الميمر 71 اليوم الثالث

الميمر 71

اليوم الثالث

 

        يا اخوتي ضرورية هي الافكار الروحية والفهم المليء حقيقة وايمانا، والفهم ليسعى الى القراءة بينما تتنعم النفس بمحبة اللاهوت، بالايمان يفهم المرء اذا كان متميزا بان الرب برى  العالـمين من اللاشيء بالكلمة.

        في هذا اليوم يتكلم ملفاننا عن تجمع المياه في البحور وعن اليابسة التي انجبت النباتات كاملة والاثمار ناضجة منذ البداية. مدة ثلاثة ايام لم يشرق النور ولم يغب بل كان مبذورا في الكون. اليوم الثالث رمز لقيامة المسيح وانبعاث الارض.

 

 

المقدمة

422 /43/ [ ج [272] يا اخوتي ضرورية هي الافكار الروحية والفهم المليء حقيقة وايمانا،

423 والفهم ليسعى الى القراءة بينما تتنعم النفس بمحبة اللاهوت،

424 بالايمان يفهم المرء لو كان متميزا بان الرب برى [ العالـمين[273] من اللاشيء بالكلمة.

 

موسى رأى الرب وجها لوجه ثم دوّن ما رآه

425 /44/ موسى معين النبؤة وضع في كتابه كل الخزائن والكنوز والثروات التي لا تُدرك،

426 استنارت [ نفسه] بالنبؤة والايحاءات حتى انه شاهد [ الرب[274] وجها لوجه،

427 وعرف مسيرة كل البرايا، وكيف خرج العالـم [ليأتي[275] من اللاشيء،

428 وسمع موسى [ اصوات القدرة العاملة [276] وكشف للعالـم عن باريه بعجب كبير،

429 وكيف [قامت] كل البرايا بالرمز الخفي، وكيف سارت كل الاتقانات [بالقوة [277] العظمى.

 

تجمّعُ المياه في البحار

430 قال اللـه: لتجتمع المياه الى البحار ولتظهر الارض التي كانت مغطاة بالامواج،[278]

431 وانتقلت المياه حالا الى البحار دون تاخير بمسيرة حثيثة نحو الموضع الذي اُرسلت اليه،

432 خرج الامر على الامواج وربطها، ومثل افواج غادرت [الارض وغيرت الموضع،[279]

433 انقضى احتفال المياه القائم فيها وتوجه ليذهب الى الموضع المنحدر الذي اُرسلت اليه،

 

434 ارهبها [صوت [280] الامر وجعلها تهرب كصوت السلاح الذي هزّم الآدوميين،[281]

435 /45/ وتجمعت امواجا امواجا بسرعة فاخذها الزخم العظيم لتنتقل (من مكانها).

 

تجمعت المياه في البحور بامر الله وليس لكون البحور عميقة

436 لـم تكن [تجري [282] الى موضع البحور لكونه منحدراانما بامر اللاهوت،

437 البحر عميق [ولـم [283] يجمعها هناك (بعمقه) انما توجهت اليه لان الرب امرها،

438 قال: لتجتمع المياه، فاطاعت المياه وتجمعت لتنفّذ ذلك الامر،

439 لو كان (الموضع) الذي عينه عميقا او مرتفعا لكانت تجري اليه لتكمل صوت امره،

440 ولـم تجْرِ الى الموضع لكونه عميقا او منحدرا لكن بواسطة ذلك الامر الذي ارعبها،

441 لو نزلت المياه الى البحر بسبب عمقه، لـما كانت تظل هذه (المياه) العليا في الموضع العالي،

442 لما يأمر يُصعد ايضا المياه الى السحب، ولانه امر فتجري (كما لو كان) الى العمق،[284]

443 يدعو مياه البحر وتسمع صوت امره ويسكبها حيثما اراد [كما[285] هو مكتوب،

444 وهكذا امر لتجتمع هناك في (اليوم) الثالث، وكما [ امر]، تجمعت في (اليوم) [الثالث،[286]

445 /46/ اطلق ذلك المجّمع الذي كان متألبا فوق الارض، وجلبه [ووضعه [287] في اكنافها وكشف عن وجهها.

 

دعوة الى التعجب

446 من [له [288] نفس تسمو على الشرور، وتفكير يتقد بنار محبة اللاهوت،

447 وقلب مفرغ من الافكار الجسدية، وعقل واعٍ وملىء بعجب القدرة العاملة،

448 [ليذهب [289] ويقف في موضع سيناء بجانب موسى ويسمع منه اصوات وكلمات نبؤته،

449 ويشـاهد هناك عجائب القدرة البارية لما (كانـت) تُبنى مقصورة [العالـمين[290] بالقوة الخفية.

 

الرمز الالهي يعمل

450 ويخرج رمز اللاهوت على الاعمال، ويقيس الايام ويزن الازمنة ويرتب ويضع،

451 المساء [في محله، والليل في موضعه، والصباح] في دربه، [ويعطي النهار مدته ليتباهى بها،[291]

452 وينسج ويلبس الالوان للنور وللظلمة، [وبالبستهما[292] يفصل الليل من النهار،

453 ويضرب ويتقن الخيمة الكبرى على كل الجهات، لتسكن البرية تحت ظلها في المسكونة،[293]

454 ويربط ويجعل الليالي والايام تجتاز /47/ الواحد تلو الآخر، لكي يصنع عجلة مليئة عجبا،

455 يقسم اللجة ويرسلها الى مواضعها، وتسمع المياه صوته فتهرب الى حدودها،

456 ويربط البحار فوق قبة الرقيع وهي راكدة هناك في الموضع المرتفع كما (لو كان) في العمق.

 

الامر الالهي يجمع المياه السفلى في البحور

457 وامر (المياه) السفلى فتجمعت من داخل المسكونة، [واقام[294] مجمّع امواجها حيثما اراد،

458 امر الرب المياه في اليوم الثالث لتتجمع حيثما [ اراد [295] ان يُسكنها،

459 كان قد قيل: لتتجمع المياه السفلى، فسمعته لانه دعاها ليجمعها،[296]

460 وبما انه توجد مياه اخرى في [ البحر[297] العالي، فقد عرّف اية مياه اراد ان يجمع،

461 خرج الامر على هذه المياه (التي) تحت الرقيع، فتجمعت هذه بالذات كما أُمرت،

462 هذه (المياه) العليا حُددت في اليوم الثاني في الموضع العالي وقامت هناك كما اُمرت،

463 وكان قد امر (المياه) السفلى في اليوم الثالث، فتجمعت [داخل [298] البحور كما امر،

464 المياه سمعت صوت امر القدرة العاملة، فجرت لتأتي الى الموضع الذي قصدته،

465 /48/ قفزت وعبرت كل الحفر وكل الهوات [لتاتي[299] الى الموضع الذي دُعيت اليه من قِبل اللـه،

466 انها مسيرة سريعة لانه كان امر اللاهوت، ولو كان العمقُ يصادف المياه لـم تكن تمكث (فيه)،

467 ولم يكن يتعبها الارتفاع من [ الجري، ولم يكن العمق يمنعها من[300] المسيرة،

 

468 ارتكضت واجتازت الاعالي والاعماق لان صوت الامر جعلها تجري سريعا،

469 قال اللـه: لتتجمع، فتجمعت وكان العلى والعمق سيانا بالنسبة [لمجيء[301] المياه.

 

الرمل يصدّ امواج البحر

470 المياه ذهبت وشكلت مجمّعا في الموضع الكبير، فسمى اللـه ذلك المجمع بحورا،[302]

471 دخلت مياه [البحور [303] وتحددت داخل المستنقع وربطتها هناك قوة القدرة العاملة،

472 جعل للبحر ابوابا واقفالا وادخله وحبسه، ووضع الرمل الضعيف حدّا فلا يتجاوزه،[304]

473 قسّم واعطى المواضع للاخوَين: البحر واليابسة، [ليظل [305] كل واحد منهما في موضعه،

474 امواج البحر عاتية ومرتفعة كأنها ساريات، والرمل مبذور وهي محجوزة به لئلا تفيض.

 

البحر عبد مطيع

475 /49/ البحر ملجم كحصان وحشي برَسَن الرمل وهو هاديء وقائم بتواضع،[306]

476 اظهر جبار العالـمين قوته بشيء صغير ليحس العالـم كم ان امر [ قدرته الآمرة[307] مخيف،

477 جعل الرملَ المبذور سياجا للبحر الكبير، [ليتغلب [308] على كل الامواج المربوطة به،

478 ليس لان الرمل يقدر ان [يحارب] البحـور، بل رمـز اللاهـوت الذي [حددها،[309]

479 ووضع في التراب ناموسا فلا تحله كل البحور التي تتخاصم معه [بامواجها،[310]

480 الرمل ضعيف، اما امر اللاهوت فقوي، وبالامر يثبت الرمل ولا يضعف،

481 ولا تتجاوزه مجمعات البحور المحبوسة به، ولا تذوّبه كل الامواج المربوطة به،

482 البحر عبد مطيع شغل محله وقام في حده وثبت كما امره ربه،

483 وبالعواصف [والامواج[311] التي تهيج فيه لـم يثلـم الحد ليجتاز الى الموضع الذي ليس مُلكه.

 

البحر واليابسة مربوطان بنير واحد

484 انه مربوط بنير واحد مع اليابسة ولا يؤذيها ويفلح معها ولا يزاحمها ليأخذ محلها،

485 /50/ وضع الباري بين اليم واليابسة امانا، وما دام العالـم [موجودا[312] فالامان موجود في حدودهما،

486 العامل [هو] الذي قسّم لهما المواضع، [ ولجمهما[313] ليشاهدا بعضهما بعضا بالتساوي،

487 ابان للبحر موضعه ومحله وادخله ووضعه وحبسه برمل مبذور كما لو كان بسور عال،

488 ها انه موضوع داخل الرمل كما لو كان داخل ابواب واقفال، واغلق عليه وهو [محبوس[314] هناك،

489 وها انه قوي بشدة بهاء امواجه [العالية، [315] وبما ان الباب موصد في وجهه فلا يقدر ان يخرج،

490 قال له الرب: امكث [هنا،] وافعل هكذا، كما امر الرب البحر الذي [وضعه[316] في حيّزه،

491 كما [وُزع [317] توقيت الليل والنهار، هكذا مكث البحر واليابسة في حدودهما،

492 والمجمّع الكبير الحالّ على وجه المسكونة دخل [وعبر البحار[318] في الموضع الذي تجمعت فيه،

493 وشغل الاخوان التوأمان في ذلك اليوم الواحد موضعيهما وحيّزهما ومرفأيهما،[319]

494 وفي ذلك اليوم اخذا [لقب[320] اسميهما، /51/ ونال كل واحد منهما اسمه وشغل محله،

495 في ذلك اليوم نفسه سمى اللـه اليابسة ارضا، ودعا مجمّع المياه الكبير بحورا،[321]

496 وراى ان اتقان قدرته العاملة هو حسن وان عمل قدرته البارية المحبوب هو مليء عجبا.

 

القوة والرمز يسندان الارض المعلقة في العدم

497 حسنة كانت الارض التي أُتقنت [على] اللاشيء كما هو مكتوب: علّق الارض [على[322] اللاشيء،

498 حسنة كانت البحور التي حبسها في حدودها، وقد رُبطت كما لو كان بالسلاسل وهي هادئة في ولاياتها،

499 الارض معلقة ولو تركها الرمز لسقطت، والبحور مجمّعة ولو تركها لاستاصلت الارض،

500 قوته تحمل البحر واليابسة وهي مهتمة بهما، وهما موضوعان على ارادتها كانما على شيء كبير،

501 [تحت الارض وتحت المياه التي تحت الارض لا يوجد شيء ما عدا قوة اللاهوت،

 

502 وتحمل تلك القوة البريةَ مثل الجبار، واذ لا محل لها لتستقر فيه[323] فلا تجعلها تستقر،

503 [كل الخليقة التي برتها[324] موضوعة في اللاشيء، وهي تحملها وإن تركتها فهي غير موجودة،

504 وبما انها [برتها، اين [325] تضعها فيما لو تضعها،؟ /52/ لا تضعها لانه لا يوجد شيء لتضعها فيه،

505 لو تركتها وانحدرت [لما [326] كانت تستقر الى ابد الآبدين بل كانت ستباد كلها ابادة.

 

قوة الله مثل امّ لا تترك العالم

506 لا تتركها لان المرأة لا تترك جنينها، لكنها تحمله وتحرسه لانها ولدته،

507 برت البرية ومثل والدة رحوم تحملها [القوة [327] الخفية وهي ثابتة بجبروت،

508 ولا تملّ [فالام [328] ايضا لا تضجر من ابنها لان مراحم الام مرتبطة بمحبة الجنين،

509 اللاهوت هو امّ رحوم، وهو حامل العالـم مثل جنين بمحبة [كبرى.[329]

 

النعمة بَنَت العالم وتحمله

510 تلك النعمة التي بنت العالـم تحمله وهو معلّق بها كأنما بشيء كبير وهي مهتمة به،

511 كما هو مكتوب: علق الارض على العدم، فاتضح بان نعمته هي التي تحملها.[330]

 

الروح الخادم جفّف الارض المبللة

512 اتقن [الارض وجمع البحور،[331] ووضع الاسماء لكل البرايا على اختلافها يوما بعد يوم كما اراد،

513 صارت يابسة وباعجوبة يبست الارض المبتلة والموضوعة في الامواج في يوم واحد،

 

514 امر [ الباري [332] ذلك الروح الخادم /53/ فنشّف وجه الارض التي كانت رطبة،

515 لو كانت كل الارض يابسة لما كانت تُدعى يبسا كما سُميت،

516 صارت يابسة كما هو مكتوب: كان قد سمى اليبس ارضا ومجمع المياه بحورا.[333]

 

صوت الامر الالهي يتزوج الارض فتلد النباتات

517 نشّفها واتقنها وامّنها وكملها وجعلها ارضا وامرها حالا بان تثمر وتخرج كل الاشجار،

518 ونكحها صوت الامر وشرعت تنجب الاجنة من حضنها حسب امر الرب ربها،

519 قال اللـه: لتُخرج الارض كلأ وعشبا وكل الاشجار المثمرة والزروع حسب طبائعها.[334]

 

قوة القدرة العاملة تخطب الارض والامر الالهي هو بمثابة الزرع

520 قوة القدرة العاملة خطبت الارض لتدخل وتصير امّا للعالــم الذي تحمله،[335]

521 وقام ذلك الامر مقام الزرع وبدأ البطن الجديد يلد بقوة كبرى.

 

الاشجار والنباتات كاملة وعمرها يوم واحد

522 انبت الخضار ومع نموه سمن وكمل (وصار) [اعشابا[336] وزروعا، وفي يوم واحد بلغت الحصاد،

523 نبتت الاشجار مع اغصانها واوراقها وورودها ومع اثمارها وهي ناضجة،

524 مع النمو تسلقت سيقان طويلة لانه كان (وقت) كمال كل البرايا التي كانت تُصنع.

 

آدم رجل كامل منذ البداية

525 /54/ كما ان آدم ايضا لـم يكن جنينا ثم طفلا وشابا ورجلا متدرجا حسب الاطوار،

526 لكنه صار حالا رجلا منذ ان وُجد، وهكذا كانت كل الاتقانات في حال الكمال.[337]

 

كانت النباتات كاملة منذ البداية

527 صعدت الشجرة من التربة وهي تحمل الاثمار، ولـم تكن تحتاج الا على القاطف فقط ليأتي ويتنعم،

528 [انبت] الزرع ومع نموه اظهر [سنابل[338] سمينة وجميلة على اختلاف اشكالها،

529 امر [العامل [339] حضن الارض فاثمر الزروع وانواع كل الاشجار وكل الاثمار،

530 وكل الزنابق وكل الزهر وكل الخضار والورود والاقاحي والالوان على اختلاف اشكالها.

 

الارض عروس بعد ان تزوجها الامر والقوة الالهيين

531 كانت قد كُسيت الارض العروس بحلة الالوان والازهار وامتلات الجبال من صورها،

532 حالما دخلت العروس الى العالـم، امرها ان تلد فحبلت لان الامر تزوجها فولدت حالا،

533 تزوجتها القوة الخفية بحرارة وسمعت وحبلت وركعت لتلد بسرعة،

534 في ذلك اليوم الذي فيه دُعيت الارض باسمها، فيه ولدت لينال معها ابناؤها لقبهم،

535 في ذلك اليوم ازاح الامواج عن وجهها /55/ وفيه جُففت منها كل الرطوبة،

536 وبدل البحور التي كانت مجتمعة فيها صار اليبس ودعاها الرب ارضا بموجب الاسم الذي أُطلق عليها،[340]

537 وامر فصارت منتظمة وعامرة، فحبلت وولدت كل الاشجار مع كل النباتات.

 

شهر نيسان بداية العالم

538 في شهر نيسان صنع الرب مأدبة للارض وادخلها الى العالـم وكثر اولادها ليُتقن العالـم،[341]

539 دخلت سنة غير مزروعة ومليئة بخيرات: نيسان الجديد بداية العالـم الممتليء جمالا.

 

صنعُ سقف البيت قبل الارضية

540 [العامل حاذق وكل ما هو خاصته ممتليء عجبا،[342] ولهذا ليتحرك الفم لتسبيحه،

541 البارحة الرقيع، واليوم أُكملت الارض، سقّف البيت ثم جعل [البيـت [343] يتهيأ،

542 قبل يوم واحد وضع السقف في العلى العالي وبعد يوم اتقن [ارضية [344] البيت الكبير.

 

الارض: موضع البشر والحيوان والنبات

543 ومن الارض اخرج وصفّ كل اللذات داخل البيـت ليتلـذذ فيه كل [ الداخلين اليه،[345]

544 كان قد اهدى هدية للارض التي صارت بقوله: لتُخرج الارض كل الاشجار،[346]

545 قال [كلمة[347] وكثرت ثروات المقفرة، /56/ فاخرجت حالا واعطت الكنوز كما امرها،

546 اغتنت الأمة من الهبة التي اعطاها اياها سيدها، وبامره اتشحت [مجدا لانها لـم تكن لابسة،[348]

547 امتلات الجبال والآكام بكل الازهار، والاعالي والاعماق بالزروع المتميزة والمتنوعة،

548 وفي كل الجهات كل الاشجار مع اثمارها، والكروم والزيتون والآس البهي والارز السامي،

549 [ ونمت[349] وتسلقت وظللت الجبال واغتنت الارض واتقنت واعتمرت وهي مخصبة ومليئة جمالا.

 

اليوم الثالث اغنى الارض وطرد اللجة منها

550 اشرق فيها اليوم الثالث ومنه اغتنت وبه ابتهجت وامتلأ حضنها بكل الكنوز،

551 أُتقنت الارض في اليوم الثالث الذي ولجها وانهزمت منها اللجة الكبرى التي كانت تخنقها،

552 وكثر اولادها لانها كانت مقفرة ومعذبة، واستنار وجهها وكشفت عنه لترى النور،[350]

553 ولبست بهاء ومجد كل الاشجار المختلفة، وكل النباتات وانواع الاذواق،[351]

554 كان حضنها فارغا [فملأه ربها بكل الخيرات[352] والكنوز والغنى المتنوعة للاجيال القادمة،

555 وكل الشتلات التي تصدر من الاشجار /57/ والبذور المحفوظة من النباتات لانواعها.

 

الامر الاول يتزوج الارض وهو مثل حاكم عليها

556 وهوذا الاذواق تتسلسل على اختلاف انواعها، بواسطة ذلك الامر الاول الذي تزوج الارض،

557 [وقبلت[353] منه وكثر اولادها في كل الجهات وتعطي يوميا من الهبة الوفيرة التي فيها،

558 امر العامل بان تُخرج الارض، فسمعت الارض، وها هي منذ ذلك الحين تخرج وتعطي كما امرها،[354]

 

559 يقوم عليها ذاك الامر مثل الحاكم لتعطي يوميـا الخيرات للعالــم [355] الساكن فيها،

560 حضنها ثري وكنفها مليء، وتُشبع الاجيال تدريجيا كمـا اُمرت.[356]

 

العلوم النباتية

561 وضع العامل المؤونة في [التراب] وحفظها هناك لاجيال ولطوائـف [ العوالـم الآتية،[357]

562 امر الاشجار: متى ما قُطعت اغصانها ووُضعت في الارض نمت حسب انواعها،

563 سمح للجفنة: متى ما أُخذ منها غصن وطمروه في التراب يصير هو ايضا جفنة،

564 قال للزرع: اذا اخذوه من مكان ما، وزرعوه في مكان آخر ينتج اضعافا،

565 [امر[358] الزيتون: اذا اخذوا من جذره /58/ وطمروه في الارض نبت شجرة كالاول،

566 وضع هذا الحد للاشجار وللنباتات لتتسلسل هي بذاتها مـع مواسمهـا،

567 وفي احضانها [تحفظ] الزروع والشتلات كما هي مكونة من قِبل العامل [الذي كونها،[359]

568 وكمـا شـاء اعطى للاشجار اصنافا من الاذواق المختلفة وثمارا مجيـدة ذات [كل[360] الاختلافات،

569 للزيتون الدهن، وللتفاح رائحة حلوة، ووضع في الجفنة فرح القلب لجميع الحزانى،[361]

570 اعطى للزيت [ ان يُفرح الوجه من دهنه،[362] وجعل الخمر يُبهج قلب جميع شاربيه،

571 بالخبزات الشبع، وبالفاكهة كل اللذات، ومن نفس التراب كل هذه (الاشجار) العديدة،[363]

572 باذواق متميزة وروائح على اختلاف اشكالها ليكثر التسبيح للعامل، ولنا اللذة.

 

اليوم الثالث رمز القيامة

573 اليوم الثالث المبارك زار الارض وكملها وكللها بالغنى والخيرات التي اغدقها عليها بكثرة،

574 شلحت والقت قميص المياه الذي كانت تلبسه، وارتدت لباس الورد والاثمار والزهور،

 

575 /59/ اليوم المبارك صار للارض في (اليوم) الثالث كانبعاث وفيه اتقنت [وصارت[364] ارضا،

576 ورأى الرب ان كل عمل يدَيه حسن، وكان مساء وكـان صباح في (اليوم) الثــالث.[365]

 

لم يشرق النور ولم يغب خلال الايام الثلاثة الاولى بل كان مبذورا

577 رُكبت من العجلة ثلاثة مقاييس وبدأت تمشي لتُمرِّر الايام الواحد تلو الآخر،

578 دفعت اليوم الاول فخرج وانتقل، وعبّرت اليوم الثاني ايضا وكأنه غير موجود،[366]

579 واتى اليوم الثالث ولـم يدم هو ايضا وزال، ولا يُعرف اين هو مكانه،

580 دخلت الى العالـم ثلاثة ايام ثم خرجت منه، ولـم تدخل [ ايضا [367] الى العالـم ايام اخرى مثلها،

581 هذه الايام لـم تكن تشبه (الايام التي) بعدها، لها وحدها فقط وُجد نور بلا مسيرة،

582 لـم توجد فيها الشمس ولا القمر ولا الساعات التي كانت تُحسب في حدودها،

583 كان الصباح والغروب والظهر شيئا واحدا: لون بهي لـم يكن يمشي او يتعاقب،[368]

584 لـم يكن النور محبوسا في كريات سيارة، ولـم يكن يتدرج (بنظام) الساعات [الشمسية،[369]

585 كانت اياما قسّمتها القوة الخفية حسب درجات، /60/ لتفسح المجال (للايام التي) بعدها،

586 كان النور مسكوبا على البرايا (مدة) ثلاثة ايام، [ولـم[370] يكن للجبال وللآكام ظِلّ،

587 هناك لـم يكن يشرق النور من جهة، لياتي الظل ويقوم في تلك الجهة الاخرى،

588 كان النور منتشرا على كل شيء من كل الجهات، وقائما ومستقرا ولا طريق له ليسلكها،

589 وهكذا دام النور الذي وُجد ثلاثة ايام غير محبوس في هذه الآنية (التي صارت) بعدئذ،

590 لكنه كان منثورا وحالاّ ومسكوبا على البرايا كأمر القدرة العاملة ربة [الازمان.[371]

 

 

[272] – و: رقم 3. ل2: ايضا له (ميمر) اليوم الثالث

[273] – ل2: العال. عبرانيون 1-3

[274] – ل2: النفس. ل2: موريو، نص: لموريو.  حسب نص (تثنية 34/10) عرف الرب موسى وجها لوجه. حسب نص الخروج (خروج 33/11): تكلم الرب مع موسى وجها لوجه. لماذا بدل السروجي نص سفر الخروج: وتكلم الرب مع موسى وجها لوجه..، ليكتب: راى موسى الرب وجها لوجه؟. يؤكد السروجي بانه لا يمكن ان يرى الله الملائكة ولا البشر، ويستند الى نص (اشعيا 6/1-2) وينسى نص (متى 18/10) ولا يقر بمثل هذه الرؤيا الا بعد التجسد انظر، ميمر 204. لكنه يخفف ويلطف موقفه المتزمت ويقر بنوع من الرؤيا الطوباوية لما يذكر (افسس 2/19، 5/8-13، 1طيمثاوس 6/16) قائلا: رؤية الآب مثل مأدبة مليئة بالطيبات تشبع وتسمن وتدهن كل القديسين. سيمتصون ضياء محياه ويعيشون معه في النور الكبير دون فساد. انظر، ميمر 172

[275] – ل2: دنيثي، نص: نيثي

[276] – ل2: اصوات النبؤة

[277] – ل2: قاموا. ل2: بعجب

[278] – تكوين 1/9

[279] – نص: المكان وغيّر الارض

[280] – ل2: كل، بيجان يصوب: صوت

[281] – 2صموئيل 8/14

[282] – و: دروهطين، نص: روهطين

[283] – ل2: ولو، نص: ولاو

[284] – مزمور 134/7

[285] – ل2: ايكان، نص: ايكانو. عاموص 9/6

[286]– ل2: اراد. ل2: المسكونة

[287] – و: وضعها

[288] – ل2: يا ليت لي

[289] – ل2: دنيزال، نص: نيزال

[290] – ل2: العالم

[291] – ل2: في موضعه الصباح في مكانه الليل. ل2: اعطاه ليتباهى بها

[292] – ل2: دبلبوشيهون، نص: وبلبوشيهون

293 – اشعيا 40/22

[294] – و: اقاموا

295 – نص: شاءوا

[296] – تكوين 1/9

[297] – نص: في العلى

[298] – ل2: ولغاو، نص: وبغاو

[299] – ل2: لتذهب

[300] – و: يهمل كل الجملة

[301] – تكوين 1/9. نص: لتذهب، سوني يعرب: مجيء

[302] – تكوين 1/10

[303] – ل2: السفلى

[304] – ايوب 38/8، ارميا 5/22، امثال 8/29

[305] – ل2: يهدأ

[306] – مزمور 32/9

[307] – ل2: قدرته العاملة

[308] – ل2: الحد

[309]-و: يقترب. و: تاحيم، نص: دثاحيم

[310] – و: شكوكها. مزمور 148/6

[311] – ل2: وبالشكوك

[312] – ل2: قايوم، نص: قوايم. تكوين 8/21-22

[313] – ل2: ذاك. ل2: امر

[314] – ل2: وهاديء. ارميا 5/22، ايوب 38/8

[315] – ل2: يهمل

[316] – ل2: دهوركو، نص: هوركو. و: وضعها. مرقس 4/39؟

[317] – ل2: قسموا

[318] – ل2: وصنع المياه

[319] – تكوين 25/22-34

[320] – نص: الكنيات، الالقاب

[321] – تكوين 1/10

322 – ل2: من. ل2: من. ايوب 26/7

[323] – و: وتحت الارض وتحت المياه وتحت الهواء لا شيء لها مكان لتستقر لا

[324] – ل2: برمزها البرية كلها

[325] – ل2: سيدها حيث

[326] – ل2: دلو، نص: لو. يقول يعقوب: تهلك او تتلاشى (لو ايثيه) الخليقة بدون الله ولهذا يحفظها في الوجود ويعتني باقاتتها. ليعقوب فكرة مماثلة لما يصف اللجة او الشيول (مزمور 86/13) ويقول بصورة مجازية ان الله بعيد عنها فمن يسقط فيها يكون في حالة تدهور ابدي ولا يمكنه ان يصل الى قعرها ليستقر فيه لان الله الاثرو والقعر ليس موجودا فيها أي انها بلا قعر!. انظر، ميمر 105

[327] – ل2: قوته

[328] – ل2: المرأة. اشعيا 49/15

[329] – ل2: عالية. بجرأة المؤمن يعترف يعقوب بامومة اللاهوت الذي يعتني بالبرايا كما تعتني الام بطفلها، وبذلك يفتح بابا لروحية: امومة الله. منذ تصوير الجنين يخلق الحليب في صدر امه هكذا يهتم الله باقاتة خلائقه. ايام ستة 936-938. انظر، ميمر 179 (اشعيا 49/15-16، 66/13؛ متى 6/19-34)

[330] – ايوب 26/7

[331] – ل2: ارعو وقبو يامي، نص: لارعو وقبو ليامي

[332] – ل2: العامل. امر الله الروح الخادم وجفف الارض، انه الريح المخلوقة التي فلقت البحر الاحمر وانزلت المن والسلوى. خروج 14/21؛ عدد 11/31

[333] – تكوين 1/10

[334] – تكوين 1/11

335 – ابن سيراخ 40/1

[336] – ل2: عشب

[337] – يقول يعقوب ان الله خلق آدم رجلا كاملا. ايام ستة 526 منذ البداية ليبرهن بانه كان حرا. قال مع تاوفيلوس وافراهاط ان آدم كان طفلا تجب عليه طاعة الله كما يطيع الطفل اباه. انظر، ميمر 10، 201، وقال مع افرام ان آدم وحواء كانا في نفس الوقت طفلين-شابين. ايام ستة 1239، وقال مع فيلون الاسكندري وباسيليوس كان عمر آدم يوما واحدا ولكنه كان رجلا كاملا على مثال الاشجار المحملة بالاثمار وعمرها يوم واحد. ايام ستة  523-528 وعلى مثال القمر-البدر منذ البداية. ايام ستة 724-730. انظر، ميمر 6، 80، 118، 172، 196، 201. رسالة/9

[338] – ل2: نبت. ل2: سنبلة

[339] – ل2: الباري

340 – تكوين 1/10

341 – استعمل يعقوب عبارة “نيسان العظيم” ليصف بها المسيح والانبعاث. ايام ستة 1005

[342] – ل2: يهمل صدر البيت

[343] – ل2: الارض

[344] – ل2: ارضيته

[345] – نص: آكلوه

[346] – تكوين 1/11

[347] – ل2: ملثاو، نص: ملثو. اشعيا 49/21؛ مزمور 113/8. تكوين 1/2

[348] – ل2: جمال لانها كانت مشلحة

[349] – ل2: لانها نمت

[350] – مزمور 113/9، اشعيا 60/1

[351] – مزمور 93/1

[352] – و: وملأها ربه كل البركات

[353] – نص: قبلت

[354] – مزمور 67/6

355 – العالم (عولمو) يعني البشر. ايام ستة 559. والبرايا (بريوثو) تعني الخلائق. والبرية (بريثو) تعني البشر. ايام ستة 180

[356] – يؤكد يعقوب بان غنى الارض يكفي لتغذية البشرية الى ما شاء الله. الفقر وغيره من المظالم ينقدها ويعزوها الى خبث الانسان وانانيته، ولهذا يدعو المؤمن الى اقتناء روح المساعدة والاخوّة والمساواة. انظر، ميمر 82

[357] – ل2: في الارض. نص: العالم الذي اتقنه

[358] – ل2: فقاذ ليه، نص: فقديه

[359] – ل2: نطرون، نص: نوطرين. ل2: الذي اقام

[360] – ل2: دخول، نص: بخول

[361] – نشيد الانشاد، 2/5، 7/8؟، مزمور 104/15

[362] – ل2: يفرح الوجوه من الدهن. مزمور 45/7، متى 6/17، 104/15

[363] – مزمور 104/15

[364] – ل2: كلها

[365] – تكوين 1/12-13. هذا البيت يصلح لانهاء ميمر هذا النهار

366 – ايوب 3/1، 3

[367] – ل2: وثوب، نص: دثوب

[368] – تكوين 3/8

[369] – ل2: خادمات

[370] – ل2: ولاو، نص: لاو

[371] – نص: كنوز. نهاية مفاجئة لميمر هذا النهار!