«الجزء الثاني»

سلسلة

التهذيب المسيحي

«الجزء الثاني»

بقلم

مار سويريوس زكا عيواص

مطران الموصل وتوابعها للسريان الأرثوذكس

طبعة ثانية

1967

(طبع في مطبعة الاتحاد الجديدة بالموصل)

نأذن في طبعه

إغناطيوس يعقوب الثالث

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق

دمشق في 10/10/1966

 

المقدمة

أعزائي معلمي ومعلمات دروس الدين:

بين أيديكم الجزء الثاني من «سلسلة التهذيب المسيحي» التي وضعتها مبنية على أساس نظريات صحيحة، في علم التربية الحديث، فالأمل بأن تلقى قبولاً لديكم، وتسد جزءاً من حاجة الكنيسة الماسة إلى كتب دينية تعليمية ذات أسلوب تهذيبي جديد.

ففي هذا الجزء من السلسلة، تقرأون قصصاً دينية واقعية مقتبسة من الكتاب المقدس، كتبتاه بلغة بسيطة سهلة الفهم، تناسك مدارك الأحداث الذين تتراوح سنهم ما بين السادسة والثامنة وتستسيغها عقولهم، بل تساعد على توسيع خيالهم وإثارة إعجابهم بأبطالها، فيحاولون الاقتداء بهم.

وهذه القصص موجزة يسهل حفظها على ظهر قلب، وقد عقبتها بأسئلة يعين الجواب عليها استيعاب حوادثها. وفي كل قصة عبرة أو أكثر، يقتبسها الأحداث تلقائياً، ويتعلمون منها التمسك بالفضائل والابتعاد عن الرذائل.

ولما للصلاة من اهمية كبرى في الدين، إذ قد قيل (لا دين بدون صلاة). ولما للأحداث في هذه السن بالذات من قابلية على حفظ ما يراد منهم حفظه على ظهر قلب، من الصلوات والترانيم الروحية والأناشيد الدينية، وإمكانية بدء رسوخ العادات الصالحة في نفوسهم، وهل من عادة أجمل من العبادة؟ لذلك انتخبت بعض الصلوات الضرورية ليستظرها الأحداث ويمارسونها، وبهذه المناسبة أرغب إليكم في أن تدربوهم على طريقة رسم إشارة الصليب بصورة صحيحة وتفهموهم ما لهذه الإشارة من قوة روحية وأن تعلموهم كيفية تلاوة الصلوات بخشوع في دورهم وفي الكنيسة.

والمتوقع منكم أن تكونوا لهم قدوة صالحة، ومثالاً حسناً في تكريم بيت اللّه أثناء حضوركم في الكنيسة، لينسجوا على منوالكم، ويطبعوا على غراركم.

وبما أن التجربة قد أثبتت ما للتراتيل الروحية العامية الشعرية منها والنثرية من تأثير روحي قوي في نفسية الأحداث، لذلك نشرت في الصفحات الأخيرة من الكتاب ما اعتاد الأحداث في كنائسنا العزيزة في أبرشية الموصل إنشاده في عيد السعانين أما الصور وهي وسائل إضاح ضرورية جداً، فالأمل بأن تلفتوا انتباه الأحداث إلى الاستعانة بها لفهم مواضيع الكتاب.

ولا بد أن أوضح لكم أن أهم ما قصدته في فصول الكتاب كلها، هو توثيق علاقة الأحداث باللّه تعالى، خالقهم والمعتني بهم، لكي يحبوه من كل قلوبهم، ومن كل نفوسهم، ومن كل إرادتهم. وكذلك ليتعلقوا بمحبة كنيستهم ووطنهم وأهلهم ومعلميهم وأصدقائهم. فأرغب إليكم في أن تهتموا لتبلغ هذه الدروس الهدف الذي وضعت لأجله.

أسأله تعالى أن يجعل من هذا الكتاب خير وسيلة لتهذيب وخلاص نفوس الأحداث أحباء الرب يسوع.

الموصل في 1 ـ 10 ـ 1966

+ سويريوس

الفصل الأول

اللّه تعالى خلق العالم

كل الأشياء التي نراها مثل السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم والبحار والأنهار والجبال والنباتات والأشجار والأسماك والطيور وكل الحيوانات خلقها اللّه سبحانه وتعالى، وخلقنا نحن أيضاً، وخلق أشياء كثيرة لا نستطيع أن نراها بأعيننا لأنّها روحية.

والله تعالى تقدّس اسمه هو روح وليس له جسد ولذلك نحن لا نستطيع أن نراه ولكنّه هو يرانا ويعرف كل شيئ عنا ويسمع كل ما نقوله لأنّه موجود في السماء وعلى الأرض وفي كل مكان.

الأسئلة:

1ـ من خلق العالم كله؟

2ـ لماذا لا نستطيع أن نرى اللّه تعالى؟

3ـ هل يرانا اللّه تعالى؟

4ـ أين هو موجود؟

الفصل الثاني

اللّه تعالى خلقنا

بعدما خلق اللّه تعالى تقدّس اسمه جميع المخلوقات في الأرض والسماء أراد أن يقيم سيداً عليها، لذلك خلق آدم وحواء. ويعلمنا الكتاب المقدس أنّ اللّه تعالى أخذ طيناً من الأرض وجبل آدم الذي هو الإنسان الأول ونفخ في أنفه نسمة الحياة، وألقى عليه سباتاً وأخذ ضلعاً من أضلاعه وصنع منها الامرأة الأولى وجلبها إلى آدم ففرح بها آدم كثيراً وسماها حواء.

ووضع اللّه تعالى آدم وحواء في جنة عدن، وسلطهما على جميع الكائنات. ولكنّهما إذ خالفا وصيته طردهما إلى الأرض ليشقيا ويتعبا عليها.

الأسئلة:

1ـ من خلق أبوينا الأولين آدم وحواء؟

2ـ كيف خلق اللّه تعالى آدم الإنسان الاول؟

3ـ كيف خلق اللّه تعالى حواء الامرأة الاولى؟

4ـ أين وضع اللّه آدم وحواء؟

5ـ لماذا طردهما من الجنة؟

الفصل الثالث

الملائكة

الملائكة هم أرواح نورانية، لذلك نحن لا نستطيع أن نراهم بأعيننا إلا إذا لبسوا أجساداً مثلنا. والملائكة يستطيعون أن يروا كل ما نعمله ويسمعوا كل ما نقوله.

وقد خلق اللّه سبحانه وتعالى الملائكة لكي يخدموه ويمجدوه ويقدسوه ليلاً ونهاراً.

وبما أن اللّه يحبنا كثيراً، فقد جعل لكل واحد منا ملا كاً خاصاً يحفظه من الشر، ونسميه الملاك الحارس.

والملاك الحارس يفرح جداً عندما يسمعنا نصلي، ونرتل الترانيم الروحية، وعندما يرانا نطيع أبوينا ومعلمينا، ونحبهم ونحب إخوتنا ونهتم بدروسنا، ونظافة ألبستنا ودفاترنا وكتبنا، ويفرح الملاك خاصة عندما يشاهدنا في الكنيسة واقفين بخشوع واحترام، وعندما نساعد الفقراء والمحتاجين.

ويهرب الملاك الحارس عنا عندما لا نتكلم بالصدق، وحين نلعب في الأزقة والطرقات، ونتشاجر مع الناس.

الأسئلة:

1ـ من هم الملائكة؟

2ـ من خلقهم؟ لماذا خلقهم؟

3ـ كيف نفرح الملاك الحارس ـ متى يحزن الملاك الحارس ويهرب منا؟

الفصل الرابع

نوح والفلك

بعدما نزل آدم وحواء إلى الأرض وكثر أولادهما، وكان أكثرهم أشراراً غضب عليهم اللّه تقدس اسمه وأراد أن يميتهم بالطوفان. وكان يوجد رجل صالح اسمه نوح يحب اللّه تعالى ويعبده هو وأهل بيته، وكان اللّه تعالى يحبه أيضاً، لذلك أمره أن يصنع له فلكاً كبيراً أي سفينة، فبعد أن صنعه، أمره اللّه تعالى أن يدخل فيه من جميع أنواع الحيوانات والطيور، ثم أمره أن يدخل إلى الفلك هو وأهل بيته، ثم أغلق اللّه تعالى باب الفلك.

وأرسل اللّه تعالى مطراً غزيراً، وأفاض الأنهار والينابيع فامتلأت الأرض بالماء حتى غطت المياه قمم الجبال العالية وطاف الفلك.

وكان نوح قبل ذلك قد أخبر الناس أن يرجعوا إلى عبادة اللّه تعالى ويتركوا الأعمال الشريرة ويتوبوا ويصبحوا صالحين. وإلا فإن اللّه سيغرقهم بالطوفان، ولكنهم لم يصدقوه، لذلك عندما جاء الطوفان غرقوا كلهم وماتوا، أما نوح وأهل بيته فقد خلصوا لأنهم كانوا يحبون اللّه تعالى ويعملون أعمالاً حسنة ويحبون الناس ويساعدون الضعفاء والفقراء والمساكين.

وعندما انتهى الطوفان خرج نوح وأهله من الفلك ومجدوا اللّه تعالى وشكره لأنه خلصهم من الغرق، وأخرج نوح جميع الطيور والحيوانات من الفلك.

الأسئلة:

ـ لماذا أرسل اللّه تعالى الطوفان على الناس وأماتهم؟

ـ ماذا أمر اللّه نوح أن يصنع له؟

ـ لماذا خلص اللّه نوح وأهل بيته؟

ـ بماذا أخبر نوح الناس قبل الطوفان؟

ـ ماذا عمل نوح وأهله عندما انتهى الطوفان؟

الفصل الخامس

يوسف الصبي العفيف

كان يوسف صبياً لطيفاً مطيعاً وعفيفاً وتقياً، فأحبه أبوه يعقوب أكثر من جميع إخوته وصنع له ثوباً جميلاً، وكان اللّه تعالى يحب يوسف ويظهر له بواسطة الأحلام التي كان يوسف يراها أنه سيكون رجلاً عظيماً، فحسده إخوته وأبغضوه كثيراً.

وحدث ذات مرة أن أباه يعقوب أرسله إلى البرية ليسأل عن أحوال إخوته الذين كانوا يرعون خراف أبيهم، فلما وصل يوسف إلى عندهم ووجدوه بعدياً عن أبيهم أرادوا أن يتخلصوا منه، فطرحوه أولاً في جب ثم باعوه لقافلة التجار الذين أخذوه إلى مصر وباعوه هناك عبداً لرجل اسمه فوطيفار كان رئيس الشرطة عند فرعون ملك مصر.

وكان يوسف عفيفاً وصبوراً جداً وكان يصلي في الليل والنهار ويطلب من اللّه تعالى الذي إتكل عليه أن يخلصه، لذلك خلصه اللّه تعالى من جميع الضيقات والتجارب، وأقامه حاكماً متسلطاً على بلاد مصر كلها.

ونحن الصغار نحب اللّه تقدس اسمه، ونعبده، والله تعالى يحبنا لأننا لطفاء وأنقياء مثل يوسف ويعتني بنا ويخلصنا من التجارب لأننا نتكل عليه دائماً.

الأسئلة:

ـ لماذا أحب يعقوب ابنه يوسف؟

ـ كيف علم يوسف بأنه سيكون رجلاً عظيماً؟

ـ لماذا حسده إخوته؟

ـ ماذا صنع إخوة يوسف به؟

ـ لماذا خلص اللّه تعالى يوسف من الضيقات؟

الفصل السادس

صموئيل الصبي الذي تكلم معه الرب

كان صموئيل صبياً صغيراً نذرته أمه ليخدم هيكل الرب كل أيام حياته فكان يسكن في الهيكل وكان يصلي دائماً فأحبه اللّه تعالى كثيراً.

مرة بينما كان الصبي صموئيل نائماً في الهيكل سمع صوتاً يناديه قائلاً: صموئيل صموئيل، وظن صموئيل أن الذي كان يناديه هو عالي الكاهن الذي كان في الهيكل أيضاً، فذهب إليه صموئيل وقال له ماذا تريد يا سيدي عالي الكاهن؟ فأجابه: أنا لم أطلبك، إذهب واسترح في مكانك، ولما رجع صموئيل إلى مكانه ونام سمع الصوت مرة ثانية وجاء إلى عالي الكاهن وأخبره، ثم سمع الصوت مرة ثالثة، ولما جاء في هذه المرة إلى عالي الكاهن، قال له يا ابني صموئيل أنا لم أنادك، إذهب إلى مكانك واسترح وإن سمعت الصوت مرة أخرى أجب حالاً وقل: «تكلم يا رب لأن عبدك يسمع» ورجع صموئيل ونام في مكانه، فسمع الصوت قائلاً: صموئيل صموئيل، فأجاب صموئيل: تكلم يا رب فإن عبدك يسمع، وهكذا تكلم الرب الإله مع الصبي صموئيل لأنه كان ولداً مؤدباً محباً للّه تعالى، وكان يصلي دائماً، وصموئيل كان يسمع الصوت ولكنه لم ير اللّه لأن اللّه روح ولا يستطيع أحد أن يراه، ولكن اللّه كان يرى صموئيل ويسمع صوته.

أسئلة:

ـ أين كان يسكن الصبي صموئيل؟

ـ من كان معه في الهيكل؟

ـ ماذا سمع الصبي صموئيل في الهيكل؟

ـ ماذا أجاب صموئيل الرب؟

ـ هل رأى صموئيل اللّه تعالى؟

ـ لماذا لم يستطع أن يراه؟

الفصل السابع

داود الراعي الشجاع

كان داود ولداً شجاعاً ومؤدباً وكان أبوه يرسله إلى البرية ليرعى خرافه وكان داود يحب هذه الخراف كثيراً ويعتني بها، ويمشي أمامها وكانت تتبعه، وكان يأخذها إلى أماكن الأعشاب الكثيرة وينابيع المياه العذبة، وكان يحرسها من الحيوانات المفترسة.

وكان داود يحب اللّه تعالى ويتكل عليه لذلك أعطاه اللّه تعالى شجاعة فائقة، وقوة عظيمة مرة هجم أسد على خرافه واختطف خروفاً منها فهجم عليه داود وأخذ الخروف منه وقتله، ومرة أخرى هجم دب على خرافه وحاول اختطاف خروف منها، ولكن داود وثب على الدب وقتله وخلص الخروف منه.

أسئلة:

ـ كيف كان داود الراعي؟

ـ هل كان يحب خرافه؟

ـ أين كان يرسله أبوه؟

ـ أين كان يأخذ الخراف لترعى؟

ـ لماذا قتل داود الأسد والدب؟

الفصل الثامن

داود الراعي المرتل

كان داود الراعي المؤدب والشجاع يحب خرافه، ويحب أيضاً التراتيل الروحية وكان يرنم بمزماره دائماً، وكانت الخراف تحبه وتنصت إليه وتعرف صوته وتتبعه.

مرة نظم داود المرتل نشيداً جميلاً جداً وعلمه لرفاقه الرعاة، وقال لهم نحن رعاة ولنا خراف ونحبها ونعتني بها، والله سبحانه وتعالى هو راعينا ونحن خرافه وهو يحبنا ويعتني بنا لذلك يجب أن لا نخاف أبداً بل أن نكون شجعاناً لأن اللّه تعالى معنا، وهذا هو النشيد الذي نظمه داود: «الرب راعي فلا يعوزني شيء في مراع خضر يربضني وإلى مياه الراحة يوردني يرد نفسي ويهديني إلى سبل البر من أجل اسمه أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك معي».

ونحن الصغار لا نخاف أبداً لأن ربنا يسوع المسيح هو الراعي الصالح الذي يحبنا ويعتني بنا ويحرسنا ونحن نسمع صوته العذب بأقاله ووصاياه المقدسة ونتبعه بالأعمال الصالحة مثل الخراف الصغار الوديعين المحبوبين.

الأسئلة:

ـ ماذا كان يحب أن يفعل داود الراعي الشجاع؟

ـ إتل النشيد الذي ألفه داود عن الراعي؟

ـ من هو راعينا الصالح؟

ـ هل يحبنا راعينا الصالح؟

ـ ماذا يجب أن نعمل لنصير مثل الخراف الصغار؟

الفصل التاسع

يسوع الطفل الصغير

ولد ربنا يسوع المسيح في مغارة بيت لحم ولفته أمه سيدتنا مريم العذراء «بالقمط» ووضعته في مذود الحيوانات، وبما أن ربنا يسوع المسيح هو ابن اللّه تعالى ظهرت الملائكة للرعاة الذين كانوا يرعون خرافهم بالقرب من بيت لحم، وبشروهم بولادة سيدنا يسوع المسيح ورتلوا أمامهم نشيداً جميلاً.

وهو: «المجد للّه في العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» ففرح الرعاة وجاءوا إلى مغارة بيت لحم وسجدوا أمام الطفل يسوع وقدموا له هدايا جميلة.

كذلك ظهر نجم في السماء في بلاد المشرق (العراق) لرجال عظماء يدعون ـ المجوس ـ فتبعوه، فجاء بهم إلى بيت لحم فوجدوا الطفل يسوع وسجدوا أمامه وقدموا له هدايا ذهباً وبخوراً وعطوراً (مراً).

ونحن الصغار نحب الطفل يسوع ونسجد أمامه ونقدم قلوبنا هدية له وهو يفرح بنا ويبتسم لنا، ويسكن في قلوبنا.

الأسئلة:

ـ أين ولد ربنا يسوع المسيح؟

ـ من بشر الرعاة بولادته؟

ـ ما هو نشيد الملائكة؟

ـ ماذا فعل الرعاة عندما عرفوا بولادته؟

ـ من أين جاء المجوس؟

ـ من أرشدهم إلى مكان ربنا يسوع الطفل؟

ـ ماذا قدموا له من الهدايا؟

ـ ماذا يجب أن نقدم له نحن الصغار؟

الفصل العاشر

يسوع الصبي المطيع والمحب

كان ربنا يسوع المسيح يحب والدته سيدتنا مريم العذراء، ويحب القديس مار يوسف ويطيعهما، وكان مؤدباً كثيراً، لا يكذب ولا يشتم ولا يتشاجر مع أحد، وكان مجتهداً في دروسه وكانت أمه تعلمه قراءة قصص الكتاب المقدس، وكان يساعد القديس يوسف في دكان النجارة في مدينة الناصرة، وكان يحب رفاقه الصغار وجيرانه ويحب الحيوانات الصغيرة الأليفة ولا يؤذيها، وكان يساعد الضعفاء والفقراء.

وعندما بلغ اثنتي عشرة سنة أخذه والداه معهما إلى أورشليم فدخل هيكل سليمان الجميل باحترام وخشوع وصلى هناك ورأى المعلمين والكهنة وتكلم معهم فتعجبوا من كثرة فهمه، ومن معرفته قصص الكتاب المقدس والأناشيد الروحية وهو بعد صغير السن.

ونحن الصغار أيضاً نطيع أباءنا وأمهاتنا ونحبهم ونذهب إلى الكنيسة المقدسة ونصلي بخشوع ونتعلم قصص الكتاب المقدس.

الأسئلة:

ـ كيف كان ربنا يسوع المسيح عندما كان طفلاً صغيراً؟

ـ ماذا كانت تعلمه أمه؟

ـ ماذا كان يعمل في دكان القديس يوسف؟

ـ أين ذهب عندما كان عمره اثنتي عشرة سنة؟

ـ من رأى هناك؟

ـ ماذا نعمل نحن الصغار؟

الفصل الحادي عشر

يسوع يحب الأطفال

إن ربنا يسوع المسيح يحب الأطفال الصغار كثيراً والأطفال أيضاً يحبونه، وكانوا يجتمعون حوله، وأهلهم يجلبونهم إليه ليباركهم، مرة طردهم تلاميذه فقال ربنا يسوع لتلاميذه: «دعوا الأطفال ياتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت اللّه».

ونحن الصغار يحبنا يسوع لأننا مثل أولئك الأطفال ودعاء ومؤدبون وأنقياء القلوب، ونحن نحب ربنا يسوع المسيح كثيراً، ونصلي ونطلب منه ليحفظنا ويحفظ آباءنا وأمهاتنا وإخوتنا وأخواتنا ومعلمينا وأصدقاءنا.

أسئلة:

ـ هل يحب ربنا يسوع المسيح الأطفال؟

ـ هل الأطفال يحبون ربنا يسوع المسيح؟

ـ ماذا قال ربنا يسوع لتلاميذه؟

ـ لماذا يحبنا ربنا يسوع المسيح؟

الفصل الثاني عشر

عيد السعانين

مرة أراد ربنا يسوع المسيح أن يدخل إلى مدينة أورشليم وهو راكب على جحش، وكان في أورشليم في تلك الأيام رجال ونساء كثيرون جاؤوا من جميع بلاد العالم ليحضروا حفلة عيد الفصح، وكانوا قد سمعوا عن ربنا يسوع المسيح أنه يصنع المعجزات العظيمة فقد فتح أعين العميان، وشفى المرضى وأقام الموتى وعمل عجائب لا يستطيع إنسان أن يعملها، وكان أيضاً في أورشليم الأطفال الصغار الذين أحبهم يسوع كثيراً وكانوا يحبونه، فخرجوا مع أهلهم وكانوا يصرخون: «أوشعنا مبارك الآتي باسم الرب» وكان الكبار يبسطون ثيابهم أمام الجحش الذي ركب عليه يسوع، وأخذ الصغار أغصان الزيتون وسعوف النخل بأيديهم وكانوا يلوحون بها وينادون: «أوشعنا مبارك الآتي باسم الرب».

أسئلة:

ـ ماذا سمع الناس عن ربنا يسوع المسيح؟

ـ اذكر بعض العجائب التي عملها ربنا يسوع المسيح؟

ـ كيف دخل الرب إلى أورشليم؟

ـ ماذا كان ينادي الأطفال الصغار؟

ـ ماذا كانوا يحملون بأيديهم؟

الفصل الثالث عشر

الصبي صاحب الخبزات

بينما كان ربنا يسوع المسيح يعلم مرة في البرية اجتمع لسماع تعاليمه الإلهية ألوف من الناس من القرى والمدن البعيدة وبقوا معه طيلة النهار، وطلب التلاميذ من الرب أن يصرف الجموع لأنهم جاعوا، فقال لهم ربنا يسوع المسيح أعطوهم أنتم ليأكلوا، وكان هناك صبي صغير كان عنده خمسة أرغفة من الخبز وسمكتان، ولما كان هذا الصبي يحب ربنا يسوع المسيح وتلاميذه ويحب الناس، أعطى الأرغفة الخمسة والسمكتين للرب يسوع، فأمر الرب الناس كلهم أن يجلسوا على العشب وأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره إلى السماء وبارك وكسر فكثر الخبز والسمك وأخذ التلاميذ يوزعون على الناس فأكلوا كلهم وشبعوا مع أنهم كانوا ما يقارب الخمسة الآف رجل ما عدا النساء والأولاد، وفضل إثنتا عشرة قفة أي «سلة» من كسر الخبز ففرح الصبي صاحب الخبزات لأن أرغفة الخبز والسمكتين أطعمت الآف الناس وأشبعتهم، وذلك ببركة ربنا يسوع المسيح، وعلم الصبي صاحب الخبزات أن من يعتمد على الرب لا يجوع أبداً لأن الرب يعتني به.

أسئلة:

ـ أين كان ربنا يسوع المسيح يعلم الناس؟

ـ لماذا قال له التلاميذ ليصرف الجموع؟

ـ ماذا اجابهم الرب يسوع؟

ـ كم رغيف كان عند الصبي وكم سمكة؟

ـ ماذا عمل ربنا يسوع بالأرغفة والسمكتين؟

ـ ما هو عدد الرجال الذين اكلوا وشبعوا من أرغفة الخبز الخمسة والسمكتين التي اكثرها الرب؟

ـ كم قفة فضلت من كسر الخبز؟

ـ هل يجوع من يعتمد على الرب؟

الفصل الرابع عشر

يسوع مخلصنا

بعدما سقط آدم وحواء بالخطيئة وطردهما اللّه تعالى إلى الأرض، وعدهما بأن يرسل ابنه ليخلصهما ويخلص العالم كله من الشيطان والموت والخطية، لأن اللّه يحبنا كثيراً، ولذلك نزل ربنا يسوع المسيح من السماء، ولبس جسدنا، وولد من مريم العذراء وعلمنا طريق الحياة الأبدية، فبغضه اليهود وصلبوه على خشبة، ومات في جمعة الآلام ولكنه قام في اليوم الثالث من القبر، وظهر لتلاميذه ففرحوا به وآمنوا بأنه ابن اللّه خالق العالم.

مرة كانوا مجتمعين في العلية وكانت الأبواب والشبابيك مغلقة، وفجأة رأوا ربنا يسوع أمامهم يكلمهم، وبعد أن تردد إليهم أربعين يوماً بعد قيامته أخذهم إلى جبل الزيتون وصعد إلى السماء، ولكنه هو في السماء والأرض وفي كل مكان، وكلما ندعوه يحضر، وهو يرانا ويسمعنا، وإن نحن لا نستطيع أن نراه، لأنه إلهنا.

أسئلة:

ـ بماذا وعد اللّه تعالى آدم وحواء؟

ـ لماذا نزل ربنا يسوع المسيح من السماء؟

ـ من صلب ربنا يسوع المسيح؟

ـ في أي يوم صلب ربنا ومات؟

ـ متى قام من القبر؟

ـ كم يوماً تردد فيها إلى تلاميذه بعد قيامته؟

ـ أين ذهب ربنا بعد الأربعين يوماً؟

ـ هل ربنا يسوع المسيح يرانا ويسمع كلامنا؟

الفصل الخامس عشر

كنيستنا المقدسة

كنيستنا المقدسة تسمى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وقد أسسها ربنا يسوع المسيح وهو دائماً معها.

ونحن نصلي في كنيستنا باللغة السريانية الحبيبة التي هي لغة سيدنا يسوع الميسح وأمه سيدتنا العذراء مريم ولغة الرسل الأطهار، وكذلك نصلي بلغتنا العربية العزيزة.

واسم الرئيس الأعلى الحالي لكنيستنا في جميع بلاد العالم هو قداسة الحبر الأعظم مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.

واسم مطراننا هو نيافة الحبر الجليل مار………………… مطران………

ونحن الصغار نحب كنيستنا المقدسة واللغة السريانية، ونحب قداسة سيدنا البطريرك ونيافة سيدنا المطران وآباءنا الكهنة ونطيعهم جميعاً لأن ربنا يسوع المسيح قد أقامهم رعاة علينا فيجب أن نسمع إرشاداتهم، وهم يحبوننا ويصلون لأجلنا ويهتمون بأمورنا الروحية.

أسئلة:

ـ ما اسم كنيستنا المقدسة؟

ـ من أسس الكنيسة؟

ـ بأية لغة نصلي في الكنيسة؟

ـ ما اسم قداسة سيدنا البطريرك الحالي؟

ـ ما اسم نيافة سيدنا المطران؟

ـ ما اسم أبينا الكاهن؟

ـ لماذا يجب أن نحبهم؟

الفصل السادس عشر

الصلاة

الصلاة هي التكلم مع اللّه، ونحن الصغار عندما نصلي نشكر ربنا يسوع المسيح لأنه خلقنا وهو يعتني بنا ويرسل ملاكه الحارس ليحفظنا، ونحن نصلي في البيت قبل النوم في المساء، وعند الاستيقاظ من النوم في الصباح، وقبل أن نأكل وبعد أن ننتهي من تناول الطعام.

كما إننا نذهب إلى الكنيسة لنصلي هناك ونسمع القداس الإلهي، وفي الكنيسة نقف بخشوع واحترام.

وعندما نبدأ بالصلاة نرسم علامة الصليب على جباهنا ونقول: «باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين».

وكذلك نرسم إشارة الصليب عندما ننتهي من الصلاة وعندما نبدأ بأي عمل وننتهي منه لأن إشارة الصليب هي العلامة التي تميز المسيحي عن غيره، وتصونه وتحفظه من الشرير.

ونحن الصغار عندما نصلي نسأل ربنا يسوع المسيح أن يحفظ آباءنا وأمهاتنا ومعلمينا ونطلب منه أيضاً أن يرسل ملاكه الحارس ليكون معنا دائماً، ولا ننسى أبداً أن نطلب الشفاء للمرضى، والطعام واللباس للجياع والفقراء والمساكين، ونصلي أيضاً من أجل الأموات المؤمنين ليرحمهم اللّه تعالى.

أسئلة:

ـ ما هي الصلاة؟

ـ متى نصلي في البيت؟

ـ ارسم علامة الصليب على جبهتك؟

ـ من أجل من يجب أن نصلي؟

صلوات مختارة

(للحفظ غيباً)

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين

الصلاة الربية

أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، أعطنا خبزنا كفافنا اليوم واغفر لنا ذنوبنا كما نحن أيضاً نغفر لمن أخطأ إلينا، ولا تدخلنا في التجربة، لكن نجنا من الشرير، لأن لك الملك والقوة والتسبحة إلى أبد الآبدين آمين.

قدوس

قدوس قدوس قدوس الرب القوي، السماء والأرض ممتلئتان من مجدك، المجد في العلى مبارك الذي أتى والآتي باسم الرب، المجد في الأعالي.

قدوس أنت أيها الإله

قدوس أنت أيها الإله، قدوس أنت أيها القوي، قدوس أنت غير المائت، يا من صلبت عوضاً عنا ارحمنا (ثلاث مرات).

يا ربنا ارحمنا، يا ربنا اشفق علينا وارحمنا، يا ربنا اقبل عبادتنا وصلواتنا وارحمنا، سبحانك اللهم، سبحانك أيها الخالق، سبحانك أيها الملك المسيح الرؤوف بالخطاة بارك يا رب عبيدك.

صلاة عند الاستيقاظ من النوم

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

أيها الرب الذي لا ينام، أيقظني من نوم الخطيئة لأسبحك، أيها الحي الذي لا يموت، أقمني من سنة الموت لأشكر رأفتك، وأهلني لأسبحك وأباركك مع مسبحيك الأبرار أيها الآب والابن والروح القدس تعظمت إلى الأبد آمين.

صلاة الصبح

امنحنا ربنا في هذا النهار رفاقاً صالحين وأخبار السلام، وأفكاراً نقية وأعمالاً مرضية، خالية من الأمور العالمية، واعطنا عفة في أفكارنا، وقداسة في شفاهنا، وعدلاً في أحكامنا، وهب لنا ربنا جسماً صحيحاً، وخبزاً كافياً وعقلاً نيراً وفهماً ثاقباً، ونجّنا من الأهواء الردية ومن الشرير وكل ظالم ومارد، وقدّسنا بحبك وخشيتك قولاً وفعلاً لكي نصير بني النور آمين.

صلاة النوم

أيها الرب الذي لا ينام، في يديك استودع روحي، في هذه الليلة، فاحفظني من آفات الأعداء المنظورة وغير المنظورة، وارسل ملاك الأمن والسلام ليحرسين من أهوال الليل ومخاوفه، وابعد عني الأحلام الباطلة، والتخيلات الردية، والأشباح المخيفة، وليشرق في ذهني نورك البهي، بينما قد أدركتني الظلمات الطبيعية، وأهلني لأسبحك في جنح الليل مع زمرة ملائكتك الذين لا يفترون عن تسبيحك إلى أبد الآبدين. أمين.

دستور الإيمان

يتلى دستور الإيمان عند ختام الصلوات صباحاً ومساء وقبل النوم وفي القداس.

نؤمن بإله واحد الآب الضابط الكل خالق السماء والأرض وكل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع المسيح ابن اللّه الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به صار كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء والدة الإله، وصار إنساناً وصلب عوضاً عنا في عهد بيلاطس البنطي، تألم ومات ودفن وقام في اليوم الثالث كماء شاء، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب، وأيضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات، ذلك الذي ليس لملكه انقضاء، ونؤمن بالروح القدس الرب المحيي الكل المنبثق من الآب  ومع الآب والابن يسجد له ويمجد، الذي نطق بالأنبياء والرسل، وبكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ونترجى قيامة الموتى والحياة الجديدة في العالم الآتي آمين.

السلام الملائكي

عند ختام الصلوات أتل السلام الملائكي إكراماً لسيدتنا مريم العذراء

السلام لك يا مريم العذراء الممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء ومبارك ثمرة بطنك يسوع، يا مريم القديسة يا والدة الإله صلي من أجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا آمين.

صلاة قبل الأكل

ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب

بارك يا رب بنعمتك، على هذه المائدة التي أعددتها لعبيدك من فضل جودك، أفض عليها بركاتك وخيراتك التي لا تزول ولا تحول، وأهلني لتلك المائدة السموية في المجد الأبدي آمين.

صلاة بعد الأكل

الحمد للّه على خيراته، الحمد للّه على بركاته، الحمد للّه على أفضاله، الحمد للّه الذي نحيا من فضله، سبحانه إلى الأبد آمين.

أناشيد عيد السعانين

الخاصة بالأطفال الصغار في أبرشية الموصل 

«من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحاً»

(المسيح يحب أصوات الصبيان)

المسيح يحب

أصوات الصبيان

الحاملين

أوراق الأغصان

المسبحين

بحلو اللسان

لاسم الراكب

على ابن الأتان

من يعطيهم

فهم الودعان

يقرأون التسبيح

في كل البلدان


نهلل كل حين

مع الشعب الحاضرين

في هذا عيد السعانين

أوشعنا….

في فجر الأحد

في فجر الأحد

أيا مؤمنين

راحت مريم

إلى البساتين

تبكي وتنوح

عند قبر المعين

معها البخور

والطيب الثمين

لتبخر القبر

قلبها حزين

على مخلصنا

محي المائتين

أبصرها يسوع

قال أتحزنين

امضي بشري

الحواريين

قولي قام الرب

وأخزي الصالبين

جميع الرسل

صاروا فارحين

أسألك يا رب

فهم الصغار

حتى يرتلوا

في بعية الأبكار

في وسط البيعة

قدام الأنام

نصرخ كلنا

بأعلى الأنغام

بالعود والكافور، دهن النادرين والبخور،

طيبوا قبر الحنان

رأوا بالسرور، قائماً من القبور

يسوع سيدنا الرحمن

فرح العالم، كسر أبواب جهنم

وأخزى الموت والشيطان

المجد لك يا رب المجد لك يا ابن اللّه

فرح شعبك المصون

أوشعنا…..

من يعطيني جناح الحمام

من يعطيني جناح الحمام

حتى أطير بالاهتمام

وأصل بالعز والاحتشام

إلى أورشليم قرية السلام

وانظر يسوع رب الأنام

محتجين عليه الحكام

قد أحضره الخدام

في محفل أولاد الظلام

ألبسوه ثوب الأرجوان

وقالوا له شتماً وهوان

ملك جديد ظهر في العبيد

وهو يدعى يسوع الحنان

في القدس الشريف

في القدس الشريف، ليتني كنت أطوف

كي أحضى بكل تشريف،

إلى طور الزيتون، أصعد مع الزائرين

وقت نجمة الصبح،

نسبح في الأردن،

نتردد في الأماكن، حيث ولد المسيح

شكراً لك يا رب، شكراً لك يا ابن اللّه

فرح شعبك المصون

أوشعنا….

ربي يا حنون

ربي يا حنون

أنت يا غفار

يطلب منك

الأولاد الصغار

أن تفهمهم

غامض الأسرار

كي يسبحوا

في بيعة الأبكار

يوم السعانين

قدام الحضار

أغصان الزيتون

بأيديهم أسرار

فرشوا القلوب

قدام المختار

يسوع الحنان

غفار الأوزار

معه يدخلون

مكان الأنوار

حيث القديسون

والرسل الأطهار

يسوع الحنان

الرب العظيم الشأن

اليوم ركب الأتان

بأفصح لسان، مجدت لو الرضعان

مبارك هذا السلطان

ونحن في كل آن،

نطلب من ذي الإحسان

أن يحفظنا من الشيطان

بصلاة مار يوحنا المعمدان

أوشعنا……

 

 

في بستان الجوز

في بستان الجوز دخلت في الحين

نظرت ورداً، ورياحين

زهر الجلنار مع الياسمين

والعطر قد فاح للزائرين

نظرت بكراً قلبها حزين

تبكي وتنوح ما لها معين

بوجه أنار أبهر الحضار

حسنها كالشمس حين الحضار

خداها كرمان شاف

عيناها كلون الماء الصافي

يداها كالجوهر اللامع

عنقها كبرج عاج ثمين

رأسها جبل عال عظيم

شعرها أوفير لبس السلاطين

تسأل من حبيبها المعين

كي ينقذها من الظالمين

ويسقيها مياهاً عذبة

ويحفظها من الخاطفين

هذه هي بيعة القديسين

تتوسل إلى يسوع المعين

أن يجعل الرعاة عاملين

بالشرائع مع القوانين

ويجعل الكهنة صالحين

والشمامسة مع المؤمنين

فخصهم يا ربنا الحنان

واقبل التسبيح من فم الرضعان

نصرخ كلنا بالألحان

يا عروس المسيح، قومي اخرجي بالتسبيح

إلى ختنك المسيح، وهاتي المديح للمخلص الصحيح

الفاديك من القبيح

قال الرسول المتوج بالمفاخر والمناقب والمخصوص من الزمرة السبعينية، بالآراء الثواقب.

المشرف بالنفس الفاضلة النطقية، والمبرز على أقرانه، في ميدان البراعة والعلوم المنطقية.

الغصن الفارع من الدوحة الجالينوسية والمزين عقله بالعلوم السلوغمسية.

العارف عن طب الأبدان بالقلب المهتدي والنفس الأبية والمستأثر بشفاء القلوب بشرع المسيح عن الصناعة الطبية.

زارع بذور الحياة، بالكلمات البشارية والداعي إلى علوم النجاة، في السواحل البحرية.

لوقا البشير المتكلم باللسان اليوناني، في مدينة الإسكندرية يبشر ويقول:

وأنتم أيها الحاضرون المباركون نظمكم اللّه في سلك المتقين، ونور نفوسكم بشعاع شمس اليقين، وأجلسكم في العالم العتيد عن جهة اليمين وسنمكم سدد العز والراحات، مع الأطهار والقديسين، برحمتك يا رحمان، وارحم الراحمين آمين.

آوشعنا…..