ترجمة المطران يوسف منير

التاسعة من يوم الأحد

سدر الأموات (ص44)

نشيد – مع الشهداء المباركين الذين أحبوك، ومع القديسين الذين أرضوك بسيرتهم، اذكر أمواتنا وأهِّلهُم للقيام عن يمينك هاليلويا وعزِّهم.

سمع مخلصنا على قمة الصليب في الجلجلة، صوت أنين الأموات، فأسرع وانحدر وحطَّم نير الموت من أعناق الراقدين هاليلويا وعزَّاهم.

المجد- تبتهل إليك الكنيسة المقدسة من أجل بنيها، وهي تصرخ بحرارة وتقول: يا رب، لن يرث جهنَّم أولئك الذين لبسوك بمياه المعمودية هاليلويا وطهَّرتهم.

من الآن- بعد ما مات لعازر الصدِّيق، قالت مريم في بيت عنيا لربنا يسوع: يا رحمان و يا حنَّان، لو كنت ها هنا لما مات لعازر هاليلو يا مبارك مقيمه.

طلبة مار بالاي- يا ممتلئاً رحمة، جدِّد في القيامة خليقتك، عبيدك والساجدين لك، الراقدين على رجائك ، أرح اللَّهُمَّ أمواتنا وسامحهم، فقد رقدوا على رجائك ويتوقعون مجيئك، أيها الملك السماوي، أرح المدفونين، وأجزل المغفرة  للأموات المؤمنين، أرح اللَّهُمَّ في أحضان إبراهيم و إسحق و يعقوب، عبيدك الذين رقدوا على رجائك، سبحان المسيح الذي يدعو الأموات، فيقومون دون فساد ويرتلون المجد، تصرخ النفوس والاجساد معاٍ: مباركٌ الذي أتى وسيأتي ويبعث الأموات.

مساء الإثنين

صلاة الابتداء (ص30) والمزمور 140 دعوتك يا رب (ص30).

المجد- من الآن – أخطأت إلى السماء و إليك، ولا أستحق أن أدعى لك ابناً، فاقبلني كأجير، في بيتك فأكون فيه خادماً وذلك لأني أذنبت.

الشماس- (سطومنقلوس) فلنقف حسناً.

الخورس- (قورياليسون) يا رب ارحم.

السدر العمومي- (ص44)

نشيد البخور- بالمحبة والإيمان- اللَّهُمَّ اقتبل هذا البخور من أيدينا، كما اقتبلت بخور هارون الذي صدَّ الموت عن الشعب.

سبِّحوه يا جميع الأمم- ليكن البخور الذي قدَّمه لك عبيدك لإرضاء مراحمك، غفراناً وصفحاً عن خطايانا.

المجد- سبحانك يا ربنا- فمجدك في السماء وعلى الأرض، وها إن السماويين والأرضيين يسبِّحون اسمك.

من الآن- كما اقتبلت بخور هارون وتضرُّعَه، اقتبل البخور الذي يقدِّمه إليك الساجدون لك.

لوالدة الله- أتى رئيس الملائكة بالسَّلام إلى بنت داود، فبشَّرها وقال لها: الرب معك و يشرق منك.

أيتها البتول القديسة والأم التي ولدت المسيح، التمسي من وحيدك أن يفيض مراحمه علينا أجمعين.

صارت مريم سفينةً، فحملت وجلَّلت وبجَّلت ذلك الربَّان سيد الخلائق كلِّها.

إنَّ العليقة التي شاهدها موسى النبي على جبل سيناء، ترمز إليك يا والدة الله مريم.

للقديسين- أيها الأنبياء والرسل أبناء الملكوت، التمسوا من المسيح أن يفيض مراحمه علينا أجمعين.

زرع الأنبياء بالترح، و حصد الرسل بالفرح، وجمع الملافنة القمح المملوء مسرَّات.

أيُّها الشهداء القديسون، أحباء العريس السماوي، فلتكن صلاتكم سوراً حصيناً  لنا وملجأً.

تطلَّع الشهداء إلى الابن وهو باسط يديه على الصليب، فأسلموا أعناقهم لكل العذابات حبَّاً به.

للتوبة- الله صادقٌ في أقواله- وعد فمك القدُّوس وقال: أدعوا فأجيب، و اقرعوا فأفتح.

لا يكذب وعدك- دعوناك كما علَّمت، فأجبنا كما وعدت، واقبل خدمتنا، واستجب بمراحمك سؤلنا.

نطلب دون كلل، ونصلي دون ملل، فما دام لنا الزمان، فلنلتمسنَّ  المراحم من ربنا.

فلتطب لك صلاتنا، ولتدخل إليك طلبتنا، فتُقتبل كعطر البخور أمام جلالك.

للأموات- اللَّهُمَّ اذكر في أورشليم العليا، وفي بيعة الأرضيين، عبيدك الذين رقدوا على رجائك.

اللَّهُمَ ارحمنا واعضدنا.

صلاة العطر(ص31).

نشيد ما بعد البخور- يا ربنا يسوع المسيح- يا رب، لا يكن جسدك ودمك اللذين تناولناهما، للدينونة والانتقام، بل لغفران ذنوبنا والصفح عنها والقيام عن يمينك هاليلويا وارحمنا.

من واديك العذب تسقيهم – يا رب فليكن لنا جسدك الذي تناولناه، ودمك الحي الذي شربناه بإيمان، جسراً وممراً فنخلص به من النار ومن جهنم هاليلويا ونرث الحياة.

المجد – المجد لابن الله الذي كلل الساجدين له في أربعة الأقطار وعظَّمهم واتخذ من داود كنَّاره تتغنى بها البيعة والأديار هاليلويا مبارك من تغنى بها.

من الآن- المجد للنعمة التي نزلت إلى جب الأسود، وحلت به وسدَّت أفواه الحيوانات، لئلا يفسُد جمال دانيال الرائع هاليلويا مبارك من أنقذه.

لوالدة الله- استطاعت البتول أن تحمل القدير المحتجب، حامل السماء والأرض، وهي تتضرَّع إليه بحرارة من أجل الخطأة الذين يدعونه بإيمان هاليلويا فلتكن صلاتها معنا.

لمَّا انتصر داود الملك، نقرت العذارى العبرانيات الدفوف؛ وفي تذكارك أيتها الطوباوية، يرتِّل البشر الملائكة المجد الشكر هاليلويا للابن الذي ولد منك.

فليكن ذكر والدة الله البتول المباركة مؤبداً؛ ففي بتوليتها ولدت لنا المسيح الملك، فادي البرايا بأسرها هاليلويا فلتكن صلاتها معنا.

لن يزول ذكر البتول الطاهرة مريم إلى أبد الآبدين، ولا انقضاء لملكه هاليلويا إلى أبد الآبدين.

للقديسين- دعا ربنا رسله وأمرهم ألا يسيروا في طريق الوثنيين، ولا يدخلوا بيت السامريين، ولا يقتربوا من تعليم الفريسيين هاليلويا لان تعليمهم مضل.

يا شمعون هامة الرسل، ويا بولس المختار، و يا يوحنا معمِّد سيده، تشفعوا في القطيع الذي ترعونه في مروج الإيمان هاليلويا ودبِّروه.

عصر القضاة الشهداء – وهم عناقيد ناطقة – عصر العنب، فسال دمهم على الأرض، وصاروا ذبائح لله الذي كلَّلهم هاليلويا و عظَّمهم.

أيُّها الشهداء بما أنكم لم تضعوا البخور أمام الأصنام الباطلة والزائلة، فالملوك يخلعون تيجانهم عن رؤوسهم، ويسجدون لعظامكم هاليلويا فلتكن صلاتكم معنا.

للقديس – يا مار … ذكرك أروع وأبهى من الشمس والقمر، فالشمس تضيء في النهار، والقمر في الليل، أما جمالك ففي كل حين هاليلويا فلتكن صلاتك معنا.

أيُّها القديس مار … إنك تسكن مع الملائكة فوقاً في السماء، وتفرح مثلهم في خدور النور، في الملكوت السماوي هاليلويا فلتكن صلاتك معنا.

ليوم الأحد – الرب مجيد وعظيم جداً – عظيم هو يوم الأحد، وطوبى لمن يحفظه بإيمان، فربنا قام فيه من القبر، وخلَّص كنيسته وهي تنشد له المجد هاليلويا في كل حين.

ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب – يا ابن الله في هذا الأحد الزائل أطعمتنا جسدك و دمك؛ وفي ذلك الأحد الدائم، أهلنا لنرتِّلَ عن يمينك هاليلويا ونبصر حنانك.

للتوبة – أنشد داود الملك النبي، وقال في المزمور الحادي والخمسين: ارحمني يا الله، اغسلني كثيراً من الإثم الذي اقترفته يداي هاليلويا  و ارحمني.

تنبأ داود و قال: الرب يجبر مكسوري القلب ويشفيهم، فقلبنا كان كسيراً بسبب الخطيئة، فجبره المسيح بمياه المعمودية هاليلويا مبارك جابره.

يا ربنا ارحمنا، يا ربنا اقبل خدمتنا وصلواتنا، ولتساعدنا نعمتك التي ساندت الشهداء في جهادهم هاليلويا وقوَّتهم.

أيها الآب المحيي احرسني، أيها الابن استرني، أيها الروح القدس نجِّني من مكايد الشيطان وشرك الشرير و كمين العدو هاليلويا  و ارحمني.

للأموات – أرح يا ابن الله، الأموات الذين تناولوا جسدك، واذكرهم وأنعم عليهم بأن يطيروا إلى لقائك بوجوه بشوشة عند حلول مجيئك هاليلويا ليسبِّحوك.

القوقليون السادس – طوبى لمن غُفِرَ إثمه هاليلويا وسُترت خطاياه.

طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب ذنبه هاليلويا و ليس في قلبه غش.

لأني سكتُّ بليت عظامي هاليلويا إذ كنت أئن النهار كله.

لأن يدك ثقلت علي في الليل و النهار هاليلويا و عاد الوجع إلى صدري ليقتلني.

المجد – من الآن – اعترف لك بمعاصيَّ وذنوبي، والتمس منك أن ترحمني.

سدر التوبة – (ص45)

نشيد – في المساء، دعاك إبراهيم وهو في قمة الجبل، فأجبته يا محب البشر؛ وفي المساء نحن ندعوك، فهلمَّ لمعونتنا يا إلهنا الكثير المراحم هاليلويا و ارحمنا.

في المساء دعاك حزقيال فنجا من الجيش الآثوري، وفي المساء نحن ندعوك، فنجِّنا اللَّهُمَ من الشرير وقوَّاته هاليلويا لأنَّه يحاربنا.

المجد – تدعوك النفس والجسد فتحنَّن عليهما ما داما في المعمورة؛ وعندما ينفصل الواحد عن الآخر، فلن يستطيعا أن يشفعا في ذنوبهما في المحكمة هاليلويا فترأف بنا.

من الآن – استيقظوا إذن وصلّوا، لأنكم لا تعرفون متى يأتي الملاك، ويفصل النفس عن الجسد لتذهب إلى الديَّان و تؤدِّي له الحساب هاليلويا بعدالة.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الرب ربنا ندعوك، فهلمَّ لمعونتنا، واسمع طلبتنا وارحم نفوسنا، أيُّها الرب ربنا، يا سيد الملائكة والمستيقظين، اسمع طلبتنا وارحم نفوسنا.

في المساء عند غروب نور الشمس عن الأقطار، استنير بك أيُّها الخالق و أسبِّحك فلتكن كلمتك يا ابن الله سراجاً لقدميَّ، فأستنير بها عوضاً عن الشمس، وأسير بموجبها.

في المساء، أدوا الشكر عوضاً عن المحرقات؛ وليؤدي الشكر كل من له فم ونطق و لسان، عوضاً عن الخلائق الصامتة.

في وقت المساء، تسبِّحك رعيتك لأنك مثل القربان ذُبحتَ عنها في المساء، وهي تنشد المجد لك لأنك بالصليب سقيتها دمك؛ وهي تلتذ بجسدك ودمك، فالحمد لك.

المساء اختطفني وتحت حراسة الليل وضعني، فيا ربنا كن لي شمساً في المساء لأسير فيها.

ويقولون: يا ربنا يسوع المسيح – لا تغلق يا رب باب مراحمك في وجهنا (ص31).

ستار الاثنين

المزمور 4 – لما دعوتك (ص32).

المجد – من الآن – مبارك من وهبنا للهدوء مساءً، للراحة ليلاً، فيستريح العمَّال المتعبون، ويصعدون التسبيح للآب الذي جبلنا بحنانه، وللابن الذي افتدانا بصليبه، وللروح القدس.

سدر التوبة (ص45)

نشيد – إني أتطلَّع إلى بحر عفوك، أيها الإله الابن الوحيد، فقد كثرت ذنوبي وتفاقمت نقائصي، فبزوفاك النقية انضحني، وبدموع مقلتيَّ اغسلني؛ يا رب ألتمس منك بمحبة والدك، ألا يستهزئ بي مبغضيَّ، بل فليفرح الملائكة بالخاطئ الواحد الذي يتوب عن ذنبه ويقولوا: مبارك الرب، فبابُهُ مفتوح للتائبين هاليلويا في الليل والنهار.

اللَّهُمَّ انظر إلى ضعفي، فقد أخطأت كثيراً وأبغضتك، ولا أعلم بمن أعتصم؛ راجعت الأطباء فوصفوا لي أدويتهم، والجرح أليم، وليس من يضمِّدُه.

بلغني أنك طبيب ماهر، وأن لديك أدوية عديدة، وإنَّ من يدنو منك ينال العلاج، فمحبة الآب والدك، وبصلاة والدتك هاليلويا اغفر لي آثامي.

المجد – كم كان صوت الخاطئة عذبًا حين قالت للعطَّار: أعطني زيتاً وخذ ثمنه ذهباً؛ أعطني زيتاً فاخراً لأمزجه بدموع عينيَّ، وأمضي فأمسح بكرً العلي، وإني متَّكلةٌ على الله، بأنَّ الزيت الذي آخذه منك، سيغفر لي ذنوبي وخطاياي. وبعدما حملت الزيت وانصرفت، رأى الرب إيمانها هاليلويا فغفر لها ذنوبها.

من الآن – لا يا رب لن أموت في خطاياي، فمنذ الآن أُقدم لك دموع مقلتيَّ رشوة تحبُّها. لا أضحِّي لك بالثيران والحملان، ولا بالجداء واليمام ولا بفراخ الحمام، بل بنقطتين من عينيَّ على غرار الخاطئة في بيت شمعون، فاقبلها وارحمني. فبمحبة الآب والدك، وبصلاة والدتك هاليلويا  اغفر لي آثامي.

طلبة مار أفرام – يا ربنا ارحمنا، يا ربنا اقبل خدمتنا، وأرسل لنا من كنزك، الرأفة والرحمة والغفران.

عندما تؤدي الصلاة، اجمع جيداً ذهنك، واضبط أفكارك، وضمَّهم إلى قلبك.

لا تكن بالجسم قائماً، وقلبك في الأعمال تائهاً، بل فلتكن البيعة جسمك وليكن الهيكل المجيد ذهنك.

استعض عن المجمرة بفمك، وعن عطر البخور بشفاهك، وليكن لسانك الخادم الذي يرضي الله.

يا سيد الكل إن مجدك أعظم من كل الممجدين، إنك أحببت طبيعتنا، فالمجد لك لأنك افتديتنا.

يا سامع الصلوات ومجيب الطلبات، اسمع صلاتنا وارضَ عنَّا و استجب بمراحمك سؤلنا.

ثم – قورياليسون، قورياليسون، قورياليسون (يا رب ارحم).

ثم – المزمور 91 – الساكن في ستر العلي (ص32).

ثم يردف المترأس ويقول: المجد للآب والابن والروح القدس، هاليلويا هاليلويا هاليلويا، من الآن وإلى أبد الآبدين، آمين.

ويتبعه الخورس ويقول: الساكن في ستر العلي (ص33).

ليل الاثنين

صلاة النهوض (ص36) والمزمور 113 – باركوا الرب يا جميع عبيد الرب (ص36).

نشيد النهوض – أيقظنا وأقمنا من رقاد الفتور لنمجِّد جلالك، أيُّها الرب الإله.

أيقظتني مراحمك لأسبِّحك في منتصف الليل، فهبني مغفرة الخطايا أيُّها الرب الإله.

في الليل تذكرت اسمك المسجود له و القدوس، فقمت لأشكرك وأحمدك يا محب البشر.

تذكَّرت أيضاً أنَّ الملائكة لا يرقدون قط، فقمت نظيرهم لأسبِّحك يا محب البشر.

تذكَّرت أني أخطأت، ففاضت دموعي ندامةً، فأفض عليَّ مراحمك يا يسوع يا مخلص العالم.

آثامي كثيرة، وهي تحدق بي في الدينونة، فأفض عليَّ مراحمك و اغفر لي كلَّ ما أخطأت إليك.

أذنبتُ يا ربُ ولم تنتقم مني، وتبتُ واقتبلتني، فأفض عليَّ مراحمك واغفر لي كلَّ ما أخطأت إليك.

يا من يسمع ولا يهمل، ويجيب وينقذ وينجِّي، تحنَّن عليَّ بنعمتك واغفر لي برحمتك.

مثلما غفرت ذنوب تلك الخاطئة في منزل شمعون، اغفر لي ذنوبي أيُّها الرب الإله.

في أورشليم العليا وفي كنيسة الأرضيين، أذكر يا ربُ عبيدك الذين رقدوا على رجائك.

المجد – من الآن – سبحانك يا ربنا، فالملائكة لا يقدرون أن ينظروا إليك، وأما آدم الترابي فيحملك على يديه بوقار.

القومة الأولى لوالدة الله

الردّة – تصرخ عظامي من القبر: إن مريم ولدت الله! وإذا خامرني ريب فليرذلني الحق. وإذا حصل تبديل في لساني فليرموا بي في جهنم مع يهوذا.

سدر والدة الله – (ص46)

نشيد – صارت إحدى بنات آل داود المدعوة مريم، مركبةً، فحملت حامل البرايا؛ ويبدو لي أنها أعظم بكثير من المركبة التي شاهدها حزقيال؛ لهذه وجوه و عجل ناطقة؛ ولمريم فم يرتِّل المجد للرب هاليلويا فلتعضدنا صلاتها.

يا والدة الله البتول، إن ذكرك هو للبركة، فأجيبي سؤل البعيدين والقريبين، وأعطي الشفاء للسقيم، واستمِّدي القوة للمتضايق، واطردي الشرير ممن يعذِّبه، ولتكن المراحم علينا بصلاتك وطلبتك هاليلويا ولتعضدنا صلاتك.

المجد – فليغبِّط مريم كل من له فم ولسان ونطق، فهي تستحق الغبطة؛ فالطوبى لها لأنَّها أصبحت حقلاً مباركاً نبت فيه سنبل الأفراح؛ والطوبى لها لأنَّها أضحت مركبة؛ وأضحت ركبتاها عجلاً، فحملت في الحشا الجسدي مخلِّص العالم هاليلويا فلتعضدنا صلاتها.

من الآن – ماذا اسمِّيك يا بنت داود؟ لا أعلم! وباي اسم أُكنِّيكِ يا مريم؟ لا أدري! أسمِّيك بتولاً؟ وابنٌ يرضع منك! أسمِّيك أُمَّاً؟ وبكارتك ثابتة! إنِّي أدعوك والدة الله لكي يخزى الباحث المدقِّق الذي يريد أن يتطاول على ولدك هاليلويا محروم من ينتقده.

طلبة مار يعقوب – صلاتك معنا يا مباركة، صلاتك معنا، الرب يسمع صلاتك ويغفر لنا، يا ممتلئةً رحمةً، تضرعي إلى ذي الرحمة، والتمسي منه أن يرحم النفوس المسترحِمة.

اليوم انتدبتني بتول الأقداس لأتحدث عنها، فلننقينَّ سمعنا لخبرها البديع لئلا ندنِّسه. فهي السماء الثانية التي حلَّ سيِّد الأعالي بحشاها، وأشرق منها ليبدِّد الظلام عن الأقطار.

فمي عاجز عن وصف الطاهرة الوديعة، الممتلئة كمالاً وقداسةً، المباركة في النساء، لأنها كانت سبب زوال اللعنة عن الأرض وسبب إبطال الحكم المبرم.

صارت الابنة الصغيرة أمَّ ابن الله، ووهبت الغنى للعالم المحتاج إليه لكي يحيى به، وصارت السفينة التي أقلَّت السعادة والكنوز من الآب، وأقبلت بالثروة وأفرغتها في مكاننا المقفر.

المجد للآب الذي اصطفى مريم أماً لابنه، والسجود للابن الذي حلَّ بحشاها وقدَّسه، والشكر للروح الذي بجَّل يوم ذكرها وعظَّمه، والمراحم علينا بصلواتها في كل حين.

بصلوات تلك التي حملتك تسعة أشهر، أقص عنا يا ابن الله قضبان الغضب ثم – مبارك مجد الرب من مقامه إلى الأبد (ص 36) وأبانا الذي في السماوات إلخ …..

القومة الثانية للقديسين

الردَّة – أنتم جبابرة، لأنكم انتصرتم على ملوك الأرض، لا بالرماح المسنونة ولا بالسيوف الحادة، بل دحضتم ضلال الأبالسة بقوة الصليب.

سدر القديسين (ص45)

نشيد – نذكر موسى رئيس الأنبياء، وشمعون هامة الرسل، وبولس المهندس الذي كتب لنا في رسالته إلى أهل روما: أن نشترك في ذكر القديسين الذين أحبوا الله من كل قلوبهم؛ ولتكن المراحم علينا بصلاتهم وطلبتهم هاليلويا ولتعضدنا صلاتهم.

موسى رأس العهد القديم، وشمعون رأس العهد الجديد؛ والاثنان متشابهان؛ والله حلَّ بهما؛ موسى أنزل لوحي الناموس وشمعون اقتبل مفاتيح الملكوت؛ موسى بنى تابوت العهد، وشمعون بنى البيعة؛ فالمجد لك يا رب من العهدين القديم والجديد هاليلويا ولتعضدنا صلاتهما.

المجد – يوحنا بشير الحق، واسطفانس وثاودوروس الجليلان، وجرجس الشهيد، وسركيس وباخوس الخادمان الأمينان، ومار قرياقس ويوليطي أمه وشموني الأم المباركة وبنوها السبعة، والشهداء القديسون الأربعون، ومار …. المختار هاليلويا ولتعضدنا صلاتهم.

من الآن – لا يستطيع الشرير المكَّار أن يغيِّر علامات الشهادة الحقيقية الثلاث: فيوحنا قتل بسيف هيرودس، واسطفانس بالرجم بالحجارة، ومار جرجس الشريف بين العجلة والسيف؛ ولتكن المراحم علينا بصلاتهم وطلبتهم هاليلويا و لتعضدنا صلاتهم.

طلبة مار أفرام – يا ربنا ارحمنا، بصلاة خدَّامك، بصلاتهم وطلبتهم ارحم نفوسنا.

تنبَّأ الأنبياء عنك، وبشَّر الرسل بظهورك، ومات الشهداء حباً بك، وهم يضرعون لأجلنا إليك، فارحمنا.

يا مخلصنا، اذكر الأنبياء والرسل الشهداء، والأبرار والقديسين، واعضدنا بصلواتهم.

أيُّها القدِّيسون، ابتهلوا معنا إلى ذلك الذي أتممتم مشيئته، لكي يزيل عنَّا ويبطل ضربات الغضب وقضبانه.

أيُّها الأنبياء والرسل الشهداء، المجد للقوي الذي قوَّاكم، فقد غلبتم وتشرَّفتم بعلامة الصليب العظيمة.

يا ربَّنا ارحمنا، بصلاة خدَّامك، بصلاتهم وطلبتهم ارحم نفوسنا.

ثم – مبارك مجد الرب إلخ (ص36) و أبانا الذي في السماوات إلخ ….

القومة الثالثة للتوبة

الردّة – يا إخوتي، هلمُّوا نسترحم، طالما لنا زمان للاسترحام. ففي هذا العالم الفاني، مجال للتوبة؛ وأما في العالم الباقي، فلا توبة ولا ابتهال.

سدر التوبة(45)

نشيد – يا رب يشكرك عبيدك هاليلويا – في الليل نقوم ونشكر ابن الله؛ ففي الليل يصير الصراخ الذي يؤذن بمجيئ الرب، فيخرج الأبرار والصدِّيقون، والأنبياء والرسل والشهداء القديسون، ويدخلون معه الجنة المفعمة مسرَّات، ويرثون الملكوت والحياة، ويرتِّلون له الحمد هاليلويا المجد لك يا رب.

ويباركك قدِّيسوك هاليلويا – اللَّهُمَّ لم يمرَّ بي يومٌ إلَّا وذكرتك فيه على مضجعي، وقد فكرت بك في الليالي لأنَّك مخيفٌ جداً؛ سمعت صوت دانيال يقول: نهرُ نارٍ يجري أمامك، فالويل، لي لأنَّ آثامي غفيرة، وسأمرُّ به إذا لم تشفع فيَّ نعمتك. فلتكن مراحمك عليَّ هاليلويا في هذا العالم وفي الآتي.

المجد – في منتصف الليل، قام داود ليشيد بعجائب الله وأحكام العلي؛ تطلَّع إلى السماء فرأى الرقيع والكواكب وجمال دورانها؛ أبصر الهدوء والسكينة في المخلوقات، فامتلأت نفسه دَهشَاً، فشكرك يا رب هاليلويا لأنَّه شاهد عجائبك.

من الآن – تضرَّعت إلى الله وسألته واحدةً، فيا مخلِّص العالم لا تحرمني من الثاينة. في هذا العالم نجِّني من الشرير، وفي العالم الآتي من القضاء الرهيب، واسترني تحت أكناف الشهداء أحبائك، لأشيد معهم في الليل والنهار بمجدك هاليلويا هاليلويا.

طلبة مار بالاي- أيُّها المتحنِّن على الخطأة، تحنَّن علينا يوم الدينونة، واغفر لنا ذنوبنا بوفرة نعمتك، أيُّها الحنَّان، المتضايقون يقرعون بابك: فاستجب بحنانك سؤلهم، بابك هو باب الرحمة، يا يسوع المملوء رحمة، فمن يدخله وعليه الآثام، يخرج منه وعليه المراحم، أبانا الذي في السماوات، نتضرع إليك، فاقبل خدمتنا وارحمنا، المجد لمن قال: ادعوا فأجيب، واقرعوا فأفتح، واسألوا فأعطي، يا سيِّد العلويِّين ورجاء السفليِّين، اقبل خدمتنا وارحمنا.

هاليلويا، هاليلويا، هاليلويا، المجد لك يا الله (3)

أيُّها الإله الحنَّان، تحنَّن علينا بمراحمك.

بالقرابين وبالصلوات نذكر آباءنا(ص37)

السدر العمومي(ص44) – قالت مريم: تعظم نفسي الرب(ص37)

ثم أبيات التعاظيم – ما أطيب وما ألذ (ص37) – أيها النائمون: استيقظوا وانتصبوا وسبِّحوا: سبِّحوا الرب من السماء (ص38).

المجد – من الآن – المجد للثالوث، المجد للثالوث، نمجِّد الثالوث الممجَّد الأزلي والأبدي، وفي كل الأوقات يليق بك المجد يا الله.

ثم رتبة القديس – فطلبة مار يعقوب:

أيُّها الرب ربنا ندعوك، فَهلمَّ لمعونتنا، واسمع طلبتنا وارحم نفوسنا.

أيُّها الرب ربنا، يا سيِّد الملائكة المستيقظين، اسمع طلبتنا وارحم نفوسنا.

استيقظ داود في منتصف الليل ليسبِّح الله ويشكر آياته، فيا أيُّها العاقل، قم أنت أيضاً في منتصف الليل، وأنشد بفرح مزامير داود.

لن يتسلَّط الليل ولا الظلام على المرء الذي يستيقظ في الليالي للتسبيح، فالذي يسبِّح الله في الليالي، يكون له الليل الذي يستيقظ فيه للتسبيح نهاراً.

اللَّهُمَّ، أستنير بك لأنَّك نهار حبيبك؛ اللَّهُمَّ أنت النور فأنر عينيَّ لأبصر حنانك. طريق العالم مشبوكة ومليئةٌ بالمعاثر، ولن تعثر رجل من يمشي معك لأنَّك نهار.

ملائكة العلى الذين لا ينامون قط، يسبِّحونك يا رب عوضاً عن الأرضيين الذين أسكتهم رقاد الليل؛ يسبِّحك البحر، وتسبِّحك اليابسة ويسبِّحك الهواء، فيا من تمجِّدك خلائقك، المجد لك.

اللَّهُمَّ استجبنا، اللَّهُمَّ استجبنا وارحمنا، واعد قلوب البشر إلى التوبة.

ثم تسبحة الملائكة – مثلما يسبِّح الملائكة ورؤساء الملائكة إلخ (ص40).

صبح الاثنين

صلاة الابتداء (ص41) – المزمور 51: ارحمني، الله (ص41).

والمزمور 63: إلهي أنت إلهي(ص42).

نشيد – أيُّها الملك السماوي بكَّرتُ عليك وسجدت أمام منبرك، فاغفر لي كلَّ ما أخطأت إليك.

يا محب البشر، قمت في الصباح لأعترف لك بجهالاتي فاغفر لي كلَّ ما أخطأت إليك.

أيُّها الصالح الجواد، أبتهل إليك وأتوق إلى حنانك، فاغفر لي كلَّ ما أخطأت إليك.

ألوذ بالمراحم التي بعثت بك إلى جنسنا الضعيف، فاقبل خدمتنا، وأجب بعطفك سؤلنا.

اللَّهُمَّ أنقذت شمعون من عباب البحر، فأنقذ بيعتك من الشقاق والخصومات.

أيُّها النور وابن النور، أيُّها الساكن في النور والحالِّ به، أهلني إلى ذلك النور الذي لا يدركه الظلام. في الصباح، تبتهج المعمورة بالنور، فيقوم كل ساكنيها ويرتِّلوا الحمد والمجد.

عاينت المعمورة نورك فاغتبطت وقد كانت حزينة، وهي تنشد لك مع بنيها المجد إلى الأبد.

اللَّهُمَّ أذنبتُ ولم تنتقم مني، وتبت واقتبلتني، فأفض عليَّ مراحمك، واغفر لي كلَّ ما أخطأت إليك. يا باعث بني آدم، تناولت جسدك فغُفرت ذنوبي بدمك، فلا تدعني في الجحيم. في أورشليم العليا وفي بيعة الأرضيين، إصنع اللَّهُمَّ ذكراً لعبيدك الراقدين على رجائك.

المجد – من الآن- يا ربنا المجد لك، ففي السماوات وعلى الأرض مجدك، والسماويون والأرضيون يمجِّدون اسمك.

المزمور 113 – المجد لباري النور – سبِّحوا يا عبيد الرب (ص42).

المزمور 148 – سبِّحوا الرب من السماء(ص38).

المجد – من الآن – أفواه الملائكة تترنَّم بالمجد، فأيقظني يا رب لأشيد بمجدك في الصباح. فتحت شفتاي للتسبيح والشكر، فيا ربي وإلهي ارحمني.

السدر العمومي(ص44)

نشيد البخور – اللَّهُمَّ استجبني واسمع صلاتي هاليلويا- اقتبل بخورنا مثلما اقتبلت البخور الذي قدَّمَه هارون لك، وتلذَّذ بخدمتنا مثلما تلذذت بطلبة أهل نينوى؛ وكما استجبت يونان في البحر، استجب عبيدك الصارخين إليك.

وصراخي إليك يأتي هاليلويا- ليكن لعطر البخور الذي قدَّمناه لاسمك القدوس، رائحة ذكية فيطمئن إليها خاطرك؛ وارتضِ بنا في عطفك يا إلهنا الكثير الرحمة.

المجد- المجد لغزارة نعمتك، يا يسوع الرحيم؛ فقد تدفَّقت موهبتك على العالم طرَّاً، وخلَّصت من الغضب أهل نينوى الصارخين إليك.

من الآن- تلذَّذ بعطر بخورنا مثلما تلذذت ببخور هارون، وبالبخور الذي قدَّمه فنحاس وصدَّ به الموت عن الشعب.

لوالدة الله- أيُّها العلي الذي ينعم بالمجد على الكرسي المتعالي، وقد طاب له أن يتجسد في حشا المباركة، أحلَّ أمنك وسلامك بأربعة أقطار المسكونة.

طار الملاك وهبط من بين صفوف الناريين، وقَدِمَ الناصرة ووصل إلى مريم، وبشَّرها وقال لها: السلام عليك، الرب معك، ويشرق منك المخلِّص.

كما حلَّت النار بالعليقة دون أن تحرقها، هكذا انحدر الله وحلَّ بالعذراء؛ طاب له أن يولد منها دون أن يفضَّ ختم بكارتها.

طوبى لك يا بنت داود، البتول القديسة، فقد استحققت أن تكوني أمَّ ابن الله، ولذا عظَّم وكرَّم ذكرك ههنا وفوقاً في السماء.

للقديسين – يا سيد الجميع، بصلوات الأنبياء أحبائك، وبتوسلات الرسل الذين نادوا ببشارتك، أحلَّ أمنك وسلامك بأربعة أقطار المسكونة.

لبس الشهداء القديسون القوة الإلهية، وانحدروا لمحاربة الملوك الكفرة، فاخترقوا صفوف الأعداء، وفازوا بإكليل النصر.

احتقر الشهداء مقتنيات العالم الزائل، وكفروا بالآباء والأخوة، والجنس والعشيرة، وأحبُّوا الموت من أجل يسوع، فذكرهم مشرَّف.

عاين الشهداء المسيح على الصليب معلقاً، وجنبه بالحربة مطعوناً، وقد جرى منه دم وماء، فأسرعوا يشجِّعون بعضهم بعضاً ويقولون، هلمُّوا نموت من أجل ربنا.

للتوبة- بنورك نعاين النور، يا يسوع يا ذات النور، أنت النور الحقيقي ومنير البرايا، أنرنا بنورك البهي، يا ضياء الآب السماوي.

أيُّها البار القدوس، الساكن في ديار النور أبعد عنا الأهواء القبيحة والأفكار الرديئة، وهبنا أن نعمل أعمال البر بطهارة القلب.

أيُّها الإله، يا من اقتبل حمل هابيل الوديع، وتقدمة نوح الصدِّيق وذبيحة ابراهيم، تقبل بخورنا وصلاتنا، وأجب بمراحمك إلى سؤلنا.

أيُّها الخطأة، هلمُّوا نبتهل ونستمد الغفران، فباب الرحمة مفتوح لمن يقرعه. فكل من يسأل ينال، ومن يطلب يُعطى.

للأموات – اللَّهُمَّ اصنع ذكراً صالحاً للموتى المؤمنين، الذين أكلوا جسدك المقدس، وشربوا دمك الحي، وأقمهم عن يمينك يوم ظهور جلالك.

اللَّهُمَّ ارحمنا واعضدنا.

صلاة العطر(ص42)

نشيد ما بعد البخور- الأغنياء والفقراء معاً- في الصباح، أبادر إلى الصلاة مثلما بادر ابراهيم إلى المحرقة؛ وفي الصباح العظيم المقبل نرى المسيح فيقول لنا: هلمُّوا بسلام أيها الفعلة الصالحون النشيطون؛ هلمُّوا رثوا الملكوت والحياة الدائمة.

هم يزولون وأنت باقٍ – مضى الليل كما كُتِبَ، ودنا النهار واقترب، فاستيقظوا يا إخوتي، وانهضوا وصلّوا طالما لنا الزمن، وقد قال ربنا في بشارته: أُجيب من يدعوني، وأفتح لمن يقرع، فتحلَّ به الرحمة.

المجد – سبحان الثالوث الذي سيديننا، سبحان الثالوث الذي يغفر لنا ذنوبنا، سبحانك يا الله، فالظلام لن يدرك كل من يؤمن بك لأن نورك مستقرٌ به.

من الآن – إن الله روح، ويريد ساجدين له بالروح، فطوبى لمن يسجد له بالروح؛ سجد له الأنبياء بالروح، وسجد له الرسل بروح القدس، وتسجد له البيعة وبنوها بالروح والحق.

لوالدة الله – من الآب: أشرق لنا الرب؛ ومن بنت داود: أشرق المخلِّص؛ ومن بيت لحم: أشرق خبز الحياة للأمم التي آمنت به؛ فمسجود الآب الذي أرسل ابنه، ومباركة مريم والدته، والطوبى للبيعة التي اقتبلته، وهي تنشد له المجد.

مررت ببيت لحم، وسمعت صوت مريم، وهي تناغي ابنها في المغارة وتقول له: الطوبى لي يا بنيَّ، لأني صرت أمك! الطوبى لي، لأني أرضعتك الحليب! وإذا لا تومئ إليَّ وتسمح لي، فلن أدنو منك.

القبائل والشعوب بأسرها تغبِّطُ مريم، لأنها استحقت أن تكون أمَّ ابن الله؛ أشرق منها دون أن يمس الأختام التي تقي بتوليتها؛ وها إن يوم ذكرها مكرَّمٌ في السماء وعلى الأرض.

تشبه البتول القديسة والدة، الله الجوهرة المغروسة في تاج الملك، ولا عيب فيها؛ وحيثما تتَّجِه يضيئ نورها مثل الشمس؛ وها إنَّ يوم ذكرها مكرَّمٌ في السماء وعلى الأرض.

للقديسين – بعث يسوع المسيح ربنا باثني عشر طبيباً، إلى أربعة أقطار المسكونة، وقال لهم: اطردوا الشياطين من الناس واشفوا المرضى؛ مجَّاناً أخذتم الهبة ومجَّاناً أعطوها.

سبحان ابن الله المسلَّط على البحر والبر؛ فقد اختار له أناساً بسطاء ليبشِّروا به؛ اختار بطرس من البحر، واختار بولس من مفارق الطرق، وأقامهما مُهَندِسَين للكنيسة المقدسة.

كان الشهداء المباركون صاعدين إلى أروشليم السماوية، فالتقى الروح القدس بهم وسلَّم عليهم وقال: هلمُّوا بسلام يا إخوتي وأبنائي، أبناء الجنَّة السماوية؛ هلمُّوا رثوا الملكوت والحياة الدائمة.

أيها الشهداء، تضرعوا إلى الله لأجلنا، لكي يترأَّف بنا ويرحمنا، وينجينا من الدينونة العتيدة في آخر الأزمنة، فنشاهدكم حينما تنالون إكليل النصر.

للقديسين – سعداً لك يا أبانا الطوباوي مار …. الوقور، لم يدنِّسكَ العالم الشرير بشهواته؛ فقد نجوت كالعصفور من فخاخه، وهربت إلى الصحراء فخلصت؛ وها إنَّ يوم ذكرك مكرَّمٌ في السماء وعلى الأرض.

السماء مرصَّعةٌ بالأنوار، والأرض مزيَّنةٌ بالأزهار، ومار …. المختار، مزيَّنٌ بالسيرة الحسنة؛ ستمرُّ السماء بأنوارها، وستزول الأرض بأزهارها، أما ذكر مار … المختار فدائم إلى الأبد.

للتوبة – اللَّهُمَّ نجِّنا من هوَّة الشقاء، وحمأة الفساد، والظلام الخارجي، وأهِّلنا بنعمتك عندما ترد الأوقات العصيبة المحتومة، وعندما ينال الشهداء أكاليلهم، أن نرثَ معهم ملكوتك.

سعداً لمن يقتفي الرب في هذا العالم الزائل، ومن بين المقتنى العابر، ومن بين المقتنى العابر، ويكون لله في حياته؛ فالله لا يُهمله في مماته بل يرحمه في يوم الدينونة.

لم آتِ لأجل الصديقين يقول ربنا، بل لأجل الخطأة لكي يتوبوا، وهو ذا باب الرحمة مفتوح، فتوبوا أيُّها الخطأة لتحيوا؛ فالرب يقول: لا أريد موتكم.

طوبى لمن يغفر لأخيه خطأه إذا أخطأ إليه، لأنه يدعو له هو أيضاً، فيصنع الله له رحمة. وقد قال ربنا في بشارته: طوبى للرحماء ففي يوم القيامة يُرحَمون.

للأموات – إننا نذكر آباءنا الذين علَّمونا في حياتهم، أن نكون أبناء الله في هذا العالم الفاني؛ فليرحهم ابن الله في الملكوت السماوي مع الأبرار والصديقين في العالم الباقي.

القوقليون الثاني – أنصت يا رب إلى أقوالي، وتفهَّم تأوهي هاليلويا أصغِ إلى صوت استغاثتي، يا ملكي وإلهي. لأني إليك أصلِّي هاليلويا يا رب في الغداة تسمع صوتي. وبالغداة أتأهَّب وأتراءى لك هاليلويا لأنك أنت الله ولا تروم الإثم، ولا يساكنك الشرير هاليلويا ولا يقف المتكبِّرون أمام عينيك.

المجد – من الآن – يا أبناء الآب السماوي، يا صانعي مشيئة الرب، سبِّحوه واشكروه وعظِّموه وباركوه إلى أبد الآبدين.

سدر التوبة – (45).

نشيد – في الغداة، هتفت الأبواق وسقطت أسوار أريحا، وصرخ شعب اسرائيل: الرب هو الله. وفي الغداة، ارفعوا أصواتكم يا إخوتي، ورتِّلوا المجد لله لكي يرحم العالم بأسره.

في الغداة، صلَّى دانيال في جب الأسود؛ وفي الغداة، صلَّى يونان في عمق اللجَّة؛ أنقذت يونان من البحر، ودانيال من الجب، فأنقذنا نحن أيضاً من الشرير، واقتبل خدمتنا.

المجد – سبحان الطبيب السماوي الذي انحدر من العلى إلى العمق ليشفي جنس آل آدم من أوجاعه وأسقامه، فالتقى به البرص فطهروا، والعميان فابصروا النور، ودنت منه الخاطئة، فنالت الغفران.

من الآن – الملائكة في السماء، والبشر على الأرض، يقدمون السجود والحمد قائلين: قدوس أنت يا الله، قدوس أنت يا قوي، قدوس أنت يا من لا يموت ارحمنا.

طلبة مار يعقوب – اللَّهُمَّ افتح لنا بابك الكبير المملوء مراحم، واسمع طلبتنا وارحم نفوسنا.

أنرني اللَّهُمَّ مثل النهار فأستنير بك، وأرنِّمَ في النهار وباندهاش مجدك؛ وليوقظني الصباح لأسبِّحَ لاهوتك وأجدَّ في تلاوة أقوالك.

مع نور النهار، أنر بنورك أفكارنا، واطرد ظلَّ الضلال من نفوسنا. استنارت البرايا فأنر معها قلوبنا، لكي نمجدك مع الأيام بانذهال عظيم.

يحمل الصبح مجمرة المجد ويقدمها لك، فلنقدم كلنا الحمد الواجب لك ؛ أمرت فزال عنا رقاد الليل، فأزل معه الخطيئة التي تضرُّنا وتؤذينا.

اللَّهُمَّ، الإصباح والأمسية يمجِّدونك بدورانهم، ويقدمون لك عبير هداياهم الذكي؛ والكهنة والشماسة والكنيسة بأجمعها يسبِّحون ذلك الذي أبهجنا بنوره البهي، فالمجد له

في الغداة، ينير نورك البرايا قاطبة، فأنر يا رب عقولنا لنشكر لك نعمتك،

ثم – صالح الاعتراف للرب (ص43).

الساعة الثالثة من يوم الاثنين

سدر التوبة(ص45).

نشيد – أبانا الذي في السماوات، أجبنا فإننا ندعوك، ليس لنا آب آخر يقدر أن يعضدنا؛ ولما لم نكن؛ طاب لك فخلقنا، والآن وقد أبدعتنا، فلا يفسدنا غضبك. اللَّهُمَّ علِّمنا وصاياك، لنحفظها ونحظى لديك بأعمال البر هاليلويا ونحيا فيك بالنعمة.

أثمت فاختفيت لئلا يبصرني أحد، وأما الرب فيراني عندما ارتكب المعاصي. إذا شاهدني امرؤٌ أخزى منه، وأما من الله فلا أخجل! فيا رب إنك قاضٍ وعظيم القضاة، وسيمثل الإنسان بين يديك إن عاجلاً أو آجلاً هاليلويا فأشفق علي بمراحمك.

المجد – طوبى للعبيد الصالحين حينما يأتي سيِّدهم فيجدهم مستيقظين وفي كرمه مجتهدين، فيشدُّ وسطه ويخدمهم، لأنَّهم تعبوا معه من الصباح حتى المساء؛ فالآب يُتكِئُ خدامه والابن يخدمهم، والروح القدس المعزِّي يجدل أكاليلهم هاليلويا ويضعها على رؤوسهم.

من الآن – يؤسفني أن أكون خاصَّتك بالاسم فقط، وأما بأعمالي وجرائمي فبعيد عنك؛ أتشوق إلى التوبة فتصدَّني عنها إرادتي الجامحة؛ أعلِّم ولا أتعلم؛ أسقيتُ وأمَّا أنا فعطشتُ. إنَّ الينبوع الذي شقَّه الرمح، هو يروي ظمأي هاليلويا فأحيا بنعمتك.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الرب ربنا ندعوك….، أيُّها الرب ربنا….

اللِّهُمَّ أسألك ألِّا أكون غريباّ عن معشرك، فإذا كان الإثم قد أخرجني منه فليدخلني إليه حبك الصافي؛ ترقِّبتنِي الخطيئة واثخَنتنِي ضرباً دون شفقة؛ فأنت الطبيب ضمِّد الجرح الذي يؤلمني.

اللَّهُمَّ خطئت وأتضرع الآن إليك، فاقبل طلبتي ومزِّق صك ذنوبي التي اقترفتها. إبتلعتني هوَّة الإثم العميقة، فمدَّ إليَّ يدك لأصعد منها ولا أهلك بها.

اصطادني الشرير وهو يعذبني في فخِّه، فيا أيُّها الراعي الصالح، إكسر فخَّه لأنجو من الشدَّة، واخرج في طلب الخروف الضال، ولا تدعه بين أيدي الشرير الذي يبغي حياته.

سبحانك أيُّها الراعي الصالح، يا من خلَّص قطيعه؛ فقد انحدرت من أجل الخروف الضال وأنقذته؛ مَن مِنَ المسبِّحين يستطيع أن يتغنَّى بمجدك؟ أنت المحتجب بأبيك مع الروح القدس، المجد لك.

اللَّهُمَّ استجبنا، اللَّهُمَّ وارحمنا، وأعد قلوب بني البشر للتوبة.

منتصف يوم الاثنين

السدر العمومي (ص44)

نشيد – انتصبت مريم بين الجموع، وهي تحمل ابن الله الحي، وتُرضع الرزَّاق الذي بإشارته يغذِّي البرايا بأسرها هاليلويا فلتكن صلاتها معنا.

بشَّر إشعياء في نبوءته وقال: ها هوذا العذراء تحبل وتلد ولداً عجيباً، ويدعون اسمه عمانوئيل الله هاليلويا المجد له.

المجد – تفرح السماوات والأرض بذكركم، أيُّها الشهداء المباركون والقديسون، ويبتهج الملائكة والبشر، وينشدون المجد للقوة التي حلَّت بعظامكم هاليلويا فلتكن صلاتكم معنا.

من الآن – الطلُّ الذي نزل على الآتون في أرض بابل، ونجّى الأطفال من النار، هو ينضح أمواتنا ويخلِّصهم من عذاب اللهيب هاليلويا ليرثوا الحياة.

طلبة مار بالاي – بصلاة والدتك وجميع قدِّيسيك، سامحنا يا ربنا وأرح امواتنا إلخ ….(ص50)

الساعة التاسعة من يوم الاثنين

سدر الأموات(ص44)

نشيد – اللَّهُمَّ اذكر ههنا وفوقاً في السماء، جميع الأموات الذين رحلوا عنَّا، وقد لبسوك بالمعمودية، وأكلوا جسدك وشربوا دمك، ورقدوا على رجائك؛ وأرح أنفسهم.

أيُّها الراقدون في فساد القبور، ارفعوا رؤوسكم من التراب، فقد حان للملك باعثكم أن يأتي بالمجد، وينفض الغبار عن وجوهكم ويوشحكم بالبهاء والجلال لتدخلوا خدره.

المجد – وضع نفسه سيِّد آدم وابن آدم وجابل آدم، وانحدر إلى آدم وافتقده بين الأموات، ووعد وقال: سآتي وأقيم مواتك فترجع إلى ميراثك.

من الآن – نسي آدم الصوت الذي قال له: إلى التراب تعود. وجاءه صوت آخر يقول: هلمَّ إلى خارج  مثل لعازر، اخرج من القبر وارتفع إلى العلى، فهو ذا الوقت الذي به يعود المطرودون إلى ميراثهم.

طلبة مار بالاي – يا ممتلئاً رحمةً، جدِّد في القيامة خليقتك، عبيدك والساجدين لك، الراقدين على رجائك، (ص50).

مساء الثلاثاء

صلاة الابتداء (ص30) والمزمور 140 دعوتك يا رب (ص30).

المجد – من الآن – اللَّهُمَّ أنصت إليَّ في حلمك، واستجبني واسمع صوت دعائي، ارتضِ بخدمتنا واقبل ببشاشة صلواتنا.

السدر العمومي – (ص44)

نشيد البخور – في السماء وعلى الأرض – اللَّهُمَّ اقتبل هذا البخور من أيدينا، كما اقتبلت بخور هارون الذي صدَّ الموت عن الشعب.

سبِّحوه يا جميع الأمم – ليكن البخور الذي قدَّمه عبيدك لاستمالة مراحمك، غفراناً وصفحاً عن خطايانا.

المجد – سبحانك أيُّها الابن الجالس عن اليمين، فالملائكة والمستيقظون يهتفون لك: قدُّوس قدُّوس.

من الآن – دخلت بيتك وسجدت أمام منبرك، أيُّها الملك السماوي، فاغفر لي ما أخطأت إليك.

لوالدة الله – أيَّتها البتول القديسة مريم يا والدة الله، إن فمي عاجز عن سرد خبر أمجادك.

أيَّتها العذراء مريم، إنَّ خبركِ يفوق كل وَصفٍ ونُطق، فقد صرت امَّ سيِّد البرايا قاطبةً.

أيُّتها البتول القديسة مريم يا والدة الله، إنَّ مركبة الكاروبيم لا تشبهك.

بصلوات الأم البتول التي ولدتكَ، أجز عن كنيستك ضربات الغضب وقضبانه.

للقديسين – نذكر كل حين، الأنبياء والرسل والشهداء المباركين، فلتكن صلاتهم سوراً لنا.

أيُّها الأنبياء والرسل والشهداء الذين ظفروا وتكلَّلوا، صلُّوا لكي لا نغرق في بحر الخطايا الهائج.

لمَّا مثل الشهداء بين يدي القضاة قالوا: المجد لك يا ربنا، فالمتكلون عليك لا يخيبون.

للتوبة – قال ربنا: توبوا أيُّها الخطأة فتدخلوا الجنَّة مع العريس عند ظهوره.

قلبي مستعدُ يا الله/ قلبي مستعدُ لأرتِّلَ لك المجد في الليل والنهار.

في يوم إشراق مراحمك، أنعم عليَّ وأهلني لأقوم وأسبِّحك مع الأبرار والقديسين.

فلتأتِ مراحمك وتحلَّ بجمع الساجدين لك، وتُقصي عنَّا الحروب والشقاق والخصومات.

للأموات – اللّهُمَّ أقم عن يمينك في مجيئك، جميع الموتى الذين آمنوا بالثالوث.

صلاة العطر(ص31).

نشيد ما بعد البخور – أُّيها الرب إله خلاصي – أيُّها الرب الإله، كن حارساً لنفسي فإني أسلك كل يوم بين المكايد، نج نفسي من الزلات، وخلصني بنعمتك يا محب البشر.

صرخت إليك في الليل والنهار- كن لي ملجأً أتَّقي بك سعير النار؛ ولكي لا يفاجئني اللهيب ويحرق أعضائي، انضح وجهي بندى آتون بيت حنانيا، لأحيا بنعمتك.

المجد – الحمد لك يا رب من العلويين الذين أعددتهم لتوقيرك، ومن السفليين الذين خلقتهم على صورة عزَّتك، فالسماء والأرض البر والبحر وكل ما فيهم يقرُّون أنَّك أنت مبدعهم.

من الآن – تسجد طغمات السماويين والأرضيين للآب والابن والروح القدس وتسبِّحهم، فالسر المجِّد منذ البدء هو معظَّم إلى جيل الأجيال.

لوالدة الله – طار جبرائيل على جناحي الريح، وأقبل إلى مريم وبلَّغها السلام المرسل إليها، وقال لها: الرب معك، ويشرق منك مخلِّص كل البرايا.

يا أمَّ الله، انذهل جبرائيل ببتوليَّتكِ، وكتف يديه وخرَّ وسجد لك وسلَّم عليك، فقد تبيَّن له أنَّ سيَّده حالٌّ بك، وأنَّك مثل المركبة تحملين حامل البرايا.

هتف إشعياء بن عاموص وكشف النقاب عن مولودك، أيَّتها العذراء الطاهرة، يا من ولدت النسر القديم الأيام؛ فقد ولدت ببتوليَّتكِ عمَّانوئيل الله الذي صار إنساناً.

يا أمَّ الله نلتجئ إليك كل يوم، ونلوذ بصلواتك فهي كالحصون المنيعة، فتشفعي فينا إلى وحيدك والتمسي منه أن يحل أمنه وسلامه بالأقطار الأربعة (في كل العالم).

للقديسين – مبارك من شيَّد الكنيسة على راحة يديه، وأسَّسها على الأنبياء والرسل والشهداء القديسين، وملأها من جميع الشعوب الذين جمعهم فيها، وها هم ينشدون له المجد في الليل والنهار.

مبارك من وقرَّكم، أيُّها الأنبياء والرسل والشهداء القديسون، ووضع عظامكم كالنيِّرات في البيعة المقدسة، عظَّم ذكركم ههنا وفوقاً في السماء ولتعضدنا صلاتكم.

أيُّها الشهداء المباركون الذين ماتوا من أجل فادينا، وصعد دمكم عطراً زكياً أمام منبر المسيح، التمسوا من سيِّدكم أن يحلَّ أمنه وسلامه بالأقطار الأربعة. ( في كل العالم).

انحدر الملاك إلى الشهداء القدِّيسين وشجَّعهم، فزجروا اللهيب وبدَّدوه إلى كل جهة، ولم يخافوا منه ولا من العذابات والضِّيقات لأنَّهم اعتصموا بك.

للقديس – بالسهر والصوم والصلوات ليلاً نهاراً صرتَ ما مار … قدوةً حسنةً لكل الناظرين إليك وما على الذي يبغي الاغتناء من كنز الجوَّاد المفتوح، إلَّا ان يقتدي بك.

توقِّر الكنيسة المقدسة يوم تذكارك، أيٌّها الجليل والشريف مار… المختار، فتضرَّع إلى المسيح، والتمس منه أن يحلَّ أمنه وسلامه بالأقطار الأربعة(في كل العالم).

للكنيسة – سعداً لك أيُّتها الكنيسة، فصوت ابن الله يحرسك، وأبواب الجحيم لن تقوَ عليك من الآن وإلى الأبد؛ أعطاك جسده مأكلاً ودمه كأس الخلاص غفراناً لبنيكِ.

يا أرض،  يا أرض اسمعي كلام الرب الإله، فقد أقسم لبيعته وقال: لن أدعك إلى الأبد؛ فيا أيَّتها البيعة المؤمنة، أسوارك هي دائماً إزائي، وأنا حالٌّ بك.

للتوبة – اقرع باب مراحمك لأنال الغفران؛ منعني الشرير في خبثه عن طريق الحياة، فنحن على صورتك ومثالك، فاحرسنا يا سيِّد الكل من الشرير وجنوده.

يا ضياء الآب، أنر عينيَّ لأشكر لك نعمتك، إنِّي ملقىً في الظلام، في عالمٍ مليء بالأضرار؛ مرَّ الصبح ولم أتب، عاد المساء فازدادت ذنوبي، فأشفق عليَّ بمراحمك.

قال الغني: تبَّاً للعالم الذي خدعني مراراً! أنا في بحر النار هذا، وليس من يناولني قطرة ماءٍ؛ تلاشت شهوات العالم كالحلم، وهو ذا جهنَّم تعذبني! فالويل لي لأنِّي لم أتب.

للأموات – إنَّ الصوت الذي دوى على قمة الصليب، فارتجَّت له البرايا، هو يدعو الراقدين بالمسيح، ويقيمهم من التراب؛ فيتَّشحون بحلَّة المجد، ويخرجون للقاء سيِّدهم في مجيئه الثاني.

القوقليون السادس للتوبة – باركي يا نفسي الرب هاليلويا و يا جميع عظامي اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب هاليلويا ولا تنسي جميع مكافآته فيغفر لك جميع آثامك هاليلويا ويشفي جميع أمراضك. يفتديك من الفساد هاليلويا وسندك بالنعمة والرأفة.

المجد – من الآن – يصرخ الأشرار في النار صراخ ذلك الغني، ويلتمسون الماء بالإصبع، وليس من يجيب إلى التماسهم؛ فيا أيُّها الصالح وابن الصالح: حنانك أعظم من إثمنا، فلا تسمح يا رب للنار المؤبدة أن تفسد الذين هم على صورتك.

سدر التوبة (ص45)

نشيد – مبارك من وهبنا للهدوء مساءً، وللراحة ليلاً فيستريح العمال المتعبون، ويصعدون التسبيح للآب الذي جبلنا بحنانه، وللابن الذي افتدانا بصليبه وللروح القدس.

عندما تمخر السفينة عباب البحر، يحرص الملَّاح عليها، لئلا تغرق في الأمواج فتضيع تجارته؛ فاستيقظوا يا إخوتي، وانهضوا وصلّوا لئلا نغرق في الخطيئة فنرث جهنَّم.

المجد – يا إخوتي، خذوا كنَّاراتكم ورتِّلوا المجد، كما فعل داود الملك بكنَّارته ورتَّل بالروح القدس، والتمسوا من ربنا في الصلاة، أن يحلَّ أمنه وسلامه بالأقطار الأربعة (في العالم كله).

من الآن – طوبى لمن يضع نقائصه نصب عينيه، مثل داود الملك البار والنبي الجليل الذي كان يصرخ إلى ربه: خطاياي أمامي في الليل والنهار.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الرب ربنا ندعوك، فهلمَّ لمعونتنا، واسمع طلبتنا وارحم نفوسنا. أيُّها الرب ربنا، يا سيَّد الملائكة والمستيقظين، اسمع طلبتنا وارحم نفوسنا.

سيأتي ابن الله للدينونة والحساب! ومن لا يهاب الدَّيان الرهيب الآتي؟ يدين بالنار، وعصاه من اللهيب، ويميِّز بالنار الأشرار عن الأخيار.

لن يأتي في مجيئه الثاني المقبل للصلب كما أتى في مجيئه الأول؛ أتى حينذاك وصار ذبيحة عن الأثمة، وسيأتي فيما بعد ليجري الحكم بعدل.

سيمحِّص العالم كله كما يمحِّص الذهب بالكور! وحيثما ترى النار درناً فتشرع في حرقه. فخوفاً من مجيء ابن الله يا إخوتي، فليبادرنَّ كل امرئ إلى التوبة ويعتصمنَّ بها.

المجد للآب الذي منح الابن كل السلطان، والسجود للابن الذي يدين العالمين بعدل، والشكر للروح القدس الذي لا يحابي، والمجد للطبيعة الواحدة التي لثلاثتهم.

أيُّها المسيح الملك، إنَّ عيوبي الشخصِّية بادية لك، فارحمني حينما تدينني.

ثم – يا ربنا يسوع المسيح – لا تغلق يا رب باب مراحمك إلخ. (ص31) وأبانا الذي في السماوات إلخ …

ستار الثلاثاء

المزمور 4 – لمَّا دعوتك (ص32)

المجد – من الآن – مبارك من وهبنا (ص57)

سدر التوبة – (ص45)

أيُّها القتيل الذي بموته أمات الشرير والموت – وقد أماتا آدم – أمت الخطيئة الساكنة فيَّ، فقد شئتُ فصرتُ لها عبداً. أيُّها الراعي الصالح الذي يطلب الخروف الضَّال فأعاده إلى حظيرته، اطلبني أنا الضَّال نظير الدراهم العشرة التي فقدتها المرأة فإنَّك، تجد الضائعين. وإنِّي أهتف وأقول: المجد لك وللآب مرسلك هاليلويا وللروح القدس.

أيُّها الخاطئ، لا تقنط من السير في طريق التوبة، فقد خرج ربُّك يطلبك، وسيفرح جداً إذا ذاك وجدك، فيمدُّ لك يده كما مدَّها لشمعون، ويتجاوز عن سيئاتك كما تجاوز عن سيئات الخاطئة، ويفتح لك باب الفردوس كما فتحه للِّص، ويقتبلك فيسرُّ بك أكثر من سروره  بالموجودين فيه، ويحملك على منكبيه ويطوف بك هاليلويا ويقبِّلك.

المجد – مكتوب في بشارة فادينا: إن العبد الذي يعلم إرادة سيِّده ولا يعمل بها، يضربه العدل كثيراً؛ ومن لا يعلم يضربه يسيراً، لأنه لا يعرف إرادة سيِّده؛ أمَّا نحن الذين نعرف مشيئتك ولا نمتثل لها، فلتسلِّمنا إلى العدالة وهي أقسى من ملوك الأرض. ففي عفوك نجِّني كما نجَّيت داود من شاول هاليلويا وارحمنا.

من الآن – العالم بحر، وكل أمواج الشر والإثم تتخبَّط فيه؛ فيا ربنا، يا ربنا اعضدنا كما عضدت تلاميذك، فإننا نهلك. وبما أن سفينتنا شارفت الغرق، فَلندعونَّ يسوع الملَّاح الأمين، ليزجر عنَّا الأمواج المبيدة، ويكون لنا بحنانه ربَّاناً حكيماً، ويوصل سفينتنا إلى الميناء المفعم راحةً هاليلويا فنؤدِّي الشكر لاسمه.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الرب ربنا ندعوك، أيُّها الرب ربنا.

الخاطئ محبوب إذا ما ابتلَّ وجهه بالدموع، وأنسدَّ فمه بالبكاء المرير الأليم؛ وليست الحجارة الكريمة أحبَّ من القطرات التي تذرفها عيون التائب.

ولربما تقول: لماذا تطلب البكاء مني؟ فاسمع ربنا لمَّا يقول: طوبى للباكين! فاللبيب يقدِّر جيداً سبب البكاء؛ ولو لم يتأمل المرء بعيوبه لما بكى عليها.

إذا أحببت أن ترسم رسم التوبة، فألوانها الزاهية لا تُجبل إلا بالدُّموع؛ فالدُّموع هي عيد التوبة الكبير؛ فأحضر الدَّمع، وتعالَ خذِ الْغُفران.

المجد للآب الذي يزيل عنَّا الغضب بالتوبة، والسجود للابن الذي يصفح عن الذنوب بالدموع، والحمد للروح الذي يفرح بالدموع السائلة؛ والمجد للطبيعة الواحدة التي لثلاثتهم.

اللَّهُمَّ استجبنا، اللَّهُمَّ استجبنا وارحمنا، وأعد قلوب البشر إلى التوبة.

ثم – الساكن في ستر العلي (ص32).

 

ليل الثلاثاء

صلاة الابتداء (ص36) – والمزمور 133 – باركوا الرب يا جميع عبيد الرب (ص36).

نشيد النهوض – أيُّها الخاطئ، استيقظ طالما لك زمان للتوبة، وغسِّل أدناسك بالدموع وبيِّضها بالحسرات.

أيُّها الخاطئ، لا تهمل التوبة فربُّك يحب التائبين، وهو يعفو عن جهالاتك. إذا شيتَ أن تُغفر لك خطاياك سريعاً، فاصرخ إلى الله نادماً، وهو يعفو عن جهالاتك.

يا ربنا: النفس والجسد يبتهلان إليك نادمين، ويهتفان بحرارة قائلين: المجد لك يا سيَّد الكل.

أيُّها الرب الجبار، يا من خلَّص بني البشر من عبودية الخطيئة، المجد لك يا سيَّد الكل.

يمين الرب التي شقَّت البحر أمام الجموع، هي تفتح باب الرحمة لصلاتنا وتوسِّلنا.

أيها المسيح الملك، في اليوم الذي به نتفتح أبواب جنَّتك، أعطني في جودك ثياباَ تليق بالمأدبة يا سيَّد الكل.

يا ديَّان الكل، في اليوم الذي به تعدُّ كرسي عظمتك، لتدين العشائر والقبائل، تحنن عليَّ وارحمني يا سيَّد الكل.

يعتريني الخوف من الآثام القبيحة التي اقترفتها؛ فيا الله، يا محب البشر أشفق عليَّ في حنانك.

انزل أمواتنا في ظلال النور مع قدِّيسيك، حيث لا يملك لا موت ولا  ألم ولا حزن.

المجد – من الآن – نرفع إليك الحمد تكراراً و الشكر حميماً ونهتف: المجد لك يا سيَّد الكل.

القومة الأولى لوالدة الله

الردَّة – انتدبتني البتول لأروي خبرها، وإنّي متحيِّر! فيا ابن الله أعطني نطقاً، واغنِ كنَّارتي من موهبتك لكي أرسم لوالدتك صورةً في غاية الحسن.

سدر والدة الله (ص46)

نشيد – في السماء وعلى الأرض هاليلويا – أيَّتها الطوباوية، ما أبهى يوم تذكارك وما ألذَّ يوم عيدك في الأقطار كلها. فالبيع والأديار يرتِّلون الحمد، ويفرح البحر والبرُّ، ويرفعون المجد لله الساهر الذي أيقظنا من رُقادِنا، وأهَّلنا في عيدك لنرتِّلَ له. فأفواهنا قاطبةً تؤدي له الشكر في السماء وعلى الأرض.

والملكة عن يمينك هاليلويا – يا مريم! اسمك مشرَّف في الأقطار الأربعة؛ ومن ترى لا يجِّل ذكرك طالما المسيح عظَّمك، يا أرضاً مقدسة نزل الملك إليها وحلَّ بها، يا سماءً جديدة حملت الإله الكلمة، وضمَّت بذراعيها اللهبة، وأرضعت النار الآكلة. فمباركٌ هو الغير المتناهي الذي شاء وتناهى.

المجد – أيَّتها العذراء مريم، شبَّهك موسى بالعليقة، وحزقيال بالباب المغلق الذي يدخله الله؛ وجبرائيل سلَّم عليك في آخر الأزمنة؛ فالله الكلمة شاء فتجسَّد منك. فسبحانه لأنَّه اتضع إلى هذا الحد، وسبحانه لأنَّه صار إنساناً، وسبحانه لأنه خلَّص بيعته وهي تنشد له المجد.

من الآن – أيَّتها العذراء النقية والقديسة، يا أمَّ العلي وفخر المسكونة، قد شاء كلمة الآب فتجسَّد منك، وولد من طهارتك وحفظ بتوليتك، فالطوبى لأنَّه بواسطتك استؤصلت لعنة أمنا الأولى وحصلنا على  الخلاص، فلتعضدنا صلاتك.

طلبة مار يعقوب – صلاتك معنا يا مباركة، صلاتك معنا؛ الرب يسمع صلاتك ويغفر لنا. يا ممتلئة رحمة، تضرعي إلى ذي الرحمة، والتمسي منه أن يرحم النفوس المسترحِمة.

من هي العذراء الواقفة بين أجيال العالم، تمنع الظلام من أن يخيم على أرجائه؟ هي مريم! النهار مرسوم على محياها؛ وعندما تتكلَّم، تشرق الشمس من شفتيها.

تكلَّمي تكلَّمي يا مريم! ويستحسن أن تتكلمي. إنَّ كلام فمك يشبه كلام جبرائيل. قالت مريم: الطوبى لي لأنِّي ولدتُ الملك، وصرت مربِّيةً لملك الملوك.

هي المنديل الذي رشَّ الحياة في طريق العالم؛ وهي تتضرَّع إلى الله، وتقدِّم له صلواتنا؛ وهي تقول لربِّها وابنها وإلهها: أشفق على العالم فقد احتملت الآلام لأجله.

تتغنى طغمة آل جبرائيل بحمدك، وقد تراءت لنا بنت داود أكثر عدداً منها؛ والساهرون والبشر الذين على الأرض يسبِّحون الابن الذي أشرق من طهارتها: فلتكن صلاتها معنا.

بصلوات تلك التي حملتك تسعة أشهر، أقصِ عنَّا يا ابن الله قضبان الغضب. ثم – مبارك مجد الرب(ص36) – وأبانا الذي في السماوات إلخ …

الردّة – مباركة هي القوة التي قوَّت الشهداء المباركين؛ ومبارك مَن كرَّم يوم وفاتهم، وعظَّمهم في الأقطار الأربعة؛ ومبارك مَن زرع حبَّه الكامل في أذهانهم.

سدر القديسين (ص45)

نشيد – أجل، أيُّها الرب الحنَّان، لماذا شاهدتَ عبيدك الأبرار المضطهدين، ولم تكترث بهم؟ فقد نُشر أشعياء بالخشب، ولوحق داود، وطُرحَ دانيال في الجب، وقُتِل يوحنا، وذُبِح زكريا أمام مذبح القدس، وشموني وبنوها في المحكمة؛ فيا مَن ينتقم للمظلومين أشفق علينا وارحمنا.

يا إخوتي، هلمُّوا نتأمل في الفعلة الذين استخدمهم ابن الملك في كرم أبيه. ففي غداة اليوم استخدم هابيل وشيث؛ وفي الساعة الثالثة: ابراهيم واسحق ويعقوب؛ وفي الساعة السادسة استخدم الأنبياء؛ وفي الساعة التاسعة: الرسل والشهداء؛ وفي الحادية عشرة اللص؛ فلتعضدنا صلاتهم.

المجد – لمَّا دخل الشهداء المحكمة كانوا لابسين سلاح الروح، وقد ألبسهم إياه المصلوب وقد ألبسهم إياه المصلوب، وكانت أذهانهم راسخة في الإيمان؛ رأوا الشدائد والضيقات ولم يرهبوا ويجزعوا، انتصروا في الأرض وفي السماء وصاروا سوراً لنفوسنا، فيا يسوع المفعم رحمة استرنا في كنفهم.

من الآن – أيُّها الشهداء القديسون، اقتنيتم أجنحة الإيمان الذي لا يُقهر، وطرتم في الهواء؛ وعوضاً عن العالم ابتذلتم، دخلتم العُلى؛ وعوضاً عن المراتب والسلطات، ورثتم الحياة؛ فمن يستطيع أن يسرد أخباركم؟ الروح القدس حالٌّ بعظامكم، والملوك يسجدون لكم، فسبحان من اصطفاكم.

طلبة مار أفرام – يا ربنا ارحمنا بصلاة خدَّامك. بصلاتهم وطلبتهم ارحم نفوسنا. تنبأ الأنبياء عنك، وبشَّر الرسل بظهورك، ومات الشهداء حباً بك، وهم يتضرعون لأجلنا إليك، فارحمنا. يا مخلِّصنا، اذكر الأنبياء والرسل والشهداء والأبرار والقدِّيسين، واعضدنا بصلواتهم. أيُّها القديسون، ابتهلوا معنا إلى ذلك الذي أتمم مشيئته، لكي يزيل عنَّا ويبطل ضربات الغضب وقضبانه. أيها الأنبياء والرسل والشهداء، سبحان القوي الذي قوَّاكم، فقد غلبتم وتشرفتم بعلامة الصليب العظيمة.

يا ربنا ارحمنا، بصلاة خدامك، بصلاتهم وطلبتهم ارحم تفوسنا.

مبارك مجد الرب (ص36) – وأبانا الذي في السماوات إلخ …

الردَّة – الويل لي لأنِّي عاشرت الأبرار ولم أستفد منهم ولم اقتبس من فضائلهم؛ كنت غريباً عن أعيادهم؛ وهوذا أعمالي الشريرة تطردني من صفوفهم.

سدر التوبة – (ص45)

نشيد – يا كنَّارة الروح القدس هاليلويا – دعاني داود بن يسَّى، وايقظني بأناشيده من السبات المستحكم بأعضائي، وقال لي: انهض يا رجل! ولماذا أنت نائم بعد؟ ففي منتصف الليل تصل الرشوة إلى القاضي، فانهض وصلِّ، فربك يرضى بالدموع، وبابه مفتوح للتائبين في الليل والنهار.

يا رب اسمع صوت تضرُّعي هاليلويا – يا محب البشر، ذكرتك على مضجعي، وقمت في منتصف الليل لأشكر لك نعمتك، تطلَّعت إلى أدناسي وأرجاسي فخجلت أن أدعوك؛ شجَّعني اللص والعشَّار والمرأة الخاطئة والكنعانية وتلك المريضة والسامرية على بئر الماء، وقالوا لي: اقترب واسترحم فربُّكَ هو الرحمة بالذات.

من الأن – في الليل أنشد داود أمام الله أناشيد الروح القدس بقيثارته؛ وفي الليل أسبِّحك يا محب البشر لأعمالك الحسنة التي عملتها لجنسنا، فقد خلقتني على صورتك ومثالك، وزيَّنتني بالعقل والحرية، وبيَّنت لي الجمال الرائع: صنع يديك.

طلبة مار بالاي – أيُّها المتحنن على الخطأة، تحنن علينا يوم الدينونة. واغفر لنا ذنوبنا بوفرة نعمتك. أيُّها الحنَّان، المتضايقون يقرعون بابك (ص63) إلخ. هاليلويا، هاليلويا، هاليلويا، المجد لك يا الله (3ً).

أيُّها الإله الحنَّان، تحنَّن علينا بمراحمك.

بالقرابين وبالصلوات نذكر آباءنا إلخ. (ص37).

السدر العمومي (44) – قالت مريم: تعظِّم نفسي الرب (ص37).

أيُّها النائمون: استيقظوا وانتصبوا وسبِّحوا: سبِّحوا الرب من السماء (ص38).

المجد – من الآن – المجد للثالوث، المجد للثالوث، المجد للثالوث، نمجِّد الثالوث الممجَّد الأزلي والأبدي، وفي كل الأوقات يليق بك المجد يا الله.

ثم رتبة القديس – فالطلبة الأفرامية:

يا ربنا ارحمنا، يا ربنا إقبل خدمتنا، وأرسل لنا من كنزك الرأفة والرحمة والغفران. في الليل يستيقظ السفليُّون، ويؤدون الشكر مع العلويين، ويصعدون أناشيد التسبيح لله تعالى الذي لا ينام قط. امنحنا سهر البتولات الحكيمات، لكيما نخرج إلى لقائك بالشعانين عند مجيئك في منتصف الليل. يا أحبائي، لا نغرقنَّ في الخطيئة غرقنا في النوم، ولنسهرنَّ على باب العريس لكي ندخل معه خدره. سبحانك يا مبدع الأيَّام والليالي، فقد أيقظتني لأسبِّحك مع أبيك وروحك القدُّوس. يا سامع الصلوات ومجيب الطلبات، اسمع صلاتنا وارضَ عنَّا، واستجب بمراحمك سؤلنا.

ثم – مثلما يسبَّح الملائكة ورؤساء الملائكة إلخ (ض40).

صبح الثلاثاء

صلاة الابتداء (ص41) – والمزمور 51 ارحمني يا الله (ص41)

والمزمور 63 – إلهي أنت إلهي (ص42)

نشيد – يا ابن الله يا نور العالم، بَادرتُ إليكَ فارحمني، يا يسوع الإله، النور الحقيقي، بادرتُ إليك فارحمني، أيُّها المسيح الإله، يا ضياء الآب، بادرتُ إليك فارحمني. يا إله الآلهة، وسيَّد السادات، بادرت إليك فارحمني. يا رهيباً وجليلاً وصانع المعجزات، بادرت إليك فارحمني. أعرف إنِّي أثمت ولذلك أصرخ، بادرت إليك فارحمني. بما أنِّي أخطأت وأذنبت وعصيت، بادرت إليك فارحمني. من أجل زلاتي وكثرة جهالاتي، بادرت إليك فارحمني. يا من يتحنَّن على الخطأة ويقبل التائبين، بادرت إليك فارحمني. يا ملك الملوك وسلطان الكل، بادرت إليك فارحمني. يا سيَّد العلويين ورجاء السفليين، بادرت إليك فارحمني. يا باعث الأموات ورجاء المتوفِّين، بادرت إليك فارحمني.

المجد – من الآن – أيُّها الواحد الذي يُسجد له بالتثليث، بادرت إليك فارحمني.

المزمور 113- المجد لباري النور- سبِّحوا يا عبيد الرب(ص42).

المجد – من الآن – الملائكة يخدمون ألوهيتك في ذلك النور البهي، والبرايا بأسرها تبادر إليك وتؤدِّي السجود لجلالك عند إشراق الصباح.

السدر العمومي(44)

نشيد البخور – اللَّهُمَّ استمع في الغداة صوتي هاليلويا – في الصباح عند وضع البخور، الملائكة في العلى ينشدون المجد، والكهنة يقدمون لله وبنقاء مجمرة الغفران من أجل الخطأة، هاليلويا  وهاليلويا، فاستجبهم يا ربنا ولبِّ طلباتهم.

وصراخي إليك يأتي هاليلويا – في الصباح حمل هارون المجمرة، ودخل قدس الأقداس وبخَّره استرضاءً للرب، فأرضاه وصدَّ الوباء عن الشعب الذي أغضبه هاليلويا و هاليلويا، أجز بحنانك الغضب عن العالم.

المجد – سبحان المسيح الذي جلس على البئر، واصطاد السامرية بواسطة الماء؛ طلب منها ماءً فلم تهبه؛ أمَّا هو ففجَّر ينبوع ماء الحياة وأرواها هاليلويا وهاليلويا فهو مبارك، لأنَّه فتح جنبه للخطأة التائبين.

من الآن – ليكن البخور الذكي الذي يُقرَّب لاسمك مثل هارون، فترتاح إليه رحمتك. وكما أُقصيَّ الموت عن الشعب الذي أغضبك، أقصِ قضبان الغضب عن العالم أجمع هاليلويا وهاليلويا، وأحلَّ أمنك بالكنيسة المقدسة.

لوالدة الله – أيَّتها الأم المباركة، نتضرع إليك فاشفعي فينا إلى الابن الذي أشرق منك، لكي يمزِّق صكَّ خطايانا بمراحمه، ولا يدخلنا للمحاكمة في مجيئه في آخر الأزمنة هاليلويا وهاليلويا فلتكن صلاتك سوراً لنا وحمىً.

أيَّتها البتول القديسة، إنَّ العوسجة التي شاهدها موسى على جبل سينا هي ترمز إليك؛ فالعوسجة ترمز إلى جسمك المقدَّس، وأوراقها التي لا تحترق إلى بتوليتك هاليلويا هاليلويا والنار التي في العوسجة إلى الذي حلَّ بك.

يا مريم السحابة السريعة، قولي لي كيف حملتِ جبَّار العالم؟ قَدِمَ جبرائيل وبشَّرني وقال لي: سيشرق مخلِّص العالم من حشاك هاليلويا وهاليلويا وهو في الحقيقة مخلِّصُ العالم.

فليكن ذكر مريم لبركتنا، ولتكن صلاتها سوراً لنفوسنا؛ أشرق منها سيِّد الأنبياء والرسل والشهداء، وأتى ليعزِّي العالم هاليلويا وهاليلويا وهو في الحقيقة مخلِّص العالم.

للقديسين – سبحان المسيح، فقد شيَّدَ الكنيسة المقدَّسة على راحة يديه، وأعدَّ بها مذبحاً ووضع فيها كنوزاً وهم الأنبياء والرسل والشهداء القدِّيسون الذين ظفروا وتكلَّلوا هاليلويا وهاليلويا، مبارك مَن بنى الكنيسة ووطَّد أساساتها.

لمَّا أبصر إشعياء الظافرين قال: مَن هم الذين يطيرون على السحب؟ هم الأنبياء والرسل والشهداء القدِّيسون الذين ظفروا وتكلَّلوا هاليلويا وهاليلويا فلتكن صلاتهم سوراً لنا وحمىً.

قولوا أيُّها الشهداء: ماذا تنتظرون من هذه العذابات التي احتملتها أجسادكم؟ – ننتظر ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال هاليلويا وهاليلويا ما أعدَّه الله لمحبِّيه.

أيُّها الشهداء الذين سقطوا في النار مثل البخور، ففاحت رائحة حبكم في الأقطار الأربعة، تضرَّعوا إلى المسيح ليجزل بركاته على الكنيسة التي كرَّمت مع بنيها عظامكم هاليلويا وهاليلويا وليملك الأمان عليها لأنَّها كرَّمت عظامكم.

للقديس – أيُّها المختار مار… أجب إلى أسئلة كل المتضايقين الملتجئين إليك؛ اشفِ المرضى، طهِّر البرص، حرِّر الممسوسين من الشيطان هاليلويا و هاليلويا، ولتكن صلاتهم سوراً لنا وحمىً.

أيُّها المختار مار … حلَّت يمين سيِّدك بالقطيع الذي ردَّدَ ذكرك، ودفن باحترام جسدك المقدَّس، وها هو يرنِّم المجد للمسيح الذي شرَّفك هاليلويا وهاليلويا ولتكن صلاتك سوراً لنا وحمىً.

للصبح – في الصبح بادر داود إلى بيت الله، وشرع يتوسل إليه: اللَّهُمَّ أنصت إلى أقوالي، وتفهَّم تأوُّهي؛ يا مخلَّص العالم، أصغ إلى أصوات استغاثتي هاليلويا وهاليلويا واغفر لي ما اجترمت من الخطايا.

إذا كان هذا الصباح العابر قد دحر الظلام وأنار المسكونة، فكم هو عظيم ذلك الصباح الذي يأتي به ربنا، فيبعث الأموات ويكلل الشهداء هاليلويا وهاليلويا، فيا مكلل الشهداء أشفق علينا وارحمنا.

للتوبة – مَن خطئ فلا يخطئ، ومن لم يخطأ فليحذر من أن يخطأ، لأنَّ العدالة على الباب، وتناقش الحساب؛ تكتب – والقلم بيمينها – أعمال كل الناس دون محاباة هاليلويا وهاليلويا فيا عَالِماً بالخفايا أشفق علينا وارحمنا.

أثمت بإرادتي وتبت بإرادتي؛ وعلَّتي هي أنَّ الشيطان سباني. فالويل لي لأنِّي لم أتب، والويل لي في قضائك يا رب هاليلويا وهاليلويا فيا قاضياً عادلاً أشفق علينا وارحمنا.

اللَّهُمَّ نقصدك ونقرع بابك لننال مطالبنا؛ فمن يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع باب المراحم يُفتح له هاليلويا وهاليلويا مبارك مَن بابه مفتوح للخطأة التائبين.

باب الله مفعم بالمراحم في كل ساعة، والرب يستجيب كل من يقرعه؛ يشهد بذلك اللص والعشَّار والخاطئة، فقد غفرت خطاياهم بدموعهم هاليلويا وهاليلويا فاغفر لنا كما غفرتَ لهم يا يسوع المملوء مراحم.

للأموات – في الصلاة نذكر الأموات المؤمنين، ولا ننساهم لأنَّهم انفصلوا عنَّا نذكر أسماءَهم على المذبح لكي تكون لهم الراحة الدائمة هاليلويا وهاليلويا ولكي يُصعِدوا لكَ المجد لأنَّك أنت باعِثُهم.

صلاة العطر (ص42)

نشيد ما بعد البخور – حسب مشيئة الله – في الصبح تنفتح أبواب العلى للصلاة، فاقبل يا ربنا خدمتنا، وأجب بمراحمك إلى سؤلنا، واصنع رجاءً وخلاصاً للنفوس المبتهلة إليك.

ويكون مجيئه بالفرح – حان صبح ربنا، وسيشرق بغتةً فادينا، ويعطي الأبرار أجرهم؛ فالطوبى لمن اجتهد وتعب في كرم المسيح، فسينال أجره كاملاً.

المجد – في الصبح، المجد لك من العلويين والسفليين، أيُّها الابن الجالس عن اليمين، فبمجيئك ولَّى الظلام والموت والشيطان، ومَلَكَ النور على المسكونة.

من الآن – في الصبح، نسجد لهذا الرب الرحيم الذي لا مثيل له إلى الأبد؛ يُشهر قضيبه ولا يضرب به، ولا يبغي به إلَّا تأديبنا، فالمجد له لأنَّه رحيم.

لوالدة الله – أرسل الآب سلامه من العُلى مع جبرائيل إلى مريم الطوباوية؛ كان فم النورانيِّ مفعماً سلاماً، فبشَّرها وقال لها: الرب معك ويشرق منك.

انذهلت مريم واضطربت من الكلام الذي نطق به جبرائيل، وتبيَّنَ لها أن القوي حلَّ بها، ففتحت فاها وقالت: هأنذا أَمَةُ ربِّك، فليكن لي كقولك.

رأى حزقيال ابن السبي العذراء بنت داود بعين النبوءة، ورسم صورة بهاءها حسب الوحي الإلهي الذي أوحاه الرب إليه بأعجوبة.

بشَّر جبرائيل في نيسان، وعاينَّا ميلادك في كانون، أيُّها المولود المجيد من الآب، و يا ثمر مريم الشهي، فقد أكلت منه البرايا وعاشت به إلى الأبد.

للقديسين – السلام عليكم أيُّها الأنبياء، السلام عليكم أيها الرسل، السلام عليكم أيُّها الشهداء، لأنَّكم أحببتم سيِّد السلام؛ والسلام على الكنيسة المقدسة لأنَّ أبناء السلام يسكنون فيها.

كم يطيب التسبيح في هذا الهيكل المقدَّس! ففيه الأنبياء و الرسل؛ وفيه الشهداء القدِّيسون؛ وفيه أُعد المذبح المقدَّس غفراناً لبني آدم.

أيُّها الشهداء، لم تكونوا وحدكم في المحاكمة، كان ربُّكم واقفاً بقربكم يثبِّت عزيمتكم؛ ولما أبصر حبكم الحقيقي، بجَّلكم وشرَّف ذكركم.

أيُّها الشهداء، بما أنَّكم لم تذَّروا البخور أمام الأصنام الباطلة، فالملوك يخلعون تيجانهم ويخرُّون أمام عظامكم، وقد فاحت رائحة قتلكم الذكية فوح العطور.

للتوبة – ربَّنا، ليأتِي ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، ولا تدخلنا في التجربة، لكن نجِّنا من الشرير.

ربنا هو الكرمة الحق، وأبوه هو الغارس، والجفنات هي نحن يا إخوتي، فلنرفعنَّ باكورة سهرنا وصومنا وصلاتنا، تقدمة لملك الملوك.

قال الربُّ في بشارته: إذا أخطأ إليك أخوكَ، فاغفر له سبعين مرَّة وأيضاً سبعين مرَّة بسبع مرات، فيا أيُّها الابن الذي يشبه بالتمام أباه، يا بحر الرحمة والرأفة، تجاوز بنعمتك عن ذنوبنا.

النعمة التي حرست داود الملك من شاول، هي تحرس الكنيسة وبنيها، وهي تدبِّر الكهنة، وتوقِّر الصدِّيقين، وتغفر للخطأة.

للأموات – نذكر آباءنا الذين علَّمونا في حياتهم أن نكون أبناء الله، فليرحهم ابن الله في الملكوت السماوي، مع الأبرار والصدِّيقين.

القوقليون الثامن – لا تغر من الأشرار هاليلويا ولا تحسد صانعي الإثم. لأنَّهم ييبسون سريعاً كالقش هاليلويا ويذبلون كورق العشب. اتكل على الرب واصنع الخير هاليلويا أسكن الأرض وارعَ الأمانة. اتكل على الرب فيعطيك مطالب قلبك هاليلويا مهِّد طريقك أمام الرب واتكل عليه.

المجد – من الآن – في الصباح تبكِّر الخلائق، وتسجد لمن دحر الظلام عنها وتسبِّحه قائلةً: المجد لك يا الله.

سدر التوبة (ص45)

نشيد – في الصباح، أطلق نوح البار الحمامة، فعادت إلى الفلك بسبب ماء الطوفان وهي تقلُّ غصن الزيتون: علامة الأمان والسلام.

في الصباح، تراءت علامة الأمان والسلام: قوس القزح وهي منصوبة، فاقسم فم العلي وقال: لا أصنعنَّ بعد طوفاناً من الآن وإلى الأبد.

المجد – في الصباح، صلَّى موسى المختار على قمة الجبل، فأجابه الله ووهبه عصا السلطة، لينحدر إلى إسرائيل وينقذه من عبودية المصريين.

من الآن- في الصباح، أنشد داود الملك أناشيد الروح القدس بقيثارته، فاجتمعت الحيوانات، وأقبلت على صوت نشيده العذب، فقد كان ربنا يقول هاليلويا.

طلبة مار أفرام – في هذا الصباح الزائل، ارحمنا. وفي الصباح الدائم، عن يمينك أقمنا. في الصباح، تسرع البرايا وتقرع بابك أيُّها الحنَّان، لتهبها من كنزك الرأفة والرحمة والغفران. أقبل رسول الصباح، وبيده قيثارة المجد، يوقِّع عليها ويوقظ الراقدين ويقول: انهضوا للتسبيح فقد أطلَّ النهار.

يا محب البشر انتظرتُ خلاصك من الصباح إلى الصباح، وحينما تأتي في صباحك العظيم أقمنا عن يمينك. في هذا الصباح أسبِّحك، وفي الآتي أبجِّلك، وفي الصباحين، المجد لك يا سيَّد العالمين. مثلما عادت الحمامة إلى نوح وهي تقلُّ غصن الزيتون. هكذا فلتعد طلبتنا إلينا وهي تحمل الرأفة والرحمة.

الساعة الثالثة من يوم الثلاثاء

سدر التوبة (ص45)

نشيد – تكلَّم مخلِّصنا بأمثال وألغاز ورموز وقال: يشبه ملكوت السماوات عذارى أخذنَ مصابيحهنَّ وخرجن إلى لقاء العريسيْن، فنعسنَ كلَّهنَّ؛ ونِمنَ؛ فصار صراخٌ عظيمٌ، ها هوذا العريس قد أقبل. فدخلتِ الحكيمات معه، وبقيت الجَّاهلات على الباب؛ فبكينَ بُكاءً مرَّاً، وتحسَّرنَ تحسُّراً لا يوصف.

يشبه ملكوت السماوات رجلاً صنع مأدبة، ودعا الشعب إليها، ليتنعم بها فأبى، فأرسل الرجل عبيده إلى الشعوب يدعوها كلَّها إلى الابتهاج معه، فتقاطروا من كل صوب، فامتلأ البيت بالمتكئين، فخرج يسرِّح بصره فيهم، فوجد بينهم امرئً عليه ثياب قذرة، لا تصلح للمأدبة، فأمر فأخرجوه إلى الظلمة.

المجد – ضرب وحيد الآب وكلمته أمثالاً ليساعدنا بها فقال: كان غني يتنعَّم بالملذَّات، وكان لعازر المسكين يشتهي أن يشبع طعاماً؛ ولما توُّفي لعازر أقلته الملائكة إلى حضن أبينا ابراهيم، ومات الغني أيضاً فذهب إلى الجحيم، وورث الويل إلى الأبد في جهنَّم؛ لأنَّه لم يشفق على ابن جنسه.

من الآن – أيُّها الحنَّان، إنَّ صوت توسلنا يقرع بابك، فلا تمنع عن الساجدين لك مطالبهم واحتياجاتهم. دعتك الخاطئة بالدموع، فنالت منك غفران الذنوب؛ فبدموع كهنة رعيتك، ترأف ببيعتك التي اقتنيتها؛ نعرف أننا خطأة، وإن شرورنا تزداد كل يوم، فالطف بنا أيُّها الابن الصالح، وطهِّرنا بزوفاك من كل دنس الخطيئة.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الرب ربنا ندعوك، أيُّها الرب ربنا.

تقول النفس السقيمة في ألمها: مَن يعطيني تلك المحاسن التي كنت أتحلَّى بها لكي لا أخطئ؟ وإذا اقتبلني الله برحمته، فمن يستطيع أن يعيد إليَّ محاسني التي فقدتها.

طبيعتي جميلة وبهية مثل النهار، فإذا انطفأت وأظلمت فمن ينيرها لتستعيد جمالها؟ وإذا غفرت لي آثامي بتحنُّنِك، فمن يرقِّيني إلى الدرجة التي هويت منها؟

أيَّتها النفس التي فقدت جمالها، أنت صورة الملك، هلمِّي! فهوذا جمالك بين يدي سيِّدك وهو محفوظٌ لك، إلى ان تُقبلي إليه، فيهبه لك حسب وعده، وهو حريص جدَّاً على أن يعيده إليك.

الساهرون يسبِّحون ذلك الذي نسج لنا ثياب المجد؛ والملائكة والملكوت يبتهجون بالورثة العائدين. فيا من أدَّبنا بالمراحم لأنَّنا أخطأنا، أورثنا ميراثنا وأرجعنا إليه والمجد لك.

اللَّهُمَّ استجبنا، اللَّهُمَّ استجبنا وارحمنا، وأعد قلوب البشر إلى التوبة.

منتصف يوم الثلاثاء

السدر العمومي(ص44)

نشيد – رأت مريم الملاك وكأنَّه البرق الشديد، وهو ينطق بلينٍ ويقول: السلام عليك يا مريم، الرَّب مَعكِ، قوَّة العليِّ تستقرُّ بكِ، والرُّوح القدس يحلُّ بك.

كانت مريم تقيم في مدينة ناصرة بالجليل، لمَّا بشَّهرها الملاك الملتحف بالنور وقال لها: السلام عليك، الرب معك، ويشرق منك المخلِّص.

المجد – أيُّها الأنبياء والرسل والشهداء، كونوا لنا سوراً وحمىً من الشرير وجنوده؛ والجمع الذي يجلُّ عظامكم، يتبارك بصلواتكم، ويرث الملكوت معكم.

من الآن – الذكر للأموات، والرجاء الصالح للأحياء، والمجد والكرامة منَّا لله أب المراحم، لأنَّه ربنا وإلهنا، وهو رجاء الأحياء والأموات.

طلبة مار بالاي – بصلاة والدتك وجميع قدِّيسيك، سامحنا يا ربنا وأرح أمواتنا. (ص50).

الساعة التاسعة من يوم الثلاثاء

سدر الأموات (ص44)

نشيد – أيُّها الذين ماتوا من أجل المسيح، لا تحزنوا! فها دنا يوم القيامة والجزاء، فستقومون من فبوركم دون فساد، وتخرجون بتهيُّبٍ إلى لقاء ابن الملك، وتلبسون حلَّة المجد، وتنشدون أمامه التسبيح؛ فيا باعث ذرية آدم أشفق علينا وارحمنا.

يا إخوتي، في الحقيقة إنَّ الموتَ مرٌّ، وإنَّ ساعة الوفاة رهيبةٌ وقاسيةٌ جداً؛ فتبطل الأفكار وتهمر العين بالدموع السخينة، عندما يحيط الملائكة المخيفون بالنفس؛ فالجسد لا يبكي النفس بل النفس تبكي الجسد. ففي يوم القيامة تحنَّن عليهما يا حنَّان.

المجد – للأبرار عادة قديمة، يضعون بموجبها البخور للأموات في الأيَّام الثلاثة، فلمَّا مات ربنا يسوع وأودِعَ القبر، وشيَّعته الملائكة والبشر بالروح القدس، وضعوا الطيوب للحي الذي جبل آدم من التراب؛ فأرح بنعمتك عبيدك الذين وضعنا البخور من أجلهم.

من الآن – نتضرَّع إلى المسيح من أجل الذين أكلوا جسده المقدَّس، وشربوا دمه الحي، لئلا يتسلَّط ظلام الخطيئة على نفوسهم وأجسادهم في العالم الباقي؛ فيا ربَّنا، يا مَن توفيتهم واعترفوا بك وبآلامك، أُدعهم وأقمهم عن يمينك.

طلبة مار بالاي – يا ممتلئاً رحمةً، جدد في القيامة خليقتك، عبيدك والساجدين لك الراقدين على رجائك. (ص50).

مساء الأربعاء

صلاة الابتداء (ص30) – والمزمور 140 – دعوتك يا رب (ص30).

المجد – من الآن – نتوسل إليكِ فتضرَّعي معنا وتشفعي فينا إلى ملك الملوك ليُحلَّ أمنه وسلامه بالعالم قاطبةً، ويكفَّ برحمته قضبان الغضب عن المعمورة بأسرها.

السدر العمومي (ص44)

نشيد البخور – سبِّحوا الرب أيُّها الصديقون – ليكن مع عطر البخور ذكر البتول مريم والدة الله.

سبِّحوه يا جميع الشعوب – ليكن مع عطر البخور ذكر الأنبياء والرسل والشهداء القدِّيسين.

المجد – ليكن مع عطر البخور ذكر الملافنة والكهنة والأبرار والصدِّيقين.

من الآن – ليكن مع عطر البخور ذكر الكنيسة المقدَّسة وبنيها أجمعين.

لوالدة الله – أيُّتها البتول القدِّيسة، صلِّي لأجل أماننا، وتضرَّعي إلى وحيدك لكي يرحمنا، طوباكِ يا فخرنا، طوباك يا ملجأنا، طوباكِ يا مَن صرتِ أمَّ الله، ليكن ذكر مريم لبركتنا، ولتكن صلاتها سوراً لنفوسنا.

قالت مريم: أنا لا أحمله، بل هو يحملني ويدبِّر الأقطار.

للقديسين – طوبى للأنبياء طوبى للرسل، طوبى للشهداء في يوم القيامة. أيها الأنبياء والرسل والشهداء والمعترفون، تضرَّعوا لأجلنا واستمدُّوا المراحم لنا. الشهداء الذين اشتهوا أن يروا المسيح، اقتنوا بالسيف أجنحةً وطاروا إلى العلا، نبتهل إلى الشهداء ونتوسل إليهم لكي يشفعوا فينا.

للتوبة – ايُّها الديَّان العادل، يا مَن يدين بأنصاف، لا تحاكمنا ولا تذكر آثامنا. أيُّها الديَّان العادل ارحمنا، واصفح بوفرة نعمتك عن سيئاتنا. اللَّهُمَّ بادر إلى مساعدتنا وقوِّ ضعفنا، فاتكالنا عليك في الليل والنهار. تجاوزتَ عن ذنوب شمعون الذي كفر بك، فأستغيث أنا بك فارحمني.

للأموات- ليكن ذكر الأموات المؤمنين في أورشليم العليا، أمام منبر المسيح.

صلاة العطر (31)

نشيد ما بعد البخور – في السماء وعلى الأرض هاليلويا – ليكن الذكر الصالح في البيع والأديار، في أربعة الأقطار، للعذراء مريم الطاهرة والقدِّيسة؛ استحسنها ملك الملوك فانحدر إلى حشاها وحلَّ بها؛ فذِكْرُها في السماء وعلى الأرض، فلتكن صلاتها سوراً لنا؛ وأشركنا اللَّهُمَّ في ذكر والدتك.

والملكة عن يمينك هاليلويا – كيف أدعوكِ يا مريم البتول الطوباوية؟ يا والدة الله السحابة المجسَّمة! يا سماء تألقت فيها شمس البرارة! يا منديل اللَّاهوت، وقد رسم موسى أسراركِ؛ يا مركبةً جسديةً حملت حامل السماء والأرض! يا أمةً شاء ربنا أن تصيري أمَّه!

المجد – سبحان الله الذي شاء فظهر من حشا المباركة البتول القدِّيسة؛ اقتبلته بالأذن، وحملته بالبطن، وخرج من مستودعها وأخزى الكفرة؛ فسبحانه لأنَّه اتضع إلى هذا الحد، وسبحانه لأنَّه صار إنساناً، وسبحانه لأنَّه افتدى بيعته، وهي ترتِّل له المجد.

من الآن – يا والدة الله البتول، سدِّي ثلمتنا، فالأمواج والأخطار تحيق بنا من كل جانب؛ فبالدالة التي لكِ على وحيدكِ، صلِّي لأجلنا استمدي لنا منه المراحم؛ وللمرضى الشفاء، وللمتضايقين الفرج وللبعيدين العودة، ولنا غفران الذنوب.

للقديسين – أيُّها الرسل قدِّموا التضرُّع إلى ذلك الذي اصطفاكم، حتَّى ترتاح الكنيسة وبنوها من الخصومات والشقاق. فها قد أحاط الهراطقة بالكنيسة من كل جانب، ليخفوا الإيمان الذي بُشِّرتم به فيها، فليكن يا رب حقَّك كوراً لها فتمحَّص به أقوالها مثل الذهب؛ وليهتف كهنتها بفخر: تبارك الذي عظَّمَ بيعته.

بصلوات الرسل الاثني عشر، فيأتي الصيف في حينه والشتاء في أوانه؛ وأنت يا رب امنح خيراتك، ولتعطِ الأرض غلَّاتها؛ وأمطر غيث البركات ورذاذها على الأثمار لتنموا، فيأكل البؤساء المعوزون ويسبِّحون اسمك. أيُّها الشهداء أبصرتم ذلك الذي أحنى هامته على الصليب، وهو جالس عن اليمين، يضفر أكاليلكم، فابتذلتم كل العذابات، وغسلتم أعضاءكم بدم أعناقكم؛ فالطوبى لكم لأنَّكم ابتذلتم كل الآلام، وشغفتم بمحبة المسيح؛ وها إنَّ ذكركم موقَّر في السماء وعلى الأرض. كنت أتأمل في مقتل اسطفانوس فاعتراني العجب ممَّا احتمله! كانوا يرجمونه بالحجارة وهو كان يصلِّي ويقول: “ربنا اغفر لهم لأنَّهم لا يعلمون”. يا لعبدٍ يشبه سيَّده لمَّا كان يصلِّي لأجل صالبيه! فأشركنا بصلواته يا يسوع الممتلئ رحمةً.

للقديس – يا مار … أنت طبيب الروح، وهبك ربُّك الدواء لتشفي السقماء؛ وها إنَّ جمعنا يلتجئ إلى ذخائرك، فليستجب الله كل طلباتنا بصلواتك ويمنَّ بالشفاء على المرضى، وبالفرج على المتضايقين، وبالعودة على البعيدين، وبغفران الذنوب علينا. مثل التاجر النشيط الذي ينتقي الجواهر الجيدة التي تصلح لتجارته، هكذا انتخب مار … الجليل، السهر والصوم والصلاة لكي يُرضي بها الله، ولمَّا عاين الرب سيرته، منحه قوات الشفاء ليبرئ أوجاع جنس آدم وأسقامه.

للتوبة – اللَّهُمَّ ندعوك فأسرع لإغاثتنا؛ فقد زرع الشرير الخبيث البلبلة في المسكونة، فأشعل الحرب بين الملوك، ودسَّ الفتن في القضاة؛ وإذا استطاع – كما كتب – أن يضلَّ المختارين، فبمن نلوذ حينذاك يا رب سوى برحمتك؟ فبإشارة الصليب اصرف الشرير عنَّا. لا محاباة في حكمك يا ربنا، ولذا فإنِّي حزين لأنِّي أثيم، فليدافع حنانك عني، حينما تفتح العدالة الأسفار الرهيبة، وتقرأ آثامي؛ ولتشفع نعمتك في معاصيَّ إلى العدالة لكي أنال الغفران؛ يا رب لا أنكر أنِّي أخطأت، فأشفق عليَّ وارحمني. يا قاضي القضاة، لا تنكِّس هامتي في الدينونة، لأنِّي أثمت وأغضبتك؛ وإذا كنتُ لا أستحق المغفرة، فأشفق عليَّ بسبب جسدك ودمك المكنونيْن فيَّ؛ قد أحببتك وسجدت لصليبك، وتطهَّرت بجسدك ودمك، فارضَ عني واغفر لي يا يسوع الممتلئ رحمة.

أيُّها الديَّان الذي لا يقبل الرشوة من أحد، أية رشوة تفضِّل لأقدمها لكَ؟ بلغني أن دموع العين هي أعزُّ عليك من الذهب الخالص والحجارة الكريمة؛ فاقتبل اللَّهُمَّ العبرات من مقلتيَّ، واصفح عن سيئاتي وزلَّاتي، وحسب عادة نعمتك أشفق عليَّ وارحمني.

للأموات – يا ابن الحي، دوِّن في المذبح العلوي المقدس، أسماء الأموات الذين فارقوا أبناء البيعة، وبما أنّه امتزج دمك وجسدك بأعضائهم، فلتنطفئ نار جهنَّم ولا تمسَّهم، فقد قال فمك القدُّوس: كل من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنا فيه، وأنا أقيمه.

القوقليون السابع – قامت ابنة الملك بالمجد هاليلويا وهاليلويا والملكة عن يمينك. بثوب من ذهب أوفير هاليلويا وهاليلويا فاسمعي يا بنت وانظري وأنصتي بأذنيك. وأنسي شعبك وبيت أبيك هاليلويا وهاليلويا فيشتهي الملك حسنك. لأنَّه هو ربُّك فاسجدي له هاليلويا وهاليلويا وابنة صور تسجد له.

المجد – من الآن – إنَّ الذي التفت إلى تواضع أمته، وعظَّم والدته، هو الله القدُّوس.

سدر والدة الله – (ص45)

نشيد – قالت مريم: قوَّيتني فحملتكَ، ولمَّا ولدتكَ في المغارة، بيَّنتَ لي عزَّتكَ؛ الحرارة تحفُّ بالمذود الصغير، والساروفيم ذوو الستَّة الأجنحة يرفرفون فوقه؛ فمرْهم أن يبسطوا أجنحتهم، لكي أدخل عليك وأخرَّ أمامك وأسجد لك، وأرضعك حليباً صافياً يدَّر بإرادتك.

قالت مريم: لا بيت لي على الأرض ولا مضجعٌ ولا فراشٌ، إنِّي معوزَّة! أقمِّط الأقدم من الكل، وأضع في المذود سيَّد البرايا. لا شريك لأبيه في السَّماء، ولا مثيل لأمِّه على الأرض؛ وهو السيِّدُ وأنا أمتُهُ، والكنيسة هي خطيبتُه.

المجد – رسم موسى هامة الرسل في الناموس وفي النبوءة، صورةَ الأم المباركة، فأشار إليها العهد وكوز المنِّ، وبقضيب هارون الذي أورق في قدس الأقداس، وبجزَّة آل جدعون وطلِّه، وبجزة أليشاع الجديدة، وبالسحب الريعة التي شاهدها إشعياء.

من الآن – يا مريم! تشبهين تابوت العهد الذي تضمَّن قارورة المنِّ، ولوحي الناموس، وقضيب هارون الكاهن الجليل، وقد عاد فطري وأورق بالسِّر؛ وابنك هو ذلك الخبز السماوي الذي نزل من العلى؛ وهو الثمرة التي أكلها المائتون فنالوا بها الحياة.

طلبة مار يعقوب – اللّهُمَّ أشركنا بذكر أمك وقدِّيسيك، واغفر لنا ولأمواتنا بصلواتهم، بصلاة أمك والأنبياء والرسل والشهداء، احفظ الأحياء وسامح بمراحمك الأموات، يا بنت داود، لك دالة كبيرة على الملك الذي يُبطل سلطان الملوك طرَّاً، فنبتهل إليك يا لؤلؤة لا عيب فيها، لكي تتضرَّعي لأجلنا إلى الثمرة التي ظهرت منك، أيُّها الأنبياء والرسل والطوباويون والشهداء المباركون، نستغيث بصلواتكم، فهلمُّوا لمعونتنا يا أحبَّاء الآب وأمناء سرِّ الوحيد، واستخرجوا من غناه وسدُّوا به عوزنا، أيُّها الأموات القاطنون في القبور، تشجَّعوا! أبشِّركم بدنو أجل القيامة، فالإشارة التي صوَّرتكم في أحشاء النساء، هي تدعوكم وتقيم أجسادكم دون فساد، يا مَن يقتبل التسابيح النقية من الملائكة، اصغ إلى تسبيح أفواهنا واقتبله وارحمنا؛ وبصلوات الذين تعبوا في تذكار أمِّك و قدِّيسيك، اغفر لنا ولأمواتنا، ليكن الذكر في السماء فوقاً، وههنا في البيعة، للمباركة والقديسين والمتوفين.

ثم – يا ربنا يسوع المسيح – لا تغلق يا رب باب مراحمك (ص31)

وأبانا الذي في السماوات إلخ.

ستار الأربعاء

المزمور4 – لمَّا دعوتك (32) المجد – من الآن – مبارك منْ وهبنا (ص57)

سدر التوبة (ص45)

نشيد – تأمَّلت كل شيء فما وجدت شيئاً أفضل من مخافة الله؛ طوبى لمن أحبَّها! فقد أحبَّها يوسف البار فصار ملكاً على مصر؛ أحبَّها موسى العظيم فشطر البحر بعصاه؛ أحبها آل حننيا فنجَّتهم من النار. هي أجمل بكثير من الذهب وأحلى من العسل، فطوبى لمن أحب مخافة الله، أرسلت رحمة الله التي تتَّسع للبرايا إلى كل امرئ طبيباً حسب عاهته؛ أرسلت يوسف لداء المصريين الخبيث، وإيليا النبي لجشع آل آخاب، ويونان المبشِّر إلى مدينة نينوى العظمى. ولما رأى الله أن المسكونة أبت أن تتوب، أرسل ابنه ليخلِّصها بصليبه.

المجد – كتب لي بولس رسالة، فجلستُ أقرأها؛ وفيما كنتُ أقرأها، انهمرت دموع عينيَّ؛ ففيها الويل للزناة، والخزيُّ للسارقين، النار التي لا تطفأ للمجدِّفين. فالويل لي لأنِّي اقترفتها كلَّها منذ حداثتي، فأستغيث بك مثل الخاطئة، وأتضرَّع إليك مثل العشار؛ فيا أيُّها الرب الرحمان، أشفق عليَّ وارحمني.

من الآن – أنا أفرام المائت، أكتب وصيتي، أكتب وصيتي لتكون شهادة للتلاميذ من بعدي؛ داومو الصلاة ليلاً ونهاراً! الفلَّاح الذي يحرث الأرض ويثنيها، تتحسَّنُ غلاته؛ لا تكونوا مثل الكسالى الذين تُنبت حقولهم شوكاً؛ داوموا الصلاة! فمَنْ يحبُّها تعينه كثيراً في كلا العالمين.

طلبة مار أفرام – يا ربنا ارحمنا، يا ربنا إقبل خدمتنا، وأرسل لنا من كنزك الرأفة والرحمة والغفران، اللَّهُمَّ، أغضبناك بأفعالنا، وأنت لا تريد أن تغضب، لأنَّك مفعم حناناً، وصفاؤك لا يتعكَّر، أنت بحر المراحم، وإثمنا مثل نقطة الحمأة، فلا تقدر النقطة الواحدة أن تعكِّر الخضم، الشعوب بأجمعها قطرة واحدة حسب قول النبي، فكيف يقدر الإثم أن يعكِّر بحر صفائك؟ المجد لحبِّكَ الوافر الفائض على الخطأة، والكرامة للآب مرسلك، والتهليل للروح القدس، يا سامع الصلوات ومجيب الطلبات، اسمع صلاتنا وارضَ عنَّا، واستجب بمراحمك سؤلنا، سؤلنا – الساكن في ستر العلي (ص32).

ليل الأربعاء

صلاة الابتداء (ص36) والمزمور 113 باركوا الرب يا جميع عبيد الرب (ص36)

نشيد النهوض – أيُّها الساهر الذي لا ينام، أيقظنا للتوبة، نشكر الله ونسجد له ونمجده في الليل مع الساهرين، أيَّتها البتول القديسة، فلتكن صلاتك سوراً لنا، يا أمَّ الله، التمسي الرحمة لنفوسنا، أيُّها الأنبياء والرسل فلتكن صلاتكم سوراً لنا، أيُّها الشهداء والمعترفون، فلتكن صلاتكم سوراً لنا، أيُّها الآباء والملافنة، فلتكن صلاتكم سوراً لنا، أيُّها المتوحِّدون والرهبان، فلتكن صلاتكم سوراً لنا، أيُّها الابن الصالح، تحنَّن وأفضْ عليَّ رحمتك ونعمتك. أرح اللَّهُمَّ الأموات المؤمنين.

المجد – من الآن – إننا نرفع الحمد والشكر للثالوث.

القومة الأولى لوالدة الله

الردّة – كتب الآب رسالة وبعث بها مع الملاك إلى مريم العذراء؛ وقد شاء فاصطفاها لتكون أمَّ وحيده حينما ينحدر ليخلَّص العالم.

سدر والدة الله – ص(46)

نشيد – ولدت العذراء العجب، فهيَّوا نقصد المقمَّط، الأقدم من الدهور ونتأمل فيه، ولدت البتول الشيخَ القديم الأيَّام، وحملت الفتاة بجلال الجبَّار الذي يزن الجبال. إنَّ الذي يعطي الجائعين الخبز رضع الحليب كالطفل؛ شاء الابنُ الذي لا بدايةَ له، وصارت له بدايةٌ، وأتى للولادة وليست له نهاية.

البرايا تفرح بذكر المباركة البتول والدة الله، وتنشد الحمد للابن الصالح الذي ظهر منها، وحرَّرنا من اللعنة؛ صُفع في المحكمة، فأبطل الحكم القضائي، وأعاد آدمَ وذريَّته إلى الملكوت السماوي، وأنقذ الشعوب بدمه؛ والكنيسة خطيبته تبتهج به، والأمُّ التي ولدته ترتِّل له المجد.

المجد – أطلق الأبرار الأولون على مريم بنت داود، البتول القدِّيسة، أسماء جميلة وعذبة؛ فدعاها ابن السبي حزقيال: باباً موصداً؛ وسليمان سمَّاها حنَّة مغلقة وينبوعاً مختوماً؛ وداود أسماها مدينة؛ أمَّا المسيح فهو العشب الذي نبت فيها دون زرع، وصار مأكلاً للشعب، وعظَّم ذكرها في السماء وعلى الأرض.

من الآن – أيَّتها البتول القدِّيسة، لا مقارنة بين محاسنك ومحاسن تلك المركبة التي شاهدها حزقيال النبي المختار؛ فالحيوانات مشدودة إليها والكاروبيم يباركون؛ وصور الوجوه الأربعة أي صورة الأسد والثور والنسر والإنسان تختلف بعضها عن بعض؛ أمَّا ركبتاكِ أيَّتها الأمُّ المباركة، فصارتا له مركبة، وذراعاك صارتا له عَجَلاً، وفمك يرنِّم المجد.

طلبة مار يعقوب – صلاتك معنا يا مباركة، صلاتك معنا؛ الرب يسمع صلاتك ويغفر لنا، يا ممتلئةَ رحمةً، تضرَّعي إلى ذات الرحمة، والتمسي منه أن يرحم النفوس المسترحِمة. انحدر الملاك إلى مريم، وهي وافقة تصلَّي، وطرح عليها السلام الذي أرسله الله لأجله، وقال لها هذا النوراني: السلام عليك، ستحبلين وتلدين في بتوليتك. لمَّا سمعت الطوباوية هذا السلام الغير العادي، فكَّرت فيه وفي مصدره – “تبشرني بابن ولا أميل إلى الزواج؛ اسمع بالحبل ولا أرى الحياة المشتركة!”. فقال لها الملاك: يا ممتلئة جمالاً، با تخافي! أراد الرب أن تكوني أمَّ وحيده، وهوذا منذ الآن تحبلين حبلاً إلى مريم وبشَّرها؛ والسجود للابن الذي بكلمته نزل وحلَّ بها؛ والحمد للروح الذي اتخذها مسكناً وستقرَّ بها، وعلينا الرحمة بصلواتها آمين ثم آمين. بصلوات تلك التي حملتك تسعة أشهر، اقصِ عنَّا يا ابن الله قضبان الغضب.

  • مبارك مجد الرب (ص36) – وأبانا الذي في السماوات إلخ.

القومة الثانية للقديسين

الردة – مُباركٌ مَن صيَّركم ينابيع تجري منها المساعدات للعالم، وأحلَّ قوته أيضاً بذخائركم، فيا أيُّها القدِّيسون المختارون تضرَّعوا إلى سيِّدكم لأجلنا.

سدر القديسين (ص45)

نشيد – أيُّها الأصفياء الذين أحبُّوا الحق، أيُّها الشهداء الذين ماتوا حبَّاً بابن الله، إنَّ ذكركم هو للبركة؛ وقد صرتم ميناء المعونات للخطأة التائبين، فتوسَّلوا معنا إلى المسيح الساكن في عظامكم لكي يتحنَّنِ علينا، ويرحمنا في يوم إشراق عظمته، ويمنحنا بياض الوجه أمام منبر لاهوته، فترتِّل له الحمد في الليل والنهار. قال الرسل لربنا: قد أحببناك فماذا تهبنا؟ فأجابهم مخلِّصنا وقال: أجلسكم عند مجيئي على اثني عشر كرسيَّاً، فتدينون أسباط اسرائيل الاثني عشر، وترثون معي ملكوت العلى، وتتنعَّمون بمائدتي، وأمنحكم أجرة جيِّدةً، ثلاثين وستين ومائة، لأنَّكم حفظتم وصاياي وعملتم إرادتي.

المجد عذبٌ وجميلٌ هو القول الذي قاله ربُّنا في بشارته، لمَّا أعطى الطوبى لأحبَّائه المجتهدين: طوبى للمساكين بالروح فإنَّهم يرثون الملكوت، طوبى للحزانى فإنهم يتعزَّون، طوبى للمضطهدين؛ أمَّا الشهداء الذين ذُبحوا على رجائه، فيرثون الملكوت الحياة الدائمة، عوضاً عن الآلام التي احتملوها والعذابات التي تكبَّدوها.

من الآن – كان الشهداء كالرَّبابنة، وكان إيمانهم كالسفينة، فحملوا الصليب سلاحاً لهم في جهادهم، وحاربوا الشيطان وأذلُّوا قوتَّه؛ ثم نظَّموا أجواقاً، وقالوا لبعضهم البعض: سقط أعداؤنا واندحروا، أمَّا نحن فانتصبنا وتهيَّأنا، فهلمُّوا نخرُّ ونسجد له، ونبارك الربَّ الذي أبدعنا، ونرتِّل له الحمد في الليل والنهار.

طلبة مار أفرام – يا ربنا ارحمنا، بصلاة خدَّامك، بصلاتهم وطلبتهم، ارحم نفوسنا، تنبَّأ الأنبياء عنك إلخ (ص62).

مبارك مجد الرب إلخ (ص36) – وأبانا الذي في السماوات إلخ.

القومة الثالثة للأموات

الردَّة – في أخدارك السعيدة أرح اللَّهُمَّ أمواتنا؛ أرحهم يا ربنا وارحمنا، واغفر بتحنُّنِكَ نقائصهم ونقائصنا.

سدر الأموات (ص44)

نشيد – اللَّهُمَّ أرح في أخدار النور أنفس آبائنا وإخوتنا الذين رقدوا وانتقلوا من الحياة الزمنية ريثما يحين يوم قيامة الراقدين، ولتشعر عظامهم في القبور بيوم تذكارهم؛ وعندما تأمر فتقيم أبناء آدم الترابي، وشحهم بالبهاء والسناء ليدخلوا معك الجنة، ويصعدوا لك الحمد لأنَّك أنت باعثهم. لنلبسنَّ الحداد من الآن وحتى اليوم الذي يدوي به صوت البوق، فتنفتح القبور وتهبُّ ريح القيامة في الأموات فينبعثون؛ فمنهم مَنْ ينتظر ذلك اليوم، ومنهم من لا ينتظره. الأبرار يبغون الوصول إليه، والأشرار يجزعون منه؛ الحنطة تتوق إلى المطر، والشوك يستوجب الحرق؛ فأهلنا للاجتماع مع الحنطة في أهرائك.

المجد – طوبى لمن يقدِّم الأحياء عنه القرابين ههنا، فيسجِّل ذكره فوقاً في السماء. لم يدوِّن موسى أسماء الأسباط  في ألواح الحجر إلا لكي يكون ذكرهم مؤبداً أمام الرب، فسجِّلوا أسماء أمواتكم في سفر الحياة لكي يُذكروا ههنا في البيعة، ويُكتبوا فوقاً في السماء، ويتنعَّموا مع المسيح في مجيئه.

من الآن – أيُّها المسيح، يا مَن وعد أبناء آدم الترابي بالقيامة، وقال في بشارته لمن آمن به: “كل من يأكل جسدي، ويشرب كأس دمي، يثبت فيَّ وأنا فيه، وأنا أقيمه في اليوم الأخير”، فأقم بنعمتك عبيدك الراقدين على رجائك، وأحيهم ليدخلوا معك جنَّة أفراحك، عند مجيئك بالمجد في جموع ملائكتك المكرَّمين.

طلبة مار بالاي – يا ممتلئاً رحمة، جدِّد في القيامة خليقتك، عبيدك والساجدين لك الراقدين على رجائك، أرح اللَّهُمَّ أمواتنا إلخ. (ص50).

  • هاليلويا وهاليلويا وهاليلويا المجد لك يا الله (3)ً.
  • أيُّها الإله الحنَّان تحنَّن علينا بمراحمك.
  • بالقرابين وبالصلوات نذكر آباءنا (ص37)

السدر العمومي (ص44) – قالت مريم: تعظِّم نفسي الرب (ص37)

  • ثم الأبيات المناسبة من التعاظيم – ما أطيب وما ألذ (ص37) سبِّحوا الرب من السماء (ص38).

المجد – من الآن – المجد للثالوث (ص39) – فرتبة القدِّيس – فطلبة مار أفرام: يا ربنا ارحمنا، بصلاة أمك وقدِّيسيك، بصلاة أمك وقدِّيسيك، اغفر لنا ولأمواتنا، الملاك الذي جاء بالسلام وبشَّر به البتول مريم البتول، هو يجيء ويبشِّرنا بأن الله رضي عنَّا، الملاك الذي قوَّى الشهداء فانحدروا إلى الجهاد، هو يأتي ويقوِّينا على الشرير وجنوده، الملاك الذي نضح فتيان آل حنانيا بالطلِّ، هو ينضح عظام الأموات بطلِّ الرحمة، يا إخوتي، هلمُّوا نرفع المجد للثالوث المسجود له، في يوم تذكار والدة والقديسين والمتوفين.

يا ربَّنا ارحمنا، بصلاة أمِّك وقدِّيسيك، بصلاة أمِّك وقدِّيسيك، اغفر لنا ولأمواتنا.

مثلما يسبِّح الملائكة ورؤساء الملائكة (ص40) .

صبح الأربعاء

صلاة الابتداء (41) – المزمور 51: ارحمني يا الله (ص41).

المزمور 63: إلهي أنت إلهي (ص42).

نشيد – أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع العذراء القدِّيسة التي ولدتك بالبتولية، لأرتِّل لك المجد. أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع مريم التي أردتَ أن تحملك تسعة أشهر، لأرتِّل لك المجد. أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع الأنبياء الحقيقيين الذين تنبأوا عن مجيئك، لأرتِل لك المجد. أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع الرسل القدِّيسين الذين أنذروا الأمم ببشارتك لأرتِّل لك المجد. أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع الشهداء والمعترفين الذين احتملوا الآلام والعذابات، لأرتِّل لك المجد. أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع الآباء القدِّيسين والملافنة المستقيمي الإيمان، لأرتِّل لك المجد. أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع باسيليوس العظيم، وغريغوريوس الجليل، لأرتِّل لك المجد. أيُّها الرب الإله أهِّلني، مع الأبرار والكهنة الذين أحبُّوك وخدموك بطهارة، لأرتِّل لك المجد. أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع الخمس الحكيمات اللواتي لم تنطفئ مصابيحنَّ، لأرتِّل لك المجد. أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع الخاطئة التي دنت منك فنالت الغفران، لأرتِّل لك المجد. أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع اللص الذي آمن بك فوعدته بالفردوس، لأرتِّل لك المجد. المجد – من الآن – أيُّها الرب الإله، أهِّلني مع الملائكة الذين لا يملُّون من تسبيحك في السماء لأرتِّل لك المجد.

المزمور 113 – المجد لباري النُّور- سبِّحوا يا عبيد الرب (42)

والمزمور 148 – سبِّحوا الربَّ من السماء (ص38 و 39).

المجد – من الآن – فلتكن مريم والدتك ويوحنا معمِّدك، شفيعين لنا عندك وارحمنا.

السدر العمومي(ص44)

نشيد البخور – ارحمني اللَّهُمَّ ارحمني – ليكن عطر البخور الذي قدَّمناه أمامك، غفراناً لذنوبنا وصفحاً عن خطايانا؛ وأقمنا عن يمينك في يوم إشراق مراحمك، أيُّها الابن الحي الذي خلَّصنا بصليبه.

وصراخي إليك يأتي – ليكن عطر البخور الذي قدَّمناه أمامك هذا الصباح، مثل البخور الذي قدَّمه لك هارون في قبة العهد، وقد طابت رائحته لجلالك فارتضيت به، فكان مقبولاً في العلى والعمق.

المجد – سبحانك أيُّها الرب المولود من الآب منذ الأزل! فقد تنازلت عظمتك من الأعالي الخفية، وشئت فتأنَّست، وشفيت أوجاع جنس آدم الضعيف وأسقامه؛ فالمجد لك والتبريك لوقارك.

من الآن – التسبيح والحمد لمولود مريم البتول القدِّيسة، بشَّر به إشعياء بشارة حقيقية فقال: ها هوذا العذراء تحبل وتلد ولداً عجيباً أي الله معنا.

لوالدة الله – أيُّها الرب الإله، جزع منك جبل سيناء وحملتك مريم العذراء، وأنت حامل العلى والعمق، حبلت بك دون زواج وولدتك ميلاداً لا يوصف، فعظِّم يا رب ذكر والدتك. حملت مريم مَن هو أقدم من الدهور وهو حاملها، وانتقلت به خفية مع يوسف إلى بيت لحم ليكتتبا في الإحصاء، فنزل الفقيران في المغارة، وهما حاملان مدبِّر المعمورة. أيَّتها العذراء مريم، حياكِ رسول العلي، وبشَّرك بأن ملك الملوك سيحل بكِ فتلدينه دون زواج، فسعداً لكِ أيَّتها الأم المباركة، لأنَّك ولدت في بتوليتكِ تلك الشمس التي تنير البرايا. تهتف البرايا: السلام عليك يا مريم البتول القدِّيسة، حملتِ مثل السفينة مصوِّر الأجنَّة في الأحشاء، حملت حاملك، والملاك حيَّاكِ؛ وتبارك الرب الذي أشرق منكِ.

للقديسين – دعي القدِّيسون إلى ملكوت العلى. إلى حياة الأبد، إلى ما لم تره عين ولم تسمع به أذن إنسان، ولم يخطر على قلب بشر؛ فالمظفَّرون أحباء المسيح يستحقُّون هذه السعادة العظيمة. مثلما كرَّم موسى عظام يوسف الجليل، هكذا فلنكرم عظام القدِّيسين أحباء المسيح، فيشفعوا فينا وقت الغضب إلى الله، فلا نُجلد بقضبان العدل. يقول الشهداء: إكليلنا باقٍ ومكافأتنا محفوظة، وسيورثنا الابن القدوس حبيبنا ملكوته، ويما أننا تعذَّبنا بالنار والسيف، فسيعزِّي المسيح ضيِّقاتنا بالفردوس الذي وعد به أحباءه. ابتذل الشهداء المقتنى والمال والثروة الباطلة، لمَّا رأوا زوال العالم وثبات الحق؛ وبما أنَّهم أحبُّوا مخافة الله سلَّموا أعناقهم إلى الموت، فجعلهم الله سوراً لنفوسنا.

للتوبة – أيُّها المسيح الملك، أقرع في كل ساعة باب مراحمك، والتمس الرأفة والرحمة من غنى كنزك؛ اللَّهُمَّ اعتصمت بك فأعنِّي، واعترفت بك فلا تخجلني؛ أنت رجائي وعليك اتكالي. أيُّها الابن الصالح، أستمدُّ الرحمة والتمس منك الحنان، فأنقذني من جهنَّم، لأن جسدك ودمك مكنونان فيَّ؛ وبما أنِّي لم أكفر بصليبك، لا تكفر بي يوم تدين جميع القبائل. ما أضيق الباب وأعسر الطريق التي تؤدي إلى الملكوت، فالنشاط مطلوبٌ ممن يريد أن يسير عليها؛ وإلا فإذا توانى قليلاً، فيضلُّ السبيل ويُهلك ذاته بذاته. يا ليت لي قلباً نادماً وينبوعاً من الدموع، لجلستُ وبكيتُ ذاتي بتنهُّدٍ مريرٍ، فقد قضيتُ السنين من حياتي في الأعمال الباطلة الغير مفيدة، وكنتُ فيها سافلاً بيسيرتي.

للأموات – سينبعث من التراب كل الذين اتَّسموا بوسم المسيح في المعمودية، وأكلوا جسده المقدَّس، وشربوا دمه الغافر، وسينفضون الغبار عنهم ويرتدون حلَّة المجد.

صلاة العطر (ص42)

نشيد ما بعد البخور – أشرق النور في الظلام للمستقيمين – عندما يٌشرق النور وينسحب ستر الظلام، تسجد لك يا رب الأختان: السماء والأرض وقد خلقتهما سويةً؛ فالواحدة وهي الرقيع، هي فوق المياه؛ والأخرى تحمل المياه، والهواء ممتدٌ بينهما. فتكونت الجنَّة بلمحة بصر، فالمجد لك لتدابيرك.

وإذ ذاك يكلمُّ أبراره في الرؤيا- في الصباح شهد موسى مشهداً رهيباً على قمة الجبل: ملائكة النور والروح وهم يوقِّرون الله، أبصر النار تعلق بالعوسجة، فتلهبها دون أن تحرقها، وسمع صوتاً يقول له: اخلع نعليْكَ من رجليك، فالرب حالٌّ بهذا المكان.

المجد- سبحان الآب القدوس الذي أرسل ابنه القدُّوس، فهبط وحلَّ بالحشا النقي المقدَّس، صار منَّا ومثلنا لكي نصير مثله، صار بإرادته إنساناً ليصيِّرنا أبناء أبيه وشركاء الروح القدس.

من الآن – سبحان من حلَّ بالبطن، وشاء برحمته وسكن فيه، سبحانه لأنَّه خرج من البطن دون إفساد البتولية. المجد له ولمرسله لأنَّه تواضع لأجل خلاصنا، وأراد فصار إنساناً، وخلَّص جنسنا المائت من عبودية الخطيئة.

لوالدة الله – بينما كانت مريم وافقة تصلِّي وتبتهل إلى الله، وافاها ملاك النار المتشح باللهبة فقال لها: السلام عليك يا حصناً نزل فيه ابن الله؛ انفضي الفقر عنك، لأن الغني يحلُّ بحصنك، ويشبع جوع العالمين.

أليصابات أمُّ يوحنا، ومريم أم المسيح: العقر والبتولية، حصنان اختارهما الملك. ارتكض الحنين للحنين، والجديد للعتيق، وسلَّمَ على سيِّده وقال: هلَّمَ بسلام فسلامك يؤمِّن المعمورة.

سعداً لك يا مريم، لأنَّكِ ولدت ابن الله الحي! سعداً لك يا سفينة مزيَّنة انحدر إليها التاجر وحلَّ بها! سعداً لك يا برجاً جميلاً! اقتبلت مهندس العلى، وحملتيه مع المحافظة على بتوليتك، و ولدتيه مع بقاء طهارتكِ، فتبارك الرب الذي أشرق منك.

محروم مَن لا يصدِّق أن مريم ولدت الله! وكافر مَن لا يعترف أنَّه هو الله وابن الله! ولده الآب منذ الأزل، وفي آخر الأزمنة أشرق من مريم، فالمولود من الآب ومن مريم هو واحد ومسجود؛  فمحروم مَن يناقض هذا القول.

للقديسين – قال ربنا لتلاميذه: أنا هو النور الحقيقي، وكل مَن يمشي في النور لا يدركه الظلام. طوبى للرسل القديسين الذين ساروا في نور المسيح، ها إن ذكرهم مكرَّمٌ من أقصى الأرض إلى أقاصيها، فلتكن صلاتهم سوراً لنا.

أمسك رسل ابن الله وتلاميذ الوحيد صليباً بأيديهم، وفلحوا الأرض وقلبوها، فقد خدمت الأوثان وخلت من الحق، استأصلوا الوثنية منها، وزرعوا الإيمان بها، وها هي تعطي ثمار المجد.

عاين الشهداء طريقين: الواحدة توصل إلى الحياة، والثانية إلى الموت، فعرَّجوا على الضيِّقة لينالوا بواسطتها الحياة الجديدة؛ انحدروا إلى الجهاد ضد الشرير، وانتصروا عليه وصعدوا وقالوا: فليكن اسم الرب مباركاً، فهو رفيق الساجدين له وملجأ الذين يدعونه.

نزل الشهداء إلى الجهاد، فحاربوا واقتتلوا، قتلوا الشرير خفية لأنَّه قتلهم علانيةً، ومن بعد ما قتلهم، انتصب وجلد نفسه أمامهم وبدأ يولول ويقول: لن أقوى على الشهداء لأنَّ قوة الله مستقرَّةٌ بهم.

للقديس – مار … خادم نشيط، وبطل الإيمان، ومهندس زيَّن بناءه فبلغت قمَّته السماء، وهو شجرة امتدت أغصانها، وسكن الروح القدس بها؛ وها إنَّ الشعوب تتقاطر إليه من كل صوب وتقصده في تذكاره، لتنال منه المعونة.

تغتبط الكنيسة المؤمنة بكَ، وتنشد المجد في تذكارك، أيُّها القديس مار …فرَّحت المسيح الله، وهو يفرحك بملكوته مع الأبرار والصديقين، فأبهج في عيدك المبارك، الجمع الذي يلهج بذكرك، وافتقده بمساعداتك.

للتوبة – اللَّهُمَّ، يا مَن لا يمنع رحمته عن الخطأة الذين يدعونه، أبعد عنَّ وأزِلْ بحنانك ضربات الغضب وقضبانه؛ هبنا أشهر فرح وسنين خصب، واطرد الشرير عنَّا بعلامة صليبك العظيمة، فنشكر لك نعمتك.

اللَّهٌمَّ، يا مَن اقتبل دعاء ابن متَّاي وهو في جوف البحر، فأمر الحوت الضخم فلفظه في اليوم الثالث، إسمع صلاتنا، وارتضِ بنا، وأجب بمراحمك إلى سؤلنا، وإذا أبغضناك يا ربُّ، فثمَّة من يرضيك، وهم الشهداء الذين ماتوا حباً بكَ.

اللَّهُمَّ، لن أتوقف عن تمجيدك، ولن أكفَّ عن التهليل لك، فلا تدينني يا رب بصرامة لأنَّك تعرف أنِّي أثيم، وإذا حاسبتني على ذنوبي، فلا ميراث لي سوى جهنَّم، والعزل عن الحياة، والصمت عن التوسُّل إليك، فاغفر لي جرائري بمراحمك.

اللَّهُمَّ، عندما تدينني العدالة، لا تدع ذنوبي تحجب شخصي، ولا تتركني عرياناً في الدينونة بينما الأبرار متَّشحون بالمجد؛ اجترمت الإثم فهويت، فمدَّ إليَّ يمينك وأقلني، فيا أيُّها المتحنِّن على الخطأة  وارأف بي كما رأفت باللص على الصليب، فبابك مفتوح للتائبين.

للأموات – اللَّهُمَّ اجعل ذكراً وراحةً لآبائنا وإخوتنا الراقدين؛ اللَّهُمَّ ضمَّ الساجدين لك إلى صفوف وأجواق قدِّيسيك؛ وحينما تجلس على عرشك، وتميِّز الأخيار عن الأشرار، اجعلهم يبصرون حنانك في قضائك، ويقومون عن يمينك، ويرتِّلون المجد جذلين.

القوقليون السابع-  يستعطفكِ أثرياءُ الشعبِ بالهدايا هاليلويا وهاليلويا وكلُّها مجدٌ ابنةُ الملكِ مِن الداخل. لُبسها مزيَّنٌ بالذهب الصافي هاليلويا وهاليلويا فتزفُّ إلى الملكِ مع الهدايا. وتسير العذارى رفيقاتها خلفها هاليلويا وهاليلويا ويمضين بسرورٍ وحبورٍ. ويدخلنَ هيكل الملك هاليلويا هاليلويا فيكون بنوك عوضاً عن آبائك.

المجد – من الآن – السلام عليك أيَّتها العذراء القديسة الطاهرة، السلام عليك يا لؤلؤةً لا عيبَ فيها، السلام عليك يا مّنْ ولدتِ الجبارَ حاملَ البرايا؛ فالأجيال كلُّها تعطيكَ جزيل الطوبى من الآن وإلى أبد الآبدين.

سدر والدة الله (ص46)

نشيد – أبارك الرب دائماً وفي كل حين – يا مريمُ بنتَ داود، مباركٌ هو المسيح الذي اصطفاك من بين كل أجيال الخليقة، وأخذ له منكِ جسداً؛ وظهرَ على الأرض مثلَ إنسانٍ مُتألِّمٍ، وهو الله؛ المجد لمن واضعَ عظمته إلى هذا الحد لأجلنا، وشاء فتأنَّس وخلَّصنا من الضلال.

أنشدُ تسابيحي بفمي – يا سيَّد الكل، كانت مريم سماءً ثانيةً لكَ، فحللتَ بِها وقدَّستها وأشرقتَ للعالم منها، ولما كنتَ تتألم على الصليب، استودعتها رسولك؛ فنبتهل إليك يا فادينا مع رسولك ووالدتكَ لكي تقرَّ أمنك وسلامك في كل العالم.

المجد – سبحانك يا كلمة الحياة، شئتَ فتجسدت من مريم الطوباوية، وهي القديسة والنقية في نفسها وجسدها، حبلت بكَ من الروح القدس دون زواج، وولدتكَ ميلاداً عجيباً دون زرع بشري.

من الآن – يا إشعياء نبيَّ الروح، خذ كنَّارتك وتنبأ عن كيفية ظهور سيِّدك للمعمورة، ها العذراء تحبل وتلد ولداً عجيباً، ويُدعى اسمه عمَّانوئيل أي الله معنا، مبارك سيِّد الأنبياء الذي أتى وتمَّم أقوالهم.

طلبة مار يعقوب – اللَّهُمَّ، أشركنا في ذكر أمِّكَ وقدِّيسيك؛ واغفر لنا ولأمواتنا بصلواتهم. بصلاة أمِّك والأنبياء والرسل والشهداء، إحفظ الأحياء واغفر بمراحمك للأموات. طوباكِ يا مريم، لأن تابوت العهد الذي تصوَّره موسى وصنعه، يرمز إليكِ سرَّاً، فقد احتوى اللَّوحين الذين كتبهما الله؛ وأنتِ يا مريم، فحويتِ خبز الحياة الحقيقي. طوبى للأنبياء الذين صوَّروا الابن بالرموز، طوبى للرسل الذين أنذروا ببشارته وعلَّموها، طوبى للشهداء الذين احتملوا العذابات ببسالة، وها إنَّ يوم تذكارهم موقَّرٌ على الدوام. طوبى للأموات الذين رقدوا واستراحوا فرحين، فجسدُ الابنِ محتجب ٌبهم وهو عربونٌ لهم، وهو يدُّك بقدرَتِه أسوارَ الجحيم، فيسمعون صوته ويخرجون للقائه مُسرعين. المجد للآب الذي شاء فاصطفى مريم، والسجود للابن الذي قوَّى الشهداء وشدَّدهم، والحمد للروح الذي يأمر فيقوم الأموات؛ ولثلاثتهم طبيعة واحدة غير منقسمة. أيُّها الابن الذي وُلد بالجسدِ من بنتِ داودَ، أفضْ مراحمكَ الغنية على رعيتك.

صالح الاعتراف للرب (43).

الساعة الثالثة من يوم الأربعاء

سدر والدة الله (ص46).

نشيد – ولدتْ العذراء العجبَ الإله الكلمة، الوسيط بين الله والبشر، هو العجب لأنَّه تجسَّد وارتدى اللهبة وصار إنساناً وأتى للولادة؛ هو العجب لأنّه شاء فحلَّ بالحشا تسعة أشهر، ولم يفضَّ بِكارةَ أمِّهِ عندما خرج منها؛ هو العجبُ لأنَّه رضي فمكثَ بالأرض ثلاثاً وثلاثين سنةً، وأقبلَ إلى العذاب والموت لأجلنا؛ هو العجب لأنَّه بقي في القبر ثلاثةَ أيَّام ثمَّ قامَ هاليلويا وارتقى إلى السماء.

قولي لي أيَّتها الطوباوية: كيف تجاسرتِ واقتبلتِ ذلك الذي يملأ السماء والأرض؟ – ” دخل من الأذنِ ولم أشعر به، استقرَّ بالحشا ولم أخف منه، سندتني قوَّته، وزارتني إرادته، فحملت وولدتُ الطفل الأقدم من الدهور هاليلويا فافتدى البرايا”.

المجد – اغتبطت مريم لأنَّها ولدته، وابتهجت المغارة لأنَّها اقتبلته، وانسَّر المذود لأنَّه وُجد أهلاً لجلاله؛ فرح الرعاة هناك لأنَّهم عاينوا مجد الملائكة الذين انحدروا من العلى إلى العمق، وفرحت السماء والأرض بالوليد الذي أمَّن البرايا هاليلويا مبارك مولودكِ يا مريم.

من الآن – أيَّتها البتول القدِّيسة، ترمز إليكِ جرَّة أليشاع الجديدة، وجزَّة آل جدعون وطلّه، إنك حلَّيتِ المرارة التي نَفثتْها الحيَّة – في حسدها – بين الأشجار وقتلت بها البشر؛ اقتبلت المطر السماوي، وأنبتِّ حُزمة الأفراح هاليلويا وأشبعتِ البرايا.

طلبة مار يعقوب – صلاتك معنا يا مباركة، يا ممتلئة رحمةً، أتكلم بانذهال عن مريم؛ إنِّي متعجِّبٌ من الحد الفائق الذي وصلت إليه بنتُ السفليين. هل أمالت النعمة الابنَ إليها؟ أم هل حسُنت ان تكون أمَّ ابن الله؟، مِنَ الواضح أنَّ الله تنازل فانحدر إلى الأرض، فاقتبلته مريم، وكانت أكثر الناس طُهراً؛ أبصر تواضعها ووداعتها فحلَّ بها، إذ يطيب للقدوس ان يسكن في المتواضعين. لا أسكن إلا في الودعاء والمتواضعين؛ تطلَّع فرأى أنَّها الوضيعة بين المواليد، وأنَّه منذ البدء لم يتَّضع أحد قد قطُّ مثل مريم، وجليٌّ أيضاً أنَّه لم يرتفع أحدٌ مثلها، المجد للآب الذي اختار مريم لاتضاعها، والسجود للابن الذي باتضاعه نزل وحلَّ بها، والحمد للروح الذي يطيبُ له أنْ يسكنَ في المتواضعين، والمجدُ للطبيعة الواحدة التي لثلاثتهم، بصلوات تلك التي حملتكَ تسعة أشهر، أقصِ عنَّا يا ابن الله قضبان الغضب.

منتصف الأربعاء

السدر العمومي – (ص44)

نشيد – السلام عليك يا مريم، يا قبَّةَ الأسرار التي صنعها موسى، السلام عليك يا منديل الروح الحاوي ماء الحياة، السلام عليك يا مدينةً منيعةً كما قال عنها داودُ بنُ يسَّى، فالله أشرق في حشاكِ.

أيَّتها البتول الطوباوية القدِّيسة، يا والدة الله فليكن ذكركِ مؤبداً مع عطر البخور، ولتكن المراحم على العالم بصلاتك وطلبتك، فتتأمن الكنيسة وأبناؤها.

المجد – حمل الشهداء الصليب سلاحاً، ونزلوا لمكافحة الشرير، فمنهم من ضُرب بالسيف، ومنهم من حُرق بالنار؛ رآهم الشرير فتذمَّر لأنَّهم لم يَهِنوا في الجِّهادِ؛ فيا ربَّنا اغفر لنا بصلواتهم.

من الآن – على المائدة المعدَّة منذ البدء للأبرار والصِّديقين، أتْكِئ أمواتنا الذين تناولوا جسدك ودمك، واعترفوا بك في حياتهم، فاعترف بهم أمام والدك فقد توفُّوا ورقدوا على رجائك.

طلبة مار بالاي – بصلاة والدتك وجميع قدِّيسيك، سامحنا يا ربنا وأرح أمواتنا: إلخ (ص50) .

الساعة التاسعة من يوم الأربعاء

سدر الأموات (ص44)

نشيد – اللَّهُمَّ، اجعل الراحة والحياة والسعادة للأموات الذين أكلوا جسدك وشربوا دمك، وليبصروا حنانك في الدينونة عند مجيئك، ويجلسوا عن يمين ألوهيتك.

مثل السوسن التي ترتدي في البرية ثوباً لم تنسجه أيدي البشر، هكذا يرتدي الصِّديقون في القيامة ثوباً نسجه الروح القدس لبني آدم.

المجد – سُيحمل بأبَّهة على جمال السحاب ابن الملك الآتي ليُحيي الأموات.

وسيَسمع الأبرار صوت البوق المبَّشر بقدومه، فيتَّشحون بحلة المجد، ويخرجون إلى لقائه.

من الآن – قال آدم: أسجد لذلك الصوت الذي وأنا بين الأشجار، وقد ارتعت منه؛ وهو أيضاً سيدعوني مع أبنائي في القيامة، ويقيمني عن يمين ألوهيَّته.

طلبة مار بالاي – يا ممتلئاً رحمةً، جدِّد في القيامة خليقتك، عبيدك والساجدين لك الراقدين على رجائك. إلخ (ص50).

مساء الخميس

صلاة الابتداء (ص30)والمزمور 140 – دعوتك يا رب (ص30)

المجد – من الآن – يُنشد السماويون المجد، ويقدِّم الأرضيون السجود، للكائن الواحد الأزلي، الإله خالق كل العالم.

السدر العمومي (ص44)

نشيد البخور – هتفتُ إلى الرب بصوتي وتضرَّعتُ إلى الرب بصوتي – ستعطفك بأصوات ملؤها الشكر، وابتهل إليك من أجل معاصيَّ و مساوئي وأصرخ: ربي وإلهي ، لا ترذل التوبة وتوجِّع النفس. أقدمهما لك عن كثرة جهالاتي؛ فرحماك أيُّها المسيح الملك.

وبسطتُّ أمامه تضرُّعي – يا محب البشر، اعترف بذنوبي وخطاياي فلا توبِّخني لكثرة جهالاتي؛ قلت: إذا كان الرب يؤنِّب من جرَّاء القبائح، فاعترف له برذائلي ليشفيني بعفوه؛ فرحماك أيُّها الطبيب السماوي.

المجد – أيُّها الإله الرحيم، إصفح بجودك عن ذنوبي، وتجاوز عن جهلي، ولا تسلِّمني للعدو لئلا أقع في أحبولته، فيشمت بي معارفي أيضاً ويسخرون مني؛ قرعتُ بابك ، فارحمني أيُّها المسيح الملك.

من الآن – اللَّهُمَّ، نبتهل إليك في الأزمنة المشحونة بالضيقات، فبادر إلى نجدة عبيدك، واغمرنا بمراحمك، فالشدائد التي تحيق بنا لا تحصى. ولا توبخنا يا رب في رجزك كما رتَّل داود، ولا تؤدبنا في غضبك، فارحمني أيُّها المسيح الملك.

لوالدة الله – أرسل البلاط السماوي ملاكاً إلى مدينة الناصرة في الجليل، إلى ابنه داود الطوباوية، فحمل إليها رسالة الأمان وبشَّرها: أن الرب معكِ وبكر الآب يشرق منك؛ فيا أيُّها المسيح الملك الذي أشرق منها ارحمنا.

أبصرتْ البتول الملاك متَّشحاً باللهبة، فنهضت وقد اعتراها خوف عظيم، وشرعت تقول باحتشام: إن كنت لا تعطيني شرحاً عن كيفية حصول الحبل دون رجل، فصعبٌ عليَّ أن أصدق، لأنِّي لا أعرف رجلاً، ولا أشعر بميل إلى الزواج.

حسب قول المباركة، كل الأفواه والألسنة النارية والروحية التي في الأعالي الخفية، وكل قبائل الأرض تعطيها الطوبى؛ فيا سيَّد الكل امنح بتحنُّنك وبصلواتها، الصفح عن سيئات وخطايا الجمع الذي كرَّم يوم تذكارها.

تهتف البرايا: السلام عليك يا بنت داود، يا والدة الله البتول، الممتلئة جمالاً وقداسةً، تضرَّعي إلى الابن الذي أشرق منك، لكي ينعم في حنانه وبصلواتكِ، الأمن والسلام على الكنائس والأديار.

للقديسين – السلام على الأنبياء والرسل والشهداء، مهندسي الإيمان وأعمدة البيعة المقدَّسة، فقد احتملوا كل المحن حبَّاً بربنا، وتبعته نفوسهم مثلما رتَّل داود؛ فبصلواتهم ارحمنا أيُّها المسيح الإله.

نتضرَّع إليك في أيَّام تذكار أحبائكِ، يا يسوع، الإله الكلمة، الذي أتى بمحبته وصار إنساناً، ونهج لنا طريق الحياة إلى الملكوت؛ أبصره الشهداء المباركون واعترفوا به وآمنوا؛ فبصلوات شهدائك ارحمنا أيُّها المسيح الإله.

مَن يستطيع أن يشيد بأمجاد الشهداء الذين أحبُّوا المسيح من كل قوَّة عقولهم، وابتذلوا مجد العالم الباطل، وشغفوا بمخافة الله من كل قلبهم؛ فبصلواتهم ارحمنا أيُّها المسيح الإله. عاين الشهداء المسيح على الصليب معلقاً وحنبه بالحربة مطعوناً، وقد جرى منه دمٌ وماءٌ، فأسرعوا يشجعون بعضهم بعضاً ويقولون: هلمُّوا نموت لأجل ربنا، مثلما مات لأجلنا؛ فبصلوات شهدائك ارحمنا ايُّها المسيح الإله.

للتوبة – اللَّهُمَّ، افتح لنا باب مراحمك كما فتحته للِّص، وارتضِ بتوبتنا كما ارتضيتَ بتوبة العشَّار والخاطئة؛ واغفر ذنوبنا وخطايانا كما غفرتَ لشمعون بعد ما أنكركَ، فأنت هو الرب الرحيم وقابل التائبين الذين يقصدونك نادمين.

أيُّها الرب الرحيم، تحنن عليَّ كما تحننَّت على اللِّص، لا لأنِّي أستحق الرأفة بل بسبب نعمتك التي أنزلتك إلى الجنس البشري لتنجِّيه من مضايقيه: الموت الشيطان؛ فيا طبيب نفوسنا نرغب إليك أن ترحمنا.

لما سمع أهل نينوى صوت يونان بن متَّاي، اضطربوا فلاذوا بالسهر والصوم والتوبة والصلاة، وبالدموع والتنهُّدات، فبطل العقاب الذي أنذرهم به يونان، فمباركٌ الحنَّان الذي ردَّهم من الشر إلى الخير.

لنرفعنَّ، الطلبة، ولنبتهلنَّ بخشوع إلى الرب الرحمان، ولا نضجرنَّ من التضرع إلى الله فبابه مفتوح في كل حين، وهو يجيب كل مَن يقرعه، ولا يمنع مراحمه عن الخطأة الذين يدعونه فهو صالح رحيم.

صلاة العطر (ص42)

نشيد ما بعد البخور – آتي باحترام إلى بيتك وأوفيك نذوري هاليلويا – اللَّهُمَّ، رحنا في السماء إلى بيتك لنلتمس الرحمة الرأفة وغفران الزلات، وغدونا إليه في الصباح لنسجد لك يا فادينا، لأنَّك مبَرِّرُ الأثمة من خطاياهم.

وهبتَ الميراث لخائفي اسمك هاليلويا – أيُّها الصالح، يا مَنْ وهب الفعلة النشيطين أجرتهم في المساء، وأجزل العطاء أيضاً للذين أتوا في الساعة الحادية عشرة، امنحنا يا رب بياض الوجه في القيامة، لترتِّلَ المجد لك مع الأولين والآخرين.

المجد – سبحانك يا مستيقظاً يخدمه المستيقظون، ويقتبل بمراحمه خدمة الأرضيين، إنَّنا ندعوك من الأعماق، فاسمع صوتنا كما سمعت يونان وهو في قعرِ البحرْ واستجبته.

من الآن – أيُّها الحنَّان، المتضايقون يدعونك؛ و يا محب البشر، المعذبون يعتصمون بكِ، فاحفظ بصليبك حياتهم، واحرسهم من الشرير الذي يحاربهم.

لوالدة الله – أيُّتها المباركة التي صارت أمَّ الله بالطهارة والقداسة ودون زواج، استمدِّي الرحمة في يوم ذكراكِ هذا، لتكون فيه الراحة للأموات والرجاء للأحياء.

أيَّتها القدِّيسة، إن كان جسمك بعيداً منَّا، فصلواتكِ تكون دائماً معنا، فتضرَّعي إلى القدير المحتجب الذي تنازل وحلَّ بك، لكي يغفر لنا.

حملت مريم المسيح على ركبتيها، وأرضعت رازق الكلِّ حليباً صافياً، وقمَّطت الإله الذي صار طفلاً من أجلنا، ووضعته في المذود.

في العالم، صارت مريم سفينة الحياة، وصار المسيح ملَّاحاً، فانحدر إليها وحلَّ بها، وسارت به فوصلت إلى ميناء المسرَّات، ووهبت الثروة السماوية إلى بني آدم.

للقديسين – السلام على معسكركم أيُّها القدِّيسون الذين تاجروا وحملوا الحياة إلى البشر، افتحوا كنز صلواتكم للمعوزين، واحرسوا من الضرر المكان الذي نزلتم به.

أيُّها القدِّيسون، لن يمر المسيح الملك حبيبكم دون أن يكافئكم على أعمالكم؛ يا أحبَّاء الابن، إنَّ عظامكم موضوعة في الكنيسة، وأسماءكم مدوَّنةٌ في سفر الحياة.

أيُّها الشهداء بادروا إلى وقاية المسكونة من الأمواج العواصف التي تحيق بها، كما رقى نوح البار في الفلك، الحيوانات التي دخلت معه يوم الطوفان.

صرخ الشهداء وهم في النار إلى النار وقالوا: إنَّنا نموت من أجلك، فهلمَّ لمعونتنا، فرفرف وهبط في مركبة الكاروبيم، وما أن رأت النار مبدعها حتَّى رشَّتِ الندى.

للقديس – يا مار… أدهش بهاؤك العلويين، واسمك العظيم كريم عند السفليين، وقد شاهد سيِّدك سيرتك فبجَّل ووقَّر ذكرك، فلتكن صلاتك معنا.

يا مار… إذا نَبَعَ الماء بأعجوبة من عظمٍ يابسٍ، فشرب شمشون منه في ظمأه، فكم بالحري تدُّر عظامكَ المساعدات للذين يستغيثون بصلواتك.

للتوبة – أيُّها الإله الطاهر ومحب الأطهار، هبنا كل حين طهارة القلب، وأبعد عنَّا الأفكار الباطلة وكل الهواجس المزعجة التي لا تروقك.

الإله الذي مَنَّ بأمنه وسلامه على تلاميذه في العلِّيةِ وعزَّاهم، هو في جوده يمنُّ بأمنه وسلامه على الملوك الذين بلبلوا الأرض بحروبهم.

أيُّها الإله الذي أشفق على نينوى، أشفق علينا، ولا تصرف وجهك عن جيلنا الخاطئ، وإذا أوصدتَ بابك بوجهنا إيُّها الحنَّان، فأيُّ باب نقصد ونقرع يا محب البشر؟.

يا ملك المجد المعظَّم، تعطَّف علينا في مجيئكَ العظيم يوم الدين، وأقمنا عن اليمين، وألبسنا المجد السني مع القدِّيسين.

للأموات – يا فادينا أقم من القبور ودون فساد الأموات الذين تناولوا جسدك، وشربوا كأس الخلاص: دمك الكريم؛ ووشِّحْهُمْ بالمجد فهم ينتظرونك.

القوقليون الخامس – يا رب استمع صلاتي هاليلويا وصراخي إليك يأتي. لا تصرف وجهك عن يوم شدَّتي هاليلويا أمِل إليَّ أذنكِ في الذي به أدعوك واستجبني سريعاً. لأنَّ أيَّامي فنيت بالدخان هاليلويا وأبيضَّت عظامي مثل الموقد. جفَّ قلبي كالعشب ويبس هاليلويا لأنِّي سهوتُ عن أكل خبزي.

المجد – من الآن اللَّهُمَّ، اقتبل خدمتنا وصلواتنا، كما اقتبلتَ خدمة وصلاة موسى وإيليا وهارون الكاهن الجليل، ويليق بك المجد يا الله.

سدر التوبة (ص45)

نشيد – ما أطيب وما ألذَّ – يا مكمِّلَ نور النهار، أكمل معنا نعمتك، وأبعد عنَّا الشرير الذي ينصب لنا المكايد كل حين؛ وليكن صليبك حارسنا وساترنا في الليل والنهار.

يُباركنا ويضيئنا بوجهه – يا ربنا مباركٌ مساؤكَ الذي يجمعنا، وصليبك الذي يحفظنا، ومباركةٌ يمينك التي قوَّتِ الشهداء في الجهاد، وضفرت الأكاليل وجدلتها، وتوَّجتهم بها.

المجد – يصغي ملائكة العلى إلى صوت الخدَّام الأرضيين ويقولون: ما ألذَّ صوت أبناء آدم الترابي، فبالكنَّارات الروحية يعزفون المجد للعريس السماوي.

من الآن – دعاك أيوب من المزبلة، ودانيال من عمق الجب، ودعاك الثلاثة من الآتون فأنقذتهم من النار؛ وندعوك نحن الضعفاء والخطأة فارحمنا.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الرب ربنا ندعوك، أيُّها الرب ربنا، يا سيِّد الملائكة. أيُّها الخاطئ، أيقظ نفسك للتوبة وأكثر الصلاة، أذرف الدمع دون كيل، وأحضر الدمع قدر استطاعتك للتوبة، فقطرة دمعٍ تطفئ بحر النار الذي فيك. قل لنفسك: أخطأتُ وأثمتُ، والآن أكفِّر عن خطاياي بالتوبة، لن أهدأ ولن أسكتَ ولن أستريح، وان أكفَّ عن الطلب حتَّى أكفِّر. لكي لا تكون الطريق التي سلكها ابن الله خلفي، فارغةً، أقوم فأطلبه بواسطة التوبة؛ فأيقِظْ مشاعركَ واستغفرْ ربَّك واتَّكل عليه، لأنَّه يفرح جدَّاً بالعفوِ عن من يستغفره. المجد للآب الذي لا يريد قطُّ موت الخاطئ؛ والسجودُ للابنِ الَّذي جاءِ إلى العالم من أجلِ الأثمة، وللروح القدس الذي يستجيب كل الطلبات، والحمد والتسبيح للسر الذي لا يُفسَّر، اللَّهُمَّ استجبنا وأعد قلوبنا.

يا ربنا يسوع المسيح – لا تغلق يا رب باب مراحمك إلخ (ص31)

وأبانا الذي في السماوات.

ستار الخميس

المزمور – 4- لمَّا دعوتكَ (ص32) – المجد – من الآن – مبارك من وهبنا (57).

سدر التوبة – (ص45)

نشيد – أنشد داود: اللَّهُمَّ لا توبخني في سخطك؛ وهتف النبي: وأيضاً لا تؤدِّبنا في غضبك، فالله رحيم كلَّ حين، ولا يشاء أن تهلك الصورة: جبلة يديه.

وضع يسوع ابن الملك علامة الحياة فينا، حتَّى يبتعد الشرير عنَّا، إذا ما أبصرها فينا؛ مزج جسده المقدَّس بدمه ليطهِّرنا، فلنشكر له نعمته، ونبارك مرسله.

المجد – فليطِّهر المرء نفسه وجسده من السيِّئات، إذا ما قَدِم الهيكل المقدَّس للصلاة، لكن يسمع الرب صلواته وأدعيته، ويتحنَّن عليه ويرحمه يوم الدين.

من الآن – فليبيِّض كل امرئ ثوبه بدمع عينيه، فقد دنا مجيء ابن الله؛ ويشهد الرسول أن آخرة العالم اقتربت؛ فطوبى لمن يُدان برحمة.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الرب ربنا ندعوك، أيُّها الرب ربنا، يا سيِّد الملائكة، ما أجمل الصلاة التي علَّمها ابن الله! طوبى لمن حفظها وتأمَّلها، فتحتوي لمن يتولوها بانتباه، على كل أمجاد الصلاح والكمال.

علَّمك أن تقول عندما تصلِّي: اغفر لي ذنوبي! فهو يريد أن يغفر، ولذا علَّمك ما يجب عليك أن تقول له؛ ولو لم يقصد المغفرة، لما علَّمك أن تقول له: اغفر لي ذنوبي.

علَّم أخصاءه وحرَّضهم على أن يقولوا لأبيه في صلاتهم: اللَّهُمَّ اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا؛ فهو يروم الصفح عن المذنبين، ولذا علَّمهم أن يلجأوا إليه للمغفرة.

المجد للآب الذي علَّمنا الصلاة بواسطة ابنه، والسجود للابن الذي صلَّى بحرارة من أجلنا، والشكر للروح قابل الصلوات ومجيب الطلبات الحسنة، يا سامع الكل وقابل الصلوات، اسمع طلبتنا وارحم نفوسنا.

ثم المزمور – 91 الساكن في ستر العلي (ص32).

ليل الخميس

صلاة الابتداء (ص36) – والمزمور 113 – باركوا الرب يا جميع عبيد الرب(ص36)

نشيد النهوض – يا نفسي! لماذا تحبِّين الرقاد أكثر من التسبيح؟ ولماذا تهتمين بالشهوات الغير المفيدة؟ استيقظي إذنْ وانهضي وسبِّحي وقولي: المجد لك يا سيِّد الكل. الويل لكِ أيَّتها النفس الشقية! استيقظي للصلاة، انهضي وتوسَّلي إلى الديَّان لكي لا يشجبك يوم الدين؛ ففي دينونتكَ ارحمني؛ والمجد لك يا سيِّدَ الكل. هوذا زمن التوبة، فليرتدَّ كلُّ امرئٍ عن إثمه لئلَّا يمرَّ الزمن فلا يبقى مجال للاسترحام،  فلا تجازينا تحسب إثمنا؛ والمجد لك يا سيَّد الكل.

دعاك أيوب من المزبلة، ودانيال من عمق الجب، ودعاك الثلاثة من الآتون فأنقذتهم من النار، وإننا ندعوك نظيرهم؛ والمجد لك يا سيَّد الكل.

نظر الرب إلى الأرض، فاضطربت لجرائر ساكنيها، وتزعزعت أساسات المسكونة لكثرة الذنوب فيها، فلا تجازينا بحسب إثمنا؛ والمجد لك يا سيد الكل.

اغفر لي اغفر لي، هذا هو صراخ الخاطئة في بيت شمعون، فأجابها الرب وقال لها: امضِ يا امرأة، مغفورة لك خطاياكِ وممحيَّةٌ كلَّ جهالتك؛ والمجدُ لكَ يا سيَّد الكل.

قبل ما خطئ داود، كان يقول: ليهلك الخطأة! ومن بعد ما أخطأ قال: ارحمني يا الله، ولا تجازينا بحسب إثمنا؛ والمجد لك يا سيِّد الكل.

اللَّهُمَّ لا توبخنا في رجزك، ولا تؤدِّبنا في غضبك، إننا لا نقدر أن نمثل أمامك، ولا نقوى على احتمال سخطك؛ فلا تجازينا بحسب إثمنا؛ والمجد لك يا سيِّد الكل.

كان أطفال أهل نينوى يسألون آباءهم ويقولون: متى نموت حسبما بشَّر ذلك العبراني؟ فلا تجازينا بحسب إثمنا؛ والمجد لك يا سيِّد الكل.

تجاوز عن ذنوب آبائنا وإخوتنا المتوفِّين وسامحهم، واكتب أسماءهم في سفر الحياة بملكوتك، لكي يقوموا عن يمينك يوم ظهور عظمتك.

المجد – من الآن – سبحان الواحد الثالوث، والثالوث الواحد، الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد الحق؛ المجد له وعلينا مراحمه في كل حين آمين ثم آمين.

القومة الأولى لوالدة الله

الردَّة – يا بنت داود! أسراركِ مصوَّرة في تابوت العهد؛ صورَّتْ النبوءة فضائلك الرائعة، وأدرجتها في أسفارها للفهيم؛ شبَّهوكِ بالجرَّة الجديدة لأنَّ ابنك هو الملح ويملِّح الفاسدين، وقد أحييَّ كل العالم الذي كان هالكاً.

سدر والدة الله (ص46)

نشيد – أيُّها الرب ربنا، لمَّا تحرَّكَ لاهوتك لينحدر إلينا ويلبس جسد ناسوتنا، طار جبرائيل، وحمل سلام سيِّده، وبثَّه في إذن مريم وقال لها: السلام عليك يا مريم، الرب معك ويشرق منك مخلِّص البرايا بأسرها هاليلويا الملك الذي لا فناء لملكه، من الآن وإلى الأبد.

قالت مريم لجبرائيل رئيس الملائكة: كيف يكون هذا الذي تبشِّرني به؟ متى؟ وكيف وهل سُمع أن عذراء تحبل دون أن تُعرف؟ أجاب الملاك: روح القدس يأتي إليك، وقوَّة العلي تحلُّ وتستقر بك هاليلويا فتلدين ولداً عجيباً، يخلِّص البرايا بمولده.

المجد – قالت مريم للمسيح لمَّا وّلَدْته: بنيَّ، لا أدري ماذا أسمِّيك! أسمِّيك طفلاً، وأنت أقدم من الدهور؟ أسمِّيك شيخاً وأنت وليد؟ سأسمِّيك ضياءً، أضاء من الآب وأتى فأنار البرايا كلها هاليلويا مبارك ضياؤك، وممجَّدٌ إشراقك، ومسجودٌ أبوكَ الذي أرسلك لفدائنا.

من الآن – قالت مريم للعذارى رفيقاتها: إنِّي في حبورٍ وسرورٍ عظيمٍ، إنِّي أحملُ حاملَ البرايا، ذلك الذي تخدمه الملائكة؛ وإنِّي أُناغي ذلك الذي علَّم البشر النشيد؛ فصفوف النورانيين تحيط بجلاله هاليلويا وتهتف له: قدُّوسٌ قدُّوسٌ قدُّوسٌ الربُّ ومبارك وقاره.

طلبة مار يعقوب – صلاتكِ معنا يا مباركة، يا ممتلئةً رحمةً، هلمِّي بسلام يا سفينة حملتِ الحياةَ الجديدة! السلام عليكِ يا خدراً نزلَ الملك إليه وحلَّ به! هلمِّي بسلام يا جنَّةً فيها القضيب البسيط! السلام عليك يا مسكناً يكتم الأسرار.

هلمِّي بسلامٍ أيَّتها الجليلة في النساء والممتلئةُ حُسناً! السلام عليك أيُّها الستر الممدود على البرايا! هلمِّي بسلامٍ أيَّتها البرارة التي لم تدنَّسّ! السلام عليك أيَّتها الحواء التي ولدت عمَّانوئيل.

هلمِّي بسلامٍ يا فتاةً بهيةً ومفعمةً حسناً! السلام عليك يا حمامةً ربت النسر الملك! السلام عليك يا عروساً بتولاً وغير متزوِّجة! السلام عليك يا ميناء العالم كلَّه وراحته، هلمَّ بسلام أيُّها المشرقُ الذي ولدَ سيِّدَ الأنوار!

السلام عليك أيَّتها النبيَّة التي حملت سيِّد الأنبياء! المجد له وللآب مرسله وللروح القدس، وعلينا المراحم بصلواتك في كل حين، بصلوات تلكَ التي حملتك، أقصِ عنَّا يا ابن الله.

  • مباركٌ مجد الرب (ص36) وأبانا الذي في السماوات إلخ.

القومة الثانية للرسل

الردّة – طوبى لمن شاهد جمع الرسل! طوبى لمن سمع صوتهم العذب! طوبى لمن استحقَّ أن يصل إلى اجتماعاتهم! طوبى لمن رآهم جالسين، وقد أُعدَّ لهم عرش المجد، والأجيال تمرُّ أمامهم للدينونة.

سدر القديسين (45)

نشيد – أيُّها الرب ربنا، خرج رسلك القدِّيسون إلى المسكونة مثل المصابيح النيِّرة، وتلمذوا الشعوب التي سباها العدو، وأعادوها إلى سبيل الحق، فآمنت واعتمدت وغفرِت لها ذنوبها باسم الآب والابن والروح القدس.

كان شمعون الصفا يتصيَّد السمك في البحر، فدعاه سيِّده وقال له: هلمَّ إليَّ يا شمعون، فأعطيك صيد الروح، فتصطاد الناس من الموت إلى الحياة، وسأبني عليك الكنيسة المقدَّسة، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.

المجد – أيُّها الرب ربنا، قصد شمعون الصفا ويوحنا الهيكل ليصلِّيا، فوجدا ثمَّة المخلَّع ملقىً على السرير، فأجابه شمعون وقال له: لا ذهب لنا ولا فضَّةَ لنعطيك، لكن باسم يسوع قم وامشِ.

من الآن – أيُّها الرب ربُّنا، ولجتُ حلبةَ الشهداء وعاينتُ كيف يُحاكمون، الجسدُ يحرقُ، والجسمُ يمزَّق ويُرمى، والقلبُ يغتبطُ، والعقلُ يبتهج، وهم يَهتفون: مُتنا لأجلك فهلمَّ لمعونتِنا يا يسوع مخلِّصنا.

طلبة مار أفرام – يا ربَّنا ارحمنا بصلواتِ رُسِلك، بِصلاتِهم وطِلبتهم ارحمْ نفوسنا، اجتمع الرسل: الحملان الوديعة في العلِّية، ليقتبلوا الوعد الذي وعدهم به مخلِّصنا.

بصلوات الرسل الاثني عشر الذين اخترتهم لجلالك، بارك يا رب بنعمتك أشهُرَ السنة الاثني عشر.

قالت الكنيسة للرسل: دخلتم عليَّ وأنرتموني، وصيَّرتموني مثل بنت الملك التي يجلُّها الرؤساء.

سبحان مَنْ قسَّمَ هداياه على رسله في العيدين، ففي عيدٍ وزَّع الجسد والدم، وفي الآخر الروح والقوَّة، يا ربَّنا ارحمنا بصلوات رسلك، بصلاتهم وطِلبتهم ارحم نفوسنا. مباركٌ مجدُ الربِّ (ص36 ) – وأبانا الذي في السماوات إلخ.

القومة الثالثة للتوبة

الردَّة – يا يسوع ابن الله كن معيناً، يا يسوعُ ابن مريم كن لنا ساتراً، يا يسوع قوِّنا، يا يسوع احرسنا، يا يسوع أقصِ عنَّا، يا يسوع اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، يا يسوع إرأف بنا حينما تديننا.

سدر التوبة (ص45)

نشيد – الرب يطلق الأسرى هاليلويا – في الليل خرج شمعون الصفا من السجن، وفي الليل سقطت السلاسل من أيدي بولس، وفي الليل حُلَّنا من رباطات الخطيئة وقيودها.

الرب يقوِّم المعوجَّ هاليلويا – في الليل سار ربنا على أمواج البحر، وفي الليل صرخ التلاميذ: يا ربنا ساعدنا؛ وأمَّا نحن فنصرخ إليك نظيرهم: يا رب هيَّا لمعونتنا.

المجد – في الليل ظهر كوكب المساء ليعقوب في البرِّية، وفي الليل انتصب عمود النور لاسرائيل، وفي الليل أشرق نورك في قلوب الساجدين لك.

المجد – في الليل ظهر كوكب المساء ليعقوب في البرِّية، وفي الليل انتصب عمود النور لإسرائيل، وفي الليل أشرق نورك في قلوب الساجدين لك.

من الآن – في الليل دعا الله صموئيل صفيَّه، وأقامه رئيساً على اسرائيل ليعظ ويوبِّخ، وفي الليل عظْ ووبِّخ قلوب الساجدين لك.

طلبة مار بالاي – أيُّها المتحنِّن على الخطأة، تحنَّن علينا يوم الدينونة. إلخ (63).

هاليلويا، هاليلويا، هاليلويا المجد لك يا الله (3)ً – أيُّها الإله الحنَّان تحنَّن علينا بمراحمك، – بالقرابين وبالصلوات نذكر إلخ (37) – السدر العمومي (ص44) قالت مريم: تعظِّم نفسي (27) – ثم الأبيات الموافقة من التعاظيم – ما أطيب وما ألذَّ (ص37) – أيُّها النائمون: استيقظوا وانتصبوا وسبِّحوا: سبِّحوا الرب من السماء (ص38) المجد – من الآن – المجد للثالوث (ص39) – رتبة القدِّيس.

الطلبة اليعقوبية – صلاتكم معنا أيُّها الأساقفة والآباء، فالرب يسمع صلواتكم ويغفر لنان بصلواتكم يدفع الرب قضبان الغضب عن كل مّنْ يعتصم بكم بإيمان.

إنَّ الذين بشَّروا بالإيمان، وعلَّموه دون جدال حسب تعليم شمعون، قد تبعوا أسيادهم وسلكوا طريق الرسالة دون وجل.

شرب متى ومرقص وتوما ويوحنَّا من ينبوع سيِّدهم المبارك، ففاضَ فيهم وتدفَّق التعليم المفعم حياةً، فخرجوا وسقوا كل الخليقة المعذبة.

تهتف البيعة: يا رسل الابن، إنِّي مضطهَدةٌ من كل جانب، فآزروني بصلواتكم، ولمَّا ارتفع ابن الله وعاد إلى مُرسِله، ترككم فيَّ قلاعاً منيعة لا تُقتحم.

المجد للآب الذي اختار الرسل للتبشير، والسجود اللابن الذي ارسلهم إلى العالم والشكر للروح الَّذي علَّمهم كل الألسنة، فخرجوا وبشَّروا بالثالوث الإله الواحد، بصلواتكم يدفع الرب قضبان الغضب، عن كل مَن يعتصم بكم بإيمان.

ثم – مثلما يسبِّح الملائكة ورؤساء الملائكة إلخ (ص40).

صبح الخميس

صلاة الابتداء (ص41) – المزمور 51 – ارحمني يا الله (ص41).

والمزمور 63 – إلهي أنت إلهي (ص42).

نشيد – أيُّها الإله الرحمان، أُبادر إليك وأهتف والتمس منك الصفح عن جهالاتي، فتحنَّن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنَّه ليس في العالم خاطئ آخر مثلي، لأنِّي أخطأتُ كثيراً وأغضبتك، فلذا أصرخ إليك، فتحنَّن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنِّي غارق في كثرة خطاياي مثل الغارق في البحر، فانتشلني منها يا سيِّد الكل بنعمتك، وتحنَّن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنَّه منذ وجودي في بطن أمِّي، لم تبتعد عنِّي يا إلهي، وقد أنشد داود بن يسَّى: لا توبخني يا رب برجزك، فتحنَّن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنَّي صرت مثل ذلك العبد الذي لم يتاجر بالوزنة التي خصَّه بها سيِّده، فأحصني مع صاحب العشر الوزنات، وتحنَّن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنِّي أضحيتُ مثل التينة التي لم تعطِ ثمراً في حينه، فأمرت بأن تقلع؛ فيا ثمرة ظهرت من مريم تحنَّن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنَّ العشَّار واللِّص والخاطئة دعوك فاستجبهم، فأدعوك أنا يا رب، فتحنن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنَّ داود أنشد في المزمور الحادي والخمسين: ارحمني يا الله، واغسلني كثيراً من إثمي، فتحنن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنَّ معاصيَّ قد ازدادت، وهفواتي قد طفحت فالتمس منك يا رؤوف أن تتجاوز عن مساوئي بعفوك، فتحنن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنَّ آدم عصى أمْرَ خالقه، فسلَّط الموت عليه وعلى ذريته، فيا جوَّاد فاضت مراحمه فنزل وافتداه، تحنَّن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

أيُّها الرحمان، بما أنَّ الخليقة تأتي إليك وتسجد لك وتسبِّحك وتقرع بابك، فأجبْها بوفرة مراحمك، وتحنَّن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

بما أنَّ الأموات ينتظرون في القبور ريثما تأتي وتبعث أجسامهم، فأقمهم من اللحود، وادعهم بصوتك إلى الفردوس، وتحنَّن عليَّ أنا الخاطئ وارحمني.

المجد – من الآن – المجد والحمد لك يا سر الثالوث: الآب والابن والروح القدس، فالعلويون والسفليون يسجدون لك ويسبِّحونك.

المزمور 113 – المجد لباري النور – سبِّحوا يا عبيد الرب (ص42) – والمزمور 148 – سبَّحوا الرب من السماء (ص38و 39).

المجد – من الآن – اللًّهُمَّ اعضدني فأمواج الخطايا التي اقترفتها ومكايدها تحيق بي! اللَّهُمَّ كن لي ميناء الأمان لئلا أغرق في بحر الآثام؛ إنِّي متشوقٌ إلى التوبة، فمدَّ إليَّ يدك يا رب كما مددتَّها لبطرس وارحمني.

السدر العمومي (ص44)

نشيد البخور – فلتكن صلاتهم سوراً لنا – قدَّم الأبرار الأولون بخوراً ذكياً لعطفك، وانتصب فنحاس وصلَّى فأبعد الموت؛ وطهَّر هارون الكاهن شعبه ببخوره فأرضى الله.

بالحق والإيمان – أيُّها الأنبياء والرسل والشهداء القدِّيسون، أنتم بخور الرضا، والبيعة مبنيَّة بإيمانها عليكم، فتشفعوا في بنيها الذين لاذوا بكنز عظامكم.

المجد – في كلِّ الإصباح، المجد لمنْ يدبِّر البرايا بإشارته. السماء والأرض مملوءتان منه وضيِّقتان به؛ أمَّا قلب الأبرار فمتَّسعٌ له فطوبى لمن يسْجُدُ له في كل ساعة.

من الآن – يا منير البرايا، يا حملاً حيَّاً خلَّصنا بصليبه، إنَّنا نسجد لك في هذا الصباح العابر، فأهِّلنا في ذلك الصباح الدائم أن نرتِّل لك عن يمينك.

لوالدة الله – أجَلْ يا سليمان الفتى الجميل، ما هي الجنة التي كنت تناغيها، وهي مغلقةٌ ومختومةٌ جيِّداً؟ هي مريم التي ظهرَ منها ذلك الغارسُ العظيمُ الذي غرسَ الفردوس.

من هي البتول التي حبلت دون زواج؟ هي مريم التي تنبَّأ عنها إشعياء: ها إنَّ العذراء تحبل وتلد ولداً كلُّه عجبٌ. قال الملاك للعذراء: السلام عليك يا ممتلئةً نعمةً، الربُ معكِ، ويشرق منك القدُّوس، الملك الذي لا انقضاء لملكه من الآن وإلى الأبد.

أيَّتها العذراء القدِّيسة: يرمز إليك الباب الذي رآه حزقيال ولم يدخله أحدٌ قطُّ غير ربِّنا سبحانه الذي اتضع إلى هذا الحد لكي يعيد آدم إلى ميراثه.

للقديسين – في الصباح، أقبل ابن الملك لستأجر فَعَلَةً لكرم أبيه، فاستأجر أولاً الأنبياء والرسل، وفي الحادية عشرة استأجرَ اللِّصَّ، وسلَّمه المفتاح وأرسله إلى الفردوس.

في الصباح، يَسجد للابن الأنبياء والرسل والشهداء القدِّيسون، ويقدِّمون دم أعناقهم هديَّةً له، ويطلبون منه الهبة التي وعد بها صانعي إرادته.

طوباكم أيُّها القدِّيسون، فقد قال ربُّنا: طوباكم لأنَّكم احتقرتم العالم وشهواته، وحُفظت لكم في العُلى، جنَّة الحياة ومائدة الملكوت.

قولوا لي أيُّها الشهداء المباركون: ما هو المشهد الذي شاهدتموه في الدينونة؟ شاهدنا سيوفاً  مسنونة، وناراً آكلة، والروحُ القدسُ وهو يَضفِر الأكاليل ويتوِّج بها رؤوسَ جميع القدِّيسين.

للصباح – في الصباح، قَدِمَ التجار المدْيانيون، وانتشلوا من الجب الفتى يوسف بن راحيل، ودفعوا ثمنه، وأخذوه وأتوا به من هناك إلى أرض مصر حيث صار ملكاً.

في الصباح إبتاع المديانيون يوسفَ من إخوته، وحملوه معهم إلى مصر، فصلَّى وقال: يا رب العُلى والعمق، كن لي رفيقاً في أرض الغربة.

للتوبة – ربَّنا، أقرع بابك واستمدُّ الرحمة من كنزك، حدتُ أنا الخاطئ أعواماً عن طريقك، فهبني أن أعترف بخطاياي، وأندم عليها وأحيا بنعمتك.

أيُّ باب نقصد ونقرع غير بابك، يا ربنا الحنَّان، ومن لنا ليشفع في جهلنا غير رحمتك، أيُّها الملك الذي يسجد الملوك لجلاله.

أيُّها الآب والابن والروح القدس، كن لنا سوراً عالياً وملجأً من الشرير وجنوده الذين يحاربوننا؛ استرنا تحت أكناف مراحمك، حين تميِّز الأخيار عن الأشرار.

فليكن صوت صلاتنا مفتاحاً يفتح باب السماء؛ ويقول رؤساء الملائكة في صفوفهم: ما ألذَّ صوت الترابيين، فالرب يستجيب عاجلاً سؤلهم.

للأموات – اللَّهُمَّ اجعل ذكراً صالحاً للرعاة الذين رعوا رعيتك، وللأنبياء والرسل والشهداء والأبرار والكهنة، ولكل أبناء البيعة من جيل إلى جيل وإلى أبد الآبدين.

صلاة العطر (ص42)

نشيد ما بعد البخور – يا ربنا يسوع المسيح – في الصباح، أبصر التلاميذ سيِّد البحار على البحر؛ وفي الصباح رقد في السفينة الساهر الذي لا ينام قط؛ وفي الصباح يدعو الأبرار ويقول لهم: هلمُّوا خذوا أجر أتعابكم.

يهتفون له قدُّوسٌ قدُّوسٌ – في الصباح يرتِّل الملائكة، ويرفرف الساروفيم ويترنَّم النورانيون وينشدون: ليأتِ ملكوتك حتى تُعطي الشهداء أكاليلهم والأبرار جزاءهم.

المجد – في الصباح، تسبِّح البيع؛ وفي الصباح ينشدُ الأديار؛ وفي الصباح تنطق ألسنة الطيور والحيوانات؛ وفي الصباح يسجد لك البحر والجزر وسكانها.

من الآن – في الصباح، تشكر لك البيعة لأنَّك شبهتها بالفردوس، وملأتها من نفوس البشر عوضاً عن الأشجار، وهي تعزف بكنَّارة داود المجد للعريس السماوي.

لوالدة الله – إنَّ الذي يوفِّر الفيض في السحاب، ويسكب الرذاذ على الأرض، رضع قطرات الحليب من ثديي البتول مريم، وملأ والدته عجباً لأنَّها حملته وجلَّلته.

في مدينة الناصرة بالجليل كانت تقيم بنت داود، لمَّا بشَّرها الملاك المتَّشح بالنور وقال لها: الرب معك ويشرق منكِ فادي البرايا بأسرها.

يُناغى مثل الطفل، الرضيع الأقدم من الدهور، ويرتكض مثل الجنين ذلك الذي ارتكض يوحنا للقائه، ويُحمل على الأذرعِ الشيخ القديم الأيَّام.

رأى حزقيال ابن السبي بعين النبوءة، العذراء بنت داود، ورسم صورة أمجادها في الرؤيا الإلهية التي كشفها له الرب بأعجوبة.

للقديسين – بصلاة الأنبياء والرسل والشهداء الذين ذُبحوا على رجائك، والآباء القديسين، والملافنة المستقيمين، أحلَّ أمنك وسلامك في كل أقطار المسكونة.

يا شمعون هامة الرسل، ويا بولس مختار الكنائس، و يا توما الذي قصد الهند، و يا شهداء ظفروا وتكللَّوا، تضرَّعوا إلى المسيح والتمسوا لنا منه الرحمة.

أيُّها الشهداء إنَّكم لم تدخلوا الجهاد وحدكم، فقد دخله معكم ربُّكم، وشدَّد عزيمتكم؛ ولمّا تيقَّن من صدق حبِّكم، كرَّم وعظَّم ذكركم.

أيُّها الشهداء، بما أنَّكم لم تذَّروا البخور أمام الأصنام الباطلة، فالملوك يخلعون تيجانهم ويسجدون لعظامكم؛ وأمَّا رائحة قتلكم الذكية ففوَّاحةٌ فوح الطيوب.

للقديس – يا مار … اقتنيتَ ريشاً وأجنحةً خفيفةً، لتقتبل المكافأة بالريش، وتطير بالأجنحة إلى العُلى، وتخرج بسيرتك الفاضلة إلى لقاء ربِّك.

يا أبانا مار … نشاهدك في الطغمة البطرسيَّة، وأنت تقول بوجه وضَّاء: يا سيَّدُ، ها هي الخراف التي أعطيتني، فاعترف بها قدام والدك كما اعترفت هي بك.

للصباح – في الصباح رفعت شموني المؤمنة الدعاء إلى الله: اللَّهُمَّ أنصفني من الملك أنطيوخوس الذي يقتل أولادي قتل الحملان، ويهجم عليَّ كالأسد.

قالت شموني للملك: لن أعطيك من أولادي السبعة الأعزَّاء ولا واحداً، ليكون لك عبداً، بل أهبهم لله فهم عبيده.

للتوبة – يا إلهنا ارحمنا كعادة نعمتك، وكفَّ عنَّا الشرير الذي ينصب لنا الشَّرَكَ كل حين؛ وليكن صليبك حارسنا فنحتمي به.

يا إلهنا الكثير الرحمة، أجب إلى الخطأة الذين يدعونك؛ نعرف أنَّنا أخطأنا، ولذلك نقرع باب مراحمك، فمُنَّ علينا من غنى كنزك بمغفرة الذنوب.

لا تؤدِّب العالم بالمحن لأنَّنا أخطأنا إليك، بل لأجل الأنبياء والرسل والشهداء القدِّيسين، ارحم رعيتك أيُّها الابن الذي يشبه تماماً أباه.

أسرع أيّها الخاطئ واسترحم، فباب الله مفتوحٌ لتلبية مطالبك؛ فلا تتأخَّرنَّ عن التوبة إذ أنَّك تجهل متى يدركك ملاك الموت.

للأموات – يا فادينا، اذكر على المذابح في أربعة الأقطار، كُلَّ الذين أكلوا جسدك ودمك، واعترفوا بآلامك الثمينة؛ احفظ بصليبك الأحياء وسامح برحمتك الأموات.

القوقليون الأول – إليك يا رب رفعتُ نفسي هاليلويا و هاليلويا توكلت عليك فلا أخيب. ولا يشمت بي أعدائي هاليلويا وهاليلويا ولا يخزى كل الذين يتَّكلون عليه. ليخزَ الأثمة في شرِّهم هاليلويا وهاليلويا يا رب عرِّفني طرقك، وعلِّمني سبلك هاليلويا قدني في حقِّك وعلِّمني.

المجد – من الآن – في الغداة عند بزوغ النور، يسجد النور لك يا رب، ويسبِّحك جموع السماويين، وتسجد لك المسكونة بأسرها.

سدر التوبة – (ص45)

نشيد – في الغداة، استيقظ يعقوب البار من رقاده، وتعجَّبَ من السلَّم الموضوعة على الأرض والموصولة إلى السماء، وملائكة العلي يصعدون فيها ويرتقون.

في الغداة صعد موسى الجبل، وشاهد الكنيسة وهي تُبنى، وبناؤها جميل، لأنَّها بُنيت على الروح القدس؛ فانحدر وصنع على مثالها تابوت العهد للإسرائيليين.

المجد – في الغداة هتف شمعون الصفا: اللَّهُمَّ اسمح لي أن آتي إليك، فأجابه الرب وقال له: سرْ على الأمواج ولا تخشَ، فكل مَنْ يؤمن بي لا يخاف لا في البر ولا في البحر.

من الآن – في الغداة مشى شمعون على البحر ليلاقي سيِّده؛ ولمَّا شكَّ في نفسه، طفق يغرق في الأمواج، فمدَّ إليه سيِّد الكل يده، وانتشله من البحر إلى البرِّ.

طلبة مار يعقوب – يا ربنا افتح لنا بابك الرحب المملوء مراحم، واسمع طلبتنا وارحم نفوسنا. يا رب الأصباح ومنظم الأوقات، اسمع طلبتنا وارحم نفوسنا. الرب يحب الصلاة في الخفية وفي المخادع؛ فالصديقون لم ينالوا الغلبة بالضجة؛ وموسى شطر البحر باتضاعه وصلاته، فعبر الشعب وغرق فرعون لأنَّه تكبر.

أوقف يشوع بن نون الشمس والقمر في الرقيع، وصيَّر بصلاته اليومين كيوم واحد؛ وصلَّى يونان في عمق البحر في بطن الحوت، فأرضى ربَّ الكل في العُلى بصوت طلبته.

استجاب الله صلاة داود وتحنَّن عليه وصفح عن ذنْبه، وأنعم عليه بالنبوءة؛ ودعا آل حننيا الله في الآتون فأنقذهم من سعير النيران، الحمد للآب الذي لبَّى دعاء الأبرار، والسجود للابن الذي استجاب كل مطالبهم، والشكر للروح الذي عضدهم في ضيقاتهم، والمجد للطبيعة الواحدة التي لثلاثتهم، ثلاثة تخوفني فارتعش منها ساعة الموت والمنبر الرهيب وجهنَّم.

صالح الاعتراف للرب (ص43)

الساعة الثالثة من يوم الخميس

سدر التوبة (45)

نشيد – أيُّها الرب ربنا، أين أبتعد عنك، وأين أختفي من أمام عظمتك؟ فإنْ ارتقيتُ إلى العُلى، فأنت إلى الأبد هناك، وإن انحدرت إلى الجحيم، فسلطانك هناك؛ فتحنَّن عليَّ بمراحمك، وأقمني عن يمينك، إذ لا يقدر حيٌّ أن يتجبر أمامك. يا مللك الضلال أديتُ العبادة لك في سنيِّ حداثتي، فضايقتَني كثيراً، والآن وقد طعنتُ في السن، إنَّكَ لم تشبع من حياتي، لا بل تطلب مني عادات صباي؛ فليتعطَّف الربُّ عليَّ، ولينتقم لي منك، ويقصني عنك، فأحيا بنعمته.

المجد – الويل لي لأنِّي صرتُ عبداً مجتهداً بالمساوئ؛ نسيتُ المنيَّة مثلَ الأثيم، وامتهنتُ الناموس وخالفتُ الوصايا، وصارت إرادتي شريعتي؛ والآن إنّي خالٍ من حسن السلوك وعارٍ من حلَّةِ المجد، فنجِّني يا رب من جهنَّم بآلامك وموتك ودفنتك لأشكر لك نعمتك.

من الآن – الويل لمن قيَّد نفسه في هذا العالم، فالقيد غليظٌ ولا ينفصم قطُّ، ولا يستطيع عاشق العالم أن يكون مجتهداً، لأنَّ العالم جذَّابٌ جدِّاً، وهو يضل الداخلين إليه. فطوبى لمن اقتنى مثل التاجر النشيط، الحياة العتيدة المؤبدة.

طلبة مار يعقوب – إيُّها الرب ربنا ندعوك، أيُّها الرب ربنا، يا سيِّد الملائكة، اللَّهُمَّ أتوق إلى غفرانك، فأنعم        عليَّ به، وهبني دموعاً فألتمس بواسطتها الرحمة طالما لي وقت، أنِّي متعطِّشٌ إلى مراحمك، ولا أقدر أنْ أعيش دونها؛ فيا بحر المراحم، أفضْ عليَّ غيث حلمك. مال النهار فأحاطت بي ظلال الموت، فكن لي يا ربنا شمساً في المساء فأسير بهديك، ولا يوافيني يوم المنية خارجاً عن كرمك، فتفضَّل أيُّها الصالح واقبل ساعة توبتي. انقضت أيَّامي وأنا أخدم الترهات، فاقبلني في آخرة أيامي لأكون لك؛ رماني ملك الضلال بسهامه ليقتلني، فأنت يا ربَّ القوَّة، اسكب دواءك عليَّ فيشفيني. أيُّها النور الذي بدَّد الظلام عن الأرض، إنَّ رعيتك المفتداة بدمك تمجِّدك في الإصباح والإمساء؛ ويصعد ظلام المساء وهدوء الليل وشروق الصباح المجد لك ولأبيك ولروحك القدُّوس، اللَّهُمَّ استجبنا، وأعِدْ.

الساعة السادسة من يوم الخميس

السدر العمومي (ص44)

نشيد – الذكر الصالح في أربعة أقطار المسكونة للبتول الطاهرة مريم؛ فقد صارت أمَّ الله؛ وقد كرَّم الله ذكرها وعظَّمه، فلتكن صلاتها سوراً لنا، اكتملت في مريم العذراء كل أسرار الأنبياء: العليقة والكوز والمن، وقضيب هارون الذي أزهر وأورق، فلتكن صلاتها سوراً لنا ههنا وفوقاً في السماء.

المجد – بصلاة الأنبياء والرسل والشهداء المتوفين على رجائك، والآباء القدِّيسين والملافنة المستقمين، أحلَّ أمنك وسلامك بأربعة أقطار المسكونة.

من الآن – يا رب فليوقظ صوتك الحي الأموات الذين فسدوا وعادوا إلى التراب والرماد، ولخرجهم من القبور إلى الفردوس لرثوا الحياة المؤبدة مع الأبرار الصدِّيقين.

طلبة مار بالاي – بصلاة والدتك وجميع قدِّيسيك؛ سامحنا يا ربنا وأرح أمواتنا إلخ. (ص50) .

الساعة التاسعة من يوم الخميس

سدر الأموات (ص45)

نشيد – إنَّ أموات الابن الذين حفظوا وصاياه وآمنوا به وصدَّقوه، يرثون الملكوت والحياة الدائمة في مجيئه الثاني هاليلويا وهاليلويا وهناك يتنعَّمون.

كتب لنا بولس: الموتى بالمسيح لا يذوقون الموت؛ سمَّاهم أحياء فيما هم راقدون، فكم هي عظيمةٌ سعادتهم هاليلويا وهاليلويا لأنَّهم رقدوا بالمسيح.

المجد – يشبه مجيء ابن الله البرق الشديد، فتتصدَّع القبور، ويقوم الموتى، ونشدون المجد هاليلويا وهاليلويا للحيِّ باعثهم.

من الآن – مررتُ بباب القبر وتأملتُ، فرأيتُ في العالم: العبد يساوي سيَّده، والتلميذ معلِّمه؛ أمَّا الملوك الراقدون هاليلويا وهاليلويا فقد تلاشى سلطانهم.

طلبة مار بالاي – يا ممتلئاً رحمةً، جدِّد في القيامة خليقتك، عبيدك والساجدين لك الراقدين على رجائك إلخ (ص50).

مساء الجمعة

صلاة الابتداء (ص30) – والمزمور 140 – دعوتك يا رب (ص30)

المجد – من الآن – حملتْ خشبة الصليب حامل البرايا قاطبةً؛ شاء ذلك الحي والمحيي الذي لا تحده الأقاصي ولا تسعه البرايا، فذاق الموت واضطجع في القبر، ورقد جبَّار العوالم بين الأموات.

السدر العمومي (ص44)

نشيد البخور – فلتكن صلاتكِ سوراً لنا – أيَّتها العذراء مريم، إنَّكِ انتُخبتِ من بين كل القبائل وصرتِ أمَّ الله، فتضرعي إلى وحيدكِ والتمسي منه في صلواتكِ أنْ يرحمنا.

طوباكِ والطوبى لنفسك – طوباكِ يا مريم، فالله اصطفاكِ منذ حداثتكِ وكرَّم يوم ذكركِ، وها إنَّ الأديار والكنائس ينشدون المجد للابن الذي ظهر من حشاكِ.

المجد – المجد للآب والسجود اللابن والحمد للروح، ثالوث ممجَّد، ثلاثة أقانيم، ثلاثة أسماء، إله واحد حق، له المجد.

من الآن – قالت مريم: الطوبى لي لأنِّي ولدتُ الملك الذي تسجد له ملوك الأرض، وصرتُ مربيَّةً لذلك الذي بإشارته يدبِّر الأقطار والأقاصي.

نزل كلمة الآب إلى مستودع البتول مريم مثل المطر الهادئ. دخل من أُذنِها دون أن تشعر به، وخرج منها دون أن يفضَّ بكارتها. في يوم تذكار البتول المباركة مريم، تبتهج جميع البرايا وتنشد المجد للرب الذي اختار مريم، وكرَّم وعظَّم يوم تذكارها الشريف. أشركنا اللَّهُمَّ في يوم تذكار الأم البتول والدتك، وكفَّ عنَّا بصلواتها الأزمنة العصيبة وضربات الغضب وقضبانه.

للقديسين – طوبى للأنبياء، وطوبى للرسل، وطوبى للشهداء في يوم الانبعاث العظيم، فسيسمعون الآب ويرون الابن، ويضفر الروح القدس الأكاليل لرؤوسهم. أيُّها الرسل المختارون وتلاميذ الطبيب العظيم، إنَّكم أطباء! فمن يدنو من عظامكم بإيمان، ينال منكم المعونات. قال الشهداء لمضطهديهم: لا نهاب النار ولا السيف الحاد؛ فإذا فسد الجسد، تحيا النفس وترتِّل المجد والحمد. مات الشهداء لأجل سيِّدهم، ومات سيِّدهم لأجل خلاص آدم؛ فمباركٌ مَنْ بموته وموت الشهداء خلَّص بيعته، وهي ترنِّم له المجد.

للتوبة – يا ربنا طوبى لمن أحبَّك أكثر من الذهب والحجارة الكريمة، فسيعظم قدره في هذا العالم، ويرث الحياة الأبدية في الآتي. إذا ربح الإنسان العالم كلَّه وخسر نفسه، فربحه كلا شيء؛ فيا ربنا أعطنا أن نمقتَ العالم، ونربح نفسنا ونرث الحياة المؤبدة. قال ربنا لتلك الخاطئة: يا امرأة! اذهبي، مغفورة لكِ خطاياكِ وذنوبكِ! فالحق الحق أقول لكِ: إنِّي سأسجلِّك في البشارة مع مبشريَّ. قال الملاك للأسود: هوذا دانيال ينزل إليكم إلى الجب، فطأطئوا أعناقكم واسجدوا له لكي يقول الملك: عظيم هو إلهك يا دانيال.

للأموات – أرح اللَّهُمَّ عبيدك في الملكوت الذي لا يضمحل ولا يزول، وأكتب أسماءهم في سفر الحياة في أورشليم السماوية.

صلاة العطر (ص31)

نشيد ما بعد البخور – جبلتني ووضعتَ يدك عليَّ- في يوم الجمعة في البدء، جُبل آدم من التراب، ونفخ فيه الروح، وجعله ناطقاً لينشد له المجد هاليلويا ويشكر جابله.

منِّي كانت المعرفة والعجب – في يوم الجمعة جبل الله آدم وأقامه في الفردوس، وأمره وقال له: تلذَّذ بكل الأشجار هاليلويا ولكن صُنْ نفسك من شجرة واحدة فالموت فيها.

المجد – سبحان القوي الذي انحدر من العُلى، وفدانا بصليبه، وحررَنا من اللعنة، وعلَّمنا أن نسجد لصليبه السامي هاليلويا وهاليلويا فلنجثُ ونسجد له.

من الآن – نرفع لك يا رب المجد والحمد والوقار والسجود لأنَّك خلَّصتنا بدمك، رسمتنا بصليبك؛ فأشفق علينا بمراحمك هاليلويا وارحمنا.

لوالدة الله – سعداً لكِ يا بنت الأبرار، يا أمَّ الله، فقد نلتِ رحمةً ووجدتِ حظوةً، وحملتِ الله، فبجَّل ذكرها هاليلويا وهاليلويا في السماء وعلى الأرض. أجابت مريم وقالت: تعطيني الطوبى جميع الأجيال، لأنِّي ولدتُ الابن. حطب له البيعة، وهي ترتِّل المجد هاليلويا وهاليلويا للعريس الذي خطبها. مريم وأليصابات، سفينتان عجيبتان وصلتا إلى الميناء؛ فأليصابات ولدتْ الساعي، ومريم ولدت فادي العالم هاليلويا وهاليلويا فلتكن صلاتكما عوناً لنا. ليس بين العذارى والفتيات، وليس في أجيال العالم ولا في الذهب الصافي، ولا في الجمال الرائع مثل جمال مريم هاليلويا وهاليلويا ابنة يواكيم.

للقديسين – طوبى للأنبياء، وطوبى للرسل، وطوبى للشهداء، وطوبى للذين لا عيب فيهم في سبل الرب هاليلويا وهاليلويا ويحفظون وصاياه. الأنبياء والرسل هم كالكواكب النيِّرة في الخليقة، وقد دعاهم الرب في بشارته نوراً، لأنَّهم ينيرون العالم هاليلويا وهاليلويا بتعليمهم السامي. أيُّها الشهداء استمدُّوا المراحم لجيلنا الخاطئ، فيُحفظُ بصلاتكم، ويخزى الشيطان، ويندحر الشهداء ونزلوا إلى الجهاد ليكافحوا الشيطان، فوافاهم من العُلى صوتٌ مقدَّسٌ يقول: أنتم المنتصرون هاليلويا وهاليلويا فظفروا وغلبوا.

للقدِّيس – في اليوم الذي يتِّمُ فيه تذكارك يا أبانا مار … الجليل، إن الخلائق تبتهج وترنِّمُ المجد للمسيح الذي عظَّمك، هاليلويا وهاليلويا فلتكن صلاتك عوناً لنا. يا مار … المفضال، الجموع تفرح وتتهلَّل بعيدك، لأنَّ ابن سيِّدك ضمَّك إلى صفوف الروحانيين، لتتنعَّم معهم هاليلويا وهاليلويا وترتِّل المجد.

للجمعة – في يوم الجمعة، بسط سيِّد البرايا يديْه على الصليب، وشاء فذاق الموت عوضاً عن الثمرة التي أكلها آدم هاليلويا وهاليلويا وأعاده إلى ميراثه. في يوم الجمعة شاهدت الكنيسة المسيح على قمة الجلجلة، فجثت وسجدت له، وأجابته وقالت: المجد لك يا رب هاليلويا وهاليلويا لأنَّك أتيتَ وسجدتَ له، وأجابته وقالت: المجد لك يا رب هاليلويا وهاليلويا لأنَّك أتيتَ وافتديتني.

للتوبة – اللَّهُمَّ، إنِّي أعد اليوم تلو اليوم بأنِّي سأتوب غداً، فانقضتْ أيَّامي وتلاشت، ولا تزال ذنوبي صامدة، فلتفضْ مراحمك عليَّ هاليليويا وهاليلويا فأحيا بنعمتك. اللَّهُمَّ، نجّنا من بحر النار ومن الممر الرهيب، مثلما نجا الفتيان من الآتون في أرض البابليين، هاليلويا وهاليلويا وأخزوا الكلدانيين. اللَّهُمَّ، أبسُط نعمتك، وأفضْ على العالم اجمع موهبتكَ؛ على الملوك: الصلح؛ على البيع: الأمان؛ على الكهنة: الألفة هاليلويا وهاليلويا وعلينا: غفران الذنوب.

نعمة الآب، وحنان الابن وأفة الروح، السر الثالوث يستقر بنا حتَّى النهاية هاليلويا وهاليلويا من الآن وإلى الأبد.

للأموات – يا مخلِّصنا، فليسمع الأموات الذين تناولوا جسدك وشربوا دمك الحي، ذلك الصوت: هلمُّوا يا مباركي أبي، ادخلوا ورثوا الملكوت هاليلويا وهاليلويا والحياة الدائمة.

القوقليون الأول – إنَّنا من أجلك نُمات كل يوم هاليلويا وهاليلويا وقد حُسبنا مثل غنمٍ للذبح. استيقظ يا رب ولا تنمْ هاليلويا وهاليلويا اذكرنا ولا تنسنا. لا تردد وجهك عنَّا هاليلويا وهاليلويا ولا تنسى بؤسنا وضيقاتنا.

فإنَّ نفسنا قد اتضعت إلى التراب هاليلويا وهاليلويا ولصقت بطننا بالأرض.

المجد – من الآن – أيُّها الشهداء القدِّيسون الذين احتملوا العذاب والضيقات من القضاة البغاة، إنَّ جزاءكم محفوظ لكم في خدر النور الأزلي، فلتكن صلاتكم حمىً وسوراً لنا حصيناً.

سدر الشهداء (ص48)

نشيد – أنتم شهداء الوحيد، وأنتم أحباء بكر العلي، متُّم لأجله واحتملتم الآلام وتقدَّمتم للذبح حبَّاً به، فمباركٌ مَنْ كرَّم ذكركم. طوبى للأنبياء، طوبى للرسل، طوبى للشهداء الذين انتصروا وتكلَّلوا، فإنهم يسمعون الآب ويعاينون الابن والروح القدس الذي يجدل الأكاليل، ويدخلون ويرثون ما لم تره عين ولم تسمع به أذن بشر.

المجد – سبحانك يا رب، لأنَّ لك في كل الأجيال أبراراً يرضون اسمكَ؛ ففي الأجيال الأولى، لك نوح وابراهيم واسحق ويعقوب وموسى وإيليا؛ وفي هذا الجيل يتوسَّل إليك الشهداء المباركون بالدم الذي سال من أعناقهم.

من الآن – للمسكونة أربع جهات، ولنا في أربعها النجدة؛ في المشرق: توما الرسول؛ وفي المغرب: سمعان العمودي؛ وفي الشمال: الشهداء القدِّيسون الأربعون؛ وفي الجنوب: مار يوحنا.

طلبة مار يعقوب – اللَّهُمَّ أشركنا بذكر أمِّك و قدِّيسيك؛ واغفر لنا ولأمواتنا بصلواتهم، بصلاة أمِّك والأنبياء والرسل والشهداء، احفظ الأحياء واغفر بمراحمك للأموات، ما أشهى وما أبهى يوم تذكار المباركة البتول مريم التي صارت أمَّ ابن الله؛ فأزل بصلواتها يا رب قضبان الغضب عن كل مّنْ يلوذ بها بإيمان. ما أروع البيعة في أعيادها وفي غير أعيادها، ففيها الصليب منصوبٌ، وفيها الجواهر مصفوفة؛ فمن جهة: الأنبياء والرسل والشهداء المباركون؛ ومن جهة أخرى: آلام الابن وصلبه. ما أجمل الرجاء الصالح الذي منحه ربنا للأموات في الجحيم، لمَّا دخل إليهم مثل الميت؛ هوذا الموت مقتولٌ، فهيَّوا أيُّها الورثة واخرجوا إلى حدودكم، وأنشدوا التسبيح لمن خلَّصكم من السابي (الآسر). ما أجمل ملائكة العُلى الذين يخدمونه تعالى في مقرِّه، وهم يهتفون له قدُّوسٌ قدُّوسٌ قدُّوسٌ الرب، معظَّمٌ تذكار كل القديسين، فالتقاديس الثلاثة للواحد القدُّوس، وله المجد. ليكن الذكر فوقاً في السماء وههنا في البيعة، للمباركة والقديسين والمتوفين.

ثم – يا ربنا يسوع المسيح – لا تغلق يا رب باب مراحمك (ص31) وأبانا الذي في السماوات إلخ.

ستار الجمعة

المزمور 4 – لمَّا دعوتك (ص32) المجد – من الآن – مباركٌ مَنْ وهبنا (ص57)

سدر التوبة (ص45)

نشيد – اللَّهُمَّ، نعرف أنَّنا أسأنا إليك وأغظناك كثيراً بمعاصينا، وإذا ستلَّت العدالة السيف، فحنانك يا رب يذود عنَّا، وإذا استلَّتِ العدالة السيف، فحنانك يا رب يذود عنَّا، وإذا وصلت الدنيا إلى آخرتها، فلتكن نهايتنا إلى مراحمك. اللَّهُمَّ نعرف أّنَّ ذنوبنا كثرت، ونعرف أيضاً أن مراحمك أكثر، فإذا كانت مراحمك لا تتشفَّع فينا، فلربَّما نهلك بسبب شرورنا؛ فيا رب يا رب لا تهملنا وقد افتديتنا بدمك الثمين.

المجد – إذا أخطأ العبد إلى سيِّده، يبادر إليه ويلوذ بمراحمه ويلتمسه ويبتهل إليه، فيتجاوز السيِّد عن زلة عبده؛ ونحن يا رب فقد التجأنا إلى صليبك؛ فلتسرع مراحمك إلينا.

من الآن – نسير في هذا العالم الزائل سير التاجر الذي يُبحر، وعندما نشدُّ الرحيل لنخرج منه، يفرح الحامل منَّا ويحزن الفارغ؛ فطوبى لمن اقتنى مثل التاجر النشيط الحياة المؤبَّدة.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الرب ربنا ندعوك، أيُّها الرب ربنا يا سيَّد الملائكة، الويل للأرض مما سيحلُّ بها في آخر الزمن، ستفسد بالإثم والكفر والدنس، وستولون مثل المرأة التي دنا مخاضها، وستشرف على الزوال حينما تكثر فيها الحروب والشدائد، كتب إشعياء أن الأرض ستنتحب على قاطنيها، وكتب داود أن الإيمان سيبطل، وكتب الحكيم أن الجرَّة ستتحطَّم عند النبع، وقال سليمان أن آخرة العالم آيلةٌ إلى الفناء.

سيكفُّ العالم عن الخدمات الروحية وعن القرابين، وسيسود البغي وحبُّ المال على الأرض؛ وفي الزمن الأخير سيقوم شعب على شعب فتخرب القُرى ويحلُّ الرعب بالمدن. المجد للآب الذي يحتملنا حينما نخطأ، السجود للابن الذي يقتبلنا حينما نتوب إليه، والحمد للروح الذي لا يريد هلاك أحد، والمجد للطبيعة الواحدة التي لثلاثتهم، اللَّهُمَّ استجبنا، وأعِدْ قلوبنا.

  • الساكن في ستر العلي (ص32)

ليل الجمعة

صلاة الابتداء (ص36) – والمزمور 113 – باركوا الرب يا جميع عبيد الرب (ص36)

نشيد النهوض – يا أبناء النور، استيقظوا وسبِّحوا الربَّ الذي تنازل فتألَّم وافتدى البرايا، يا إخوتي، استيقظوا وانهضوا وأنيروا مصابيحكم؛ فها قد حان مجيء العريس فاخرجوا إلى لقائه. بصلوات الأمِّ البتول مريم والدتك، أشفق اللَّهُمَّ على بيعتك التي افتديتها بصليبك. بصلوات الأمِّ التي حملتكَ وطافت بك بطهارةٍ، أشفق اللّهُمَّ على بيعتك التي افتديتها بصليبك. بصلوات الأنبياء والرسل المختارين يبِّت أساس البيعة المقدَّسة، بصلوات الشهداء الذين هاموا بك، وتألموا حبَّاً بك، اغفر لرعيتك أيُّها المسيح المملوء مراحم. بصلوات الآباء والملافنة المكرَّمين، أشفق اللَّهُمَّ على بيعتك التي افتديتها بصليبك. بصلوات الأبرار والكهنة أحبَّائك، أحلَّ اللَّهُمَّ أمانك بالبيعة المقدَّسة. بصلوات مار … المزدان بالمحاسن، أشفق اللَّهٌمَّ على بيعتك التي افتديتها بصليبك. فليتنعَّم معك في خدر النور، المجد لك يا فادينا، والوقار لأبيك والسجود والتعظيم للروح القدس.

(القومة الأولى لوالدة الله تتلى من أحد تقديس البيعة حتَّى القيامة، وتتلى القومة الأولى للصليب من عيد القيامة حتَّى تقديس البيعة).

القومة الأولى لوالدة الله

الردة – أيَّتها العذراء القدِّيسة، صلِّي لأجل الأمان وتضرَّعي إلى وحيدك ليرحمنا، فتبطل الحروب ويتسالم الملوك، وتتعظَّم البيعة وتتمجَّد، ويبتهج أولادها بأعياد الفرح، وهم يرتِّلون الحمد للقوي المحتجب.

سدر والدة الله (ص46)

نشيد – فليكن الذكر الصالح لمريم والدة الله، ولكل الأنبياء والرسل والشهداء المباركين، ولأبناء البيعة أجمعين، من جيل إلى جيل، وإلى أبد الآبدين. هتف الملاك: السلام عليك يا ممتلئةً نعمةً، يا سماء ثانيةً حملت ابن الله، فالقبائل بأسرها تعطيكِ جزيل الطوبى لأنَّ المولود قدَّسكِ وظهر منكِ.

المجد – سبحان ابن الله الذي شاء فأشرق من حشا مريم البتول المباركة، وخلَّص بمولده الشعوب من الضلال، وعظَّم وكرَّم ذكر والدته.

من الآن – أيُّها الابن الصالح، يا من سامح المسكونة بذبيحته، سامح الأفواه التي رنَّمت لك المجد السني، في ذكرى مريم البتول المباركة، الأم التي حملتك بأبهةٍ وبقداسةٍز

طلبة مار يعقوب – صلاتك معنا يا مباركة، يا ممتلئةً نعمةً، طوباكِ يا مريم الطوباوية والطوبى لنفسكِ! فغبطتكِ أعظم من غبطةِ الطوباويين، طوباكِ لأنَّك حملتِ حبَّار العالمين وحامل الأرض بإشارته الخفية، وهو طفل، وقبَّلتيه و أحببتيه. طوباكِ لأنَّك وضعتِ فمك الطاهر على شفاه ذلك الذي بحضرته يحجب الساروفيم وجوههم. الطوبى لكِ لأنَّك بحليبك الصافي ربَّيتِ الطفل، وهو كالثدي الذي ترضع منه العوالم حياةً ونوراً؛ الطوبى لكِ لأنَّ صدى يوم تذكاركِ يتجاوب في أربعة الأقطار، ويحتفل به الملائكة والبشر بخشوع. سبحانه تعالى لأنَّه ترك العُلى وكل الروائع، وفي تواضعه حلَّ بالمتواضعة، ابنة المساكين؛ فيا أيُّها الجوَّاد، يا معظِّم تذكار أمِّه، سامح الأحياء والأموات الذين كرَّموا عيدها؛ ولتكن صلاتها معنا بصلوات تلك التي حملتك تسعة أشهر، أقصِ عنَّا يا ابن الله قضبان الغضب.

  • مبارك مجد الرب إلخ (ص36)

القومة الأولى للصليب

الردَّة – رأيت ثلاثة مصلوبين: لا يشبه أحدهم الآخر؛ فالذي عن اليمين: حيٌّ لا مَيتٌ؛ والذي عن الشمال: ميتٌ لا حيٌّ؛ وأمَّا الذي في الوسط فأدهشني، يشبه الميِّتَ وهوَ حَيٌّ، ويشبه الحيَّ وهو ميِّتٌ؛ يشبه الإنسان وهو الله.

سدر الصليب (ص46)

نشيد – نزلت الملكة هيلانة من روما مدينة الملوك إلى أورشليم لتسجد للصليب، وأمسكت كل اليهود وقالت لهم: تعالوا أروني مكان الصليب؛ فقالوا لها: لنا رئيس، فإذا أمسكتيه فهو يكشف لكِ المكان الذي وُضعت فيه هاليلويا خشبة الصليب.

نام ورقد الراعي على جناحي الصليب، فتبدَّدت خراف قطيعه في أسواق أورشليم. كفر به شمعون وقال: إنَّه لا يعرفه، وأقسم وحلف أنَّه لم يره قطُّ، أمّا اللص اليميني فصرخ وقال: اذكرني يا ابن الله حينما تأتي بالمجد هاليلويا في جموع ملائكتكَ.

المجد – امتدَّ عمَّانوئيل الله على الخشبة، وأمال الجبَّار ابن الوعد رأسه ومات؛ أسلم على الصليب روحه فقط؛ ولم يفارق لاهوته جسدَه؛ أسلمَ فقط حياته البشرية لا الإلهية، وجلس اليهود ينوحون لأنَّهم صلبوا العليَّ هاليلويا فالويل لهم إلى الأبد.

من الآن – أيُّ الصليب تعالَ وأخبرنا عن قوِّتك، فالشعوب تسجد لكَ من أقاصي الأرض إلى أقاصيها – “اتخذوني مذبحاً على قمة الجلجة، وصلبوا عليَّ ابن الله” عصره اليهود بالرمح ولم يذوقوا خمره، فاقتبلته البيعة المقدَّسة وقدَّمته على المذبح هاليلويا وهي تلتذُّ به.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الابن الذي بصليبه خلَّص بيعته من الضلال، امنحها الأمان واحفظ أبناءها بصليب النور. أيُّها الأمان الذي أمَّن السماويين والأرضيين، أمِّن بيعتك واحفظ أبناءها بصليب النور. اسمح لي اللَّهُمَّ أن أخبر عن صليب النور؛ عديدة هي المعجزات التي تنبع منه للناظر إليه. الصليب نور ويُلبس الساجدين له نوراً، وينتشلهم من الأعماق ويرفعهم إلى العُلى. فسَّر الصليب كل الرموز التي قيلت عنه، وكشف لنا كل الأسرار المخفية، وختم كل أقوال النبوءة؛ وقد تكلَّم عنه كل العالمين بالخفايا. خرَّب الصليب أسوار الجحيم العامر، وها إنَّ الجموع المفتداة تمرُّ دون وجل بالصليب الذي هدم فعلاً حائط الغضب، وصالح الله والبشر فتسالموا. المجد للآب الذي رسم الصليب في النبوءة، والسجود للابن الذي أعطاه سلاحاً للرسل، والشكر للروح الذي يُتِّم به كل الذبائح، فليكن الصليب سوراً منيعاً لكل البِيَع، المراحم التي تحنَّنت بها على اللص اليميني، تحنَّن بها علينا أيضاً يا ابن الله وارحمنا.

  • مباركٌ مجد الرب (ص36) وأبانا الذي في السماوات إلخ.

القومة الثانية للشهداء

الردَّة – لنجتمعنَّ يا إخوتي، لذكر القدِّيسين، ونرفعنَّ المجد لسيِّد القدِّيسين، فهو بمراحمه يُحلُّ أمنه بالمعمورة، ويضمُّنا إلى جموع القديسين، لنسبحه معهم على الدوام في اليوم الذي تتجلَّى فيه علامة جلاله.

سدر الشهداء (ص48)

نشيد – ارتفع البخور من عظام الشهداء المباركين إلى ملك الملوك في أعالي العُلى، فأرضاه، وفرح ملائكة السماء بإكليل الشهداء، وها إنَّ البيعة وبنيها يكرِّمون يوم عيدهم. طار أجواق الملائكة وهبطوا من صفوفهم لأنَّهم رأوا قتل الشهداء القديسين، وأعطوا البيعة المقدَّسة وافر الطوبى للذبيحة التي أصعدتها لملك الملوك.

المجد – اليوم تتهلَّل عظام الشهداء المباركين، وتغتبط الكنيسة التي تجلُّ تذكارهم. وعند ظهور المسيح الملك في مجده العظيم، سيدخلون معه إلى الخدر المفعم مسرات.

من الآن – أيُّها الشهداء أحبَّاء الابن، مَنْ أسكركم؟ فقد تكلَّلتم بالسيف دون ان تتألموا – ” رأينا دم المسيح على الصليب فسكرنا به؛ وفي شغفنا به لم نشعر بشدائدنا”.

طلبة مار أفرام – يا ربنا ارحمنا بصلاة أحبَّائك الشهداء، واغفر لنا ولأمواتنا بطلبتهم وصلاتهم، أيُّها الشهداء، إنَّكم تشبهون النسور، وأنتم أسرع من الهواء، وتستجيبون المستغيث بكم سواء كان في البر أمْ في البحر. ينشد الشهداء للابن أناشيد شجية في آلامهم، وترتِّل الكنيسة وبنوها المجد في يوم عيدهم. يا ربنا، المجد ليمينك التي جدلت الأكاليل للشهداء، وقوَّتهم في الجهاد، وكلَّلت رؤوسهم، يا ربنا ارحمنا بصلاة أحبائك الشهداء، واغفر لنا ولأمواتنا بطلبتهم وصلاتهم.

-مبارك مجد الرب (36) وأبانا الذي في السماوات إلخ.

القومة الثالثة للأموات

الردَّة – اللَّهُمَّ امنحنا وأمواتنا أن نعثر على فتات مائدتك؛ إنَّ رؤية حبيبك هي معين الملذات؛ ومَن يؤهل لمشاهدة هذه الرؤية، يُعرض عن القوت الذي لا يدوم إلى الأبد، لكي يلتذَّ ببهائك يا يسوع المملوء رحمةً

سدر الأموات (ص44)

نشيد – أيُّها الإله فادينا اعضدنا هاليلويا – قال آدم: قمْ فأعنِّي ونجِّني، فقد سطت حوَّاء والحية عليَّ من بين الأشجار فاقترفت الإثم؛ وخلعت المجد الذي كنتُ أرتديه لأنِّي أكلتُ من تلك الثمرة.

يا رب كن لي معيناً هاليلويا – أدعوك وانا متكلٌ على حنانك، وأقرع بابك حسب تعليمك فأجب سؤلي؛ وكما اعترفت بك اعترف بي، واحفظ بصليبك حياتي.

المجد – قيَّدني الشرير بسلاسل الإثم ورباطاته، فأنا أسير الخطيئة منذ زمن بعيد، وحنانك يا رب هو يفصم قيودي ويشفي جراحي.

من الآن – البيعة وافقة على بابك تستشفع الآلام التي احتملتَ على الصليب لأجلها، فأشفق عليها وعلى بنيها بعلامة الصليب العظيم.

طلبة مار بالاي – يا ممتلئاً رحمةً، جدِّد في القيامة خليقتك، عبيدك الساجدين لك الراقدين على رجائك . هاليلويا إلخ.

هاليلويا وهاليلويا وهاليلويا، المجد لك يا الله (3)ً – أيُّها الإله الحنَّان تحنَّن علينا بمراحمك. بالقرابين وبالصلوات نذكر آباءنا(ص37) – السدر العمومي (ص44) – قالت مريم تعظِّم نفسي (ص37) – ثم الأبيات الموافقة من التعاظيم – ثم: ما أطيب وما ألذَّ (ص37) – أيُّها النائمون، استيقظوا وانتصبوا وسبِّحوا: سبِّحوا الرب من السماء (ص38) – المجد – من الآن – المجد للثالوث (ص39).

ثم رتبة القديس – فطلبة مار يعقوب: اللَّهُمَّ أشركنا بذكر أمِّك وقدِّيسيك، واغفر لنا ولأمواتنا بصلواتهم، بصلاة أمِّك والأنبياء والرسل والشهداء، احفظ الأحياء واغفر بمراحمك للأموات، كتب الديَّان وتكلَّم بلسان رئيس الملائكة، وأوضح لمريم أنَّ لا انقضاء لملكه؛ أمَّا السر الخفي الكائن بين مريم والملاك فلم يشعر به أحد، وهو مرسومٌ وممتدٌ على قمة الخشبة، خزي الصالبون أبناء اليسار لمَّا قتلوا الشهداء، إذ أظهر الصليب في الشهداء أنَّه قوَّة الله. ولمَّا مات الناس حبَّاً بالصليب، عرفتْ الأرض أن اليهود صلبوا ابن الله الوحيد، لاح الخلاص لمَّا صعد الملك الصليب، وشرع يصيح ويوقظ المسبية، وكانت غارقةً في النوم، فدعا الأموات وقال: اخرجوا من القبور وعاينوا خلاصي، فبشارتي هي أنِّي متُّ لتحيوا أنتم. المجد للآب الذي أرسل الابن فأتى للولادة، والسجود للابن الذي مات على الصليب وأحيانا، والشكر للروح الذي شدَّد الشهداء في جهادهم، وأقام الأموات من قبورهم، والمجد له، ليكن الذكر فوقاً في السماء وههنا في البيعة، للمباركة والقديسين والمتوفين.

مثلما يسبِّح الملائكة ورؤساء الملائكة إلخ (ص40)

صبح الجمعة

صلاة الابتداء (114) – المزمور 51: ارحمني يا الله (ص41)

والمزمور 63: إلهي أنت إلهي (42)

نشيد – الصليب آية الأمان، الصليب علامة الغلبة، بالصليب خلصنا، وبه نفتخر كلَّنا. في معسكر الاسرائيليين، نُصبت حية النحاس التي تشير إلى رمز وإلى حقيقة الصليب المحيي. يا ربنا يسوع، بصليبك وبصلاة الأم والدتك، أجز وأزل عنَّا ضربات الغضب وقضبانه، يا ربنا يسوع، بصليبك وبصلاة الأم والدتك، أحلَّ أمنك وسلامك بأربعة أقطار المسكونة، تبارك الذي صنع الصليب سلَّماً لأبناء آدم، فالأنبياء والرسل والشهداء الأولون ارتقوا بواسطته إلى العُلى، انتصر الصليب، وسينتصر الصليب، وقد انتصر الصليب على العدو، وليكن الصليب سوراً للبِيَع والأديار، ملكَ الصليب على السماء، وملك الصليب على الأرض، وليكن الصليب سوراً للبِيَع والأديار، ليكن صليب النور الذي ظهر في السماء لقسطنطين، سوراً منيعاً للبِيَع والأديار. لا نخشى الشرير فالرب معنا، وقد لبسنا سلاحه العظيم، وهو الصليب المحيي.

يا ربنا يسوع، نلتجئ كل يوم إلى صليبك، فهو ينجَّينا من الشرير ويورثنا ملكوت العُلى. أنَّ الذي حمل صليبه على منكبيه، وخرج من صهيون، هو يرش طلَّ المراحم على عظام المتوفين، الوعد الذي اقتبله منك اللص على قمة الصليب، فليقتبله يا رب الأموات الذين آمنوا بالثالوث.

المجد – من الآن – الحمد ليسوع الذي صُلب في أورشليم على الجلجلة، وصرخ فتشقَّقت لصوته الصخور، وقام الأموات، ورتَّلوا المجد.

المزمور113 – المجد لباري النور – سبِّحوا الرب يا عبيد الرب (ص42)

والمزمور 148 – سبِّحوا الرب من السماء (38)

المجد – من الآن – يا سيِّد الكل سحقتَ رأس التنين بصليبك، ونقضتَ ولاية الموت النَهِم بمحاربتك، ولذا نهتف: المجد لقوة أزليتكَ يا رب الكل.

السدر العمومي – (ص44)

نشيد البخور – اذبحوا له ذبائح المجد – دعا موسى الله داخل قبة الزمان، فاقتبل الله دعاءه وبخوره؛ فاقتبِلْ يا ربنا في بيعتك بخور خدَّام ألوهيتك هاليلويا كما اقتبلتَ يا رب العالمين بخور هارون رئيس الكهنة.

ويسبِّحك صدِّيقوك – حمل الكهنة بأيديهم بخور الغفران وقدَّموه لله تعالى، فاقتبل بخورهم وارتضِ بصلواتهم يا يسوع يا مخلص العالم هاليلويا وأجب عاجلاً إلى مطالب خدَّام ألوهيتك.

المجد – سبحان القدير الذي ترك الكاروبيم والساروفيم وانحدر إلى البتول وحلَّ بها، دخل عليها إلهاً، وخرج منها إلها وإنساناً، فهلمُّوا أيُّها الأمم ورتِّلوا المجد هاليلويا للإله المتأنِّس وفادي جنسنا من الضلال.

من الآن – سبحانه تعالى، لأنَّ الملائكة لا يقدرون أن ينظروا إليه في السماء عند والده، وقد شاء في محبته أن يظهر من البتول على الأرض ليفتدي آدم وذريَّته هاليلويا المجد له ولمرسله الذي تنازل وخلَّصنا.

نذكر المباركة ونذكر الموكب الذي دخل معها الملكوت، نذكر القديسين عندما يصرخون إليها ويقولون: هلمِّي بسلام يا أمَّ ربي هاليلويا وتضرَّعي إلى وحيدك لكي يرحم العالم. قل لنا يا إشعياء، واشرح لنا يا ابن عاموص: ما هو حبل البتول؟ هو الله الذي بمحبته صار إنساناً، واسمه عمَّانوئيل هاليلويا أي الله معنا وهو يسوع مخلِّص العالم. أيَّتها الأم القديسة التي حلَّت بها قوة العلي فولدت فادي العالم، تضرَّعي إلى وحيدكِ في يوم ذكراكِ، والتمسي منه أن يرحم العالم هاليلويا فبصلاتك وطلبتك يسود الأمانُ المسكونةَ. انحدر سيِّد الملائكة إلى البتول مريم وحلَّ بها وأخذ منها جسداً نقياً؛ السماء مملوءة منه، والأرض صغيرةٌ لجلاله؛ فاكتفى بحشا مريم هاليلويا، مباركةٌ أمُّه التي تلتمس منه أن يرحم العالم.

للصليب – على قمة الصليب أعدَّ اليهود معصرةً، وعصروا فيها عنقود البركة، عصروه ولم يذوقوه، واقتبلته البيعة المقدَّسة، وتتنعَّم به كل يوم هاليلويا وترتِّل له مع بنيها المجد كل يوم وإلى الأبد. الصليب الذي شاهده قسطنطين في السماء، وقد نجَّاه في كل حروبه، هو يكون سوراً للبيع والأديار حتى انتهاء العالم هاليلويا استرنا تحت أكنافه يا يسوع يا مخلَّص العالم.

للقديسين – يا أيُّها الرسل الطوباويون ومبشِّرو الإيمان الذين فلحوا الأرض مثل الأكرة، صلوا لكي يُستأصل الزؤان من البيع فلا يختنق الزرع الجيِّد هاليلويا تبارك الذي زرع بشارته في الأرض من أقصاها إلى أقصاها. من لا يتعجَّب عندما يرى الرسل على الكراسي جالسين، وبالنور متَّشحين، واللهبة لابسين، ويدينون آل اسرائيل؟ هاليلويا تبارك الذي استودعهم سلطان العُلى والعمق. كان الشهداء مباخر مليئة بالرائحة الذكية التي يرتضي بها الله؛ ولمَّا أسخطته ذنوبنا نظر إلى دمهم فرضيَ عنَّا؛ مباركٌ من يصنع إرادة خائفيه هاليلويا ويتم مشيئة الساجدين له لأنَّهم أتمُّوا مشيئته على الأرض. يا إخوتي، رأيت دمَ الشهداء وهو يهرق على الأرض، وذهنهم وهو يغتبط ويتهلَّل، فقلتُ: ما ألذَّ الموت لأجل الله، فهو يورث أحبَّاءه الحياة هاليلويا أورثنا ملكوت العُلى يا يسوع يا مخلَّص العالم.

للقديس – أبانا الطوباوي مار … الجليل، زرْ الآن الرعية فقد عاث الذئاب فيها فساداً، وتشتَّتتِ بين الأمم، لا راعٍ لها يجمع شملها هاليلويا أيُّها المسيح يا رئيس الرعاة، اجمع قطيعك المبدَّد. في اليوم الذي نعيِّد به تذكارك يا مار … تبتهج البيعة وبنوها، وتنشد التسبيح للرب الذي بجَّل ذكرك في أربعة أقطار المسكونة هاليلويا بصلاتكِ وطلبتكِ فلتكن المراحم على العالم.

للتوبة – صرخ اللص وهو على الصليب عن يمينه تعالى وقال: الطوبى لي ثم الطوبى، أهِّلني اللَّهُمَّ أن أفتح الباب الذي أوصده آدم بعصيانه هاليلويا وأدخله ببياض الوجه وأهتفَ: المجد لك يا رب. أيُّها الكنز الذي لا ينقص، والغني الذي لا يفتقر، والذراع الشديدة التي لا تُقهر، شدِّد ضعفنا، واغسل دنس نفسنا، وقوِّنا لنسبِّحك هاليلويا ونشكر لك نعمتك يا يسوع  يا مخلِّص العالم. سمعت صوت النبي يردد للأمم: الرب يدين بالنار! فاعتراني الخوف؛ فإذا كان الأبرار يخافون، فالخطأة ماذا يصنعون؟ هاليلويا فارحمني يوم الذين يا يسوع يا مخلِّص العالم.

للأموات – يا ربنا الحي الذي لا يموت، اذكر أمواتنا الذين تناولوك من المذبح، وفي يوم الانبعاث العظيم أقم بالمجد أجسادهم من التراب هاليلويا ففي يوم القيامة العظيم أشفق على الأموات المؤمنين.

صلاة العطر (42)

نشيد ما بعد البخور – يا رب في الغداة تستمع إلى صوتي هاليلويا – يا رب لا تقل لنا عند مجيئك في ذلك الصباح العظيم: إنِّي لا أعرفكم؛ فقد منحتنا جسدك المقدَّس عربوناً لنا ودمك الذكي مغفرةً للعالم هاليلويا فالشعوب تحيا به وتنشد المجد.

وفي الغداة أتهيَّأ وأتراءى لك هاليلويا – في الصباح عندما يشرق نورك في العالم، تتقدَّم البرايا وتسجد للصليب، ويصل إلى البيعة المقدَّسة خبر سقوط الشيطان بقوة الصليب هاليلويا ويشكرك كل امرئ ويسبِّحك من مكانه.

المجد – المجد والحمد والكرامة والسجود لابن البتول التي نذكرها ونتبرَّكُ بها، فقد ولدتْ وأرضعت وبكارتها محفوظة، ولدت لنا البكر الذي خلَّص العالم هاليلويا وهو بالحقيقة مخلِّص العالم.

من الآن – يسطع عبير البخور في كنيستكَ يوم تذكار والدتكَ، أيُّها الرب الإله، فارتضِ به كما ارتضيتَ ببخور هارون، وأجز بحنانك الغضب عن العالم هاليلويا وأحلَّ الأمن ببيعتكَ المقدَّسة.

لوالدة الله – أقبلَ الخفي والمحجوب عن الكل إلى الولادة، فارتدى جسماً من الأم البتول، ترك المركبة العَجَل الرهيبة، وحملته ركبتا مريم بأعجوبة هاليلويا مباركٌ مَنْ ظهر منها وأعتقنا من اللعنة. صارت مريم يتيمةَ الأب والأمِّ، مات أبواها وخلَّفاها، فنقلها الكهنة إلى بيت المقدس وفقاً لأمر موسى وربُّوها، فانحدر سيِّد الأنبياء إليها وباركها وقدَّسها هاليلويا فلتكن صلاتها سوراً لنا وحمىً. أيَّتها العذراء القدِّيسة يا أمَّ العلي، تضرَّعي لأجل الكنيسة؛ فالمخاوف الشديدة والحروب والمحن تحيط بالأرض فتعذِّبها هاليلويا فلتكن صلاتها سوراً لنا وحمىً. أنَّ الربَّ الإله معنا، فقد ولدت البتول وبكارتها مصونة، كما تنبَّأ النبي ابن عاموص: ها هوذا العذراء تحبل وتلد العجب هاليلويا وتفسيره الله معنا.

للصليب – أيُّها الصليب المقدَّس قدِّس نفوسنا، أيُّها الصليب الغافر اغفر آثامنا؛ دحر الصليب الشرير وجنوده، وناصر الساجدين له والمبتهجين بعيده هاليلويا والقائلين: مباركٌ مَنْ أتى وخلَّصنا بصليبه.

يا ربَّنا، البيعةُ تفتخرُ بصليبك الذي افتديتها به، وأنقذتها بآلامه، ونحن الذين التجأنا إلى صليبك، احرسنا من الشرير وجنوده هاليلويا استرنا يا رب تحت أكناف صليبك.

للقديسين – يقوم الحرَّاس على أبواب البيعة، ويحرسونها من الشرير في الليل والنهار؛ فشمعون هو الأساس؛ وبولس: المهندس؛ ويوحنا: العرَّاب والحبيب هاليلويا وداود كنَّارة الروح القدس.

شيَّد ربنا بيعته على شمعون الصفا، وركَّزها على الاثنتين والسبعين عموداً، وهي أعلى وأسمى من جبل الكرد؛ وأمَّا المهندس الذي بناها، فمقرُّه في العُلى هاليلويا مباركٌ من بنى بيعته وأقام فيها مذبحاً.

دخل عبيد العلي المحكمة ومثلوا أمامها، ورفعوا ألحاظهم إلى السماء وقالوا: أحببناك يا ربنا، وأبغضنا العالم، فامنحنا النصر، وامنح الشرير الخزي هاليلويا لئلا يقول الكفرة: أين هو إلهكم؟. يتضرَّع الشهداء إليك لأجل ذنب العالم، وقد اعتادوا أن يسدُّوا الثغور؛ دخلوا المحكمة واحتملوا كل الضيقات؛ وها إنَّ المساعدات تنبع من عظامهم هاليلويا لمن يلوذ بذخائرهم.

للجمعة – نصب الجهَّال صليب العلي يوم الجمعة، وهو اليوم السادس؛ وطعنوه بالحربة يوم الجمعة أيضاً، فجرى لنا منه الدم وماءُ الحياةِ هاليلويا غفراناً للأممِ التي صدَّقته وآمنت به.

جميلةٌ هي كنيةُ يوم الجمعة في كتب الأنبياء الأجلَّاء وأسفارهم، فمكتوبٌ أنَّ الشمس غابت ظهراً، لأنَّها شاهدت سيِّدها مفضوحاً على الخشبة هاليلويا وجنبه مطعوناً لمغفرة خطايا العالم.

للصباح – ما أرهبَ ذلك الصباح الذي به يأتي الرب فيزأر كالأسد فترتعد البرايا؛ يجلس الديَّان، ويفتح الأسفار، ويكشف كل الخفايا هاليلويا يا عالماً بالخفايا أشفق علينا وارحمنا. اللَّهُمَّ، فلتشرق فينا نعمتك في ذلك الصباح الذي به يُجازى كلٌ حسبَ عمله، ولنسمع ذلك الصوت الذي ينادي المؤمنين: هلمُّوا أيُّها العبيد النشيطون وخذوا جزاءكم هاليلويا الجنَّة والملكوت والحياة والدائمة.

للتوبة – يا رب: حكمك صارمٌ، ومعاصيَّ غفيرةٌ، والعدل يهدِّد ولا أقدر أن أهربَ؛ فبالحبِّ الذي بعث بك إلى المحكمة، لا تحاكمنا ولا تذكر آثامنا هاليلويا أيُّها الديَّان العادل أشفق علينا وارحمنا.

الويل لي لأنِّي رعيتُ مع الخراف في مروج العزِّ، وتلذَّذت معهم بالمياه العذبة؛ فماذا أصنع يا تُرى إذا أطلَّ الراعي، وأنا متَّشحٌ بثوبِ الجداء الأسود؟ هاليلويا أحصني مع خرافك أيُّها الراعي السماوي.

أحاطت الأمواج بفرعون وأغرقته في البحر لأنَّه تجاسر واضطهد اسرائيل؛ ولمَّا تيقَّن أنَّ لا معين له قال: الويل لمن يحارب الله! هاليلويا طوبى لمن يتكل على الرب.

علَّمني أحد الحكماء في كتابه فقال ابتعد عن الأخ وعن الصديق الغدَّار؛ فمُه يضحك لك وقلبه يبغضك، يُصْلي لك الفخ، ويتظاهر لك بالصداقة هاليلويا فنجِّنا يا ربُّ من الصديق المكَّار.

للأموات – يا رب لا تنسَ أمواتنا الذين يترقَّبون القيامة ولا تهملهم؛ أقم أجسادهم أيُّها المسيح المملوء مراحم، ومتِّعهم معك في ملكوت العُلى هاليلويا ليصعدوا لك المجد لأنَّك أنت باعثهم.

القوقليون السادس للصليب – نناطح بك أعداءنا هاليلويا وباسمك ندوس مبغضينا. لا نتكل على أقواسنا هاليلويا ولا على سلاحنا لينقذنا. أنت خلَّصتنا من مبغضينا هاليلويا وأخزيت أعداءنا. سبحانك يا الله كل يوم هاليلويا ونشكر اسمك إلى الأبد.

المجد – من الآن – دستَ بصليبك الثلَّاب وسحقته لأنَّه تكبَّر على جنسنا، وها إنَّنا نسجد للصليب المحيي.

سدر الصليب (46)

نشيد – اللَّهُمَّ استرنا تحت أكنافه هاليلويا – في الغداة يُشرق الصليب الحي بغتةً، ويظهر انتصاره من أقاصي الأرض إلى أقاصيها، فيعترف به الكفرة رغماً عنهم، ويبتهج به الشهداء المباركون ويحملون أكاليلهم، ونحن يا ربنا نعترف بك، ونسجد لك لأنَّك أحييتنا بموتك وانبعاثك، فأشفق علينا أيُّها الصالح وارحمنا.

أضاء نوره المسكونة هاليلويا – اليوم في الأقطار الأربعة، تجلَّى صليب ابن الله وقد طمره الشعب اليهودي الناكر الجميل، وأمَّا البيعة المقدَّسة فاشتاقت إليه وسجدت لجلاله، خربت أورشليم لأنَّها صلبته، وتسجد له سوريا ومصر لأنَّه خلَّصهما من عبادة الأوثان.

المجد – تطلَّع قسطنطين الملك إلى السماء، فأبصر العلامة العجيبة، آية الصليب؛ وبينما كان يتأمل في هذا المشهد قيل له: بهذه العلامة تنتصر! فسحق الأصنام، وكسَّر التماثيل وكرَّم الصليب فقط، فليكن صليبك حارساً لنا في الليل والنهار.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الابن الذي بصليبه خلَّص بيعته من الضلال، امنحها الأمان واحفظ أبناءها بصليب النور. أيُّها الأمان الذي أمَّن السماويين والأرضيين، أمِّن بيعتك واحفظ أبناءها بصليب النور. صعدتْ خشبة الصليب من أورشليم، وكانت تُبجَّل في الأماكن التي تمرُّ بها. سمع قسطنطين الملك خبر وصول الصليب، فاصطحبَ جنوداً وخرج للقائه. قبل وصول الصليب، وصلت إليه رسالة خطَّتها الملكة أمُّه، وقالت له فيها: ” الصليب قادم، فانهض واستقبله ورحِّب به”. فأخذ معه رؤساء الكهنة والكهنة الأفاضل لكي يجلُّوا الصليب ويسجدوا له بتهيُّبٍ. رأى الصليب فأحنى رأسه وسجد له، وبسط يديه، ورفع صوته، وسبَّح وقال: أشكرك يا ابن الله، فقد وهبتني الصليب لأقاتل به قوات العدو. المجد للآب الذي أخفى الصليب عن الظالمين، والسجود للابن الذي كشفه وبيَّنه لقسطنطين، والحمد للروح الذي أوصله إلينا بواسطة هيلانة، فاحمنا يا رب تحت أكنافه من الأضرار. المراحم التي تحنَّنت بها على اللص اليميني. تحنَّن بها علينا أيضاً يا ابن الله وارحمنا.

صالح الاعتراف  للرب (ص43)

الساعة الثالثة من يوم الجمعة

سدر الصليب (ص46)

نشيد – في الساعة الثالثة وفي كل حين، نسجد للصليب الحي ونرسمه على جباهنا فهو رجاؤنا وعليه اتكالنا، وهو ينجِّينا من الشرير وقوَّاته، ويورثنا العُلى. في الساعة الثالثة، أكل آدم الثمرة في جنَّة عدن فعصا؛ وفي الساعة الثالثة صعد الصليبَ سيِّد جنَّة عدن عوضاً عن عبده الأثيم؛ وفي الساعة الثالثة كتب بالصليب خلاص آدم، وأعاده إلى مكان ميراثه.

المجد – شطر موسى البحر بعصاه، فمرَّ الشعب وغرق المصريون، وفتح ربنا يسوع الجحيم بصليب النور، وأقام الأموات. فمباركٌ المسيح الذي نهج لنا طريق الحياة من القبر إلى الفردوس.

من الآن – الصليبُ نورٌ، ويُلبس الساجدين له حلة المجد والنور، ويرفع من العمق إلى العُلى منَ العمق إلى العُلى مَنْ يتطَّلع إليه، ويستغيث به في كل ساعة، فصليبك صالح السماويين والأرضيين، وزرع الأمان في المسكونة.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الابن الذي بصليبه خلَّص بيعته من الضلال، امنحْها الأمان واحفظ أبناءها بصليب النور. أيُّها الأمان الذي أمَّنَ السماويين والأرضيين، أمِّنْ بيعتك واحفظ أبناءها بصليب النور. من الآن فصاعداً تفتخر البيعة بالصليب الذي أبان معجزاتٍ مذهلةٍ للبشر؛ فيا صليب النور الذي يُلبس الساجدين له النور، إمنح عينيْ عقلي نوراً لأبصر نورك. يا ابن الله، يا مّنْ اغتبطت المسكونة بصلبه، أنَّ عقلي يبتهج بصليب النور الذي امتددتَ عليه؛ وكما أهَّلتني يا رب لأتكلم عن صليب النور أهِّل بيعتك إلى وليمة الحياة التي خلَّصتها بها. أيُّها الفادي العظيم، يا مّن خلَّص بيعته بذبيحته، خلِّص تعاستي يوم الدينونة الرهيبة؛ إنَّنا اجتمعنا في هذا العيد لذكر صليبك، فاجعلنا في ذلك العيد العتيد من مدعوي ملكوتك. المجد للآب الذي صوَّر الصليب الحي بواسطة الأنبياء، والسجود للابن الذي امتدَّ عليه وافتدى العالم، والحمد للروح الذي أعطاه سلاحاً للبيعة المقدَّسة، فاحمنا يا رب تحت أكنافه من الأضرار. الملائكة في العُلى والبشر في العمق يسجدون لاسمك. لأنَّك بصليبك وفَّقت بينهم وقد كانوا ساخطين.

الساعة السادسة من يوم الجمعة

السدر العمومي (ص44)

نشيد – طوباكِ يا مريم! فالله اختارك منذ حداثتك وعظَّم ذكركِ، فترعرعتِ في بيته على مائدته بخبز القرابين، وقد كرَّمك الكهنة، وحيَّاكِ الملاك، وانحدر الله وحلَّ بكِ. طوباكِ يا مريم! لأنَّكِ جوهرة في بتوليتكِ، وطاهرةٌ لا عيبَ فيكِ، أبصرَ ملكُ الملوكِ نقاوتكِ، فأرسل ابنه، فهبط وحلَّ بك، وتجسَّد منكِ ليخلص آدم في عبودية الخطيئة.

المجد – مثَلَ الشهداء أجواقاً أجواقاً أمام القضاة ولم يكفروا بالمسيح، فأتى السيف وأبادهم، فسال دمهم على قاتليهم، فعاين الرب بسالتهم فكلَّلهم، فلتكن صلاتهم سوراً لنا.

من الآن – وهَبنا ربُّنا رجاءً صالحاً وتعزيةً بحياة الأموات لمَّا قال: ستأتي ساعة يسمع فيها الأموات صوته فيقومون، أمَّا الذين عملوا الصالحات فإلى الحياة الجديدة، والأشرار فإلى قيامة الدينونة.

طلبة مار بالاي – بصلاة والدتك وجميع قدِّيسيك، سامحنا يا ربنا وأرح أمواتنا. إلخ.

الساعة التاسعة من يوم الجمعة

سدر الأموات (ص44)

نشيد – سلطانك يا رب هو ههنا وهناك في كلا العالمين، فاحرس الأحياء بصليبك، وسامح الأموات بعفوك. لا يدع المطر في الأرض جذراً إلا وينبته، ولا يدع المسيح ميتاً في الجحيم إلا ويُقيمه.

المجد – سبحانك يا باعث الأموات، وسبحانك يا مقيم المدفونين، والمجد لك وللآب مرسلك، والتهليل للروح القدس.

من الآن – أيُّها الابن الحي، يا مَن شاء فمكث ثلاثة أيَّام في القبر، أقم وأحيِ أمواتنا المفتدين بدمك الثمين.

طلبة مار بالاي – يا ممتلئاً رحمةً، جدِّد في القيامة خليقتك. عبيدك إلخ.

مساء السبت

صلاة الابتداء (ص30) والمزمور 140 – دعوتك يا رب (ص30 )

المجد – من الآن – الطوبى لكم أيُّها الأموات في ذلك في يوم القيامة؛ فالجسد الحي الذي أكلتم، والدم الغافر الذي شربتم هو يقيمكم عن اليمين.

السدر العمومي (ص44)

نشيد البخور – باركي يا نفسي الرب – أيُّها المسيح الملك، أرح بسلام مع جميع قدِّيسيك نفوس عبيدك، حيث لا موت ولا وجع ولا حزن بل حياة أبدية.

كل عظامي لاسمه القدُّوس – اتكالنا هو على الله جابل أبينا آدم، ورجاء الأحياء والأموات؛ ليس العالم بشيء، وما راحته وما سلطانه إلا حلم زائل.

المجد – دعوتك يا رب كل يوم، وبسطتُ يديَّ إليك، لأنَّك صنعت المعجزة للأموات، والجبابرة يشكرونك ويخبرون عن نعمتك لأنَّك أنت باعث الأموات.

من الآن – هذا الموت يا أحبائي هو رقاد كما قال بولس الرسول الطوباوي، فلنصلِّ طالبين من ربنا ألا نذوق الموت الآخر الملقَّب بالثاني.

لوالدة الله – أشرق منكِ، واتضع ليرفع ذلَّ آدم الترابي، وقد عظَّم وكرَّم ذكرك ههنا وفوقاً في السماء، فلتكن صلاتك سوراً لنا. أشار إليك موسى بالعليقة، ورمز إليك داود أبوك بتابوت العهد، وجدعون بالجزَّة، ويعقوب البار بالسلُّم التي ارتقى بها الجنس البشري إلى السماء. شاهد موسى النبي النار على الجبل، وقد شبَّت بالعليقة ولم تحرقها، وهي ترمز إلى البتول مريم التي سكن ابن الله فيها ولم يحرقها سعيره. صوَّرك يعقوب بالسلَّم التي أبصرها في سباته في بيت إيل، وسمَّاها مسكن الله؛ وفي الحقيقة إنَّكِ مسكن الله، فقد أشرق فيك وعظَّم وبجَّل ذكركِ.

للقديسين – في هذا المساء العابر، نُقيم الصلاة أمام عظامكم، أيُّها الأنبياء والرسل والشهداء، لكي نؤهَّل في ذلك الصباح الدائم لمشاهدة أكاليلكم، ولوارثة الحياة الأبدية. أيُّها الأنبياء والرسل والشهداء الأصفياء، أنتم في الحقيقة أطباءٌ، فافتحوا كنز صلواتكم، ووزِّعوا الإعانات للمعوزين الذين يلتمسونها منكم. أقام موسى رفاة يوسف في معسكر الاسرائيليين كما تقام الأسوار للمدينة؛ أمَّا عظامكم أيُّها الشهداء فهي أسوارٌ لنفوسنا، فنستتر تحت أكنافكم. لم يقتنِ ملوك العالم وقضاته وأولياؤه شيئاً ممَّا اقتناه الشهداء الذين سفكوا دم أعناقهم، واكتسبوا ملكوت العُلى وهم فيه كالورثة.

للتوبة – أطعمتني يا رب جسدك ودمك، فافتح لي باب مراحمك كما وعدت في بشارتك لكي لا أبقى خارجاً، وأُضحي زؤاناً ونصيباً للنار. يهتف الأنبياء مثل الرعود، والرسل مثل الأبواق: إنَّ هذا العالم زائل، وإنَّ الإنسان فيه كالبخار، وإنَّ أيَّامه كالعشب؛ فلنُعِدَّنَّ الزاد يا إخوتي. أيُّها البحر الزاخر بالمراحم، تجاوزتَ عن معاصي وذنوب الخاطئة التي دهنت قدميك. وأنا الشقي الخاطئ، أصرخ إليك مثل ذلك العشَّار، فارفق بي وارحمني. يا يسوع ملكنا، يا مَن دحر قوَّات الشرير العدو، أقصِ عنَّا التجارب والأهواء التي تقلق أنفسنا، ولتكن صلاتنا لمرضاتك، ولتدخل طلبتنا إليك.

للأموات – لنفتحنَّ القبور، ونتأمَّلنَّ بكل جبَّارٍ وجميلِ الطلعة، كيف آلوا إلى الفساد! تقوَّست قاماتهم، وصاروا حمأةً في الجحيم، فالطفْ يا رب بصورتك. مدَّ آدم يده إلى شجرة المعرفة، وأكل الثمرة التي تخفي الموت، فعُلِّق ربنا على الصليب وذاق الموت عوضاً عنه، وأعاده إلى مكان وراثتِه. نذكرَ آباءنا الذين علَّمونا في حياتِهم أنْ نكونَ أبناءَ الله، فليرحهم ابن الله في الملكوت السماوي مع الأبرار والصدِّيقين.

صلاة العطر(ص31)

نشيد ما بعد البخور – يا إلهنا ارحمنا – في المساء أتمَّ الأبرار أعمالهم ونالوا أجرتهم، فأتمَّ نعمتك معنا، وأبعد الشرير عنَّا.

يباركنا وينيرنا وجههُ – مباركٌ مساؤكَ الذي يجمعنا، وصليبك الذي يحرسنا، ومباركةٌ يمينكَ يا ربنا، فقد ضفرت الأكاليل للشهداء.

المجد – ترأف بنا في رتبة المساء ووقت الصلاة، وحينما تنصب كرسي القضاء أقمنا عن يمينك.

من الآن – أيُّها المسيح مخلَّصنا امنحنا مساءً مملوءاً أماناً، وليلاً مفعماً برارةً، فأنت الملك المجيد.

لوالدة الله – يا فخر المؤمنين، تضرَّعي لأجلنا إلى الوحيد الذي ظهر منك ليرحمنا. أيَّتها القدِّيسة، لا تكفِّي عن التضرُّع لأجلنا، فابتهلي إلى وحيدكِ التمسي منه أن يرحمنا. صارت العذراء أصلاً وسرت الحياة منها، فلتكن صلاتها ستراً وملاذاً للذين يدعونها. يا بنت داود وبنت ابراهيم، إنَّكِ انتُخبتِ منذ البدء، فتضرَّعي إلى وحيدكِ ليرحمنا.

للقديسين – وصفكَ الأنبياء بالروح وبشَّر الرسل بظهورك، ومات الشهداء حبَّاً بكَ، وهم يلتمسون منك أن ترحمنا. يا مخلِّصنا، اذكر الأنبياء والرسل والشهداء والأبرار والصدِّيقين، واعضدنا بصلواتهم. أيُّها القدّيسون، ابتهلوا معنا إلى ذلك الذي أتممتم مشيئته لكي يزيل عنَّا ويبطل ضربات الغضب وقضبانه. أيُّها الشهداء، إنَّكم تشبهون النسور، وأنتم أسرع من الهواء، وتستجيبون من يستغيث بكم سواءً في البحر أمْ على البر.

للقديس – يا مار … ذكرك هو ههنا وفوقاً في السماء، وكل من يُجِلُ ذكرك، تعضده صلواتكَ. أيُّها الشريف مار…. أنَّ أمان سيِّدك وسلامه يلازمان المكان الذي وُضعتْ فيه عظامك.

للتوبة – يقرع صوتُ طلبتنا بابك أيُّها الحنَّان، فلبِّ توسلات السَّاجدين لكَ واحتياجاتِهم. اللَّهُمَّ، بالرحمة أدِّبنا، ومن قضبان الغضب نجِّنا، وافتح بابك لصلاتنا، واستجب بمراحمك سؤلنا. اللَّهُمَّ، أشفق عليَّ بوفرة رحمتكَ، ولا تذكر أيُّها الحنَّان المساوئ التي اقترفتُها.

للأموات – ليوقظ صوتك الحي من القبور، آباءنا وإخوتنا المتوفين الذين انتقلوا من الحياة الزمنية إلى الفردوس. أكتب يا رب في سفر الحياة بملكوتك، أسماء الأموات الذين نكمِّل اليوم تذكارهم. المجد لله في العُلى، والإكرام لوالدته، وإكليل المديح للشهداء، والرحمة والتحنن للموتى.

قوقليون الأموات – كما يترحَّم الأب على البنين هاليلويا وهاليلويا يترحم الرب على خائفيه. لأنَّه عالم بجبلتنا هاليلويا وهاليلويا وذاكرٌ أنَّنا ترابٌ. أيَّام الإنسان مثل العشب هاليلويا وهاليلويا وينبت هكذا مثل الحقل. وإذا ما هبَّت الريح به لا يثبت هاليلويا وهاليلويا ولا يُعرف أيضاً مكانه.

المجد – من الآن – سيدوي صوت القيامة قرب الجحيم، فيسمع الموت ويُسرع، فتتجدَّد الصور التي بليت، فجدِّد يا ذات الرحمة عبيدك الراقدين على رجائك.

سدر الأموات (ص44)

نشيد – قدَّم ابراهيم لك بخوراً، وقرَّب نوح لك قرباناً؛ وأمَّا عبيدك الذين وضعنا البخور من أجلهم، فأرحهم بنعمتك. ألطفْ يا رب بأمواتنا المدفونين في الأرض مثل الزرع، وأقمهم مثلما تريد أن تفعل، وعزِّهم لأنَّهم حزانى.

المجد – أحلَّ يا رب بالأحضان الابراهيمية وبالمظال النيِّرة، أمواتنا الذين رقدوا واستراحوا على رجائك.

من الآن – يمينُك يا ربنا، هي تُلبس الأموات الذين لبسوك في مياه المعمودية، حلةَ المجد في ملكوتك.

طلبة مار يعقوب – يا ابن الله أرح عبيدك في الملكوت الدائم مع الأبرار والصدِّيقين، سبحانك يا باعث الموتى من قبورهم، ويا ملبسهم حلَّة المجد يوم الذين. تتتابع الأجيال المصفوفة في طريق العالم، وتسير مسرعةً إلى الزوال، تمرُّ على الجسر الكبير وتتزاحم للوصول إلى المنتهى. كل الداخلين في هذا العالم التعيس كئيبون، فما يكادون يتولَّعون به حتَّى لا يؤذن لهم بالبقاء فيه، يكدُّون فيه كالورثة وكالساكنين فيه، ويخرجون منه كالمبتدئين به وكالراحلين عنه. البشر يأمرون مثل الله مدى الحياة، وعند الوفاة يموتون كلَّهم مثل الحيوانات، بالأمس كانوا ملوكاً عظماء رائعين مسلَّطين، واليوم صاروا أمواتاً مرذولين تعساء ذليلين. المجد للآب الذي خلقهم منذ البدء، والسجود للابن الذي افتداهم في منتصف الأزمنة، والحمد للروح القدس الذي يبعثنا عند زوال الموت، أبعد عنَّا كأس الموت الثاني.

  • يا ربنا يسوع المسيح – لا تغلق باب مراحمك إلخ (ص31).

أبانا الذي في السماوات إلخ.

ستار السبت

المزمور – 4- لمَّا دعوتك (ص32) – المجد – من الآن – مباركٌ من وهبنا (ص57)

سدر التوبة – (45)

نشيد – يا رب علِّمني سبيل جميع وصاياك لأحفظها وأحيا بنعمتك، وأقم حرَّاساً على أبواب أعضائي المفتوحة لكي لا يُسرق كنز موهبتك. أيُّها الرب القدوس، يا مّنْ يقدِّسه القدِّيسون، قدِّس أفكارنا جميعاً وطهِّرها، حتى نقدِّس اسمك مثلما يقدِّسك الساروفيم: قدُّوسٌ الرب ومبارك ٌ جلاله.

المجد – سبحان الذي يصير علينا ويحتملنا بحنانه، ويطيل أناته علينا لنعود إليه من غيِّنا؛ ونحن الأشقياء لا نفكِّر قطُّ بأنَّ آخرة العالم على الأبواب قائمة.

من الآن – هوذا الزمان المقبول، وها هي أيَّام الخلاص التي يُقهر الشرير، فلنجتهدنَّ يا إخوتي، في الصوم والسهر والصلاة، من أجل الحياة الأبدية الموعودة.

طلبة مار يعقوب – أيُّها الرب ربنا ندعوك، أيُّها الرب ربنا.

هيَّا أيُّها الخاطئ وأحضر دموع التوبة، وابكِ ولا تتوقف عن البكاء؛ فالبكاء ناجع لك اليوم. جرحك بليغ يتطلَّب دموعاً غزيرة، ولن يشفى هذا الداء إلا بالدموع. هيَّا بنا إلى العدالة التي تتوعَّدك، واسترضها بالحسرات فتسمع منك؛ خذ الدموع وأدخلها معك إليها، فتخمد للحال ثورة الغضب. عطِّر البكاء، وأذرف العبرات عوضاً عن البخورات، فيزول فعلاً عنك كل الغضب. إيَّاك والاستسلام إلى اليأس المملوء موتاً؛ ثق واسترحم فتُقتبَل. لك التسبيح من الخطأة الذين برَّرتهم، ومن الضالين الذين أعدتهم إلى التوبة. فالكائنات العجماوات، والأفواه الناطقة المخلوقة، ترفع المجد لك ولأبيك وللروح القدس، اللَّهُمَّ استجبنا، وأعِدْ قلوبنا.

  • الساكن في ستر العلي (ص32)

ليل السبت

صلاة الابتداء (ص36) والمزمور 113 باركوا الرب يا جميع عبيد الرب (ص36)

نشيد النهوض – استيقظنا لنوقِّر رحمتك ونسبِّحها، ونرتِّل المجد لك يا سيِّد الكل. يهتفُ لك الملائكة في العُلى: قدُّوسٌ قدُّوسٌ قدُّوسٌّ، ويقدِّم البشر على الأرض السجود لوقارك. عظِّم يا ربنا برحمتك ذكر الأم البتول والدتك، واعضدنا بصلواتها. عظِّم يا ربنا برحمتك ذكر الأمِّ التي كرَّمتك وحملتك بطهارة وقداسة. عظِّم يا ربنا برحمتك الأنبياء والرسل الأصفياء واعضدنا بصلواتهم. عظِّم يا ربنا برحمتك ذكر الشهداء الذين تألموا وماتوا حبَّاً بك وأعضدنا بصلواتهم. عظِّم يا ربنا برحمتك ذكر الأبرار والكهنة أحبَّائك وحافظي وصاياك، واعضدنا بصلواتهم. عظِّم يا ربنا برحمتك ذكر مار … الجليل، واعضدنا بصلواته، اغفر يا رب واترك برحمتك ذنوب آبائنا وإخوتنا الراقدين وأرحهم.

المجد – من الآن – نصعد حمداً فائقاً لرحمتك، وشكراً لاسمك المسجود له والقدُّوس.

القومة الأولى لوالدة الله

الردَّة – تحرَّك كلمة الآب وهبط من مساكنه العلوية، وحلَّ بالعذراء فحبلت به وولدته، وهي تفوق كل وصف؛ فلا يتطاولنَّ الباحث على ابنها.

سدر والدة الله – (46)

نشيد – إنك تنسرُّ يا رب بذكر والدتك، كما تنسرُ بعبير البخور الطيِّب، فقد ولدتك في بتوليتها بالطهر والقداسة، فاصنع لها يا ربنا ذكراً ههنا في البيعة وفوقاً في السماء. المركبة التي رآها حزقيال النبي لا تشبهكِ، لها وجوه وعجل وعيون دوَّارة، أمَّا أنتِ أيَّتها الطوباوية فلكِ فم يرنِّم المجد لله.

المجد – المجد للآب الذي اصطفاكِ منذ البدء، أيَّتها البتول القدِّيسة، والحمد لابنه يسوع الذي شاء وتجسّد منكِ، والتهليل للروح القدس الذي صنع منك خدراً، فانحدر وحلَّ بك.

من الآن – قال الملاك للعذراء: السلام عليك يا ممتلئةً نعمة، الرب معك ويشرق منك مخلِّص جميع البرايا، وهو الملك الذي لا فناء لملكه من الآن وإلى الأبد.

طلبة مار يعقوب – صلاتك معنا، يا ممتلئةً رحمةً، هلمُّوا أيُّها العقلاء نجلُّ بحبٍ سامٍ وإيمان، يوم تذكار الطوباوية، ونعظِّمه بالسهر الطويل والصلوات المستمرَّة، فهي تعطي أجراً مضاعفاً لمن يكرمها، هلمِّي أيَّتها القدِّيسة ووزِّعي الهدايا يوم عيدك على جمعنا المتعطِّش إلى صلواتك وطلباتك، وليكن الرب سوراً لجميع مكرِّميك، ويُقصي عنه كل ضربات الغضب وقضبانه. القوة التي قوَّتك هي تقوي جمعنا لكي يمدحك، وتستدعينا إلى جنَّة النور بصلواتكِ؛ وليُحصِ الرب بين أجواق الملائكة، الأحياء والأموات الذين كرَّموا عيدك واستغاثوا بصلواتكِ. يا رب، في يوم تذكار أمِّك، ترفع لك رعيتك المجد الطاهر بلحنٍ عذبٍ وتهليل؛ فارسم بصليبك أبوابها المنيعة، وردَّ الأضرار عنها، لتصعد المجد لك ولأبيك وللروح القدس، بصلوات تلك التي حملتك أقصِ عنَّا يا ابن الله.

  • مباركٌ مجد الرب (ص36)

القومة الثانية للقديسين

الردَّة – طوباكم أيُّها القدِّيسون، فسعادتكم هي في بشارة الابن، وقد كُتِبَت أسماؤكم في سفر الحياة؛ وطوبى لمن وقَّركم واشترك في يوم تذكاركم.

سدر القدِّيسين (45)

نشيد – ما أطيب تذكاراتكم، وما أروع وألطف يوم عيدكم، صنعتم من الصليب جسراً، وبلغتم به إلى مقرِّ الحياة، فرح الروح القدس بكم وضفر الأكاليل ووضعها على رؤوسكم.

ما أجمل المأدبة التي أدَّبها المسيح الختن لخدامه، ففيها الأنبياء والرسل، وفيها الشهداء القدِّيسون، ويغتبط رئيس الوليمة بذكر الأبرار الذين انتصروا وتكللَّوا.

المجد – أيُّها الشهداء المباركون، إنَّكم أطباء المؤمنين! طوبى لمن وقَّركم واشترك بتذكاراتكم، فسيصير مدعواً إلى جمعكم، وسيرث الحياة الأبدية معكم.

من الآن – مَثَلَ الشهداء بين يدي القضاة ورددَّوا وقالوا: إنَّنا على الرجاء، ولا نخشى قضاة هذا العالم الزائل. فالمسيح ملكنا، وهو يورثنا الحياة الأبدية.

طلبة مار أفرام – يا ربنا ارحمنا بصلاة خدَّامك، بصلاتهم وطلبتهم ارحم نفوسنا إلخ.

مباركٌ مجد الرب إلخ (ص36 -) وأبانا الذي في السماوات إلخ.

القومة الثالثة للأموات

الردة – اللَّهُمَّ احفظ فينا الوديعة، عربون جسدك ودمك، وجدِّد نفوس أمواتنا وأجسادهم، فالنار تنطفئ في عبيدك لما تفوح رائحة جسدك ودمك منهم.

سدر الأموات (ص44)

نشيد – اذكرنا ولا تنسنا – أيُّها المسيح لا تهملنا، ولا تبتعد عن الساجدين لك ؛ اعتصمنا بكَ فسرْ معنا في طريق الحياة، أهِّلنا يا ربنا أن نرتِّل المجد لك في الليل والنهار.

لا تشيح وجهك عنَّا – أيُّها المسيح يا محب التائبين، يا مَنْ أتى ليدعوَ الخطأة، اقبلنا نحن التائبين! إنَّنا نقرع باب مراحمك فأهِّلنا يا ربنا أن نكون بالقول والفعل تائبين.

المجد – عندما يُنفَخ بالبوق فيدوي صوته، وتتشقَّق القبور والصخور وينبعث الأموات، ألطفْ بنا يا ربنا في ذلك اليوم وأقمنا عن يمينك.

من الآن – عندما تأتي يا ربنا لتدين الخلائق برمَّتها ودون استثناء أمام منبرك الذي يرهبه كل الناظرين إليه، ألطف بنا يا ربنا في تلك الساعة وأقمنا عن يمينك.

طلبة مار بالاي – يا ممتلئاً رحمةً جدِّد، عبيدك والساجدين لك.

هاليلويا، هاليلويا، هاليلويا المجد لك يا الله(3)ً – أيُّها الإله الحنَّان تحنَّن علينا بمراحمك. – بالقرابين والصلوات نذكر آباءنا (ص37) – السدر العمومي (ص44) قالت مريم: تعظِّم نفسي (ص27) – ثم الأبيات من التعاظيم المريمية – ثم: ما أطيب وما ألذ (ص37) – أيُّها النائمون استيقظوا وانتصبوا وسبِّحوا: سبِّحوا الرب من السماء (ص38)  المجد – من الآن – المجد للثالوث المجد للثالوث، يمجِّد الثالوث الممجد الأزلي والأبدي، وفي كل الأوقات يليق بك المجد يا الله. ثم رتبة القديس – فطلبة مار أفرام – يا ربنا ارحمنا، بصلاة أمِّك وقدِّيسيك. بصلاة أمِّك وقدِّيسيك، اغفر لنا ولأمواتنا. أنَّ ابن الله المولود من الآب ميلاداً روحياً قد ولدته البتول الطاهرة مريم ميلاداً جسدياً، حلَّ بحشاها سرِّياً، وظهر منها علناً، وها أنَّ ذكركِ موقَّرٌ ومكرَّمٌ ومقدَّسٌ. أيُّها الشهداء الذين احتملوا الشدائد بشجاعة وبسالة، ونالوا الأكاليل بفرح وعن جدارة، تضرَّعوا دوماً إلى المسيح، والتمسوا منه وألحَّوا عليه أن يُجزل لنا المراحم ويُغنينا. ادْعُ كلَّ الذين أكلوا جسدك الطاهر وشربوا دمك الغافر، ومرهُم بصوتك عند مجيئك الرهيب للدينونة العادلة، ان يقوموا بسرعة، ويدخلوا جنَّة النور مكرَّمين فرحين. المجد للآب الأزلي الذي اصطفى مريم الطاهرة، والسجود دوماً للابن الذي قوَّى الشهداء وشدَّدهم، والحمد العميم للروح باعثنا الحقيقي، وهو إلهنا الحقيقي، فلنخدمه كلنا، يا ربنا ارحمنا، بصلاة أمِّك وقدِّيسيك، بصلاة أمَّك وقدِّيسيك، اغفر لنا ولأمواتنا.

-مثلما يسبِّح الملائكة ورؤساء الملائكة (ص40)

صبح السبت

صلاة الابتداء (ص41) – والمزمور 51 – ارحمني يا الله (ص41)

والمزمور 63 – إلهي أنت إلهي (ص42)

نشيد – يا رب، لا تُحاكم عبيدك فقد منحتهم جسدك ودمك عربوناً لهم. قدِّرنا وأهِّلنا لكي نسمع تلك العبارة: هلمُّوا يا مباركي أبي أدخلوا ورثوا الملكوت. فليكن ذكر مريم لبركتنا، ولتكن صلاتها سوراً لنفوسنا. نتضرَّع إلى الشهداء ونتوسَّل إليهم لكي يتشفعوا فينا. اشتهى الشهداء أن يروا المسيح، فاقتنوا أجنحة بالسيف، وطاروا إلى العُلى. أيُّها الدَّيان العادل بإنصاف، لا تديننا ولا تذكر آثامنا. كن لي يا رب شفيعاً فقد لجأت إليك، الراقدين على رجائك والمنتظرين مجيئك.

المجد – من الآن – سبحان منْ عظَّم ذكر والدته، وكرَّم القديسين وسامح المتوفين.

المزمور 113 – المجد لباري النور – سبِّحوا يا عبيد الرب (ص42)  – والمزمور 148 – سبِّحوا الرب من السماء (ص38 و 39).

المجد – من الآن – أهِّلنا لذلك الصباح الذي يفرح فيه الأبرار، وينال الشهداء أجر أتعابهم.

السدر العمومي (ص44)

نشيد البخور – ها إنَّك تجترح المعجزات للأموات هاليلويا – الكنيسة المؤمنة تقيم ذكرى الأموات مع عطر البخور الذي يقدمه الكهنة؛ وليَملِك أمان الآب على الكنيسة وليطرد الشرير منها، فيُصعد لك بنوها المجد لأنَّك أنت باعثهم.

يقوم الجبابرة ويشكرونك هليلويا – ينحدر سلطان ذلك القدير المجيد إلى القبور ويجترح المعجزة، فيندهش الملائكة، وتجتمع العظام المشتَّتة، وتتَّشح بالمجد، وتقوم النفس والجسد معاً دون فساد.

المجد – سبحانك يا رب فقد أمرتَ فقام لعازر أخو مريم ومرتا من بعدما أنتن، وقلتَ كلمةً فاستيقظت أيضاً ابنة يوارش، وسيقوم الموتى على صوتك الأخير.

من الآن – سبحان الحي المتعالي، فقد نزل إلى الأموات، وزار آدم الترابي وقال له: لا تحزن يا ترابي لأنَّك عصيت أمري، فانا هو ابن الله الذي يميتُ ويُحيي.

لوالدة الله – حمل جبرائيل، دون قلم ودواة، الرسالة المفعمة أماناً، وانحدر بها إلى مريم وقال لها: السلام عليك يا مريم، الرب معك، ويشرق منك مخلِّص جميع البرايا. ليكن في الكنائس والأديار ذكر البتول الطاهرة والدة الله مريم، والنقية والقدِّيسة في بتوليتها، وقد حسُنت لملك الملوك، فهبط وحلَّ بحشاها. أيَّتها العذراء القدِّيسة، ترمز إليك بوضوح الصخرة التي نبعت منها الأنهر في الصحراء، فابن الله أشرق منك في المسكونة وهو صخرة الحق كما قال بولس.

تنبأ عنك داود الملك، أيَّتها البتول الممتلئة جمالاً وقال: قامت ابنة الملك بالمجد والقداسة، واشتهى الملك حسنكِ فنزل وحلَّ بحشاكِ.

للقديسين – أجابت البيعة وقالت: بُنيت على صخرة آل شمعون رئيس التلاميذ، ولن أتزعزع، ارتطمت بي الأمواج والعواصف ولن اضطرب حاربني نسطور اللعين فكان هلاكه. يؤمُّ الرعاة الينابيع والأنهر، ويردونها حيثما وجدت ليرووا قطعانهم منها؛ ويجتمع كل المتضايقين حيثما توجد عظام الأبرار والصدِّيقين، لينالوا المعونات منهم.

أجل، أيُّها الشهداء، لماذا احتقرتم هذا العالم الزائل الذي يهيم به كل امرئ؟ – وجدناه كاذباً في شهواته، فهو يبغض أحبَّاءه الأولين والآخرين. عاين الشهداء المسيح على الخشبة معلقاً، وجنبه بالحربة مطعوناً، والدم والماء منه سائلاً، فأسرعوا وشجَّعوا بعضهم بعضاً قائلين: هيَّا نموت لأجل ربنا مثلما مات لأجلنا.

للتوبة – لم تخطأ الأرض إليك مثلما أنا أخطأت؛ ولم يغضبك كل المتمردين عليك كما أنا أغضبتك؛ حياتي قصيرة والمنيَّةُ دانيةٌ، فماذا أصنع؟ بالحب الذي أرسلك إلينا اغفر لي ذنوبي.

التوبة تدعوك أيُّها الخاطئ، فقم ورافقها بسرور، والتجئ إلى أكنافها، ولا تُعِد اليوم تلوَ اليوم بالتوبة، لئلا تدركك المنيَّة اليوم أم غداً.

في المحكمة هناك، سيكون البكاء يصيب الخطأة، فتُمحَّص أعمالهم وكأنها في الشمس، وينتقم منهم الديَّان دون شفقة، فهو لا يحابي ولا يرتشي.

أيُّها الخاطئ! يعلِّمُك التلميذ الذي بكى، ما يجب عليك أن تصنعه إذا تبت! فبعدما انقادَ الفكرُ للكفر وقد أماله إليه الشرير، بكى بحسرة، وتطهَّر بدموع مقلتيه.

للأموات – الباري الحكيم الماهر الذي ضبط المعمورة بأسرها تحت نير الموت، هو يُنزِل الملوك عن رتبهم، والقضاة الأشدَّاء عن سلطانهم.

إنَّ الذي وهب النور للأعمى، والسمع للأصم، وحلَّ لسان الأخرس، وشدَّد المخلَّع، هو ينضح بطل الرحمة عظام جميع الأموات المؤمنين الراقدين على رجائه.

أيُّها المسيح، فليتبرَّر بواسطة عرف البخور الأموات المؤمنين الذين أكلوا جسدك المقدس، وشربوا دمك الحي، وليقوموا عن يمين لاهوتك، ويصعدوا المجد لك، لأنَّك أنت باعثهم.

صلاة العطر (ص42)

نشيد ما بعد البخور – الخدَّام الذين يصنعون إرادة الرب – في الصباح طلب الفعلة الذين تعبوا في كرم ربنا أجرتهم، وقالوا له: أعطنا الأجرة فقد عملنا من الصباح حتى المساء؛ فقال لهم: أعطيكم ما وعدتكم به وأضيف إليكم أيضاً بياض الوجه في القيامة.

هلمُّوا نخرُّ ونسجد له – أقبلَ صباح ربنا يحمل الطوبى إلى من يستحقها، إلى كل مَنْ حمل ثقل الرقاد ورنَّم لسانه المجد. أمَّا الساهر الذي لا ينام فسيعطيهم المكافأة، وسيعوِّض لهم عن أتعابهم بالحنَّة والملكوت والحياة الجديدة المؤبدة.

المجد – سبحان الابن البكر فقد نزل إلى الجحيم وقهر الموت، أبصره دم فتعزَّى وطأطأ عنقه وسجد له وقال: يا رب اغفر لي جهالتي وأصعدني من ههنا، وأهِّلني مع أبنائي إلى الملكوت السماوي.

من الآن – نسجد في الصباح مع الساهرين، وننشد بالروح مع الملائكة، ونُشركُ في خدمتنا الأنبياء والرسل والشهداء، أحبَّاء المسيح الذين يرفعون الطلبة عوضاً عنَّا، لكي يكثر السلام والأمان للأرض ولقاطنيها.

لوالدة الله – اجتاز النوراني اللهبة، وداس الخمر الكائن بين العَجَل، واخترق الهواء وهو نازلٌ، ووصل إلى الناصرة إلى مريم فقال لها: السلام عليكِ وربنا معك يا مباركة، فثمرة بطنك تزيل العار عن بني آدم.

مَنْ شاهد الجفنتين المغروستين في كرم الرب؟ فالخليقة بأسرها تتنعَّم بخمر عناقيدها، والجفنتان هما مريم وأليصابات، والعنقودان هما المسيح ويوحنا، العريس والإشبين خطيب البيعة المقدسة.

بصلاة القديسة مريم وطلبتها، أجز عنَّا يا ابن الله ضربات الغضب وقضبانه، وأمنحنا أشهراً بهيجةً وسنين خصبة فتكون صلواتنا وخدماتنا لرضاك. يقول السماويون والأرضيون: طوباكِ يا مريم، طوباكِ فقد أصبحتِ مقصورةً مزيَّنةً، دخلها الله وحلَّ بكِ فصرتِ أم ربنا، فلتكن صلاتك سوراً لنا، وليكن ذكركِ م من أقاصي الأرض إلى أقاصيها.

للقديسين – هلمُّوا نلوذ بالرسل الذين أرضوا المسيح في شدائدهم، واقتبلوا منه موهبةَ مفاتيح العلى والعمق. فتبارك الذي عظَّمهم على الأرض وصيَّرهم مبشِّرين؛ واليوم فإن ذكرهم مشرَّفٌ في المسكونة.

قال الرسل لربنا: تركنا كل شيء وتبعناك وكرزنا ببشارتك؛ فماذا تهبنا في الآخرة؟ فأجابهم ربنا وقال لهم: أعطيكم كراسي فتجلسون عليها، وتدينون أسباط اسرائيل الاثني عشر.

قال الشهداء للقضاة: لنا رب في السماء، وبين يديه ألوف بل وربوات من الملائكة ماثلون؛ لن نكفر به لأنَّ لا رب لنا سواه؛ وهو ينتقم للمظلومين من الظالمين.

حمل الشهداء بأيديهم الدم الذكي الذي سال من أعناقهم، وقدموه لله هدية وقالوا له: انظر إلى دمنا الذي سُفك، ويما أنَّنا لم نكفر بك في ضيقاتنا، لا تصرف وجهك عن الخطأة الذين يصرخون إليك.

للقديس – أيُّها البطل الشريف مار … تبارك الذي أكمل جهادك وضفر إكليل محاسنك، فالعلى والعمق وما فيهما يبتهجون بذكراك، ويصعدون المجد للآب والابن والروح القدس.

أيُّها الخادم الأمين مار … يا من اجترح بذاته المعجزة، وأعاد الأمم الضالة إلى الإيمان الحق، صلِّ والتمس من ربِّك الذي أحببته بطهر، أن يزيل الشقاق والخصومات من بيعته.

للتوبة – استغاث الابن الشاطر بأبيه وقال: افتح لي باب عفوك، أخطأت إلى السماء وإليك، ولا أستحق أن أُدعى لك ابناً؛ اقبلني كالأجير فأكون مثل العبد في بيتك، وتجاوز عن جهالتي فأنت الرب الرحيم.

أيُّها الغني الذي لا يفتقر، أنَّ المعوزين على بابك قائمون، فأتمَّ معهم تلك العبارة التي تفوَّه بها فمك القُّدوس: ادعوا فأجيب؛ واقرعوا فأفتح. زماننا يشبهنا، والجيل الذي نحن فيه يماثلنا؛ الأثرياء أحبُّوا الطمع، والفقراء الكذب، ومثلما تبتلع الحيَّةُ رفيقتها، هكذا يبتلع البشر بعضهم بعضاً، ولا يضعون دينونة الله نصب أعينهم. نبكي عندما نتألم، ونسير بدائنا ونقصد الطبيب عندما يستفحل مرضنا، ولا يفكر أحد أن آخرة العالم دانية، فيا الله، يا جابل آدم، لا تهملنا وقد أطعمتنا جسدك وأسقيتنا دمك الحي.

للأموات – يا إلهنا الكثير من الرحمة، يا مَنْ اقتبل بخور زكريا الكاهن، اقتبل بخور الساجدين لك وارتضِ به كما ارتضيت ببخور هارون الكاهن، واصنع به ذكراً لأبناء البيعة المؤمنة، ليقوموا عن يمينك يوم ظهورك. كل الذين رقدوا بالمسيح، هم مستيقظون ولو أنهم نائمون. فالأنبياء والرسل الشهداء والأبرار والصديقون هم أحياء بالله، وتشهد عظام أليشاع الذي أعاد الميتَ إلى الحياة من بعد ما توفِّيَ. فسَّر بولس الطوباوي يوم الانبعاث العظيم، وأعطى الأموات رجاءً لمّا قال في تشارته: سيلبس الفاسد عدم الفساد، وينبعث الجسد دون فساد في يوم الانبعاث العظيم.

القوقليون الثامن للكهنة – يلبس كهنتك البرَّ وأصفياؤكَ المجد هاليلويا من أجل داود عبدك لا تردَّ وجه مسيحك. أقسم الرب لداود حقَّاً ولا يُخلف به هاليلويا إنِّي لأُجلِسنَّ من ثمرة بطنك على كرسيِّك. إن حفظ بنوك عهدي هاليلويا وهذه الشهادة التي أعلِّمهم إياها. ويجلس أيضاً من أبنائهم على كرسيك إلى أبد الآبدين هليلويا لأنَّ الرب ارتضى بصهيون واختارها له مسكناً.

المجد – من الآن – الأرجل التي مشت في البيت المقدَّس بطهر وقداسة، ستتخطَّى أبوات الفردوس وستسكن مع الملائكة.

سدر الكهنة (ص47)

نشيد – أيقظ يا رب بصوتك الحي من القبور للفردوس، إخوتنا الذين كانوا كنَّارات وعزفوا لك أناشيد المجد، ليفرحوا بأكاليلهم، ويلتذُّوا بمائدتك، وينسرُّوا برجائك عندما ينالون مكافآتهم.

فليشاهدك يا رب بوجه مشرقٍ خدَّامك الذين اقتبلوا نيرك العذب، وأحبُّوا حقَّك، وسهروا طيلة حياتهم، وتعبوا في الهيكل المقدَّس، وليتكلوا على مائدتك، ويسعدوا بملكوتك مع الأبرار الذين أرضوك.

المجد – يا مخلِّص الكل يا مَنْ ذاق الموت، ووعد جنسنا المائت بالحياة، أيقظ بصوتك الحي يوم ظهورك العظيم كهنتك الراقدين على رجائك، وأدخلهم الجنَّة معك، ليصعدوا المجد لك ولأبيك وللروح القدس.

من الآن – نجِّ يا رب من النار المحتومة على صانعي الإثم، خدَّامك الذين كانوا لك مزامير روحية، وأهِّلنا وإيَّاهم يوم إشراق مراحمك للفرح والنعيم في جنَّة النور والحبور.

طلبة مار يعقوب – يا ابن الله أرح كهنتك في الملكوت الدائم مع الأبرار الصدِّيقين. سبحانك يا باعث الموتى من قبورهم، و يا ملبسهم حلَّة المجد يوم الدين.

أيُّها المسيح الختن، ادعُ خدَّامك وردَّهم عن الهلاك، وأيقظ كهنتك من القبور المظلمة؛ لم تخدعهم الشهوات الزائلة، فكافئ بالخيرات ضيقاتهم التي احتملوها في سبيل حبِّك.

كانت الأرض أمَّهم فراشاً لأعضائهم، فاتشحوا بالحداد، وكانوا مواظبين على الترتيل لك ليلاً ونهاراً، فأهِّلهُم للقيام المبارك عن يمينك. بما أنَّهم ابتذلوا الشهوات الزائلة، واحتقروا إكليل الفتوة البهي ورذلوه، وأعرضوا عن الشهوات، وأحبُّوا اسمك، فليستريحوا في جنَّة النور المملوءة مسرَّات. المجد للآب الذي خدمتموه خدمةً نصوحةً، والسجود للابن الذي كفرتم بالعالم حبَّاً به، والحمد للروح الذي خدمتموه بأناشيدكم؛ والبركة لمن يجدِّد صور وجوهكم الحبيبة. لا تدعنا نسمع يا رب عبارات اليأس فقد اعترفنا بك يا رب، فاعترف بنا وارحمنا.

صالح الاعتراف للرب (ص34)

الساعة الثالثة من يوم السبت

سدر الكهنة (ص47)

نشيد – وأنت يا رب فاغفر لكهنتك هاليلويا – اللَّهُمَّ فليغفر جسدك ذنوب الكهنة والشمامسة الذين خدموك في البيع والأديار طيلة حياتهم، وحملوا في المذبح المقدَّس على أيديهم جسدك ودمك المبرِّر واستغفروا عن آثامهم؛ وليصفح دمك عن خطاياهم، ليهتفوا لك عن يمينك: المجد لك يا رب.

ملكوتك هو الملكوت الأبدي هليلويا – المُلك والكهنوت ينبوعان تنبع منهما الأنظمة والشرائع؛ من المُلك الشرائع الأرضية، ومن الكهنوت الشرائع والأنظمة السماوية؛ والملك مسلَّطٌ على الأرض، والكهنوت على الأرض وفي السماء؛ فمباركٌ منْ كرَّم المُلك وعظَّم الكهنوت.

المجد – ما أعذب صوت ربنا لمَّا قال لشمعون هامة الرسل عن الكهنوت: أقمتك وكيلاً وسلَّمتك مقاليد العلى والعمق لتربط وتحلَّ؛ فإذا ربطتَ ربطتُ أنا؛ وإذا حللتَ حللتُ أنا! وإذا تشفَّعتَ في الخطأة، فطلبتك مستجابةٌ.

من الآن – اللَّهُمَّ، ما حفرتُ وما طمرتُ الوزنة التي اقتبلتها منك يا ابن الله، مثلما فعل العبد الشرير، بل تاجرتُ بها بقدر ما استطعتُ؛ وإنِّي أحافظ على الوديعة وقد ضاعفتها كثيراً، وسأسلمك الوزنات وفوائدها يوم ظهورك الأخير، وأهتف لك بوجه مشرقٍ: المجد لك يا رب.

طلبة مار يعقوب – يا ابن الله، أرح كهنتك في الملكوت الدائم مع الأبرار والصدِّيقين. سبحانك يا باعث الموتى من قبورهم، ويا ملبسهم حلَّة المجد يوم الذين. في عمق القبر داس الموت زينة الكهنة، وجمع بهاء الشمامسة في أرجائه؛ واليوم صار ندماء البيعة تراباً في القبر، وصمتت أصوات كنَّاراتهم وتلاشت. افتقرت البيعة إلى أنغامهم الشجية، والهياكل إلى أناشيدهم العذبة.  منبر الكهنة ينتحب عليهم ويتحسَّر؛ وبيت الأقداس يندبهم لأنَّه خسر أصواتهم. فليفرح معك الكهنة المتوفُّون يا ابن الله، وليغتبطوا بك عندما تأتي في مجد أبيك؛ واتكئ في ملكوتك مع قدِّيسيك إخوتنا المتوفين وآباءنا المنفصلين عنَّا. جوقة الكهنة الأرضيين تصعد لك يا رب تسبيحاً نقياً بلحنٍ عذبٍ وتهليل، وبما أنَّك نقلتهم من البيعة الأرضية، رتِّبهم في بيعة الأبكار، والمجد لك. أيُّها المسيح يا عظيم الأحبار ورئيس الكهنة. اغفر لكهنتك خدَّام أسرارك، والمجد لك.

الساعة السادسة من يوم السبت

السدر العمومي (ص44)

نشيد – ظهرت مريم البتول، السماء الجديدة، على الأرض، فطلعت منها شمس البرارة وأنارت المسكونة وطردت ظلام الضلال؛ واسم هذه الشمس أقدم من العالمين، فمباركٌ من أشرق منها وكرَّم وعظَّم تذكارها.

اسم العذراء مكرَّمٌ ومشرَّفٌ في البيع والأديار، وابنها البهي معظَّمٌ في الأرض وفوقاً في السماء. وفي يوم تذكارها يلتمس منها الخطأة الرأفة والرحمة لكي تتشفَّع فيهم إلى الرب الذي أشرق منها.

المجد – السلام على الأنبياء مهندسي الإيمان، والسلام على الرسل بنَّائي الكنيسة المقدسة، والسلام على الشهداء أحبَّاء سيِّد السلام، والسلام على البيعة المقدَّسة التي تجلُّ تذكارهم.

من الآن – عظِّم يا ربنا في حنوِّك، ذكرى مريم والأنبياء والرسل والشهداء والأبرار والصدِّيقين، وأشرك معهم الأموات الذين أكلوا جسدك المقدَّس وشربوا دمك الحي، ورقدوا واستراحوا على رجائك.

طلبة مار بالاي – بصلاة والدتك وجميع قدِّيسيك، سامحنا يا ربنا وأرح أمواتنا إلخ.

الساعة التاسعة من يوم السبت

سدر الأموات (ص44)

نشيد – مباركٌ مِنْ عظَّم انبعاثنا وأكثر الرجاء لقيامتنا، يشهد بذلك بولس الطوباوي الذي يوبِّخ المرتاب ويقول: يا جاهل، الزرع الذي تزرع لا يعش إن لم يمت. وبيَّن أنَّ جنس بني آدم يقوم بالمجد. مباركٌ مكر الحياة الذي هبط ورشَّ البعث على الراقدين بالجحيم، وصرخ بصوته الجمهوري في الهاوية، مبتلعة الأجيال، فتقوَّضت أسوارها الشاهقة، وخربت كنوزها وقصورها، وبيَّن أن جنس بني آدم يقوم بالمجد.

المجد – سبحان الابن البكر الذي انحدر إلى الجحيم وقهر الموت، شاهده آدم فتعزَّى به وأحنى عنقه وسجد له وقال: اغفر لي جهالتي وانتشلني يا رب من ههنا، وأهِّلني مع أبنائي إلى الملكوت السماوي.

من الآن – اذكر يا ربنا في أورشليم السماوية، الأموات اللذين تناولوا جسدك وتطهَّروا بدمك الحي، وحينما تجلس على منبرك، وتميِّز الأخيار عن الأشرار، أقمهم يا رب بوجوه باشةٍ عن يمينك.

طلبة مار بالاي- يا ممتلئاً رحمةً، جدد في القيامة خليقتك. إلخ.

ستار الأحد

المزمور 4 – لمَّا دعوتك (ص32) المجد – من الآن – مباركٌ مَنْ وهبنا (ص57)

سدر التوبة (45)

نشيد – اللَّهُمَّ اخشى أن تكون معاصيَّ سياجاً يحول دون دخولي حنَّة الأفراح المحفوظة للقديسين أجمعين، فنجِّني من جهنَّم، وأنزلني حيثما تشاء.

اللَّهُمَّ تستنير بك حواسي الحالكة بسبب ظلام الضلال. فيا مخلِّصي، أضئ بنورك عينيْ عقلي لأسبِّحك في نورك. فأنت النور ومنير البرايا بأسرها.

المجد – سبحانك يا يسوع ملكنا و يا واهب كل الخيرات. فبابك مفتوحٌ للتائبين؛ أسألك أنا الخاطئ أن يبهجني وتعيد إليَّ موهبتك، لأكون كنَّارة ناطقة.

من الآن – مَنْ يشتهي الملكوت بمحبةٍ صافية، يجد حظوةً عند الله. فالصديقون يلجون جنة النور البهية بالمحبة، والتائبون يخلصون من العذاب بالمحبة، ويرثون الملكوت.

طلبة مار بالاي – في الجرس – أيُّها الرب ربنا ندعوك، أيُّها الرب ربنا. بادر أيُّها العاقل بفرح إلى الناقوس عندما تسمع صوته؛ وأسرعْ خطاك إلى البيعة المقدَّسة. هيَّا إلى الصلاة واجمع فكرك، ليجتمع في البيعة معك، ولا يشرد في البرِّية. إذا كنت في البيعة، وكان ذهنك في السوق غارقاً في البحث؛ وإذا كان نصفك هنا ونصفك هناك، فبئس هذه الحالة.

فانتصب أيُّها الإنسان بكلِّيتك في البيعة، وتضرَّع إلى الله واستصرخه بأسى بالغ. أيُّها الضعيف، التمس منه لنفسك الرحمة والرأفة فهو رحيمٌ، ويستجيب من يدعوه بحرارةٍ، ويورثك الحياة الجديدة مع جمع الأبرار أحبَّاء الآب والابن والروح القدس. مع صوت الناقوس، أصعد المجد للآب المحتجب، واشكر ثالوث لا يستوعبه باحث، اللَّهُمَّ استجبنا، وأعد قلوبنا.

الساكن في ستر العلي (32)

رتبة الكهنة المتوفين

قوقليون الكهنة: يلبس كهنتك البرَّ وأصفياؤك المجد هاليلويا من أجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك. أقسم الرب لداود حقَّاً ولا يُخلف به هاليلويا إنِّي لأجلسنَّ من ثمرة بطنك على كرسيك. أن حفظ بنوك عهدي هاليلويا وهذه الشهادة التي أعلِّمهم إيَّاها. ويجلس أيضاً من أبنائهم على كرسيهم إلى أبد الآبدين هاليلويا لأنَّ الرب ارتضى بصهيون واختارها له مسكناً

المجد – من الآن – الأرجل التي مشت في البيت المقدَّس بطهر وقداسة، ستتخطَّى أبواب الفردوس، وستسكن مع الملائكة.

سدر الكهنة (ص47)

نشيد – وضع لك ابراهيم بخوراً، وقدَّم لك نوح تقدمةً، أمَّا كهنتك الذين نضع البخور من أجلهم، فأرحهم بنعمتك. أنهى ابراهيم واسحق ويعقوب حياتهم في الغربة، وها إنَّهم في أرض كنعان ينتظرون يوم ظهورك.

المجد – أيُّها الرب الإله أسكِنْ في الأحضان الابراهيمية والمظال النيِّرة، كهنتك الراقدين على رجائك.

من الآن – أيقظ يا رب بصوتك الحي من القبور إلى الفردوس، إخوتنا الذين كانوا كنَّارات، وعزفوا لك أناشيد المجد.

طلبة مار أفرام – الأكاليل مضفورةٌ ومصفوفة، وعلى المذبح المقدَّس موضوعة، وكل كاهن يخدم بنقاوة يُكلل رأسه بإكليل منها.

ستار الصوم الأربعيني

(يُتلى هذا الستَّار في كل أيام الصوم الكبير المقدس ما عدا أيام السبت والآحاد وأعياد الدرجة الأولى الواقعة فيه).

المزمور 4 – لمَّا دعوتك (ص32) – المجد – من الآن – يا رب افتح لي بابك المملوء مراحم مثلما فتحته للخاطئة. يا رب اقتبل الدموع التي أذرفها، وامنحني ماءً من ابراهيم، فقد بلغني مَثَلُ الغني لمَّا التمس الماء على رأس خنصره.

(يُتلى هذا البيت في النصف الأول من الصوم)

الويل لي يا إخوتي الأحبَّاء والأعزَّاء! الويل لي لأنِّي أُقصيت عن الرب. انطفأ سراجي في الوليمة، وخرجت إلى الظلمة البرَّانية. الملائكة يحتقروني من جرَّاء أعمالي، وإنِّي رفيق الشيطان الذي كنتُ أعمل معه، فاغفر لي ذنوبي العديدة يا أيُّها الابن الصالح الذي غفر للخطأة.

(يُتلى هذا البيت في النصف الثاني من الصوم) ثم سدر التوبة (ص45)

ومن بعده أبيات وطلبة الاشحيم ثم هذه الطلبة الأفرامية:

يا ربنا ارحمنا، يا ربنا إقبل خدمتنا، وأرسل لنا من كنزك الرأفة الرحمة الغفران، اللّهُمَّ امنحني إذا سهرتُ أن أقوم أمامك بتيقِّظٍ؛ وإذا نمتُ أيضاً أن أنام دون خطيئةٍ، وإذا أثمتُ في يقظتي أن أتطهَّر يا رب بنعمتك؛ وإذا أخطأتُ في رقادي أن يكون حنانك غافراً. استحلفك باتضاعك على الصليب، أن تهبني نوماً هادئاً، وأن تنجِّيني من الأحلام الرديئة، والتصورات القبيحة. تعهَّدني كل الليل برقاد مملوء أماناً، لئلا يتسلَّط عليَّ الأشرار والأفكار المملوءة إثماً. أعطني ملاك النور ليحرس كل أعضائي، وبواسطة جسدك الحي الذي أكلتُه نجِّني من الشهوة البغيضة. فأرقد وأنام براحة؛ وليكن دمك حارساً لي؛ وامنن بالحرية على جبلتك وعلى النفس التي هي صورتك. ولتستقرَّ يمينك بالجسد الذي جبلته يداك، وحوِّطه بسور مراحمك كالترس الواقية. ولتحرس قوَّتك الجسد في رقاده وهدوئه، وليكن رُقادي مثل عطر البخور أمام عظمتك. بتضرُّع والدتك لأجلي، لن يدنو الشرير من فراشي، وبذبيحتك عني إمنع الشيطان عن أن يلحق الضرر بي. اللَّهُمَّ أنجزْ وعدك، واحفظ حياتي بصليبك، وعندما استيقظ أشكرك، فقد أظهرتَ حبَّك لحقارتي. امنحني بعطفك أن أسمع إرادتك وأتممها، وهبني يا رب مساءً مملوءاً أماناً، وليلاً مفعماً برارة. أيُّها المسيح فادينا، أنت النور الحقيقي، وجلالك حالٌّ بالنور، ويسجد لك أبناء النور. يا يسوع يا مخلَّص العالم، أنت حالٌّ بالنور وساكنٌ في النور، فالمجد لك، ولتكن مراحمك علينا في هذا العالم وفي الآتي، سبحانك يا رب سبحانك، وألوف المرات سبحانك؛ مباركٌ مجدك من مقرِّك، والحمد لك من رعيتك، يا سامع الصلوات، ومجيب الطلبات، اسمع صلاتنا وارضَ عنَّا، واستجب بمراحمك طلباتنا.

-الساكن في ستر العلي (ص32)

التعاظيم العامَّة

اللحن الأول:

أنت فخر كل المسكونة يا والدة الله. وقد شاء الله الكلمة فتجسد منك. إنَّنا بالتسابيح نعظِّمك أيُّتها البتول الكلية القداسة. أنت الباب المغلق الذي شاهده حزقيال النبي، ولم يدخله أحد إلا الله الكلمة، إنَّنا بالتسابيح نعظِّمك أيَّتها البتول الكلية القداسة. وعدتَ وقلتَ: حيث أكون أنا يكون خدَّامي؛ سمعك الشهداء وتبعوك، وزهدوا بالحياة الزمنية ليرثوا الحياة الأبدية، إنَّنا بالتسابيح نعظِّمك. يا ربنا إصنع بحنوِّك رجاءً صالحاً لكل الموتى الذين أكلوا جسدك المقدَّس وشربوا دمك الغافر، وأقمهم عن يمينك يوم ظهور جلالك.

المجد – من الآن – نصعد المجد للآب، ونسجد للابن، ونشكر الروح القدس، ثلاثة أقانيم مقدَّسة وإله واحد حق. المجد له، وعلينا مراحمه في كل حين آمين ثم آمين.

اللحن الثاني:

أيَّتها الطاهرة المجيدة والممتلئة حسناً، يا أمَّ النور، إنَّنا نعرفك وحدكِ البتول والدة الله ونعظِّمكِ. يا مَنْ بمحاسنها صارت أمَّ سيِّد الملوك، تضرَّعي إلى وحيدكِ والتمسي منه في صلواتكِ أن يرحمنا. أيُّها الشهداء الذين ذُبحوا حبَّاً بسيِّد الأحبار، تضرَّعوا إلى المسيح والتمسوا منه في صلواتكم أن يرحمنا. يا سيَّد الكل أرح نفوس عبيدك الذي رقدوا على رجائك، وأتكئهم على مائدة الملكوت بين أجواق الأبرار والصِّديقين.

المجد – من الآن – إنَّنا نسبِّح القوي والمتساوي بالجوهر ذا الأقانيم الثلاثة القدوسين، الآب والابن والروح القدس الإله الواحد الحق.

اللحن الثالث: أيَّتها النقيَّة والبهيَّة في جسمها، يا مَنْ صارت نفسها هري الأقداس، واحتوى حشاها بأعجوبة الإله الغير المحدود، إنَّنا نعظِّمك يا والدة الله البتول.

سبق الأنبياء وصوَّروكِ في أسرارهم الممتلئة عجباً: بالعليقة وجزَّة الصوف، بالسحابة وتابوت العهد، بالمنارة وقضيب هارون وبلوحْي الناموس. يا سيَّد الكل إن أجسام عبيدك ملطَّخة بالدم الذي سال من أعناقهم، فقد احتملوا الآلام والعذابات حبَّاً بك، فاجذبنا معهم إلى مقر والدكَ المجيد أيُّها الابن الصالح. أعطى فادينا المؤمنين عربون الحياة الجديدة، فسينتقلون من الموت إلى الحياة بواسطة الجسد والدم الذي تناولوه، فسعداً للأموات الذين اكلوه لأنَّه هو باعثهم.

المجد – من الآن – البيعة وبنوها يرفعون التسابيح الصافية والعذبة، بأنغامٍ ناعمةٍ وشجيةٍ، للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد الحق الذي نمجِّده.

اللحن الرابع: يا والدة الله، إنَّ الأجيال كلها تعطيك الطوبى حسب قولك لأنَّ الساكن في الأعالي المتعالية إلى أبد الآبدين، استقرَّ بحشاكِ. لا تشابه بين المركبة التي رآها حزقيال، وبين جمالك أيَّتها البتول القديسة، فهي حملتْ رمزيَّاً ذلك الذي تخدمه الملائكة، وأمَّا أنتِ فولدتيه حقَّاً. أيُّها الشهداء القديسون أحباء العلي تضرَّعوا لأجل العالم كله، لكي ينال غفران الذنوب بصلواتكم، ويتنعَّم بجنة النور معكم. يا رب فلينزل طلَّك الحي إلى الجحيم وينضح عظام الأموات المؤمنين الذين أكلوا جسدك المقدَّس، وشربوا دمك المبرِّر، ليتنعَّموا معك بجنِّة النور.

المجد – من الآن – المجد للآب، والحمد للابن، والوقار والسجود للروح القدس، الإله الواحد الحق، الساكن في الأعالي المتعالية إلى أبد الآبدين.

اللحن الخامس:

أيَّتها البتول والدة الله، نحن المؤمنين لا نعرف غيرك والدة الله، فقد ولدتِ الرب الكلمة. سبق أشعياء الجليل، وتنبَّأ عنها وقال: ها إنَّ العذراء تحبل وتلد ولداً عجيباً. طوباكم أيُّها القدِّيسون، أواني الروح القدس المختارة، طوباكم لأنَّكم تكللَّتم، وها إنَّ ذكركم مشرَّف. أيُّها المسيح الملك، إصنع برأفتك راحةً وذكراً للأموات الذين أكلوا جسدك والمقدس، وشربوا دمك المبرِّر.

المجد – من الآن – نحمد الآب في وحيده، ونسجد للابن في رسله، ونهتف ونقول معاً: المجد للروح القدس.

اللحن السادس:

السلام عليك أيَّتها البتول الوديعة، الدة الله، أيَّتها الأمُّ الغيرُ المزوجة، فالبرايا بأسرها تعظِّمك يا أمَّ النور الأزلي. أنت نور الجالسين في الظلمة، أنت بهاء وفخر المؤمنين، فالبرايا بأسرها تعظِّمك يا أمَّ النور الأزلي. استخفَّ الشهداء المباركون بالآلام والعذابات، واحتملوا الضيقات، وها إنَّ المساعدات تنبع للبشر من عظامهم. إصنع برأفتك راحةً وذكراً صالحاً للأموات المؤمنين الذين أكلوا جسدك المقدَّس وشربوا دمك البرر.

المجد – من الآن – المجد للآب، والحمد للابن الصادر عنه، والمديح للروح القدس، سر الثالوث، الإله الواحد الحق.

اللحن السابع:

هلمُّوا نسبِّح ذلك الذي وُلد جهراً من العذراء دون زواج، ونسجد كلنا لشمس البرارة التي أشرقت في الحشا البتولي، ونحمده دون انقطاع إلى أبد الآبدين. هلمُّوا نسبِّح ذلك الذي وُلد من مريم في مغارة بيت لحم، ورضع الحليب كالطفل، ونسجد كلنا لذلك الذي أشبع الألوف في البرية، ونحمده دون انقطاع إلى أبد الآبدين. هلمُّوا نسبِّح ونسجد كلنا لذلك الذي قوَّى أبطاله في الجهاد ضد الشرير، فحاربوا وانتصروا وظفروا ونالوا إكليل الغلبة، ونحمده دون انقطاع إلى أبد الآبدين. هلمُّوا نسبِّح ذلك الذي دعا لعازر حبيبه، وأقامه من القبر، ونسجد كلنا لذلك الذي انتشل الفتى ابن الأرملة من فم الموت، ونحمده دون انقطاع إلى أبد الآبدين.

المجد – من الآن – هلمُّوا نسبِّح ونصعد المجد للآب، والشكر للابن الصادر عنه، والمديح للروح القدس، ونسجد كلنا لسر الثالوث، ونحمده دون انقطاع إلى أبد الآبدين.

اللحن الثامن:

هو المولود المحتجب الذي تجلَّى على جبال حوريب في عليقة النار الملتهبة، وظهر من البتول الممتلئة عجباً لأجل خلاصنا ونجاتنا نحن المؤمنين. ولذا نعظمه كلنا دون انقطاع. أيُّتها البتول العفيفة، تشير إليك العليقة التي رآها موسى، فهي تتَّقد ولا تحترق؛ فقد ولدتِ الإله خالق جميع البرايا دون زرع، ولذا نعظمك كلنا دون انقطاع. إن َّ الرسل الأصفياء الذين زهدوا بالدنيا، واحتقروا العالم وما فيه، ولبسوا المسيح الإله سلاحاً لا يُقهر، صاروا سوراً منيعاً لنفوسنا، ولذا نعظِّمهم كلنا دون انقطاع. هناك في مسكن القديسين، وفي مظال النور حيث الغبطة والسعادة المتواصلة، أرحْ أيُّها الرحمان، نفوس عبيدك في أماكن قدِّيسيك.

المجد – من الآن – المجد للآب القدُّوس الذي أرسل ابنه القدوس، فنزل وحلَّ بالحشا الطاهر القدوس، لأجل خلاصنا ونجاتنا نحن المؤمنين، ولذا نعظِّمك كلنا دون انقطاع.

رتب تذكارات القديسين

رتبة والدة الله

القوقليون – قامت ابنة الملك بالمجد هاليلويا والملكة عن يمينك. بثوبٍ من ذهب أوفير هاليلويا فاسمعي يا بنت وانظري وأنصتي بأذنيك. وأنسي شعبك وبيت أبيك هاليلويا فيشتهي الملك حسنك. لأنَّه هو ربُّك فاسجدي له هاليلويا وابنة صور تسجد له.

المجد – من الآن – هلمُّوا نهنِّئ مريم، تلك الفقيرة التي اغتنت بابن ربِّها. فسعادتها فائقة وذكرها مجيد، والشعوب بأسرها تتغنَّى بمدائحها، وقد قالت مريم تعطيني الطوبى جميع الأجيال، وتعطي الطوبى لمن أحمله. فلنهنِّئها لأنَّها استدعتنا، ولأنَّ هذا أيضاً فرضٌ على العقلاء.

سدر والدة الله:

المقدمة – للمجيد الجليل الذي اختار لوقاره ابنة داود المتواضعة؛ للبهي والجبَّار الذي نظر إلى تواضع آمته، وجعلها خدراً لعزَّته، الذي يجب له المجد.

السدر – أيُّها المسيح إلهنا، السور المنيع والذراع التي لا تُقهر، يا ملك الملوك وسيِّد السادات، يا مَنْ لأجل خلاصنا أحب حقارتنا البشرية، فمنهم من أشار إلى بتوليتها الحقيقية بالعليقة التي تتَّقد ولا تحترق؛ ومنهم مَنْ شبَّهها بقبة العهد المصنوعة من الذهب الخالص ومن الأخشاب النفيسة؛ الواحد مثَّل السرَّ المجيد بالمنديل السليماني، والآخر بالباب الذي لم ينفتح إلا لربنا وحده. وعليه أيَّتها الأمُّ القدِّيسة الممتلئة كل المحاسن، أيَّتها الوديعة المستحقة الطوبى، التي أبهجت السماويين والأرضيين بالمولود الذي أشرق منك، إنَّنا نتضرَّع إليك فتشفَّعي فينا إلى المسيح الإله الذي ظهر منكِ لكي يمنحنا، في يوم تذكارك المجيد، الأمن الدائم والسلام الوافر؛ ويمنح المرضى والمتضايقين، الشفاء التام؛ والمتوفين على رجائه، الذكر الصالح؛ وذلك بنعمته ووفرة رحمة أبيه وروحه القُّدوس الآن وكل أوانٍ وإلى أبد الآبدين.

نشيد – قال جبرائيل: السلام عليكِ، الرب معكِ أيَّتها المباركة في النساء، تركتُه فوقاً ووجدته عندكِ، وأنتِ تحملين حامل البرايا. السلام عليكِ يا مقصورةَ الروح القدس، و يا خدراً جديداً حلَّ به ابن الملك؛ التمسي من مولودكِ، جبَّار العوالم، أنْ يرحم كل العالم.

المجد – لمَّا سمعتْ مريم سلام رئيس الملائكة، يبشرها بالحبل، أجابته وقالت: كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً؟

من الآن – عَجَل النار تحمل مركبته، والساروفيم الرهيبون يقدِّسون ربوبيته، أمَّا حضن مريم فَوسِعَه، لأنه شاء فصار إنساناً وأتى للولادة.

رتبة الملائكة

القوقليون – صنع ملائكته أرواحاً هاليلويا وخدَّامه ناراً محرقة. معسكر ملائكة الرب هاليلويا يحيطون بخائفيه وينقذونهم. لأنَّه يوصي ملائكته فيك هاليلويا فيحفظوك في كل سبلك. باركوا الرب يا ملائكته هاليلويا الأقوياء والصانعي وصاياه. باركوا الرب يا جميع جنوده هليلويا و يا خدَّامه الصانعين مشيئته.

المجد – من الآن – يا أبناء البيعة، أشيدوا بالمجد مع الكاروبيم والساروفيم لذلك الذي أهَّلكم لتسبيحه مع الملائكة إلى أبد الآبدين.

سدر الملائكة:

المقدمة – لذلك الذي يعظِّمه الكاروبيم والساروفيم في الأعالي المتعالية، ويسبِّحه ويجلِّه الملائكة ورؤساء الملائكة والمجالس والسادات، وتوِّقره وتمدحه الكراسي والرئاسات والسلطات، وتسجد له وتباركه جميع قوات النار والروح، الذي يجب له المجد والإكرام…

سدر الملائكة:

السدر – أيُّها الرب الإله، نسجد لك ونعترف بك في هذا الوقت الذي به نقيم تذكار أولئك الذين يخدمونك في كل ساعة، ويقدِّمون الشكر اللائق بعزَّتك، ونسأل حلمك أن تقبل صلواتنا وتضرُّعاتنا التي نقدِّمها لك بواسطتهم، فالتفتْ اللَّهُمَّ إلى عبيدك، وحوِّطنا بحراسة ملائكتك، لكي لا يدنو العدوُّ منَّا ويبلبلنا بحيله. واقتبل بخورنا الذي قرَّبناه لجلالك، في ذكرى القدِّيسين ملائكتك؛ وأهِّلنا لنُصعد لك معهم وبينهم التسبيح الدائم، الآن وكل أوانٍ وإلى أبد الآبدين. آمين.

نشيد – الملائكة في السماء والبشر على الأرض يؤدون السجود لجلالك، ويهتفون ويقولون: قدُّوسٌ أنت يا الله، قدُّوسٌ أنت يا قوي، قدُّوسٌ أنت يا مَنْ لا يموت، ارحمنا. المجد للملك السماوي الذي تخدمه ربوات الملائكة، والخدَّام الروحيون، ويقفون أمامه بتهِّيبٍ، ويسبِّحونه دون فتورٍ هاتفين: قدُّوسٌ قدُّوسٌ قدُّوسٌ هو ملك الملوك.

المجد – طوباكِ يا مريم أمَّ ربي، لأنَّك رأيت صفوف الملائكة وهم يخدمون ابنك المولود منكِ في المغارة في بيت لحم، وسمعتيهم قبل كل أحد، يبشِّرون العالم ويقولون: المجد لله في العُلى والسلام في العمق.

من الآن – سبحان الثالوث في عيد ميخائيل هذا ، سبحان الثالوث في عيد جبرائيل، سبحان الثالوث في عيد العظيم روفائيل، إنَّنا نسجد ونباركُ الآب والابن والروح القدس.

رتبة أحد الرسل

القوقليون – في كل الأرض شاعت بشارتهم هاليلويا وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم. وبواسطتهم ضرب مسكنه على الشمس هاليلويا وهو مثل الختن الذي يخرج من الخدر. المغروسون في بيت الرب هاليلويا وفي ديار إلهنا. في المشيب يثمرون أيضاً ويكثرون هاليلويا ويكونون سِماناً أَغِضَّةً.

المجد – من الآن – مَهُرَ الرسول …. في تعليم ربنا يسوع، فذهب يكرز ببشارة الحياة، وينير الأرض، فلتكن صلاته سوراً منيعاً للبيعة المقدسة.

سدر الرسول:

المقدمة – لذلك الذي اختار مار … وأقامه رسولاً لجلاله، وقوَّاه لينادي ببشارته، وها إنَّ البيعة تكرِّم يوم ذكره، الذي يجب له المجد.

السدر – أيّها الشريف الرسول مار … إنَّنا إذ نجلُّ عيدك، يمدحك ونقول: هيَّا بسلام أيُّها الطوباوي، يا سور البيعة المقدسة، هيَّا بسلام أيُّها الباسل أيُّها العاقل الذي ترك كل شيء وتبع سيَّد الكل، هيَّا بسلام أيُّها الباسل الذي احتمل عذاب الدم من مضطهدي الإيمان القويم، ولذا فالمعونات تنبع من عظامك لبني البشر، والشفاء للمرضى؛ أمَّا نحن فنلتمس منك أن تتضرَّع لأحلنا إلى ربِّك لكي يمنحنا غفران الذنوب والخطايا ويؤهِّلنا إلى الآخرة الصالحة، وإلى حصَّة الأبرار أحبَّائه، ونصعد له معك المجد والحمد إلى أبد الآبدين.

نشيد – أيُّها الرسول … تغتبط السماء والأرض بذكراك، ويرنِّمان المجد والحمد لمنْ اختارك للرسالة، فقد ناديت ببشارته بين الأمم، وأعدَّتهم من الضلال. أيُّها الرسول الشهيد والذائع الصيت مار … يا صفي الله والمبشِّر بملكوت العُلى الذي تلمذ المسكونة وعمَّدها بالقوة التي نالها من سيِّده، تضرع لأجلنا.

المجد – يا مبشِّرَ الحق … تضرَّع إلى سيِّدك من أجل البيعة التي عظَّمتْ ذكرك، فيُحفظوا من الأضرار، ويُنادي فيها بالإيمان الحق إلى الأبد.

من الآن – طوبى لمنْ رأى جمع الرسل المباركين وهم داخلون الفردوس، فربُّنا يفرح بملاقاتهم، والملائكة يُسرعون ويُعِدون الكرسي والأكاليل.

رتبة قدِّيس شهيد

القوقليون-  قاضِ يا ربُّ قضاتي هاليلويا وحارب من يحاربني. خذْ مجنَّاً وترساً هاليلويا وانهض إلى نصرتي. واستل سيفاً وأشهره على مضطهديَّ هاليلويا وقلْ لنفسي إنِّي أنا مخلِّصك. يا إله تسبِحَتي لا تصمتْ هاليلويا لأنَّ فم الأثيم وفم المكَّار انفتحا عليَّ.

المجد – من الآن – يعجز اللسان عن سرد مدائحكَ أيُّها الشهيد مار…فقد احتملتَ الشدائد في سبيل ربِّك وقد شاهدته على خشبة الصليب معلَّقاً ومُهاناً، وأسلمتَ للموت جسدك، ونسجت لنفسك حلَّةً من دمك، فلتكن صلاتك سوراً لنا وحمىً.

سدر الشهيد:

المقدمة- لمكلِّل الشهداء ومعزِّز الأبطال الذي منح الشهيد مار… قوَّةً لمجابهة الأبالسة والملوك الكفرة، وناصره في الجهاد، الذي يليق به المجد…

السدر – أيُّها الرب تشفع مراحمك بواسطة طلبات شهيدك القدِّيس مار … حتى تقبل منَّا عطر البخور الذي قدَّمناه إلى لاهوتك. وكما أن موته صار ذبيحة ارتضتْ بها سيادتك، فلتكن عظامه سوراً يقي رعيتك؛ وكما أنَّ دمه صار مغفرةً، فليكن ذكره سلاماً وافراً لشعبك في أزمنة الأفراح، وليدُمْ عيده في بيعتك المقدَّسة، أهِّلنا يا رب بمراحمك إلى نصيبه مع قدِّيسيك في ظهورك الثاني من السماء، ونصعد لك معاً المجد والحمد ولأبيك…

نشيد – أيُّها الرب ربنا، إنَّ الشهيد مار … الذي اعترف بك، وأرضاكَ بالدم الذي جرى عنقه، هو يكون شفيعاً في نفوسنا إليك، لكي نصنع في كل ساعة إرادتك. اندهش الملائكة في العُلى بالمجاهد مار … حينما كان يحارب الشيطان؛ فهبنا يا ربنا أن ننتصر نحن أيضاً على حيل الشرير الذي يحاربنا ويمقت نفوسنا.

المجد – سبحان المسيح في ذكرى مار … الجليل الذي خدم الحق وأتمَّ الواجب، واحتمل الشدائد والعار والذل والهزء، وورث الحياة الأبدية الموعودة.

من الآن – أيُّها الشهيد مار … أحببتَ الآب وتبعت الابن وأُغرمتَ به، وكنتَ خِدراً للروح القدس، فلتكن صلاتك حمىً وسوراً للبيعة ولبنيها أجمعين.

رتبة أحد الآباء ملفاناً كان أو مطراناً

القوقليون – فاضَ قلبي كلاماً صالحاً هاليلويا وأقول أعمالي للملك. لساني قَلَمُ كاتبٍ ماهرٍ هاليلويا أبهى بالحسن من بني البشر. انسكبت الرحمة على شفتيكَ هاليلويا ولذلك باركك الله إلى الأبد. جداول الأنهر هاليلويا يفرحون بمدينة الله.

المجد – من الآن – أيُّها القدِّيس العفيف المختار مار … أنَّ البيعة تفرح اليوم بذكرك، وتستمد من سيِّدك في عيدك الرحمة والمغفرة لبنيها أجمعين، فأقم الساقطين، وثبِّتِ القائمين واعضدنا لنسبِّحَ سيِّدك.

سدر الأب الملفان:

المقدمة – للإله ورب الكل، يا مّنْ يكرِّمك القديسون ويمجِّدك الملافنة، وقد طاب لك أن تجلَّ صفيَّك مار … الذي يجب لك المجد…

السدر أيُّها الرب إلهنا، لا يستطيع الفم أن يخبر عن محاسن التاجر الحكيم مار … الذي باع مقتناه واقتنى الكنز السماوي، وعن المختار الذي نال بنفسه الغلبة، وعن الملفان الذي علَّم تلاميذه أن يقتدوا بتعليمه، وعن السراج المنير الذي أنار مصباحه بزيت البرارة، إنَّنا نسأل الرب أنْ ينعم علينا لنكمِّل يوم عيده بسلوك وضَّاء. ونتغاير بأعمال الفضيلة، فنصل معه نحن وأمواتنا إلى الغبطة السماوية، حيث سنسبِّح الآب والابن الروح القدس ونعظِّمه إلى أبد الآبدين، آمين.

نشيد – يا أبانا الجليل ولابس الله مار… انتُخبتَ مثل ارميا من البطن. اصطفاك الآب يا أبانا الوقور لترعى قطيع الابن الوحيد، وغمرك الروح القدس بكل المواهب، فتضرَّع لأجلنا والتمس لنا الرحمة. يا أبانا، أتممتَ في الفضيلة شوط سيرتك، ونلتَ الإكليل عن استحقاق، فقد احتملتَ الآلام المبرِّحة في الجهاد. واليوم فذكرك مبجَّلٌ؛ والمجد مرفوعٌ للآب الذي شدَّدك في الجهاد ولتعضدنا صلاتك.

المجد – طوباك يا أبانا لأنَّ سيِّدك دعاك نور العالم، واستودعك بيعته المقدَّسة لتنير وجهها بالإيمان الحق، إيمان الآب والابن والروح القدس، فمباركٌ المسيح الذي كرَّم وعظَّم ذكره ههنا في البيعة وفوقاً في السماء.

رتبة قديس معترف أو متنسك أو راهب حبيس

القوقليون – الصدِّيق كالنخل يزهر هاليلويا ومثل أرز لبنان ينمو. المغروسون في بيت الرب هاليلويا وفي ديار إلهنا. في المشيب يثمرون أيضاً ويكثرون هاليلويا ويكونون سماناً أغضَّةً. ويخبرون بأنَّ الرب مستقيمٌ هاليلويا قوي ولا ظُلمَ فيه.

المجد – من الآن – طوباك أيُّها العفيف لأنَّك عدوتَ خلف طيلة عمرك، طوباك لأنَّ نفسك صارت مثلَ المرآة المفعمة جمالاً، وصار جسدك هيكلاً مقدَّساً خدمتَ في الله جهراً وسرَّاً، فأرضيت المسيح، فضفرَ لك إكليل الغلبة.

سدر المعترف:

المقدمة –  لذلك الذي عظَّم تذكار مار … في السماء وعلى الأرض، وأجرى من عظامه العلاج لذوي الأسقام؛ لذلك الذي اصطفاه نرفع الحمد والمجد في هذا الوقت وفي كل المواسم والأوقات.

السدر – أيُّها القديس مار… المتلألئ بالفضائل، إنَّنا نناجيك بمدائح الروح القدس وتقاريظه وترانيمه، ونهتف بابتهاجٍ جزيل: الطوبى لك أيُّها المصطفى مار … يا بحر المعونات وينبوع الطب الشافي وعون ضعفنا، الطوبى لك أيُّها المغبوط مار … لأنَّ الله انتخبك من البطن مثل ارميا وصموئيل، الطوبى لك أيُّها السعيد مار … لأنَّك جُعلتَ قهرماناً على كنز ربِّك. والآن فليصرف الرب عنَّا الشدائد بصلواتك، ويخمد نيران الاضطرابات، ويكفَّ الخصومات، ويزيل قضبان الغضب، ويشفي السقماء، ويقوِّي الضعفاء، ويشدِّد المخلَّعين، ويعزِّي المكروبين والمكتئبين، ويطرد الشياطين، وينفي التجارب ويغفر الذنوب، ويصفح عن الخطايا، ويرح الموتى المؤمنين في المخادع السماوية، فنرفع نحن وهم الحمد إلى مَنْ قوَّاك وشرَّفك الآن وكل أوانٍ وإلى أبد الآبدين.

نشيد – هوذا وقت الصلاة، فقم يا مار … كعادتك، وصلِّ في مقدمة رعيتك، أبسط مثل موسى يمينك، وبارك غنمك التي تنصت إلى صوت أنغامك العذبة. مقامك عالٍ بين الساهرين يا مار … وتاجك سامٍ وهو محفوظٌ بين الروحانيين، فطوبى لمنْ يؤهل إلى تلك المائدة التي تتنعَّم بها يا أبانا في الملكوت.

المجد – المجد للآب الذي اختارك يا مار … وللابن الذي كرَّم ذكرك أيُّها القديس، والسجود للروح القدس الذي كللَّك أيُّها المغبوط، والمراحم لنا بصلواتك في كل حين.

من الآن – أيُّها الشريف، إنَّنا نشاهدك في الفردوس المملوء غبطةً بين أجواق الناس الأبرار وصفوفهم، حيث سنرفع معهم التسبيح للآب والابن والروح القدس الذي ضفر لك إكليل المديح.

رتبة إحدى القديسات

القوقليون – قامت ابنة الملك بالمجد هاليلويا والملكة عن يمينك. بثوبٍ من ذهب أوفير هاليلويا فاسمعي يا بنت وانظري وأنصتي بأذنيك. وانسي شعبك وبيت أبيك هاليلويا فيشتهي الملك حسنك. لأنَّه هو ربُّك فاسجدي له هاليلويا وابنة صور تسجد له.

المجد – من الآن – أيَّتها القدِّيسة … إنَّ ذكرك هو ههنا وفوقاً في السماء وكل الذين يجلُّون ذكرك فلتساعدهم صلواتك.

سدر القدِّيسة:

المقدمة – لذلك الذي عظَّم تذكار القدِّيسة… وصنعها جنَّةً لعزَّته، وأجرى من عظامها المعونات للملتجئين إليها، الذي يجب له المجد…

السدر –  أيَّتها القدِّيسة إنَّنا إذ نجلُّ ذكركِ ونعتصم بصلواتكِ، نعطيك الطوبى مع أجواق السماويين والأرضيين ونقول: الطوبى لك لأنَّك أصبحتِ مآلاً لأسئلتنا الحسنة، والطوبى لكِ لأنَّك استحققتِ الملكوت السماوي مع البتولات الحكيمات، الطوبى لكِ لأنَّك أضحيتِ ملاذاً للمرضى والمتضايقين الذين يقصدونكِ، ولذا نتضرَّع إليكَ أيُّها المسيح إلهنا لكيما بصلواتها تحلَّ أمنك ببيعتك وبين شعبك، وتريح أمواتنا المؤمنين، ونرفع لك المجد والحمد ولأبيك…

نشيد – ما أجمل يوم تذكارك أيَّتها القدِّيسة … فهو يشبه نيسان المزيَّن بالأزهار كلها؛ فنيسان يبهج الأرض بأزهاره، وذكرك يبهج شعبنا، فلتكن صلاتك معنا. شبَّه ربنا الملكوت السماوي بالعذارى، فخمس منهنَّ حكيمات وخمسٌ جاهلاتٍ. ولمَّا سمعت القدِّيسة … هذا الكلام زهدت بالعالم وتبعت العريس المسيح.

رتبة الأموات

القوقليون – كما يشفق الأب على البنين هاليلويا يشفق الرب على خائفيه. لأنَّه يعرف جبلتنا هاليلويا وذكر أنَّنا ترابٌ نحن. أيَّام الإنسان مثل العشب هاليلويا وينبت هكذا مثل زهر الحقل. وإذا ما هبَّت به الريح لا يوجد هاليلويا ولا يُعرف أيضاً مكانه.

المجد – من الآن – يا ابن الحي، انحدرْ إلى الأموات فهم ينتظرونك! نزلت إليهم مرَّةً فأنار نورك عظامهم؛ وفي هذه المرَّة الثانية أقمهم من قبورهم.

سدر الأموات:

المقدمة – للجميل الذي صوَّرنا على مثاله، للصانع الذي صنعنا على شبهه، للباري الذي أحيانا بروحه، للجابل الذي جبلنا من التراب، وسيُرجعنا إليه بعدله، ويبعثنا بنعمته، الذي يجب له المجد.

السدر – نسألك أيُّها الرب الإله ونتضرَّع إليك في يوم النشر الأخير الذي به تحلُّ المسكونة من رباطاتها العديدة، وتجمع بإشارتك القبائل والعشائر والأجيال كلها ويرتعد الملائكة من بهاءك، وينذهل رؤساء الملائكة، ويقوم كل البشر بالخوف والرعدة، ففي تلك الساعة الرهيبة، وفي ذلك الوقت المخيف، أشفق أيُّها الرب، أشفق أيُّها الحنَّان، أشفق أيُّها الرحمان، على نفوس وأجساد الموتى المؤمنين الذين لبسوك بالماء والروح، وتناولوا جسدك ودمك الكريم: غفراناً لخطاياهم، وصفحاً عن ذنوبهم. لا تحاكمهم، ولا تدعهم يمثلون أمامك للحساب الدقيق، ولا تذكر نقائصنا ونقائصهم، لكن اقبلهم ببشاشةٍ ولطفٍ، واغفر آثامهم بنعمتك، واترك جهالتهم برحمتك. أدخلهم إلى خدرك، أجلسهم في متَّكئك، أبهجهم برؤية طلعتك، فننتصب نحن وهم عن يمينك، ونبصر حنانك، ونصعد لك المجد والحمد ولأبيك وروحك القدوس الآن وكل أوانٍ وإلى أبد الآبدين.

نشيد – فليتنعَّم يا رب آباؤنا وإخوتنا وعظماؤنا مع الخراف أبناء اليمين، وليسمعوا صوتك العذب ينادي ويقول: هلمُّوا أُدخلوا ورثوا الملكوت السماوي. دعا أشعياء المسيح شمساً جديدة، يقوم الأموات بواسطتها من القبور، ويبسطون أجنحةً كالحمام، ويطيرون إلى لقائه، فمباركٌ مَن أتى وسيأتي والمجد لاسمه.

المجد – سبحانك لأنَّك أمرت فسيطر الموت، ولأنَّ انبعاثك أباد الحيَّة الخبيثة. فالأفواه كلها تُصعد المجد لك، لأنَّك تجمع تراب آدم من كل مكان.

من الآن – يا رب أنَّ الراقدين في القبور يشكرونك، فقد نالوا العربون بموتك يا ابن الله، فسينتفضون من التراب ويلبسون المجد، ويعودون في يوم النشر إلى مقرِّهم في العُلى.

الختام – يا ربنا، أرحْ في أورشليم العلية أرواح آبائنا وإخوتنا وأبناءنا وعظمائنا الذين انتهت حياتهم على رجائك؛ مثلما وعدت وقلت: كل مَنْ ياكل جسدي ويشرب كأس دمي فهو يثبت فيَّ وأنا فيه إلى الأبد.

رتبة الصليب الظافر

القوقليون – نناطح بكَ أعداءنا هاليلويا وباسمك ندوس مبغضينا. لسنا متَّكلين على أقواسنا هاليلويا ولا على سلاحنا لينقذنا. أنت خلِّصتنا من مبغضينا هاليلويا وأخزيتَ أعداءنا. سبَّحناك يا الله كل يوم هاليلويا ونشكر لاسمك إلى الأبد.

المجد – من الآن الصليب انتصر، والصليب سينتصر، وقد انتصر الصليب على العدو، وسيكون الصليب سوراً لكن منْ يؤمن به.

سدر الصليب(ص46)

نشيد – في الساعة الثالثة وفي كل حين نسجد للصليب الحي، ونرسمه على جباهنا، فهو رجاؤنا وعليه اتكالنا، وهو ينجِّينا من الشرير وقواته ويورثنا ملكوت العُلى

في الساعة الثالثة أكل آدم الثمرة في جنَّة عدن فعصا. وفي الساعة الثالثة صعد الصليب سيِّد جنَّة عدن عوضاً عن عبده الأثيم. وفي الساعة الثالثة كتب بالصليب خلاصه، وأعاده إلى مكان وراثته.

المجد – شطر موسى البحر بعصاه، فمرَّ الشعب وغرق المصريون، وفتح ربنا الجحيم بصليب النور، وأقام الأموات. فمباركٌ المسيح الذي نهج لنا طريق الحياة من القبر إلى الفردوس.

من الآن – الصليب نور، ويلبس الساجدين له حلَّةَ المجد والنور، ويرفع من العمق إلى العُلى من ينظر إليه، ويستغيث به في كل ساعة، فصليبك صالحَ السماويين والأرضيين وزرع الأمان في المسكونة.

الختام – رأيتُ ثلاثةَ مصلوبين، لا يشبه أحدهم الآخر، فالذي عن اليمين: حيٌّ لا ميْتٌ؛ والذي عن الشمال: مَيْتٌ لا حيٌّ؛ وأمَّا الذي في الوسط: فأدهشني، يشبه الميت وهو حيٌّ، ويشبه الحيَّ وهو مَيْتٌ، يشبهُ الإنسان وهو الله.