسيره مار ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي مطران آمد (+1171) ومار غريغوريوس يوحنا ابن العبري مفريان المشرق (+1286).

 

ثانياً: العقائدية:

1 ـ نقل عن اليونانية إلى السريانية مواعظ مار سويريوس الأنطاكي (+538) وفرغ من ذلك سنة 701م[20].

2 ـ كتب رسالة في أعمال السيد المسيح مؤيدة بأقوال الأنبياء والرسل والمعلمين، وقد أورد نبذة من حياة كل منهم بعد إيراد أقوالهم[21].

3 ـ له كتاب عنوانه «العلة الأولى الخالقة الأزلية القادرة على كل شيء غير المخلوق وهي اللّـه حافظ الكل» ذكره جرجس أسقف العرب وهو ضائع[22].

4 ـ ألف في أواخر أيامه كتاباً ممتعاً، قيماً أسماه «أيام الخليقة الستة»[23]، وقد أكمله صديقه جرجس أسقف العرب بعد وفاته.

 

ثالثاً: الفلسفية:

1 ـ له كتاب أسماه (انكيريديون) أي المختصر وهو مجموعة العبارات المصطلح عليها في الفلسفة، ويعتبر أهم كتبه الفلسفية، وفيه يفسر خاصة الألفاظ الفلسفية المستعملة في علم اللاهوت كجوهر وذات وأقنوم[24].

2 ـ ترجم كتاب مقولات أرسطو إلى السريانية مع شروح وحواش كثيرة علقها عليه[25].

رابعاً: التاريخية:

في نحو سنة 692م نقح تاريخ أوسابيوس القيصري (265ـ340م) إمام المؤرخين، وصحح فيه حساب السنين، وأكمله مبتدئا من السنة العشرين من حكم قسطنطين الملك وحتى عصره هو. وزاد عليه كاتب مجهول فأوصله حتى سنة 710م، ولم يبق منه سوى نتف[26]، وقد استند إلى هذا التاريخ البطريرك مار ميخائيل الكبير (+1199) في تاريخه المشهور واستعان به أيضاً برشينايا أسقف نصيبين (+1046).

 

خامساً: الفقهية:

كان يعقوب الرهاوي حريصاً على حفظ القوانين البيعية وفي الوقت نفسه تناول هذه القوانين درساً وتمحيصاً فنقل كتب القوانين المنحولة إلى اقليميس الروماني وأولها كتاب عهد ربنا الموضوع في القرن الخامس[27]، كما نقل قوانين مجمع قرطاجنة الأول، وقوانين المجامع المسكونية الثلاثة[28]، وسنَّ ما يقارب مئة وستة وستين قانوناً كنسياً جاءت بصورة أجوبة على أسئلة وجهت إليه من معاصريه[29]، ضمّت بعضها إلى كتاب الهدايات لابن العبري (+1286).

 

 

سادساً: الطقسية:

قال العلامة البطريرك أفرام الأول برصوم: «وفضله (أي مار يعقوب الرهاوي) على الفروض الكنسية فاق أفضال الآباء الملافنة»[30]. ومن أهم أعماله الطقسية:

1 ـ تنقيحه ليتورجية[31] يعقوب أخي الرب وتصحيحها على الأصل اليوناني[32]. ونقل ليتورجية مار إغناطيوس النوراني إلى السريانية.

2 ـ وضعه ليتورجية بالسريانية[33].

3 ـ ترتيبه صلوات الفرض الأسبوعي المعروف بالإشحيم[34]، كما رتب فناقيث الآحاد والأعياد.

4 ـ تنظيمه كلنداراً لأيام الأعياد على مدار السنة.

5 ـ تصحيحه كتاب جناز الموتى[35].

6 ـ نقله من اليونانية إلى السريانية الحسايات[36] التي وضعها مار سويريوس الأنطاكي (+538) عن العماد.

7 ـ وضعه كتاباً سماه (الكنوز) حوى طقوس العماد والزواج وتبريك الماء لعيد الغطاس (أي عيد عماد السيد المسيح)[37].

8 ـ له رسالة في تفسير رتبة القداس عند السريان كتبها إلى توما الكاهن[38].

9 ـ تصحيحه ترجمة معانيث[39] مار سويريوس الأنطاكي[40]. ويعتبر مار يعقوب الرهاوي شاعراً بارعاً[41]، وله ميامر[42] ومداريش[43] ضمّ بعضها إلى طقوس أسبوع الآلام باسمه. وله عشر مقالات في الشعانين.

 

سابعاً: اللغوية:

أخذ السريان قواعد لغتهم نقلاً عن طريق المشافهة من آبائهم، دون الاستناد إلى أصول في النحو، حتى القرن السادس للميلاد حيث ابتدأ بعضهم يؤلف في نحو اللغة وجمع مفرداتها وقاية لها من الفساد والضياع بسبب اختلاطهم بالروم[44]. وقد أولى مار يعقوب عنايته الكبرى بلغته السريانية الحبيبة فنقاها من الألفاظ الأعجمية وأصلحها وردها إلى فصاحتها[45]. ووضع كتاباً مهماً جداً سماه (غراماطيقي) وهو أول مؤلف في النحو السرياني[46]، وعدّ مار يعقوب لذلك واضع هذا العلم لدى السريان.

ولا يغرب عن بالنا أن مار أحودامه (+559) ويوسف الأهوازي (+580) وعنان يشوع (+650) قد كتبوا في النحو قبل الرهاوي، ولكن كتبهم هذه ضاعت ولم يبق منها سوى نتف لا تروي غليلاً ولا تغني فتيلاً. أما كتاب الرهاوي فقد استعمله السريان كثيراً في التدريس، لذلك عده السريان أول كتاب في النحو لديهم واعتبر مار يعقوب كما ذكرنا آنفاً واضع علم النحو السرياني. ويشبهه بعضهم بأبي الأسود الدؤلي (المتوفي سنة 688م) واضع علم النحو في العربية[47].

وعلى غرار مار يعقوب ألف علماء لغويون ومنه اقتبسوا، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ابن العبري (+1286) الذي أشار إليه ونقل عنه نبذاً قيمة في كتابه الموسوم بالأضواء (صمحي). وقد ضاع كتاب الرهاوي ولم يبق منه سوى شذرات يعود تاريخ نسخها إلى القرن التاسع أو العاشر[48]. كتبت بخط جيد ولكن معالم الكتابة قد زالت تقريباً. لذلك قرئت بالاستعانة بالمواد الكيمياوية وطبعت بعد ذلك[49]، وتحتوي على نقاط قيمة في النحو السرياني وفيها يوضح مار يعقوب طريقته الجديدة في علامات الحركات[50]. وقد رأينا أن نتناول دراسة رأيه في تشكيل الحروف السريانية فيما يلي باختصار.

 

علامات الحركات السريانية لدى الرهاوي:

كانت اللغة السريانية حتى أواخر القرن السابع للميلاد تُكتب بدون تشكيل، ثم استعمل السريان حروف العلة الثلاثة: الألف والواو والياء كحركات لضبط اللفظ ولكن هذه الطريقة كثيراً ما تربك القارئ حيث لا يميز فيما إذا كانت الحروف قد استعملت في الكلمة كحركة أم حرف.

أما التنقيط فقد استعمل قبل القرن السابع كتشكيل للكلمات، وليعقوب الرهاوي رسالة في ذلك يوضح فيها طريقة وضع النقط تحت الحرف أو فوقه ضبطاً للمعاني وتمييزاً بين المرادفات وما إليها[51]. ولعل السريان الغربيين هم الذين استنبطوا طريقة التنقيط لأنها لا تشتمل على الشدة المستعملة في لهجة السريان الشرقيين[52]، ولا يزال السريان الغربيون يستعملون أحياناً طريقة التنقيط القديمة. وهي الطريقة الوحيدة في ضبط اللغة لدى السريان الشرقيين.

وقد استنبط مار يعقوب علامات الحركات آخذاً بعضها عن اليونانية التي كان يجيدها حيث أنه رأى أن جميع أصوات الصوائت السريانية كما ينطقها الرهاويون يمكن أن تمثلها حروف يونانية، وكطريقة للإشارة يمكن أن تكون أكثر وضوحاً للقارئ من مجموعة النقط الصغيرة، فأخذ من اليونانية حرف الألف وجعله للفتح، والهاء للكسر، والعين مع الواو للضم، والحاء للكسر المشبع، والعين وحدها للضم الممال إلى الفتح، وجعل صورة هذه الحروف اليونانية صغيرة[53]. وكان أسلوبه في تشكيل الكلمات كتابة الحركات (الحروف الصوائت) مع الحروف الصوامت على السطر، ولم يكتب لهذه الطريقة البقاء طويلاً[54]، وتطورت بعدئذ فوضعت الصوائت كعلامات صغيرة فوق الحروف أو تحتها. كما أن السريان الغربيين لم يتركوا طريقة التنقيط بل سارت الطريقتان جنباً إلى جنب أجيالاً عديدة، ثم فضلت الحركات لوضوحها وسهولتها فاستعاض السريان بها عن التنقيط.

وقد نسب بعضهم إلى ثاوفيل الرهاوي (+785) مترجم الإلياذة إلى السريانية، ابتكار الحركات السريانية لضبط أسماء الأعلام اليونانية، ولكن المستشرقين وايزمن ونولدكه ورايت وسواهم[55] أيدوا نسبتها إلى مار يعقوب الرهاوي وبخاصة أن في المتحف البريطاني مخطوطاً[56] خطّ على عهد الرهاوي (+708) ـ ولعل الرهاوي نفسه كتبه بخط يده ـ وردت فيه الحروف اليونانية الصوتية مستعملة في تشكيل الكلمات السريانية هذا مع العلم بأن ثاوفيل الرهاوي قد توفي بعد مار يعقوب الرهاوي بثمانين سنة تقريبا. فمبتكر الحركات السريانية إذن هو مار يعقوب الرهاوي لا غيره[57].

وعدد هذه الحركات ثمان يذكرها ابن العبري (+1286) في كتابه الأضواء[58] (صمحي) ويجمعها في جملة واحدة وهي:ـ

نفأيكون آيل من بيشوةا وينظم لها جدولاً تسهيلاً لفهمها وكان يعقوب الرهاوي قد جمعها في جملة:

بنٍيحُو ةٍحين آورؤي ويأخذ ابن العبري على يعقوب الرهاوي إهماله حركة الرباص القصير ربأا كريا  مثل جزةا وهي ضرورية في اللغة جداً، وتمسكه بحركة الرباص الوسط ربأا مأعيا التي هي ما بين الكسر الطويل والقصير وهي غير ضرورية.

ويقتصر ابن العبري في كتاب المدخل معلةا على ذكر خمس حركات فقط ويجمع الحركات بجملة كفرة سميو ويهمل الحركات الطويلة والقصيرة لأنه وضع كتابه للطلاب المبتدئين خاصة وشاء أن يلقنهم النحو بطريقة سهلة ويقول: إن لدى الشرقيين حركات أخرى ما عدا الحركات الخمس المذكورة أعلاه وقد ذكرها الرهاوي أيضاً.

ولا بد أن نذكر هنا أن الحركات الخمس لدى السريان الغربيين تشمل الحركات الثماني، ذلك أن كل حركة جاء بعدها حرف ساكن لفظت بإطباق وإذا جاء بعدها حرف متحرك لفظت بإشباع[59]، وهكذا تتميز الحركة الطويلة من القصيرة.

وكان مار يعقوب يحاول إصلاح الحروف السريانية أيضاً ويظهر لنا من رسالة كتبها إلى بولس قسيس أنطاكية أنه أراد تطوير الحروف وإصلاح الكتابة السريانية، ولكن السريان لم يكونوا على استعداد لقبول هذا التطور في لغتهم لذلك يقول لبولس: «لقد رغب كثيرون قبلي وقبلك في هذا ولكن خشية ضياع الكتب القديمة المدونة بهذه الحروف الناقصة هي التي أعاقتهم عن هذه الاستفادة[60]».

وله رسالة إلى جرجس أسقف سروج في الخط السرياني وضبط الإملاء والألفاظ يوصي بها النساخ بالأمانة في النقل[61].

 

 

الهواامش

—————————————————————–

([1])ـ تاريخ الآداب السريانية لأنطون بومشترك طبعة بون 1922 ص 254 واللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية للبطريرك أفرام الأول برصوم طبعة حلب 1956 ص 381.

([2])ـ تاريخ مختصر الدول (للعلامة المفريان مار غريغوريوس يوحنا المعروف بابن العبري) طبعة بيروت سنة 1958 ص 31.

([3])ـ اللؤلؤ المنثور ص 209.

([4])ـ ترجمة الفيلسوف السرياني الشهير مار يعقوب الرهاوي بقلم مراد فؤاد جقي ـ القدس سنة 1929 ص 5.

([5])ـ تاريخ الآداب السريانية لرايت ص 143 ودائرة المعارف البريطانية طبعة 1911 مج 15 ص 113و114 وتاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر للدكاتره مراد كامل ومحمد حمدي البكري وزكية محمد سري ـ القاهرة 1974 ص 263 واللؤلؤ المنثور ص 381.

([6])ـ عصر السريان الذهبي بقلم الفيكنت فيليب دي طرازي ـ بيروت 1946 ص 65و66.

([7])ـ ترجمة الفيلسوف السرياني ص 1و5.

([8])ـ فجر الإسلام تأليف أحمد أمين ـ مصر ـ الطبعة الثامنة 1961 ص 132.

([9])ـ لفظة قنسرين سريانية تعني قن النسور، ودير قنسرين هذا أسسه سنة 530م يوحنا أبن أفتونيا (+539) على شاطئ الفرات مقابل بلدة جرابلس وصار طوال خمسة قرون موئل العلم ومحج العلماء السريان وخرب في القرن الثالث عشر.

([10])ـ اللؤلؤ المنثور ص 365.

([11])ـ تاريخ البطاركة لابن العبري، بالسريانية في ترجمة البطريرك أثناسيوس البلدي. والمكتبة الشرقية للسمعاني مج2 ص336 وتاريخ سورية للمطران يوسف الدبس طبعة بيروت 1899 مج5 ص78.

([12])ـ تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر ص265 عن رايت ص17، 143 ودوفال ص367.

([13])ـ اللؤلؤ المنثور ص366 وترجمة الفيلسوف السرياني ص4.

([14])ـ تاريخ الآداب السريانية: بومشترك ص254.

([15])ـ نقل جماعة من اليهود المتنصرين أسفار الكتاب المقدس إلى السريانية في القرن الأول أو صدر المئة الثانية للميلاد على الأرجح، وسميت تلك الترجمة (فشيطتا) أي البسيطة لترك البلاغة في نقلها (انظر اللؤلؤ المنثور ص57و58).

([16])ـ لم يصل إلينا من هذه الترجمة المنقحة سوى مخطوطتين في المكتبة الوطنية في باريس تتضمنان أسفار موسى الخمسة ونبوءة دانيال. ومخطوطتين أخريين في المتحف البريطاني تشتملان على سفري صموئيل الأول والثاني وبدء سفر الملوك ونبوءة اشعيا، نسختا سنة 719ـ720 أي بعد وفاة مار يعقوب بنحو عشر سنوات.

([17])ـ نسخة في مكتبة دير مار مرقس بالقدس رقم 41 ونسخة أخرى في مكتبة دير الزعفران بماردين.

([18])ـ في مكتبة الفاتيكان نسخة من هذه التفاسير تحتوي على أسفار موسى الخمسة وسفر أيوب ويشوع والقضاة، وقد نشر المستشرقون فيلبس ورايت وشروتر ونستله بعض هذه التفاسير نقلاً عما جاء في مخطوطات المتحف البريطاني.

([19])ـ الكنز الثمين في صناعة شعر السريان وتراجم شعرائهم المشهورين تأليف القس جبرائيل القرداحي طبعة روما ص17و18 واصدق ما كان عن تاريخ لبنان وصفحة من أخبار السريان بقلم الفيكنت فيليب دي طرازي ـ بيروت 1948 مج1 ص168.

([20])ـ بلغ عددها مئة وخمساً وعشرين خطبة منها نسخة في المتحف البريطاني برقم 12159 كتبت سنة 868م. ونسخة في مكتبة الفاتيكان (انظر السمعاني ج1 ص494 وفهرست رايت ص534) وبعض هذه الخطب في خزانة دير الزعفران بماردين وخزانة بطريركية السريان في دمشق. وقد نشر منها احدى وخمسون خطبة منقولة إلى الفرنسية في ثلاثة مجلدات. ونشر البطريرك أفرام رحماني خطبتين منها في الدروس السريانية.

([21])ـ ترجمة الفيلسوف السرياني ص16.

([22])ـ اللؤلؤ المنثور ص367.

([23])ـ له نسخة قديمة كتبت عام 822 لثاودوسيوس مطران الرها وكانت لمكتبة دير مار متى ثم صارت لخزانة امد الكلدانية فبطريركية الكلدان بالموصل عدد 54، ونسخة في (ليدن) خطت عام 1183 عدد 66. طبعة شابو وراشالد عام 1932 عن مصحف ليون عدد 2 المنقول سنة 839 وجدد شابو طبعه ضمن جمهرة لوفان سنة 1953.

([24])ـ مخطوطة منه في مكتبة المتحف البريطاني تحت رقم 12154 (انظر اللؤلؤ المنثور ص371).

([25])ـ مخطوطة منه في مكتبة فلورنسة برقم209والمكتبة الوطنية في باريس برقم 248(انظر الكنز الثمين ص18).

([26])ـ مكتبة المتحف البريطاني برقم 14685 وقد نشر بروكس هذه الوريقات منقولة إلى اللاتينية سنة 1903 (انظر اللؤلؤ المنثور ص371ـ372 وترجمة الفيلسوف السرياني ص12و13).

([27])ـ اللؤلؤ المنثور ص371.

([28])ـ نسخة منها مكتوبة على الرق في مجلدين، محفوظة في مكتبة دير الزعفران في ماردين تحت رقم 20و21 ويرجح أنها بخط يده لأنها تنتهي بقوانينه واجوبته على اسئلة معاصريه. ونسخة أخرى في مكتبة دير مار مرقس بالقدس.

([29])ـ نسخة قديمة مخطوطة عام 1204 تتضمن قوانينه هذه محفوظة في دار البطريركية السريانية في دمشق. ونسخة دير الزعفران المذكورة في الحاشية السابقة، ولعلها النسخة الأصلية ولا يعرف تاريخها ولا ناسخها. وقد نشر بول دي لاكارد فتاوى مار يعقوب نقلاً عن مخطوطة باريس، وطبعها أيضاً كايزر منقولة إلى الألمانية عام 1886، ليبسك مستنداً إلى مخطوطتي باريس برقم 62و111 والى ثلاث مخطوطات أخرى في مكتبة المتحف البريطاني (انظر أيضاً ترجمة الفيلسوف السرياني ص12و17).

([30])ـ اللؤلؤ المنثور ص369.

([31])ـ ليتورجية: لفظة يونانية تعني الخدمة الجمهورية، وهي مجموع صلوات القداس. واول ليتورجية في المسيحية تنسب إلى مار يعقوب أخي الرب وقد كتبها بالسريانية.

([32])ـ نسخة منها في مكتبة المتحف البريطاني برقم14691.

([33])ـ ترجمها رينو دوسيوس إلى اللاتينية واثبت ترجمتها في كتابه الليتورجيات الشرقية ج2 ص371.

([34])ـ بقي من مخطوطاته القديمة أوراق يسيرة محفوظة في دار الأثار بدمشق هي بقية نسخة كتبت في حدود القرن الثامن. كما أن هناك نسخة مخرومة في كنيسة السريان الرهاويين في حلب كتبت في القرن الرابع عشر ونسخة في خزانة باريس كتبت في القرن الخامس عشر (انظر أيضاً اللؤلؤ المنثور ص73و74و369).

([35])ـ نسخة منه في مكتبة دير مار مرقس في القدس برقم 120.

([36])ـ مفردها حساية لفظة سريانية معناها استغفار وهي صلاة منثورة مسهبة.

([37])ـ المكتبة الشرقية للسمعاني 487:1.

([38])ـ ذكرها ابن الصليبي (+1171) في شرح رتبة القداس، واثبتها السمعاني برمتها في الجزء الأول من المكتبة الشرقية ص479ـ486.

([39])ـ واحدها معنيث: لفظة سريانية معناها أغنية وهي نشيد منثور يجري على ثمانية الحان.

([40])ـ نسخة منها في مكتبة دير مار مرقس في القدس برقم 60 استكتبها يوسف قسيس طابان لابنه الشماس صليبا سنة 1210م ويذكر البطريرك أفرام الأول برصوم أن نسخة القدس التي وصلت إلينا ربما تكون بخط مار يعقوب نفسه انجزها سنة 675 (انظر اللؤلؤ المنثور ص370).

([41])ـ نشر له القس جبرائيل القرداحي ابياتاً مختارة، من قصيدة بديعة، وقال إنها القصيدة الوحيدة التي رويت ليعقوب الرهاوي (انظر الكنز الثمين للقرداحي ص18).

([42])ـ ميامر ومفردها ميمر وهو قصيدة سريانية. تطلق أيضاً على المقالة أو الخطبة.

([43])ـ مداريش واحدها مدراش، وهو شعر يصاغ على أوزان مختلفة ويرتل بالحان شتى.

([44])ـ كتاب المناهج في النحو والمعاني عند السريان لمؤلفه القس جبرائيل القرداحي الطبعة الثانية ـ رومة سنة 1906 صفحة ي و يا.

([45])ـ تاريخ سورية للدبس مج5 ص80.

([46])ـ الكنز الثمين للقرداحي ص18.

([47])ـ قال الأستاذ أحمد حسن الزيات في كتابه (الأدب العربي) الطبعة الخامسة ـ مصر سنة 1930 ص154 ما يلي :«والغالب على ظننا أن ابا الأسود لم يضع النحو والنقط من ذات نفسه وإنشائه وانما نظن أنه ألمّ بالسريانية ـ وقد وضع نحوها قبل نحو العربية ـ أو اتصل بقساوستها واحبارها فساعده ذلك على وضع ما وضع».

([48])ـ مكتبة المتحف البريطاني برقم 17217 Add.

([49])ـ اللؤلؤ المنثور ص363ـ382.

([50])ـ فهرس المخطوطات السريانية في المتحف البريطاني ج3 ص1168ـ1172.

([51])ـ نسخة منها في دار البطريركية السريانية الأرثوذكسية في دمشق.

([52])ـ اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية للمطران يوسف داود طبعة الموصل 1896 مج1 ص168.

([53])ـ تاريخ الأدب السرياني ص274 واللمعة الشهية ص166.

([54])ـ في القرن السابع عشر اراد أحد علماء الموارنة برومية أن يحيي طريقة يعقوب الرهاوي هذه بأسلوب أخر أي أن تكون علامات الحركات أحرف العلة الثلاثة مكتوباً كل منها إلى جانب الحرف المحرك به في صف حروف الكلمة. وطبع زبور داود بهذه الطريقة، ولكن هذا الأختراع أيضاً لم يعش بعد ذلك العهد (انظر اللمعة الشهية مج1 ص 127ـ128).

([55])ـ تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر ص274 الحاشية ـ عن كتاب وايزمن الموسوم Harae Syriacae.

([56])ـ المتحف البريطاني مخطوطة برقم 17134 ورقة ب انظر فهرست رايت ص337 ع 20.

([57])ـ اللمعة الشهية ص167و170.

([58])ـ وضع ابن العبري كتاباً اسمه (صمحي) الأضواء جعله اربعة أبواب على طريقتي السريان الغربيين والشرقيين فجاء «أجود مصنف في النحو السرياني وادقه واكفاه». اقدم نسخة منه في مكتبة المتحف البريطاني برقم 3335 خطت سنة 1332. كما نظم ابن العبري أيضاً أبواب النحو في أرجوزة بالبحر السباعي وعلق عليها هوامش بالسريانية ما لم يتسع له النظم (انظر اللؤلؤ المنثور ص43).

([59])ـ اللمعة الشهية مج1 ص25.

([60])ـ اللؤلؤ المنثور ص374 عن كتاب (صمحي) لابن العبري مقالة 4 باب1 ف 2.

([61])ـ نسخة منها في الخزانة البطريركية السريانية الأرثوذكسية في دمشق وقد نشرها فيلبس ثم مارتن سنة 1869 (انظر اللؤلؤ المنثور ص374 وتاريخ الأدب السرياني ص273 والسمعاني ص477 ورقم60 وص478 ورقم8 ورايت ص151).

 

للأعلى