الميمر 93 على لعازر القائم من بين الموتى

الميمر 93

 

        افتح لي شفتيّ للكلام عنك يا ابن الله لانه بك يتكلم جميع الناطقين، الاثم يغلق فمَ الانسان من تسبيحك ولما يخطيء احد يخجل من التسبيح، لا تكن خطاياي علة تحجب عنك اصوات التسبيح الواجبة لك من براياك.

        مريم هي المشرق وقد ولدت شمس البرارة: البتول صارت لنا مشرقا وولدت الشمس الجديد، وهوذا البرية كلها مستنيرة باشعته، الصباح البهيج والمليء جمالا اشرق من مريم، والليل الاسود هرب عن الانسانية واختبأ، قام نهار النور العظيم وابان نفسه وهزّم كل الظلال من الجهات.

        البيعة تُغرم بالمسيح: التوراة غطت سرك بين صفحات النبؤة مثل يوكابر امّ موسى، بنت الآراميين رات جمالك معلقا على الخشب، وانغرمت بك ايها الجميل مثلما (انغرمت) المصرية بموسى.

        مريم ومرتا ارسلتا الى المسيح تخبرانه بالمرض، فاطال اناته ليبين قوته باعجوبة، لم يشأ ان يذهب مثل الطبيب على المرض لياتي في النهاية ويحيي الميت مثل الله. كشف لرسله بانه قد رقد، ليبرهن بان السبات هو موت لمن يفكر بتمييز.

        المحبة لا تخاف من الموت: توما الرسول المختار جمال اخوته الشجاع الذي سخر من كل الميتات لاجل يسوع، اعطى مشورة تستحق مدحا واسما صالحا: هلموا نذهب ونموت معه بدون رعب، المحبة معتادة ان تتجاسر ولا تعرف ان تخاف او ان ترتعب، الموت معه هو حياة لمن يستحقه، وان يحيا الانسان بدونه فهذا موت شرير.

        ادمع يسوع من الحزن بالم عظيم على الانسانية التي خربها الموت واسقطها في الشيول، بكى على الجنس البشري الذي فسد، ونزل وصار خبزا للثعبان وها انه ياكله، كل من ياتي يدخل دخولا الى الشيول ليمكث في موضعها، ولا يخرج احد من سلطة عزتها.

        يسوع يسأل عن المتوفى اين وضعوه،؟ ومن يصدق بانه لا يعرف اين هو قبره،؟ يعرف اين هي النفس الخفية عن المشاهدين، ومن يقول ان الجسد الظاهر يخفى عنه،؟ يشبه اباه الذي كان يسأل: آدم اين انت،؟ وهو يرى انه مختبيء بين الاشجار.

        استهزاء بالموت: قال الموت: هل اوقف الميت حتى يمكث، هذا قنوط عظيم لعل من دعاه يدخل ويخرب كنوز الشيول،؟ ليذهب الميت، انا لن اخسر لو عاش واحد، فلياخذ شبل الاسد فريسته ولينتقل، لو يكرر صوته سيصنع مآس في الشيول، ويُخرج منها جميع الموتى ويُفرغها.

        المسيح اخذ النفس وجلب النفس من منزلها ووضعها في الجسد الذي خرجت منه وعاش الميت، وهولاء الذين عقدوا واوثقوا وغطوا وخاطوا وربطوا كانوا يُطالبون بحل ما ربطوه، هو عقد عقدة الحياة التي كان قد حلها، وهم حلّوا وارخوا العقد التي عقدوها. وصارت اعجوبتان: قيامة لعازر ومشيه وهو مربوط بالاكفان.

– المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 166، لندن 12165 ورقة 173

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب ويرد في النهاية اسم مار يعقوب. في هذا الميمر يذكر ملفاننا بان من يخطيء يخجل من التسبيح ولهذا يطلب ان يسبّح الرب باسفرار الوجه. يذكر السروجي ان الابن يشبهنا بدموعه على لعازر ويشبه اباه ببعثه للعازر. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة شباب يعقوب اي الى حوالي سنة 480-485م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 93

على لعازر (القائم) من بين الموتى[1]

(يوحنا 11)

 

المقدمة

 

1 افتح لي شفتيّ للكلام عنك يا ابن الله لانه بك يتكلم جميع الناطقين،

2 الاثم [ يغلق] فمَ الانسان من تسبيحك [ ولما[2] يخطيء احد يخجل من التسبيح،

3 لا تكن خطاياي علة تحجب عنك اصوات التسبيح [ الواجبة[3] لك من براياك،

4 صلبك [ فتح] الابواب المغلقة منذ الازل، به اتشجع [ وارتل[4] تسبيحك وانا مندهش،

5 واعترف بانني لا اقدر ولا استحق، ولو شاء حنانك العظيم فهانذا اسبّح.

 

سر الرب يطالب البرايا بالتسبيح

6 ربنا، سرّك فتح حتى الطبائع الصماء، وطالب بالتسبيح من البرايا الصامتة،

7 هو مفتاح [ فتح] دربا في البحر للعساكر، وصنع [ دربا بين الامواج[5] للشعب العظيم،

8 /565/ هو فتح الحجر وولد سيول الانهار، وانزل الخبز من الضباب للجماعات،[6]

9 قضيب هارون كان يراك في تابوت العهد فغلي واورق ليصور صورة لولادتك،[7]

10 نهر الاردن رآك آتيا مع المعسكر، ووقف بلا حركة ليسمح لك بالعبور،[8]

11 اسمك الجميل امر الشمسَ واوقف مسيرتها، وبرهن للعالم بان القوات تسير بك،[9]

12 وبك تدور، وبك تتحرك للسير، ولو امرتَ فانها تندهش وتتوقف عن المسيرة،

13 اللاشاعرون بك صاروا يشعرون وهم خائفون ويؤمرون من قبل ارادتك،

 

14 كيف تستطيع الشمس ان تخرج الى الارض، ولا تشعر بها كل المسكونة لما تسير،؟

15 او كيف يستطيع النهار ان يختفي وياتي ويذهب ولا يشعر العالم بانه قد اتى.؟

 

المسيح كالشمس في ايحاءات النبؤة

16 مشيتَ كالشمس بين ايحاءات النبؤة، واتيت الى الارض وابنتَ نفسك كالنهار،

17 واستنارت المسكونة وتكلمت عنك كثيرا ولم يستطع العالم ان يخفيك في الطريق التي سلكتها،

18 قبل مجيئك اخفتك الكتب كما لو كان بالليل، واشراقك العظيم لا يختفي لانك النهار.

 

موسى صورة للمسيح

19 /566/ ربي، ان التوراة غطت سرّك بين صفحات النبؤة مثل يوكابر امّ موسى،[10]

20 بنت الآراميين رات جمالك معلقا على الخشب، وانغرمت بك ايها الجميل مثل المصرية بموسى،[11]

21 كنتَ محفوظا [ ومغطى[12] في صندوق الاسرار، وخبرك كان خفيا في ايحاءات النبؤة،

22 المصرية اخذت من [ الصندوق[13] موسى: الجمال الحلو المخفى كما لو كان بالسرّ،

23 عبدك موسى غطاك في تابوت الآب كما أُخفي هو ايضا في الصندوق،[14]

24 [ تربى] موسى، وفي ايحاءات [ النبؤة[15] راته الارض بالقوات التي صنعها الهيا،

25 [ خرج] سرّك من التابوت واظهر نفسه [ وارتجت] الارض [ بتجلي[16] تجسدك،

26 سرك [ العظيم[17] الخفي في التابوت خرج ليظهر فرآه العالم بدون حجاب.

 

مريم-المشرق منها اشرق المسيح-الصباح والنهار

27 البتول صارت لنا مشرقا وولدت الشمس الجديد، وهوذا البرية كلها مستنيرة باشعته،[18]

28 الصباح البهيج والمليء جمالا اشرق من مريم، والليل الاسود هرب عن الانسانية واختبأ،

29 /567/ قام نهار النور العظيم وابان نفسه وهزّم كل الظلال من الجهات.

 

التدبير الالهي

30 ابن العلي كان قد خلط نفسه مع السفليين ليخلطهم معه في المجد في موضع ابيه،

31 مشى معهم بين اسواقهم وتفقدهم مثل القريب ومثل ابن الجنس ومثل المتواضع،

32 [ دخل وهو يعلم الجماعات لكي يرشدها وبتعليمه يعيدها[19] الى والده،

33 لما كان يمشي في درب كله تواضع، القوات التي صنعها اقلقت الارض وعرفت من هو،

34 العميان الذين ابصروا، والصم الذين سمعوا، [والجياع الذين شبعوا، والموتى الذين عاشوا[20] عرفوا من هو وبانه سماوي،

35 البرص الذين طهرهم، والمرضى الذين شفاهم، والابالسة الذين طردهم هتفوا وهم يشهدون له بانه ابن الله،

36 تواضع لانه كان يستعد ليصير ذبيحة، [ واخباره الحسنة ملأت[21] الارض فخرجت وراءه،

37 (سُمعت) اصوات تسبيح المرضى وهم يُشفون، وصوت شكر الجياع الذين يشبعون من موهبته،

38 وصوت طيماي الذي اقلق كل الطريق، وهو يسأل ويطلب النور من الواهب،[22]

39 وصوت الارملة التي تزمر التسبيح على درب القبر والتي خرجت لتدفن وابتهجت بببعث الابن،[23]

40 الاطرش الذي ينصت [ ليسمع الاصوات] التي لم يسمعها، والاعمى الذي يرى الجمال [ الشهي[24] الذي لم يكن يراه،

41 ركضُ المشلولين السريع وهم يدورون  بين الجموع ليرى [ العالم[25] كم انهم مسرعون،

42 تلك المنحنية التي استقامت من مرضها امتدت ووقفت ليراها [ العالم[26] متعافية،

43 زكى العشار الذي يوزع غناه على الفقراء بدل [ صكه] العظيم الذي مزقه صاحب [الديون،[27]

44 يخطو الميت النتن وكانت يداه ورجلاه مربوطة ويخرج الى موعد صوت ابن الله.[28]

 

 

المسيح يعطي مجانا لجميع السائلين

45 [ الملك] يقف في [ الاسواق[29] ويبذر ثرواته وقد فتح الابواب من كل الجهات،

46 يحيط به جميع السائلين وجميع الآخذين وجميع المعوزين يطلبون منه احتياجاتهم،

47 دخل كل من طلب واخذ وغرف كما شاء: لا يوجد قوامون ولا حراس على الغنى الطليق،

48 يعطي مجانا وبفرح كل الاحتياجات وكل الشفاءات وكل المساعدات لمن يطلبونها منه:

49 /569/ لهذا النور، ولهذا التطهير، ولذلك السمع، ولذلك العافية، وللآخر غفران الذنوب،

50 كان يضمد امراض الجسد وقروح النفس لياخذ منه كل واحد الحنان حسب طلبه،

51 ثلم ينبوعه على الارض العطشانة الخربة وشبعت والتذت وحملت اثمار التسبيح الجديد،

52 كان تعليمه يُسمع في الجماعات وفي الاعياد كانت تظهر القوات التي صنعها،

53 خبره كان يوصف في السبوت بين الجموع، وكان يُزمر جبروته في كل الايام،

54 في القفر صفوف متكئة لتشبع من موهبته، وفي الامان يحمل المرضى الغنى من شفاءاته،

55 لو تذهب الى البحر فان دربه يسير فوق الامواج، ولو تنظر الى الارض ها انه يصفّ الموائد للجياع،

56 راته المياه وصارت خمرا في الوليمة، والمرأة النازفة التي مسكت ثوبه يبس نزيفها،[30]

57 طرد ابليس الكنعانية الذي كان يعذبها، ومزق صك الخاطئة التي اعطت الدموع،[31]

58 عجائب جبروته في مدن اليهودية، وفي الجليل قوات تواضعه العجيبة،

59 خمره في قانا، وشفاءاته في كفرناحوم، ويوبخ كورازين ويعطي الويل لبيت صيدا.[32]

 

لعازر واختاه والمسيح

60 في [ بيت] عنيا دعا الميت من القبر [ واستجابه،[33] وعنه تحركتُ الآن لاتكلم بعجب،

61 مريم ومرتا حكيمتان ووديعتان احبتا النور وتاقتا الى صحبته،

62 لعازر ايضا صديق شمس البرارة واحب هو واختاه الابن بقلب صالح،[34]

63 ثلاثة اخوة راوا المسيح وعرفوا بانه النور وكانوا يريدون ان ينيرهم،[35]

64 اشرق النهار على نفوسهم الجميلة، وخلطهم معه بمحبة ليستمعوا اليه،

65 اخوة بديعون كان ربنا يحبهم، لانهم كانوا انقياء وبسطاء واذكياء،

 

66 [ بذكائهم كانوا يعرفون بانه ابن الله،[36] وببساطتهم كانوا يحبونه بدون ارتياب،

67 ولاجل نقائهم كان قد خلطهم معه بمحبة لان المحبة تقدر ان تخلط الناس مع الله،

68 كانوا يحبون النور العظيم الذي افتقدهم وكان هو يحبهم لانه راى تمييزاتهم.

 

مرض لعازر

69 لما كان الابن النيّر يتردد في الجليل، اصاب المرض لعازرَ صديقه في اليهودية،

70 /571/ كان المرض علة مليئة مجدا لابن الله الذي يحب ان يُفيد البشر،

71 مريم ومرتا حكيمتان ووديعتان ارسلتا الى المسيح تخبرانه بالمرض،

72 ارسلتا الى الآسي الصالح: هوذا حبيبك مريض، فاطال اناته ليبين قوته باعجوبة،[37]

73 لم يشأ ان يذهب مثل الطبيب على المرض لكي ياتي في النهاية ويحيي الميت مثل الله،

74 أُخبر بمرض صديقه العادل، واذ يحبه فانه لم يتفقده لاجل هدف،

75 [ اطال اناته[38] ولم يتفقده في مرضه ليصير صديقه آية جلية مليئة عجبا،

76 تركه يموت حتى يتمجد لما ينبعث ليصير صديقه سببا لمجده بعجب عظيم،

77 ولما اوصله المرض وادناه من الموت، كشف لتلاميذه بان لعازر قد مات،[39]

78 كان يقول لبني سرّه: نام لعازر، ولم يعرفوا ماذا كان يقول لانهم كانوا ودعاء،[40]

79 احتقر الموت وحسبه سباتا امام تلاميذه، ليحتقروه بجبروت بفضل رجائه،

80 كان ينظر الى الامور البعيدة كانما عن قُرب، /572/ ولا يوجد شيء [ يخفى[41] عنه في المواضع،

81 راى الموتَ الذي اخذ صديقه وادخله ووضعه داخل بابه واغلق في وجهه كما هو معتاد،

82 كشف لرسله بانه قد رقد، ليبرهن بان السبات هو موت لمن يفكر بتمييز،[42]

83 لم يدركوا كلامه العظيم والروحي، فبسّط كلمته ليتكلم معهم بوضوح،

84 صديقنا مات، ثم سلك دربه بسرعة لياتي الى اليهودية ويتفقد الميت في بيت الهلاك،

85 خاف التلاميذ الحملان الودعاء من الذئاب ولم يريدوا ان ياتوا الى اليهودية عند القتلة.

 

 

العبرانية لم تحب الابن ولا اباه

86 ربي، لا تذهب عند العبرانية المتعطشة الى دمك، لقد اختبرتَ وقاحة الهائجة السمجة،

87 انها تحب العجل ولا تحبك لانك غيور، ولم تحب قط صديقة الاصنام اباك،[43]

88 هوذا اليهود يحددون السيف لاماتتك، اجّل (السَفر) الى هناك لئلا يؤذيك [الشعب[44] المكلوب.

 

ربنا يذهب الى بيت عنيا

89 قال ربنا: انا النهار ولا اخاف من الظلال رفيقات الليل التي تحيط بي،

90 من يمشي في النهار لا يجد عثرات، /573/ ويعثر في الليل لانه محروم من النيّر،[45]

91 كان النهار وهم كانوا ساعاته النيرة وبه كانوا يمشون دون ان يخافوا من العثرات.

 

توما ينصح رفاقه بان يموتوا مع لعازر

92 حينئذ توما الرسول المختار جمال اخوته الشجاع الذي سخر من كل الميتات لاجل يسوع،

93 اعطى مشورة تستحق مدحا واسما صالحا: هلموا نذهب ونموت معه بدون رعب،[46]

94 المحبة معتادة ان تتجاسر وتتخطى كل الميتات، فالمحبة لا تعرف ان تخاف او ان ترتعب،[47]

95 محبة توما كانت تجعله يركض الى القتل مثل من يذهب ليتكيء على وليمة الملك،

96 لو دعوه الى مائدة مليئة لذّات لما كان يركض كما ركض ليموت مع مخلصنا،

97 نصح اخوته قائلا: هلموا نذهب ونموت معه، فهرب جميعهم الى الموت بقلب صالح،[48]

98 الموت معه هو حياة لمن يستحقه: لو يحيا الانسان بدونه فهذا موت شرير،

99 الموت معه، ولا الحياة مع العالم ابدا، لان الموت معه هو حياة صالحة للبشر،

100 هلموا نذهب، وركض جميعهم الى السيف بارادة واحدة ليموتوا معه وهم مسرورون.

 

ربنا يدمع على لعازر

101 جاء ربنا الشمس العظيم مع اشعته، /574/ ووجّه مسيرته الى بيت عنيا قرية الميت،

102 اشرق تجليه وخاف الهلاك حيثما وُجد، وبدأت الحياة ترش السيول في جواره،

 

103 انتشر الخبر وبشّر اختي الميت: ها قد وصل الانبعاث ويدعوكن فقمن واخرجن اليه،

104 خرجت العفيفتان واستقبلتا النور الذي تفقدهما، وثار بكاء الكثيرين ازاء ربنا،

105 كان يُذكر الميت بقطع الرجاء: لو كنتَ ها هنا لما كان يموت اخي لعازر،[49]

106 لو لم ينتقل الشمس من اراضينا، لما كان الليل يدركنا ويقلقنا،

107 لو لم يبتعد النور عن مناطقنا، لما كان يسهل على الظلمة ان تدخل الى جوارنا،

108 ابتعدت الحياة، واتى الموت ودخل وارهبنا وفصل العضو المحبوب من اختيه،

109 ربنا شاهد حزن الوحيد العظيم، وسمع صوت بكاء اليهود المؤذي،

110 راى الضيقات التي صنعها الموت بالبشر، فاشفق على جنسنا الخرب والملقى في حفرة الارض،

111 وادمع من الحزن بالم عظيم على الانسانية التي خربها الموت واسقطها في الشيول،[50]

112 بكى على الجنس البشري الذي [ فسد، /575/ ونزل[51] وصار خبزا للثعبان وها انه ياكله،

113 بكى المسيح بسبب الخراب الذي صنعه الموت في البشر، وليس على الميت الذي سيُبعث،

114 قصد ان يبعث لعازر، ولم يكن يبكي على الانبعاث الذي شاء ان يصنعه،

115 بكى على الخراب العظيم الذي حدث للبشر، وعلى سقوط الجنس المحبوب العظيم،

116 هطلت دموعه لانه وجدهم يبكون بقطع الرجاء، ولا يوجد ذِكر لحياة الموتى في افكارهم.

 

المسيح يشبهنا ببكائه ويشبه اباه ببعث لعازر

117 بكى مثلنا ليتشبه بنا في كل شيء، [ وتحركت قوته[52] ليصنع عجبا كان يليق به،

118 بالدموع التي سكبها كان ابن الله يشبهنا، وبالانبعاث الذي اظهره يشبه اباه.[53]

 

عبارة: اين وضعتم لعازر،؟ تشبه عبارة: آدم اين انت؟

119 شرع يسأل عن [ المتوفى[54] اين وضعوه، ومن يصدّق بانه لا يعرف اين هو قبره،؟

120 يعرف اين هي النفس الخفية عن المشاهدين، ومن يقول ان الجسد الظاهر يخفى عنه،؟

121 يشبه اباه الذي كان يسأل: آدم اين انت،؟ وهو يرى بانه مختبيء [ بين الاشجار،[55]

 

122 انه لعجب ان يسأل باعث الموتى /576/ ليعرف اين هو قبر الميت الذي [يبعثه،[56]

123 اي هو الاعظم: ان يعرف قبره دون سؤال،؟ او ان يدعو الميت ليخرج من الظلمة،؟

124 بمحبته [ تنازل[57] الى الامور الصغيرة، والامور العظمى كان يليق به ان يفعلها،

125 كان قد سأل عن لعازر اين وضعوه، وابان له اليهود قبر الميت.[58]

 

المسيح يصلي الى ابيه ليبرهن بانه متفق معه

126 ولكي يعطي كل الامور لابيه نظر الى السماء، وشرع يصلي صلاة تشهد على عظمته،[59]

127 شكر اباه، الشكر ليس طلبة لانه لم يكن محتاجا ليطلب وينال مثل الناقص،[60]

128 اظهر الصلاة التي كان يصليها بصوت عال لاجل الشعب ولم يصلّ هناك لانه محتاج،[61]

129 لكن حتى يعرف ناكرو الحقيقة بانه يتفق مع ابيه، وبان اباه يتفق معه في كل افعاله،

130 لما صلى ابان قدام اليهود بان له ولابيه قوة واحدة، وارادة واحدة.

 

المسيح يقيم لعازر

131 قادوه ليبينوا له اين هو قبره، وكان هذا الامر [ ضدهم[62] بالنسبة لمن يتامل فيه،

132 هم وضعوه، وهم ابانوا له اين هو قبره لئلا يصير مجال للنكور لما يحيا،

133 /577/ وامر ايضا بان يدحرجوا الحجر عن فم القبر، وهذا يشبه قوله اين وضعوه،؟[63]

134 لما كان يريد ان يبعث الميت قدام [ اليهود،[64] جلبهم ليختلطوا ايضا في فعله،

135 ابانوا القبر، ودحرجوا الحجر، واشتركوا في حياة الموتى التي صنعها ابن الله هناك،

136 كانوا قريبين من الامور الصغيرة التي حدثت هناك، ولان حياة الموتى خاصة بالمسيح فقد حُفظت له،

137 الانبعاث وقف خارج ابواب الشيول العالية، فخافت منه ابواب واقفال بيت الظلمة،

138 الموت راى بابه مفتوحا ولم يحزن لانه كان يعرف بان مقصورته مفتوحة للداخلين،

139 كل من ياتي يدخل دخولا ليمكث في موضعه، ولا يخرج احد من سلطة عزته،

 

140 كان عقب الاجيال يتوجه [ ليُنقل الى الداخل ولم يكن يخرج[65] احد من عتبته،

141 فتح اليهود باب القبر ونظر الموت ليرى من اضيف الى الاموات،؟

142 واذ كان ثابتا ومتكلا على تعسفه، لم يكن يظن بان ميتا يخرج من عتبته،

143 وتألّب جميع الموتى في [ منازله[66] /578/ وقد صفّ اجيالا اجيالا وشعوبا شعوبا،

144 وعشائر عشائر واجناسا اجناسا [ جميع الاقوياء وجميع الجبابرة وجميع النشيطين وجميع الاعزاء،[67]

145 وهو يدوس داخل بابه تراب العادلين: آدم وشيت وآنوش ونوح وابراهيم،

146 ويربط جميع الجبابرة المشهورين، ويحبس الممجدين والعظماء ويسخر منهم،

147 ويقف بثقة [ وكل من[68] ياتي يدخل دخولا، وبابه ليس مفتوحا للخارجين منذ الازل.

 

لعازر هلم الى الخارج

148 حينئذ دعا ربنا الميتَ بصوت عال: هلم يا لعازر، فتحرك الميت بصوته العالي،[69]

149 الصوت [ الحي] سند الميت وساعده وجعله يركض ليخرج [ ويرى[70] ابن الله،

150 الموت نظر اليه وقلق وبدأ يرتجف ويخاف ويترنح ويتحير بسبب العجب الذي شاهده.

 

الموت يستفسر: من هو هذا الميت المنبعث؟

151 قال الموت: من هو هذا الذي يعود الى الخارج: ها انه مربوط وموثق ومسرع ليخرج وينتقل،؟[71]

152 انه عمل جديد ان يخرج ميت من مقصوراتي، هل هو حي،؟ او هل دخل الآن ولم اشعر به،؟

153 ان منظره منظر الميت، ومشيه مشي الحي، وماذا اقول:؟ /579/ انه مغطى وموثق ويخطو مثل جبار ويخرج،

154 من يمسكه لانني لم ار احدا سواه،؟ ومن دعاه وداس سلطتي وها انه يسخر مني،؟

155 الرباطات والعُقَد والغطاء تعود الى لعازر، والمشي جديد ولا اعرف من يشبه،؟

156 [ بمن] اتعجب هل بميت يخرج من [ الظلمة[72] ام بمربوط وموثق ومقيد يتخطى وهو شجاع،؟

 

157 [ ركضه سريع، وتسير] رجلاه وهي غير محلولتين، انه لعجب مضاعف ولا اعرف [من[73] يشبه،؟

158 لم يُسمع بان ميتا عاش بعد ان انتن، ولم يُر احدا يمشي وهو مربوط ومقيد،

159 هل اوقفه حتى يمكث،؟ فهذا قنوط عظيم لعل من دعاه يدخل ويخرب كنوز الشيول،

160 ليذهب الميت، فانا لن اخسر لو عاش واحد، فلياخذ شبل الاسد فريسته ولينتقل،

161 لو يكرر صوته سيصنع مآس في الشيول، ويُخرج منها جميع الموتى ويُفرغها،

162 اخرجْ يا لعازر اخرج واذهب مع ذلك الذي دعاك لئلا يدخل ويسبي سلبي بسببك.

 

قام لعازر ومشى وهو مربوط اليدين والرجلين

163 حدث هناك عجب عظيم عند لعازر /580/ ليس [واحدا بل حدث[74] عجبان،

164 كان عجبا لما عاش الميت بعد ان انتن، وعجبا آخر لما مشى وهو مربوط،

165 وجهه مغطى ويتوجه باستقامة الى الباب، ورجلاه مربوطتان ويمشي دون ان يعثر.

 

بعث لعازر امر صغير بالنسبة لسلطة المسيح

166 هذا العمل الذي صار هناك عند لعازر لم يكن شيئا بالنسبة الى قوة ابن الله،

167 لو صنع تلك الاعجوبة انسان ما لكان عجبا عظيما وغير موصوف بسبب عظمته،

168 ولكن بما ان من دعاه كان الها، فالعمل صغير بالنسبة الى سلطة لاهوته.

 

ابن الله يقيم جميع الموتى في مجيئه الثاني

169 في مجيء ابن الله الثاني سيدعو ويقيم جميع الموتى بطرفة العين،[75]

170 اراد ان يبين كيف يدعو،؟ وكيف يُخرج موتى الشيول وهم غير فاسدين في الهلاك،؟

171 بالواحد الذي دعاه راى اليهود طعم قوته ليفهموا بالاعجوبة من هو،؟ وابن من هو،؟

172 خرج لعازر الميت النتن والحي والنقي [ والموثق الراكض[76] وسبب مجد الوحيد،

173 امر ابن الله ان يحله [ اولائك الذين ربطوه[77] /581/ هذا عمل فرضه عليهم ويعود اليهم،

 

174 هو اخذ النفس وجلب النفس من منزلها ووضعها في الجسد [ الذي خرجت منه[78] وعاش الميت،

175 وهولاء [ الذين عقدوا واوثقوا وغطوا وخاطوا وربطوا] كانوا يُطالبون بحل ما [ربطوه،[79]

176 اما هو فقد عقد عقدة الحياة التي حلها، وهم حلّوا وارخوا العقد التي عقدوها.

 

الخاتمة

177 كل واحد صنع عملا ما حسب قوته للميت الذي عاش كانما لمجد ابن الله، له التسبيح.

 

كمل (ميمر) مار يعقوب على لعازر[80]

 

 

 

 

[1] – للقديس مار يعقوب ميمر على لعازر بيت عنيا الذي اقامه الرب من القبر. يوحنا 11

[2] – و: غلق. و: مو، نص: دمو

[3] – و: دمتتحيبون، نص: دمتتحيبين

[4] – ل: كان فتح. نص: واقول

[5] – ل: دفاتاح، نص: دفثاح؟. نص: بابا بين الموج. خروج 14

[6] – خروج 17، 16

[7] – عدد 17/16-28

[8] – قضاة 3-4

[9] – يشوع 10، خاصة 10/12-15، يعقوب 2/7؟

[10] – خروج 2/1-10

[11] – خروج 2/6. المسيح جميل وهو الجمال

[12] – ل: ومحافاي، نص: ومطاشاي. خروج 2/3

[13] – ل: من الماء

[14] – عبرانيون 9/4

[15] – ل: كان تربى. نص: جبروته

[16] – ل: كان خرج. ل: خافت. ل: وبتجليات

[17] – ل: خفي

[18] – مريم هي المشرق وقد ولدت المسيح الشمس. في نصوص اخرى المسيح هو المشرق. هذا النص يبين اهمية المشرق ويشرح لنا لماذا تتجه كل كنائسنا القديمة نحو جهة الشرق. انظر، ميمره 71

[19] – و: يهمل صدر البيت. و: يعيدهم

[20] – و: الموتى الذين احتيوا والجياع الذين شبعوا

[21] – تلاعب على: طيباو طوبي اطبوه خبر اخبار وجيد او سعيد او حسن

[22] – مرقس 10/46-52

[23] – لوقا 7/11-17

[24] – و: يسمع صوت. و: جديدة

[25] – ل: الشعب

[26] – ل: الشعب. لوقا 13/10-17

[27] – ل: صك. ل: دَينه. لوقا 9/1-10

[28] – يوحنا 11

[29] – ل: الكنز. ل: الجموع

[30] – يوحنا 2/1-12، متى 9/20-22

[31] – متى 15/21-28، لوقا 7/36-50

[32] – يوحنا 2/1-12، متى 8/5-13، متى 11/21

[33] – و: بيث، نص: ببيث. و: وخرج. يوحنا 11

[34] – ملاخي 4/2

[35] – يوحنا 8/12

[36] – و: وبذكائهم كانوا يعرفونه ابن الله

[37] – يوحنا 11/3

[38] – ل: اطال

[39] – يوحنا 11/11، 14

[40] – يوحنا 11/11، 1قورنثية 15

[41] – ل: دخسي، نص: دغني

[42] – 1قورنثية 15

[43] – خروج 32

[44] – نص: الاثم

[45] – يوحنا 11/9-10

[46] – يوحنا 11/16

[47] – المحبة تُكسب الشجاعة ولا تخاف حتى من الموت !

[48] – يوحنا 11/16

[49] – يوحنا 11/21

[50] – يوحنا 11/35

[51] – ل: ضعف حتى ينزل

[52] – نص: وحرك قوته. عبرانيون 4/15

[53] – يوحنا 11/33، 35

[54] – و: موتى

[55] – نص: تحت الشجرة. تكوين 3/8-9، يوحنا 11/34

[56] – و: الذي يسال. يوحنا 11/34

[57] – ل: مثناحاث، نص: متتاحتي

[58] – يوحنا 11/34

[59] – يوحنا 11/41-42

[60] – يوحنا 11/41

[61] – يوحنا 11/42

[62] – و: لقوبلهون، نص: لوقبالهون

[63] – يوحنا 11/39، 34

[64] – ل: المشاهدون

[65] – و: لتفهم حتى تخرج. البيوت: 139-147 هي برهان لابدية الجحيم. من يدخلها لا يخرج منها!

[66] – و: اتقاناته

[67] –  و: عشائر عشائر كل الاقوياء وكل الجبابرة ورؤساء الارض. كل الجميلين وكل من اشتتهر بالبأس. و: يضيف صدر البيت بدون العجز

[68] – ل: دخول مان، نص: وخولمان

[69] – يوحنا 11/43

[70] – نص: الحياة. ل: يراه

[71] – يوحنا 11/44

[72] – نص: بماذا. ل: الهلاك

[73] – مشيه سريع ويركض. ل: ولمون، نص: ولمان

[74] – ل: كان واحد. ل: هناك

[75] – 1قورنثية 15/52

[76] – ل: المربوط الموثق والراكض ليصير

[77] – و: هولاء الذين ربطوه

[78] – ل: واعيدت اليه

[79] – ل: الذين لفوا واثقوا وغطوا وخاطوا وكفنوا. ل: عقدوا

[80] – فقط في المخطوطة: ل