الميمر 71 اليوم الثاني الرقيع

الميمر 71

اليوم الثاني

 

        اطِر عقلك ايها المثقف اذا كنتَ متميزا وتعجب وتحير وانظر واندهش: اين انت موضوع،؟ (انت موضوع) في وسط الـمياه بين (المياه) العليا والسفلى، المياه موضوعة فوقك وتحتك، اللجة تحتك، وهوذا فوقك الموج المتجمع والثابت وانت واقف في الوسط ولا تندهش،! والرمز يشدّ (المياه) العليا والسفلى لئلا تنثلم وتغرقك يا ابن التراب.

        في هذا اليوم يتكلم ملفاننا عن عمل الرقيع والماء الموجود فيه ويعدد مهمات الرقيع-الخيمة وسقف العالم، وعن الليل والنهار

 

 

الرقيع

261 /27/ [ [183] وقال الرب: [ليكن] الرقيع [ وسط [184] المياه، وليفصل بين المياه ومياه العلى.

 

اليوم الاول لم يكن مثل بقية الايام

262 خرج وذهب النهار الواحد دون مسيرة، لـم يمش اثناء خروجه حتى يفسح المجال،

263 لكن الرب وضع ذلك النهار واخذه وجعله ليصير مقياسا وقالبا لاخوته الايام،

264 [لـم [185] يكن المشرق قد ولده لما اتى، ولـم يكن المغرب قد دفنه لـما ذهب،

265 /28/ العامل [وضعه واخذه[186] كما اراد ثم دعا اليوم الثاني واتى به ايضا ليوجد،

266 صنع [مزاليج للصبحيات والامسيات [187] واقامها لتفتح يوميا وتغلق الباب الفخم.

 

القدرة البارية والقدرة العاملة

267 تنازل من [قمة [188] القدرة البارية ونزل وحلّ في درجة اخرى هي القدرة العاملة،

268 لـما خلق السماء والارض كان باريا، ولـما اتقن البرايا المختلفة كـان عــاملا،

269 القوة الخفية خلقت واقامت البرية بالرمز ثم بدأت وصنعت منها [جمالا [189] في ستة ايام.

 

الله كائن واجب الوجود

270 قبل كل شيء انه كائن لا يحتاج الى البرايا، ولم يكن لجوهره اسم الاّ كونه موجودا.[190]

 

الله بارٍ وعامل

271 ولما تنازل وبرى شيئا من لا شيء، من هنا اخذ اسم الباري لانه برى،

272 ولـما شرع يعمل هذا الجَمال الذي صار رضي ان يُسمى ايضا عاملا،

273 انه عامل لما يصنع من الشيء شيئا، وانه بارٍ [ اذاً [191] لما كان يبري من اللاشيء.

 

الارض غير منتظمة وغير مسكونة

274 برى الارض [ غير مرتبة وغير مسكونة،[192] وشرع يهيئها ويعمّرها بقدرته العاملة.

 

عمل الرقيع

275 /29/ قال اللـه: ليكن الرقيع [وسط المياه،[193] وهذا عمل وليس برية من اللاشيء،

276 من ذلك الشيء الذي اقامه رمز قدرته البارية، صنع الرقيع: خيمة للسكن في اليوم الثاني.[194]

 

المياه السفلى تصعد الى العلى

277 امر الروحَ الذي كان يرفرف على الامواج وقام بين المياه والمياه ليفصلها،[195]

278 تدخل امره [ ووزعها ووزنها[196] واقامها في مواضعها كما شاء،

279 في الوسط وضع الرقيع حدّا للجهتين، وفصلهما لتقوما في حدودهما،

280 دعا (المياه) العليا واصعدها الى الموضع العالي، وكانت مسرعة كما لو كانت تنساب في المنحدر،

281 مياه العلى كانت تتوجه كأنما الى العمق لتصعد سريعا الى الموضع العالي بمسيرة حثيثة،

282 [ المياه العليا جرفت بعضها بعضا وهي ترتفع كانما في الوديان لتذهب الى الموضع الذي أُرسلت اليه،[197]

283 كانت قد ركضت لتصعد لان صوت الامر افزعها، وكان صعودها الذاتي انحدارا،

284 توجهت الى العلى كأنما وجدت فجوة عميقة وتزاحمت لتصعد وتستقر في محل عال،

285 وسحبتها قمة ذاك الارتفاع العالي كخَبراء مقببة /30/ [وتجمعت [198] هناك كما في البحور،

286 لما كانت تتسلق الى الموضع العالي لم تخر قواها لكنها اندفعت بزخم شديد كأنها (تنزل) في هوة،

287 واستقرت هناك في العلى على الطابق العالي كما في هاوية تحيط بها الجبال العالية.

 

 

لا توجد فرصة لاختلاط المائين

288 وها انها راكدة هناك على مرتفع الرقيع، ولا تنسكب في الموضع العميق الذي حواليها،[199]

289 حالـما امر ان يصير الرقيع وسط المياه، اسرعت (المياه) العليا الى الموضع العالي دون تاخير،

290 وكما هي متجمعة هذه (المياه) السفلى في الموضع السفلي، متجمعة ايضا تلك (المياه) في الموضع العالي بدون صعوبة،

291 وكما ان السير نحو العلى العالي عسر على هذه (المياه)، [ صعب [200] الدرب لتنزل تلك (المياه) الى الموضع المنخفض،

292 ولو حاول احد ان يُنزل المياه العالية من [درجاتها لـما[201] انحدرت الى اللجة،

293 وكما ان (المياه) السفلى تجري منذ البداية الى الاسفل، هكذا تتجه (المياه) العليا نحو العلى دائما،

294 تجري هذه (المياه) كما أُرسِلت الى مواضعها من قِبل العامل، ولا احد يقدر ان يبدل دربها،

295 لا فرصة (للمياه) العليا ان تنزل الى العمق،/31/ولا(للمياه) السفلى ان تغير الموضع الذي حُددت
[ فيه.[202]

الطبيعة عبد مطيع

296 لا تقدر الطبيعة ان تصنع شيئا من نفسها، باستثناء ما هي مامورة به فقط من قِبل الباري،

297 [ فلو [203] اراد يسهل عليه ان يطيّر الاسماك، ولو امر الطير لغطس في المياه،

298 الطبيعة عبد، ولها [ربّ] وهو يأمرها، ولا مجال [لتعصي [204] امره ابدا،

299 ولا يسهل على النار ان تحرق لو لـم يأمرها، ولا يسهل على المياه ان تنسكب إلّـم يشأ،

300 (صنع) الطريق في البحر وتسير [فيه[205] العساكر، وحيثما اراد اغرق الجماعات في البحـر.

 

الطبيعة لا تدبر نفسها

301 (صنع) اليابسة في الـمياه، ومن حجر الصوان انهارا: لا تستطيع الطبيعة ان تدبر نفسها بدون الامر،[206]

302 [ وضع [207] للطبيعة حدا وتقوم كما هي مكوّنة، والرب الذي وضعه يحله ايضا كما يريد.

 

المياه العليا راكدة وخالية من الروح المرفرف ومن الاسماك

303 في اليوم الثاني قال: [ليكن الرقيع] في المياه، [وقام امره[208] وفصل المياه وحددها،

304 ووزع الموضع لتستقر فيه (المياه) السفلى، واتقن المحل لتُحبس فيه (المياه) العليا،

305 /32/ الرقيع موضوع في الوسط وهو واقف بين الجهتين، والمياه راكدة في حدودها حسب امره،

306 الروح الذي كان يرفرف على الموج كما هو مكتوب، لا يرفرف فوقُ حيث تقوم المياه العليا،[209]

307 الروح الذي كان يرفرف وقف وسط المياه ظَل في الاسفل ومكثت (المياه) العليا بلا رفرفة،

308 ولاجل هذا لا تُثمر الدبيبَ ولا الاسماك لان الريح ايضا لا تهبّ هناك،

309 انها لا تتحرك ولا تجري ولا تثمر لانها وُضعت هناك ليس لتُثمر لكن لتركد،

310 لا تهبّ الريح في هذه البحور العالية، لانه لا يلج هناك مطلقا الروح الخادم،

311 ولا تتحرك ايضا السحب في الموضع الراكد ولا تدنو الى جواره الرعود ولا البروق،

312 ليس هناك رياح وهبوب [ او[210] اعصارات ولا اضطراب كما في هذه المياه السفلى،

313 انها راكدة وهادئة ومسالـمة ومتجمعة وواقفة بلذة ولا توجد هناك مطلقا حركة وهبوب وربح،[211]

314 النور محبوس والمياه مربوطة في موضع راكد: لون لائق لا تضاهيه حتى الشمس البهية.!

 

تحت المياه العليا يوجد الرقيع

315 في اسفلها (يوجد) الرقيع الذي هو جسم صلد، /33/ وتحته (توجد) الحركات والهبوب والموضع المضطرب.

 

فوق المياه العليا يوجد النور والعساكر

316 وفوقها (يوجد) النور البهي والامان العظيم ومواضع العساكر في حدودها.

 

على العاقل ان يتعجب ويشكر الله الذي يحفظه من خطر المائَين

317 اطِر عقلك ايها المثقف اذا كنتَ متميزا [ وتعجب وتحير[212] وانظر واندهش: اين انت موضوع،؟

318 (انت موضوع) في وسط الـمياه بين (المياه) العليا والسفلى: [ المياه [213] موضوعة فوقك وتحتك،

 

319 اللجة تحتك، وهوذا فوقك الموج المتجمع والثابت وانت واقف في الوسط ولا تندهش،!

320 [انت محبوس ايها [214] الضعيف بين بحور وبحور في الموضع الموجود وسط المياه التي فُصلت،

321 هوذا (المياه) العليا فوق راسك في الموضع العالي، وهوذا تحت رجليك (المياه) السفلى: اللجة الكبرى،

322 والرمز يشدّ (المياه) العليا والسفلى لئلا تنثلم وتغرقك يا ابن التراب،[215]

323 ولو تاملت كم ان موضعك مهزوز وناقص لصغرت نفسك لكثرة المخاطر،

324 ولو فكرت كيـف انك محفوظ وسط المضرات [ لما استطعت ان تبطل من التسـبيح [216] ابدا،

325 ارفع عينيك وانظر: [مَن] برى هذه (الاشياء)، /34/ الكتاب ذاته ايضا يطلب هكذا من [ المتميز،؟[217]

326 اعرف اين انت،؟ وفكّر في اي مكان انت موضوع،؟ واشكر القدرة العاملة بتعجب،

327 عندما براك حبسك بين بحور وبحور مثل شيء همجي لئلا تتمرد،

328 وها انك تشاكس، وها [ انك تقلق، وها انك تجادل،[218] وانت متبختر ومفتخر وتتباهى بالخيلاء،

329 انك تراب وانت موضوع [في موج البحر،[219] فانظر الى شخصك وتعجب واشكر اللاهوت،

330 الذي احنى الاعالي، وبسط الاعماق، وجمع البحور، [ ورمزه[220] حامل المواضع وحدودها.!

 

الرقيع: حدّ بين المائين، ومظلة وخيمة وسقف مقبب على العالم

331 قام الرقيع [ في وسط المياه في اليوم الثاني] كما امره الرب برمز [ قدرتـه العاملـة،[221]

332 وصار حدّا بين المياه ومياه العلى، وصار مظلة لـهذا الموضع المحبوس في الاسفل،

333 وصار خيمة [لسكنى [222] كل العالـم المتعذب، وفي ظله تحلّ وتهدأ البرية كلها،

 

334 صار سقفا لبيت البشر [ الكبير [223] الذي بناه رمز اللاهوت من اللاشيء،

335 /35/ صار كقبة معلقة وقائمة بلا اسس، وتحملها ليس الاعمدة بل الرمـز.[224]

 

الليل ناتج من ظل الرقيع

336 صار الرقيع ليجلب [ الليل على الارض، فمن الواضح اذاً بان الليل هو [225] ظِلّه.

 

الليل الاول سببته سحب اللجة

337 كان قد صار الليل الاول من ظِل السحب التي كانت اللجة مغطاة به،[226]

338 لـم يكن الرقيع موجودا في اليوم الاول ليصير منه الليل [ ويحـلّ الظلام[227] على البرايا،

339 ومن ظلام السحب كان قد تكوّن الليل الاول قبل ان ياتي الرقيع الى الوجود،

340 وهذه الليلة الثانية التي صارت من بعده هي ظِلّ هذا الرقيع الذي تراه.

 

لا نوافذ للرقيع

341 البيت مسقف ولا توجد كوات للعلى العالي، ومن سقفه يُسدِل الليل على سكانه.

 

فوق الرقيع نور دائم

342 انه موضوع كقبة، وفوقه النور العظيم [والمياه [228] الصافية ومواضع السماويين،

343 فوقه لا يوجد [ليل،[229] ولا ظِل، ولا جزء من هذه الظلمة السفلى،

344 ولا نيرات لتشرق مرة وتغيب مرة (اخرى)، لكن (يوجد) نور نهار واحد لا يتغير.

 

 

فوق الرقيع لا يوجد زمان

345 /36/ لا توجد هناك امسيات وصبحيات ولا اوقات ولا ايام وليال ومسيرة سريعة.

 

فوق الرقيع يوجد نور دائم

346 جُمع في الموضع نور عظيم كالموج، (كما) يشهد بولس وحزقيال واسطيفانوس،[230]

347 كل من توصل ليرى السماوات [ مفتوحة] شاهد [هناك[231] بوضوح نورا عظيما.

 

الشمس-السراج ينير عالمنا

348 وبـما انه لـم تُترك هناك كوات فان موضعنا مظلم، وها اننا نعيش نصف الحياة في الليالي،

349 ولو لـم يضع ذاك العامل هذا السراج المستعار في موضعنا، لكان كل موضعنا مظلما،

350 الرقيع الذي صار ستر عنا النور الكبير، وهوذا موضعنا محبوس [وتلعب [232] به الليالي،

351 الرقيع الذي صار في اليوم الثاني كما قلنا، انجب من ظله الليل على البرايا.

 

فائدة الليل: راحة العمال

352 وضعه العامل ايضا لاجل فرص العالـم ليصير تحته بيتا لكل التغييرات،

353 لتتواجد وتتعاقب فيه الليالي والايام والشهور والسبوت والسنين والازمنة،

354 وتتم مسيرة (عمل) البشر في النهار، وفي الليل تصير راحة للعمال والكادحين،

355 ويتواجد فيه النور الذي يحث الكل على عمله /37/ وتصير الظلمة حدا ليهدأ الطماع،

356 مسيرة الليل [والنهار[233] مرتبة حسنا في هذا البيت المليء اتعابا للموجودين فيه،

357 لو لـم يخيم الليل على (العمال) النشيطين، ماذا كان يصنع الاجير المنهوك القوى والفاعل المتعب،؟

358 لو لـم يكن المساء يزجر الطماع ليهدأ، لكان يقتل انداده بالشغل،

359 ذلك الذي يهتم بترتيب براياه، حدد الاوقات ووضع المواعيد لكل الاعمال،

360 وسمح للعالـم ان يسير مرة، وان يبطل مرة، وان يتعب تارة، وطورا يستريح عن العمل،

361 [لتتم [234] كل اعمال البشر بموجب مقاييس واعداد وحسابات،

 

362 ولتتواجد بداية ونهاية لاعمالهم: فالصباح يحرض، [والمساء يريح، والليل يهجع،[235]

363 الصيف للعمل، والشتاء للبطالة عن العمل، ولكي يُعرف ما هو وقت كل شيء،

364 لاجل هذا وضع العامل الامسيات والصبحيات لتسير في حدودها مع اوقاتها.

 

وظائف الرقيع

365 وامر فصار هذا الرقيع في اليوم الثاني ليصير الليل بظله كما سمعتم،

366 /38/ وليقف بين المياه (السفلى) والمياه العليا ولتُحدّد به رؤية البشر لئلا تتيه،

367 انه مبسوط كثوب تحت [مساكن اللاهوت،[236] وكسقف فوق مسكن البشر.

 

الرقيع هو سماء بالاسم فقط

368 الرقيع هو سماء [بالاسم [237] لكنه رقيع، ومن هو جدير بهذه السماوات العليا.؟

 

السماء نور وليس فيها شمس

369 باستثناء موسى وبولس العظيم اللذين [وصفاها،[238]، مَن يقدر ان يصفها كما هي،؟

370 قال موسى: برى الرب السماء والارض، وبعد يوم كان يُقال: ليكن الرقيع،[239]

371 وصار الرقيع وغُطيت به سماوات العلى لان عين البشر لـم تكن قادرة على تحملِّها،[240]

372 من لمعانها، [ ومن] بهائها، [ومن[241] جمالها، ومن ذلك اليمّ النوراني العظيم غير المحدود،

373 السماء العليا ليس فيها شمس لانها كلها شمس، وهوذا نورها مستور بحجاب هذا الرقيع،

374 ولو خرج (جزء) من ذلك النور الى موضعنا لارعب وافزع وجعل من رآه في اندهاش،

375 مرة بولس، وقبل مدة ايضا حزقيال صارا رائيين للنور الذي تقتنيه السماء العالية.[242]

 

الرقيع هو سماء البشر

376 وقامت بالرمز الاول في الموضع السامي /39/ [ ب،[243] وصار الرقيع في اليوم الثاني لتتغطى به،

377 ليصير الرقيع ايضا سماء للبشر وسماوات بيت لهذا البيت المليء بالاجناس،

378 لتُحترم السماء العالية بخفائها ولا يشاهدها الاّ الكاملون والالـهيون.

 

السماء روحية والرقيع مادي

379 الرقيع جسم ولـهذا يوجد [فيه [244] الظِل، لسماوات العلى هذه لا يوجد جسم،

380 انما [هي عمل] فخم موجود روحيا ومليء [ انوارا [245] ولا يتعاقب هناك الليل،

381 لا يوجد ظِل لـهذه السماوات العالية ليصير الليل من الظِل [في ذلك [246] النهار،

382 بدل الظِل انها تُجري النور كما هي مكونة لابناء النور الساكنين هناك في الموضـع السـامي.[247]

 

الرقيع هو ارض للعلويين

383 وهذا الرقيع الذي صنعه الرب في اليوم الثاني، هو لـهولاء العلويين [ارض[248]تحتهم،

384 انه سماؤنا، وهو ارض [ هولاء الذين هم فوقها،[249] وقد رقعه الرمز ليصير ارضا للعلويين،

385 صنعنا الباري نحن الجسدانيين آنية جسدية، والعمل هناك هو روحي للروحيين،

386 الرقيع الذي صار هو سماؤنا [ وله[250] جسم، /40/ [ومن ظله يصنع لنا الليل نحن السفليين،

387 [ ولنا] نحن الجسديين ينفع هذا العمل [ المادي، ولغير الماديين] كل العمل [روحي،[251]

388 ولـهذا لـما خُلقت السماء العليا تكوّن اتقانها روحيا مع الروحيين،

389 وبروح فم اللاهوت تقوم العساكر هناك في حدودها روحيا،[252]

390 ولا يوجد هناك جسم غليظ ولا ظِلّ ولا هذا الليل الموجود هنا في موضعنا.

 

الخليقة تسْبَح في العدم كالكرة

391 هذه البرية ذات الاجسام والظِلال كلها موضوعة مثل كرة في اللاشيء،

392 [لا يوجد جسم [فوقها،] ولا [تحتها،] ولا حواليها ما عدا القوة التي تسندها.[253]

 

تسبح الخليقة في اللاشيء كالطير

393 وانها معلقة وقائمة كالطير في اللاشيء، [ وفي الوسط] يوجد العالـم المضطرب المليء [حركات.[254]

 

صحراء النور

394 وفوق هذه العجلة الحاملة الاجسام، (توجد) صحراء النور حيث تسكن العساكر.

 

الرقيع يشبه الكرة

395 وتحت هولاء (يوجد) هذا الرقيع ككرة [ وفيه [255] تُسجن هذه الاجسام [الملموسة،

396 /41/ [ ضُرب كخيمة] لسكنى القبائل والاجيال، ويقطن [فيه [256] اجناس متنوعة حسب طبائعها،

397 [ورقعته حكمة العلي[257] وصار في اليوم الثاني كسقف لعالـم البشر كله.

 

بُري الرقيع بدون النيرات

398 برى الرقيع بدون النيرات المصفوفة فيه وبدون الشمس وبدون القمر اللذين يدوران فيه،

399 حاك الثوب الكبير وبسطه بلا صور الى حين اتقانه وبعدئذ رسمه بمهارته،[258]

400 واذ كان بحاجة الى ترتيب النيرات [فيه،[259] لـم يُكتب ان الرب رآه حسنا لما صنعه.

 

 

الرب لم ينس ان يصنع النيرات

401 من يهتم بالعلـم يفقه من كل قراءات النبؤة وكلماتها،

402 في كل الايام كُتب: ان الرب راى حسنا، لكن هذا لـم يُقل في اليوم الثاني،[260]

403 صار الرقيع وبما انه كان بحاجة الى الصور فقد أُهملت الكلمة ولـم يُكتب ان الرب راى ذلك حسنا،

404 لانه كان مستعدا ليزينه بالزركشات وبالنيرات، فاحتفظ بـهذه (الجملة) ولـم يقلها الا [ بعد[261] اكتمالها،

405 ليتضح بانه لـم ينس نسيانا ان يبري معه الشمس والقمر وكـل النيرات لما براه.

 

قال الرب: الرقيع حسن بعد تزيينه بالنيرات

406 /42/ ولكونه ماهرا ومليئا حكمة، فقد اطال اناته ليصير الاتقان في اوانه،

407 ولـم يرد ان يصنع الشمس والقمر في اليوم الثاني، وإلّـم تكن مستعجلا ستعرف بوضوح،[262]

408 كان قد برى الرقيع وسط المياه ووزعها ووضع (المياه) العليا والسفلى في حدودها،

409 ولما صنع الرقيع صنعه غير كامل، كما ان الارض ايضا لما بُريـت كانـت غير منتظمـة،[263]

410 وبما انه حُفظ جمال آخر [ليضيفه اليه،[264] لـم يُقل في اليوم الثاني: انه رآه حسنا،

411 وصار الرقيع في وسط المياه كما امره، وكان مساء وكان صباح يوم ثانٍ.

 

الليل والنهار

412 سلك العالـم الدرب ليأتي من التوه والبوه وبدأت كل [ الاوقات [265] تتعاقب الواحد تلو الآخر،

413 وجرت لتاتي [ الامسيات والصبحيات[266] في حدودها، ووزعت واخذت اوقاتها في ولاياتهـا،

414 واستلم المساء الباب الذي يُدخِل الليل الى الارض، (واستلم) اخوه الصباح الباب الذي يفضي الى النهار،

415 وبنشاط قاما يقظَين على [حراستهما، لا[267] يُسرَقان ولا يَسرِقان الواحد من رفيقه،

 

/43/ 416 كل واحد منهما قاس واخذ كل ساعاته ليحتفظ بخاصته ولا يرتاب من قرينه،

417 [ لـم] يفكر الليل بان يستبق النهار ولا النهار بان يقترب من [ هجعات[268] الليل،

418 وبعدالة وباستقامة وبمساواة [كانا يحافظان على المحبة ولا يطمعان[269] هذا على ذاك،

419 وهوذا [ الامسيات والصبحيات [270] تسير في الدرب وتتعاقب وراء بعضها بعضا كما حُددت من قِبل الباري،

420 كان العالـم قد امضى اليوم الاول واليوم الثاني فشرعا يركضان نحو الجسر لينتقلا.

 

الخلاصة

421 ولّى [ الاول[271] ومشى وراءه اليوم الثاني، وافسحا المجال ليَاتي (اليوم) الثالث ايضا.

 

 

[183] – ل2: كمل ميمر اليوم الاول. ايضا ميمر اليوم الثاني. ميمر هذا اليوم هو بلا مقدمة!

184 – ل2: دنهوي، نص: نهوي. ل2: بمصعاث، نص: مصعاث. تكوين 1/6

[185] – ل2: لاو كير، نص: لاو

[186] – ل2: اخذه ووضعه

[187] – ل2: مزلاج للمساء والصباح. ايوب، 38/8؛ 1مثال، 8/34، 26/14؟

[188] – ل2: درجة

[189] – نص: شوفرو، بيجان يصوب: شوفري

[190] – في العبرانية: (اهيه) في السريانية فعل الملك (ايث: ايثاو). خروج 3/14

[191] – ل2: كير، نص: دين

[192] – ل2: غير مسكونة وغير مرتبة

[193] – تكوين 1/6. ل2: بمصعاث، نص: مصعاث

[194] – يعقوب لا يقول بوضوح مما صُنع الرقيع-الخيمة، انما يكتفي بقوله: صنعه مما صنعه رمز وقدرة الله البارية، وقد جعله فاصلا بين المائين، وخيمة للبشر، وسقفا لموضعهم، بينما نرساي وغيره يقولون انه صُنع من المياه المتجمدة

[195] – تكوين 1/2

[196] – ل2: ووزنها ووزع

[197] – ل2: يهمل هذا البيت

[198] – نص: وقامت

[199] – عبارة الجلجلة تعني الارتفاع مثل (زقيفو) (يوحنا 19/17). ترتفع المياه بزخم وقوة الى فوق كانها تنحدر بخلاف قوانين الجاذبية لان “صوت الامر الالهي” يفعل المستحيل ولا يخضع لقوانين الجاذبية التي ينفيها يعقوب

[200] – ل2: عاسقو، نص: عسيقو

[201] -ل2: مسكنها. ل2: فوقُ

[202] – ل2: له

[203] – ل2: وايلو، نص: دايلو

[204] – و: موريو، نص: مورو. ل2: دنعصي، نص: نعصي

[205] – ل2: فيها. خروج، 13-14

[206] – خروج، 13-14، 17/6

[207] – ل2: موضوع

[208] – ل2: دنهوي رقيعو، نص: رقيعو نهوي. تكوين 1/6. نص: وضع الامر

[209] – تكوين 1/2

[210]– ل2: ايضا

[211] – نص: وروح

[212] – ل2: وثهار وثماه، نص: وثماه وثهار. لا يكتب شاعرنا للبسطاء فقط انما للمثقفين الذين يسميهم (فوروشي) بتاثير من افراهاط . يعقوب يدعو الانسان-التراب ان يتواضع ويسبح الله الذي يحفظه من المياه التي يمكن ان تذوبه وتغرقه في اية لحظة لو لم تستره عنايته. ايام ستة 317-330

[213] – ل2: البحور

[214] – ل2: محاصر انت كما

215 – تكوين 3/19

[216] – ل2: من التسبيح لا يقدر احد

[217] – ل2: مانو، نص: دمانو. ل2: متميزون

[218] – ل2: تجادل ها انك تقلق

[219] – ل2: وفي امواج المياه

[220] – نص: رمزها

[221] – ل2: في اليوم الثاني وسط المياه). ل2: القدرة العاملة. تكوين 1/6

[222] – نص: لعمق. اشعيا 40/22

[223] – ل2: السامي. تلاعب على كلمة (مطلو) بمعنى السقف او بمعنى المظلة

[224] – رمز اللاهوت شيد الرقيع “من العدم” ويحمله دون ان يحتاج الى اعمدة. ايام ستة 334. يكتفي بوصف الرقيع فقط: الرقيع هو الحد بين المائين بصفته سقف هذا العالم وخيمة سكانه (اشعيا 38/12، 40/22)، وسقف بيت البشر العظيم، والقفة والقبة (عاموص 9/6) (كفثو) الواقفة بلا اعمدة بعكس نص (امثال 9/1)، وهو بلا اسس بعكس نص (اشعيا 40/21)، والقبة (قوبثو)، والثوب (مزمور 102/26، 104/6) المزين بالنيرات الذي يحد طيران الطيور وهو حاجز يمنع البشر من  التطلع الى السماء وما دام الرقيع بدون كوات، فهو يمنع النور العلوي من ان يبهر عيون البشر ويسبب الليل لراحة البشر من اعمالهم وليستريح العمال بالرغم من جشع ارباب العمل

[225] – ل2: الليل الى الارض، ذلك

[226] – تكوين1/2

[227] – ل2: الليل ويحل

[228] – ل2: وآنية

[229] – نص: مكان، موضع

[230] – اعمال الرسل 9/3؛ 7/56؛ حزقيال 1/22

[231] – ل2: لما مفتوحين. ل2: ابوابها

[232] – ل2: وينتقلون

[233] – و: ايمومو، نص: دايمومو

[234] – و: يكون

[235] – ل2: والمساء الذي يحل والليل الذي يريح

[236] – ل2: مذيوريه، نص: مذيوري. مزمور 102/26، 104/2؛ اشعيا 50/9. الرقيع يحجب بصر الناس لئلا يتجاسروا ليروا اللاهوت

[237] – و: في سماوات

[238] – ل2: الذي وصف. خروج 33/18-23؛ اعمال الرسل 9/3

[239] – تكوين 1/1، تكوين 1/6

[240] – يقول يعقوب ان عين البشر لم تر السماء بسبب لمعانها وبهائها وجمالها وخاصة بسبب وجود فيها اليمّ النوراني غير المحدود (خروج 33/18-23). يستثني يعقوب من هذه القاعدة: حزقيال وبولس واسطيفانوس، “دون ذكر موسى”. ايام ستة 346، او يستثني موسى وبولس “دون ذكر اسطيفانوس وحزقيال”. ايام ستة 369، او يستثني بولس وحزقيال “دون ذكر اسطيفانوس وموسى”. ايام ستة 375. وفي النهاية مرة يستثني جميع البشر الذين سيعاينون الرب وجها لوجه، ومرة ينكر مثل هذه الرؤيا بالنسبة لجميع الكائنات

[241] – نص: من

[242] – اعمال 9/3؛ حزقيال 1/22

243 – و: يكتب الرقم: ب في عجز البيت 376 معتبرة اياه بداية الميمر؟. في هذا الميمر اضطراب، فهو بلا مقدمة في كل المخطوطات. المخطوطة و، باستثناء ل2، لم تضع في بداية (البيت 261) الرقم 2، كما وضعت رقم كل ميمر في بدايته (باستثناء الميمر الاول)

[244] – ل2: له

[245] – ل2: أعماله. نور

[246] – ل2: دهاو، نص: بهاو

[247] – مزمور 36/9؛ يوحنا 12/36

[248] – ل2: ارعوي، نص: ارعاو

[249] – ل2: لهولاء الذين هم فوقه

[250] – نص: لها

[251] – ل2: لنا. ل2: المجسم والليل المجسم. ل2: روحونوياو، نص: روحونو

[252] – مزمور 33/6

[253] – ل2: دلو، نص: لو. ل2: (فوقه). ل2: يسنده

254 – ل2: في وسطه. ل2: حركة

[255]– ل2: فيها. ل2: ملموسة. ضرب. هل يفكر يعقوب بسجن البشر في العالم المادي والشرير خاصة كما تدعي نظرية افلاطون: الجسد سجن للنفس؟

[256] -ل2: فيها. اشعيا 38/12، 40/22

[257] – ل2: ومحبة الرب رقعتها. امثال 9/1

[258] – مزمور 102/26، 104/2؛ عبرانيون 1/11. هل يفكر يعقوب بقميص المسيح يوحنا 19/23؟

[259] – ل2: فيها

[260] – يهتم يعقوب بتفسير صغائر نصوص الكتاب المقدس وهذا برهان على تفسيره الحرفي والنحوي وليس الرمزي والنمطي فقط. تكوين 1/4، 10، 12، 18، 21، 25، 31

[261] – و: كاذ، نص: كين

[262] – يعقوب يخاطب مستمعه ويدعوه الى الصبر وعدم العجلة لانه سيشرح له لماذا ارجأ الله لفظ عبارة: “حسنا” بالنسبة للرقيع. هذا برهان آخر على ان ميمره هو دراسة وبحث مدرسي وتعليمي

[263] – تكوين 1/2)

[264] – ل2: ليضاف

[265] – ل2: اتقانات. تكوين 1/2

[266] – ل2: مساء وصباح

[267] – ل2: مطرتهون، نص: مطروتهون. ل2: ولو، نص: لو. مزمور 140/3، اشعيا 21/11؟

[268] – ل2: ولو، نص: لو. ل2: دلماطرتيه، نص: عال مطروثيه

[269] – ل2: المحبة .. ولا يتحركان. يجد السروجي في مثال عيسو ويعقوب: قدوة، لتعليم الليل والنهار ليتقاسما ساعاتهما مناصفة، ولتعليم الزوجين حتى يعيشا بالتآلف بينهما كما يعيش الليل والنهار، دون غدر بعضهما بعضا كما فعل يعقوب بعيسو. تكوين 25/19-34، 27

[270] – ل2: مساء وصباح

[271] – ل2: يهمل. تكوين 1/8