الميمر 42
الكلمة صورة العقل الخفي: ربنا اخلق فيّ قلبا نقيا حسب ارادتك، ليُخرج ويعطي غنى كلمتك للمتميزين، الكلمة هي صورة العقل الخفي الحالّ في النفس التي بها تعتلن تلك المعرفة المستترة فيها، العقل صامت، والكلمة تُخرج سكوته الى الاعتلان فلولاها لا يبين ما هو، العقل مخفي، ومخفية فيه ايضا الفكرة، وبالكلمة تتبين للبرانيين، الكلمة جُعلت كمركبة للعقل الخفي، وتزيحه خارج الجسد ليراه كل واحد.
العقل صورة لله: العقل في الجسم وخارجا عنه ولا يوصف كما ان الله موجود في العالم وخارجه، الله مستتر وخفي في العالم عن براياه، وما هو وكيف هو لا يعلم احد،؟ تخرج الكلمة من العقل لما تولد لا يتضايق ولا يتالم لما يلدها، هكذا ولد الآبُ ابنه الوحيد فوق الازمان، وبدون بداية، وازليا.
كلمة الانسان تحمل الاشياء والاشخاص “اسميا”: للكلمة قوة عظمى من قبل الله لانه بها تُنطق كل اعمال قدرته البارية، اعطاها ان تحمل بداية الازمان مع نهايتها لتصفها باعمالها وباسمائها، انظر الى كتاب موسى الذي تكلم مدة ستة ايام كيف يحمل العالم كله ويصفه وهذه الاسماء لما تُنطق ليست ثقيلة، انت كلمتك تحمل كل العالم بواسطة الاسماء، ولما تقال وتوصف ليست ثقيلة، كلمتنا تحمل حواسّا منحلة، انها تحمل الاسماء ولا توجد فرصة لتحمل الافعال، قوة النفس هي الكلمة كما يقال، وبها تتحرك لتحمل العالم بمصنوعاته، لا تقدر الكلمة ان تحمل العالم فقط، الكلمة لما تسبّح تحمل الله بالذات.
الله يحمل العوالم وما فيها “فعليا” اي يحفظها في الوجود ويدبرها: الله لا يحمل العالم بواسطة الاسماء، لكن بالقوة والبأس والعزة والجبروت، ابن الله الذي هو الكلمة بالحقيقة يحمل العالم كما تحمل الكلمة الاسمَ، وكما تحمل كلمتك كل الاسماء، وكانها لا شيء بالنسبة اليك لما توصف، هكذا يقدر الباري لو يشاء ان يبري ويؤتي الى الوجود ربوات العوالم ويحملها.
يشرح السروجي عبارة “الاقداس للقديسين”، ويشدد على اهمية الاستعداد للتناول. الخاطيء الذي يتناول يشبه يهوذا الذي دخل فيه الشيطان بعد ان مُنع من اخذ القدس: من نفسه هي مليئة بحمأة الخطيئة لا يجوز له ان يخطو ويدخل الى بيت المقدس ويسمع صوت الكاهن.
ملفاننا يفسر رؤيا اشعيا التي ترمز الى الاوخارستيا ويحرض على التوبة. يذكرنا بضرورة غسل الايدي قبل التناول كهنة ومؤمنون ايضا، لان القربان كان يؤخذ باليدين: لو كانت يدا جسمك وسختين او غير وسختين، عليك ان تغسلهما وبعدئذ تقترب الى المائدة، ايها الرجل انك لا تسكب شرابك في اناء وسخ لئلا تشمئز منه شهيتك لما تشربه، تنقي الخمر وتهيء له آنية مختارة، ولا تستعد لطهر قدس ربك، لو كان لك لآليء كريمة فانك تضعها في الحرير والآنية الجيدة، والجسد والدم اللذان هما لآليء الحياة لا يهانا في النفس والجسد الانائين غير الطاهرين.
تفسير الصلاة الربية: الاب الصالح يعلم بنيه القداسة ليتطلعوا اليه ويتشبهوا به بالطهر، وابو الاشرار يعلّم الشر للبشر، فلو زنيتَ فانت خاصته وقد جعلك عبده، الاب العادل يستحي بالابن الشرير لان اباه يغضب لما يصفونه ويلطخون سمعته.
الخاطيء، بصفته كاهنا بالمعموذية، يغفر لشخصه بدموعه التي تطفيء بحيرة النار (حتى في العالم الآخر حسب مبالغة السروجي): لتكن في ذلك الوقت معموذية الدموع، واغتسل بها واغفر الخطايا التي فعلتَها. المعموذية ممزوجة في جسدك فخذ منها مياه الدموع واغفر الخطيئة التي فعلتَها، اغفر انت لنفسك، فمن السهل عليك ان تقدس نفسك، منك أخرِج معموذيتك وها قد غُفر لك، اجمع واخزن لك مياه الدموع لتذهب معك وتطفيء بحيرة النار التي تجتازها، خذ لك الدموع لبحر اللهيب المرعب، فالنار لا تنطفيء هناك الا بالماء.!
– المخطوطتان: باريس 177 ورقة 85؛ روما 117 ورقة 505
– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. يكرس قسما مهما من الميمر ليحلل الكلمة التي يعتبرها هنا صورة للعقل اومركبته لانها تبرزه الى الخارج. يفسر ليتورجية القداس: الاقداس للقديسين وابانا الذي في السماوات، ويذكر بعض التفاصيل: غسل ايدي المؤمنين للتناول الذي كان يتم تحت الشكلين والذي كان يلصقه المؤمن على عينيه الخ..
الميمر دراسي ولاهوتي وتفسيري. وردت بعض ابياته في الليتورجية : “هاو دنوروني”. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة شباب ملفاننا لعله قبل غلق مدرسة الرها أي سنة 489م!
– الدرسات:
الميمر التاسع والاربعون، على اخذ الاسرار الالهية، يقرأ باكر يوم الخميس الكبير، قبطي، 528-535
للقديس مار يعقوب
الميمر 42
على تناول الاسرار المقدسة ليوم سبت “الحواريين”
المقدمة
1 ربنا اخلق فيّ قلبا نقيا حسب ارادتك، ليُخرج ويعطي غنى كلمتك للمتميزين،[1]
2 انت غني ومنك يغتني جميع الناطقين: قوة الكلمة غنى عظيم لمن [ يقتنيها.[2]
الكلمة صورة للعقل
3 الكلمة هي صورة العقل الخفي الحالّ في النفس التي بها تعتلن تلك المعرفة المستترة [فيها،[3]
4 العقل صامت، والكلمة تُخرج سكوته الى الاعتلان فلولاها لا يبين ما هو،
5 العقل مخفي، ومخفية فيه ايضا الفكرة، وبالكلمة تتبين للبرانيين،
6 الكلمة جُعلت كمركبة للعقل الخفي، /210/ وتزيحه خارج الجسد ليراه كل واحد.
العقل في الجسم وخارجه هو صورة الله في العالم وخارجه
7 انه في الجسم وخارجا عنه ولا يوصف كما ان الله هو موجود في العالم وخارجه،
8 الله مستتر وخفي في العالم عن براياه، وما هو، وكيف هو لا يعلم احد.؟
الابن الكلمة اظهر لنا الآب الخفي
9 بواسطة ولده الوحيد ظهر لنا الآب الخفي السامي والمتعالي على [ الاذهان،[4]
10 قال ربنا: من يراني يرى الآب، اذاً من الواضح باننا نراه بواسطة ولده،[5]
11 لما سأله ذاك التلميذ (قائلا): ارنا الآب، اجابه من رآني يرى الآب،[6]
12 الا تؤمن يا فيلبس بانه من رآني يرى الآب لانني صورة مجده،؟[7]
13 انا صورة وايقونة ذلك الجوهر، ومن يراني يرى الآب بالحقيقة،
14 الكلمة تبين بوضوح صورة الابن الذي هو حي وازلي من الآب،
15 تخرج الكلمة من العقل لما تولد، ولا يتضايق ولا يتالم لما يلدها،
16 هكذا ولد الآبُ ابنه الوحيد فوق الازمان، وبدون بداية، وازليا.
للكلمة قوة عظمى بها تُنطق اعمال القدرة البارية
17 /211/ للكلمة قوة عظمى من قبل الله لانه بها تُنطق كل اعمال قدرته البارية،
18 اعطاها ان تحمل بداية الازمان مع نهايتها لتصفها باعمالها وباسمائها،
19 نطقت: السماء، وقالت: الارض، وكررت: البحر، وهذه الاسماء لما تُنطق ليست ثقيلة،[8]
20 انظر الى كتاب موسى الذي تكلم مدة ستة ايام كيف يحمل العالم كله ويصفه،
21 قال: في البدء برى الله السماء والارض، وطارت كلمته على الاعالي والاعماق وكل الجهات.[9]
كلمة الانسان تحمل اسميا كل البرايا، ولما تسبّح تحمل الله
22 كلمتك انتَ تحمل كل العالم بواسطة الاسماء، ولما تقال وتوصف ليست ثقيلة،
23 الله لا يحمل العالم بواسطة الاسماء، لكن بالقوة والبأس والعزة والجبروت،
24 كلمتنا [ تحمل[10] حواسّا منحلة: انها تحمل الاسماء ولا توجد فرصة لتحمل الافعال،
25 ابن الله الذي هو الكلمة بالحقيقة يحمل العالم كما تحمل الكلمة الاسمَ،
26 وكما تحمل كلمتك كل الاسماء، وكانها لا شيء بالنسبة اليك لما توصف،
27 هكذا يقدر ذاك الباري لو يشاء /212/ ان يبري ويؤتي الى الوجود ربوات العوالم ويحملها،
28 قوة النفس هي الكلمة كما يقال، وبها تتحرك لتحمل العالم بمصنوعاته،[11]
29 لا تقدر الكلمة ان تحمل العالم فقط، الكلمة لما تسبّح تحمل الله،
30 الكلمة تهيء عرش اللاهوت بالتسبيح، ويجلس عليه ذاك الذي السماوات هي مليئة من مجده،[12]
31 بالتسبيح كل التطويبات الخفية في العلى تحمل وتزيح القوة القابضة على الاعالي والاعماق.
الملائكة يسبّحون الرب
32 يهتف الساروف بمنطقه: قدوس قدوس، وهو يحمل بحر القداسة الذي لا يُحدد،[13]
33 يصرخ الكاروب: مبارك من موضعه حيث هو موجود، وياخذ ويحمل ذاك الذي السماء هي مليئة من بركاته،[14]
34 لما تسبّح كل الطغمات الموجودة في السماء، تحل عليها تلك العظمة التي لا تُحدد.
السماء كرسي الرب والارض موطيء قدميه
35 السماء كرسيه والارض موطيء تحت رجليه، ولما تسبّح السماء والارض [ وقوة[15] الكرسي،
36 يسمي كرسيا المسبحين الموجودين في السماء، ويلقب موطئا المهللين الموجودين على الارض،[16]
37 الراحة التي يستريح ويحل فيها بقواته سماها كرسيه الذي هو السماء،
38 /213/ وبنعمته خلط الارضيين ليصيروا موطئا تحت رجليه لما يسبّحون،
39 الكرسي واحد والموطيء واحد بالنسبة لمن يفهم والتسبيح واحد من العلويين ومن السفليين،
40 ولو لم يكن ما اقوله هكذا، كيف تحمل كل البرية ذاك الذي يحملها،؟
41 السماء شبره، والارض والبحار موضوعة في حفنته، وكل البرية هي كلا شيء بالنسبة الى قوته،[17]
42 ولو يترك العالم سيصير كلا شيء، وليس امامه سوى كحبة الرمل،
43 اذاً من الواضح بانه يسمي السماويين والارضيين كرسيا وموطئا تحت رجليه.
لا يتمرد احد من التسبيح كما تمرد الشيطان
44 لا يتمرد احد من التسبيح، ولو لم [ يسبّح[18] لا يصبح راحة لربه ليستريح عليه،
45 لا يتمرد احد كما كان قد تمرد العدو، ولانه لم يسبّح لم يصبح راحة لذاك الذي براه،
46 لانه لم يرد ان يصير كرسيا مثل العلويين اُسقط والقي في جهنم ليتعذب فيها،
47 لانه لم يحمل الحياة ولم يصبح نورا في ذلك التسبيح، فقد صار ظلمة ونزل الى الارض المليئة ظلاما.
الله يحل في الخير والشيطان يستريح في الشر
48 /214/ رذل الشرير الخير المحبوب الذي هو كرسي الرب الصالح، وحمل الشر مركبة الموت،
49 كما ان الله يحل في الخير وعليه يستريح، هكذا راحة الشرير هي الشر،
50 وكما يتقن العادل الكرسي بالبرارة، وقد جُعلت الاستقامة موطئا تحت رجليه،
51 الخطيئة جُعلت كرسيا للشرير الذي يجلس عليه، وفعلة الاثم جُعلوا موطئا تحت رجليه،
52 ابتعد عن الشر الذي هو كرسي العدو، واحبب الخير الذي هو راحة رب الاعالي،
53 ابعِد عنك الحسد والمكر مركبة الشرير، والعداء مع البغض الذي ينجب الموت،
54 والحقد والافك والغضب الذي استل السيف للقتل، والسرقة والكذب والزنى،
55 هذه هي تلك المركبة التي اتقنها الشرير التي بها يحاول ان يربط البشر،
56 هذه هي تلك مركبة المتوج، وسلطتها موضوعة على الظلمة وعلى جهنم،
57 هذه هي تلك المركبة التي تعطي لعمالها الاجرة مع السفليين: صرير الاسنان،[19]
58 كسّر عنك نير العدو وقطّعه والق رباطات الاثم التي ربطك بها،
59 /215/ وضع على رقبتك نير ربك الطيب والمريح، واربط نفسك في تلك المركبة الحاملة الحياة،[20]
60 انها تاخذ الحياة وتحمل النور وتزيح الخير اي الله الذي هو الحياة لمن يحمله.
على الانسان ان يكون مركبة للملكوت وان يقدس الثالوث الاقدس
61 كن مركبة لمملكة السماويين وسبّح الآب الذي ربطك في تسبيح ابنه،
62 كن مركبة لتقديس السماويين، وقدس الآب لان نفسك تحيا بتقديسه،
63 قل للآب بقداسة: ليتقدس اسمك، وليكن مقدسا كما في السماء كذلك على الارض،[21]
64 يا ابا الاقداس القدوس ليتقدس اسمك، وارسل لابنائك ذلك الملكوت الذي هو كله قدس،[22]
65 لتنزل الى الارض القداسة التي بها تتقدس الاعالي والاعماق ولتقدس الارضيين،
66 الآب قدوس، والابن قدوس، والروح قدوس، ثلاثة تقاديس تعطي الاقداس للقديسين،[23]
67 ولهذا يهتف الكهنة في بيت المقدس: القدس، لان القدس يتزيح وينزل ويحل في القديسين،
68 خف ايها الخاطيء في ذلك الوقت، وانظر الى نفسك واغسلها ونظفها لئلا يجتاز القدس عنك،
69 يخرج القدس من بيت اقداس اللاهوت الى العلويين ليقدسهم برفرفته،
70 /216/ يتزيح وينحدر نحو السفليين ليجعلهم آنية القداسة المختارة ليحل فيهم،[24]
71 يتزيح الملك مع افواجه المقدسة، فهيء مسكن القداسة ليدخله ويحل فيه،
72 زيّن نفسك بكل جمال البرارة، ياتي عندك ذاك الملكوت الذي هو كله قدس،
73 نزلت نار مخيفة محرقة العوالم، فلتستنر نفسك بالبرارة والقداسة،
74 لتلتهب فيك نار المحبة كالاتون، ولتُكرم فيك النار الحية بمحبتك،
75 لتُسجر النفس بالمحبة الالهية لتقبل بقداسة نار اللاهوت،
76 [ ذاك[25] الملكوت الذي به تُقدس السماء والارض نزل الى الارض، كن له مذبحا طاهرا ونقيا،
77 ذاك البهاء الذي به تزهو مراتب العلى جاء عندك، كن لو ناؤوسا لا عيب فيه،
78 من الآب يصدر نور غير محدود، انتبه لئلا تمنعه ظلمة الاثم من الدخول اليك،
79 لجة الحياة فاضت لتاتي وتتجمع في نفسك، لا تكن الخطيئة سدّا فتجتاز عنك.
الاقداس للقديسين
80 /217/ من الله يصدر القدس الى القديسين، ولهذا يكرر الكاهن: القدس بصوت عال،
81 يقول: لينزل القدس ويحل في القديسين، فلا يقترب الا من هو طاهر وقديس،
82 ليرَ كل واحد ويفحص نفسه كما هو مكتوب، وبعدئذ ياكل الجسد الحي ويشرب الدم،[26]
83 لئلا ياخذ الجسد والدم للخزي، ويستوجب نار جهنم المسجورة،
84 لنرَ نفسنا بخوف عظيم ورجفة لما نأخذ اسرار بيت الله المخيفة،
85 ليفحص كل واحد ويرَ نفسه لئلا يوجد فيها الاثم البغيض وياخذ القدس وهو غير نادم.
الخاطيء الذي يقترب من الاسرار يشبه يهوذا
86 لا يقترب من هو غاضب، ومن هو مبغض، وليبعد نفسه من هو زان ومن هو سارق،
87 من هو مليء حسدا ومكرا على قريبه يشبه يهوذا الذي لم يعطه ربنا جسده،
88 كان قد كسر ووزع جسده ودمه على المائدة واعطى للاحد عشر لياكلوا منه بقداسة،
89 واذ كان يهوذا مليئا مكرا فقد منعه من (تناول) القدس لانه لم يكن مستحقا ان ياخذ القدس مع التلاميذ،[27]
90 وحالما مُنع عنه القدس لئلا يدخل فيه، دخل الشيطان وخنقه وافسده واباد نفسه.
اشعيا يصف الاسرار الالهية
91 /218/ اسرار ربنا هي نور بين العلويين [ ويشهد[28] معنا ايضا اشعيا الذي رآها،
92 شاهد هناك اسرار الابن بين جموعهم، وساروف النار لم يكن [ يقدر[29] ان يقترب منها،
93 ذاك الناري الذي يصدر منه الاحتراق كان قد ارتجف من رؤيا سرّ الوحيد،
94 وكان قد اخذ الجمرة بكلبة نارية من داخل المذبح، واعطى النبي ليزول اثمه ويطهر،
95 اليد النارية لم تستطع ان تقترب وتمسك السر المخيف الذي كان يُخدم بين العلويين،
96 من لم يصمت من هتاف: القدوس، ومنذ الازل يغطي وجهه بخوف عظيم لئلا ينظر اليه،
97 [ ابن] اللهيب الذي يضيء منه اللهيب، بالكد [ اقترب ليمسك الاسرار بكلبة نارية،[30]
98 تلك النار التي كانت تُخدم بين العلويين، [ تراها[31] في بيت المقدس على المائدة،
99 لو لم تغسل خطيئة نفسك لا تقترب من النار الحية المذبوحة امامك على المائدة،
100 لقد [ اتقن[32] لك الخبز على المائدة لتاكله، لا تقترب لتاكل منه الا بعد ان تغتسل،
101 /219/ لو كانت يدا جسمك وسختين او غير وسختين، عليك ان تغسلهما وبعدئذ تقترب الى المائدة،[33]
102 انك تنظفهما لئلا يكون فيهما غبار ما لما يُقرب لك الطعام العادي،
103 ربك مذبوح على المائدة لاجلك، ألا تغسل اثم نفسك وبعدئذ تقترب،؟
104 ذاك الذي يحترق منه الناريون في سمو موضعه [ تراه[34] على المائدة في الخبز والخمر،
105 المراتب الزهية لا تقترب من ميعاد مكانه، وهوذا ابناء التراب يحملونه بايديهم،
106 ذاك العزيز الذي لو نظر الى العالم لاحترق، تقبض عليه الحفنات المجبولة من الغبار،
107 لابسو البروق لو نظروا اليه لاحترقوا حالا، ويلصقه بنو التراب على اوجههم،[35]
108 ولو كان يوجد حسد في المستيقظين او في السواريف، لكان الكواريب قريبين ليحسدوا البشر،
109 هولاء يحملونه بخوف على ظهورهم، وهولاء يمسكونه بالحفنات على اياديهم،
110 يهتف هولاء مثل البعيدين: مبارك من مكانه، وياكل هولاء من مائدته مثل القريبين،[36]
111 /220/ هولاء يغطون وجوههم لئلا ينظروا اليه، والطين الحقير وجهه مسفر لما ينظر اليه.
لا يجوز للخاطيء ان يتناول ولا ان يسمع صوت الكاهن!
112 من نفسه هي مليئة بحمأة الخطيئة لا يجوز له ان يخطو ويدخل الى بيت المقدس،
113 من نفسه هي فاسدة بالزنى والفجور لا يجوز له حتى ان يسمع صوت الكاهن،
114 من هو مليء اهانات واستهزاءات مع الشتائم لا يعطه الكاهن القدس لئلا يُدان،
115 يتقيأ فمك عكر كل الشرور النتن وقد جُعل منبع القبح والنتانة،
116 ولا تخاف لما تقترب وتمسك السر الذي يُرجف السماويين لو نظروا اليه،؟
117 باي وجه تاخذ القدس وانت غير مستحق، ولا توجد فيك القداسة بل الاثم،؟
118 يهتف ويقول: كونوا قديسين مثلي لان من ليس طاهرا او قديسا ليس خاصتي،[37]
119 لو انتم خاصتي كونوا قديسين كما انا ايضا (قدوس) لان القداسة تلزم لابنائي،
120 بالمعموذية التي هي امّ القداسة كونوا لي ابناء اطالبهم بالقداسة،
121 كونوا اخوة لابني الحبيب بالنار والروح، ومن ليس طاهرا هو غريب من الاخوّة،[38]
122 /221/ لا تاخذ القدس لما تزني ولا لما تسرق لئلا يكون القدس لدينونتك لما تاخذه،[39]
123 لا تاخذ القدس ونفسك مليئة بحمأة الخطيئة لانه لا يجوز لك ان [ تقترب[40] منه،
124 وهي نتنة بالاثم والافك [ والعكر البغيض فانك تهين[41] القدس الذي به يتقدس السماويون،
125 ومن هنا هوذا المرضى والامراض يكثرون، وياتي الموت في غير وقته ويقطع الحياة،[42]
126 من نفسه هي فاسدة في الاثم ويتجاسر ويتناول فان موت الغضب يقطع حياته بسرعة.
نظف وزيّن نفسك كما تنظف الكأس للخمر وتحفظ اللآليء في الحرير
127 انك تنظف الاناء ليكون شرابك محفوظا، وتغسل وتنظف وسخه بغسولات كثيرة،
128 ايها الرجل انك لا تسكب شرابك في اناء وسخ لئلا تشمئز منه شهيتك لما تشربه،
129 وتريد ان تلقي قدس ربك في اناء نفسك [ وهو وسخ[43] بوسخ الخطيئة النتن،
130 تنقي الخمر وتهيء له آنية مختارة، ولا تستعد لطهر قدس ربك،
131 لو كان لك لآليء كريمة فانك تضعها في الحرير والآنية الجيدة،
132 /222/ والجسد والدم اللذان هما لآليء الحياة لا يهانا في النفس والجسد الانائين غير الطاهرين،[44]
133 اللؤلؤة التي لا تشبهها السماء والارض لا تقبل قدس ربك في اناء غير نظيف،
134 النفس التي هي اناء قدس ابن الله هي مليئة حمأة كل الشرور ولا تنظفها،
135 ألا يقع عليك الرعب والرجفة لما تريد ان تلقي القدس في النفس المليئة اثما دنسا.؟
على الانسان ان يختار بين ابوَين: الله والشرير
136 يرى الشرير النفس التي هي هيكل الملك، ويلقي الحمأة فيها ليمنع القدس من الدخول اليها،
137 ويفسدها ويدنسها بالاثم البغيض حتى تبتعد عن القدس متى ما ياتي ليدخل اليها،
138 تصبح غريبا لئلا تصير ابنا لله لانك لم تنقِِّ اناء النفس لتقبل قدسه،
139 ميراث الرب هم الابناء العادلون الذين حفظوا ذخيرة القداسة في نفوسهم،[45]
140 الاب الصالح يعلّم بنيه القداسة ليتطلعوا اليه ويتشبهوا به بالطهر،
141 وابو الاشرار يعلّم الشر للبشر، فلو زنيتَ فانت خاصته وقد جعلك عبده،
142 ولو دعوتَ الاب يا ابانا يجيبك: ليس لك اب غير الشرير الذي علّمك الزنى،
143 /223/ ولو كنتَ قديسا ياتي عندك ابو الاقداس ويحبك لانه وجد فيك القداسة،
144 لما تدخل الخطيئة الى نفسك وتتصرف فيها، فابوك هو الشرير لانك اتممت عمله حسب ارادته،
145 تعمل معه وانت نشيط في افعاله ولا ينتظرك لتدعوه حتى ياتي فها انه معك،
146 ها انك تربي اشواكه الملعونة الزرع السيء، وهذه هي اجرته: يقود ابناءه الى الظلمة،
147 من يصير حاذقا في الشر يكون عذابه عظيما في تلك المملكة الموضوعة سلطتها على جهنم،
148 انك تدعو الآب الحقيقي كذبا لانه لا يرى فيك القداسة والبرارة،
149 فمك يكذب لانك تدعو ابا ليس اباك لانك تريد ان يصير ابا لفاعلي الاثم،
150 الاثم الذي تفعله جعلك عبدا للخطيئة، بينما لك اب وتدعو ذاك الآب القدوس،
151 انت تلصق اهانتك بالله لما تقول: ليتقدس اسمك، بينما انت لم تحافظ على القداسة،[46]
152 يريد ان يكون ابا للصالحين والقديسين، وانت ايها الزاني لماذا تدعو الآب ابانا،؟[47]
153 لو علّمك الزنى فادعه كما دعوتَ، ولو لم يعلّمك فلا تدعه ابا الزنى،
154 /224/ انه يخجل ان يكون ابا لفاعلي الاثم، اذهب وتعرّف على الاب الذي علمك الزنى،[48]
155 ذاك الحقيقي ليس اباك لانك لست خاصته، انه لا يجد فيك القداسة التي علّمها لبنيه،
156 انك تضل ضلالة بدعوتك ابا لستَ خاصته، فابوك مدنس لانك تتصرف في الدنس،
157 لا توجد فرصة ليصير الاب الصالح (ابا) الاشرار لئلا يهان بالابن الشرير الذي ليس خاصته،
158 الاب العادل يستحي بالابن الشرير لان اباه يغضب لما يصفونه ويلطخون سمعته،
159 يلعن اليوم ويلعن الساعةالتي وُلد فيها لانه يخجل لما يوصف شر ابنه،[49]
160 بصوت الكاهن الذي يصرخ: [ الاقداس[50] نزلت لتُعطى للقديسين، يميز الآب ابناءه القديسين.
دموع التوبة تغسل النفس
161 في ذلك الوقت المخيف لما يقول الكاهن هذه (الامور) ابكِ ايها الخاطيء واطلب المراحم من الله،
162 اسكب الدموع وبها اغسل وسخ نفسك بقلب منسحق وحزين وكئيب بسبب اثمه،
163 لتكن في ذلك الوقت معموذية الدموع، واغتسل بها واغفر الخطايا التي فعلتَها،
164 قل للآب: اذنبت كثيرا وذنبي عظيم /225/ وهو تافه جدا بالنسبة لكثرة مراحمك،
165 انظر الى حنانك المليئة [ منه[51] السماء والارض، وتصالح به واغفر الخطايا التي فعلتها،
166 انت لا تطلب من الذي اخطأ الذهب والفضة ولاالمقتنيات ولا ثروة العالم الزائل،
167 انك تبغض الذهب وتطلب من الخطأة البكاء، والفضة مهملة وتحب دموع العيون،
168 القطرات التي تتناثر من بؤبيء الذي اخطأ تفرح بها ويفرح معك العساكر،[52]
169 الاناء الوسخ لا ينظف الا اذا غُسل بالماء، وخطيئة النفس لا تُغسل الا بالدموع،
170 ربوات الوزنات لا تغسل اثم النفس، كقطرات الدموع التي تتناثر من البآبيء،
171 هل ليس لك الدموع،؟ اشترِ لك الدموع من الفقراء، أليس لك الالم،؟ ادع المحتاجين ليتالموا معك،
172 لو كان القلب قاسيا ولا توجد دموع الالم فادعُ المتضايقين بالصدقات ليبكوا معك،
173 لما تُصنع الشفقة فهي عظيمة جدا، وتحتاج الى البكاء وبعدئذ تُقرب لله،
174 البرارة شهية ولائقة لمن يفعلها، ولا تُقبل الا بدموع الفقر،
175 /226/ الشفقة هي كقربان منتخب وطاهر، فادعُ الفقراء ليستريح ربك بدموعهم،
176 كل البرارة هي مبخرة عطرة الرائحة، لتصعد رائتحها الى ملك الملوك بواسطة الاذلاء،
177 اجمع واخزن لك مياه الدموع لتذهب معك وتطفيء [ بحيرة[53] النار التي تجتازها،
178 خذ لك الدموع لبحر اللهيب المرعب، فالنار لا تنطفيء هناك الا بالماء،
179 قطرات الدموع تصير سحبا تطفيء النار المخيفة التي تهدد الاثمة كثيرا،
180 ليتالم القلب بانسحاق النفس وأكثِر الصلاة واجرِ الدموع من بؤبؤيك بالم،
181 الندامة هي كالدخان وحالما تدخل الى القلب سجرت القلب فاجرِ الدموع من البؤبؤين،
182 الحزن يعصر الرطوبة الموجودة في القلب ويرسلها الى جفنَي العينين بواسطة القطرات،
183 يبدد وياخذ الفرح الموجود في [ الحالب[54] ويدخل الالم ويجلس مع الكآبة في النفس،
184 [ وتتوجع[55] الروح الموجودة في الداخل وتتضايق وتبكي بسبب الحسرات والتنهدات،
185 /227/ بهذا الالم يتعذب القلب كما لو كان بقضيب وتصدر منه جداول الدموع، فاغسل نفسك،
186 المعموذية ممزوجة في جسدك فخذ [ منها[56] مياه الدموع واغفر الخطيئة التي فعلتَها،
187 اغفر انت لنفسك، فمن السهل عليك ان تقدس نفسك، منك أخرِج معموذيتك وها قد غُفر لك،
188 كل مياه البحر العظيم لا تغسلك كالقطرات التي يرسلها القلب الى العين،
189 يا ابن الله الذي لبس الجسد واجرى منه الماء والدم وغفر للعالم بذبيحته.[57]
الخاتمة
190 اعطنا قلبا مليئا ألما وانسحاق النفس، وبك نطهر يا ابن الله، لك التسبيح.
كمل ميمر تناول الاسرار
1 – مزمور 51/12. لماذا اقحم في هذا الميمر تحليل الكلمة الالهية والبشرية والعقل والنفس وتفسير نص حزقيال عن الشيطان الخ..؟ لقد تكرر تحليل الكلمة في مواضع اخرى لها صلة بموضوع لاهوت المسيح كالميمرين 39-40؟. هل تعود هذه المقدمة الى ميمر آخر؟
[2] – ب: يقتنيه
[3] – ب: فيه
[4] – ب: ذهن
[5] – يوحنا 14/9
[6] – يوحنا 14/9
[7] – يوحنا 14/9، عبرانيون 1/3
[8] – تكوين 1/1، 9
[9] – تكوين 1/1
[10] – من اضافة الناشر
[11] – يذكر السروجي نظرية فلسفية عن الكلمة ويقول: “الكلمة هي قوة النفس” اي ان الانسان حيوان ناطق. يتميز الانسان عن الحيوان بالكلمة. انظر، ميمره 41/11، 140/4 الخ..
[12] – اشعيا 66/1، 6/3؟
[13] – اشعيا 6/3
[14] – حزقيال 3/12
[15] – مشكوك في الكلمة
[16] – متى 5/34-35
[17] – اشعيا 40/12-26
[18] – ر: مشاباح، نص: نشاباح
[19] – متى 8/12
[20] – متى 11/29-30
[21] – متى 6/9-10
[22] – متى 6/10
[23] – برهان على الثالوث. التقاديس الثلاثية: عبارة ليتورجية ترد في القداس السرياني والكلداني والماروني الخ..
[24] – 2طيمثاوس 2/21
[25] – نص: بذلك
[26] – 1قورنثية 11/27-32. اشارة الى ان التناول كان يتم تحت الشكلين
[27] – اعطى المسيح ليهوذا الخبز “المبلل” الخالي من الرفرفة. انظر، ميمره 53
[28] – نص: يشهد. اشعيا 6/1-6. الابيات: 91-111 تجدها مبعثرة ومختلفة احيانا في لحن: هاو دنوروني الذي يقال اثناء التناول في القداس السرياني والماروني والكلداني. انظر، ميمره 125
[29] – نص: قدر
[30] – ب: دبار، نص: بار. ب: قدر ان يقترب اليه
[31] – ب: تراه
[32] – نص: تاقين، بيجان يصوب: توقين؟
[33] – اشارة واضحة الى غسل الايدي قبل التناول ليس فقط يدي الكاهن بل ايادي المؤمنين ايضا. لعل وجود الآبار في البيع يفسر اهمية وجود الماء للعماذ اولا ولغسل ايدي المؤمنين قبل التناول!
[34] – ر: يطهر
[35] – استنادا الى افرام يقول ملفاننا: ياخذ المؤمن القربان بحفنتيه ويلصقه (طافي) على وجهه
[36] – حزقيال 3/12
[37] – 1بطرس 1/15. لاويون 11/44
[38] – متى 3/11، 17
[39] – 1قورنثية 11/29
[40] – ب: ان تقترب هي
[41] – ر: القبيح..تهينين
[42] – 1قورنثية 11/27-32
[43] – ر، ب: يوسخها
[44] – الجسد والدم هما لؤلؤتان مثل الكلمة والبيعة وبنت العهد والكتاب المقدس الخ..
[45] – مزمور 126/3
[46] – متى 6/9
[47] – متى 6/9
[48] – هوشع 5/4؟
[49] – ايوب 3/3
[50] – نص: القدس، بيجان يصوب: الاقداس
[51] – ب: منها
[52] – لوقا 15/7، 10
[53] – ر: نهر. رؤيا 19/20، دانيال 7/10. اهمية المعموذية ودموع التوبة (أي المعموذية الثانية) لاطفاء نار بحيرة النار في العالم الآتي. الفكرة غامضة. هل تعني اطفاء نار جهنم.؟ السروجي يؤكد بان هذه النار ابدية، اذاً سوف لن تنطفيء لانه لا توجد ندامة في العالم الجديد. هل تعني نار “المطهر”.؟ في التقليد السرياني لا نجد مثل هذه النظرية في عهد السروجي. انها صورة شعرية تشرح اهمية التوبة. يعقوب يقول حسب تعددية نظرياته ان الدموع تطفيء لهيب نار جهنم ولهذا طلب الغني قطرات الماء من لعازر. انظر، ميمره 16 على للغني ولعازر
[54] – نص: حالب، بيجان يصوب: في القلب. انظر، ميمره 71/1139
[55] – نص: ومثكيبو، بيجان يصوب: مثكابو
[56] – ر: منه. يستعمل فعل: اغفر الخطيئة التي فعلتها بدون ذكر دور الكهنوت الذي يغفر. الخاطيء يصبح كاهنا لنفسه ليغفر له شخصيا.! حسب ميمره 44/183 على الابرص يتدخل الكاهن في قضية غفران الخطايا. ملفاننا يرسم صورة تبين اهمية التوبة الشخصية
[57] – يوحنا 19/34