الميمر 69 على الموتى لمار يعقوب

الميمر 69

 

        العالم محبوب ويحاول البشر ان يمكثوا فيه بالرغم من كونه شريرا. الموت والميت يعلمان البشر بدون كلمات لكي يتركوا الشرور ويتجردوا عن المقتنيات. يتاسف الميت لان ورثته لا يرثون ذنوبه بل مقتنياته ويتركون له شروره.

– المخطوطة: روما 117 ورقة 162

– يرد في البداية اسم مار يعقوب. فيه طرح لنظرية المسكنَين الزمني والابدي وهي نظرية مدرسة الرها بفضل تاثير لاهوت تيودوروس المصيصي وغيره. وردت بعض ابياته في الليتورجية السريانية. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة الشيخوخة اي الى سنة 505-510م.

 

 

الميمر 69

(على) الموتى لمار يعقوب

 

الناس يحبون العالم الشرير ويحاولون ان يمكثوا فيه

1 هوذا الاجيال مصفوفة في طريق العالم، وياتي الواحد بعد الآخر وهي مسرعة للانتقال،

2 ها انها ترتفع الى (نقطة) عبور الجسر العظيم، وهذا يدفع ذاك ليعبر الى النهاية،

3 جميع الداخلين الى العالم الشرير هم معذبون، واذ يحبونه لا يُتركون ليمكثوا فيه،

4 ها انهم يتعبون فيه مثل السكان والورثة، ولا يمكثون فيه مثل الحالّين والمسافرين،

5 يامر الناس في الحياة مثل الاله، ووقت الاجل يموتون جميعهم كالحيوانات،

6البارحة ملوك متباهون وعظماء ومسلطون، واليوم موتى وضعفاء وساقطون واذلاء،[1]

7 ها انهم قبل قليل كانوا اعزاء في ولاياتهم، والآن هم ضعفاء وصاروا ترابا في قبورهم،

8 ارتفعوا وعظموا وجاء الموت وحطهم، هكذا يضحك العالم الماكر على الداخلين اليه،

9الموت يحط السلاطين من درجاتهم ويجعلهم طينا نتنا في مسكن الشيول،

10 /874/ يضعف العظماء ويحل تيجان الاسياد، ويحتضن جميعهم التراب ندهم على اسكفته.

 

الموت والميت معلمان للبشر

11 ويصير الميت مثل ملفان لانداده، فيرشد ويوبخ ويعلمهم التواضع،

12 يسحب يديه عن كل الغنى ويلعنه، ومثل معلم يحتقر من يتطلع اليه،

13 انه معلم ماهر يعلّم ليس باصوات وكلمات، لكنه يبين عمليا ما هو المسكن،

14 يترك غناه ويخرج فارغا من مقتناه، ويصير كالمرآة لرفاقه حتى ينظروا اليه،

15 في تعليمه لا توجد مقالة ولا [ كلمات[2] باستثناء فعله القائم والعلني كالنيّر،

16 ليس من يترجم ولا يوجد معلم يكثر الكلمات غير ان الميت يعلم انداده هكذا،

17 جميع الملافنة يقولون كلمات في الجماعات، الميت بسكوته يظهر الفعل لجميع مشاهديه،

18 هكذا يصير لكم كما صار لي، انظروا اليّ وتعلموا ما هي نهاية كل جنسنا،

19 ركضتُ واقتنيت وجمعت واكثرت واغتنيت وفرحت، وهوذا مقتناي قد أُخذ وتركت اموالي عاريا،

 

20 وتعبت واقتنيت صيفا وشتاء، /875/ وها انهم يحبسونني في حفرة مجوفة مليئة ظلمة،

21 كل تعبي اخذه الآخرون ليتمتعوا به، ماذا استفدت من الهمّ الذي كنت مضطرما به،؟

22 سبقتني خطاياي وها انها تنتظرني في المحكمة، ومقتناي ظل للآخرين وماذا اصنع،؟

23 ليت ذنوبي ظلت مع مقتنياتي، ولياخذ جميع ورثتي خطاياي مع اموالي،

24 لو كانت تُترك الخطايا مع المقتنيات لما كنت اتاسف للتخليّ عن مقتناي مع نواقصي،

25 ضيقي عظيم لان خطاياي هي خاصتي، ولا يسمحون لي ان اكون صاحب مقتناي،

26 لاجل مقتناي عملت الاثم واقتنيت الاموال، ولما تجمعت اخذوا مقتناي وورثتُ الاثم،

27 بئس التوزيع: الخطايا هي مُلكي والغنى هو للآخر، لي جهنم وورثتي يتنعمون بمقتنياتي،!

28 ركضتُ كثيرا وجمعت كثيرا واقتنيت كثيرا ولم يصلني شيء من اموالي سوى الخطايا،

29 ورثتي ظلموني ولو اشتكي الى الحاكم هم يربحون وانا تصيبني الخسارة،

30 لو اشتكي لانهم اخذوا مقتناي وتركوا ذنوبي، ساخسر من قبل العدالة في الحكم المستقيم،

31 لو اقول: خذوا نواقصي مع مقتنياتي، /876/ كل واحد سيحتقرني ويذمني ويوبخني،

32 يقولون لي: لماذا تتعب،؟ ولماذا تقتني،؟ من اجبرك ان تفعل الاثم وتقتني الاموال،؟

33 كل مقتنى هذا العالم يظل في العالم، ولا توجد فرصة ليتخلى الاثم عن النفس،

34 خطايا النفس تذهب معها الى الموضع العظيم، وتظل اموال العالم للعالم ليتصرف بها.

 

المسكن الزمني

35 انظروا اليّ يا رفاقي الذين يرافقونني ويدفنوني ولا يضلكم المسكن الزمني كما اضلني،

36 اهربوا من العالم، اهربوا من الغنى، اهربوا من لاثم، وهلموا وانظروا الى مخرج الدرب كم انه مرّ،

37 انظروا اليّ يا اصدقائي كم انني ركضتُ وكم انني اغتنيت، وهانذا اخرج مجردا عن اموالي،

38 رافقتموني فتذكّروا بسببي اشخاصكم، الطريق هي عمومية فمهّدوا مهّدوا سبلكم،

39 الميت يقول هذه الامور لجميع اقربائه بسكوته، ومنظره يكون للفائدة بالنسبة للمتميزين،

40 من لا يستفيد من التعليم بالكلمات، لينظر الى الطبيعة (ويرى) ما هي آخرته فيتندم،

41 لو يُنكر الناموس المكتوب من قبل السامع، لتلقِ الطبيعة الجامدة الرعب على المشاهدين،

42 آخرة الميت تصير سببا صالحا للاحياء، /877/ ليتذكر كل واحد نفسه ويعود الى التوبة.

 

الخاتمة

43 هوذا التعليم بدون مقالات ولا كلمات، مبارك من بموته احتقر العالم لئلا يطمع.

كمل

 

[1] – ورت الابيات: 1-6 في الليتورجية السريانية. انظر، الاشحيم 426-427

[2] – نص: بكلمات، بيجان يصوب: كلمات